(المجلس العاشر وفاة السيدة زينب (ع

القصيدة: للشيخ محمد سعيد المنصوري

 

الـيومُ  يـومٌ حـزنُه لا يـذهبُ      مـاتت بـه أمُّ الـمصائب زينب

مـاتت  ونارُ الوجد بين ضلوعها      مـما جـرى في الغاضرية تلهب

قــد واصـلت أيـامها بـأنينها      وحـنينها ودمـوعُها لا تـنضب

مـا أنـفك رزأُ الطفِّ يأكل قلبها      ذاك الصبور لدى الخطوب الطيب

مـحنا ثـقالا قـد تـحمل قـلبُها      مـن  حـادثاتٍ أمرُها مستصعب

رأت  الأحـبة والـحسين بجنبهم      ثـاوٍ  وكـلٌّ بـالدماء مـخضَّب

ومشت  وسائق ضعنها شمر الخنا      فـإذا بـكت وجدا تُسَبُّ وتُضرب

بقيت  ببحر الحزن تسبح والأسى      بـعد الـحسين وللمنية تَطلُب(1)

 

(نصاري)

مـاتت زيـنب ابـديره غريبه      عگب ما شافت امصايب عجيبه

مـنها بـالغري ومـنها ابطيبه      او يـومٍ صـفت ما بين أجناب

مـصيبة كـربله اعـظم مصيبه      بـيها شـاهدت مـحنه رهـيبه

واخـوها شـيبته بـالدم خضيبه      مصيبه الگلب منها اتفطر او ذاب

 

(تخميس)

لـقد  بـرزت ولهى تنوح عميدَها      وقـد خدَّ قاني الدمع بالحزن خدَّها

فـواحدة  تـشكو إلى الجدِّ وجدَها      وأخرى بفيض النحر تصبغُ وجهها

وأخـرى تـفدّيه وأخـرى تـقبّل

 

وفاة السيدة زينب (ع)

قال المؤرخون إن المكان الذي توفيت فيه السيدة زينب الكبرى (ع) هي قرية راوية من قرى غوطة دمشق وان سبب وفاتها ـ كما ذُكر ـ أنها عندما كانت في هذه القرية وفي ضيعة لزوجها عبد الله بن جفعر الطيار وكانت جالسة أمام شجرة فتذكرت رأس أخيها الحسين (ع) الذي نصب على أكثر من شجرة أثناء حمله من العراق إلى الشام وتذكرت ما جرى عليه في كربلاء يوم فَقَدَ أصحابه وأهل بيته وبقي وحيداً فريدا لم يجد ناصرا ولا معينا وقد أحاطت به الأعداء من كل مكان وهو يقول أأقتل وأنا ابن محمد المصطفى، أأقتل وأنا ابن فاطمة الزهراء، أأقتل وأنا ابن علي المرتضى ثم نادى يا قوم انسبوني من أنا ثم انظروا هل يحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي فلم يبال القوم بكلامه وعمدوا إليه فقطعوه بسيوفهم ورماحهم ونبالهم إربا إربا وتذكرت (ع) أيضا وقوفها عليه وهو جثة بلا رأس وهي تقول مخاطبة له: أأنت الحسين رجانا، أأنت الحسين حمانا، أأنت ابن محمد المصطفى، أأنت ابن فاطمة الزهراء، أأنت ابن علي المرتضى أأنت نور بصري، أأنت حبيب قلبي؟ نعم لقد تذكرت هذا وأمثاله وهي آخذه بالبكاء حتى غشي عليها فلما حركوها وإذا بها ميتة أي: وا زينباه، وا سيدتاه، وا مظلومتاه.

 

(نصاري)

مـاتت زيـنب ابـحسرات وونين      لاجـل احـسين اخيها شمعة الدين

چانـت  جـاعده او تسچب العبره      او ذكـرت راس أبو اليمه او نحره

مـن  نـصبوه اويلي على الشجره      غـدت تنحب او سالت دمعة العين

او ذكـرت يوم ظل اوحيد عطشان      او عليه من كل كتر حاطت العدوان

شـي بـسيوف شـي بنبال وبزال      او  ظـل عاري يويلي ابغير تكفين

او ذكـرت يـوم وگفـت يم وليها      جـثـه  او عـاريـه وامـسلبيها

يـمـرد  لـلگلـب والله حچيـها      يــومٍ  نـدبـته أحّـاه يـحسين

ظـلت  بـاچيه او تـلطم صدرها      او  گضَّـت بـالبواچي كل عمرها

مـاتت  زيـنب او هـذا خـبرها      او غـده گلـبي عليها اليوم نصين

***

مـاتت  وما ماتت عقيلةُ هاشمٍ      فلها الوجودُ من المهيمن موهَبُ

دعـها  تَـنَعَّمُ في الجنان لعله      يـرتاح  منها اليوم قلبٌ متعب


(1) ـ ميراث المنبر ص260.