الباب الخامس والسًّبعون مَن اغتسل في الفرات وزار الحسين عليه السلام

 1 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ وجماعة مشايخي ، عن محمّد بن يحيى العطّار ، عن حَمدانَ بنِ سليمانَ النّيسابوريّ ، عن عبدالله بن محمّد اليمانيِّ ، عن مَنيع بن الحَجّاج ، عن يونسَ ، عن صَفوان الجمّال ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : من اغتسل بماءِ الفرات وزارَ قبرَ الحسين عليه السلام كان كيوم وَلَدَتْه اُمّه صَفَراً مِن الذّنوب ولو اقْترفها(2) كبائر ، [وكانوا] يحبّون إذا زارَ الرَّجل قبر الحسين عليه السلام اغتسل وإذا ودَّع لم يغتسل ومسح يدَه على وجهه إذا وَدَّع» .  

2 ـ حدَّثني محمّد بن جعفر القرشيُّ الرَّزَّاز ، عن محمّد بن الحسين ، عن محمّد بن إسماعيلَ بن بزيع ، عن صالِح بن عُقْبَةَ ، عن بشير الدَّهّان قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام ـ في حديث طويل ـ «قال: وَيحك! يا بشير إنَّ المؤمن إذا أتى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقّه فاغتسل في الفُرات ثمّ خرج كُتِبَ له بكلِّ خُطوة حَجّة وعُمرة مَبرورات متقبّلات ، وغزوة مع نبيٍّ مُرسَل ، أو إمام عدل» .  

3 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ عن محمّد بن يحيى؛ وأحمد بن إدريسَ ، عن العَمْرَكي بن عليٍّ ، عن يحيى ـ وكان في خدمة الإمام أبي جعفر الثّاني عليه السلام ـ عن محمّد بن سِنان ، عن بشير الدَّهّان «قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشّيعة فأقبل إليّ بوجهه فقال : يا بَشير حَجَجْتَ العام؟ قلت : جُعلت فِداك لا ، ولكن عرَّفتُ بالقبر ـ قبر الحسين عليه السلام ـ فقال : يا بشير والله ما فاتَك شيءٌ ممّا كان لأصحاب مكّة بمكة ، قلت : جُعِلتُ فِداك فيه عَرَفات فَسِّر لي ؟ فقال : يا بشير إنّ الرَّجل منكم ليغتسل على شاطىء الفُرات ثمَّ يأتي قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه فيعطيه الله بكلِّ قدم يرفعها أو يضعها مائة حجّة مقبولةً ومعها مائة عُمرة مَبرورة ، ومائة غزوة مع نبيٍّ مُرسل إلى أعداء الله وأعداءِ الرَّسول ـ وذكر الحديث ـ »(1) .  

4 ـ وحدَّثني محمّد بن عبدالله بن جعفر الحِميريّ ، عن أبيه ، عن عليِّ بن محمّد بن سالم ، عن محمّد بن خالد ، عن عبدالله بن حمّاد البصريّ ، عن عبدالله بن عبدالرَّحمن الأصمّ قال : حدّثنا هِشام بن سالم ، عن أبي عبدالله عليه السلام ـ في حديث له طويل ـ «قال : أتاه رجلٌ فقال له : هل يُزار والدُك؟ فقال : نَعَم ، فقال : ما لمن اغتسل بالفُرات ثمَّ أتاه ؟ قال : إذا اغتسل مِن ماءِ الفُرات وهو يريده تساقَطَت عنه خطاياه كيوم وَلَدَته اُمُّه ـ وذكر الحديث بطوله ـ » .  

5 ـ حدَّثني أبو محمّد هارون بن موسى التّلّعكبَريّ ، عن أبي عليٍّ محمّد بن هَمّام بن سُهيل ، عن أحمدَ بنِ مابُنداد(3) ، عن أحمدَ بنِ المُعافا التَّغلبيِّ ـ من أهل رأس العَين(4) ، عن عليِّ بن جعفر الهُمَانيِّ(5) «قال : سَمعتُ عليَّ بن محمّد العَسكريَّ عليهما السلام يقول : مَن خرج مِن بَيته يريد زيارة الحسين عليه السلام فصار إلى الفُرات فاغتسل منه كتبـ[ـه الله] مِن المفلحين ، فإذا سلّم على أبي عبدالله كُتِب من الفائزين ، فإذا فرغ مِن صَلاته أتاه مَلكَ فقال [له] : إنَّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يُقْرِؤك السَّلامَ ويقول لك : أمّا ذنوبُك قد غُفِرَ لك ، استأنف العَمَل» .  

