الباب السّابع والخمسون مَن زار الحسين عليه السّلام احتساباً

 1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وعليُّ بن الحسين ؛ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بنِ سليمانَ النّيسابوريِّ قال : حدَّثنا عبدالله بن محمّد اليمانيُّ ، عن مَنيع بن الحَجّاج ، عن يونسَ بن عبدالرَّحمن ، عن قُدامَةَ بن مالك ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن زارَ الحسين مُحتسباً لا أشَرَاً ولا بَطَراً ولا رياء ولا ولا سُمْعَةً مُحِصَتْ عنه ذنوبُه(1) كما يمحص الثَّوب بالماء ، فلا يبقى عليه دَنَس ، ويكتب له بكلِّ خُطْوةٍ حَجّة ، وكلّما رفع قدماً عُمرة» .  

2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد ، عن أبان الأحمر ، عن محمّد بن الحسين(كذا) الخزَّاز ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت: جُعِلتُ فِداك ما لمن أتى قبر الحسين عليه السلام زائراً له عارفاً بحقِّه يريد به وَجهَ الله تعالى والدَّارَ الآخرة؟ فقال له : يا هارونُ مَن أتى قبر الحسين عليه السلام زائراً له عارفاً بحقِّه يريد به وجهَ الله والدَّار الآخرة غَفر الله ـ وَاللهِ ـ له ما تقدَّم مِن ذَنْبِه وما تأخَّر ، ثمَّ قال لي ـ ثلاثاً ـ : ألم أحْلِف لك؟ ألم أحْلِفْ لك؟ ألم احْلِف لك؟!» .  

3 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبدالله بن محمّد ابن عيسى ، عن أبيه محمّد بن عيسى بن عبدالله ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن عبدالله بن ميمون القَدّاح ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : قلت له : ما لمن أتى قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام زائراً عارفاً بحقِّه ، غير مُسْتَنْكِفٍ ولا مُسْتَكْبر ؟ قال : يُكتب له ألفُ حَجّة مقبولةً ، والفُ عُمرة مَبرورةً ، وإن كان شَقيّاً كُتب سعيداً ، لم يزل يخوض في رحمة الله عزَّوجلَّ» .  

4 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدان بن سليمان النّيسابوريّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ ، عن مَنيع بن الحجّاج ، عن صَفوانَ بن يحيى ، عن صَفوانَ بن مِهران الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن زار قبر الحسين عليه السلام وهو يريد الله عزَّوجَلَّ شيَّعه جَبرئيل وميكائيل وإسرافيل حتّى يردَّ إلى منزله» .  

5 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله ابن عبدالرَّحمن الأصمّ ، عن عبدالله بن مُسكانَ «قال : شهدتُ أبا عبدالله عليه السلام وقد أتاه قومٌ مِن أهل خراسان فسألوه عن إتيان قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام وما فيه مِن الفضل ، قال : حدَّثني أبي ، عن جدِّي أنّه كان يقول: مَن زاره يريد به وَجْهَ الله أخرجه الله مِن ذنوبه كمَولودٍ وَلَدَتْه اُمّه ، وشيّعتْه الملائكة في مسيره ، فرَفْرَفَتْ على رَأسه(2) قد صَفّوا بأجنِحَتِهم عليه حتّى يرجع إلى أهله ، وسألتِ الملائكةُ المغفرة له مِن رَبِّه ، وغَشيَتْه الرَّحمة مِن [أ] عنان السّماء ، ونادَتْه الملائكة : طِبتَ وطابَ مَن زُرْتَ ! وحفظ في أهله»(3) .  

6 - وحدَّثني عبيدالله بن الفضل بن محمّد بن هِلال قال: حدَّثنا عبدالرَّحمن قال : حدّثنا سعيد بن خَيْثم ، عن أخيه مُعَمّر «قال : سمعت زَيد بن عليٍّ يقول : مَن زار قبر الحسين بن عليٍّ عليهما السلام لا يريد به إلا [وجه] الله تعالى غفر الله له جميع ذُنوبه ، ولو كانَتْ مِثلَ زَبَد البحر ، فاستكثروا مِن زيارته يغفر الله لكم ذنوبكم» .  

7 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر ، عن أبيه ، عن أحمدَ بن أبي عبدالله البرقيِّ ، عن أبيه ، عن محمّد بن سِنان ، عن حُذَيْفَة بن منصور «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام : مَن زار قبر الحسين عليه السلام لله وفي الله أعتقه الله من النّار ، وآمنه يوم الفزع الأكبر ، ولم يسألِ الله تعالى حاجةً مِن حوائج الدُّنيا والآخرة إلاّ أعطاه» .

____________

1 ـ قال في النّهاية : «اصل المَحْص : التّخليص . ومنه تمحيص الذَنوب أي إزالتها» . وفي القاموس: «مَحَصَ الذَّهب بالنّار اخْلَصه مَما يَشُوبُه» . وفي نسخة: «يمضمض» أي يغسل . و «لا أشَراً ولا بطراً» قال الفيض ـ رحمه الله ـ : «الأشر والبطر متقاربان يعني سبب الطّغيان» .

2 ـ رَفْرَف الطّائر : بسط جناحيه وحرّكهما . وصَفَّ الطّائر بسطهما ولم يحرّكهما.

3 ـ سيأتي الخبر في آخر الباب 62 تحت رقم 8 .