باب في البراءة من الشجرة الخبيثة أعداء آل محمَّد وظالميهم

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم العجلي, وأحمد بن الحسن القطان, ومحمد ابن أحمد السناني, والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب, وعبد الله بن محمد الصائغ, وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم ابن بهلول قال: حدثنا أبو معاوية, عن الاعمش - في حديث طويل - عن جعفر بن محمد × قال: حب أولياء الله والولاية لهم واجبة, والبراءة من أعدائهم واجبة, ومن الذين ظلموا آل محمد عليهم السلام, وهتكوا حجابه فأخذوا من فاطمة ÷ فدك, ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما, وهموا بإحراق بيتها, وأسسوا الظلم وغيروا سنة رسول الله, والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة, والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة, والبراءة من أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين × واجبة, والبراءة من جميع قتلة أهل البيت عليهم السلام واجبة, والولاية للمؤمنين الذين لم يغيروا ولم يبدلوا بعد نبيهم | واجبة مثل سلمان الفارسي, وأبي ذر الغفاري والمقداد بن الاسود الكندي, وعمار بن ياسر, وجابر بن عبد الله الانصاري, وحذيفة بن اليمان, وأبي الهيثم بن التيهان, وسهل بن حنيف, وأبي أيوب الانصاري وعبد الله ابن الصامت, وعبادة بن الصامت, وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين, وأبي سعيد الخدري, ومن نحا نحوهم, وفعل مثل فعلهم, والولاية لأتباعهم والمقتدين بهم وبهداهم واجبة، [...] الخبر.[1]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر ×: يا أبا حمزة إنما يعبد الله من عرف الله, فأما من لا يعرف الله كأنما يعبد غيره هكذا ضالاً قلت: أصلحك الله وما معرفة الله؟ قال: يصدق الله ويصدق محمداً رسول الله | في موالاة علي والإيتمام به, وبأئمة الهدى من بعده والبراءة إلى الله من عدوهم, وكذلك عرفان الله, قال قلت: أصلحك الله أي شيء إذا عملته أنا استكملت حقيقة الايمان؟ قال: توالي أولياء الله, وتعادي أعداء الله, وتكون مع الصادقين كما أمرك الله.

قال قلت: ومن أولياء الله ومن أعداء الله؟ فقال: أولياء الله محمد رسول الله وعلي والحسن والحسين وعلي بن الحسين, ثم انتهى الأمر إلينا ثم ابني جعفر, وأومأ إلى جعفر وهو جالس فمن والى هؤلاء فقد والى الله وكان مع الصادقين كما أمره الله, قلت: ومن أعداء الله أصلحك الله؟ قال: الأوثان الأربعة, قال: قلت من هم؟ قال: أبو الفصيل ورمع ونعثل ومعاوية ومن دان بدينهم فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله.[2]

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف,عن سلام بن سعيد المخزومي، عن أبي جعفر × قال: ثلاثة لا يصعد عملهم إلى السماء ولا يقبل منهم عمل: من مات ولنا أهل البيت في قلبه بغض، ومن تولى عدونا وترك ولايتنا، ومن تولى أبا بكر وعمر.[3]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: {يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السِّلْم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان}[4] قال: أتدري ما السِّلْم؟ قال: قلت أنت أعلم, قال: ولاية علي والأئمة الأوصياء من بعده, قال: وخطوات الشيطان والله ولاية فلان وفلان.[5]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر عن أبي جعفر × قال: سألته عن هذه الآية في قول الله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان - إلى قوله - والله لا يهدي القوم الفاسقين}[6] فإن الكفر في الباطن في هذه الآية ولاية الأول والثاني وهو كفر, وقوله {على الإيمان} فالإيمان ولاية علي بن أبي طالب ×, قال: {فمن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون}[7].[8]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن الحسن بن موسى الخشاب، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {والذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}[9] قال: بما جاء به محمد | من الولاية ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان، فهو الملبس بالظلم.[10]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سعدان, عن رجل, عن أبي عبد الله × في قوله: {وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء}[11] قال: حقيق على الله أن لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من حبهما.[12]

 

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف, عن سالم بن أبي حفصة قال: دخلت على أبي جعفر × فقلت: أئمتنا وسادتنا، نوالي من واليتم ونعادي من عاديتم ونتبرأ من عدوكم، فقال: بخ بخ يا شيخ إن كان لقولك حقيقة، قلت: جعلت فداك إن له حقيقة، قال: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ قلت: إماما عدل رحمهما الله، قال: يا شيخ والله لقد أشركت في هذا الأمر من لم يجعل الله له فيه نصيباً.[13]

 

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف,عن القاسم بن مسلم قال: كنت مع علي بن الحسين ‘ بينبع، يدي في يده، فقلت: ما تقول في هذين الرجلين أتبرأ من عدوهما؟ فغضب ورمى بيده من يدي، ثم قال: ويحك يا قاسم هما أول من أضعنا بآياتنا واضطجعا بسبيلنا، وحملا الناس على رقابنا، وجلسا مجلساً كنا أحق به منهما.[14]

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي عن الحارث الأعور، قال دخلت على عليّ × في بعض الليل، فقال لي ما جاء بك في هذه الساعة؟ قلت: حبّك يا أمير المؤمنين, قال: اللّه! قلت اللّه! قال: ألا أحدّثك بأشدّ الناس عداوة لنا وأشدّهم عداوة لمن أحبّنا؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين، أما واللّه لقد ظننت ظنّاً, قال: هات ظنّك, قلت: [فلان وفلان], قال: أدن منّي يا أعور، فدنوت منه، فقال إبرأ منهما, برئ اللّه منهما.

وفي رواية أخرى إنّي لأتوهّم توهّماً فأكره أن أرمي به بريئاً, [فلان وفلان], فقال: إي والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّهما لهما ظلماني حقّي ونغّصاني ريقي وحسداني وآذياني، وإنّه ليوذي أهل النار ضجيجهما ورفع أصواتهما وتعيير رسول اللّه | إيّاهما.[15]

* ابن إدريس الحلي في السرائر, من كتاب أنس العالم تصنيف الصفواني قال: روي أن رجلاً قدم على أمير المؤمنين × فقال له يا أمير المؤمنين أنا أحبك, وأحب فلاناً, وسمى بعض أعدائه, فقال ×: أما الآن فأنت أعور, فأما أن تعمى وأما أن تبصر.[16]

 

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف,عن ورد بن زيد أخي الكميت قال: سألنا محمد بن علي × عن أبي بكر وعمر؟ فقال: من كان يعلم أن الله حكم عدل برئ منهما, وما من محجمة دم تهراق إلا وهي في رقابهما.[17]

 

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف,روي عن عبيد بن سليمان النخعي, عن محمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي قال: أخبرني ابن أخي الأرقط قال: قلت لجعفر بن محمد ‘: يا عماه إني أتخوف عليّ وعليك الفوت أو الموت ولم يفرش لي أمر هذين الرجلين, فقال لي جعفر ×: إبرأ منهما برئ الله ورسوله منهما.[18]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن الوشاء, عن داود الحمار, عن ابن أبي يعفور, عن أبي عبد الله × قال: سمعته يقول: ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم: من ادعى إمامة من الله ليست له, ومن جحد إماماً من الله, ومن زعم أن لهما في الاسلام نصيباً.[19]

 

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف, روي عن قليب بن حماد قال: سألت الحسن بن إبراهيم بن عبد الله بن زيد بن الحسن, والحسين بن زيد بن علي ×, وعدة من أهل البيت, عن رجل من أصحابنا لا يخالفنا في شيء إلا أنه إذا انتهى إلى أبي بكر وعمر أوقفهما وشك في أمرهما, فكلهم قالوا: من أوقفهما شكاً في أمرهما فهو ضال كافر.[20]

 

