الباب الرّابع والخمسون ثواب مَن زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه

 1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ . وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريِّ ، عن أبيه عبدالله ، عن عليِّ بن إسماعيلَ القمّيِّ ، عن محمّد بن عَمرو الزَّيّات ، عن فائد الحنّاط(1) ، عن أبي الحسن الماضي «قال : مَن زار الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غَفَر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر»(2) .  

2 ـ حدَّثني أبو العبّاس الكوفيُّ قال : حدّثني محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن محمّد بن الحسين بن كثير ، عن هارونَ بن خارجة «قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام : إنّهم يَروون أنّه مَن زارَ الحسين عليه السلام كانَتْ له حَجّةٌ وعُمرةٌ؟ قال لي : مَن زارَه ـ والله ـ عارفاً بحقِّه غُفِرَ له ما تَقدَّم مِن ذَنبه وما تأخَّر» .  وحدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجَماعة مشايخنا ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن الحسين بإسناده مثله .  

3 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الخيبريّ ، عن الحسين بن محمّد القمّي(*) «قال : قال أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام : أدنى ما يُثاب به زائر الحسين عليه السلام بشطّ الفُرات إذا عَرَفَ بحقّه وحُرمَتِه ووِلايتِه أن يُغْفَرَ له ما تَقَدّم من ذَنْبِه وما تأخّر» .  

4 ـ وحدَّثني أبو العبّاس(3) ، عن محمّد بن الحسين ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن ابن مُسكان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غفر [الله] له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخّر» .  

5 ـ وعنه ، عن محمّد بن الحسين ، عن أبي داودَ سليمانَ بن سُفيانَ المُستَرِق ـ عن بعض أصحابنا ـ عن مُثنّى الحنّاط ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام «قال : سَمِعتُه يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غفر [الله] ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر» .  

6 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر(4) ، عن محمّد بن الحسين ، عن الحكم بن مسكين ، عن فائد الحنّاط(5) «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول : من زارَ الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه يأتمُّ به غفر الله له ما تقدَّم من ذَنبِه وما تأخّر» .  

7 ـ حدَّثني القاسم بن محمّد بن عليِّ(6) ، عن أبيه ، عن جَدِّه ، عن عبدالله ابن حمّاد الأنصاريّ ، عن عبدالله بن سِنان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غُفِرَ له ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر» .  

8 ـ وحدَّثني أبي ، عن سعد بن عبدالله ، عن الحسن بن عليِّ بن عبدالله بن المغيرة ، عن العبّاس بن عامِر قال: أخبرني يوسف الأنباريّ ، عن فائد الحَنّاط(5) «قال : قلت لأبي الحسن عليه السلام : إنّهم يأتون قبر الحسين عليه السلام بالنّوائح والطّعام؟! قال : قد سمعت ، قال : فقال : يا فائِدُ مَن أتى قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام عارفاً بحقّه غُفِرَ له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخّر» .  

9 ـ وحدَّثني محمّد بن جعفر(4) ، عن محمّد بن الحسين ، عن فائدٍ ، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام «قال : من أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غفر [الله] له ما تقدَّم مِن ذَنبه وما تأخّر» .  

10 ـ وحدَّثني أبي ؛ ومحمّد بن الحسن ؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وجماعة ، عن سعد بن عبدالله ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن يحيى بن عليِّ القمّيِّ قال : أخبرني رَجلٌ عن عبيدالله بن عبدالله ؛ وعليِّ بن الحسين بن عليٍّ عليهما السلام «قال : سمعت أبي(7) يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غفر له ما تقدَّم من ذَنبه وما تأخّر» .  

11 ـ وبإسناده ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن يحيى بن عليِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غفر له ما تقدّم مِن ذنبه وما تأخّر» .  حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيّ ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن صالِح بن عُقْبة ، عن أبي عبدالله عليه السلام بهذين الحديثين سواء .  

12 ـ حدّثني الحسين بن محمّد بن عامِر ، عن مُعلّى بن محمّد البصري ّ ، عن أبي داود المُسترقّ(8) ـ عن بعض أصحابنا ـ عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي الحسن الأوَّل «قال : سمعته يقول : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غَفَر له ما تقدَّم مِن ذَنبه وما تأخَّر» .  

13 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ، عن أحمدَ بن إدريس ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن صَفوان ، عن ابن مُسكان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه غُفِر له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه وما تأخَّر» .  

14 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن هارونَ  ابن مسلم ، عن الحسن بن عليِّ ، عن أحمدَ بن عائِذ ، عن أبي يعقوبَ الأبزاريّ ، عن فائد(9) ، عن عبد صالِح عليه السلام «قال : دخلت عليه فقلت له : جعلت فداك إنَّ الحسين عليه السلام قد زاره النّاس ؛ مَن يعرف هذا الأمر ومَن يُنكره ورَكِبتْ إليه النِّساء ، ووقع حال الشُّهرة ، وقد انقبضتُ منه(10) لما رَأيت مِن الشُّهرة ، قال : فمكث مَليّاً لا يُجيبني ، ثمَّ أقبل عليّ فقال : يا عراقيُّ إن شَهَروا أنفسَهم فلا تَشهَر أنتَ نفسك ، فوالله ما أتى الحسين عليه السلام آتٍ عارفاً بحقِّه إلاّ غفر الله له ما تقدَّم مِن ذنبه وما تأخَّر» .  

