باب في سلطنة وهيمنة الإمام على جميع العوالم والموجودات

 * العلامة المجلسي في البحار, من نوادر الحكمة يرفعه إلى إسحاق القمي قال: قال أبو عبد الله × لحمران بن أعين: يا حمران إن الدنيا عند الامام والسماوات والارضين إلا هكذا وأشار بيده إلى راحته يعرف ظاهرها وباطنها وداخلها وخارجها ورطبها ويابسها.[1]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن موسى, عن الحسن بن موسى الخشاب, عن عبد الرحمن بن كثير الهاشمي, عن أبي عبد الله × قال: {قال الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك}[2] قال ففرج أبو عبد الله × بين أصابعه فوضعها على صدره ثم قال والله عندنا علم الكتاب كله.[3]

 

* الشيخ المفيد في الإختصاص, حدثنا محمد بن علي, عن أبيه, عن علي بن إبراهيم بن هاشم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن أبان الأحمر قال: قال الصادق ×: يا أبان كيف ينكر الناس قول أمير المؤمنين × لما قال: لو شئت لرفعت رجلي هذه فضربت بها صدر ابن أبي سفيان بالشام فنكسته عن سريره, ولا ينكرون تناول آصف وصي سليمان عرش بلقيس وإتيانه سليمان به قبل أن يرتد إليه طرفه؟! أليس نبينا | أفضل الأنبياء ووصيه × أفضل الأوصياء, أفلا جعلوه كوصي سليمان, حكم الله بيننا وبين من جحد حقنا وأنكر فضلنا.[4]

 

* محمد بن الحسن الصفار في البصائر, حدثنا العباس بن معروف, عن حماد بن عيسى, عن حريز, عن أبي بصير, عن أبي جعفر × قال: سُئل علي × عن علم النبي | فقال: علم النبي علم جميع النبيين وعلم ما كان وعلم ما هو كائن إلى قيام الساعة, ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأعلم علم النبي | وعلم ما كان وما هو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة.[5]

 

 

 

* الشيخ المفيد في الإختصاص, محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن موسى بن سعدان, عن عبد الله بن القاسم الحضرمي, عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد الله ×: إن الدنيا لتُمَثَّل للإمام في مثل فلقة الجوز فلا يعزب عنه منها شي‏ء, وإنه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء.[6]

 

* العلامة المجلسي في البحار, عن البرسي في مشارق الأنوار عن طارق بن شهاب عن أمير المؤمنين ×

- في حديث طويل - عن شأن الإمام أنه قال: ويُنصب له - أي الإمام - عمود من نور من الارض إلى السماء يرى فيه أعمال العباد، ويلبس الهيبة وعلم الضمير، ويطلع على الغيب، ويرى ما بين المشرق والمغرب فلا يخفى عليه شيء من عالم الملك والملكوت، ويعطى منطق الطير عند ولايته, فهذا الذي يختاره الله لوحيه ويرتضيه لغيبه ويؤيده بكلمته ويلقنه حكمته ويجعل قلبه مكان مشيته وينادى له بالسلطنة ويذعن له بالامرة ويحكم له بالطاعة - إلى أن يقول - علم الانبياء في علمهم - أي الأئمة - وسر الاوصياء في سرهم وعز الأولياء في عزهم كالقطرة في البحر, والذرة في القفر، والسماوات والارض عند الامام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها ويعلم برها من فاجرها ورطبها ويابسها، لأن الله علَّم نبيه عِلم ما كان وما يكون وورث ذلك السر المصون الاوصياء المنتجبون، ومن أنكر ذلك فهو شقي ملعون يلعنه الله ويلعنه اللاعنون, وكيف يفرض الله على عباده طاعة من يحجب عنه ملكوت السماوات والارض؟! الخبر.[7]

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي عن محمد بن صدقة - في حديث طويل - قال أمير المؤمنين × لسلمان وأبي ذر: قال الله عزَّ وجلّ {يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده}[8] وهو روح الله لا يعطيه ولا يلقي هذا الروح إلا على ملك مقرب أو نبي مرسل أو وصي منتجب, فمن أعطاه الله هذا الروح فقد أبانه من الناس, وفوض إليه القدرة, وأحيا الموتى, وعلم بما كان وما يكون, وسار من المشرق إلى المغرب, ومن المغرب إلى المشرق في لحظة عين, وعلم ما في الضمائر والقلوب, وعلم ما في السماوات والأرض, - إلى أن يقول - يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك, قال ×: لقد أعطانا الله ربنا ما هو أجل وأعظم وأعلى وأكبر من هذا كله, قلنا: يا أمير المؤمنين ما الذي أعطاكم ما هو أعظم وأجل من هذا كله؟!

قال: قد أعطانا ربنا عز وجل عِلمنا للاسم الأعظم الذي لو شئنا خرقت السماوات والأرض والجنة والنار ونعرج به إلى السماء ونهبط به الأرض ونغرب ونشرق وننتهي به إلى العرش فنجلس عليه بين يدي الله عز وجل ويطيعنا كل شي‏ء حتى السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والبحار والجنة والنار أعطانا الله ذلك كله بالاسم الأعظم الذي علمنا وخصنا به ومع هذا كله نأكل ونشرب ونمشي في الأسواق ونعمل هذه الأشياء بأمر ربنا ونحن عباد الله المكرمون الذين {لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}[9], [...] الخبر.[10]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن أبي زاهر, أو غيره, عن محمد بن حماد, عن أخيه أحمد ابن حماد, عن إبراهيم, عن أبيه, عن أبي الحسن الاول × قال: قلت له: جعلت فداك أخبرني عن النبي | ورث النبيين كلهم؟ قال: نعم, قلت: من لدن آدم حتى انتهى إلى نفسه؟ قال: ما بعث الله نبياً إلا ومحمد | أعلم منه, قال: قلت: إن عيسى ابن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله, قال: صدقت وسليمان بن داود كان يفهم منطق الطير وكان رسول الله | يقدر على هذه المنازل, قال: فقال: إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره {فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين}[11] حين فقده, فغضب عليه فقال: {لأعذبنه عذاباً شديداً أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين}[12] وإنما غضب لأنه كان يدله على الماء, فهذا وهو طائر قد أُعطي ما لم يُعط سليمان وقد كانت الريح والنمل والانس والجن والشياطين والمردة له طائعين, ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء, وكان الطير يعرفه, وإن الله يقول في كتابه: {ولو أن قرآناً سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى}[13] وقد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان, وتحيى به الموتى, ونحن نعرف الماء تحت الهواء, وإن في كتاب الله لآيات ما يراد بها أمر إلا أن يأذن الله به مع ما قد يأذن الله مما كتبه الماضون, جعله الله لنا في أم الكتاب, إن الله يقول: {وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين}[14] ثم قال: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا}[15] فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شيء.[16]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن محمد بن الفضل قال: أخبرني ضريس الوابشي, عن جابر, عن أبي جعفر × قال: إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالارض ما بينه وبين سرير بلقيس ثم تناول السرير يده ثم عادت الارض كما كانت أسرع من طرفة عين, وعندنا نحن من الإسم إثنان وسبعون حرفاً وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.[17]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن علي بن أحمد بن محمد, عن أبيه قال: كنت أنا وصفوان عند أبي الحسن × فذكروا الإمام وفضله قال: إنما منزلة الإمام في الارض بمنزلة القمر في السماء وفي موضعه هو مطلع على جميع الاشياء كلها.[18]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد الاشعري, عن معلى بن محمد, عن أبي الفضل عبد الله بن إدريس, عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني × فأجريت اختلاف الشيعة, فقال: يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفرداً بوحدانيته ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة, فمكثوا ألف دهر, ثم خلق جميع الاشياء, فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم, فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى ثم قال: يا محمد هذه الديانة التي من تتدينها مرق ومن تخلف عنها محق, ومن لزمها لحق, خذها إليك يا محمد.[19]

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة, أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى، عن أبيه، عن أبي علي محمد بن همام قال: حدثنا أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن أحمد بن علي، عن صالح بن عقبة، عن يزيد بن عبد الملك قال: كان لي صديق، وكان يكثر الرد على من قال أنهم يعلمون الغيب قال: فدخلت على أبي عبد الله × فأخبرته بأمره، فقال: قل له: إني والله لأعلم ما في السماوات وما في الارض وما بينهما وما دونهما.[20]

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, سعد, عن أحمد بن محمد السياري, عن محمد بن إسماعيل الانصاري, عن صالح بن عقبة الاسدي, عن أبيه قال: قال لي أبو عبد الله ×: يقولون بأمر ثم يكسرونه ويضعفونه, يزعمون أن الله احتج على خلقه برجل, ثم يحجب عنه علم السماوات والارض, لا والله, لا والله, لا والله!

قلت: فما كان من أمر هؤلاء الطواغيت, وأمر الحسين بن علي ×؟ فقال: لو أنهم ألحوا فيه على الله لأجابهم الله, وكان أهون من سلك يكون فيه خرز انقطع فذهب, ولكن كيف إذا نريد غير ما أراد الله.[21]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روي عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد, عن الثمالي, عن بعض من حدثه, عن علي × أنه كان قاعداً في مسجد الكوفة وحوله أصحابه فقال له رجل: إني لأعجب من هذه الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم! فقال: أترى أنّا نريد الدنيا ولا نعطاها؟ ثم قبض قبضة من حصى المسجد فضمها في كفه ثم فتح كفه عنها, فإذا هي جواهر تلمع وتزهر, فقال: ما هذه؟ فنظرنا فقلنا: من أجود الجواهر! فقال: لو أردنا الدنيا لكانت لنا, ولكن لا نريدها, ثم رمى بالجواهر من كفه, فعادت كما كانت حصى.[22]