* حسين بن عبد الوهاب في عيون المعجزات, روي عن محمد بن المفضل عن داود الرقي قال قلت لأبي عبد الله × حدثني عن أعداء أمير المؤمنين × وأهل بيت النبوة | فقال: الحديث أحب اليك أم المعاينة؟ قلت: المعاينة, فقال لأبي ابراهيم موسى ×: أئتني بالقضيب, فمضى وأحضره اياه فقال له: يا موسى اضرب به الارض وأرهم أعداء أمير المؤمنين × وأعدائنا, فضرب به الارض ضربة فانشقت الارض عن بحر أسود, ثم ضرب البحر بالقضيب فانطلق عن صخرة سوداء, فضرب الصخرة فانفتح منها باب, فإذا بالقوم جميعاً لا يحصون لكثرتهم ووجوههم مسودة وأعينهم زرق كل واحد منهم مصفد مشدود في جانب من الصخرة وهم ينادون: يا محمداه والزبانية تضرب وجوههم ويقولون لهم كذبتم ليس محمد لكم ولا أنتم له, فقلت له: جُعلت فداك من هؤلاء فقال: الجبت والطاغوت والرجس والعين من العين, ولم يزل يعددهم كلهم من أولهم إلى آخرهم حتى أتى على أصحاب السقيفة وأصحاب الفتنة وبني الأزرق والأوزاغ وبني أمية جدد الله عليهم العذاب بكرة وأصيلاً, ثم قال × للصخرة انطبقي عليهم إلى الوقت المعلوم.[21]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا محمد بن الحسين, عن صفوان بن يحيى, عن بعض رجاله, عن أبي عبد الله ×, عن أبيه, عن علي بن الحسين, عن أمير المؤمنين × قال: إن لله بلدة خلف المغرب يقال لها جابلقا وفي جابلقا سبعون ألف أمة ليس منها أمة إلا مثل هذه الامة فما عصوا الله طرفة عين, فما يعملون عملاً ولا يقولون قولاً إلا الدعاء على الأولَين والبراءة منهما والولاية لأهل بيت رسول الله |.[22]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات,حدثنا يعقوب بن اسحق بن ابراهيم الجريري, عن أبي عمران الارمني, عن الحسن بن الجارود عمن حدثه عن أبي عبد الله × قال: إن من وراء أرضكم هذه أرضاً بيضاء ضوؤها منها, فيها خلق يعبدون الله لا يشركون به شيئاً يتبرؤن من فلان وفلان.[23]

 

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف,روي عن إسحاق بن أحمر قال: سألت محمد بن الحسن بن علي بن الحسين ×, قلت: أصلي خلف من يتوالى أبا بكر وعمر؟ قال: لا, ولا كرامة.[24]

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال: حدثنا عباد بن سليمان, عن محمد بن سليمان, عن أبيه سليمان الديلمي, عن إسحاق بن عمار الصيرفي, عن أبي الحسن موسى بن جعفر × - في حديث طويل - يقول فيه: يا إسحاق إن في النار لوادياً يقال له: سقر, لم يتنفس منذ خلقه الله, ولو أذن الله عز وجل له في التنفس بقدر مخيط لأحرق ما على وجه الارض وإن أهل النار ليتعوذون من حر ذلك الوادي ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله, وإن في ذلك الوادي لجبلاً يتعوذ جميع أهل ذلك الوادي من حر ذلك الجبل ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله, وإن في ذلك الجبل لشعباً يتعوذ جميع أهل ذلك الجبل من حر ذلك الشعب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله, وإن في ذلك الشعب لقليباً يتعوذ أهل ذلك الشعب من حر ذلك القليب ونتنه وقذره وما أعد الله فيه لأهله, وإن في ذلك القليب لحية يتعوذ جميع أهل ذلك القليب من خبث تلك الحية ونتنها وقذرها وما أعد الله في أنيابها من السم لأهلها, وإن في جوف تلك الحية لسبعة صناديق فيها خمسة من الأمم السالفة وإثنان من هذه الأمة قال: قلت جعلت فداك ومن الخمسة؟ ومن الإثنان؟ قال: وأما الخمسة فقابيل الذي قتل هابيل ونمرود الذي حاج إبراهيم في ربه, فقال {أنا أحيى وأميت}[25], وفرعون الذي قال: {أنا ربكم الأعلى}[26], ويهود الذي هود اليهود, ويونس[27] الذي نصر النصارى, ومن هذه الأمة أعرابيان.[28]

 

* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, روى ميسر عن أبي عبد الله × أنه قال له: ما تقول يا ميسر من لم يعص الله طرفة عين في أمره ونهيه لكنه ليس منا ويجعل هذا الأمر في غيرنا؟ قال ميسرة: فقلت وما أقول وأنا بحضرتك يا سيدي؟ فقال: هو بالنار, ثم قال: وما تقول فيمن يدين الله بما تدين ويبرأ من أعدائنا لكن به من الذنوب ما بالناس إلا أنه يجتنب الكبائر؟ قال: قلت وما أقول يا سيدي وأنا في حضرتك؟ فقال: إنه في الجنة وإن الله قد ذكر ذلك في آية من كتابه, فقال: {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه}[29] وهو حب فرعون وهامان, {نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً}[30] وهو حب علي ×.[31]

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا محمد بن عبد الله الحميري, عن أبيه, عن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار جميعاً, عن محمد بن سنان, عن المنخل بن خليل الرقي, عن جابر عن أبي جعفر × في قوله: {وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفروا أنهم أصحاب النار}[32] يعني بني أمية وقوله: {الذين يحملون العرش}[33] يعني رسول الله | والأوصياء من بعده يحملون علم الله {ومن حوله} يعني الملائكة {يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا} يعني شيعة آل محمد {ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلماً فاغفر للذين تابوا} من ولاية فلان وفلان وبني أمية {واتبعوا سبيلك} أي ولاية علي ولي الله {وقهم عذاب الجحيم * ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم}[34] يعني من تولى علياً × فذلك صلاحهم {وقهم السيئات ومن تق السيئات يومئذ فقد رحمته}[35] يعنى يوم القيامة {وذلك هو الفوز العظيم}[36] لمن نجاه الله من ولاية فلان وفلان, ثم قال: {وإن الذين كفروا}[37] يعني بني أمية {ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الايمان} يعني إلى ولاية علي × {فتكفرون}.[38]

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, أبو حازم في خبر, قال رجل لزين العابدين ×: تعرف الصلاة؟ فحملت عليه, فقال ×: مهلاً يا أبا حازم فإن العلماء هم الحلماء الرحماء, ثم واجه السائل فقال: نعم أعرفها, فسأله عن أفعالها وتروكها وفرائضها ونوافلها, حتى بلغ قوله: ما افتتاحها؟ قال: التكبير, قال: ما برهانها؟ قال: القراءة, قال: ما خشوعها؟ قال: النظر إلى موضع السجود, قال: ما تحريمها؟ قال: التكبير, قال: ما تحليلها؟ قال: التسليم, قال: ما جوهرها؟ قال: التسبيح, قال: ما شعارها؟ قال: التعقيب, قال: ما تمامها؟ قال: الصلاة على محمد وآل محمد, قال: ما سبب قبولها؟ قال: ولايتنا والبراءة من أعدائنا, قال: ما تركت لأحد حجة, ثم نهض يقول: الله أعلم حيث يجعل رسالته, وتوارى.[39]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا أبو عمر قال: أخبرنا أحمد قال: حدثنا إبراهيم بن محمد ابن إسحاق بن بريد قال: حدثنا إسحاق بن بريد الطائي قال: حدثنا سعد بن صارم, عن الحسن بن عمرو, عن رشيد, عن حبة العرني قال: سمعت علياً × يقول: نحن النجباء, وأفراطنا أفراط الأنبياء, حزبنا حزب الله, والفئة الباغية حزب الشيطان, من ساوى بيننا وبين عدونا فليس منا.[40]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الحسين بن بشار قال: سألت أبا الحسن × عن قول الله: {ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا}؟ قال: فلان وفلان, {ويهلك الحرث والنسل}؟ النسل هم الذرية والحرث الزرع.[41]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا أبي, عن أحمد بن أبي عبد الله, عن أبي أيوب سليمان بن مقبل المديني, عن محمد بن أبي عمير, عن هشام بن سالم, عن الصادق جعفر بن محمد عليهم السلام, قال: من جالس لنا عائباً, أو مدح لنا قالياً[42], أو واصل لنا قاطعاً, أو قطع لنا واصلاً, أو والى لنا عدواً, أو عادى لنا ولياً فقد كفر بالذي أنزل السبع المثاني والقرآن العظيم.[43]

