(المجلس الثامن بكاء الإمام زين العابدين على أبيه الحسين (عليهما السلام

القصيدة: للسيد صالح القزويني النجفي

ت: 1306هـ

 

فـما  أنـا إن لم أدرك المجد والعلى      بـجدِّ وجـدي مـن عـليٍّ وفـاطمِ

من الضيم أن يُغضي عن الضيم سيِّدٌ      نـمته أبـاة الـضيم مـن آل هاشم

سـراعٌ إذا نـودوا خـفافٌ إذا دُعوا      ثـقالٌ إذا لاقـوا طـوال الـمعاصم

فـلهفي  عـليهم ما قضى حتف أنفه      كـريـمٌ لـهـم إلا بـسمٍّ وصـارم

تـجنَّب عـليهم آل حـربٍ تـجرُّما      وجـالت عـليهم بـاحتباء الـجرائم

فـكم جـزروا بـالطفِّ منهم أماجدا      عـلى ظـمأ بـالبيض جزر السوائم

فـيالرؤوسٍ فـي الـرماح وأضـلُعٍ      تـحطمها  خـيل الـعدى بـالمناسم

ويـالـجسوم غـسَّـلتها دمـاؤُهـا      وكـفَّـنها نـسج الـرياح الـنواسم

ولـهفي عـلى سـبط الـنبيِّ تذوده      عـن  الماء أرجاس الأعادي الغواشم

قضى نحبه ظامي الحشا بعد ما قضى      بـرغم  الـعدى حقَّ العلى والمكارم

ولـهفي لآل الله حـسرى حـواسرا      سـبايا  عـلى الأكـوار سبي الديالم

وتـهـتف شـجوا بـالحماة كـأنما      تـعـلّمن  مـنها هـاتفات الـحمائم

تـشـاهد  زيـن الـعابدين مـكبلا      عـلى  ظـهر مهزول المطا والقوائم

ومـن  بـلدة تُسبى إلى شرِّ بلدةٍ      ومن ظالم تُهدى إلى شرِّ ظالم(1)

 

(مجردات)

يـوم الـذي لـلشام فـتنه      زلمها او نساها امعيده اجتنه

يـكـفيك نـسمع مـسبتنه

 

(مجردات)

ويـن اليصت الهلي اصواته      اهــل الـمراجل والـثباته

رضت شيمة ابن امي او ذاته      لـلـشام مـسـبيه خـواته

او  گرَّت اعيون اهل الشماته

 

بكاء الإمام زين العابدين على أبيه الحسين (عليهما السلام)

قال المحدث القمي في نفس المهموم: وحدث مولى له (لعلي بن الحسين (ع)) أنه: برز يوما إلى الصحراء قال: فتبعته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة وأنا أسمع شهيقة وبكاءه وأحصيت عليه ألف مرة (لا إله إلا الله حقا حقا، لا إله إلا الله تعبدا وورقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا) ثم رفع رأسه من السجود وأن لحيته ووجهه قد غمرا بالماء من دموع عينيه.

 

فقلت: يا سيدي أما آن لحزنك أن ينقضي، لبكائك أن يقل؟ فقال لي: ويحك إن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (ع) كان نبيا ابن نبي، كان له اثنا عشر ابنا، فغيب الله سبحانه واحدا منهم، فشاب رأسه من الحزن، واحدودبت ظهره من الغم، وذهب بصره من البكاء، وابنه حي في دار الدنيا، وأنا فقدت أبي وأخي وسبعة عشر من أهل بيتي صرعى مقتولين، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي؟

 

ولسان حال:

(تخميس)

أيـا مـهدَ النبوةِ قد رُزينا      ومـن بـلدٍ إلى بلدٍ سُبينا

وصـرنا عُرضةً للشامتينا      مـدينة جـدنا لا تـقبلينا

فبالحسرات والأحزان جينا

 

ودخل عليه يوما أبو حمزة الثمالي فوجد الإمام يبكي فقال له: سيدي ما هذا البكاء؟ ألم يقتل عمك الحمزة، ألم يقتل جدك علي بالسيف، إن القتل لكم عادة، وكرامتكم من الله الشهادة، فقال له الإمام (ع): شكر الله سعيك يا أبا حمزة كما ذكرت، القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة، ولكن يا أبا حمزة؟ هل سمعت أذناك، أم رأت عيناك، أن امرأة منا سبيت وهتكت قبل يوم عاشوراء والله يا أبا حمزة، ما نظرت إلى عماتي وأخواتي، إلا ذكرت فرارهن في البيداء من خيمة إلى خيمة، ومن خباء إلى خباء، والمنادي ينادي احرقوا بيوت الظالمين.

 

(فائزي)

گلبي  يبو حمزة تراهو اتفتت او ذاب      مثل المصيبه اللي دهتني محد انصاب

ذيچ  الأقـمار الـلي ابـمنازلنه يزهرون      والـليل  كـله امـن الـعباده ما يفترون

سـبعه  او عـشره عاينتهم كلهم اغصون      فـوگ  الـوطيه امطرحين ابحر التراب

او شـفت جسم اللي على المسناة مطروح      او ذاك الشباب اللي ابصبح العرس مذبوح

او  لو شفت الأكبر ما لمتني ابكثرة النوح      مـا خـلت الـنه كـربلا شيخ ولا شاب

ابعيني  نظرت احسين بيده الطفل منحور      وامـه الـرباب اتـعاينه وادموعها اتفور

واگلـوبنه فـتها ابـونينه او عينه اتدور      او  كـلما طـلع مـنه بدر للمعركه غاب

وامـصيبة الـلي هـيّجت حـزني عليّه      عـاينت  صـدر احسين تحت الأعوجيه

حـرگوا اخـيمنه او سـيّروا زينب سبيه      شـحچي يبو حمزه او شعدد من هلمصاب

مـا  نـكّست راسـي لجل ذيچ الصناديد      مـا گصّـروا بـالغضريه زلـزلوا البيد

نكّسه الراسي ادخول زينب مجلس ايزيد      حسرى  او من نوح اليتامه راسها شاب

 

(تخميس)

لك  الأجرُ في ربات خدر التحجُّب      عقيب السبا سادت على كور منقب

وك  لـك من نجمٍ ثوى إثر كوكب      أفـاطم قومي يا ابنة الخير واندبي

نـجوم  سـماواتٍ بـأرض فلاتِ


(1) ـ مثير الأحزان ص155.