(بهلول بن عمرو الصيرفي (رضي الله عنه

اسمه وكنيته ونسبه

أبو وهيب، بهلول بن عمرو الصيرفي الكوفي.

مكانته العلمية

كان(رضي الله عنه) من أصحاب الإمامين الصادق والكاظم(عليهما السلام)، وكان من علماء وفضلاء أهل الكوفة، وكان يُفتي على مذهب أهل البيت(عليهم السلام)، وعُرف بمناظراته مع أبي حنيفة وغيره.

تجنّنه

كان(رضي الله عنه) في قمّة الكمال والمعرفة والعقل، وللتخلّص من شرور خلفاء العبّاسيين كان يتصرّف تصرّف المجانين، ويُظهر الهذيان والسفاهة، وذلك بأمر من الإمام الكاظم(عليه السلام)؛ لحفظ نفسه ودينه، والتمكّن من التصرّف على إزهاق الباطل وإظهار الحقّ عن طريق البلاهة والسفاهة، فاشتهر بالمجنون خلافاً للواقع والحقيقة؛ لعلوّ مقامه وفضله وجلالة قدره.

إن كنت تهواهم حقّاً بلا كذب ** فالزم جنونك في جدٍّ وفي لعب

إيّاك من أن يقولوا عاقل فطن ** فتبتلى بطويل الكدّ والنصب

مولاك يعلم ما تطويه من خُلق ** فما يضرّ بأن سبّوك بالكذب

شعره وحكمه

كان(رضي الله عنه) شاعراً حكيماً، وكاملاً في فنون الحكم والمعارف والآداب، وله كلمات حسنة وأشعار رائقة، منها:

1ـ قال في مدح أهل البيت(عليهم السلام):

برئتُ إلى الله من ظالم ** لسبط النبي أبي القاسم

ودنت إلهي بحبّ الوصي ** وحبّ النبي أبي فاطم

وذلك حرز من النائبات ** ومن كلّ متّهم غاشم

بهم أرتجي الفوز يوم المعاد ** وأنجو غداً من لظى ضارم

2ـ قال في الحكمة:

يا مَن تمتّع بالدنيا وزينتها ** ولا تنام عن اللذّات عيناه

شغلت نفسك فيما ليس تدركه ** تقول لله ماذا حين تلقاه

وقال أيضاً:

يا خاطب الدنيا إلى نفسه ** تنح عن خطبتها تسلم

إنّ التي تخطب غرارة ** قريبة العرس إلى المأتم

وقال:

توكّلتُ على الله ** وما أرجو سوى الله

وما الرزق من الناس ** بل الرزق من الله

3ـ قال لهارون الرشيد:

هب أن قد ملكت الأرض طرّاً ** ودان لك العباد فكان ماذا

أليس غداً مصيرك جوف قبر ** ويحثو عليك التراب هذا ثمّ هذا

ممّن روى عنهم

الإمام الصادق، الإمام الكاظم(عليهما السلام)، عمرو بن دينار، عاصم بن أبي النجود، أيمن بن نائل... .

وفاته

تُوفّي(رضي الله عنه) عام 190ﻫ، ودُفن في بغداد.

ـــــــــ

1ـ اُنظر: أعيان الشيعة 3/617.

بقلم: محمد أمين نجف