(المجلس الرابع بين ناقة الإمام السجاد وجواد الحسين (عليهما السلام

القصيدة: للشيخ محمد رضا العزاوي النجفي

ت: 1385هـ

 

مـا لـلهموم تـراكمت بفؤادي      أظعون من أهوى حداها الحادي

وديـارهم  ظلت غواسق بعدما      كانت  شوارق من سناها الودي

فـكأنها  أبـيات آل المصطفى      لـما  خـلت عن أهلها الأمجاد

حـيران  حران الحشا مما لقي      من  محنةٍ هارت ذرى الأطواد

أعني  به زين العباد ومن دعي      دون الـورى بـالسيِّد الـسجاد

هـو  حـجة الله ارتضاه لخلقه      وأبـو الأئـمة عـلةُ الإيـجاد

ومـن الـذي عاشت بنيل أكفه      أهل  الرجا من عاكفٍ أو بادي

ويـنيلها  الأقـوات لا يدرونها      مـن  أيِّ بيتٍ قد أتت أو نادي

حـتى سـقته الـسمَّ آل أمـيةٍ      فـقضى سميم الضعن والأحقاد

لـم  يـكفهم ما جرَّعوه بكربلا      مـن فـادحٍ قـد فـتَّ للأكباد

قـد  قـطَّع السمَّ الذُعافُ فؤاده      قـطعا  فليت به اصيب فؤادي

فـمضى حميدَ الذكر غير مذمَّمِ      عـفَّ الـمآزر طـاهر الأبراد

قـد  أعـولت أملاكُها لمصابه      وتـبدَّل الـتسبيح بالتعداد(1)

 

(نصاري)

آيــا عـلـة الـسـجاد عـلـه      مـدامـه ايـنوح مـا والله تـسله

لـما  بـالنوح گضّـه الـعمر كله      مـا هـوّد اولا نـشفت الـجفنين

اشكثر  لوعات ضاگ امن آل اميه      مـا  خـلوه بـس يبچي اعله ابيه

تـالـي  الـوكت ودّولـه خـفيه      ابسم ساعه اشكثر جاروا اعله الدين

 

بين ناقة الإمام السجاد وجواد الحسين (عليهما السلام)

قال إمامنا السجاد (ع) عند الوفاة لأبي جعفر الباقر (ع): إني حججت على ناقتي هذه عشرين حجة لم أقرعها بسوط فإذا نفقت فادفنها ولا يأكل لحمها السباع فإن رسول الله (ص) قال: ما من بعير يوقف عليه موقف عرفة سبع حجج إلا جعله الله من نعم الجنة وبارك في نسله فلما دفن الإمام زبن العابدين (ع) فلم تلبث أن خرجت الناقة إلى القبر فضربت بجرانها الأرض ورغت رغاء عاليا وهملت عيناها فأخبر بذلك الإمام الباقر (ع) فجاء إليها وقال لها: مه الآن وقومي فقامت ودخلت موضعها فما مضت إلا هنيئة إذ خرجت الناقة ثانية ورغت رغاء عاليا وضربت بجرانها القبر وهملت عيناها فأخبر الباقر (ع) ثانية فقال (ع): دعوها فإنها مودعة فلم تلبث إلا ثلاثة أيام حتى نفقت وماتت فأمر الباقر (ع) بدفنها فدفنت.

أقول: وأعجب مما فعلته هذه الناقة ما فعله جواد الحسين (ع) يوم عاشوراء وماذا فعل الجواد؟ قال الراوي: لما سقط الحسين من على ظهر ذلك الجواد إلى الأرض نادى عمر بن سعد عليّ بالفرس فإنه من جياد خيل رسول الله (ص) فركبت الفرسان في طلبه فجعل الفرس يرمح بيديه ورجليه فقال ابن سعد دعوه لننظر ما يصنع؟ فلما أمن الطلب جاء يتخطى القتلى قتيلا بعد قتيل حتى وصل إلى مصرع الحسين فصار يجمع العنان بفمه ويضعه في كف الحسين ـ ليقوم ـ فلما آيس من نهوض الحسين جعل يشم الحسين عرفه ويلطخ ناصيته بدم الحسين وتوجه نحو الخيام وهو يقول بصهيله: الظليمة الظليمة من أمة قتلت ابن بنت نبيها. فلما وصل إلى خيمة النساء جعل يضرب برأسه الأرض عند باب الخيمة ولم يزل يضرب حتى مات وإلى هذا أشار الإمام الحجة (عج) في زياة الناحية المنسوبة إليه: فلما نظرن النساء إلى الجواد مخزيا والسرج عليه ملويا خرجن من الخدور ناشرات الشعور على الخدود لاطمات وللوجود سافرات وبالعويل داعيات وبعد العز مذللات وإلى مصرع الحسين مبادرات.

 

(تخميس)

ونعشٍ بنات الوحي حسرى تؤمُهُ      بعبرة ثكلى راعها الخطب عُظمه

كـأن  رسول الله بالطف جسمه      فـواحدة تـحنو عـليه تـضمه

وأخـرى  عـليه بالرداء تضلل

 

(نصاري)

تشم احسين تتخضب ابجرحه      او لـن الشمر يدفعها ابرمحه

گومـي يو أذبحچ فوگ ذبحه      وأخليها  ابطول الدهر تذكر

 

ثم التفتت زينب إلى عمر بن سعد فصاحت: أي عمر أيقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه فصرف وجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته ثم قالت: ويحكم أما فيكم مسلم؟ فنادوا بجوابها: انزلوا إلى الحسين وأريحوه فنزل إليه شمر وزينب تنادي: وا أخاه، وا حسيناه، وكأني بها تخاطب الشمر (2).

 

(نصاري)

هـوت  يمه تشم كسر البضلعه      أخـوي  الما طبع يشبه الطبعه

غـابت  روحها او فزت تودعه      او لن راسه ابراس الرمح يزهر

 

(أبوذية)

يـظالم  شلك عند احسين يرعن      ابـيتاماه بگت نـسوان يـرعن

امصايب فوگ ذاك الحزن يرعن      ابـيوم الـطاع واشرف عالمنيه

 

(تخميس)

نثرتُ دموع الحزن من دون منَّةٍ      تـردت  رداء الأرجوان بحرقةٍ

ويـممت طرفي للطفوف بحجَّةٍ      وإن  قـصد الـحجاج بيتاً بمكةٍ

وطـافوا عـليه والجريح ذبيحه

 

(تخميس)

وقـفتُ  عـلى خير الديار مسلِّما      ونـفلي  بـها بعد الفروض متمِّما

وقـد  صار غسلي دون ماء تيمما      فإني بوادي الطف أصبحت محرما

أطـوف  بـبيت والحسين ذبيحه


(1) ـ حياة الإمام زين العابدين ص426 عبد الرزاق المقرم.

(2) ـ الإمام زين العابدين (ع) للسيد عبد الرزاق المقرم. نور الأبصار للحائري. مقتل الحسين للسيد عبد الرزاق المقرم.