الفصل الحادي و الأربعون: فيما نذكره من وقت ركعتي الزوال و صفتهما و تعقيب تلك الحال

أما وقتهما فقد روي أنه قبل أن تزول الشمس من يوم الجمعة و روي بعد زوالها و الأول أظهر و أما صفتهما فهما ركعتان يفتتحهما بالنية أنه يصلي ركعتي الزوال لوجه الله تعالى ندبهما يعبد الله جل جلاله بهما لأنه أهل للعبادة ثم يكبر تكبيرة الإحرام و يقرأ الحمد و سورة و يركع و يسجد سجدتين كما شرحناه ثم يقوم فيقرأ الحمد و سورة و يركع و يسجد سجدتين كما أوضحناه و يتشهد و يسلم و يسبح تسبيح الزهراء (ع) كما قدمناه و أما التعقيب بعد ركعتي الزوال فمن ذلك ما رواه أبو المفضل محمد بن عبد الله ره قال أخبرنا أحمد بن زياد عن الحسن بن محمد بن سماعة عن أبي حمزة عن أبي عبد الله (ع) قال سمعته يقول من قال بعد الركعتين قبل الفريضة يوم الجمعة سبحان ربي و بحمده و أستغفر ربي و أتوب إليه مائة مرة بنى الله له مسكنا في الجنة و من ذلك ما حدث به هارون بن موسى ره قال أخبرنا محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن عيسى بن عبد الله القمي عن أبي عبد الله (ع) قال كان أمير المؤمنين (ع) إذا فرغ من صلاة الزوال قال اللهم إني أتقرب إليك بجودك و كرمك و أتقرب إليك بمحمد عبدك و رسولك و أتقرب إليك بملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين اللهم بك الغنى عني و بي الفاقة إليك أنت الغني و أنا الفقير إليك أقلتني عثرتي و سترت علي ذنوبي فاقض اليوم حاجتي و لا تعذبني بقبيح ما تعلم مني فإن عفوك و جودك يسعني قال ثم يخر ساجدا و يقول يا أهل التقوى و أهل المغفرة يا بر يا رحيم أنت أبر بي من أبي و أمي و من جميع الخلائق اقلبني بقضاء حاجتي مجابا دعوتي مرحوما صوتي قد كشفت أنواع البلاء عني

 

ذكر تعقيب لركعتي الزوال أبسط في المقال

 

