الباب الثّاني والسّتّون إنَّ زيارة الحسين عليه السلام تحطّ الذّنوب

 1 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن بن الوليد ، عن محمّد بن الحسن الصّفار ، عن الحسن بن موسى الخشّاب ـ عن بعض رجاله ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ زائر الحسين جعل ذنوبه جِسْراً على باب داره ثمَّ يعبرها ، كما يَخلِف أحدكم الجسرَ وراءَه إذا عَبَر[ه] » .  

2 ـ حدّثني محمّد بن جعفر الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن اسماعيل ، عن صالح بن عقبة ، عن بشير الدَّهَان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنّ الرّجل ليخرج إلى قبر الحسين عليه السلام فله إذا خرج مِن أهله بكلّ خُطْوة مغفرةٌ مِن ذُنوبه ، ثمّ لم يزلْ يقدَّس بكلِّ خطوة حتّى يأتيه ، فإذا أتاه ناجاه الله عزَّوجَلَّ فقال: عبدي سَلني اُعطك ، اُدعني اُجبك ، اُطلب مني اُعطك ، سَلني حاجتك اقضيها لك ، قال : وقال أبو عبدالله عليه السلام : وحقٌّ على الله أن يعطى ما بَذَل»(1) .  

3 ـ وعنه بهذا الإسناد ، عن صالحِ بن عُقْبة ، عن الحارث بن المغيرة ، عن أبي عبدالله عليه السّلام «قال : إنّ ‏لله ملائكة مؤكّلين بقبر الحسين عليه السّلام ، فإذا همَّ الرَّجل بزيارته أعطاهم ذنوبه(2) ، فإذا خطا محوها ، ثمَّ إذا خطا ضاعفوا حسناته ، فما تزال حسناته تضاعف حتى توجب له الجنّة ، ثمّ اكتنفوه وقدَّسوه ، وينادون ملائكة السّماء أن قدِّسوا زوّار حبيب حبيب الله ، فإذا اغتسلوا ناداهم محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم : يا وَفدَ اللهِ(3) أبشروا بموافقتي في الجنّة ، ثمَّ ناداهم أمير المؤمنين عليه السلام : أنا ضامِنٌ لقضاء حوائجكم ودَفْع البلاء عنكم في الدُّنيا والآکخرة ، ثمَّ اكتنفوهم عن أيمانهم وعن شمائلهم حتّى ينصرفوا إلى أهاليهم»(4) .  

4 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أبي عبدالله الجامورانيِّ الرَّازيّ ، عن الحسن بن عليِّ بن أبي حمزة ، عن الحسن بن محمّد بن عبدالكريم ، عن المفضّل بن عُمَرَ ، عن جابر الجعفيِّ «قال : قال أبو عبدالله عليه السلام ـ في حديث طويل ـ : فإذا انقلبتَ مِن عند قبر الحسين عليه السلام ناداكَ منادٍ لو سمعت مقالته لأقمتَ عُمرَك عند قبر الحسين عليه السلام وهو يقول : طوبى لكَ أيّها العبد ؛ قد غَنِمتَ وسَلِمتَ ، قد غُفِرَ لك ما سلف فاستأنفِ العمل ـ وذكر الحديث بطوله ـ » .  

5 ـ حدَّثني أبو العبّاس الرَّزَّاز قال: حدَّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن الخَيبريّ ، عن الحسين(كذا) بن محمّد القمّيِّ «قال : قال أبو الحسن موسى عليه السلام : أدنى ما يثاب به زائر الحسين عليه السلام بشاطِىُ الفُرات إذا عرف حَقّه وحُرمته وولايته أن يغفر ما تقدَّم من ذَنبه وما تأخّر(5)» .  

6 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن محمّد بن اُورَمَة ، عن زكريّا المؤمن أبي عبدالله(6) ، عن عبدالله بن يحيى الكاهليِّ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : مَن أراد أن يكون في كَرامة الله يوم القيامة وفي شفاعة محمّد صلوات الله عليه وعلىُ آله ، فليكن للحسين زائراً ينال مِن الله أفضل الكَرامة(7) وحُسن الثَّواب ، ولا يسأله عن ذنب عَمِله في حياته الدُّنيا ولو كانَتْ ذنوبه عدد رَملِ عالِج وجبال تِهامَة وزَبَد البحر ، إنَّ الحسين [بن عليٍّ] عليهما السلام قُتِل مظلوماً مُضْطَهَداً نفسُه ، عَطشاناً هو وأهل بيته وأصحابه» .  

7 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن سعد بن عبدالله ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن محمّد بن خالد البرقيِّ ، عن القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد ، عن جدِّه الحسن بن راشد ، عن أبي إبراهيم عليه السلام «قال : مَن خرج مِن بيته يريد زيارة قبر أبي عبدالله الحسين بن عليٍّ عليهما السلام وكّل الله به مَلَكاً فوضع أصبعه في قفاه فلم يزل يكتب ما يخرج من فيه حتّى يَردَ الحائر ، فإذا خرج مِن باب الحائر وضع كفّه وسط ظهرِه ، ثمَّ قال له : أمّا ما مضى فقد غُفِرَ لك فاستأنفِ العَمَل» .  وبهذا الإسناد ، عن الحسن بن راشد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد بإسناده مثله .  

8 ـ حدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد الأنصاريِّ ، عن عبدالله بن عبدالرّحمن الأصَمّ ، عن عبدالله بن مُسكانَ «قال : شهدتُ أبا عبدالله عليه السلام وقد أتاه قومٌ مِن أهل الخراسان فسألوه عن إتيان قبر الحسين عليه السلام وما فيه من الفضل ، قال : حدَّثني أبي ، عن جدِّي أنّه كان يقول : مَن زارَه يريد به وجه الله أخرجه الله مِن ذنوبه كمولود وَلَدَتْه اُمُّه ، وشَيَعتْه الملائكة في مَسيره ، فَرَفْرَفَتْ على رأسِه قد صَفّوا بأجْنِحَتهم عليه حتّى يرجع إلى أهله ، وسألتِ الملائكة المغفرةَ لَه مِن رَبِّه ، وغَشيتْه الرَّحمة مِن [أ] عنان السَّماء ، ونادَتْه الملائكة : طِبتَ وطابَ مَن زُرْتَ وحُفِظ في أهله»(8) .

____________

1 ـ مرّ الحديث بطريق آخر في ص 143 تحت رقم 5.

2 ـ أي صحيفة ذنوبه.

3 ـ الوافد : الزّائر ، ووفد القوم عليه أي تواردوا.

4 ـ تقدّم الخبر بطريق آخر في ص142 تحت رقم 3.

5 ـ تقدّم الخبر مع بيانه في ص149 تحت رقم 3.

6 ـ المراد به زكريّا بن محمّد.

7 ـ في بعض النّسخ: «الفضل والكرامة» .

8 ـ تقدّم الخبر في ص157 تحت رقم 5 وسيأتي بطريقين آخرين في باب 66 و67 .