6 ـ حدَّثني حسين بن محمّد بن عامِر ، عن أحمدَ بن عَلويّة الإصفهانيِّ ، عن إبراهيمَ بن محمَّد الثقفيّ ـ رَفعه إلى أبي عبدالله عليه السلام ـ «أنّه كان يقول عندَ غُسل الزِّيارة إذا فرغ :  «اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لي نُوراً وَطَهُوراً وحِرْزاً ، وكافِياً مِنْ كُلِّ داءٍ وسُقْم ، وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ وَعاهَةٍ ، وَطَهِّرْ بِهِ قَلْبي وَجَوارِحي وَلَحْمِي ، وَدَمي وَشَعْري ، وَبَشَري وَمُخِّي ، وَعِظامِي وَعَصَبي ، وَما أقَلَّتِ الأرضُ مِنِّي فَاجْعَلْهُ لي شاهداً يَومَ الْقِيامَةِ ، وَيَومَ حاجَتي وَفَقْري وَفاقَتي »» .  

7 ـ حدَّثني محمّد بن هَمّام بن سُهَيل الإسكافيُّ ، عن جعفر بن محمّد بن مالك الفَزاريّ ، عن الحسن بن عبدالرَّحمن الرَّواسيّ ـ عمّن حدَّثه ـ عن بَشير الدَّهّان ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : من أتى الحسين بن عليّ عليهما السلام فتوضّأ واغتسل في الفرات لم يرفع قدماً ولم يضع قدماً إلا كتب الله له حجة وعُمرة» .  

8 ـ حدَّثني أبي ـ رحمه الله ـ ومحمّد بن الحسن جميعاً ، عن الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فَضالَةَ بن أيّوب ، عن يوسف الكُناسيّ (6) ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إذا أتيت قبرَ الحسين عليه السلام فائتِ الفُرات واغتَسِل بحيالِ قَبره» .  

9 ـ حدَّثني جعفر بن محمّد بن إبراهيمَ بن عبدالله الموسويّ ، عن عبيدالله بن نَهيك ، عن محمّد الفَراش(7) ، عن إبراهيمَ بن محمّد الطَّحّان ، عن بشير الدَّهّان ، عن رِفاعة بن موسى النَّخّاس ، عن أبي عبدالله عليه السلام «قال : إنَّ مَن خرج إلى قبر الحسين عليه السلام عارفاً بحقِّه وبلغ الفُرات واغتسل فيه(8) وخرج من الماء كان كمثل الَّذي خرج مِن الذُّنوب ، فإذا مشى إلى الحائر لم يرفع قدماً ولم يضع اُخرى إلاّ كتب الله له عشر حَسَنات ومَحى عنه عشر سيّئات» .

____________

1 ـ صفراً أي خالياً ، واقترف الذَنبَ : أتاه وفعله .

2 ـ تقدّم الخبر في ص189 تحت رقم 9 .

3 ـ قال العلاّمة الأمينيّ ـ رحمه الله ـ : كذا في بعض النّسخ ، وفي بعضها: «مابُندار» والصّحيح: «ما بُنداد» بالدّال المهملة أخيراً أو باُختها وهو إسكافيّ ، ويظهر مِن ترجمة محمّد بن همّام الإسكافي وما في كنز الفوائد من النَّقل عنه كتاب أبي جعفر عليه السلام إلى عليِّ بن مَهزياركونه من أصحابنا ، ورواية مثل أبي عليِّ الإسكافيّ المولود بدعاء العَسكريّ عنه يؤمي إلى كونه ثقة كما لا يخفى . 

4 ـ رأس العين مدينة كبيرة من مُدن الجزيرة.

5 ـ هُمَيْنا وهُمانيا وهُمانِيَة : قرية كبيرة مِن قرى بَغداد ، يقال في النّسبة إليها : هُمّاني وهُمَّني ، فما في بعض النّسخ من همدانيِّ تصحيف واضح . (الأمينيّ ـ ره ـ ) وأقول : في النّجاشي : عليُّ بن جعفر الهمّانيّ البرمكيّ ، يعرف وينكر ، له مسائل لأبي الحسن العسكري عليه السلام .

6 ـ الكُنّاسة ـ بالضّمّ ـ : محلَّة بالكوفة .

7 ـ كذا في بعض النّسخ ، وفي بعضها : «الفراشيّ» ، وفي البحار والمستدرك نقلاً عن الكتاب : «الفَراش»؟ وفي بعض نسخ التّهذيب : «محمّد بن فرات» وفي بعضها : «محمّد بن فراس» ، وقال ابن حجر في تهذيبه: محمّد بن الفِراس ـ بكسر أوَّله وتخفيف الرّاء ـ : الضّبعيّ الصّيرفيّ البصريّ المتوفّى سنة 245 .

8 ـ في بعض النّسخ : «فاغتسل بماء الفرات».