(المجلس السابع السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (ع) تتخلف عن القافلة (رواية ثانية

القصيدة: للشيخ علي بن حماد البصري توفي في حدود

سنة 400 هـ

 

أرى الـصبر يـفنى والهموم تزيدُ      وجـسمي يـبلى والـسُقام جـديدُ

وذكـرني بـالحزن والنوح والبكا      غـريبٌ بـاكتاف الـطفوف فريد

يــودِّع  أهـلـيه وداع مـفارقٍ      لـهم  أبـد الأيـام لـيس يـعود

كـأني  بـمولاي الحسين وصحبه      كـأنهم  تـحت الـوطيس أسـود

عُطاشى على شاطي الفرات فمالهم      سـبيلٌ  إلـى قـرب المياه ورود

لـقد  صبروا لا ضيَّع الله صبرهم      إلـى  أن قُـتِّلوا من حوله وأبيدوا

وقـد  خـرَّ مولاي الحسين مجدَّلا      قـتيلا عـفيرا فـي التراب وحيد

وأقـبل شمر الرجس واحتزَّ رأسه      بـقـلبٍ مـشومٍ فـارقته سـعود

وسـاقوا  الـسبايا من بنات محمدٍ      يـسـوقهم قـاسي الـفؤاد عـنيد

وفـاطمة  الـصغرى تقول لأختها      وقـد كـضَّها جُـهدٌ هـناك جهيد

أيا أخت قد ذابت من السير مهجتي      سـلي  سـائق الأضعان أين يريد

تنادي  وقد أبدت من الثكل صبرها      بـصوتٍ  تـكادُ الأرضُ منه تميد

بـكى  رحمةً لي حاسدي ومعاندي      فـيا سوء حالي إذ بكاء حسود(1)

 

(مجردات)

يـاريت  لـن شخصك فلا غاب      عـن كـربله يـا داحـي الباب

انـته  الـذي سـدَّرت الأحزاب      ابـسيفك الـبيه اتگطـع ارگاب

انصرت النبي من دون الأصحاب

 

ولكن يا أمير المؤمنين:

 

(مجردات)

على احسين ما خلوه تره اثياب      وسـاده الرمل واكفانه احراب

واعـتب واكـثر لك بالاعتاب      بـناتك سـبوهن گوم الاجناب

لا خدر ضل او لا بگه احجاب

 

السيدة سكينة بنت الإمام الحسين (ع) تتخلف عن القافلة (رواية ثانية)

نقل البهبهاني في الدمعة الساكبة عن الشيخ المفيد قال: لما رحلوا بالسبايا والرؤوس إلى دمشق وعدل بهم عى الطريق إلى قصر بني مقاتل وكان ذلك اليوم يوما شديد الحر وكانت القربة التي معهم نزفت وأريق ماؤها فاشتد بهم العطش وأمر ابن سعد عدة من قومه في طلب الماء وأمر بفسطاط فضرب على أربعين ذراعا فجلس وأصحابه ورموا السبايا والأطفال على وجه الأرض تصهرهم الشمس فأتت زينب (ع) إلى ظل جمل هناك وفي حضنها علي بن الحسين (ع) وقد أشرف على الهلاك من شدة العطش وبيدها مروحة تروحه بها من الحر وهي تقول يعز عليّ أن أراك بهذا الحال يا ابن أخي، ثم ذهبت سكينة إلى شجرة هناك وعملت لها وسادة من التراب ونامت عليها فما كان إلا قليل وإذا بالقوم قد رحلوا وكان عديلتها على الجمل أختها فاطمة الصغرى فقالت للحادي: أين أختي سكينة؟ والله لا أركب حتى تأتي بأختي فقال لها: وأين هي؟ قالت: لا أدري أين ذهبت فصاح السائق بأعلى صوته هلمي واركبي مع النساء يا سكينة فلم تنتبه من التعب وبقيت نائمة فلما أضرّ بها الحر انتبهت وجعلت تمشي خلفهم وتصيح: أخيه يا فاطمة ألست عديلتك في المحمل وأنت على الجمل؟ وأنا حافية فعطفت عليها أختها وقالت للحادي: والله لئن لم تأتي بأختي لأرمينَّ بنفسي عن هذه الجمل وأطالبك بدمي عند جدي رسول الله (ص) يوم القيامة. فقال لها: من تكون أختك؟ قالت: سكينة التي كان يحبها الحسين (ع) حبا شديدا. قال ـ الحادي ـ : التي كان يقول فيها:

 

لعمرك  إني لأُحبُّ دارا      َحِلُ بها سُكينةُ والربابُ؟

 

قالت: نعم فرّق لها الحادي ـ فعاد إليها ـ وأركبها مع أختها (2).

 

(مجردات)

سـكنه تـحن والـدمع نـثار      تـدري  يـبويه بـيَّه اشصار

خـذونه يـبويه فوگ الأكوار      آنـه  او خواتي ازغار واكبار

او عگب الضعن ضليت بگفار      اصـيحن  بـسم حيدر الكرار

يـا  جـد ولونه گوم الأشرار

 

(تخميس)

صبرا على قَدَرِ الإلهِ وما حَتَم      وبما أراد من المشيئة والحِكَم

يا من مضي عنِّي وأودعني الألم      يـا غـائبا عـن أهله أتعودُ أم

تـبقى  إلـى يـوم المعاد مغيبا

 

(تخميس)

بـعدا لـربعٍ ساءنا في فعله      وأراعـنا فـيمن نلوذُ بظله

هيهات يسمح دهرُنا في مثله      يـا  ليت غائبنا يعود لأهله


(1) ـ المنتخب ص167.

(2) ـ الدمعة الساكبة ج5 ص75/76.