المجلس الثاني قتيان بني هاشم يحملون علي الأكبر (ع) إلى المخيم

القصيدة: للطبيب الفاضل الميرزا محمد الخليلي النجفي

ت: 1388هـ

كـلَّما  زدت في الحبيب ملاما      زدت فـيـه مـحبةً وغـراما

أيـها الـعاذل الـمبغضُ مهلا      لو عرفت الهوى تركت الملاما

فـعدت مـهجتي أسـيرة وجدٍ      وغـدا الـقلب في هواه غلاما

عزّ  ندّاً في الحسين بين الحسا      ن الغيد حتى اغتدى لديهم إماما

جلّ  عن أن يقاس بالبدر وجها      وبـمياسة الـغصون الـقواما

وبـعين  المها إحورارا وبالور      د خـدودا وبـالعيون حـساما

وجـميلٌ  أعـيذه حـين يبدو      بـشبيه الـنبي عن أن يضاما

حـين  وافـى وقـلبه يتلظى      عـطشا  والـكماة منه تحامى

جـرَّد الـزم وهـو يزأر ليثا      بـين  جـمع يـراهم أنـعاما

قـلب الـقلب فوق جنحيه لما      أهـلب الـحرَّ بالحسام ضراما

غرس  الطفَّ بالجماجم والريُّ      دمـاها والـلقح كـان الحماما

وانبرى  حاصدا بعضبٍ ولولا      سـيف (عبديّها) لأمست رماما

فـهوى فـوق مـهره ظنَّ أنَّ      الـمهر يـنجيه إذ يؤم الخياما

قـتـلقته بـالسيوف انـتهاشا      قـوم سـوءٍ لم ترع منه ذماما

وعــلا صـوته عـليك سـلام      الله يـا والـدي بـلغت الـمراما

أسـرع الـسبط نـحوه ونـجيع      القلب  يجري فوق الخدود انسجاما

صـارخا  أي بـنَّي غالك خسفٌ      لـلـمنايا  ومـا بـلغت الـتماما

كـنت أرجـوك عـدةً لي وذخرا      لـمشيبي إن حـادث الدهر ضاما

كنت روحي وهل عن الروح أسلو      فـعجيب  أن لا الاقـي الـحماما(1)

 

(مجردات)

شـافه ابـمواضيها امـوزع      مصرعك بويه اشلون مصرع

بـيه الگلـب ذاب او تگطع


(أبوذية)

يـا هـيبة علي يا حسن يوسف      يـشبه المصطفى فرگاك يوسف

كل خنجر الجسمك وصل يوسف      گع لـبَّه احـشاي او فـتك بيه


(تخميس)

يـا ضيا ناظري بقلبي رفقا      أو  لـست الذي أحفُّك شوقا

واقيك الخطوب غربا وشرقا      يـا  شبيه النبي خَلقا وخُلقا

بعدك  المكرمات طال بكاها


قتيان بني هاشم يحملون علي الأكبر (ع) إلى المخيم

دخل رجل نصراني مسجد رسول الله (ص) فقال له الناس: أنت رجل نصراني اخرج من المسجد، فقال لهم: إني رأيت البارحة في منامي رسول الله، ومعه عيسى بن مريم (ع)، فقال عيسى أسلم على يدي خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله، فانه نبي هذه الأمة حقا، وأنا أسلمت على يده، وأتيت الآن لأجدد إسلامي على يد رجل من أهل بيته فجاءوا به إلى الحسين (ع)، فوقع على قدميه يقبلهما، فلما استقر به المجلس قصَّ لو الرؤيا التي رآها في المنام، فقال له الحسين (ع): أتحب أن آتيك بشبيه رسول الله (ص)؟ قال : بلى سيدي. فدعا الحسين (ع) بولده علي الأكبر، وكان إذ ذاك طفلا صغيرا قد وضع على وجهه برقع فجيء به إلى أبيه، فلما رفع الحسين البرقع عن وجهه، ورآه ذلك الرجل وقع مغمى عليه.

