(المجلس الثاني مصرع مسلم بن عوسجة الأسدي (رضوان الله عليه

القصيدة: للمرحوم السيد صالح القزويني النجفي

ت: 1304هـ

لـلـه آل الله تـسـرع بـالسرى      وإلـى الـجنان بـها المنايا تسرع

مـنعوا الـفرات وقـد طما متدفعا      يـا  لـيت غـاض عبابه المتدفع

أتـرى يـسوغ بـه الورود ودونه      آل الـهدى كـأس المنون تجرعوا

أم  كـيـف تـنقع غـلّةٌ بـنميره      والـسـبط  غُـلته بـه لا تـنقع

تَـرَحَـا لـنـهر الـعلقميِّ فـإنه      نـهر  بـأمواج الـنوائب مـترع

ورودا على الظمأ الفرات ودونه ال      بـيض  الـقواطع والرماح الشرَّع

اسـد تُـدافع عـن حـقائق أحمدٍ      والـحرب مـن لـجج الدما تتدفع

واسـتقبلوا  بيض الصفاح وعانقوا      سـمر  الـرماح وبالقلوب تدرعوا

فـكأنما  لـهم الـرماح عـرائسٌ      تـجلى وهـم فـيها هـيامٌ ولـع

يـمشون فـي ظُـللِ القنا لم يثنهم      وقـع  القنا والبيض حتى صرِّعوا

فـدمـاؤُهم  لـلـسمهرية مـنهلٌ      ونـحـورهم لـلـمشرفية مـرتع

وجـسـومهم بـالغاضرية خـشَّع      ورؤوسـهم  فـوق الأسـنة ترفع(1)


(نصاري)

مشوا لنصار يا حيهم للاطراد      او كلمن راح منهم بعد ما عاد

گظوا حگ الحسين او حگ الجهاد      او حگ الله او ناموا ابحر الصخور

هـوه هـذا يـون وابروحه ايجود      او  هـذا لـلخناجر صـار فرهود

او  هـذا گطـعوا چفوفه والزنوند      او هـذا او ذاك منه الصدر مكسور

او  هــذا بـالسيوف امـوزعينه      او  هــذا بـالـتراب امـعفرينه

او هــذا ابچم عـمود امـهشمينه      او هـذا بـس جسم والراس مبتور

ركـب سـلطانهم يـفگد ابگومـه      لگاهـا امصرعه اعله الترب نومه

الـكل  مـنهم امـعفرينه بـدمومه      او  فاضت روحه او بس دمه ايفور

 (أبوذية)

اچفوف الگدر يصحابي لونكم      احشمكم او روحي اتون لونكم

تـنهضون او تشوفوني لونكم      وحيد  او حاطت العدوان بيه


مصرع مسلم(2) بن عوسجة الأسدي (رضوان الله عليه)

قال في الدمعة: ثم برز مسلم بن عوسجة (رحمه الله) وهو يرتجز:

إن  تـسألوا عني فإني ذو لَبَد      من قوم قرعٍ من ذُرى بني أسد

فـمن  بـغانا حائد عن الرشد      وكـافر  بـدين جـبار صمد


ثم قاتل قتالا شديدا فسقط إلى الأرض وبه رمض فمشى إليه الحسين (ع) ومعه حبيب بن مظاهر، وكان به رمق من الحياة فقال له الحسين (ع): رحمك الله يا مسلم، ثم تلا (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) ثم دنا منه حبيب، وقال له: عزَّ عليَّ مصرعك يا أخي يا مسلم أبشر بالجنة. فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بخير، فقال له حبيب: لو لم أعلم أني في الأثر لأحببت أن توصيني بجميع ما أهمك. فقال له مسلم: أوصيك بهذا الغريب وأشار إلى الحسين، فقاتل حتى الموت.


(مجردات)

گربت بين ظاهر منيتي      انچان  نـيتك مثل نيتي

ما وصيك بعيالي وبيتي      بالحسين وعياله وصيتي


(نصاري)

حـبيب اتـريدني عندي وصيَّه      اشـبيدي حـالت اعـليه المنيه

اوصـيك  ابـغريب الغاضريه      هـذا  حسين عنه لا تگصرون

***

أوصى ابن عوسجةٍ حبيبا قال قا      تـل دونـه حـتى الحمامَ تذوقا

نـصروه  أحـياءً وعند وفاتهم      يـوصي بنصرته الشفيق شفيقا


(مجردات)

حين السمع صاحب الغيره      ايگله او عليه شوفه يديره

هذا  الحسين اشعدنه غيره      سبط النبي المامش نظيره

لـفديه  ابعمري هالظهيره


بينما هما عند رأسه، وإذا بمسلم قد غمض عينيه، وفاضت روحه الطاهرة. فقال الحسين (ع): رحمك الله يا مسلم نصرتنا حيا وأوصيت بنصرتنا ميتا.

وخرجت جارية لمسلم بن عوسجة وهي تصيح: وا مسلماه، وا ابن عوسجتاه، فأمر الحسين بإرجاعها إلى الخيمة(3).

أقول: عز عليك سيدي أبا عبد الله أن تخرج جارية ويراها الأعداء ليتك حاضر عند زينب وباقي العيال، والناس يتفرجون عليهن، حتى قال قائلهن: والله لقد خزينا من كثرة النظر إلينا.


(نصاري)

اشـمال  الـناس تتفرج علينه      عمت  عينه اليصد بالعين لينه

او يخسه الگال لن غايب ولينه      وراسه اعلى الرمح لينه ايتفكر


(أبوذية)

وحگ اللي سعه بالبيت والطاف      عندنه الموت مثل الشهد والطاف

انه الحره الگبل عاشور والطاف      طـولي  بـالشمس ما شفت فيه


(تخميس)

نـادت ولا سترٌ لها إلا الحيا      وأشـعةٌ قـد حجبتها بالضيا

والـشمر يُركبها النياق تعديا      إنسان عيني يا حسين أخي يا

أملي  وعِقدَ جماني المنضودا

ــــــــــــــ

(1) ـ الدر النضيد ص218.

(2) ـ ورد في ترجمته (رضوان الله عليه) أنه من أصحاب رسول الله (ص) وله مواقف بطولية في الفتوح الإسلامية لاسيما على عهد عمر بن الخطاب ووصف بأنه من عيون أصحاب الأئمة علي والحسن والحسين (عليهم السلام) وله مواقف بطولية معهم وكان له موقف عظيم إبان حركة مسلم بن عقيل في الكوفة أما موقعه في أصحاب الحسين فإنه كان بارزا وله أقوال وأفعال رائعة مازالت محفوظة في كتب السير أما سيرته الذاتية فهو أسدي عراقي كوفي ذو صلاح ونسك وكان رجلا شريفا في قومه.

(3) ـ معالي السبطين ج1 ص377/379.