15 ـ حدّثني الحسين بن محمّد بن عامِر ، عن المعلّى بن محمّد ، عن أبي داود المسترق ـ عن بعض أصحابنا ـ عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي الحسن الأوَّل عليه السلام «قال : سمعته يقول: من أتى الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه غفر له من ذنبه ما تقدَّم وما تأخَّر» .  

16 ـ حدَّثني عليُّ بن الحسين بن موسى بن بابويه ، عن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن سِنان ، عن محمّد بن صَدَقَةَ ، عن صالِح النّيليِّ(11) «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : مَن أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه كان كمن حجّ ثلاث حِجَج مع رَسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم» .  

17 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن سعد بن عبدالله قال : حدَّثني أحمد بن عليِّ بن عبيد الجعفيُّ قال : حدَّثني محمّد بن أبي جَرير القمّيُّ «قال : سمعت أبا الحسن الرِّضا عليه السلام يقول لأبي : مَن زارَ الحسين بن عليٍّ عليهما السلام عارفاً بحقِّه كان مِن مُحدِّثي الله(12) فوق عرشه ، ثمَّ قرء : « إنَّ المتَّقين في جَنّاتٍ ونَهَرٍ * في مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَليكٍ مُقْتَدِر(13)» . 

____________

1 ـ فائد ـ بالفاء والدّال المهملة ، كقائد ـ الحنّاط ، قال النّجاشيّ : «كوفيٌّ ، قال ابن فضّال : روى عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما السلام ، له كتاب»

* ـ سيأتي الكلام فيه راجع ص 160.

2 ـ أي جميع ذنوبه الَّتي ارتكبها ، وقال اُستاذنا الغفّاريّ ـ أيّده الله ـ في هامش ثواب الأعمال : «ما تقدّم وما تأخّر» كلاهما فعل ماضٍ ومعناه القديم والحديث ، ويحتمل بعيداً أن يكون المراد بـ «ما تقدّم» الآثام الّتي لها أثر حين الارتكاب وراجع إلى المرتكب فقط ، وبـ «ما تأخّر» الذّنوب الّتي آثارها باقية في النّاس . وبذلك يمكن الجمع بين هذه الأحاديث فقط ، وما سيأتي تحت رقم 31 (وقد تقدّم الخبر في ص 143 تحت رقم 1) مِن قوله عليه السلام للزّائر : «استأنفِ العمل وقد غفر الله لك ما مضى» ، نظير ما قال المفسّرون في قوله تعالى [القيامة: 13] : «بُنَيَّؤا الإنْسانُ يَومَئذٍ بما قَدَّم وَأَخَّرَ» . ولعلّ المراد بيان كثرة الثّواب من باب المبالغة ـ أنتهى» وعلى أيّ وجهٍ قوله : «وما تأخّر» ليس بمعنى «ما يتأخّر» ، لأنّ معناه إسقاط التّكليف وهو باطل إجماعاً.

3 ـ يعني الرّزّاز ابن بنت الزّيّات .

4 ـ يعني أبا العبّاس الرّزّاز ـ في المقامين ـ .

5 ـ تقدّم ترجمته في الصّفحة الماضية.

6 ـ هو القاسم بن محمّد بن عليّ بن إبراهيم بن محمّد الهمداني ، وكيل النّاحية . (صه . جش)

7 ـ كذا ، والسّند مخدوش كما ترى ، والمنقول في البحار كذلك . ويحيى بن عليّ القمّيّ غير مذكور في كتب الرّجال ، ويخطر بالبال أنّ لفظة «لحسين» صحّفت بـ «يحيى» للتشابه الخطّي ، وهو في الأصل: «الحسين بن عليّ القمّي» ، المعنون في رجال الشّيخ من أصحاب الجواد عليه السلام ، وفي رجال النّجاشيّ : «الحسين بن عليّ الخزّاز القمّيّ أبو عبدالله ، روى عن حمزة بن القاسم وغيره ، له كتاب الزّيارات» ، والله يعلم .

8 ـ هو سليمان بن سفيان أبو داود المسترقَ ـ بتشديد القاف بعد الرّاء المهملة المكسورة ـ وهو المنشد ، ثقة .

9 ـ تقدّم ترجمته في ص149 ، والأبزار ـ بفتح الهمزة وسكون الباء بعدها راء معجمة ـ قرية بينها وبين نيسابور فرسخان.

10 ـ أي اعتزلت مِن زيارته عليه السلام.

11 ـ هو ابن الحكم النّيليّ ـ بكسر النّون ـ ، الأحول ، ضعيف.

12 ـ كذا ، والظّاهر : «كان من محبّي الله» ، فصحّف .

13 ـ القمر : 54 و55 . وقوله : «عند مليك مقتدِر» أي عند الله سبحانه فهو المالك القادر الّذي لا يعجزه شيء ، وليس المراد قرب المكان ـ تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً ـ بل المراد أنّهم في كنفه وجواره وكفايته حيث تنالهم غواشي رحمته وفضله . (مجمع البيان)