الباب الثّامن والسّتّون إنَّ زُوَّار الحسين عليه السلام مشفّعون

 1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسين بن متّ الجوهري ، عن محمّد بن أحمدَ بن يحيى بن عِمران الأشعريّ ، عن موسى بن عُمَرَ ، عن عليَّ بن النُّعمان ، عن عبدالله بن مُسكانَ «قال: قال أبو عبدالله عليه السلام : إنَّ الله تبارك وتعالى يتجلّى لزوَّار قبر الحسين عليه السلام قبل أهل عَرفات(1) ويقضي حوائجهم ، ويغفر ذنوبهم ، ويشفِّعهم في مسائلهم ، ثمَّ يثنّي بأهل عرفات فيفعل بهم ذلك» .  

2 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن ؛ وعليُّ بن الحسين جميعاً ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمّد بن عيسى بن عُبيد ، عن صَفوانَ بن يحيي ـ عن رَجل ـ عن سَيف التَّمّار ، عن أبي عبدالله عليه السلام « قال : سمعتَه يقول : زائرُ الحسين عليه السلام مشفِّعٌ يوم القيامة لمائة رَجل كلّهم قد وجبتْ لهم النّار ممّن كان في الدَّنيا مِن المسرفين» .  

3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن؛ وعليُّ بن الحسين ؛ وعليُّ بن محمّد بن قولُويه جميعاً ، عن أحمدَ بن إدريسَ؛ ومحمّد بن يحيى ، عن العَمْركي بن عليٍّ البوفكيِّ قال : حدَّثنا يحيى ـ وكان في خِدمة أبي جعفر الثّاني ـ عن عليّ(2) ، عن صَفوانَ الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام ـ في حديث له طويل(3) ـ «قلت : فما لمن قتل عنده ـ يعني عند قبر الحسين عليه السلام ـ جارَ عليه السّلطان فقتله ، قال : أوَّل قطرة مِن دَمِه يغفر له بها كلُّ خطيئَة ، وتغسل طينته الّتي خُلق منها الملائكة حتّى يخلص كما خلصت الأنبياء المخلّصين ، ويذهب عنها ما كان خالطها مِن أدناس طين أهل الكفر والفَساد ، ويغسل قلبه ويشرح ويملأ إيماناً(4) ، فيلقى الله وهو مخلّص من كلِّ ما تُخالِطه الأبدان والقلوب ، ويكتب له شَفاعة في أهل بيته وألف من إخوانه ، وتتولّى الصّلاة عليه الملائكة مع جبرئيل وملك الموت ، ويؤتى بكفنه وحنوطه مِنَ الجنّة ، ويوسّع قبره ويوضع له مصابيح في قبره ، ويفتح له باب من الجنّة ، وتأتيه الملائكة بُطرَفٍ مِنَ الجنّة ، ويرفع بعد ثمانية عشر يوماً إلى حَظِيرَةِ القُدس(5) ، فلا يزال فيها مع أولياء الله حتّى تصيبه النّفخة الّتي لا تبقى شيئاً .  فإذا كانت النَّفخة الثّانية وخرج من قبره كان أوَّل مَن يصافِحَه رسولُ الله صلّى الله عليه وآله وسلّم وأمير المؤمنين والأوصياء [عليهم السلام] ، ويبشّرونه ويقولون له : ألزمنا ويقيمونه على الحوض ، فيشرب منه ويسقى مَن أحبّ» .  

4 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن أورَمَة ، عن أبي ـ عبدالله المؤمن(6) ، عن ابن مُسكانَ ، عن سليمانَ بن خالد ، عن أبي ـ عبدالله عليه السلام «قال : سمعته يقول : إنَّ ‏للهِ في كلِّ يوم ولَيلةٍ مائة ألف لحظةٍ إلى الأرض(7) يغفر لِمَن يشاء منه ويُعذّب مَن يَشاء منه ويغفر لزائري قبر الحسين عليه السلام خاصّة ولأهل بيتهم ولمن يشفع له يوم القيامة كائناً مَن كان ، [وإن كان رَجلاً قد استوجبه النّار ، قال : ] قلت : وإن كان رَجلاً قد استوجبه النّار؟ قال : وإن كان ، ما لم يكن ناصبيّاً» .  