 

* الشيخ الصدوق في الاعتقادات, قال الصادق ×: من شك في كفر أعدائنا والظالمين لنا فهو كافر.[44]

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, أبي & قال: حدثنا سعد بن عبد الله, عن أحمد بن محمد, عن علي ابن الحكم, عن سيف بن عميرة, عن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبد الله × ما تقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم لكني أتقي عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل, قلت: فما ترى في ماله, قال توه[45] ما قدرت عليه.[46]

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح,روي عن داود بن كثير الرقي قال: كنت عند الصادق × أنا وأبو الخطاب والمفضل وأبو عبد الله البلخي إذ دخل علينا كثير النواء فقال: إن أبا الخطاب هذا يشتم أبا بكر وعمر ويظهر البراءة منهما, فالتفت الصادق × إلى أبي الخطاب وقال: يا محمد ما تقول؟ قال: كذب والله ما سمع مني قط شتمهما! فقال الصادق ×: قد حلف ولا يحلف كاذباً, فقال: صدق لم أسمع أنا منه ولكن حدثني الثقة به عنه, قال الصادق ×: وإن الثقة لا يبلغ ذلك, فلما خرج كثير, قال الصادق ×: أما والله لئن كان أبو الخطاب ذكر ما قال كثير, لقد علم من أمرهما ما لم يعلمه كثير, والله لقد جلسا مجلس أمير المؤمنين × غضباً[47] فلا غفر الله لهما, ولا عفا عنهما, فبُهت أبو عبد الله البلخي ونظر إلى الصادق × متعجباً مما قال فيهما!! فقال له الصادق ×: أنكرت ما سمعت مني فيهما؟ قال: قد كان ذلك, فقال الصادق ×: فهلا كان هذا الإنكار منك ليلة رفع إليك فلان بن فلان البلخي جاريته فلانة لتبيعها له فلما عبرت النهر افترشتها في أصل شجرة؟! فقال البلخي: قد مضى والله لهذا الحديث أكثر من عشرين سنة, ولقد تبت إلى الله من ذلك! فقال الصادق ×: لقد تبت وما تاب الله عليك, ولقد غضب الله لصاحب الجارية! [...] الخبر.[48]

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×,حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري العطار رضي الله عنه بنيسابور في شعبان سنة اثنين وخمسين وثلاثمأة قال: علي بن محمد بن قتيبة النيسابوري, عن الفضل شاذان قال: سئل المأمون علي بن موسى الرضا × أن يكتب له محض الاسلام على سبيل الايجاز والاختصار فكتب × له: أن محض الاسلام شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهاً واحداً أحداً فرداً صمداً, قيوماً سميعاً بصيراً قديراً قديماً قائماً باقياً, عالماً لا يجهل, قادراً لا يعجز, غنياً لا يحتاج, عدلاً لا يجور, وأنه خالق كل شيء, وليس كمثله شيء, لا شبه له, ولا ضد له, ولا ند ولا كفؤ له, وأنه المقصود بالعبادة والدعاء والرغبة والرهبة, وأن محمداً عبده ورسوله وأمينه وصفيه وصفوته من خلقه, وسيد المرسلين وخاتم النبيين وأفضل العالمين, لا نبي بعده, ولا تبديل لملته ولا تغيير لشريعته, وأن جميع ما جاء به محمد بن عبد الله هو الحق المبين, والتصديق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه, والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل حكيم حميد}[49] وأنه المهيمن على الكتب كلها, وأنه حق من فاتِحته إلى خاتِمته نؤمن بمحكمه ومتشابهه وخاصه وعامه ووعده ووعيده وناسخه ومنسوخه وقصصه وأخباره, لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله, وأن الدليل بعده والحجة على المؤمنين والقائم بأمر المسلمين والناطق عن القرآن والعالم بأحكامه, أخوه وخليفته ووصيه ووليه والذي كان منه بمنزلة هارون من موسى علي بن أبي طالب ×, أمير المؤمنين وإمام المتقين, وقائد الغر المحجلين, وأفضل الوصيين, ووارث علم النبيين والمرسلين, وبعده الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة, ثم علي بن الحسين زين العابدين, ثم محمد بن علي باقر علم النبيين ثم جعفر بن محمد الصادق وارث علم الوصيين, ثم موسى بن جعفر الكاظم, ثم علي بن موسى الرضا, ثم محمد بن علي, ثم علي بن محمد, ثم الحسن بن علي, ثم الحجة القائم المنتظر صلوات الله عليهم أجمعين أشهد لهم بالوصية والامامة وأن الأرض لا تخلو من حجة الله تعالى على خلقه في كل عصر وأوان, وأنهم العروة الوثقى, وأئمة الهدى, والحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها, وأن كل من خالفهم ضال مضل باطل تارك للحق والهدى, وأنهم المعبرون عن القرآن والناطقون عن الرسول | بالبيان, ومن مات ولم يعرفهم مات ميتة جاهلية - إلى أن يقول - والبراءة من الذين ظلموا آل محمد |, وهموا بإخراجهم, وسنوا ظلمهم, وغيروا سنة نبيهم |, والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين الذين هتكوا حجاب رسول الله |, ونكثوا بيعة إمامهم, وأخرجوا المرأة, وحاربوا أمير المؤمنين ×, وقتلوا الشيعة المتقين رحمة الله عليهم واجبة, والبراءة ممن نفى الاخيار وشردهم, وآوى الطرداء اللعناء, وجعل الاموال دولة بين الاغنياء, واستعمل السفهاء مثل معاوية وعمرو بن العاص لعيني رسول الله |, والبراءة من أشياعهم والذين حاربوا أمير المؤمنين × وقتلوا الانصار والمهاجرين وأهل الفضل والصلاح من السابقين, والبراءة من أهل الاستيثار ومن أبي موسى الاشعري وأهل ولايته {الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً * أولئك كفروا بآيات ربهم}[50] وبولاية أمير المؤمنين × ولقائه, كفروا بأن لقوا الله بغير إمامته {فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيامة وزناً}[51] فهم كلاب أهل النار, والبراءة من الانصاب والازلام أئمة الضلالة وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم, والبراءة من أشباه عاقري الناقة, أشقياء الأولين والآخرين وممن يتولاهم, والولاية لأمير المؤمنين × والذين مضوا على منهاج نبيهم | ولم يغيروا ولم يبدلوا, مثل سلمان الفارسي, وأبي ذر الغفاري, والمقداد بن الاسود, وعمار بن ياسر, وحذيفة اليماني, وأبي الهيثم بن التيهان, وسهل بن حنيف, وعبادة بن الصامت, وأبي أيوب الانصاري, وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين, وأبي سعيد الخدري, وأمثالهم رضي الله عنهم ورحمة الله عليهم والولاية لأتباعهم وأشياعهم والمهتدين بهداهم والسالكين منهاجهم رضوان الله عليهم, [...] الخبر.[52]

 

