المجلس الأول الإمام الرضا (ع) يموت مسموما بالعنب

القصيدة: للسيد صالح القزويني

 

يـا  أرض طوسٍ تجاوزت السماء عُلاً      إلا  لابـن موسى الرضا ضُمّنت جثمانا

فـيا  غـريبا قـضى بـالسم مـنفردا      أبـكى  الأعادي وأصمى الإنس والجانا

فـهل  درى الـبيتُ بيتُ الله أن هَدَمَت      مـنـه عـتاةُ بـني الـعباس أركـانا

وهـل  درت هـاشمٌ أنَّ ابـن سـيدها      قـضى غـريبا مـروع الـقلب حرّانا

هـل درت يـثربٌ ألـوت نـضارتها      وسـامها الـدهر بـعد الـعزِّ نـقصانا

وهـل  درى مـن به كوفان قد فخرت      بـما  انـطوى مـن فخار في خراسانا

وهل درى الكرخُ ما في طوس من نوب      جـلّت  وقـوعا ومـا منها الرضا عانا

وهـل درى مـن بـسامراء أن غدرت      أعـداؤُهم  بـالرضا ظـلما وعـدوانا

فـلتبكه  الأرضُ حـزنا والـسماءُ دما      والأنـسُ  والـجنُّ والأملاكُ أشجانا(1)

 

(نصاري)

يعيني اعلى الرضا صبي الدمع دم      عـزيز الروح بفراش المرض تم

خـلص گلبه ابونينه او مرّده السم      وگع  مـن ساعته او مدد الرجلين

وگع مــن سـاعـته الله أكـبر      عـلى افراش المرض گلبه تفسر

ونّ  اونين طر گلب الصخر طر      عـلى صـوب المدينه مد اليمين

شبح عينه او نظر صوب المدينه      چنـه  يـومي اعـليها ابـيمينه

لـن  ابـنه دخـل لـيه ابونينه      هـو فـوگه يـحبه على الخدين

شبگ فوگه الجواد ابگلب ملهوف      او عـاين حالته واللون مخطوف

يـبويه  مـوتكم بسموم واسيوف      او لابــد مـاتواسيكم الـعدلين

 

الإمام الرضا (ع) يموت مسموما بالعنب

 (الرواية الأولى)

قال الحائري في نور الأبصار: رأى النبي (ص) في منامه رجل من أهل خراسان فلما انتبه من نومه جاء إلى الرضا (ع) وقال: يا ابن رسول الله رأيت رسول الله في المنام كأنه يقول لي: كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي واستحفظتم وديعتي وغي في ثراكم نجمي؟ فقال له الإمام الرضا (ع): أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة نبيكم وأنا الوديعة والنجم ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تبارك وتعالى من حقي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ومن كنا شفعاءه يوم القيامة نجى ولو كان عليه وزر الثقلين الإنس والجن. وقال (ع): والله ما منا إلا متقول شهيد. فقيل: فمن يقتلك يا ابن رسول الله؟ قال: شر خلق الله في زماني يقتلني بالسم ثم يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة ألا فمن زارني في غربتي كتب الله عز وجل له أجر مائة ألف شهيد ومائة ألف حاج ومعتمر ومائة ألف مجاهد وحشر في زمرتنا وجعل في الدرجات العلى رفيقنا.

 

يـا  أرضَ طوسٍ سقاك الله رحمته      مـاذا جنيت من الخيرات يا طوس

طـابت بـقاعُك فـي الدنيا وطيَّبها      شـخصٌ  ثـوى بسنا آباد مرموس

شخصٌ عزيزٌ على الإسلام مصرعُه      فـي  رحـمة الله مغمورٌ ومغموس

 

وفي روضة الواعظين عن أبي الصلت الهروي أنه قال: بينما أنا واقف بين يدي الرضا (ع) إذ قال لي: يا أب الصلت ادخل إلى هذه القبة التي فيها قبر هارون وأتني بتراب من أربع جوانبها، فقال: فأتيت به فأخذ يشمه ثم رمى به وقال: سيحفر لي هاهنا قبر ثم أوصى بما أوصى وجلس في محرابه.