أرويه بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي ره قال و روي عنه (ع) يعني عن جعفر بن محمد (ع) عقيب الركعتين إلا أنه قال قبل الزوال اللهم إني أتقرب إليك بجودك و كرمك و أتشفع إليك بمحمد عبدك و رسولك و أسألك أن تصلي على محمد عبدك و رسولك و أن تصلي على ملائكتك المقربين و أنبيائك المرسلين و أن تقيلني عثرتي و تستر علي ذنوبي و تغفرها لي و تقضي اليوم حاجتي و لا تعذبني بقبيح عملي فإن عفوك و جودك يسعني ثم تسجد و تقول يا أهل التقوى و أهل المغفرة أنت خير لي من أبي و أمي و من الناس أجمعين و بي إليك حاجة و فقر و فاقة و أنت غني عن عذابي أسألك أن تقيلني عثرتي و أن تقلبني بقضاء حاجتي و تستجيب دعائي و ترحم صوتي و تكف أنواع البلاء عني برحمتك يا أرحم الراحمين و قل أستجير بالله من النار سبعين مرة فإذا رفعت رأسك من السجود فقل يا شارعا لملائكته دين القيمة دينا و يا راضيا به منهم لنفسه و يا خالقا من سوى الملائكة من خلقه للابتلاء بدينه و يا مستخصا من خلقه لدينه رسلا إلى من دونهم و يا مجازي أهل الدين بما عملوا في الدين اجعلني بحق اسمك الذي فيه تفصيل الأمور كلها من أهل دينك المؤثرين له بإلزامكهم حقه و تفريغك قلوبهم للرغبة في أداء حقك إليك لا تجعل بحق اسمك الذي فيه تفصيل الأمور و تفسيرها شيئا سوى دينك عندي أثيرا و لا إلي أشد تحببا و لا بي لاصقا و لا أنا إليه أشد انقطاعا منه و اغلب بالي و هواي و سريرتي و علانيتي بأخذك بناصيتي إلى طاعتك و رضاك في الدين أقول و وجدت هذا الدعاء برواية غير رواية جدي أبي جعفر الطوسي ره و بينهما اختلاف و إنما استظهرنا بذكرها لأنه دعاء عظيم الأمر من أدعية السر و هذه الرواية الثانية حذفنا إسنادها اختصارا يا شارعا لملائكته الدين القيم دينا و يا راضيا به منهم لنفسه و يا خالقا من سوى الملائكة من خلقه للابتلاء بدينه و يا مستخصا من خلقه لدينه رسلا بدينه إلى من دونهم و يا مجازي أهل الدين بما عملوا في الدين اجعلني بحق اسمك الذي كل شي‏ء من الخيرات منسوب إليه من أهل دينك المؤثر له بإلزامكهم حقه و تفريغك قلوبهم للرغبة في أداء حقك فيه إليك لا تجعل بحق اسمك الذي فيه تفصيل الأمور كلها شيئا سوى دينك عندي أبين فضلا و لا إلي أشد تحببا و لا بي لاصقا و لا أنا أشد انقطاعا منه و اغلب بالي و هواي و سريرتي و علانيتي و اسفع بناصيتي إلى كل ما تراه لك مني رضا من طاعتك في الدين أقول فقد روي لنا بعدة طرق أن من قال ذلك تقبل الله جل جلاله منه النوافل و الفرائض و عصمه فيها من العجب و حبب إليه طاعته ذكر تعقيب لركعتي الزوال إلا أن الرواية فيه تضمنت أن ذلك يكون بعد الزوال أقول و لعل الرواية في تأخير ركعتي الزوال إلى بعد زوال الشمس لمن كان له عذر عن تقديمها قبل الزوال و هو مما رويته بإسنادي إلى جدي أبي جعفر الطوسي رضوان الله عليه قال روي عن جعفر بن محمد (ع) أنه قال كان علي بن الحسين (ع) إذا زالت الشمس صلى ثم دعا ثم صلى على النبي صلى الله عليه و آله فقال اللهم صل على محمد و آل محمد شجرة النبوة و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و معدن العلم و أهل بيت الوحي اللهم صل على محمد و آل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها و يغرق من تركها المتقدم لهم مارق و المتأخر عنهم زاهق و اللازم لهم لاحق اللهم صل على محمد و آل محمد الكهف الحصين و غياث المضطرين و ملجإ الهاربين و منجى الخائفين و عصمة المعتصمين اللهم صل على محمد و آل محمد صلاة كثيرة تكون لهم رضا و لحق محمد و آل محمد أداء و قضاء بحول منك و قوة يا رب العالمين اللهم صل على محمد و آل محمد الذين أوجبت حقهم و مودتهم و فرضت طاعتهم و ولايتهم اللهم صل على محمد و آل محمد و اعمر قلبي بطاعتك و لا تخزه بمعصيتك و ارزقني مواساة من قترت عليه رزقك مما وسعت علي من فضلك الحمد لله على كل نعمة و أستغفر الله من كل ذنب و لا حول و لا قوة إلا بالله من كل هول يقول السيد الإمام العالم العامل الفقيه الكامل العلامة الفاضل البارع العابد الورع رضي الدين ركن الإسلام جمال العارفين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس كبت الله أعداءه قد جعلنا هذه الرواية بتعقيب ركعتي الزوال في آخر الروايات ليكون التعقيب بها في الساعة الأولى التي يختص بإجابة الدعوات