* كتاب سليم بن قيس, خطبة أمير المؤمنين × في البصرة بعد وقعة الجمل, قال سليم: شهدت علياً × حين عاد زياد بن عبيد بعد ظهوره على أهل الجمل, وإن البيت لممتلئ من أصحاب رسول الله | فيهم عمار وأبو الهيثم بن التيهان وأبو أيوب وجماعة من أهل بدر نحو من سبعين رجلاً إلى أن يقول فقال أمير المؤمنين ×: أخبرني رسول الله | أن الشهادة من ورائي, وأن لحيتي ستخضب من دم رأسي, بل قاتلي أشقى الأولين والآخرين, رجل أحيمر[53] يعدل عاقر الناقة, ويعدل قابيل قاتل أخيه, هابيل, وفرعون الفراعنة, والذي حاج إبراهيم في ربه, ورجلين من بني إسرائيل بدّلا كتابهم وغيرا سنتهم, ثم قال |: ورجلين من أمتي, خطايا أمة محمد | عليهما ثم قال ×: إن عليهما خطايا أمة محمد, إن كل دم سفك إلى يوم القيامة, ومال يؤكل حراماً, وفرج يغشى حراماً, وحكم يجار فيه, عليهما, من غير أن ينقص من إثم من عمل به شيء, قال عمار: يا أمير المؤمنين, سمهما لنا فنلعنهما, قال: يا عمار, ألست تتولى رسول الله | وتبرء من عدوه؟ قال: بلى, قال: وتتولاني وتبرء من عدوي؟ قال: بلى, قال: حسبك يا عمار, قد برئت منهما ولعنتهما وإن لم تعرفهما بأسمائهما, قال: يا أمير المؤمنين لو سميتهما لأصحابك فبرءوا منهما كان أمثل من ترك ذلك, قال: رحم الله سلمان وأبا ذر والمقداد, ما كان أعرفهم بهما وأشد برائتهم منهما ولعنتهم لهما, قال: يا أمير المؤمنين جُعلت فداك, فسمهما فإنا نشهد أن نتولى من توليت ونتبرء ممن تبرأت منه, قال: يا عمار, إذاً يُقتل أصحابي وتتفرق عني جماعتي وأهل عسكري وكثير ممن ترى حولي, يا عمار من تولى موسى وهارون وبرئ من عدوهما فقد برئ من العجل والسامري, ومن تولى العجل والسامري وبرئ من عدوهما فقد برئ من موسى وهارون من حيث لا يعلم, يا عمار ومن تولى رسول الله وأهل بيته وتولاني وتبرء من عدوي فقد برئ منهما, ومن برئ من عدوهما فقد برئ من رسول الله | من حيث لا يعلم, فقال محمد بن أبي بكر: يا أمير المؤمنين, لا تسمهما فقد عرفتهما ونشهد الله أن نتولاك ونبرء من عدوك كلهم, قريبهم وبعيدهم وأولهم وآخرهم وحيهم وميتهم وشاهدهم وغائبهم, فقال أمير المؤمنين ×: يرحمك الله يا محمد, إن لكل قوم نجيباً وشاهداً عليهم وشافعاً لأماثلهم, وأفضل النجباء النجيب من أهل السوء وإنك يا محمد لنجيب أهل بيتك.[54]

 

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف,عن حكيم بن جبير قال: قال علي بن الحسين ‘: أنتم تقتلون في عثمان من ستين سنة، فكيف لو تبرأتم من صنمي قريش.[55]

 

* ابن إدريس الحلي في السرائر, من كتاب أنس العالم تصنيف الصفواني قيل للصادق × إن فلاناً يواليكم, إلا أنه يضعف عن البراءة من عدوكم, قال: هيهات! كذب من ادعى محبتنا ولم يتبرأ من عدونا.[56]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا محمد بن القاسم الحارثي قال: حدثنا أحمد بن صبيح قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الهمداني, عن الحسين بن مصعب قال: سمعت جعفر بن محمد × يقول: من أحبنا لله, وأحب محبنا لا لغرض دنيا يصيبها منه, وعادى عدونا لا لإحنة[57] كانت بينه وبينه, ثم جاء يوم القيامة وعليه من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر, غفرها الله تعالى له.[58]

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي عن فضيل بن الزبير قال: قلت لزيد بن علي ×: ما تقول في أبي بكر وعمر؟ قال: قل فيهما ما قال علي ×، كف كما كف لا تجاوز قوله، قلت: أخبرني عن قلبي أنا خلقته؟ قال: لا، قلت: فإني أشهد على الذي خلقه أنه وضع في قلبي بغضهما، فكيف لي بإخراج ذلك من قلبي؟ فجلس جالساً وقال: أنا والله الذي لا إله إلا هو إني لأبغض بنيهما من بغضهما، وذلك أنهم إذا سمعوا سب علي × فرحوا.[59]

 

* العلامة المجلسي في البحار, ماجيلويه, عن عمه, عن محمد بن علي الكوفي, عن الحكم بن مسكين, عن ثعلبة, عن جعفر بن محمد × قال: إن الرجل ليخرج من منزله إلى حاجته فيرجع وما ذكر الله عز وجل فتملأ صحيفته حسنات, قال: فقلت وكيف ذلك جُعلت فداك؟! قال يمر بالقوم ويذكرونا أهل البيت فيقولون كفّوا فإن هذا يحبهم, فيقول المَلك لصاحبه اكتب هيب[60] آل محمد في فلان اليوم.[61]

 

* أبو الصلاح الحلبي في تقريب المعارف, روي عن محمد بن فرات الجرمي قال: سمعت زيد بن علي يقول: إنا لنلتقي وآل عمر في الحمام فيعلمون أنا لا نحبهم ولا يحبونا, والله إنا لنبغض الأبناء لبغض الآباء.[62]* تفسير الإمام العسكري ×, قال الامام ×: قال الله عز وجل {ومثل الذين كفروا}[63] في عبادتهم للاصنام, واتخاذهم للانداد من دون محمد وعلي صلوات الله عليهما {كمثل الذي ينعق بما لا يسمع} يصوت بما لا يسمع {الا دعاء ونداء} لا يفهم ما يراد منه فيغيث المستغيث, ويعين من استعانه {صم بكم عمي} عن الهدى في اتباعهم الانداد من دون الله, والاضداد لأولياء الله الذين سموهم بأسماء خيار خلائف الله, ولقبوهم بألقاب أفاضل الائمة الذين نصبهم الله لاقامة دين الله {فهم لا يعقلون} أمر الله عز وجل, قال علي بن الحسين ‘: هذا في عباد الاصنام, وفي النصاب لأهل بيت محمد | نبي الله, هم أتباع إبليس وعتاة مردته, سوف يصيرون إلى الهاوية.

ثم قال رسول الله |: تعوذوا بالله من الشيطان الرجيم, فإن من تعوذ بالله منه أعاذه الله وتعوذوا من همزاته ونفخاته ونفثاته, أتدرون ما هي؟ أما همزاته: فما يلقيه في قلوبكم من بغضنا أهل البيت, قالوا: يا رسول الله وكيف نبغضكم بعد ما عرفنا محلكم من الله ومنزلتكم؟ قال |: بأن تبغضوا أولياءنا وتحبوا أعداءنا, فاستعيذوا بالله من محبة أعدائنا وعداوة أوليائنا, فتعاذوا من بغضنا وعداوتنا, فإن من أحب أعداءنا فقد عادانا ونحن منه براء, والله عز وجل منه بريء.[64]

 

* محمد بن أحمد القمي في المائة منقبة, حدثني نوح بن أحمد بن أيمن & قال: حدثني ابراهيم بن أحمد بن أبي حصين قال: حدثني جدي قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد قال: حدثني قيس بن الربيع قال: حدثني سليمان الاعمش, عن جعفر بن محمد ‘ قال: حدثني أبي قال: حدثني علي بن الحسين, عن أبيه قال: حدثني أبي أمير المؤمنين قال: قال لي رسول الله |: يا علي أنت أمير المؤمنين وإمام المتقين, يا علي أنت سيد الوصيين ووارث علم النبيين وخير الصديقين وأفضل السابقين, يا علي أنت زوج سيدة نساء العالمين وخليفة خير المرسلين, يا علي أنت مولى المؤمنين, يا علي أنت الحجة بعدي على الناس أجمعين, استوجب الجنة من تولاك, واستحق النار من عاداك, يا علي والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية لو أن عبداً عبد الله ألف عام ما قبل الله ذلك منه إلا بولايتك وولاية الأئمة من ولدك, وإن ولايتك لا تقبل إلا بالبراءة من أعدائك وأعداء الأئمة من ولدك بذلك أخبرني جبرئيل × {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر}[65].[66]

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن بكر بن صالح, عن أبي الحسن الرضا ×, قال: من سره أن ينظر إلى الله بغير حجاب وينظر الله إليه بغير حجاب فليتول آل محمد, وليتبرأ من عدوهم, وليأتم بإمام المؤمنين منهم فإنه إذا كان يوم القيامة نظر الله إليه بغير حجاب ونظر إلى الله بغير حجاب.[67]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد بن خالد, عن أبيه, عن القاسم بن عروة, عن عبيد بن زرارة, عن أبيه, عن أبي جعفر × قال: من قعد في مجلس يُسب فيه إمام من الائمة, يقدر على الانتصاب فلم يفعل ألبسه الله الذل في الدنيا وعذبه في الآخرة وسلبه صالح ما من به عليه من معرفتنا.[68]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي في تفسيره حديثاً مسنداً يُرفع إلى أبي يعقوب الأسدي, عن أبي جعفر × في قوله عز وجل: {ألم نجعل له عينين * ولساناً وشفتين}[69] قال: العينان رسول الله |, واللسان: أمير المؤمنين, والشفتان: الحسن والحسين عليهم السلام, {وهديناه النجدين}[70] إلى ولايتهم جميعاً, وإلى البراءة من أعدائهم جميعاً.[71]

