المجلس الأول الإمام جعفر الصادق (ع) وشهر المحرم

القصيدة: للسيد جعفر الحلي ت 1315هـ

 

كـم يـا هـلال مـحرم تشجينا      مـا زال فـوسك نـبلُه يـرمينا

كل المصائب قد تهون سوى التي      تـركت  فـؤاد مـحمدٍ محزونا

يـومٌ بـه ازدلـفت طـفاةُ أميةٍ      كـي  تَشفينَّ من الحسين ضغونا

نـادى  ألا هل من معين لم يجد      إلا  الـمـحددة الـرقاق مـعينا

فهوى  على وجه الصعيد مبضعا      مـا  نـال تـغسيلا ولا تـكفينا

وسروا بنسوته على عُجُف المطا      تـطوي  سـهولا بالفلا وحزونا

أو مـثلُ زينب وهي بنت محمد      بـرزتع  تـخاطب شامتا ملعونا

فـغدا  بـمحضرها يقلب مبسما      كـان  الـنبي بـرشفه مـفتونا

نـثرت  عـقيق دموعها لما غدا      بـعصاه  يـنكُتُ لـؤلؤا مكنونا(1)

(فائزي)

هـلت الـشيعه بالحزن يهلال عاشور      او نصبت مياتم للعزيه او تلطم اصدور

اهلال المحرم ليش اشوفك كاسف اللون      لابس سوادك ليش گلي اشصار بالكون

ون الـهلال او گال سيد الرسل محزون      او  كـل الـعوالم محزنه والدين مقهور

مـن حين هل الشهر هل إبكل الأحزان      وجدد  مصاب اللي گضه بالطف حيران

نـاحت  عـليه أملاكها والإنس والجان      عـلى قـتيل اللي گضه بالطف منحور

وأعـظم مـصيبة ذوبـت مهجة أفادي      أهـل  الـمدينة سـمعوا الزهره تنادي

عاشور جاني او زاد حزني على أولادي      نصبت  مياتم يا خلگ في وسط الاگبور

صاحت او منها الدمع فوگ الخد مسجوم      مـا  ظـنتي من هلسفر يرجع المظلوم

هـل الـمحرم وامـتلا گلـبي بالهموم      من حين شفت الشهر صار الگل مكسور

الإمام جعفر الصادق (ع) وشهر المحرم

يقول الإمام الصادق (ع) كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يُرى ضاحكا، وكانت الكآبة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبة وكائه ويقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين.

وكان (ع) يطلب من الشعراء أن يرثوا الحسين بما جادت به قرائحهم، وكان يأمرهم أن ينشدوا بصوت حزين، فإذا حضر الراثي(2) ضرب لعياله سترا، وأجلسهم خلفه، وكان الإمام الصادق (ع) يشجع الشعراء على نظم الشعر في الحسين بأقواله الكثيرة، كقوله (ع): (ما من أحد قال في الحسين شعرا فكبى وأبكى به إلا أوجب الله له الجنة، وغفر له(.ودخل عليه ذات يوم السيد الحميري فاقل له الإمام: أنشدني في الحسين شعرا، وقام الإمام وضرب سترا لنسائه، واطفاله، وأجلسهم خلف الستر، وجلس حزينا باكيا على مصيبة جده الحسين (ع) ومن حوله أصحابه يقول السيد الحميري فأنشأت:

 

امرُر على جَدَثِ الحسين      فـقل  لأعـظمه الزكيه

يـا أعـظما مازلت من      وطـفاء  سـاكبةٍ رويه

وإذا  مــررت بـقبره      فـأطل  به وقف المطيه

وابـك الـطهر للمطهر      والـمـطهرة  الـتـقيه

كـبكاء  مـعولةٍ أتـت      يـوما  لـواحدها المنيه


يقول الحميري: فرأيت دموع جعفر بن محمد تتحادر على خديه، وارتفع الصراخ من داره حتى أمرني بالإمساك.

وكان (ع) إذا مرت عليه مصيبة يتذكر مصيبة جده الحسين (ع) ويذكر بها أصحابه، ومن ذلك لما أمر المنصور الدوانيقي محمد بن عبد الملك عامله على المدينة أن يحرق على أبي عبد الله الصادق (ع) داره فجاء ومعه جلاوزته

بالحطب فوضعوه على باب دار الإمام (ع) وأضرموا فيه النار فلما أخذت النار ما في الدهليز تصايحت العلويات داخل الدار وارتفعت أصواتهن فخرج الإمام (ع) وعليه قميص وإزار وفي رجليه نعلان فجعل يخمد النار، ويطفئ الحريق حتى قضى عليها فلما كان الغد دخل عليه بعض شيعته يسألونه فوجدوه حزينا باكيا فقالوا: ممن هذا التأثر والبكاء؟ أمن جرأة القوم عليكم أهل البيت وليس منهم بأول مرة؟ فقال الإمام (ع): لا ولكن لما أخذت النار ما في الدهليز نظرت إلى نسائي وبناتي يتراكضن في صحن الدار من حجرة إلى حجرة، ومن مكان إلى مكان هذا وأنا معهن فتذكرت فرار عيال جدي الحسين (ع) يوم عاشوراء من خيمة إلى خيمة ومن خباء إلى خباء والمنادي ينادي: أحرقوا بيوت الظالمين.

(نصاري)

 

نـادى ابـن سـعد حـرگوها الخيام      اولا تـرحمون هـل نـسوه والايتام

وُلـكُم  كـل أهـل هـلبيت ظـلام      او يـزيد الـيوم مـنهم يـاخذ الدين

غـدت زيـنب تنادي الغوث يا ياب      عـلينه  الـحگ يحيدر داحي الباب

يـبويه گوم طـفي نـار الاطـناب      يـبويه  انـت غـياث الـمستغيثني

عـفيه  اشـلون ظـلت بيهن أرواح      بواچي او خوف دگ او لطم واصياح

بچت زيـنب او صفگت راح ابراح      او  صـاحت آه يا روحي اشتحملين


(فائزي)

من  شبو النيران فرت كل العيال      بس العقيلة اتحيرت والدمع هما نـادى  عـدوها اشحيرك يربات الادلال      نـادت  او مثل المطر يهمل مدمع العين

عدنه  عليل امن المرض ما يگدر ايگوم      نـايم طـريح اوسـادته بـالخيم يا گوم

هـوه الـبحيه من نسل هاشم او مخزوم      او هو الشريده إلي بگت من خلفة احسين

(تخميس)

ألا  يـا كرامَ الحيِّ عبتم جميعُكم      وخـلفتموا  بالطفِّ تبكي نساؤُكم

حـواسرَ بين القوم تدعوا وراءكم      أحـبايَ لـو غيرُ الحمامِ أصابكم

عَتَبتُ ولكن ما على الموت مَعتَبُ

ــــــــــــــ

(1) ـ سحر بابل وسجع البلابل.

(2) ـ أي منشد الشعر الحزين.