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, أخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى قال: حدثنا أبي رضي الله عنه قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثني أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم, عن أبيه, عن بعض رجاله, عن الحسن بن شعيب, عن علي بن هاشم, عن المفضل بن عمر, قال: قلت لأبي عبد الله ×: جُعلت فداك, ما لإبليس من السلطان؟ قال: ما يوسوس في قلوب الناس, قلت: فما لملك الموت؟ قال: يقبض أرواح الناس, قلت: وهما مسلطان على من في المشرق ومن في المغرب؟ قال: نعم, قلت: فمالك أنت جُعلت فداك من السلطان؟ قال: أعلم ما في المشرق والمغرب, وما في السماوات والأرض, وما في البر والبحر, وعدد ما فيهن وليس ذلك لإبليس ولا لملك الموت.[23]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن أحمد, عن محمد بن الحسين, عن الحسن بن محبوب, عن عبد الله بن سنان, عن أبي عبد الله × قال: علمُ النبوة يدرج في جوارح الامام.[24]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, أحمد بن محمد بن عيسى, عن عمر بن عبد العزيز, عن رجل, عن الحسين بن أحمد الخيبري عن يونس بن ظبيان, والمفضل بن عمر, وأبي سلمة السراج, والحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا: كنا عند أبي عبد الله × فقال: لنا خزائن الأرض ومفاتيحها ولو أشاء أن أقول بإحدى رجليّ أخرجي ما فيك من الذهب, ثم قال: بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطاً فانفرجت الأرض, ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها, ثم قال: انظروا فيها حسناً حسناً حتى لا تشكون! ثم قال: انظروا في الأرض فإذا سبائك في الأرض كثيرة بعضها على بعض تتلألأ[25] فقال له بعضنا: أُعطيتم ما أُعطيتم وشيعتكم محتاجون؟! فقال: إن الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة ويدخلهم جنات النعيم ويدخل عدونا نار الجحيم.[26]

 

الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, روى المفضل بن عمر عن أبي عبد الله × أنه قال: يا مفضل, إن العالم منا يعلم حتى تقلُّب جناح الطير في الهواء, ومن أنكر من ذلك شيئاً فقد كفر بالله من فوق عرشه, وأوجب لأوليائه الجهل, وهم حلماء علماء أبرار أتقياء.[27]

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, صفوان بن يحيى عن بعض رجاله عن الصادق قال: والله لقد أُعطينا علم الأولين والآخرين, فقال له رجل من أصحابه: جعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء, ويحكم! وسِّعوا صدوركم ولتبصر أعينكم ولتع قلوبكم فنحن حجة الله تعالى في خلقه ولن يسع ذلك إلا صدر كل مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة بإذن الله, والله لو أردت أن أُحصي لكم كل حصاة عليها لأخبرتكم, وما من يوم ولا ليلة إلا والحصى يلد إيلاداً كما يلد هذا الخلق, ووالله لتباغضون بعدي حتى يأكل بعضكم بعضاً.[28]

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة, حدثنا أحمد بن منصور الرمادي قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: حدثنا مهلب بن قيس، قال: قلت للصادق ×: بأي شيء يعرف العبد إمامه؟ قال: أن يفعل كذا, ووضع يده على حائط، فإذا الحائط ذهب، ثم وضع يده على اسطوانة فأورقت من ساعتها، ثم قال: بهذا يُعرف الامام.[29]

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, بكير بن أعين قال: قبض أبو عبد الله على ذراع نفسه وقال: يا بكير هذا والله جلد رسول الله وهذه والله عروق رسول الله وهذا والله لحمه وهذا عظمه, وإني لأعلم ما في السماوات وأعلم ما في الارض وأعلم ما في الدنيا وأعلم ما في الآخرة, فرأى تغير جماعة فقال: يا بكير إني لأعلم ذلك من كتاب الله تعالى إذ يقول: {وأنزلنا إليك الكتاب تبياناً لكل شيء}[30].[31]

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا عبد الله بن منير قال: أخبرنا محمد بن إسحاق الصاعدي وأبو محمد ثابت بن ثابت, قالا: حدثنا جمهور بن حكيم, قال: رأيت علي بن الحسين × وقد نبت له أجنحة وريش, فطار ثم نزل, فقال: رأيت الساعة جعفر بن أبي طالب في أعلى عليين, فقلت: وهل تستطيع أن تصعد؟ فقال: نحن صنعناها فكيف لا نقدر أن نصعد إلى ما صنعناه؟! نحن حملة العرش, ونحن على العرش, والعرش والكرسي لنا, ثم أعطاني طلعاً في غير أوانه.[32]

 

* العلامة المجلسي في البحار, أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن ابن أبي عمير, عن أبي أيوب, عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد الله × فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال له: يا أخا أهل اليمن عندكم علماء؟ قال: نعم, قال: فما بلغ من علم عالِمكم؟ قال: يسير في الليلة مسيرة شهرين, يزجر الطير ويقفو الأثر, فقال أبو عبد الله ×: عالِم المدينة أعلم من عالِمكم, قال: فما بلغ من علم عالِم المدينة؟! قال: يسير في ساعة من النهار مسيرة الشمس سنة حتى يقطع اثني عشر ألف عالَماً مثل عالمكم هذا, ما يعلمون أن الله خلق آدم ولا إبليس, قال: فيعرفونكم؟ قال: نعم, ما افترض عليهم إلا ولايتنا والبراءة من عدونا.[33]

 

 

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, عن محمد بن أبي عمير الكوفي, عن عبد الله بن الوليد السمان قال: قال أبو عبد الله ×: ما يقول الناس في أولي العزم وصاحبكم أمير المؤمنين ×؟ قال قلت: ما يقدمون على أولي العزم أحداً, قال فقال أبو عبد الله ×: إن الله تبارك وتعالى قال لموسى: {وكتبنا له في الالواح من كل شيء موعظة}[34] ولم يقل كل شيء موعظة, وقال لعيسى: {وليبين لكم بعض الذي تختلفون فيه}[35] ولم يقل كل شيء, وقال لصاحبكم أمير المؤمنين ×: {قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}[36] وقال الله عز وجل: {ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين}[37]وعلم هذا الكتاب عنده.[38]

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, محمد الفتال النيسابوري في مؤنس الحزين بالاسناد عن عيسى بن الحسن, عن الصادق × [قال]: قال بعضهم للحسن بن علي × في احتماله الشدائد عن معاوية[39]، فقال × كلاماً معناه: لو دعوت الله تعالى لجعل العراق شاماً والشام عراقاً وجعل المرأة رجلاً والرجل إمرأة, فقال الشامي: ومن يقدر على ذلك؟ فقال ×: انهضي ألا تستحين أن تقعدي بين الرجال! فوجد الرجل نفسه إمرأة! ثم قال: وصارت عيالُك رجلاً وتقاربُك وتحملُ عنها وتلدُ ولداً خنثى، فكان كما قال ×، ثم إنهما تابا وجاءا إليه فدعا الله تعالى فعادا إلى الحالة الاولى.[40]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن أحمد بن أبي بشر, عن كثير بن أبي حمران قال: قال أبو جعفر ×: لقد سئل موسى العالم مسألة لم يكن عنده جوابها, ولقد سأل العالم موسى مسألة لم يكن عنده جوابها, ولو كنت بينهما لأخبرت كل واحد منهما بجواب مسألته ولسألتهما عن مسألة لا يكون عندهما جوابها.[41]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن محمد, عمن رواه عن محمد بن خالد, عن صفوان, عن أبي عبد الله × قال: إنَّ الله أجلّ وأعظم من أن يحتجّ بعبد من عباده ثم يُخفي عنه شيئاً من أخبار السماء والأرض.[42]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روي عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند الصادق × مع جماعة فقلت: قول الله تعالى لابراهيم {خذ أربعة من الطير فصرهن}[43] أوَ كانت أربعة من أجناس مختلفة؟ أو من جنس واحد؟ فقال ×: أتحبون أن أريكم مثله؟ قلنا: بلى! قال: يا طاووس, فإذا طاووس طار إلى حضرته, ثم قال: يا غراب, فإذا غراب بين يديه, ثم قال: يا بازي, فإذا بازي بين يديه, ثم قال: يا حمامة, فإذا حمامة بين يديه, ثم أمر بذبحها كلها وتقطيعها ونتف ريشها, وأن يخلط ذلك كله بعضه ببعض.

ثم أخذ برأس الطاووس, فقال: يا طاووس, فرأينا لحمه وعظامه وريشه, يتميز من غيره حتى التزق ذلك كله برأسه, وقام الطاووس بين يديه حياً, ثم صاح بالغراب كذلك, وبالبازي والحمامة مثل ذلك, فقامت كلها أحياء بين يديه.[44]

 

* ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب, حديث المخالي المشهور، وذلك أن الخليفة أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأى أن يملأ كل واحد منهم مخلاة فرسه من الطين الاحمر، ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك، ففعلوا فلما صار مثل جبل عظيم صعد فوقه واستدعى أبا الحسن × واستصعده وقال استحضرك للنظارة، وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف[45] ويحملوا الاسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة، وأتم عدة، وأعظم هيبة، وكان غرضه أن يكسر كل من يخرج عليه، وكان خوفه من أبي الحسن × أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج على الخليفة, فقال له أبو الحسن ×: وهل أعرض عليك عسكري؟ فقال: نعم, فدعا الله سبحانه، فإذا بين السماء والارض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون، فغشي على المتوكل، فلما أفاق قال له أبو الحسن ×: نحن لا ننافسكم في الدنيا، نحن مشتغلون بأمر الاخرة، ولا عليك مما تظن.[46]

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج, عن بشر بن جعفر، عن مفضل بن عمر، عن أبي عبد الله × - في حديث طويل - قال: كل نبي ورث علماً أو غيره فقد انتهى إلى آل محمد |.[47]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, محمد بن عبد الله الرازي الجاموراني، عن إسماعيل بن موسى، عن أبيه، عن جده، عن عبد الصمد بن علي قال: دخل رجل على علي بن الحسين ×, فقال له علي بن الحسين ×: من أنت؟ قال: أنا رجل منجم قائف[48] عراف، قال: فنظر إليه ثم قال: هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالَماً كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه, قال: من هو؟! قال: أنا وإن شئت أنبأتك بما أكلت وما ادخرت في بيتك.[49]

 

* الشيخ المفيد في الإختصاص, المعلى بن محمد البصري، عن سليمان بن سماعة، عن عبد الله بن القاسم، عن سماعة ابن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله × فأرعدت السماء وأبرقت فقال أبو عبد الله ×: أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم قلت: من صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين ×.[50]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن عبد الرحمن بن أبي نجران, عن يونس بن يعقوب, عن الحسن بن المغيره, عن عبد الاعلى وعبيده بن بشير, قال قال أبو عبد الله × ابتداء منه: والله إني لأعلم ما في السموات وما في الارض, وما في الجنة وما في النار, وما كان وما يكون إلى أن تقوم الساعة, ثم قال: أعلمه من كتاب الله أنظر إليه هكذا, ثم بسط كفيه ثم قال: إن الله يقول: إنا أنزلنا اليك الكتاب فيه تبيان كل شيء[51].[52]