 

* الشيخ الصدوق في ثواب الأعمال, أبي & قال حدثني محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن الحسن بن محبوب, عن صالح بن سهل المدائني, عن أبي عبد الله × قال: من أحبنا وأبغض عدونا في الله من غير وتيرة[72] وترها إياه لشيء من أمر الدنيا ثم مات على ذلك وعليه من الذنوب مثل زبد البحر غفرها الله له.[73]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, عن أبي خالد الكابلي, عن يحيى بن أم الطويل قال: كنا عند الحسين × إذ دخل عليه شاب يبكي, فقال له الحسين: ما يبكيك؟ قال: إن والدتي توفيت في هذه الساعة ولم توص, ولها مال وكانت قد أمرتني أن لا أحدث في أمرها شيئاً حتى أعلمك خبرها, فقال الحسين ×: قوموا بنا حتى نصير إلى هذه الحرة, فقمنا معه حتى انتهينا إلى باب البيت الذي فيه المرأة وهي مسجاة فأشرف على البيت ودعا الله ليحييها حتى توصي بما تحب من وصيتها فأحياها الله, وإذا المرأة جلست وهي تتشهد, ثم نظرت إلى الحسين × فقالت: ادخل البيت يا مولاي ومرني بأمرك, فدخل وجلس على مخدة ثم قال لها: وصيِّ, يرحمك الله, فقالت: يا ابن رسول الله إن لي من المال وكذا وكذا في مكان كذا وكذا وقد جعلت ثلثه إليك لتضعه حيث شئت من أوليائك, والثلثان لابني هذا إن علمت أنه من مواليك وأوليائك, وإن كان مخالفاً فخذه إليك, فلا حق للمخالفين في أموال المؤمنين, ثم سألته أن يصلي عليها وأن يتولى أمرها, ثم صارت المرأة ميتة كما كانت.[74]

 

* السيد ابن طاووس الحسني في اليقين, من كتاب الأربعين وهو الحديث الرابع والثلاثون قال: أخبرنا الشيخ الإمام مجاهد الدين أبو الفتوح علي بن أحمد البغدادي بمدينة السلام قال: أخبرنا القاضي ركن الدين أبو الفضل بن محمد بن علي بدمشق قال: أخبرنا أبو نصر بن اسفنديار الحلبي قال: حدثنا داود بن سليمان العسقلاني قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن, علي بن محمد بن جمهور, عن أبيه, عن جعفر بن بشير, عن أبيه, عن موسى بن جعفر الكاظم × قال: إن أمير المؤمين علياً × كان يسعى على الصفا بمكة، فإذا هو بدراج[75] يتدرج على وجه الأرض فوقع بإزاء أمير المؤمنين ×, فقال: السلام عليك أيها الدراج, فقال الدراج: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أمير المؤمنين, فقال له أمير المؤمنين ×: أيها الدراج، ما تصنع في هذا المكان؟ فقال: يا أمير المؤمنين إني في هذا المكان منذ كذا وكذا[76] عام أسبح الله وأقدسه وأمجده وأعبده حق عبادته, فقال أمير المؤمنين ×: أيها الدراج إنه لصفا نقي لا مطعم فيه ولا مشرب، فمن أين لك المطعم والمشرب؟ فأجابه الدراج وهو يقول: وقرابتك من رسول الله | يا أمير المؤمنين, إني كلما جعت دعوت الله لشيعتك ومحبيك فأشبع، وإذا عطشت دعوت الله على مبغضيك ومنتقصيك فأروى.[77]

 

 

 

* العلامة المجلسي في البحار, قال السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه في كتاب زوايد الفوائد: روى ابن أبي العلاء الهمداني الواسطي ويحيي بن محمد بن حويج البغدادي قالا: تنازعنا في ابن الخطاب واشتبه علينا أمره, فقصدنا جميعاً أحمد بن إسحاق القمي صاحب أبي الحسن العسكري × بمدينة قم, فقرعنا عليه الباب فخرجت علينا صبية عراقية فسئلناها عنه, فقالت: هو مشغول بعيده, فإنه يوم عيد, فقلت: سبحان الله إنما الأعياد أربعة للشيعة: الفطر, والأضحى, والغدير, والجمعة, قالت: فإن أحمد ابن إسحاق يروي عن سيده أبي الحسن علي بن محمد العسكري × أن هذا اليوم يوم عيد, وهو أفضل الأعياد عند أهل البيت عليهم السلام وعند مواليهم, قلنا فاستأذني عليه وعرِّفيه مكاننا.

قالا: فدخلت عليه فعرَّفته فخرج علينا وهو مستور بمئزر يفوح مسكاً, وهو يمسح وجهه, فأنكرنا ذلك عليه, فقال: لا عليكما فاني اغتسلت للعيد قلنا أولاً هذا يوم عيد؟! قال: نعم وكان يوم التاسع من شهر ربيع الأول, قالا فأدخلنا داره وأجلسنا, ثم قال: إني قصدت مولاي أبي الحسن × كما قصدتماني بسر من رأى فاستأذنت عليه فأذن لي, فدخلت × في مثل هذا اليوم, وهو يوم التاسع من شهر ربيع الأول فرأيت سيدنا عليه وعلى آبائه السلام قد أوعز إلى كل واحد من خدمه أن يلبس ما يمكنهم من الثياب الجدد, وكان بين يديه مجمرة يحرق العود فيها بنفسه فقلت له: بآبائنا وأمهاتنا يا ابن رسول الله هل تجدد لأهل البيت في هذا اليوم فرح؟!

فقال ×: وأي يوم أعظم حرمة عند أهل البيت من هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأول, ولقد حدثني أبي × أن حذيفة بن اليمان دخل في مثل هذا اليوم على جدي رسول الله | قال حذيفة: رأيت أمير المؤمنين × وولديه ‘ يأكلون مع رسول الله | وهو يتبسم في وجوههم, ويقول: لولديه الحسن والحسين ‘ كلا هنيئاً لكما بركة هذا اليوم وسعادته, فإنه اليوم الذي يُهلك الله فيه عدوه وعدو جدكما, وإنه اليوم الذي يقبل الله أعمال شيعتكما ومحبيكما, واليوم الذي يصدق فيه قول الله جل جلاله {فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا}[78] واليوم الذي نسف فيه فرعون أهل البيت وظالمهم وغاصبهم حقهم, واليوم الذي يقدم الله {إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً}[79], قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله | وفي أمتك وأصحابك من ينتهك هذه المحارم؟ قال: نعم يا حذيفة جبت من المنافقين يرتاس عليهم, ويستعمل في أمتي الرؤيا, ويحمل على عاتقه درة الخزي, ويصد الناس عن سبيل الله يحرف كتاب الله ويغير سنتي ويشتمل على إرث ولدي, وينصب نفسه علماً, ويتطاول على إمامه من بعدي, ويستخلب أموال الناس من غير حلها, وينفقها في غير طاعة الله, ويكذبني ويكذب أخي ووزيري, ويحسد ابنتي عن حقها, فتدعو الله عز وجل عليه فيستجيب دعاءها في مثل هذا اليوم.

