(المجلس الثامن على جسد الحسن (عليهما السلام

القصيدة: للحاج مهدي الفلوجي الحلي

 

إلـى مَ وقـلبي مـن جفوني يُسكبُ      ونـار  الأسـى ما بين جنبيَّ تلهبُ

لـقتلى الأولـى بـالطف لما دعاهم      إلى  الحرب سبطُ المصطفى فتأهبوا

ومذ سمعوا الداعي أتوا حومة الوغى      تـعلم أيـديها الـظبا كيف تضرب

مـضوا يـستلذون الـردى فـكأنه      رحـيق مـدامٍ بـالقوارير يـسكب

ومـن  بعدهم قام ابن حيدر والعدى      جموعٌ  بما غصَّ الفضا وهو أرحب

فـألبس هـذا الأفـق ثوب عجاجةٍ      بـه  عـاد وجه الشمس وهو منقَّب

إلــى  أن أراد الله بـابـن نـبيِّه      يـبيت  بفيض النحر وهو مخضَّب

فـأصبح طـعما للضبا وهو ساغب      وأصـبح  ريَّـا لـلقنا وهو معطب

بـنفسي إمـاما غـسله فيض نحره      وفـي أرجـل الـخيل العتاق يقلب

بـنفسي رأسـا فـوق شـاهقة القنا      تـمر بـه الأريـاح نـشرا فتعذب

فـوا أسـفي تلك الكماة على الثرى      ونـسوة  آل الـوحي تسبى وتُسلب

وراحـت بـعين الله أسرى حواسرا      تـسـاق  واسـتار الـنبوة تـنهب

فـأين  حـماة الجار هاشم كي ترى      نـساها  على عجف الأضالع تجلب

وفـي  الأسـر ترنو حجة الله بينها      عليلا  إلى الشامات في الغل يُسحب

سـرت حـسَّرا لـكن تُـحجِّبُ وجهها      عـن الـعين أنـوار الإلـه فـتُحجب

إلى أن أتت في مجلس الرجس أبصرت      ثـنايا حـسينٍ وهي بالعود تُضرب(1)

 

(مجردات)

طـبـينه  والـديـوان عـاجد      او يـزيد اعله تخت الملك گاعد

واحـنه  حـرم كـلنه فـواجد      او مچاتـيف مـن واحد الواحد

او ولـينه مـن الـمرض راگد      او يزيد اعلى راس احسين عامد

يـنكت ثـغر عـزنه او نشاهد

 

(أبوذية)

يشيعي  دمعك اعله احسين همله      اشـعندك من رزايا الدهر همله

بـس  امصاب أبو السجاد همله      البگه عاري او هله راحت سبيه

السيدة أم كلثوم تلقي بنفسها

 

على جسد الحسن (عليهما السلام)

قال في الدمعة الساكبة: روي أن المنافقين من بني أمية تركوا الحسين (ع) على وجه الأرض ملقى بغير دفن وكذلك أصحابه وجاءوا بالنساء قصدا وعنادا وعبَّروهن على مصارع آل الرسول (ص) فلما رأت أم كلثوم (ع) أخاها الحسين (ع) وهو مطروح على الأرض تسفي عليه الرياح وهو مكبوب مسلوب وقعت من أعلى البعير على الأرض وحضنت أخاها الحسين (ع) وهي تقول ببكاء وعويل يا رسول الله انظر إلى جسد ولدك ملقى على الأرض بغير غسل، وكفنه الرمل السافي عليه، وغسله دمه الجاري من وريديه، وهؤلاء أهل بيته يساقون أسارى في سبي الذل ليس لهم محام يمانع عنهم، ورؤوس أولاده مع رأسه الشريف على الرماح كالأقمار (2).

 

(مجردات)

بالحرم  من مروا على احسين      او مـطروحه يـمه الهاشميين

او دمـه ايتجاره من الوريدين      صـاحت فرد صيحه النساوين

وام كـلثوم اجرت دمعة العين      او ذبـت نـفسها فوگ الحنين

او گامت تشمه او تجذب اونين      او  نـادت يجدي وينك الحين

احـضر  أخـيي الماله امعين      دمـه  الـغسل والرمل تكفين

او لـو شفت يا جدي الخواتين      تـبچي  على اظهور البعارين

بـيها الـعده لـلشام مـاشين

 

(أبوذية)

ابـعمه  احلفت والرحمن واسره      النبي عنده خبر من عرج واسره

اعـياله  تـنسبي لـلشام واسره      او زجر يحدي ابضعون الفاطميه

***

أيـا جـدُّ لو عاينته وهو بالظمى      يـقاسي  الـمنايا والقنا منه تنهلُ

وكيف عوادي الخيل تركُضَ فوقَه      فـلم  يـبق منه مفصلٌ لا يُفصَّل


(1) ـ البابليات ج4 ص126.

(2) ـ الدمعة الساكبة ج4 ص373.