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري, عن أبيه, عن علي بن محمد بن سليمان, عن محمد بن خالد, عن عبد الله بن حماد البصري عن عبد الله الأصم, عن عبد الله بن بكير الأرجاني, قال في حديث طوبل مع الإمام أبو عبد الله الصادق × قلت: جُعلت فداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب فقال: يابن بكير فكيف يكون حجة الله على ما بين قطريها وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم, وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه, وكيف يكون مؤدياً عن الله وشاهداً على الخلق وهو لا يراهم, وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم, وقد حيل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربه فيهم, والله يقول: {وما أرسلناك الا كافة للناس}[53] يعني به من على الارض والحجة من بعد النبي | يقوم مقام النبي, وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الأمة والأخذ بحقوق الناس والقيام بأمر الله والمنصف لبعضهم من بعض, فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله, وهو يقول: {سنريهم آياتنا في الأفاق وفي انفسهم}[54] فأي آية في الأفاق غيرنا أراها الله أهل الأفاق, وقال: {ما نريهم من آية الا هي أكبر من أختها}[55] فأي آية أكبر منا, [...] الخبر.[56]

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا عبد الله قال: حدثنا عمارة بن زيد قال: حدثنا إبراهيم بن سعد, قال: قلت للصادق ×: أتقدر أن تمسك الشمس بيدك؟ فقال ×: لو شئت لحجبتها عنك, فقلت: افعل, قال: فرأيته وقد جرها كما تُجر الدابة بعنانها! فاسودت وانكسفت, وذلك بعين أهل المدينة كلهم حتى ردها.[57]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, عبد الرحمان بن الحجاج قال: كنت مع أبي عبد الله × بين مكة والمدينة, وهو على بغلة وأنا على حمار, وليس معنا أحد, فقلت: يا سيدي ما علامة الإمام؟ قال: يا عبد الرحمان لو قال لهذا الجبل: سر لسار, قال: فنظرت والله إلى الجبل يسير, فنظر إليه, فقال: إني لم أعنك.[58]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد الجمال, عن أحمد بن عمر, عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله × فقلت له إني أسئلك جُعلت فداك عن مسألة ليس ها هنا أحد يسمع كلامي فرفع أبو عبد الله × ستراً بيني وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال: يا أبا محمد سل عما بدا لك, قال قلت: جُعلت فداك إن الشيعة يتحدثون أن رسول الله | علَّم علياً × باباً يفتح منه ألف باب, قال فقال أبو عبد الله ×: يا أبا محمد علَّم والله رسول الله علياً ألف باب, يفتح له من كل باب ألف باب, قال قلت له: والله هذا لعلم فنكت ساعة في الارض ثم قال: إنه لعلم وما هو بذلك, ثم قال: يا أبا محمد وإن عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة, قال قلت: جُعلت فداك وما الجامعة؟ قال صحيفة طولها سبعون ذراعاً بذراع رسول الله | وإملاء من فلق فيه وخط علي بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شيء يحتاج الناس إليه حتى الأرش في الخدش وضرب بيده إليّ فقال تأذن لي يا أبا محمد؟ قال قلت: جُعلت فداك إنما أنا لك اصنع ما شئت, قال فغمزني بيده فقال حتى أرش هذا كأنه مغضب[59], قال قلت: جُعلت فداك هذا والله العلم قال انه لعلم وليس بذلك, ثم سكت ساعة قال: إن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر مسك شاة أو جلد بعير, قال قلت: جُعلت فداك ما الجفر؟ قال وعاء أحمر أو أدم أحمر فيه علم النبيين والوصيين, قلت هذا والله هو العلم قال إنه لعلم وما هو بذلك, ثم سكت ساعة ثم قال: وإن عندنا لمصحف فاطمة ÷ وما يدريهم ما مصحف فاطمة! قال مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد إنما هو شيء أملاها الله وأوحى إليها, قال قلت: هذا والله هو العلم, قال: إنه لعلم وليس بذاك, قال ثم سكت ساعة ثم قال: إن عندنا لعلم ما كان وما هو كائن إلى أن تقوم الساعة, قال قلت: جُعلت فداك هذا والله هو العلم, قال: إنه لعلم وما هو بذاك, قال قلت: جُعلت فداك فأي شيء هو العلم؟! قال: ما يحدث بالليل والنهار الأمر بعد الأمر والشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة.[60]

 

حسين بن عبد الوهاب في عيون المعجزات, عن عمر بن الفرج الرجحي قال قلت لأبي جعفر × إن شيعتك تدعي أنك تعلم كل ماء في دجلة ووزنه؟! وكنا على شاطئ دجلة فقال ×: يقدر الله تعالى على أن يفوض علم ذلك الى بعوضته من خلقه أم لا؟ قلت: نعم يقدر, فقال: أنا أكرم على الله تعالى من بعوضته ومن أكثر خلقه.[61]

* محمد بن الحسن الصفار في البصائر, حدثني أحمد بن محمد, عن عمر بن عبد العزيز, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة الثمالي, عن علي بن الحسين × قال قلت له: أسالك جُعلت فداك عن ثلاث خصال أنفي عني فيه التقية, قال فقال: ذلك لك, قلت: أسالك عن فلان وفلان؟ قال: فعليهما لعنة الله بلعناته كلها ماتا والله وهما كافران مشركان بالله العظيم, ثم قلت: الأئمة يحيون الموتى ويبرؤن الأكمه والأبرص ويمشون على الماء؟ قال: ما أعطى الله نبياً شيئاً قط إلا وقد أعطاه محمداً | وأعطاه ما لم يكن عندهم, قلت: وكل ما كان عند رسول الله | فقد أعطاه أمير المؤمنين ×؟ قال: نعم, ثم الحسن والحسين ‘, ثم من بعد كل إمام إماماً إلى يوم القيامة مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كل شهر ثم قال: أي والله في كل ساعة.[62]

 

السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز, عن محمد بن جابر, عن عبد الله بن خالد بن الحذاء, عن محمد بن جعفر الطوسي, عن محمد بن صدقة العنبري, عن محمد بن سنان الزهري, عن الحسن بن جهم بن المضاعن أبي الصامت, عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر الباقر × قال: بينا أمير المؤمنين × يتجهز إلى معاوية ويحرض الناس على قتاله إذ اختصم إليه رجلان في فعل, فعجل أحدهما في الكلام وزاد فيه, فالتفت إليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقال له: اخس, فإذا رأسه رأس كلب, فبهت من حوله وأقبل الرجل بإصبعه المسبحة يتضرع إلى أمير المؤمنين × ويسأله الاقالة, فنظر إليه أمير المؤمنين × وحرك شفتيه, فعاد كما كان خلقاً سوياً فوثب بعض أصحابه فقال له: يا أمير المؤمنين, هذه القدرة لك كما رأينا وأنت تجهز إلى معاوية! فما بالك لا تكفيناه ببعض ما أعطاك الله من هذه القدرة؟ فأطرق قليلاً ورفع رأسه إليهم وقال: والذي فلق الحبة, وبرأ النسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة في طول هذه الفيافي والجبال والاودية والفلوات حتى أضرب صدر معاوية على سريره فأقلبه على أم رأسه لفعلت, ولو أقسمت على الله عز وجل أن أوتي به قبل أن أقوم من مجلسي هذا أو قبل أن يرتد إلى أحدكم طرفه لفعلت, ولكنا كما وصف الله عز وجل في قوله: {بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}[63].[64]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن علي بن إبراهيم، عن علي بن حماد، عن المفضل قال: قلت لأبي عبد الله ×: كيف كنتم حيث كنتم في الاظلة؟ فقال يا مفضل كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا، في ظلة خضراء، نسبحه ونقدسه ونهلله ونمجده وما من ملك مقرب ولا ذي روح غيرنا حتى بدا له في خلق الأشياء، فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم، ثم أنهى علم ذلك إلينا.[65]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا ابراهيم بن هاشم, عن علي بن معبد, عن هشام بن الحكم قال: سئلت أبا عبد الله × بمنى عن خمسمائة حرف من الكلام فأقبلت أقول كذا وكذا يقولون قال فيقول: قل كذا وكذا, فقلت: جُعلت فداك هذا الحلال والحرام والقرآن أعلم أنك صاحبه وأعلم الناس به وهذا هو الكلام, فقال لي: وتشك يا هشام؟ من شك أن الله يحتج على خلقه بحجة لا يكون عنده كل ما يحتاجون إليه فقد افترى على الله.[66]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر، عن مثنى، عن زرارة قال: كنت عند أبي جعفر × فقال له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين ×: سلوني عما شئتم فلا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به, قال: إنه ليس أحد عنده علم شيء إلا خرج من عند أمير المؤمنين ×, فليذهب الناس حيث شاؤوا، فوالله ليس الأمر إلا من ههنا، وأشار بيده إلى بيته[67].[68]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن محمد, عن الحسن بن موسى الخشاب, عن عبد الله بن جندب, عن علي بن اسماعيل الازرق قال: قال أبو عبد الله ×: إن الله أحكم وأكرم وأجل وأعظم وأعدل من أن يحتج بحجة ثم يغيب عنهم شيئاً من أمورهم.[69]

 

* الميرزا محمد تقي المامقاني في صحيفة الأبرار, منتخب الطريحي رحمه الله بحذف الإسناد عن الرضا × أنه قال: أيها الناس اعلموا وتيقنوا أن لنا مع كل ولي لنا أعيناً ناظرة لا تشبه أعين الناس، وفيها نور من نور الله, وحكمة من حكم الله تعالى ليس للشيطان فيها نصيب, كل بعيد منها قريب، وأن لنا مع كل ولي أعيناً ناظرة, وألسناً ناطقة, وقلوباً واعية، وليس يخفى علينا شيء من أعمالكم وأقوالكم وأفعالكم بدليل قوله تعالى: {وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون}[70] ولو لم يكن كذلك لم يكن لنا على الناس فضل.[71]

 

* الميرزا حسين النوري الطبرسي في نفس الرحمن في فضائل سلمان، روى الحسين بن حمدان الحضيني في كتابه, عن صالح بن أحمد الشيشي، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، عن أبيه، عن محمد بن سنان الزاهري، عن المفضل بن عمر قال: - في حديث - سأل جعفر بن محمد الصادق × سائل عن علم محمد | وعلي × فقرأ: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله}[72] وهي كلمات محمد | وعلي × لأنهما لسان الله الناطق عنه بأذنه.[73]