قال حذيفة: فقلت: يا رسول الله | فادع ربك ليهلكه في حياتك, فقال رسول الله |: يا حذيفة لا احب أن أجترئ على قضاء الله عز وجل لما قد سبق في علمه, لكن سألت الله عز وجل أن يجعل لليوم الذي يهلكه فيه فضيلة على سائر الأيام, ليكون ذلك سنة يستن بها أحبائي, وشيعة أهل بيتي ومحبيهم فأوحى الله إليّ جل من قائل: يا محمد إنه كان في سابق علمي أن تمسك وأهل بيتك محن الدنيا وبلاؤها, وظلم المنافقين والغاصبين من عبادي, من نصحت لهم وخانوك, ومحضت لهم وغشوك, وصافيتهم وكشحوك[80], وأرضيتهم وكذبوك, وجنيتهم وأسلموك, فإني بحولي وقوتي وسلطاني لأفتحن على من يغصب بعدك علياً وصيك حقاً ألف باب من النيران من أسفل الفيلوق ولأصلينه وأصحابه قعراً يشرف عليه إبليس آدم فيلعنه, ولأجعلن ذلك المنافق عبرة في القيامة كفراعنة الأنبياء وأعداء الدين في المحشر, ولأحشرنهم وأولياءهم وجميع الظلمة والمنافقين إلى جهنم زرقاً كالحين[81], أذلة حيارى نادمين, ولأضلنهم فيها أبد الابدين.

يا محمد إن مرافقك ووصيك في منزلتك يمسه البلوى, من فرعونه وغاصبه الذي يجترئ ويبدل كلامي ويشرك بي ويصد الناس عن سبيلي وينصب من نفسه عجلاً لأمتك ويكفر بي في عرشي إني قد أمرت ملائكتي في سبع سمواتي وشيعتك ومحبيك أن يُعيّدوا في اليوم الذي أهلكته فيه, وأمرتهم أن ينصبوا كرسي كرامتي بإزاء البيت المعمور ويثنوا عليّ ويستغفرون لشيعتك ولمحبيك من ولد آدم, يا محمد وأمرت الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن الخلق في ذلك اليوم, ولا يكتبون شيئاً من خطاياهم كرامة لك ولوصيك, يا محمد إني قد جعلت ذلك اليوم يوم عيد لك ولأهل بيتك, ولمن يتبعهم من المؤمنين وشيعتهم, وآليت على نفسي بعزتي وجلالي وعلوي في مكاني لأحبون من يُعيِّد في ذلك اليوم محتسباً في ثواب الحافين ولأشفعنه في ذوي رحمه ولأزيدن في ماله إن وَسَّع على نفسه وعياله, ولأعتقن من النار في كل حول في مثل ذلك اليوم آلافاً من شيعتكم ومحبيكم ومواليكم, ولأجعلن سعيهم مشكوراً وذنبهم مغفوراً, وعملهم مقبولاً.

قال حذيفة: ثم قام رسول الله | فدخل بيت أم سلمة رضي الله عنها ورجعت عنه وأنا غير شاك في أمر الثاني حتى رأيت بعد وفاة رسول الله | وأتيح[82] الشر وعاود الكفر, وارتد عن الدين, وشمَّر للملك, وحرَّف القرآن, وأحرق بيت الوحي, وابتدع السنن وغيرها وغير الملة ونقل السنة, ورد شهادة أمير المؤمنين ×, وكذب فاطمة بنت رسول الله, واغتصب فدك منها وأرضى اليهود والنصارى والمجوس, وأسخط قرة عين المصطفى ولم يرضها, وغير السنن كلها, ودبر على قتل أمير المؤمنين × وأظهر الجور, وحرم ما حلله الله, وحلل ما حرم الله وأبقى الناس أن يحتذوا النقد من جلود الابل, ولطم وجه الزكية ÷, وصعد منبر رسول الله | ظلماً وعدواناً وافترى على أمير المؤمنين وعانده وسفه رأيه, قال حذيفة: فاستجاب الله دعوة مولاي عليه أفضل الصلاة والسلام على ذلك المنافق, وجرى كما جرى قتله على يد قاتله رحمة الله على قاتله, قال حذيفة: فدخلت على أمير المؤمنين × لما قتل ذلك المنافق لأهنئه بقتله ومصيره إلى ذلك الخزي والانتقام, فقال أمير المؤمنين ×: يا حذيفة تذكر اليوم الذي دخلت فيه على رسول الله | وأنا وسبطاه نأكل معه؟ فدلك على فضل هذا اليوم, دخلت فيه عليه؟ فقلت: نعم يا أخا رسول الله | فقال × هو والله هذا اليوم الذي أقر الله تبارك وتعالى فيه عيون أولاد رسول الله | وإني لأعرف لهذا اليوم اثنين وسبعين اسماً.

قال حذيفة: فقلت: يا أمير المؤمنين × إني أحب أن تسمعني أسماء هذا اليوم التاسع من شهر ربيع الأول, فقال ×: يا حذيفة هذا يوم الاستراحة, ويوم تنفيس الهم والكرب, والغدير الثاني, ويوم تحطيط الأوزار, ويوم الحبوة ويوم رفع القلم, ويوم الهدى, ويوم العقيقة, ويوم البركة, ويوم الثارات وعيد الله الأكبر, يوم يستجاب فيه الدعوات, ويوم الموقف الأعظم, ويوم التولية ويوم الشرط, ويوم نزع الأسوار, ويوم ندامة الظالمين, ويوم انكسار الشوكة ويوم نفي الهموم, ويوم الفتح, ويوم العرض, ويوم القدرة, ويوم التصفيح, ويوم فرح الشيعة, ويوم التروية, ويوم الانابة, ويوم الزكوة العظمى, ويوم الفطر الثاني, ويوم سبيل الله تعالى, ويوم التجرع بالريق, ويوم الرضا, وعيد أهل البيت عليهم السلام, ويوم ظفرت به بنو إسرائيل, ويوم قبل الله أعمال الشيعة, ويوم تقديم الصدقة, ويوم طلب الزيادة, ويوم قتل المنافق, ويوم الوقت المعلوم ويوم سرور أهل البيت عليهم السلام ويوم المشهود, {ويوم يعض الظالم على يديه}[83], ويوم هدم الضلالة, ويوم النيلة, ويوم الشهادة, ويوم التجاوز عن المؤمنين, ويوم المستطاب, ويوم ذهاب سلطان المنافق, ويوم التسديد, ويوم يستريح فيه المؤمنون ويوم المباهلة, ويوم المفاخرة, ويوم قبول الاعمال, ويوم النحيل, ويوم النحيلة, ويوم الشكر, ويوم نصرة المظلوم, ويوم الزيارة, ويوم التودد, ويوم النحيب ويوم الوصول, ويوم البركة, ويوم كشف البدع, ويوم الزهد في الكبائر, ويوم المنادي, ويوم الموعظة, ويوم العبادة, ويوم الاسلام.

قال حذيفة: فقمت من عند أمير المؤمنين × وقلت في نفسي: لو لم أدرك من أفعال الخير ما أرجو به الثواب إلا حب هذا اليوم, لكان مناي, قال محمد بن أبي العلا الهمداني ويحيى بن جريح: فقام كل واحد منا نقبل رأس أحمد بن إسحاق وقلنا: الحمد لله الذي ما قبضنا حتى شرفنا بفضل هذا اليوم المبارك, وانصرفنا من عنده, وعَيَّدنا فيه, فهو عيد الشيعة, تم الخبر, والحمد لله وحده, وصلى الله على محمد وآله وسلم من خط محمد بن علي بن محمد ابن طي &.[84]

 

* نهج البلاغة لأمير المؤمنين ×, من خطبة له وهي المعروفة بالشقشقية[85] قال ×: أما والله لقد تقمصها فلان وإنه ليعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى, ينحدر عني السيل ولا يرقى إلي الطير, فسدلْتُ دونها ثوباً, وطويت عنها كشحاً[86], وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء[87] أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير, ويشيب فيها الصغير, ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه, فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى[88] فصبرت وفي العين قذى, وفي الحلق شجا, أرى تراثي نهبا حتى مضى الاول لسبيله فأدلى بها إلى فلان بعده ثم تمثل بقول الأعشى:

