(المجلس الثامن بكاء الإمام الصادق (ع) على جده الحسين (ع

القصيدة: للمرحوم السيد محسن الأمين

هـذا  مـحرم قـد أطـلّ هلاله      شـهرٌ بـه وتـر الـنبيُّ وآلـه

شـهرٌ  بـه سُـفكت دماءُ محمدٍ      وابـيح  ديـن الله جـل جـلاله

شـهرٌ  بـه بـيتُ النبوة هُدِّمت      مـنه الـقواعد وانـمحت أطلاله

شـهر بـه قـتل الحسين بكربلا      ظـامي  الحشى وسبين فيه عياله

شـهر بـه عين السماء بكت دما      وبـكى  الـسبط سـهوله وجباله

شـهر بـه ثـفل الـنبي مضيعٌ      وابـن  الـنبي بـه نهبن رحاله

شـهر عـلى سـبط النبي محرَّمٌ      فـيه الـورود وقـد أبـيح قتاله

يا يوم عاشوراء كم لك في الحشى      ضـرمٌ يـزيد على المدى إشعاله

الـين  بـعد ابـن النبي تقطعت      أوصـاله  مـذ قُـطعت أوصاله

مـا ذنـب أطفال أضرَّ بها الظما      تـسقى  الردى ما ذا جنت أطفاله

كـم مـن رضيعٍ ما استتمَّ فصاله      أمـست  سهام القوم وهي فصاله

سُـبيت  نـساءُ مـحمدٍ وبـناتُه      مـن  بـعد ما قتلت هناك رجاله(1)

 

(فائزي)

زيـنب عـلى الناگه يبو الحسنين تنخاك      انهض  يبو الشيمه او خلصها امن اعداك

زيـنب  يـحيدر تـرتجي مـنك الجيه      او شـنهو الذي امأخرك يبو النفس الأبيه

لـيـتك تـراها بـين عـدوانك سـبيه      لـلشام شـالت عن وليها وهي ابرجواك

ما هي المصونه اللي تربَّت وسط الخدور      والـيوم  مـسبيه الـرحيم الله على كُور

اتعاين  على العسَّال راس احسين مشهور      لا  مـن سـمعها اتنوح منها الدمع سفاك

بـعد  الأسـاور أصبح او أمسي ابگيدي      يا  بوي من عضَّ الحبل ورمت ازنودي

يـوم  انـكتل حيدر مضى عني سعودي      ذبـحوك يـلوالي او ذبـحوا جملة ابناك

اتـمنيت  لا عـشنه ولا شفنه ابن ازياد      يـوم  مـع الأيـتام دخـلونه بـالأگياد

واضـيعتي  يـا بوي شمتت بي الحسَّاد      تـرضى  يـدخلوني المجلس مع يتاماك

واتـذكـرت بـالأمس جـيتها الـكوفه      فـرسان  هـاشم حـول هودجها تحوفه في اظلال

حيدر صاحب النفس العطوفه      والـيوم  ضاعت يا علي ما بين أعداك

(أبوذية)

گصد ظعن الحرم كوفان والشَّام      او سوط الشمر منها المتن وشَّام

ضـمير العدو منه مات والشَّام      بـلا رحـمه سـباها الفاطميه


بكاء الإمام الصادق (ع) على جده الحسين (ع)

جاء في البحار عن عبدالله بن سنان قال دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) في يوم عاشوراء فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تتحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط فقلت يا بن رسول الله مم بكاءك لا أبكى الله عينيك؟ فقال لي: أو في غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي (ع) أصيب في مثل هذا اليوم؟ قلت يا سيدي فما تولك في صومه؟ فقال لي صمه من غير تبييت وافطره من غير تشميت ولا تجعله يوم صوم كاملا وليكن افطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، فإنه في مثل ذلك اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله (ص) وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعا في مواليهم، يعز على رسول الله مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذ حيا لكان (ص) هو المعزى بهم. ثم بكى أبو عبد الله حتى اخضلت لحيته بدموعه(2).

أقول: لم ينس الإمام الصادق (ع) جده الحسين (ع) وما جرى عليه لا سيما يوم شهادته وكان يذكر بها أصحابه، نعم كيف تنسى فاجعة مثل فاجعة الحسين (ع)؟ إنها تعيش في القلوب (ان لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لن تبرد أبدا).

 

ولـم أنس مظلوما ذبيحا من القفا      وقد كان نور الله في الأرض يلمع

بـقبله  الـهادي الـنبيُّ بـنحره      ومـوضعُ  تـقبيل الـنبيِّ يُقطّع

إذا حـزَّ عـضوا منه نادى بجده      وشمرٌ  على تصميمه ليس يرجع

ويقول آخر عن لسان الحوارء زينب (ع) وهي تخاطب جدها (ص):

يـا جد ذا نحر الحسين مضرجٌ      بـالدم والـجسم الشريف مجرَّدُ

يـا جدُّ حولي من يتامى إخوتي      في الذل قد سلبوا القناع وجُرّدوا

يا جدُّ من ثكلي وطول مصيبتي      ولـمـا اعـانيه أقـوم وأقـعد


(مجردات)

يـا طـارشي احتزم عجلان      لـهل المعالي او رفعة الشان

او  حشِّم بني هاشم او عدنان      او گلهم احسين انذبح عطشان

او تـلعب عليه الخيل ميدان      او راسه يلوح ابراس السنان

حـرمكم سـبايا ابين عدوان

 

(أبوذية)

بـبونه احـنه تنخينه وجدنه      او نكروا طيبنه اوياهم وجدنه

لـون حاضر ابعملتنه وجدنه      ابخيمنه  النار وحسينك رميه


(ابوذية)

بيني او بين اخوي الگوم حاله      يجدي اتعال شوف احسين حاله

گطع راسه عليه الشمر حاله      وهو  عطشان ما شرِّبه اميه

أيـا جدُّ عاينت سبطك بالعرا      قتيلا بأرض الطفِّ وهو عفير

أيـا  جـدُّ لو عاينتنا ورأيتنا      سـبايا  إلى نحو الشئام نسير

ــــــــــــــ

(1) ـ الدر النضيد ص169.

(2) ـ البحار ج44 ص282.