يونس بن عبد الرحمن (رضي الله عنه)

(125هـ ـ 208هـ)

اسمه وكنيته ونسبه

أبو محمّد، يونس بن عبد الرحمن، مولى علي بن يقطين.

ولادته

ولد يونس عام 125هـ.

مكانته العلمية

يُعدّ من أكابر أصحاب الأئمّة(عليهم السلام)، وذو مكانة وشأن عظيمين، وقد التقى يونس الإمام الصادق(عليه السلام) في أيّام الحج، إلاّ أنّه لم يروِ عنه، وإنّما روى عن الإمامين الكاظم والرضا(عليهما السلام).

وعدّه جماعة من الذين أجمعت العصابة على تصديقهم، والانقياد لهم بالفقه.

قال الشيخ الكشّي(قدس سره): (أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عن هؤلاء وتصديقهم، وأقرّوا لهم بالفقه والعلم، وهم ستّة نفر آخر، دون الستّة نفر الذين ذكرناهم في أصحاب أبي عبد الله(عليه السلام)، منهم: يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى بياع السابري، ومحمّد بن أبي عمير، وعبد الله بن المغيرة، والحسن بن محبوب، وأحمد بن محمّد بن أبي نصر، وقال بعضهم: مكان الحسن بن محبوب، الحسن بن علي ابن فضّال، وفضالة بن أيوب، وقال بعضهم: مكان فضالة بن أيوب، عثمان بن عيسى، وأفقه هؤلاء يونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن يحيى)(2).

كما قام الإمام الرضا(عليه السلام) بتعريفه للناس في قضايا العلم والإفتاء، وقد حدث بعد شهادة الإمام الكاظم(عليه السلام) أن انحرف بعض وكلائه عنه حيث عُرفوا بالواقفية، وبعثوا إلى يونس أموالاً طائلة كي يثنوه عن مسير الحق الذي كان عليه، إلاّ أنّ يونس رفض الأموال وظلّ ثابت القدم على طريق الحق، ويعتقد بعضهم أنّ موقفه هذا من الواقفية هو الذي دفع بهم إلى تشويه سمعته أمام أصحابه وتلامذته.

من أقوال الأئمّة(عليهم السلام) فيه

1ـ يُروى أنّ جمعاً من أهل البصرة استأذنوا للدخول على الإمام الرضا(عليه السلام)، وكان عنده يونس بن عبد الرحمن، فأومأ أبو الحسن(عليه السلام) إلى يونس أدخل البيت، فإذا بيت مسبل عليه ستر، إيّاك أن تتحرّك حتّى يؤذن لك، فدخل البصريون فأكثروا من الوقيعة والقول في يونس، وأبو الحسن(عليه السلام) مطرق حتّى لمّا أكثروا فقاموا وودّعوا وخرجوا، فأذن يونس بالخروج فخرج باكياً، فقال: جعلني الله فداك إنّي أُحامي عن هذه المقالة، وهذه حالي عند أصحابي.

فقال له أبو الحسن(عليه السلام): (يا يونس، فما عليك ممّا يقولون، إذا كان إمامك عنك راضياً... يا يونس، وما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درّة، ثمّ قال الناس: بعرة، أو بعرة وقال الناس: درة، هل ينفعك شيئاً)، فقلت: لا، فقال: (هكذا أنت يا يونس إذا كنت على الصواب، وكان إمامك عنك راضياً لم يضرّك ما قال الناس)(3).

2ـ قال الإمام الحسن العسكري(عليه السلام) عندما رأى كتابه يوم وليلة: (أعطاه الله بكلّ حرف نوراً يوم القيامة)(4).

3ـ قال الإمام الرضا(عليه السلام): (ويونس في زمانه، كسلمان الفارسي في زمانه)(5).

من أقوال العلماء فيه

1ـ قال الشيخ النجاشي(قدس سره) في رجاله: (كان وجهاً في أصحابنا متقدّماً، عظيم المنزلة).

2ـ قال الشيخ الطوسي(قدس سره) في رجاله: (وهو عندي ثقة).

ممّن روى عنهم

الإمام الكاظم، الإمام الرضا(عليهما السلام)، هشام بن سالم، هشام بن الحكم، أبان بن عثمان، عبد الله بن سنان، عبد الله بن مسكان، عمر بن أذينة، محمّد بن حمران، محمّد بن مسلم، يونس بن عمّار... .

من الراوين عنه

محمّد بن أبي عمير، أبو عبد الله البرقي، محمّد بن عيسى، شاذان بن خليل النيسابوري، عبد الله بن الصلت، منيع بن الحجّاج.

من مؤلّفاته

يوم وليلة، الأدب والدلالة على الخير، جوامع الآثار، اختلاف الحج، الاحتجاج في الطلاق، علل الحديث، الجامع الكبير في الفقه، نوادر البيوع، الرد على الغلاة، البيوع والمزارعات، اللؤلؤ في الزهد، فضل القرآن.

وفاته

تُوفّي يونس(رضي الله عنه) عام 208هـ بالمدينة المنوّرة.

ـــــــــ

1ـ اُنظر: معجم رجال الحديث 21/209، أعيان الشيعة 10/326.

2ـ رجال الكشّي: 507.

3ـ بحار الأنوار 2/65.

4ـ رجال النجاشي: 447.

5ـ اختيار معرفة الرجال 2/781.