شتّان ما يومي على كورها[89] * ويوم حيان[90] أخي جابر

فيا عجباً بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة[91] خشناء يغلظ كُلامها[92] ويخشن مسها, ويكثر العثار فيها, والاعتذار منها, فصاحبها كراكب الصعبة[93] إن أشنق لها خرم, وإن أسلس لها تقحم, فمُني الناس لعمر الله بخبط وشماس[94], وتلون واعتراض, فصبرت على طول المدة وشدة المحنة حتى إذا مضى لسبيله, جعلها في جماعة زعم أني أحدهم فيا لله وللشورى! متى اعترض الريب فيَّ مع الاول منهم حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر! لكني أَسْفَفْتُ إذ أَسَفُّوا[95] وطرت إذ طاروا, فصغى[96] رجل منهم لضغنه[97] ومال الآخر لصهره[98] مع هَنٍّ وهَن[99] إلى أن قام ثالث القوم نافجاً حضنيه[100] بين نثيله ومعتلفه[101] وقام معه بنو أبيه يخضمون[102] مال الله خضمة الابل نبتة الربيع إلى أن انتكث فتله[103], وأجهز عليه عمله, وكبت به بِطنته[104] فما راعني إلا والناس كعرف الضبع إلي[105] ينثالون علي من كل جانب, حتى لقد وُطِئ الحسنان وشُق عِطفاي[106] مجتمعين حولي كربيضة الغنم فلما نهضت بالامر نكثت طائفة ومرقت أخرى وقسط آخرون كأنهم لم يسمعوا كلام الله حيث يقول: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الارض ولا فساداً والعاقبة للمتقين}[107] بلى والله لقد سمعوها ووعوها, ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم وراقهم زبرجها[108], أما والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر, وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كظة[109] ظالم ولا سغب مظلوم[110] لألقيت حَبْلَها على غاربها[111] ولسقيت آخرها بكأس أولها, ولألفيتم دنياكم هذه أزهد عندي من عفطة عنز[112]... قالوا: وقام إليه رجل من أهل السواد[113] عند بلوغه إلى هذا الموضع من خطبته فناوله كتاباً فأقبل ينظر فيه, قال له ابن عباس رضي الله عنه: يا أمير المؤمنين لو أطردت خطبتك من حيث أفضيت, فقال: هيهات يا ابن عباس! تلك شقشقة[114] هدرت ثم قرّت.

قال ابن عباس فوالله ما أسفت على كلام قط كأسفي على هذا الكلام أن لا يكون أمير المؤمنين × بلغ منه حيث أراد.[115]


[1] الخصال ص607، عنه البحار ج10 ص222/ ج27 ص52، وسائل الشيعة ج11 ص443.

[2] تفسير العياشي ج2 ص116، عنه البحار ج27 ص57، غاية المرام ج3 ص53، تفسير أبي حمزة الثمالي ص194. 

[3] تقريب المعارف ص247, عنه البحار ج30 ص383.

[4] سورة البقرة, الآية 208.

[5] تفسير العياشي ج1 ص102، عنه البحار ج24 ص159/ ج31 ص604، غاية المرام ج4 ص340، أمالي الطوسي ص299 نحوه، عنه تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص93، بشارة المصطفى ص305 نحوه، شرح الأخبار ج1 ص242، تفسير نور الثقلين ج1 ص 206، تفسير كنز الدقائق ج1 ص504.

[6] سورة التوبة, الآية 23, 24, والآيتان هما: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آبائكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولئك هم الظالمون * قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقنرفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين}.

[7] المصدر نفسه.

[8] تفسير العياشي ج2 ص84, عنه البحار ج30 ص230, تفسير الثقلين ج2 ص195.

[9] سورة الأنعام, الآية 82.

[10] الكافي ج1 ص413, عنه البحار ج23 ص371/ ج31 ص607/ ج66 ص151, تفسير العياشي ج1 ص366, تأويل الآيات ج1 ص164, التفسير الصافي ج2 ص136, الصراط المستقيم ج3 ص74, تفسير الثقلين ج1 ص739.

[11] سورة البقرة, الآية 284.

[12] تفسير العياشي ج1 ص156، عنه جميعاً البحار ج27 ص57/ ج30 ص215، تفسير الثقلين ج1 ص302، تفسير كنز الدقائق ج1 ص688، التفسير الصافي ج1 ص309.

[13] تقريب المعارف ص247, عنه البحار ج30 ص383.

[14] تقريب المعارف ص244, عنه البحار ج30 ص380.

[15] البحار ج30 ص379, عن تقريب المعارف ص242.

[16] السرائر ج3 ص639، عنه البحار ج27 ص58، مشارق أنوار اليقين ص231، الصراط المستقيم ج3 ص74، مستطرفات السرائر ص639.

[17] تقريب المعارف ص247, عنه البحار ج30 ص383.

[18] تقريب المعارف ص248, عنه البحار ج30 ص384.

[19] الكافي ج1 ص373، عنه البحار ج7 ص212، الخصال ص106، وسائل الشيعة ج18 ص564، تفسير العياشي ج1 ص178، عنه البحار ج25 ص112/ ج30 ص216، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص115، الغيبة للنعماني ص112، الفصول المهمة ص399، الحدائق الناضرة ج5 ص180، تفسير نور الثقلين ص356، تفسير كنز الدقائق ج2 ص130 كلاهما عن الكافي.

[20] تقريب المعارف ص254, عنه البحار ج30 ص389.

[21] عيون المعجزات ص86، عنه البحار ج31 ص629/ ج48 ص84، مدينة المعاجز ج6 ص342، دلائل الإمامة ص297 باختلاف، نوادر المعجزات ص148 باختلاف.

[22] بصائر الدرجات ص509، عنه البحار ج30 ص195/ ج54 ص329.

[23] بصائر الدرجات ص510، عنه البحار ج30 ص196/ ج54 ص329.

[24] تقريب المعارف ص253, عنه البحار ج30 ص388.

[25] سورة البقرة, الآية 258.

[26] سورة النازعات, الآية 24.

[27] وفي نسخ أخرى: بولس.

[28] الخصال ص398، عنه البحار ج8 ص310/ ج12 ص37، ثواب الأعمال ص215، عنه تفسير كنز الدقائق ج1 ص622، تفسير نور الثقلين ج1 ص267، المحتضر ص68، روضة الواعظين ص507، قصص الأنبياء للجزائري ص122.

[29] سورة النساء, الآية 31.

[30] المصدر نفسه.

[31] مشارق أنوار اليقين ص239، عنه حلية الأبرار ج2 ص127، غاية المرام ج5 ص149.

[32] سورة غافر, الآية 6.

[33] سورة غافر, الآية 7, وكذلك الآيات التي تليها.

[34] سورة غافر, الآية 7, 8.

[35] سورة غافر, الآية 9.

[36] المصدر نفسه.

[37] سورة غافر, الآية 10, وكذلك الآيات التي تليها.

[38] تفسير القمي ج2 ص255، عنه البحار ج24 ص210/ ج31 ص644، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص529، تفسير نور الثقلين ج4 ص512، التفسير الصافي ج4 ص335.

[39] مناقب آشوب ج3 ص274، عنه البحار ج81 ص244، مستدرك الوسائل ج4 ص112.

[40] أمالي الطوسي ص270، عنه البحار ج39 ص341، الغارات ج2 ص912، بشارة المصطفى ص204، عنه البحار ج23 ص106.

[41] تفسير العياشي ج1 ص100, عنه البحار ج9 ص189, تفسير كنز الدقائق ج1 ص498, تفسير الثقلين ج1 ص203.

[42] قالياً: أي مبغضاً.

[43] أمالي الصدوق ص111، عنه البحار ج27 ص52، وسائل الشيعة ج11 ص506، روضة الواعظين ص417، الصراط المستقيم ج3 ص74، مشكاة الأنوار ص157.

[44] الإعتقادات للصدوق ص79، عنه البحار ج8 ص366/ ج27 ص62، وسائل الشيعة ج18 ص561.

[45] التيه: الهلاك أو الذهاب.

[46] علل الشرائع ج2 ص601، عنه البحار ج27 ص231، الحدائق الناضرة ج18 ص156، وسائل الشيعة ج18 ص463، جواهر الكلام ج41 ص436.

[47] وفي البحار: غصباً.

[48] الخرائج والجرائح ج1 ص297, عنه البحار ج30 ص397 /ج31 ص613 / ج47 ص111, مدينة المعاجز ج6 ص57.

[49] سورة فصلت, الآية 42.

[50] سورة الكهف, الآية 104, 105.

