الباب الخامس والتّسعون إنَّ الطّين كلّه حَرامٌ إلاّ طين قبر الحسين عليه السلام فإنَّه شِفاءٌ

1 ـ حدَّثني محمّد بن يعقوبَ ؛ وجماعةٌ مشايخي ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد بن عيسى ، عن أبي يحيى الواسطيّ ، عن رَجل ـ عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : الطّين كلّه حَرامٌ ، كلحم الخِنزير ، ومَن أكله ثمَّ مات مِنه لم اُصلِّ عليه ، إلاّ طين قبر الحسين عليه السلام ، فإنّ فيه شِفاء من كلِّ داءٍ ، ومَن أكله بشهوةٍ لم يَكن فيه شِفاءٌ»(1) .

 2 ـ حدَّثني محمّد بن الحسن ، عن محمّد بن الحسن الصّفّار ، عن عَبّاد بن سليمان ، عن سعد بن سعد «قال : سألت أبا الحسن عليه السلام عن الطّين ، قال : فقال : أكل الطّين حَرامٌ مثل المِيتة والدَّم ولحم الخِنزير إلاّ طين قبر الحسين عليه السلام ، فإنّ فيه

شِفاءً مِن كلِّ داءٍ ، وأمْناً مِن كلِّ خَوفٍ» .

 3 ـ حدَّثني أبو عبدالله محمّد بن أحمدَ بن يعقوبَ(2) ، عن عليِّ بن الحسن بن عليِّ بن فَضّال ، عن أبيه ـ عن بعض أصحابنا ـ عن أحدهما عليهما السلام «قال : إنَّ الله تبارك وتعالى خلق آدم عليه السلام من طين ، فحَرَّم الطّين على وُلْدِهِ ، قال : فقلت : ما تقول في طين قبر الحسين صلوات الله عليه؟ فقال : يحرم على النّاس أكل لحومهم ، ويَحلُّ عليهم أكل لحومنا(3) ، ولكن الشَّيء اليسير منه مثل الحِمَّصَة»(4) .

 4 ـ وروى سَماعَةُ بن مِهرانَ ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : كلُّ طِين حرام على بني آدم ما خَلا طين قبر الحسين عليه السلام ، مَن أكله مِن وَجَع شَفاه الله تعالى» .

 5 ـ ووجدت في حديث الحسين بن مِهران الفارسيّ ، عن محمّد بن سَيّار ، عن يعقوبَ بن يزيدَ ـ يرفع الحديث إلى الصّادق عليه السلام ـ «قال : من باع طين قبر ـ الحسين عليه السلام فإنّه يبيع لحم الحسين عليه السلام ويشتريه» .

____________

1 ـ جاء الخبر في الكافي بتفاوت يسير ، راجع ج6 ص265 ح1 .

2 ـ كذا في النّسخ ، ومرَّ الكلام فيه ، راجع ص 206 ذيل الخبر 5.

3 ـ قال العلاّمة الأمينيّ ـ رحمه الله ـ : ربما يكون في هذا الحديث إيعاز إلى أنّ طينة أئمّة الدِّين صلوات الله عليهم كلّهم من تربة الطّفّ المقدّسة حيث عبّر عنها بـ «لحومنا» مع سبق مثل هذا التّعبير عن مطلق الطّين بالنّسبة إلى البشر بلحاظ خلق آدم منه وهم ولده ، وليس بذلك البعيد أن يكون تربة أشرف بقاع العالم طينة لأشرف موجوداته ويقرّبه خلقها قبل خلق أرض الكعبة بأربعة وعشرين ألف عام كما مرَّ في أحاديث الباب الثامن والثّمانين ، وكونها أفضل روضة من رياض الجنّة وأنّها لتزهر بين رياضها كالكوكب الدّرّي بين الكواكب ، وأنّها أفضل مسكن في الجنّة ، لا يسكنها إلاّ النّبيّون والمرسلون كما في الحديث المذكور في ص 280 ، فعلى هذا ينزّل الحديث الآتي في آخر الباب أيضاً على الحقيقة.

4 ـ الحِمِّص والحِمَّص : حَبٌّ يؤكل ، الواحدة: حِمَّصة وحِمَّصة ، وبالفارسية : «نَخود» . وقال العلاّمة المجلسيّ ـ رحمه الله ـ : الأحوط أن لا يتجاوز قدر العدسة ، إذ ورد تفسير الحمّصة بها في بعض الرّوايات ، والأشهر جواز قدر الحمّصة .