(محمّد بن أبي عمير (رضي الله عنه

اسمه وكنيته ونسبه

أبو أحمد، محمّد بن أبي عمير زياد بن عيسى الأزدي.

مكانته العلمية

كان من أصحاب الإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد(عليهم السلام)، وكان موضع ثقة كلّ من الشيعة والسنّة، وأحد الرواة الأساسيين للأُصول الأربعمئة.
وهو من أصحاب الإجماع، قال الشيخ الكشّي: (أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم، وأقرّوا لهم بالفقه والعلم، وهم ستّة نفر آخر، دون الستّة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام)، منهم: يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري، ومحمّد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر)(2).

سيرته

كان(رضي الله عنه) عابداً للغاية، وقد ذكره الجاحظ عند الحديث عن أفضلية القحطانيين على العدنانيين مفتخراً بذلك، حيث كان في بعض الأحايين يسجد بعد صلاة الصبح سجدة لا يرفع رأسه منها حتّى الظهر.

وكان هارون الرشيد قد طلب منه أن يكشف عن أسماء شيعة الإمام الكاظم(عليه السلام)، أو يرضى بالعمل قاضياً في إحدى المدن، فرفض ذلك، فجلده وألقاه السجن.

وخلال فترة السجن قامت أخته بإخفاء كتبه - التي بلغت 94 كتاباً - تحت الأرض، الأمر الذي أدّى إلى تلفها جميعاًً.

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ النجاشي(قدس سره) في رجاله: (جليل القدر، عظيم المنزلة فينا وعند المخالفين).

2ـ قال الشيخ الطوسي(قدس سره) في الفهرست: (وكان من أوثق الناس عند الخاصّة والعامّة، وأنسكهم نسكاً، وأورعهم وأعبدهم).

3ـ قال السيّد البروجردي(قدس سره) في طرائف المقال: (ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة، من أوثق الناس عند الفرقتين).

روايته للحديث

كان(رضي الله عنه) دقيقاً للغاية في رواياته، فمع أنّه قد سمع الكثير من الروايات عن علماء السنّة، إلاّ أنّه لم يروِ عنهم مطلقاً، خوفاً من اختلاط رواياتهم بروايات الأئمّة(عليهم السلام).

ممّن روى عنهم

الإمام الكاظم، الإمام الرضا(عليهما السلام)، أبو بصير، أبان بن عثمان، إسحاق بن عمّار، بكير بن أعين، جميل بن درّاج، الحسين ابن أبي العلاء، حمّاد بن عثمان، عبد الله بن بكير، عبد الله بن سنان، معاوية بن عمّار، يونس بن يعقوب... .

من الراوين عنه

أبو عبد الله البرقي، إبراهيم بن هاشم، محمّد بن عيسى، أحمد بن محمّد بن عيسى، سهل بن زياد، علي بن مهزيار، الفضل بن شاذان، نوح بن شعيب، يعقوب بن يزيد.

من مؤلّفاته

الاحتجاج في الإمامة، الكفر والإيمان، اختلاف الحديث، فضائل الحج، الاستطاعة، الطلاق، الرضاع، المغازي، البداء، التوحيد، المعارف.

وفاته

تُوفّي محمّد بن أبي عمير(رضي الله عنه) عام 217هـ.

ـــــــــ

1ـ معجم رجال الحديث 15/291.

2ـ رجال الكشّي: 507.