[51] سورة الكهف, الآية 105.

[52] عيون أخبار الرضا × ج1 ص129, عنه البحار ج10 ص352/ ج65 ص261, تحف العقول ص415, الفصول المهمة ج1 ص445, تفسير الثقلين ج5 ص278 بعضه.

[53] أحمير: وهو لقب عاقر ناقة ثمود.

[54] كتاب سليم بن قيس ص440.

[55] تقريب المعارف ص244, عنه البحار ج30 ص381.

[56] السرائر ج3 ص640، عنه البحار ج27 ص58، مستطرفات السرائر ص640.

[57] الإحنة: الحقد.

[58] أمالي الطوسي ص156، عنه البحار ج27 ص54، بشارة المصطفى ص147، عنه شرح الأخبار ج3 ص573 باختصار.

[59] البحار ج30 ص385, عن تقريب المعارف ص250.

[60] هيب: زُجر.

[61] البحار ج27 ص87, عن معاني الأخبار ص183.

[62] تقريب المعارف ص250, عنه البحار ج30 ص385.

[63] سورة البقرة, الآية 171.

[64] تفسير الإمام العسكري × ص583، عنه البحار ج27 ص59.

[65] سورة الكهف, الآية 29.

[66] مائة منقبة (المنقبة 9) ص28، عنه غاية المرام ج1 ص67، التحصين ص539، اليقين ص236، كنز الفوائد ص185، عنه البحار ج27 ص63، مستدرك الوسائل ج1 ص171، بحار الأنوار ج38 ص134 عن كشف اليقين.

[67] المحاسن ج1 ص60، عنه البحار ج27 ص90.

[68] الكافي ج2 ص379/ ج8 ص235, وسائل الشيعة ج11 ص504.

[69] سورة البلد, الآية 8, 9.

[70] سورة البلد, الآية 10.

[71] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص798، عنه البحار ج24 ص280.

[72] الوتر: ظلامة.

[73] ثواب الأعمال ص170، عنه وسائل الشيعة ج11 ص442، الحدائق الناضرة ج18 ص152، بحار الأنوار ج27 ص55.

[74] الخرائج والجرائح ج1 ص245، عنه البحار ج44 ص180، مشارق أنوار اليقين ص133، مدينة المعاجز ج3 ص507، العوالم ص49، الثاقب في المناقب ص344 نحوه، فرج المهموم ص227.

[75] الدُّرَّاج: طائر شبه الحَيقُطان من طير العراق، وفي الكافي عن رسول الله | أنه قال: من سرَّه أن يقلَّ غيظه فليأكل لحم الدُّرَّاج, وفي مستدرك الوسائل عنه | أنه قال: من اشتكى فؤاده وكثر غمه فليأكل الدراج.

[76] وفي رواية: أربعمائة عام.

[77] اليقين ص366, عنه البحار ج41 ص235, الفضائل لشاذان ص162، مناقب إبن شهرآشوب ج2 ص134، كتاب الروضة ص153, الخرائج والجرائح ج2 ص559 باختصار، عنه البحار ج27 ص268، الروضة ص153، الصراط المستقيم ج1 ص97 باختصار، مدينة المعاجز ج1 ص286.

[78] سورةالنمل, الآية 53.

[79] سورة الفرقان, الآية 23.

[80] كاشح: الذي يضمر لك العداوة.

[81] الحين: الهلاك.

[82] أتيح: أنقذ.

[83] سورة الفرقان, الآية 27.

[84] بحار الأنوار ج95 ص351 عن السيد ابن طاووس في كتابه زوايد الفوائد، المحتضر ص44، عنه البحار ج31 ص120,ومستدرك الوسائل ج3 ص326.

[85] لقوله × فيها: تلك شقشقة هدرت ثم قرّت, والشقشقة: شيء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج.

[86] طويت عنها كشحاً: أي أعرضت عنها.

[87] اليد الجذاء: المقطوعة وأراد بها قلة الناصر.

[88] أحجى: أخلق وأوجب.

[89] الكور: رحل البعير.

[90] حيان: هو صاحب حصن باليمامة وكان في رفاهية ونعمة ولم يكن يسافر أبداً.

[91] حوزة: ناحية.

[92] الكُلام: الأرض.

[93] الصعبة من الابل: ما ليست بذلول.

[94] شماس: إباء ظهر الفرس عن الركوب.

[95] أسف الطائر: دنا من الارض.

[96] صغى: مال.

[97] الضغن: أي الضغينة, يشير إلى سعد بن أبي وقاص.

[98] يشير إلى عبد الرحمن بن عوف.

[99] يشير إلى أغراض أخر يكره ذكرها.

[100] نافجاً حضنيه: رافعاً لهما, والحضن ما بين الابط والكشح, يقال للمتكبر جاء نافجاً حضنيه, ويقال مثله لمن امتلأ بطنه طعاماً.

[101] النثيل: الروث, والمعتلف: موضع العلف وهو معروف أي لا هم له إلا ما ذكر.

[102] يخضم: القضم والأكل بأطراف الأسنان.

[103] انتكث فتله: أي انتقض.

[104] البطنة بالكسر: البطر.

[105] عرف الضبع: ما كثر على عنقها من الشعر وهو ثخين يضرب به المثل في الكثرة والازدحام.

[106] شق عطافي: العطاف الرداء وكان هذا الازدحام لاجل البيعة على الخلافة.

[107] سورة القصص, الآية 83.

[108] الزبرج: الزينة.

[109] الكظة: ما يعتري الآكل من إمتلاء البطن بالطعام والمراد استئثار الظالم بالحقوق.

[110] السغب: شدة الجوع.

[111] الغارب: الكاهل.

[112] عفطة العنز: ما تنثره من أنفها كالعطفة.

[113] السواد: العراق وسمي سواداً لخضرته بالزرع والاشجار, والعرب تسمى الاخضر أسود.

[114] الشقشقة: شيء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج.

[115] نهج البلاغة ج1 ص30, قال العلامة المجلسي في البحار: رواها جماعة عن أهل النقل من طرق مختلفة, عن ابن عباس وهذه الخطبة من مشهورات خطبه صلوات الله عليه روتها الخاصة والعامة في كتبهم وشرحوها وضبطوا كلماتها, كما عرفت رواية الشيخ الجليل المفيد وشيخ الطائفة والصدوق, ورواها السيد الرضي في نهج البلاغة والطبرسي في الاحتجاج قدس الله أرواحهم, وروى الشيخ قطب الدين الراوندي قدس سره في شرحه على نهج البلاغة بهذا السند: أخبرني الشيخ أبو نصر الحسن بن محمد بن ابراهيم, عن الحاجب أبي الوفا محمد بن بديع والحسين بن أحمد بن بديع والحسين بن أحمد بن عبد الرحمن, عن الحافظ أبي بكر بن مردويه الاصفهاني, عن سليمان بن أحمد الطبراني, عن أحمد بن علي الابار, عن اسحاق ابن سعيد أبي سلمة الدمشقي, عن خليد بن دعلج, عن عطان بن أبي رباح, عن ابن عباس, قال: كنا مع علي × بالرحبة فجرى ذكر الخلافة ومن تقدم عليه فيها, فقال: أما والله لقد تقمصها فلان.. إلى آخر الخطبة. ومن أهل الخلاف رواها ابن الجوزي في مناقبه, وابن عبد ربه في الجزء الرابع من كتاب العقد, وأبو علي الجبائي في كتابه, وابن الخشاب في درسه على ما حكاه بعض الاصحاب والحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري في كتاب المواعظ والزواجر على ما ذكره صاحب الطرائف, وفسر ابن الاثير في النهاية لفظ الشقشقة, ثم قال: ومنه حديث علي × في خطبة له: تلك شقشقة هدرت ثم قرت وشرح كثيراً من ألفاظها. وقال الفيروز آبادي في القاموس عند تفسيرها: الشقشقة بالكسر: شيء كالرئة يخرجه البعير من فيه إذا هاج, والخطبة الشقشقية العلوية لقوله لابن عباس لما قال: لو اطردت مقالتك من حيث افضيت: يا بن عباس! هيهات تلك شقشقة هدرت ثم قرت, إنتهى كلامه رضوان الله عليه.