(المجلس الثالث تفاصيل أخرى عن كيفية شهادة الإمام محمد الجواد (ع

القصيدة: للسيد مهدي الأعرجي

 

إن  أردت الـنجاة يـوم المعاد      جـد بـدمعٍ على الإمام الجواد

لـست  أنـساه حـين أشخصه      الـمأمونُ  من يثربٍ إلى بغداد

قـد قـضى ببغداد وهو غريبٌ      بـفؤاد مـن شُعلة السم صادي

والتي  قدمت له السمَّ أمُ الفضل      بـغـضا مـنـها لأمِّ الـهادي

تـركوا  نـعشه بقنطرة الريَّان      مـلـقىً آل الـشـقا والـعناد

فـاستماتت أشـياعه نحو حمل      النعش كي لا يبقى رهين الوهاد

وسـرى فـيهم الحماسُ إلى أن      حـملوه  رفـعا عـلى الأجياد

مـا بقي مثل جده السبط عاري      الجسم  تعدو على قراه العوادي

تـركوا  جـسمه ثـلاثا وعلوا      رأسه  في رؤوس سمر الصعاد

وسـروا  فـي نسائه حاسراتٍ      يـالقومي  بـين الرجال بوادي

لو تراها يا خيرة الله في السبي      وستر  الوجوه منها الأيادي(1)

 

(مجردات)

بالسوط زينب روعوها      او  كل اليتامه عذبوها

وبالخيل شي منها اسحگوها      او لـلشام لـمن سـيروها

(خوارج يصيحون السبوها)      گومـوا يـهلها مـا تجوها

(امنيد  الأعادي اتخلصوها)

 

(تخميس)

تـلك أطـفالُ:م مـذابحُ جـمعا      تـلك  نسوانُكم على النيب تنعى

تـلك شُـبّانُكم إلى السيف مرعا      تلك أشياخُكم على الترب صرعى

لـم يـبلَّ الـشفاه مـنها الزلالُ

 

تفاصيل أخرى عن كيفية شهادة الإمام محمد الجواد (ع)

قال الشيخ حسين الدرازي في كتابه وفاة الإمام محمد الجواد (ع): وكان يجري السم في بدنه فلم تطل لذلك مدة له حتى قضى به شهيدا وقامت الواعية في داره وعلا الضجيج والبكاء والعويل من الهاشميين والعلويين فهم بين نادب ونادبة وباك وباكية بأصوات عالية ونوح وعويل وصارت الشيعة في حزن شديد وكل منهم ينادي: وا إماماه، وا سيداه، وا محمداه، وا كفيل اليتامى والمساكين وثمال المنقطعين ومأوى الضائعات والضائعين.

 

مضى الجوادُ فوا لهفي على الدين      خـذوا حـدادكمُ يـا آل يـاسين

فـإنَّ مـولى الورى قد قام نادبُه      يـقول  مـن لـيتيم أو لمسكين

 

ثم إن ابنه أبا الحسن علي الهادي (ع) قام في جهازه وتغسيله وتحنيطه وتكفينه ثم صلى عليه في جماعة من شيعته ومواليه فلما فرغوا من الصلاة عليه حملوه على سريره وساروا به وهم يبكون ويلطمون عليه الخدود ويندبونه في حزن إلى مقابر قريش ثم انهم دفنوه إلى جنب جده موسى بن جعفر (ع) فوقف ابن علي الهادي (ع) على قبره قائلا: وا أبتاه، وا محمداه، وا وحدتناه، وا قلة ناصراه، وا انقطاع ظهراه، ليتني كنت لك الفدا، يا أبتاه من لنا بعدك، وا وحشتاه، فراقك قد هيج حزني وقطع نياط قلبي، يا أبتاه أقرأ آبائك عني السلام وأخبرهم بما نحن فيه من الهوان، يا أبتاه مضيت عنا ولم يطل لك العمر في الحياة ثم انكفأ عنه سخين العين باكي النواظر وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، إنا لله وإنا إليه راجعون (2).

 

البسي  يا قلوبُ ثوب الحداد      واقبعي  بالأسى لفقد الجواد

لهف نفسي بالسم يُقتل عمدا      ظامي القلب أشرفُ الأحفاد

 

(مجردات)

مـات الـجواد اليوم مسموم      عگب الهظيمه او كل الهموم

والهادي  يبچي ابگلب مالوم      وايصيح  بويه اهنا يمحروم

شـنهو السبب سمتك هلگوم      والـشيعه تبچي دمه ابهليوم

لـجل  الجواد الراح مظلوم

***

أمثلُ ابن الرضا يبقى ثلاثا      رهين الدار في كُرَبٍ شداد

ويقضي  فوق سطح الدار فردا      وأنت(3) من الغواية في تمادي

 

إلا أن الخطب يهون عندما نتذكر مصيبة أبي عبد الله الحسين (ع) وما جرى على أهل بيته حيث قتلوا جميعا ثم عمد أعداء الله وأعداء رسوله إلى النساء فسلبوا ما عليهن من حلي وانتهبوا ما في الخيام ثم أحرقوها على النساء والأطفال فهربن مخدرات الرسالة في تلك البيداء نادبات صائحات: وا محمداه ولا محمد لنا اليوم، وا علياه ولا علي لنا اليوم.

 

(تخميس)

سافراتٍ للقيد والغل عانت      بعد خدرٍ به الصيانةُ بانت

فـتمنَّت  أن المنية حانت      هذه زينبُ ومن قبلُ كانت

بـفنا  دارها تُحَطُّ الرحالُ


(1) ـ المطالب المهمة ص274.

(2) ـ المصدر السابق المذكور ص31/33.

(3) ـ الشاعر يخاطب أم الفضل بنت المأمون التي دست السم إلى الإمام الجواد (ع).