المجلس التاسع زيارة الإمام الحسين (ع) تحت الرقابة المشددة

القصيدة: للمرحوم السيد محسن الأمين

فـردٌ يـكُرُّ على الألوف فتنتحي      طرق  الفرار وفي القلوب وجيب

ويـشـدّ فـيهم مُـقدما فـتخالُهُم      مـعزى هـناك يـشد فيها الذيب

مـنعوه ورد الـماء ما رقت على      أطـفال  أحـمدَ لـلطغاة قـلوب

لـيت الـفرات غـدا اجاجا بعده      وعـراه  من بعد الحسين نضوب

يـلقى كـتائبهم بـجأش طـامنٍ      والصدر في ضيق المجال رحيب

حتى هوى فوق الصعيد وحان من      بـدر الـتمام عـن الأنام غروب

فـي  درعـه بَنَتِ السهامُ بناءها      وعـليه  من قصد الرماح كعوب

تـكسوه سـافية الـرماح ملابسا      مـن  نسجها قصد الرماح كعوب

وتـرضُّـه لـلصافنات سـنابكٌ      مـنـها فـتذهب فـوقه تـؤوب

ورجـالـه مـقـتولةٌ وعـيـاله      بـيد الـسباء ورحـله مـنهوب

خـمشت  وجوهٌ عند ذاك وشقِّقَت      لـلطاهرات عـلى الشهيد جيوب

يـنـدبنه  بـمـدامع مـسفوحةٍ      بـأبي  وأمـي ذلـك الـمندوب

بـأبي  الغريب وإن صبري بعده      لـو كـنت قـد حـاولته لغريب(1)

 

(فائزي)

راسـك مـشه ويـه الحرم للشام يحسين      او جـسمك يـظل ابكربله من غير تكفين

اشذنبك يخويه اتموت ظامي الگلب مذبوح      او تـبگه ثـلثتيام فـوگ الثرى مطروح

ايحگلي يخويه على امصابك اتلف الروح      غـصبن  عـليه رايـحه لـلشام يحسين

عـنك مـشينه يـالذي جـثه بـلا راس      راسـك مـعانه او جـثتك بالخيل تنداس

وابـجنبه الـظامي اخـوك البطل عباس      و  ابـنك علي او جسام هلتوهم امعرسين

گلـي  يـخويه طـفلك الـمذبوح ويـنه      يـمك دفـن لـو ابـعيد عـنك دافـنينه

ويـلي عـليه وكـت الذبح زراگ ابعينه      والله  لـغسلنك يـخويه ابـمدمع الـعين


(أبوذية)

الـرباب  اشحال يوم الدر لبنها      تـعنت  يـهل مـدمعها لـبنها

مـاتـم  الـك يـوليدي لـبنها      او ذكرك كل صباح او كل مسيه


زيارة الإمام الحسين (ع) تحت الرقابة المشددة

روى ابن قولويه في كامل الزيارات عن قدامة بن زائدة عن أبيه قال علي

بن الحسين (ع): بلغني يا زائدة أنك تزور قبر أبي عبد الله (ع) أحيانا، فقلت: إن ذلك لكما بلغك، فقال لي: فلماذا تفعل ذلك ولك مكان عند سلطانك الذي لا يحتمل أحدا على محبتنا وتفضيلنا وذكر فضائلنا؟ والواجب على هذه الأمة من حقنا؟ فقلت: والله ما أريد بذلك إلا الله ورسوله، ولا أحفل بسخط من سخط ولا يبكر في صدري مكروه ينالني بسببه فقال: والله ان ذلك لكذلك، فقلت: والله ذلك لكذلك، يقولها ثلاثا أقولها ثلاثا.

فقال: أبشر، ثم أبشر، فلاخبرنَّك بخبر كان عندي في النخب المخزون، أنه لما أصابنا بالطف ما أصابنا، وقتل أبي (ع) وقتل من كان معه من ولده وإخوته وسائر أهله، وحملت حرمه ونساؤه على الأقتاب يراد بنا الكوفة، فجعلت أنظر إليهم صرعى ولم يواروا، فيعظم ذلك في صدري، ويشتد لما أرى منهم قلقى، فكادت نفسي تخرج، وتبينت ذلك مني عمتي زينب بنت علي الكبرى.

فقالت: مالي أراك تجود بنفسك يا بقية جدي وأبي واخوتي؟

فقلت: وكيف لا أجزع وأهلع، وقد أرى سيدي واخوتي وعمومتي وولد عمي وأهلي مصرَّعين بدمائهم، مرمَّلين بالعراء مسلبين، لا يكفنون ولا يوارون، ولا يعرج عليهم أحد، ولا يقربهم بشر.

فقالت: لا يجزعنك ما ترى، فو الله ان ذلك لعهد من رسول الله (ص) إلى جدك وأبيك وعمك، ولقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأرض، وهم معروفون في أهل السماوات، انهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها، وهذه الجسوم المضرجة، وينصبون لهذا الطف علما لقبر أبيك سيد الشهداء(2).

أقول لقد حصل الدفن لسيدنا أبي عبد الله الحسين (ع) ولكن بعد ثلاثة أيام وكان في تلك الأيام الثلاثة جثة بلا رأس وصدره مرضوض قد هشمته الخيل بحوافرها.

عزيز على الكرار أن ينظر ابنه      ذبيحاً وشمرُ ابن الضبابي ذابحُه

(فائزي)

طـول الـغيبه بـالنجف حيدر الكرار      لو ما درى بحسين مرمي فوگ الاوعار

انهض يبو الحسنين برض النجف لتنام      تـنخاك زيـنب والعليل او ذيچ الايتام

ترضى يبو الحملات زينب تمشي للشام      مـا هي العزيزه اللي تخدِّرها بالاخدار

يـمـشيد  الإسـلام والـدين ابـيمينه      واللي كشف كرب النبي راعي السكينه

فـي  كـربله شـبلك يـحيدر ذابحينه      گوم اسـرج اليمون حيدر واطلب الثار

 

 (مجردات)

بـويـه عـلي شـلهاك عـني      وآنــه الـمـصايب داهـمني

ابــن والـدي هـلراح مـني      او ذبـحة احـسين الـصوبتني

(يـا  ريـت ذبـاحه ذبـحني)      (او لا شـوف هلهضمه اللفتني)

(النزلت على اعيوني او عمتني)      هــاي  الاعـادي امـيسرتني

واسـيـاطهم ورُّمــت مـتني      او روس اخـوتـي هـلجدمتني

عـدوَّك  يـبويه اشگد شـتمني


(تخميس)

طـالما حجبوك خير رجال      وحـموك  بمرهفات صقال

لا ترجِّين بعدهم حسن حال      أنـت  مسبيةٌ على كل حال

فاخلعي العزَّ والبسي الإذلالا

ــــــــــــــ

(1) ـ الدر النضيد ص21.

(2) ـ كامل الزيارات ص257/266