(المجلس العاشر ضرب امرأة لمحبتها فاطمة الزهراء (ع

القصيدة: للشيخ محمد حسن سميسم

 

مـن مـبلغٌ عـني الـزمان عتابا      ومـقـرَّعٌ مـنـي لــه أبـوابا

دهـرٌ تـعامى عـن هـداه كـأنه      أصـحاب أحـمد أخـلفوا مذ غابا

وأمـضُّ ما يُدمي الفؤاد من الأسى      ويُذيبُ من صمِّ الصخور صلابا(1)

لـما عـلى بـيت الـنبوة أقـبلوا      ظـلما كـأنَّ لـهم بـذاك طـلابا

يـا  بـاب فـاطم لا طرقت بريبة      ويـد الـهدى سـدلت عليك حجابا

أولـست أنـت بـكل آنٍ مهبط ال      مــلاك فـيـك تـقبِّلُ الأعـتابا

نـفسي فـداك أمـا عـلمت بفاطمٍ      وقـفت  وراك تـناشد الأصـحابا

أومـا رقـقت لـضلعها لما انحنى      كـسرا  وعـنه تـزجُرُ الـخطابا

أفـهل  درى المسمار حين أصابها      مـن  قـبلها قـلب الـنبيِّ أصابا

عـتبي على الأعتاب اسقط محسنٌ      فـيها ومـا انهالت لذاك ترابا(2)

 

(نصاري)

بگت  مـن بعد أبوها ابحزن وبهم      لـيل  انـهار تبچي ادموع من دم

تحن  والحسن يمها ايحن والحسين      ولا هجعت من الون او غفت عين

الضلع مكسور منها او على المتنين      أثـر  مـعلوم ضرب السوط وسَّم

بـس تـلهج بـبوها اخلاف فگده      او  مـن اشـواگها الگبره تگصده

إعـله  هـلحاله بگت ويـلاه مده      لـمـا  ويــاه وافـاها الـمحتم

ابـهظايمها او دمـعها الدايم ايسيل      گضـت واشتنفع الحسرات والويل

مـظلومه او دفـنها صـار بالليل      مـثل  مـا وصـت الليث المشيم

دفـنها او مـن دفـنها رجع للدار      وگعـد يـبچي الشفيه ابدمع مدرار

ركـن  سوره الفگدها انهدم وانهار      او  گلـبه مـن الهظم والهم تجسم

عـشر  تـيام ظـل گاعـد ابداره      او نـاصب مـاتمه ابليله او نهاره

صـابر  والگلـب تـلتهب نـاره      الـضربة عـينها او ضلع التهشم

 

ضرب امرأة لمحبتها فاطمة الزهراء (ع)

وروايات أخرى

عن بشار المكاري قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) بالكوفة وقد قدم له طبق رطب طبرزد (3) وهو يأكل فقال: يا بشار ادن فكل فقلت: هنّأك الله وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي أوجع قلبي وبلغ مني فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت قال: فدنوت فأكلت فقال لي: حدثني، قلت: رأيت جلوازا (4) يضرب راس امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: (المستغاث بالله ورسوله) ولا يغيثها أحد قال: ولم فعل بها ذلك؟ قال: سمعت الناس يقولون إنها عثرت فقالت: (لعن الله ظالميك يا فاطمة) فارتكب منها ما ارتكب.

قال: فقطع الأكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع ثم قال: يا بشار قم بنا إلى المسجد السهلة (5) فندعوا الله (عز وجل) ونسأله خلاص هذه المرأة.

قال ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان وتقدم إليه بأن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله فإن حدث بالمرأة حدث صار إليه حيث كنا، قال: فصرنا إلى مسجد السهلة وصلى كل واحد منا ركعتين ثم رفع الإمام الصادق (ع) يده إلى السماء بالدعاء ثم قال: خرّ ساجدا لا أسمع منه إلا النفس ثم رفع راسه فقال: قم فقد أطلقت المرأة.

قال: فخرجنا جميعا فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهناه إلى باب السلطان فقال له (ع) ما الخبر؟ قال: قد أطلق عنها، قال: كيف كان إخراجها؟ قال لا أدري ولكنني كنت واقفا على باب السلطان إذ خرج صاحب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلمت؟ قالت: عثرت فقلت: لعن الله ظالميك يا فاطمة، ففعل بي ما فعل.

قال: فأخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حل فأبت أن تأخذها فلما رأى ذلك منها دخل وأعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال: انصرفي إلى بيتك فذهبت إلى منزلها.