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, ابن عقدة قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم بن قتيبة قال: حدثنا علي ابن الحكم قال: حدثنا سليمان بن جعفر, عن خالد الكيال, عن عبد العزيز الصائغ قال: قال أبو عبد الله × أترى أن الله استرعى راعياً واستخلف خليفة ثم يحجب عنهم شيئاً من أمورهم.[74]

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا سفيان بن وكيع, عن أبيه, عن الاعمش, قال: سمعت أبا صالح السمان يقول: سمعت حذيفة يقول: سمعت الحسين بن علي ‘ يقول: والله ليجتمعن على قتلي طغاة بني أمية, ويقدمهم عمر بن سعد, وذلك في حياة النبي |, فقلت له: أنبأك بهذا رسول الله؟ فقال لا, فأتيت النبي فأخبرته فقال: علمي علمه, وعلمه علمي, وإنا لنعلم بالكائن قبل كينونته.[75]

 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: إن في الامام آية للمتوسمين, وهو السبيل المقيم ينظر بنور الله وينطق عن الله, لا يعزب عليه [عنه] شيء مما أراد.[76]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, إسحاق، عن أحمد بن محمد بن الاقرع قال: حدثني أو حمزة نصير الخادم قال: سمعت أبا محمد غير مرة يكلم غلمانه بلغاتهم, ترك وروم وصقالبة، فتعجبت من ذلك وقلت: هذا وُلد بالمدينة ولم يظهر لأحد حتى مضى أبو الحسن × ولا رآه أحد فكيف هذا؟! أحدث نفسي بذلك، فأقبل عليّ فقال: إن الله تبارك وتعالى بَيَّن حجته من سائر خلقه بكل شيء ويعطيه اللغات ومعرفة الانساب والآجال والحوادث ولولا ذلك لم يكن بين الحجة والمحجوج فرق.[77]

 

* العلامة المجلسي في البحار, إبراهيم بن هاشم, عن البرقي, عن ابن سنان أو غيره, عن بشر, عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله ×: عندكم التوراة والانجيل والزبور وما في {الصحف الاولى * صحف ابراهيم وموسى}[78]؟ قال: نعم، قلت: إن هذا لهو العلم الأكبر! قال: يا حمران لو لم يكن غير ما كان، ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا أعظم.[79]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روى يحيى بن زكريا الخزاعي قال: حدثني أبو هاشم الجعفري قال: خرجت مع أبي الحسن × إلى ظاهر سر من رأى نتلقى بعض القادمين, فأبطأوا, فطُرح لأبي الحسن × غاشية السرج, فجلس عليها, ونزلت عن دابتي وجلست بين يديه, وهو يحدثني, فشكوت إليه قصور يدي وضيق حالي, فأهوى بيده إلى رمل فناولني منه أكفاً وقال: اتسع بها يا أبا هاشم, واكتم ما رأيت, فخبأته معي ورجعنا, فأبصرته, فإذا هو يتقد كالنيران ذهباً أحمر, فدعوت صائغاً إلى منزلي, وقلت له: اسبك لي هذا, فسبكه وقال: ما رأيت ذهباً أجود منه وهو كهيئة الرمل, فمن أين لك هذا؟ قلت: هذا شيء عندنا قديماً.[80]

محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن موسى بن سعدان, عن عبد الله بن القاسم, عن سماعة بن مهران, قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله | يسدده ويرشده وهو مع الأئمة والأوصياء من بعده.[81]

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة, حدثنا محمد بن علي ماجيلويه رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر, عن المفضل بن عمر، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله ×: إنه إذا تناهت الامور إلى صاحب هذا الامر رفع الله تبارك وتعالى كل منخفض من الارض، وخفض له كل مرتفع منها حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها.[82]

 

* الشيخ الصدوق في التوحيد, قال الإمام الباقر ×: لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله عز وجل حملة لنشرت التوحيد والاسلام والايمان والدين والشرائع من الصمد, وكيف لي بذلك ولم يجد جدي أمير المؤمنين × حملة لعلمه حتى كان يتنفس الصعداء ويقول على المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين الجوانح مني علماً جماً, هاه! هاه! ألا لا أجد من يحمله, ألا وإني عليكم من الله الحجة البالغة فلا {تتولوا قوماً غضب الله عليهم قد يئسوا من الآخرة كما يئس الكفار من أصحاب القبور}[83].[84]

 

* ابن شاذان في الفضائل, عن عمار بن ياسر رضي الله عنه قال كنت عند أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × في بعض غزواته فمررنا بواد مملوء نملاً فقلت: يا أمير المؤمنين ترى يكون أحد من خلق الله تعالى يعلم كم عدد هذا؟ قال: نعم يا عمار أنا أعرف رجلاً يعلم عدده وكم فيه ذكر وكم فيه أنثى, فقلت من ذلك الرجل يا مولاي؟! فقال يا عمار أما قرأت في سورة يس {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين}[85] فقلت: بلى يا مولاي, فقال: أنا ذلك الإمام المبين.[86]

* الشيخ المفيد في الاختصاص, الحسن بن أحمد بن سلمة اللؤلؤي, عن محمد بن المثنى, عن أبيه, عن عثمان بن زيد, عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر × قال: سألته عن قول الله عز وجل: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والأرض وليكون من الموقنين}[87] قال: وكنت مطرقاً إلى الأرض فرفع يده إلى فوق, ثم قال: ارفع رأسك, فرفعت رأسي فنظرت إلى السقف قد انفرج حتى خلص بصري إلى نور ساطع, وحار بصري دونه! ثم قال لي: رأى إبراهيم ملكوت السموات والأرض هكذا, ثم قال لي: أطرق فأطرقت, ثم قال: ارفع رأسك فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله.

ثم أخذ بيدي فقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه وأدخلني بيتاً آخر فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثياباً غيرها, ثم قال لي: غض بصرك فغضضت بصري فقال: لا تفتح عينيك, فلبثت ساعة ثم قال لي: تدري أين أنت؟ قلت: لا, قال: أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين, فقلت له: جعلت فداك أتأذن لي أن أفتح عيني فأراك؟ فقال لي: افتح فإنك لا ترى شيئاً, ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي, ثم سار قليلاً ووقف, فقال: هل تدري أين أنت؟ فقلت: لا أدري, فقال: أنت واقف على عين الحياة التي شرب منها الخضر ×, وسرنا فخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا هذا في بنائه ومساكنه وأهله, ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأول والثاني حتى وردنا على خمسة عوالم, قال: ثم قال لي: هذه ملكوت الأرض ولم يرها إبراهيم × وإنما رأى ملكوت السموات وهي اثنا عشر عالماً كل عالم كهيئة ما رأيت, كلما مضى منا إمام سكن إحدى هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم في عالمنا الذي نحن ساكنوه ثم قال لي: غض بصرك, ثم أخذ بيدي فإذا في البيت الذي خرجنا منه فنزع ذلك الثياب ولبس ثيابه التي كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا, فقلت له: جعلت فداك كم مضى من النهار فقال: ثلاث ساعات.[88]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, علي بن إسماعيل بن عيسى, عن محمد بن عمر وبن سعيد الزيات, عن أبيه, عن الفيض بن المختار قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن سليمان بن داود ‘ قال: {عُلِّمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء}[89] وقد والله علمنا منطق الطير وأوتينا كل شيء.[90]

* الشيخ المفيد في الاختصاص, إبراهيم بن هاشم, عن النضر بن سويد, عن هشام بن سالم, عن الحسن بن يحيى قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إنا أهل بيت عندنا معاقل العلم وآثار النبوة وعلم الكتاب وفصل ما بين الناس.[91]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحسن بن علي بن عبد الله, عن الحسين بن علي بن فضال, عن داود بن أبي يزيد, عن بعض أصحابنا, عن عمر بن حنظلة, فقال قلت لأبي جعفر ×: أني أظن أن لي عندك منزلة؟ قال ×: أجل, قال قلت: فإن لي إليك حاجة؟ قال: وما هي؟ قال قلت: تعلمني الإسم الأعظم, قال ×: وتطيقه؟! قلت: نعم, قال: فادخل البيت, قال فدخل البيت فوضع أبو جعفر × يده على الأرض فأظلم البيت فأرعدت فرائص عمر, فقال ما تقول أعلمك؟ فقال: لا, قال فرفع يده فرجع البيت كما كان.[92]

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أبو الحسن محمد ابن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في داره قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري قال: حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة قال: حدثنا أبي في سنة ستين ومأتين قال: حدثني علي بن موسى الرضا × سنة أربع وتسعين ومائة, وحدثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخورى بنيسابور قال: حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن هارون بن محمد الخوري قال: حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور قال: حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني عن الرضا علي بن موسى ‘, وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الاشناني الرازي العدل ببلخ قال: حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني, عن داود بن سليمان الفراء, عن علي بن موسى الرضا × قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثني أبي جعفر بن محمد قال: حدثني أبي محمد بن علي قال: حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي قال: حدثني أبي علي بن أبي طالب × عن رسول الله | قال: رسول الله |: ما ينقلب جناح طائر في الهواء الا وعندنا فيه علم.[93]

 

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد البلوي قال: قال عمارة بن زيد المدني, حدثني إبراهيم بن سعد ومحمد بن مسعر, كلاهما عن محمد بن إسحاق صاحب المغازي, عن عطاء بن يسار, عن عبد الله بن عباس, قال: مرت بالحسن بن علي ‘ بقرة, فقال: هذه حبلى بعجلة أنثى, لها غرة في جبهتها, ورأس ذنبها أبيض, فانطلقنا مع القصاب حتى ذبحها فوجدنا العجلة كما وصف على صورتها, فقلنا له: أو ليس الله عز وجل يقول: {ويعلم ما في الارحام}[94] فكيف علمت هذا؟! فقال ×: إنا نعلم المكنون المخزون المكتوم, الذي لم يطّلع عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل غير محمد | وذريته عليهم السلام.[95]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الحسين بن خالد قال: سألت أبا الحسن × عن قول الله: {وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين فقال: الورقة السقط يسقط من بطن أمه من قبل أن يهل الولد, قال: فقلت وقوله: {ولا حبة}؟ قال: يعني الولد في بطن أمه إذا أهل ويسقط من قبل الولادة, قال: قلت قوله: {ولا رطب}؟ قال: يعني المضغة إذا أسكنت في الرحم قبل أن يتم خلقها قبل أن ينتقل, قال: قلت قوله: {ولا يابس}؟ قال: الولد التام, قال قلت: {في كتاب مبين}؟ قال: في إمام مبين.[96]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن ابن محبوب, عن ابن رئاب, عن ضريس الكناسي قال: سمعت أبا جعفر × يقول وعنده أناس من أصحابه: عجبت من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون أن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول الله | ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم, فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك على من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا, أترون أن الله تبارك وتعالى افترض طاعة أوليائه على عباده, ثم يخفي عنهم أخبار السماوات والارض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم! الخبر.[97]

