(المجلس الرابع هند زوجة يزيد تؤنبه لجريمته المتمثلة بقتل الحسين (ع

القصيدة: للسيد مرزه آل السيد سلمان الحلي

ت: 1339هـ

 

حـتى  مَ هـاشمُ لا يرفُّ لواها      فـالسيل قـد بلغ الزُبى وعلاها

مـا نـومُها عن كربلا وعميدُها      نـهبته  بـيض أمـيةٍ وقـناها

فـي  يوم حربٍ فيه حربٌ ألبت      أوغـادها  واسـتنهضت حلفاها

وعلى  الشريعة خيَّمت بجموعها      كـي لا تُـذيقَ بني النبيِّ رواها

فـأبى أبـيُّ الظيم أن يُعطي يدا      لـلذل  أو يـهوي صريع ثراها

وسـطا بـعزم ما السيوف كحدِّه      يـوم اللقا هو في الطلى أمضاها

يـسطو ونـيرانُ الظما في قلبه      مـا  بـين جـنبيه تشبُّ لظاها

حـتى  دعـاه الله أن يـغدو له      ويـجيب داعـيه لأمـر قضاها

فهوى  على وجه الثرى لرماحها      وسـهامها  نـهبا وطـعم ظباها

ومضى  الجواد إلى المخيم ناعيا      لـبنات  فـاطم كـهفها وحماها

فبكيت بنات المصطفى مذ جاءها      وبـكت  مـلائكةُ الـسما لبكاها

وفررن  للسجاد من خوف العدى      تـشكو  فصدَّعت الصفا شكواها

دع  عـنك نهبا صيح في أبياتها      والـنارُ لـما اضـرمت بخباها

لـكن لـزينب والنساء تلهفي      من  خدرها من ذا الذي أبداها

ابرزن من حُجُبِ النبوة حسّراً      وتـناهبت  أيدي العدو رداها

وإلى ابن هندٍ للشئام سروا بها      أفهل  علمتم كيف كان سُراها

ويـزيدُ يـهتف تارةً في أهله      ويسُبُّ أخرى قومَها وأباها(1)

 

(مجردات)

يـحسين  راسـك وين ماروح      اگبالي او فوگ السمهري ايلوح

والـجسم بالطف عفته مطروح      تـلعب عـليه الـخيل وتروح

بـالغاضريه تـمسي مـذبوح      او عـليلك يفت الروح بالنوح

او  دمعه على الوجنات مسفوح      او  بناتك تلوع ابگلب مجروع

 

(أبوذية)

الحزن يحسين سل گلبي ولي تام      او صـار النوح إلي عاده وليتام

بگيت  ارعه ابحرايركم ولي تام      او تظل نار الغضه ابگلبي سريه

 

هند زوجة يزيد تؤنبه لجريمته المتمثلة بقتل الحسين (ع)

قال السيد ابن طاووس: ولما وضع ـ يزيد ـ رأس الحسين ـ بين يديه ـ أجلس النساء خلفه لئلا ينظرن إليه... وأما زينب فإنها لما رأته نادت بصوت حزين يقرّح القلوب، يا حسيناه يا حبيب رسول الله يا ابن مكة ومنى يا ابن فاطمة الزهراء سيدة النساء، فأبكت كل من كان في المجلس ويزيد ساكت (2).

وفي المنتخب، قال: ثم إن هندا بنت عبد الله بن عمر زوجة يزيد دعت برداء وتقنعت، ورقفت من خلف الستر، فلما رأت الرأس، قالت ليزيد: ما هذا؟ فقال: رأس الحسين، فبكت هند وقالت: عزيز على فاطمة أن ترى رأس ابنها بين يديك يا يزيد، ويحك فعلت فعله استوجبت بها النار يوم القيامة، والله ما أنا لك بزوجة ولا أنت لي ببعل، ويلك بأي وجه تلقى الله، وجده رسول الله؟

 

وكأني بهند أخذت تسأل من نساء أهل البيت عن الحسين (ع) وأهل بيته:


(نصاري)

ارد  انـشد الـساعه عن احسين      او  عن زينب او باجي الخواتين

گالـوا  او سـالت دمـعة العين      زيـنب  هـاذي او هاذي الخدر

واحـسين  السبط بالطف تركناه      عـاري الـجسم بـالترب عفناه

او راسـه ايزيد هليضرب ثناياه      ابـعود الـخيزران او بيه مستر

يـوم الگالـواهله احسين مذبوح      لطمت راسه او هم ضجَّت ابنوح

مـصيبه الما مثلها تشعب الروح      عـدها امصايب المخلوق تصغر

 

ولما نصب رأس الحسين على باب القصر قال الخوارزمي من مقتله: فشقت الستر وهي حاسرة فوثبت على يزيد وقالت أرأس ابن فاطمة مصلوب على باب داري فغطاها يزيد فقالت له يا يزيد أخذتك الحمية عليَّ ولم تأخذك الحمية على بنات رسول الله (ص) قد هتكت ستورهن وأبديت وجوههن. ثم أخذت حجرا وضربت به رأسها فسال الدم على وجهها وغشي عليها (3) وكأني بها وقد قيل لها: يا هند قومي وادخلي بيتك.

 

(نصاري)

عـمـت عـيـني ارد انچان لـلدار      واخـلـيكم يـبـت حـيدر الـكرار

ظـل  گلـبي عـليكم يـسعر ابـنار      واريد انصب عزه ابداري على احسين

***

فرضٌ  علينا ثيابُ الحزن نلبسُها      على  الحسين بن طه سيد الرسل

ونـذرف الدمع حزنا لابن فاطمةٍ      مـن  الـقلوب دماءً لا من المقل

فكل شيءٍ على رزء الحسين بكى      وكـل  طـرفٍ له بالدمع منهمل

فـأيُّ قـلبٍ لـه لم ينصدع أسفا      وأيُّ عـينٍ لـه بـالدمع لم تَسل


(1) ـ البابليات ج4 ص58.

(2) ـ اللهوف ص78.

(3) ـ مقتل الحسين ج2 ص74 للخوارزمي.