فقال أبو عبد الله (ع): أبت أن تأخذ المائتي درهم؟ قال: نعم وهي والله محتاجة إليها قال: فأخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرئها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير قال: فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام فقالت: بالله أقرأني جعفر بن محمد السلام؟ فقلت لها: رحمك الله والله إن جعفر بن محمد أقرأك السلام فشقت جيبها ووقعت مغشية عليها.

قال: فصبرنا حتى أفاقت وقالت: أعدها علي، فأعدناها عليها حتى فعلت ذلك ثلاثا ثم قلنا لها: خذي ما أرسل به إليك وأبشري بذلك فأخذته منا وقالت: سلوه أن يستوهب أمَتَه من الله فما أعرف أحدا توسل به إلى الله أكثر منه ومن آبائه وأجداده عليهم السلام.

قال فرجعنا إلى أبي عبد الله (ع) فجعلنا نحدثه بما كان منها فجعل يبكي ويدعو لها (6).

وكان الإمام الصادق (ع) يبكي إذا ذكرت عنده جدته فاطمة ويذكّر أصحابه بما جرى عليها وكان يأمر بإكرام من تسمى فاطمة وينهى عن إهانتها وإيذائها.

قال السكوني: دخلت على أبي عبد الله (ع) وأنا مغموم مكروب فقال لي يا سكوني: ما غمك؟ فقلت: ولدت لي ابنة فقال: يا سكوني على الأرض ثقلها وعلى الله رزقها تعيش في غير أجلك وتأكل من غير رزقك فسُرِّيَ والله عني فقال ما سيتها؟ قلت: فاطمة، قال: آه آه آه ـ ثلاثاـ ثم وضع يده على جبهته ثم قال: أمّا إذا سميتها فاطمة فلا تسبها ولا تلعنها ولا تضربها (7).

وفي بعض الروايات هذه الزيادة: إكراما لجدتي فاطمة.

وفي خبر عن الإمام موسى بن جعفر (ع) عن رسول الله (ص) أنه قال ـ قرب وفاته ـ ألا إن فاطمة بابها بابي وبيتها بيتي فمن هتكه فقد هتك حجاب الله. قال الراوي: فبكى أبو الحسن (ع) ـ موسى بن جعفر ـ طويلا وقطع بقية كلامه وقال: هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله، هتك والله حجاب الله (8).

 

(تخميس)

ويـل  لـقوم حاربوا ابنةَ أحمدِ      هـتكوا حـماها قبل دفن محمدِ

فـغدت تـنادي بـقلبٍ مـكمدِ      أيَّ الـرزايـا أتـقي بـتجلدي

هي في النوائب ما حييت قريني

 

(مجردات)

الـزهره  الـمصاب المر عليها      مـن بـعد أبـوها مـن اعاديها

مــا  صـار عـلوادم شـبيها      غـصـبوا ارثـها الچان لـيها

امـن  الـمصطفى الهادي نبيها      او ضلعها اكسروه او فوگ إيديها

ضـربوها  اولا سـمعوا حچيها

 

(تخميس)

وجدي  تناهى ليس وجدٌ فوقه      وشجاي  أبعد من لساني نطقه

أيُّ  الـخطوب أقـلُّه أن ألقه      فقدي أبي أم غصب بعلي حقه

أم كسر ضلعي أم سقوط جنين

 

(تخميس)

يـا  ليتني قد متُّ قبل منيتي      أو  أنـني الحدثُ دون مذلتي

أيُّ الـخطوب له أنوح أذِلَتي      أم أخذهم إرثي وفاضل لخلتي

أم  جهلهم قدري وقد عرفوني


(1) ـ البيتان الثالث والرابع لفضيلة الخطيب الشاعر الشيخ جعفر الهلالي حفظه الله أضافها للقصيدة ليستقيم المعنى لوجود تحول مفاجئ في القصيدة من الحديث حول ظلم الأصحاب للعترة الطاهرة إلى الهجوم على بيت الزهراء (ع).

(2) ـ ديوان محمد حسن سميسم.

(3) ـ نوع من التمر سمي به لشدة حلاوته تشبيها بالسكر الطبرزد ويصطلح عليه اليوم تمر الطبرزل.

(4) ـ شرطي.

(5) ـ مسجد السهلة في الكوفة وكان الإمام (ع) أنذاك فيها.

(6) ـ البحار ج47 ص379/381.

(7) ـ وسائل الشيعة ج15 ص200 باب 87 للحر العاملي.

(8) ـ سفينة البحار ج1 ص662.