 

يا  قبرُ إنَّك قبر قد تضمنه      علم وحلم وتطهير وتقديس

 

قال الراوي: إذ دعاه المأمون فلما أتاه، وثب إليه وعانقه ما بين عينيه وأجلسه معه وناوله عنقود عنب وكان بيده قد أكل بعضه وقال: يا ابن رسول الله ما رأيت عنبا أحسن من هذا قال الرضا (ع) ربما كان عنبا حسنا فيكون في الجنة فقال له: كل منه، فقال: تعفيني منه قال: لابد من ذلك ما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشيء فتناول (ع) العنقود فأكل منه ثلاث حبات ثم رمى به وقام فقال: المأمون: إلى أين؟ قال: إلى حيث وجهتني وخرج حتى دخل الدار وأمر أن يغلق الباب ونام على فراشه فمكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا والإمام بين قائم وقاعد من شدة السم إذ دخل عليَّ شاب حسن الوجه أشبه الناس بالرضا فقلت له: من أين دخلت والباب مغلق؟ قال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار فقلت: ومن أنت؟ قال أنا حجة الله عليك يا أبا الصلت أنا محمد بن علي ثم مضى نحو أبيه فدخل وأمرني بالدخول معه فلما نظر إليه الرضا (ع) وثب إليه فعانقه وضمه إلى صدره وقبل ما بين عينيه ثم سحبه سحبا في فراشه وجعل يكلمه شيئا لم أفهمه وبينما ولده الجواد عنده وإذا بإمامنا الرض قد غمض عينيه وأسبل يديه ومدّ رجليه وعرق جبينه وسكن أنينه وفاضت روحه الطاهرة (2)، رحم الله من نادى: وا إماماه، وا سيداه، وا مسموما.

 

(نصاري)

اويلي  اعلى الرضا من عدل رجليه      تـشاهد ويـل گلـبي واسبل ايديه

روحـه خلصت او ما ظل نفس بيه      أثـاري  مات اويلي او فرّگ البين

نـهض  عـنه الجواد او جذب ونّه      حـزين  او عگب أبـوه النوح فنَّه

بـعد مـا كـفّنه او مـن فرغ منَّه      اجـوه  اهـل الـبلد كلهم محزنين

يويلي اشلون ضجه صارت ابطوس      اجت  الناس بس تلطم على الروس

الله  اويـاك آيـا شـمس الشموس      رحـت واحـنه بعد نورك مظلمين

تگول مـن العزه انگلبت إخريسان      لـفت  لـه لـلگبر بثياب الاحزان

بـس احـسين ظل مطروح عريان      ظـل ابـكربله واهـله مـظعنين

 

(فائزي)

او من عگب موته ما سبوها امخدراته      وامـن الـخدر لـلهتك ما طلعن بناته

شـافن  بـواچي اعليه ما شافن شماته      اولا طفل عند للرضا ظل فوگ تربان

والـغضريه  اشـكم طـفل بـيها تعفر      فـوگ  الـتراب او كـم بدربيها تكوَّر

غـارگ  ابدمه او كم يتيمه ابحبل تنجر      بين العده او كم راس لاح ابراس السنان

 

(تخميس)

حـكم الـقضاء بفرقةٍ وتشرذم      وبأن  يُراق لحفظ معتقدي دمي

فـتجلَّدي ولحزنك الآن اكتُمي      سيطول بعدي يا سكينة فاعلمي

مـنك  البكاء إذا الحمام دهاني


(1) ـ المجالس السنية ج2 ص612.

(2) ـ المجالس السنية للسيد محسن الأمين. المناقب ج2 لابن شهر آشوب.