5 ـ حدَّثني الحسن بن عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن أبيه عبدالله بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن عبدالله بن وضّاح ، عن عبدالله بن شعيب التّيميِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : ينادي منادٍ يوم القيامة: أين شيعة آل محمَّد؟! فيقوم عُنق مِن النّاس ـ لا يُحصِيهم إلاّ الله تعالى ـ فيقومون ناحية من النّاس ، ثمَّ ينادي منادٍ : أين زوَّار قبر الحسين؟ فيقوم اُناس كثير ، فيقال لهم : خذوا بيد مَن أحببتم ؛ انطلقوا بهم إلى الجنَّة ، فيأخذ الرَّجل مَن أحبَّ حتّى أنَّ الرَّجل مِن النّاس يقول لرجلٍ : يا فلان أما تعرفني أنا الَّذي قمت لك يوم كذا وكذا(8) ، فيدخله الجنّة ، لا يدفع ولا يمنع».

____________

1 ـ قال العلاّمة الأميني ـ رحمه الله ـ : الظّاهر أنّ المراد بالتّجلّي والإتيان والإقامة والمخالطة المذكورة في أخبار الباب معنى واحد وهو تجلّيه سبحانه بمظاهر الجلال والجمال تشريفاً لتلك البُقعة القُدسيّة ولمن حلَّ فيها ومَن أمّها كما تجلّى للجبل فجعله دكّاً ، غير أنّ ذلك كان تجلّى قهرٍ وجبروتٍ ، فدكَّ الجبل وخرَّ موسى صَعِقاً ، وهذا تجلّى عَطْفٍ ولطفٍ يتحمّله الموضع ومَن فيه على أنَّ مرتبة السِّبط الشّهيد صلوات الله عليه لا شكَّ أنّها أرقى مِن مرتبة الكليم عليه السلام ، وبنسبته مرتبة صَقْعه إلى صَقْع الكليم فلا يندكّ ولا يخرّ صاحبه بما لم يتحمّله موسى عليه السلام والجبل ، وإذا كان ذلك تعقّبه من آثاره ما ذكر في الحديث مِن قضاء الحوائج وغفران الذّنوب وغيرهما ولا يبدو من هذا التّجلّي للعامّة إلاّ آثاره لعدم تحمّلهم ذلك ، نَعم قد يظهر لم يكشف له الغطاء ـ كما مرّ في الكتاب ذيل الخبر 4 في ص122 ـ أنّ الإمام عليه السلام كان يبادر إلى زيارة الحسين عليه السلام لإدراك زيارة الرّبّ تعالى له صلوات الله عليه المعنّى بها هذا الّذي ذكرناه ـ انتهى أقول في المفردات : «الصّاعِقَة والصّاقِعَة يتقاربان ، وهما الهَدَّة الكبيرة ، إلاّ أنّ الصَّقْع يقال في الأجسام الأرضيّة ، والصَّعْق في الأجسام العُلوية» .

2 ـ يعني ابن الحكم ، كما مرّ.

3 ـ تقدّم الخبر بتمامه في ص 132 تحت رقم 1 .

4 ـ في الخبر المتقدّم: «ويشرح صدره ويملاُ إيماناً» .

5 ـ المراد به الجنّة ، وهي في الأصل الموضع الّذي يحاط عليه لتأوي إليه الغنم لتقيها البرد والرّيح .

6 ـ يعني زكريّا بن محمّد . 

7 ـ لحظه أي نظر إليه.

8 ـ يعني القيام لوروده في مجلس فلان.