(المجلس الثاني بكاء الإمام الرضا على جده الحسين (عليهما السلام

القصيدة: للشيخ عبد الحسين الأعسم

ت:1247هـ

قد  أوهنت جلدي الديارُ الخاليه      مـن  أهـلها ما للديار وما ليه

ومـتى سألتُ الدار عن أربابها      يـعد الصدى منها سؤالي ثانيه

كـانت غياثا للمنوب فأصبحت      لـجميع أنـواع النوائب حاويه

ومـعالمٌ أضـحت مآتم لا ترى      فـيها  سوى ناع يجاوب ناعيه

ورد الحسينُ إلى العراق وظنهم      تركوا الشقاق إذا العراقُ كماهيه

ولـقد دعـوه لـلعنا فـأجابهم      ودعـاهم  لـهدىً فردوا داعيه

قـست الـقلوب فلم تمل لهدايةٍ      تـبا لـهاتيك الـقلوب القاسيه

ما  ذاق طعم فراتِهم حتى قضى      عـطشا  فـغُسل بالدماء القانيه

تـبكيك عـيني لا لأجل مثوبةٍ      لـكنما عـيني لأجـلك بـاكيه

تـبتل  مـنكم كـربلا بدم ولا      تـبتل  مـني بالدموع الجاريه

أنـست  رزيـتُكم رزايانا التي      سـلفت  وهونت الرزايا الآتيه

وفـجائعُ  الأيـام تـبقى مـدةً      وتـزول وهي إلى القيامة باقيه(1)


(مجردات)

يـا  دار انـشدچ عن أهاليچ      يـا دار ويـن احسين راعيچ

چم  وافـد او گاصـد اليلفيچ      ويـن  البطل عباس أحاچيچ

ويـن  الـعشيرة والزلم ذيچ      بدرها او كواكبها أزهرت بيچ

تـالي  اغـراب البين ناعيچ      عـلى  احسين نابيني ونابيچ

يــا دار عـزيني وعـزيچ


(مجردات)

جمهه او فرگنه البين تالي      او ظلت حريم ابغير والي

راحت هلي او ذيچ الليالي      او منهم بگه الديوان خالي


بكاء الإمام الرضا على جده الحسين (عليهما السلام)

قال دعبل بن علي الخزاعي: دخلت على سيدي ومولاي علي بن موسى (ع) في مثل هذه الأيام ـ أي أيام المحرم ـ فرأيته جالسا جلسة الحزين الكئيب وأصحابه من حوله كذلك فلما رآني مقبلا قال لي: مرحبا بك يا دعبل، مرحبا بناصرنا بيده ولسنانه، ثم انه وسع في مجلسه وأجلسني إلى جنبه ثم قال لي: يا دعبل أحب أن تنشدني في الحسين شعرا فان هذه الأيام أيام حزن كانت علينا أهل البيت، وأيام سرور كانت على أعدائنا، خصوصا بني أمية. يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله تعالى في زمرتنا. يا دعبل من بكى على مصاب جدي الحسين (ع) غفر الله له ذنوبه البتة ثم نهض وضرب سترا بيننا وبين حرمه، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليسمعوا ما ينشده دعبل وليبكوا على مصاب جدهم الحسين (ع) ثم التفت إليّ وقال: يا دعبل إرث الحسين فأنت ناصرنا ومادحنا فلا تقصر عن نصرنا ما استطعت ما دمت حيا فاستعبرت وسالت عبرتي وأنشأت:

أفـاطم  لـو خلت الحسين مجدلا      وقـد  مـات عطشانا بشط فرات

إذن  لـلطمت الـخدَّ فـاطم عنده      وأجـريت  دمعالعين في الوجنات

أفـاطم قومي يا ابنةالخير واندبي      نـجوم سـماوات بـأرض فـلاة

قـبور بـكوفان، وأخـرى بطيبة      وأخـرى بـفخٍّ نـالها صـلواتي

قبور بجنب النهر من أرض كربلا      مـعَّرسُهم  فـيها بـشط فـراتي

تـوفوا  عُـطاشى بالعراء فليتني      تـوفيت فـيهم قـبل حين وفاتي


هذا والراض (ع) يبكي، والنسا ـ من خلف الستر ـ يبكين معه.

قال دعبل: فلما وصلت إلى هذين البيتين:

بناتُ زياد في القصور مصونةً      وآل  رسـول الله في الفلوات

وآل  رسول الله تُسبى حريمهم      وآل  زيـادٍ ربَـةُ الـحَجَلات


يقول دعبل: فعلت أصوات النساء بالبكاء والنحيب وصحن: وا محمداه.

أقول: ان أصعب قضية على أهل البيت (ع) بل هي أصعب من قتل الحسين (ع) مسير بنات رسول الله (ص) سبايا يحدوا بهن الأعداء من بلد إلى بلد ويتصفح وجوههن القريب والبعيد والدني والشريف ليس معهن من حماتهن حمي ولا من رجالهن ولي:


(نصاري)

بنات المصطفى ابيا حال سارت      أو بـالبلدان بـيها الگوم دارت

عـن نـظارها بـالستر حارت      مـظل إلـهه سـتر بيه التستَّر

طـلعوا كـل أهالي الشام ليهن      ابـحالة  فـرح تـتفرج عليهن

وعـلي  الـسجاد وياهن وليهن      ابگيـد او جامعه وبالحبل ينجر

الراس  احسين صادت ليه اخته      تگلـه والـجفن تـهمل عبرته

وگلبها امن الحزن تلهب جمرته      ابـعظم امـصيبته يخفج امذعَّر

يـخويه  حـسين ما تلتفت لينه      تـشوف اللي جره عگبك علينه

تـرانه اخـلافكم كـلنا انسبينه      واحـنه بـشيمتك چيف انتيسر

اويـلي والـحرم گامـن ينحبن      كـلهن والـعيون ابـدم يصبن

وعـليه  بـمجلسه آمـر يطبَّن      يـزيد  الـزاد كـفرانه وتجبر

حُملت على الأكوار بعد خدورِها      الله مــاذا تـحـمل الأكـوارُ

ــــــــــــــ

(1) ـ شعراء الغري ج5، ص81 علي الخاقاني.