المجلس الثاني من وقائع مجلس يزيد

القصيدة: للسيد صالح الحلي

 

أهـاشمُ  هُبي واشحذي البيض والسمرا      لـكي تـدركي من آل حربٍ لك الوترا

أهـاشم  قـد ضـاق الـخناقُ فضيِّقي      عـلى آل حـربٍ بـالضبا سعة الغبرا

تـنامين  لا نـامت عـيونُك عن عدىً      سـقتك كـؤوس الحتف ممزوجةً صبرا

أصـبرا لـيوث الحرب عن يوم كربلا      ولـم  تـوردوا أكبادها البيض والسمرا

أصـبرا  وقـد جَـذَّتْ ضـباها أنوفَكم      وثـبت  قـناها فـي حـشاكم لها نهرا

فـهبوا  خـفانا يـا بني المجد والطلبوا      بـيوم  حـسينٍ إذ غـدا دمُـه هـدرا

فـقد  رفـعت حـرب رؤوس عـلاكم      بـسمر الـقنا تـحكي بزهرتها الزهرا

وفـخـركم زيــن الـعـباد مـقـيدٌ      أسـيرٌ  إلـى مـن كـان أعظمها كفرا

ونـسـوتُكم فـوق الـمطيِّ حـواسرا      إلـى  الـشام تـهدي لا قناع ولا سترا

تـنادي ولـكن لـم تـجد مـن يجيبها      سـوى صـبيةٍ تشكوا إليها أذى المسرا

بـني  الـمجد ذلَّـت بـعد عزٍّ نساؤكم      فـسارت  إلـى الشامات حاسرةً أسرى

وقـد أدخـلوها مـجلس الـكفر والخنا      مـربـقةً بـالـحبل بـاكـيةً عـبرى

فـأوقـفها الـطـاغي يـزيـدُ إهـانةً      وقد صدَّ عنها مُعرِضا يشرب الخمرا(1)

 

(فائزي)

بـالشام خـويه انتحل جسمي والگلب ذاب      مـن كـثرة الـنظار واحنه اوگوف بالباب

عگب  الـخدر رحـنه يـساره ابلدة الشام      وايـتامكم تـلعى احـذاي اشـمال وايمين

مرت عليّ بالشام ساعة ساعة اتزلزل اجبال      صـرنه  ابـوسط حلگة اجناب كلهم انذال

رگبة علي او زندي ابحبل وارگاب الاطفال      امـربگه  او تـمشي ورانه الناس صوبين

 

(نصاري)

بـس هـاي ما چانت على البال      اطب  المجلسه او بمتوني الحبال

او راسك بالطشت واتشوفه العيال      او بـيده الـعود ويـوسم المبسم

 

من وقائع مجلس يزيد

نقل الطريحي في المنتخب عن علي بن الحسين (ع) أنه قال: لما وفدنا على يزيد بن معاوية أتونا بحبال وربطونا مثل الأغنام، وكل الحبل بعنقي وعنق أم كلثوم، وبكتف زينب وسكينة والبنات وساقونا. وكلما قصرنا عن المشي ضربونا حتى أوقفونا بين يدي يزيد، فتقدمت إليه هو على سرير مملكته وقلت له: ما ظنك برسول الله (ص) لو يرانا على هذه الصفة، فأمر بالحبال فقطعت من أعناقنا وأكتافنا.

ونقل أيضاً: إن الحرين لما أدخلن على يزيد كان ينظر إليهن ويسأل عن كل واحدة بعينها وهن مربطات بحبل طويل (2).

 

(مجردات)

بـحبال خشنه چتفوهن      او ليزيد اويلي سيروهن

والنذل ظل ينشد عليهن      او  يتسترن گامن بديهن

 

وفي الدمعة الساكبة: وزجر بن قيس لعنه الله يجرهن حتى أقبلت المرأة كانت تستر وجهها بزندها لأنه لم يكن لها خرقة تستر بها وجهها فقال لعنه الله: من هذه التي ليس لها ستر؟ قالوا: سكينة بنت الحسين، قال: أنت سكينة فسالت دموعها على خدها واختنقت بعبرتها فسكت عنها حتى كادت أن تطلع روحها من البكاء فقال لها وما يبكيك؟ قالت: كيف لا تبكي من ليس لها ستر تستر وجهها عنك وعن جلسائك (3).

 

(مجردات)

هاي امدللة عباس واحسين      واخـيالها مـا شافته العين

تالي تطب حسرى الدواوين      والدمع  جاري على الخدين

 

(مجردات)

اويـلي  على سكنه الغريبه      عگب الـخدر لـنها سليبه

او ديوان اميه اتطب عجيبه

 

 (أبوذية)

إشـفنه  مـن رزايـا الدهر يامر      عـليه  الـشمر گام ابـشتم يامر

ولا  مـن الـهواشم شخص يامر      او يجي ويشوف بت حامي الحميه

 

(تخميس)

غـدت ربة الأخدار ولهى أسيرةً      تـقاذفها  الـبيدا ضحىً وظهيرةً

وتـهتف بالحامي الجوار عشيرةً      أترضى وأنت الثاقب العزم غيرةً

يـلاحظُها  حـسرى القناع يزيدُ


(1) ـ ديوان شعراء الحسين (ع).

(2) ـ المنتخب ص487 فخر الدين الطريحي.

(3) ـ الدمعة الساكبة ج5 ص102.