 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن محمد بن سنان, عن عبد الأعلى

- في حديث طويل - قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: أما والله لو كنتم تقولون ما أقول لأقررت أنكم أصحابي, هذا أبو حنيفة له أصحاب, وهذا الحسن البصري له أصحاب, وأنا امرؤ من قريش, قد ولدني رسول الله | وعلمت كتاب الله وفيه تبيان كل شيء بدؤ الخلق وأمر السماء وأمر الارض وأمر الأولين وأمر الآخرين وأمر ما كان وأمر ما يكون, كأني أنظر إلى ذلك نصب عيني.[98]

 

قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روي عن محمد بن الفضل الهاشمي - في حديث طويل - قال نظر الرضا × إلى ابن هذاب فقال: إن أنا أخبرتك أنك ستُبتلى في هذه الايام بدم ذي رحم لك أكنت مصدقاً لي؟ قال: لا, فإن الغيب لا يعلمه إلا الله تعالى, قال ×: أو ليس الله يقول:{عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول}[99] فرسول الله عند الله مرتضى, ونحن ورثة ذلك الرسول الذي أطلعه الله على ما شاء من غيبه, فعلمنا ما كان وما يكون إلى يوم القيامة, وإن الذي أخبرتك به يا بن هذاب لكائن إلى خمسة أيام, فان لم يصح ما قلت لك في هذه المدة فاني كذاب مفتر, وإن صح فتعلم أنك الراد على الله وعلى رسوله, ولك دلالة أخرى: أما إنك ستصاب ببصرك, وتصير مكفوفاً, فلا تبصر سهلاً ولا جبلاً, وهذا كائن بعد أيام, ولك عندي دلالة أخرى: إنك ستحلف يميناً كاذبة فتُضرب بالبرص, قال محمد بن الفضل: فوالله لقد نزل ذلك كله بابن هذاب, فقيل له: أصدق الرضا أم كذب؟ قال: لقد علمت في الوقت الذي أخبرني به أنه كائن ولكني كنت أتجلد، الخبر.[100]

 

الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, قال الإمام الصادق ×: يا مفضل من زعم أن الإمام من آل محمد يعزب عنه شيء من الأمر المحتوم فقد كفر بما نزل على محمد, وإنا لنشهد أعمالكم ولا يخفى علينا شيء من أمركم، وأن أعمالكم لتعرض علينا, وإذا كانت الروح وارتاض البدن أشرقت أنوارها, وظهرت أسرارها وأدركت عالم الغيب.[101]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن مثنى الحناط عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفر × فقلت له: أنتم ورثة رسول الله |؟ قال: نعم, قلت: رسول الله | وارث الانبياء, عَلم كما عَلِموا؟ قال لي: نعم, قلت: فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الاكمه والابرص؟ قال: نعم بإذن الله, ثم قال لي: أدن مني يا أبا محمد فدنوت منه فمسح على وجهي وعلى عيني فأبصرت الشمس والسماء والارض والبيوت وكل شيء في البلد ثم قال لي: أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصاً؟ قلت: أعود كما كنت, فمسح على عيني فعدت كما كنت, قال: فحدثت ابن أبي عمير بهذا, فقال أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق.[102]

 

* الحسين بن حمدان الخصيبي في الهداية الكبرى, عن محمد بن موسى القمي, عن الحسن بن علي الوشا, قال: دخلت يوماً على علي الرضا بن موسى × فرأيت عنده قوماً لم أرهم ولم أعرفهم وهو يخاطبهم بالسندية مثل زقزقة الزرازير, ثم لقيت بعده صاحبنا أبا الحسن محمداً × بسامراء وعنده نجار يصلح عتبة بابه وهو يخاطبه بالسندية كخطاب الزرازير, فقلت في نفسي: لا اله الا الله هكذا كان جده الرضا يخاطب بهذا اللسان! فقال أبو الحسن: من فرَّق بيني وبين جدي أنا هو وهو أنا وإلينا فصل الخطاب, فقلت: جُعلت فداك وما معنى فصل الخطاب؟ قال: إجابة كل عن لغته لغة مثلها, وجميع ما خلق الله تعالى.[103]

 

* محمد بن الحسن الصفار في البصائر, حدثنا الحسن بن علي بن فضال, عن معاوية, عن إسحق قال: كنت عند أبي الحسن × ودخل عليه رجل فقال له أبو الحسن ×: يا فلان إنك تموت إلى شهر, قال فأضمرت في نفسي كأنه يعلم آجال شيعته! قال: يا إسحق وما تنكرون من ذلك وقد كان رشيد الهجري مستضعفاً وكان يعلم علم المنايا والبلايا فالإمام أولى بذلك, ثم قال: يا إسحق تموت إلى سنتين ويشتت أهلك وولدك وعيالك وأهل بيتك ويفلسون إفلاساً شديداً.[104]

 

ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب, عن أبي بصير, قال: سمعت أبا جعفر × يقول لرجل من أهل خراسان: كيف أبوك؟ فقالصالح, قال: قد هلك أبوك بعدما خرجت حيث صرت إلى جرجان, ثم قال له: كيف أخوك؟ قال: خلفته صالحاً, قال: قتله جاره صبيحة يوم كذا ساعة كذا, فبكى الرجل, ثم قال: إنا لله وإنا إليه راجعون بما أصبت به, قال أبو جعفر ×: اسكت فقد صارا إلى الجنة, والجنة خير لهما مما كانا فيه, قال الرجل: فداك أبي وأمي, إني خلفت ابني ومعه وجع شديد, ولم تنبئني عنه قال: قد برئ, وزوّجه عمه ابنته, وأنت تقدم إن شاء الله وقد ولد لهما غلام, واسمه علي وهو لنا شيعة, وأما ابنك فليس لنا شيعة, وهو لنا عدو, فلا يغرنّك عبادته وخشوعه, فقام الرجل من عنده وهو وقيذ[105], فقلت: جُعلت فداك, من هذا؟ فقال: رجل من أهل خراسان, وهو لنا شيعة.[106]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أبو القاسم قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحكم, عن ربيع بن محمد المكي, عن سعد بن طريف, عن الاصبغ بن نباتة, قال كان أمير المؤمنين × إذا وقف الرجل بين يديه قال: يا فلان استعد واعد لنفسك ما تريد فإنك تمرض في يوم كذا وكذا في ساعة كذا وكذا وسبب مرضك كذا وكذا وتموت في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا في ساعة كذا وكذا, قال سعد فقلت هذا الكلام لأبي جعفر × فقال: كان ذاك, فقلت: جُعلت فداك فكيف لا تقول أنت فلا[107] تخبرنا فنستعد له؟ قال: هذا باب أغلق الجواب فيه علي بن الحسين × حتى يقوم قائمنا.[108]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن عبد الرحمن بن أبي هاشم, عن عنبسة بن بجاد العابد, عن المغيرة الحواري مولى عبد المؤمن الأنصاري, عن سعد بن طريف, عن الأصبغ ابن نباتة قال: سمعت علياً × يقول على المنبر: سلوني قبل أن تفقدوني, فوالله ما من أرض مخصبة ولا مجدبة ولا فئة تضل مائة أو تهدي مائة إلا وعرفت قائدها وسائقها, وقد أخبرت بهذا رجلاً من أهل بيتي يخبر بها كبيرهم صغيرهم إلى أن تقوم الساعة.[109]

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن الحسن بن إبراهيم, عن يونس, عن هشام ابن الحكم في حديث بُرَيه أنه لما جاء معه إلى أبي عبد الله × فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر × فحكى له هشام الحكاية, فلما فرغ قال أبو الحسن × لبريه: يا بريه كيف علمك بكتابك؟ قال: أنا به عالم، ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟ قال: ما أوثقني بعلمي فيه, قال: فابتدأ أبو الحسن × يقرء الانجيل؟ فقال بريه: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك, قال: فآمن بريه وحسن إيمانه, وآمنت المرأة التي كانت معه, فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبد الله × فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى × وبين بريه, فقال أبو عبد الله ×: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}[110] فقال بريه: أنى لكم التوراة والانجيل وكتب الانبياء؟ قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها ونقولها كما قالوا, إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شيء فيقول لا أدري.[111]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, عن حنان, عن عثمان بن زياد قال: دخلت على أبي عبد الله فقام بإصبعه على ظهر كفه فمسحها عليه ثم قال: إن عندنا لأرش[112] هذا فما دونه.[113]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحسن بن علي بن النعمان, عن أبيه علي بن النعمان, عن بكر بن كرب قال: كنا عند أبي عبد الله × فسمعناه يقول: أما والله عندنا ما لا نحتاج إلى الناس وإن الناس ليحتاجون إلينا, إن عندنا الصحيفة سبعون ذراعاً بخط علي وإملاء رسول الله | وعلى أولادهما, فيها من كل حلال وحرام, إنكم لتأتوننا فتدخلون علينا فنعرف خياركم من شراركم.[114]

 

* العلامة المجلسي في البحار, أحمد بن محمد, عن عمر بن عبد العزيز, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة الثمالي, عن علي بن الحسين × قال قلت له: جُعلت فداك الأئمة يعلمون ما يضمر؟ فقال علمت والله ما علمت الأنبياء والرسل, ثم قال: أزيدك؟ قلت: نعم, قال: ونزاد ما لم تزد الأنبياء.[115]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن ابن سنان, عن أبي بصير قال سمعته يقول: إن عندنا الصحف الأولى صحف ابراهيم وموسى, فقال له ضريس: أليست هي الالواح؟ فقال: بلى, قال ضريس: إن هذا لهو العلم, فقال: ليس هذا العلم, إنما هذه الأثرة[116] إن العلم ما يحدث بالليل والنهار يوم بيوم وساعة بساعة.[117]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحسين بن محمد بن عامر, عن معلى بن محمد, حدثني أبو الفضل عبد الله بن ادريس, عن محمد بن سنان, عن المفضل بن عمر, قال قلت لأبي عبد الله × سئلته عن علم الإمام بما في أقطار الارض وهو في بيته مرخى عليه ستره؟ فقال: يا مفضل إن الله تبارك وتعالى جعل للنبى | خمسة أرواح روح الحياة فبه دب ودرج, وروح القوة فبه نهض وجاهد, وروح الشهوة فبه أكل وشرب وأتى النساء من الحلال, وروح الايمان فبه أمر وعدل, وروح القدس فبه حمل النبوة, فإذا قبض النبي | انتقل روح القدس فصار في الإمام وروح القدس لا ينام ولا يغفل ولا يلهو ولا يسهو والاربعة الأرواح تنام وتلهو وتغفل وتسهو وروح القدس ثابت يرى به ما في شرق الارض وغربها وبرها وبحرها.