فقال الحسين (ع) صبوا الماء على وجهه ففعوا فلما أفاق التفت إليه الحسين (ع) وقال يا هذا: إن ولدي هذا شبيه بجدي رسول الله؟ فقال الرجل: أي والله فقال له الحسين: يا هذا, إذا كان عندك ولد مثل هذا وتصيبه شوكة ما كنت تصعنع؟ قال: سيدي أموت، فقال الحسين (ع): أخبرك أني أرى ولدي هذا بعيني مقطعا بالسيوف إربا إربا.

أقول: سيدي أبا عبد الله فأنت كذلك قد تمنيت الموت عندما نظرت إلى ثمرة قلبك مقطعا بالسيوف إربا إربا فناديت بني علي على الدنيا بعدك العفا، وهدت قواك مصيبته.

يقول المؤرخون: لما وصل الحسين (ع) إليه نزل عنده، تمدد إلى جنبه، ألصق صدره على صدره ووضع خده على خده.

 

(نصاري)

هـوه  فوگه او حط خدّه اعله خدّه      او صدره فوگ صدره او زاد وجده

شـمه  او صاح عمرك هذا حده      يـنور الـعين يـوليدي يَـلَكبَر

المصيبه اللي صرت منها ابحيره      اشوف اجروح من جسمك چثيره

يـبويه  مـحنتي ابفگدك چبيره      او  بـعد كـلما اعاين ليك تكبر


p> ثم صاح: يا فتيان بني هاشم احملوا ولدي، والله لا طاقة لي على حمله. فجاءوا إليه وحملوه إلى المخيم والحسين ينادي: وا ولداه.

 

(نصاري)

مـدري  اشلون شالوا نعش الأكبر      عـلى صـوب الخيم وحسين كبر

زيـنب  واجـفه اعله الباب تنظر      شـافت نـعش ويّـه الـهاشميين

شـالـوه الـهـواشم لـلصواوين      وهو يمشي او عله ابنه شابح العين

طـلعت  زينب او باجي النساوين      تـخمش  اخدودها او علوجه تلطم


قال حميد بن مسلم: فكاني أنظر إلى امرأة خرجت من الفسطاط وخلفها النساء وهي تنادي: يا حبيباه يا ثمرة فؤاداه وا ولداه وا ابن أخاه وا مهجة قلباه فجاءت حتى انكبت عليه فسألت عنها فقيل لي هي عمته زينب(2).

لهفي على عقائل الرساله      لـما  رأيـنه بتلك الحاله

عـلا نـحيبُهنَّ والصياح      فاندهش العقول والأرواح

لهفي لها إذ تندب الرسولا      فـكادت الجبال أن تزولا


فبكى الحسين (ع) رحمة لبكائها وقال إنا لله وإنا إليه راجعون ثم أخذها بيده وردها إلى الفسطاط وكأني بها:

 

(نصاري)

دخـليني  يـخويه احـسين يـمَّه      احـس ابدمع عيني اجروح جسمه

عَلي اعيوني واريد الصدري اضمَّه      واشـيله  لـلخيم ويَّـاك يـحسين


(أبوذية)

شـافه  والـنبل شـابچ عَلَيْ راح      هوه فوگ او صفگ راح عَلَيْ راح

صاح  ابصوت يا زينب عَلَيْ راح      يـخـويه اظـلمت الـدنيه عـليه

***

ونـادت زيـنب الـكبرى بصوتٍ      عـلى  (لـيلى) وأدمـعها تـسيل

تـقول  لـها اسـرعي هـذا عليٌ      شـبيه  الـمصطفى الـهادي قتيل

ــــــــــــــ

(1) ـ الشهيد علي الأكبر ص139 عبد الرزاق المقرم.

(2) ـ الدمعة الساكبة ج4 ص332. ثمرات الأعواد ج1 ص180.