قلت جعلت فداك يتناول الإمام ما ببغداد بيده؟ قال: نعم وما دون العرش.[118]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن عبد الحميد, عن منصور بن يونس, عن ابن بصير قال قلت لأبي عبد الله × جُعلت فداك عن قول الله تبارك وتعالى {وكذلك أوحينا اليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وانك لتهدي إلى صراط مستقيم * صراط الله الذي له ما في السموات وما في الارض ألا إلى الله تصير الامور}[119] قال: يا أبا محمد خلقٌ والله أعظم من جبرئيل وميكائيل وقد كان مع رسول الله | يخبره ويسدده وهو مع الائمة يخبرهم ويسددهم.[120]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, روي عن أبي بصير - في حديث طويل - قال: قال أبو جعفر ×: لئن ترون أنه ليس لنا معكم أعين ناظرة أو أسماع سامعة, لبئس ما رأيتم والله لا يخفى علينا شيء من أعمالكم, فاحضرونا جميلاً وعوّدوا أنفسكم الخير, وكونوا من أهله تُعرفون به, فإني بهذا آمر ولدي وشيعتي.[121]

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الفضيل بن يسار قال: سئلت أبا جعفر × عن هذه الرواية: ما في القرآن آية الا ولها ظهر وبطن, وما فيه حرف الا وله حد, ولكل حد مطلع, ما يعني بقوله لها ظهر وبطن؟ قال: ظهره وبطنه تأويله, منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد, يجري كما يجري الشمس والقمر, كلما جاء منه شيء وقع, قال الله تعالى: {وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم} نحن نعلمه.[122]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن موسى, عن الحسن بن موسى الخشاب, عن علي بن حسان, عن عبد الرحمن بن كثير قال: قال أبو جعفر × يوماً ونحن عنده جماعة من الشيعة: قوموا تفرقوا عني مثنى وثلاث فإني أراكم من خلفي كما أراكم من بين يديّ فليسر عبد في نفسه ما شاء فإن الله يعرفنيه.[123]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن النضر بن شعيب, عن عمر بن خليفة, عن شيبة, عن الفيض, عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفر × يقول: {يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين}[124].[125]

 

الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, روى ابن عباس عن أمير المؤمنين × أنه شرح له في ليلة واحدة من حين أقبل ظلامها حتى أسفر صباحها وطفى مصباحها في شرح الباء من بسم الله ولم يتعد إلى السين, وقال: لو شئت لأوقرت أربعين بعيراً من شرح بسم الله.[126]

 

نهج البلاغة لأمير المؤمنين ×, قال أمير المؤمنبن × في خطبة طويلة: والله لو شئت أن أخبر كل رجل منكم بمخرجه ومَولجه وجميع شأنه لفعلت، ولكن أخاف أن تكفروا فيَّ برسول الله |ألا وإني مفضيه إلى الخاصة ممن يُؤمَن ذلك منه، الخبر.[127]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن عيسى, عن أبي عبد الله المؤمن, عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: سمعت أبا عبد الله × يقول والله إني لأعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي فيه خبر السماء وخبر الأرض وخبر ما يكون وخبر ما هو كائن, قال الله فيه {تبيان كل شيء}[128].[129]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن ابن محبوب, عن عمرو بن أبي المقدام عن جابر قال: سمعت أبا جعفر × يقول: ما ادعى أحد من الناس أنه جمع القرآن كله كما أُنزل إلا كذاب, وما جمعه وحفظه كما نزله الله تعالى إلا علي بن أبي طالب × والأئمة من بعده عليهم السلام.[130]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن النضر ابن سويد, عن أيوب بن الحر وعمران بن علي, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله.[131]

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عباد بن سليمان, عن محمد بن سليمان الديلمي, عن أبيه, عن سدير قال: كنت أنا وأبو بصير ويحيى البزاز وداود بن كثير الرقي في مجلس أبي عبد الله × إذ خرج إلينا وهو مغضب فلما أخذ مجلسه قال: يا عجباه لأقوام يزعمون أنَّا نعلم الغيب! ما يعلم الغيب إلا الله, لقد هممت بضرب جاريتي فلانة فهربت مني فما علمت في أي بيوت الدار هي.

قال سدير فلما أن قام عن مجلسه صار في منزله وأُعلمت دخلت أنا وأبو بصير وميسر وقلنا له جعلنا الله فداك سمعناك أنت تقول كذا وكذا في أمر خادمتك ونحن نزعم أنك تعلم علماً كثيراً ولا ننسبك إلى علم الغيب, قال فقال لي: يا سدير ألم تقرأ القرآن؟ قال قلت: بلى, قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله {قال الذي عنده علم من الكتاب أنا أتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك}[132] قال قلت: جُعلت فداك قد قرأت, قال فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده علم من الكتاب؟ قال قلت: فأخبرني أفهم, قال: قدر قطرة الثلج في البحر الأخضر, فما يكون ذلك من علم الكتاب؟ قال قلت جعلت فداك ما أقل هذا!! قال فقال لي: يا سدير ما أكثر من هذا لمن ينسبه الله إلى العلم الذي أخبرك به, يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل {قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}[133] قال قلت: قد قرأته, قلت: جُعلت فداك, قال: فمن عنده علم من الكتاب أفهم أم عنده علم الكتاب؟ قال: بل من عنده علم الكتاب كله, قال فأومى بيده إلى صدره قال وعلم الكتاب والله كله عندنا, علم الكتاب والله كله عندنا.[134]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد ومحمد بن الحسن, عن سهل بن زياد, عن القاسم بن الربيع, عن عبيد بن عبد الله بن أبي هاشم الصيرفي, عن عمرو بن مصعب, عن سلمة بن محرز قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إن من علم ما أوتينا تفسير القرآن وأحكامه, وعلم تغيير الزمان وحدثانه, إذا أراد الله بقوم خيراً أسمعهم, ولو أسمع من لم يسمع لولى معرضاً كأن لم يسمع ثم أمسك هنيئة, ثم قال: ولو وجدنا أوعية أو مستراحاً لقلنا والله المستعان.[135]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن اسماعيل, عن عبد الرحمن بن أبي نجران, قال: روى يحيى بن عمر, عن أبيه, عن أبي شيبة, عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر × قال سمعته يقول: إنَّا {علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء}[136].[137]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, قال بدر مولى الرضا ×: إن إسحاق بن عمار دخل على موسى بن جعفر ‘ فجلس عنده إذ استأذن عليه رجل خراساني فكلمه بكلام لم يسمع مثله قط كأنه كلام الطير, قال إسحاق: فأجابه موسى × بمثله وبلغته إلى أن قضى وطره[138] من مسألته, فخرج من عنده, فقلت: ما سمعت بمثل هذا الكلام؟! قال: هذا كلام قوم من أهل الصين وليس كل كلام أهل الصين مثله, ثم قال: أتعجب من كلامي بلغته؟ قلت: هو موضع التعجب, قال ×: أخبرك بما هو أعجب منه إعلم أن الإمام يعلم منطق الطير ونطق كل ذي روح خلقه الله تعالى وما يخفى على الإمام شيء.[139]

 

* الحميري القمي في قرب الإسناد, محمد بن خالد الطيالسي, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير, عن أبي الحسن الماضي ×, قال: دخلت عليه فقلت له: جعلت فداك, بم يُعرف الإمام؟ فقال: بخصال, أمّا أولاهن فشيء تقدم من أبيه فيه وعرَّفه الناس ونصبه لهم عَلماً, حتى يكون حجة عليهم, لأن رسول الله | نصب علياً × علماً وعرَّفه الناس, وكذلك الأئمة يعرّفونهم الناس وينصِّبونهم لهم حتى يعرفوه, ويُسئل فيجيب, ويُسكت عنه فيبتدئ, ويخبر الناس بما في غد, ويكلم الناس بكل لسان.

وقال لي: يا أبا محمد, الساعة قبل أن تقوم أعطيك علامة تطمئن إليها, فوالله ما لبثت أن دخل علينا رجل من أهل خراسان, فتكلم الخراساني بالعربية فأجابه هو بالفارسية, فقال له الخراساني: أصلحك الله, ما منعني أن أكلمك بكلامي إلا أني ظننت أنك لا تحسن, فقال: سبحان الله, إذا كنت لا أحسن أجيبك, فما فضلي عليك؟! ثم قال: يا أبا محمد, إن الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس, ولا طير ولا بهيمة ولا شيء فيه روح, بهذا يُعرف الإمام فإن لم تكن فيه هذه الخصال فليس هو بإمام.[140]

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, كان الصادق × يقول: علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب, ونقر في الأسماع وإن عندنا الجفر الاحمر, والجفر الابيض, ومصحف فاطمة ÷, وإن عندنا الجامعة التي فيها جميع ما يحتاج الناس إليه, فسُئل عن تفسيرها, فقال: أما الغابر: فالعلم بما يكون, وأما المزبور: فالعلم بما كان, وأما النكت في القلوب: فالإلهام, والنقر في الاسماع: حديث الملائكة, نسمع كلامهم ولا نرى أشخاصهم, وأما الجفر الاحمر: فوعاء فيه سلاح رسول الله | ولن يخرج حتى يقوم قائمنا أهل البيت, وأما الجفر الابيض: فوعاء فيه توراة موسى, وإنجيل عيسى, وزبور داوود, وفيه كتب الله الاولى, وأما مصحف فاطمة: ففيه ما يكون من حادث, وأسماء كل من يملك إلى أن تقوم الساعة, وأما الجامعة: فهي كتاب طوله سبعون ذراعاً إملاء رسول الله | من فلق فيه, وخط علي بن أبي طالب بيده, فيه والله جميع ما يحتاج الناس إليه إلى يوم القيامة حتى أرش الخدش, والجلدة, ونصف الجلدة.[141]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا ابراهيم بن هاشم, عن الحسين بن سيف, عن أبيه قال: حدثني عبد الكريم بن عمرو, عن أبي الربيع الشامي قال: قلت لأبي عبد الله × بلغني عن عمر بن اسحق حديث, فقال: اعرضه, قال: دخل أمير المؤمنين × فرأى صفرة في وجهه قال ما هذه الصفرة فذكر وجعاً به فقال له علي ×: إنا لنفرح لفرحكم, ونحزن لحزنكم, ونمرض لمرضكم, وندعو لكم فتدعون فنؤمن, قال عمرو: قد عرفت ما قلت ولكن كيف ندعو فتؤمن؟ فقال: إنا سواء علينا البادي والحاضر, فقال أبو عبد الله × صدق عمرو.[142]

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا علي بن جعفر قال: حدثني محمد بن عبد الله الطائي قال: حدثنا محمد بن أبي عمير قال: حدثنا حفص الكناني قال: سمعت عبد الله بن بكير الدجاني قال: قال لي الصادق جعفر بن محمد ×: أخبرني عن رسول الله | كان عاماً للناس بشيراً أليس قد قال الله في محكم كتابه: {وما أرسلناك إلا كافة للناس}[143] لأهل الشرق والغرب وأهل السماء والارض من الجن والانس هل بلغ رسالته إليهم كلهم؟ قلت: لا أدري!

قال: يا بن بكير ان رسول الله | لم يخرج من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق والغرب؟ قلت: لا أدري! قال: إن الله تعالى أمر جبرئيل فاقتلع الارض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد | فكانت بين يديه مثل راحته في كفه ينظر إلى أهل الشرق والغرب ويخاطب كل قوم بألسنتهم ويدعوهم إلى الله وإلى نبوته بنفسه فما بقيت قرية ولا مدينة إلا ودعاهم النبي | بنفسه.[144]

 

* محمد بن جرير الطبري في نوادر المعجزات, حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه قال: حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار, عن محمد ابن زكريا, عن أبي المعافا عن وكيع, عن زاذان, عن سلمان قال: كنا مع أمير المؤمنين × ونحن نذكر شيئاً من معجزات الانبياء عليهم السلام فقلت له: يا سيدي أحب أن تريني ناقة ثمود, وشيئاً من معجزاتك؟ قال: أفعل إن شاء الله تعالى, ثم وثب فدخل منزله وخرج إليّ وتحته فرس أدهم, وعليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء, ونادى: يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس, فأخرج فرساً آخر أدهم, فقال لي: اركب يا أبا عبد الله, قال سلمان: فركبته, فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه, فصاح به الامام × فحلق في الهواء, وكنت أسمع حفيف أجنحة الملائكة وتسبيحها تحت العرش ثم حضرنا على ساحل بحر عجاج مغطمط[145] الامواج, فنظر إليه الامام شزراً فسكن البحر, فقلت له: يا سيدي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه!

فقال: يا سلمان, خشي أن آمر فيه بأمر, ثم قبض على يدي, وسار على وجه الماء, والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل, فعبرنا ذلك البحر, ودفعنا إلى جزيرة كثيرة الاشجار والاثمار والاطيار والانهار, وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر, بل ورد وزهر, فهزها بقضيب كان بيده, فانشقت وخرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعاً, وعرضها أربعون ذراعاً, وخلفها قلوص[146] فقال لي: ادن منها واشرب من لبنها.

قال سلمان: فدنوت منها وشربت حتى رويت, وكان لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد وقد اكتفيت, قال صلوات الله عليه: هذا حسن؟ قلت: حسن يا سيدي! قال: تريد أن اريك أحسن منها؟ فقلت: نعم يا سيدي, قال: يا سلمان ناد: اخرجي يا حسناء, فناديت فخرجت ناقة طولها مائة وعشرون ذراعاً, وعرضها ستون ذراعاً ورأسها من الياقوت الاحمر وصدرها من العنبر الاشهب, وقوائمها من الزبرجد الاخضر وزمامها من الياقوت الاصفر, وجنبها الايمن من الذهب, وجنبها الايسر من الفضة, وضرعها من اللؤلؤ الرطب, فقال لي: يا سلمان اشرب من لبنها, قال سلمان: فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب عملاً صافياً محضاً فقلت: يا سيدي هذه لمن؟! قال: هذه لك ولسائر الشيعة من أوليائي, ثم قال: ارجعي, فرجعت من الوقت.

وسار بي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة وفي أصلها مائدة عظيمة, عليها طعام يفوح منه رائحة المسك, وإذا بطائر في صورة النسر العظيم, قال سلمان: فوثب ذلك الطير فسلم عليه, ورجع إلى موضعه فقلت: يا سيدي ما هذه المائدة؟ قال: هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامة, فقلت: ما هذا الطائر؟ فقال: ملك موكل بها إلى يوم القيامة, فقلت: وحده يا سيدي؟ فقال: يجتاز به الخضر × كل يوم مرة, ثم قبض على يدي, وسار بي إلى بحر ثان, فعبرنا إذا بجزيرة عظيمة, فيها قصر لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء, وشرفه من العقيق الاصفر, وعلى كل ركن من القصر سبعون صفاً من الملائكة.

فجلس الإمام على ركن وأقبلت الملائكة تسلم عليه, ثم أذن لهم فرجعوا إلى مواضعهم, قال سلمان: ثم دخل الامام × إلى القصر, فإذا فيه أشجار وأثمار وأنهار وأطيار وألوان النبات, فجعل الامام × يتمشى فيه حتى وصل إلى آخره, فوقف على بركة كانت في البستان, ثم صعد إلى سطحه, فإذا كرسي من الذهب الاحمر, فجلس عليه, وأشرفنا على القصر, فإذا بحر أسود يغطمط بأمواجه كالجبال الراسيات, فنظر إليه شزراً فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب, فقلت: يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه! قال: خشي أن آمر فيه بأمر, أتدري يا سلمان أي بحر هذا؟ فقلت: لا يا سيدي, فقال: هذا البحر الذي غرق فيه فرعون وقومه, إن المدينة حملت على محاميل جناح جبرئيل × ثم رمى بها في هذا البحر فهويت فيه لا تبلغ قراره إلى يوم القيامة, فقلت: يا سيدي هل سرنا فرسخين؟ فقال: يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ, ودرت حول الدنيا عشرين ألف مرة, فقلت يا سيدي وكيف هذا؟!

فقال: يا سلمان إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين, وأمين رب العالمين, وحجته على خلقه أجمعين, يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى حيث يقول: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول}[147]فقلت: بلى يا سيدي, فقال: يا سلمان أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله على غيبه, أنا العالم الرباني, أنا الذي هون الله عليه الشدائد وطوى له البعيد, قال سلمان: فسمعت صالحاً يصيح في السماء يبلغ صوتاً ولا يرى الشخص وهو يقول: صدقت, صدقت, أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك, ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به, وحلق في الهواء, ثم حضرنا بأرض الكوفة, هذا كله وقد مضى من الليل ثلاث ساعات, فقال لي: يا سلمان, الويل كل الويل على من لا يعرفنا حق معرفتنا, وأنكر ولايتنا, يا سلمان أيما أفضل محمد | أم سليمان بن داود؟ قال سلمان: قلت: بل محمد |, فقال: يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب, ولا أفعل ذلك وعندي علم مائة كتاب وأربعة وعشرين كتاب؟!

أنزل الله على شيث بن آدم × خمسين صحيفة, وعلى إدريس × ثلاثين صحيفة وعلى نوح × عشرين صحيفة وعلى إبراهيم × عشرين صحيفة, والتوراة والانجيل والزبور والفرقان, فقلت: صدقت يا سيدي هكذا يكون الامام.

قال الامام ×: إعلم يا سلمان أن الشاك في أمورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا, وقد فرض الله عز وجل ولايتنا في كتابه, وبيَّن فيه ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف[148].[149]

 

* العلامة المجلسي في البحار, أحمد بن عبيد الله قال: حدثنا سليمان بن أحمد قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا محمد بن إبراهيم بن محمد الموصلي قال: أخبرني أبي, عن خالد, عن جابر بن يزيد الجعفي, وقال: حدثنا أبو سليمان أحمد قال: حدثنا محمد بن سعيد, عن أبي سعيد, عن سهل بن زياد قال: حدثنا محمد بن سنان, عن جابر بن يزيد الجعفي قال: لما أفضت الخلافة إلى بني أمية سفكوا فيها الدم الحرام ولعنوا فيها أمير المؤمنين × على المنابر ألف شهر وتبرأوا منه واغتالوا الشيعة في كل بلدة واستأصلوا بنيانهم من الدنيا لحطام دنياهم فخوفوا الناس في البلدان وكل من لم يلعن أمير المؤمنين × ولم يتبرأ منه قتلوه كائناً من كان, قال جابر بن يزيد الجعفي فشكوت من بني أمية وأشياعهم إلى الإمام المبين أطهر الطاهرين زين العباد وسيد الزهاد وخليفة الله على العباد علي بن الحسين صلوات الله عليهما فقلت:

يا ابن رسول الله قد قتلونا تحت كل حجر ومدر واستأصلوا شافتنا وأعلنوا لعن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه على المنابر والمنارات والأسواق والطرقات وتبرأوا منه حتى أنهم ليجتمعون في مسجد رسول الله | فيلعنون علياً × علانية لا ينكر ذلك أحد ولا ينهر, فإن أنكر ذلك أحد منا حملوا عليه بأجمعهم وقالوا هذا رافضي أبو ترابي وأخذوه إلى سلطانهم وقالوا هذا ذكر أبا تراب بخير فضربوه ثم حبسوه ثم بعد ذلك قتلوه فلما سمع الإمام صلوات الله عليه ذلك مني نظر إلى السماء فقال:

سبحانك اللهم سيدي ما أحلمك وأعظم شأنك في حلمك وأعلى سلطانك يا رب قد أمهلت عبادك في بلادك حتى ظنوا أنك أمهلتهم أبداً وهذا كله بعينك لا يغالب قضاؤك ولا يرد المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنى شئت وأنت أعلم به منا, قال ثم دعا صلوات الله عليه وآله ابنه محمداً × فقال: يا بني, قال لبيك يا سيدي, قال إذا كان غداً فاغد إلى مسجد رسول الله | وخذ معك الخيط الذي أُنزل مع جبرئيل على جدنا | فحركه تحريكاً ليناً ولا تحركه شديداً الله الله فيهلك الناس كلهم.

قال جابر فبقيت متفكراً متعجباً من قوله فما أدري ما أقول لمولاي ×, فغدوت إلى محمد × وقد بقي عليَّ ليل حرصاً أن أنظر إلى الخيط وتحريكه فبينما أنا على دابتي إذ خرج الإمام × فقمت وسلمت عليه فرد علي السلام وقال:

ما غدا بك فلم تكن تأتينا في هذا الوقت؟ فقلت يا ابن رسول الله سمعت أباك | يقول بالأمس خذ الخيط وسر إلى مسجد رسول الله | فحركه تحريكاً ليناً ولا تحركه تحريكاً شديداً فتُهلك الناس كلهم, فقال يا جابر لولا الوقت المعلوم والأجل المحتوم والقدر المقدور لخسفت والله بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين لا بل في لحظة لا بل في لمحة ولكننا {عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}[150] قال قلت له: يا سيدي ولم تفعل هذا بهم؟ قال ما حضرت أبي بالأمس والشيعة يشكون إليه ما يلقون من الناصبية الملاعين والقدرية المقصرين, فقلت: بلى يا سيدي, قال: فإني أُرعبهم وكنت أحب أن يهلك طائفة منهم ويطهر الله منهم البلاد ويريح العباد.

قلت: يا سيدي فكيف ترعبهم وهم أكثر من أن يحصوا؟! قال امض بنا إلى المسجد لأريك قدرة الله تعالى.

قال جابر فمضيت معه إلى المسجد فصلى ركعتين ثم وضع خده في التراب وكلم بكلمات ثم رفع رأسه وأخرج من كمه خيطاً دقيقاً يفوح منه رائحة المسك وكان أدق في المنظر من خيط المخيط ثم قال خذ إليك طرف الخيط وامش رويداً وإياك ثم إياك أن تحركه قال فأخذت طرف الخيط ومشيت رويداً فقال صلوات الله عليه قف يا جابر فوقفت فحرك الخيط تحريكاً ليناً فما ظننت أنه حركه من لينه ثم قال ناولني طرف الخيط قال فناولته فقلت ما فعلت به يا ابن رسول الله؟!

قال ويحك أخرج الناس وانظر ما حالهم قال فخرجت من المسجد فإذا صياح وولولة من كل ناحية وزاوية وإذا زلزلة وهدة ورجفة وإذا الهدة أخربت عامة دور المدينة وهلك تحتها أكثر من ثلاثين ألف رجل وامرأة وإذا بخلق يخرجون من السكك لهم بكاء وعويل وضوضاة ورنة شديدة وهم يقولون {إنا لله وإنا إليه راجعون}[151] قد قامت الساعة ووقعت الواقعة وهلك الناس وآخرون يقولون الزلزلة والهدة وآخرون يقولون الرجفة والقيامة هلك فيها عامة الناس وإذا أناس قد أقبلوا يبكون يريدون المسجد وبعضهم يقولون لبعض كيف لا يُخسف بنا وقد تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظهر الفسق والفجور وكثر الزنا والربا وشرب الخمر واللواطة والله لينزلن بنا ما هو أشد من ذلك وأعظم أو نُصلح أنفسنا.

قال جابر فبقيت متحيراً أنظر إلى الناس يبكون ويصيحون ويولولون ويغدون زمراً إلى المسجد فرحمتهم حتى والله بكيت لبكائهم وإذا لا يدرون من أين أتوا وأُخذوا, فانصرفت إلى الإمام الباقر × وقد اجتمع الناس له وهم يقولون يا ابن رسول الله ما ترى ما نزل بنا بحرم رسول الله | وقد هلك الناس وماتوا فادع الله عز وجل لنا فقال لهم: افزعوا إلى الصلاة والصدقة والدعاء ثم سألني فقال يا جابر ما حال الناس؟

فقلت يا سيدي لا تسأل يا ابن رسول الله خُربت الدور والقصور وهلك الناس ورأيتهم بغير رحمة فرحمتهم فقال لا رحمهم الله أبداً أما إنه قد بقي عليك بقية لولا ذلك ما رحمت أعداءنا وأعداء أوليائنا, ثم قال × سحقاً سحقاً بعداً {بعداً للقوم الظالمين}[152] والله لو حركّتُ الخيط أدنى تحريكة لهلكوا أجمعين وجُعل أعلاها أسفلها ولم يبق دار ولا قصر ولكن أمرني سيدي ومولاي أن لا أحركه شديداً, ثم صعد المنارة والناس لا يرونه فنادى بأعلا صوته ألا أيها الضالون المكذبون فظن الناس أنه صوت من السماء فخروا لوجوههم وطارت أفئدتهم وهم يقولون في سجودهم الأمان الأمان فإذا هم {يسمعون الصيحة بالحق}[153] ولا يرون الشخص ثم أشار بيده صلوات الله عليه وأنا أراه والناس لا يرونه فزلزلت المدينة أيضاً زلزلة خفيفة ليست كالأولى وتهدمت فيها دورة كثيرة ثم تلا هذه الآية {ذلك جزيناهم ببغيهم}[154] ثم تلا بعد ما نزل {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة}[155] {من طين * مسومة عند ربك للمسرفين}[156] وتلا × {فخرَّ عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون}[157] قال وخرجت المخدَّرات في الزلزلة الثانية من خدورهن مكشفات الرؤوس وإذا الأطفال يبكون ويصرخون فلا يلتفت أحد فلما بصر الباقر × ضرب بيده إلى الخيط فجمعه في كفه فسكنت الزلزلة ثم أخذ بيدي والناس لا يرونه وخرجنا من المسجد فإذا قوم قد اجتمعوا إلى باب حانوت الحداد وهم خلق كثير يقولون ما سمعتم في مثل هذا المدرة من الهمة فقال بعضهم بلى لهمهمة كثيرة وقال آخرون بل والله صوت وكلام وصياح كثير ولكنا والله لم نقف على الكلام قال جابر فنظر الباقر × إلى قصتهم ثم قال: يا جابر دأبنا ودأبهم إذا بطروا وأشروا وتمردوا وبغوا أرعبناهم وخوفناهم فإذا ارتدعوا وإلا أذن الله في خسفهم.

قال جابر يا ابن رسول الله فما هذا الخيط الذي فيه الأعجوبة؟

قال: هذه {بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة}[158] إلينا يا جابر إن لنا عند الله منزلة ومكاناً رفيعاً ولولا نحن لم يخلق الله أرضاً ولا سماءً ولا جنةً ولا ناراً ولا شمساً ولا قمراً ولا براً ولا بحراً ولا سهلاً ولا جبلاً ولا رطباً ولا يابساً ولا حلواً ولا مراً ولا ماءً ولا نباتاً ولا شجراً, اخترعنا الله من نور ذاته لا يُقاس بنا بشر, بنا أنقذكم الله عز وجل وبنا هداكم الله ونحن والله دللناكم على ربكم فقفوا على أمرنا ونهينا ولا تردوا كل ما ورد عليكم منا فإنّا أكبر وأجل وأعظم وأرفع من جميع ما يرد عليكم, ما فهمتموه فأحمدوا الله عليه وما جهلتموه فكِلوا أمره إلينا وقولوا أئمتنا أعلم بما قالوا.

قال ثم استقبله أمير المدينة راكباً وحواليه حراسه وهم ينادون في الناس معاشر الناس احضروا ابن رسول الله | علي بن الحسين × وتقربوا إلى الله عز وجل به لعل الله يصرف عنكم العذاب فلما بصروا بمحمد بن علي الباقر × تبادروا نحوه وقالوا يا ابن رسول الله أما ترى ما نزل بأمة جدك محمد | هلكوا وفنوا عن آخرهم أين أبوك حتى نسأله أن يخرج إلى المسجد ونتقرب به إلى الله ليرفع الله به عن أمة جدك هذا البلاء, قال لهم محمد بن علي ‘ يفعل الله تعالى إن شاء الله أصلحوا أنفسكم وعليكم بالتضرع والتوبة والورع والنهي عما أنتم عليه فإنه {لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}[159].

قال جابر فأتينا علي بن الحسين ‘ وهو يصلي فانتظرناه حتى فرغ من صلاته وأقبل علينا فقال يا محمد ما خبر الناس؟ فقال ذلك لقد رأى من قدرة الله عز وجل ما لا زال متعجباً منها, قال جابر إن سلطانهم سألنا أن نسألك أن تحضر إلى المسجد حتى يجتمع الناس يدعون ويتضرعون إلى الله عز وجل ويسألونه الإقالة قال فتبسم × ثم تلا: {ألم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال}[160] {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قُبُلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون}[161].

فقلت سيدي العجب أنهم لا يدرون من أين أتوا! قال: أجل, ثم تلا {فاليوم ننساهم كما نَسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون}[162] وهي والله آياتنا وهذه أحدها وهي والله ولايتنا, يا جابر ما تقول في قوم أماتوا سنتنا وتوالوا أعداءنا وانتهكوا حرمتنا فظلمونا وغصبونا وأحيوا سنن الظالمين وساروا بسيرة الفاسقين!

قال جابر: الحمد لله الذي مَّن علي بمعرفتكم وألهمني فضلكم ووفقني لطاعتكم موالاة مواليكم ومعاداة أعدائكم.

قال صلوات الله عليه: يا جابر أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أولاً, ثم معرفة المعاني ثانياً, ثم معرفة الأبواب ثالثاً, ثم معرفة الأنام رابعاً, ثم معرفة الأركان خامساً, ثم معرفة النقباء سادساً, ثم معرفة النجباء سابعاً, وهو قوله تعالى {لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً}[163] وتلا أيضاً {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله إن الله عزيز حكيم}[164].

يا جابر إثبات التوحيد ومعرفة المعاني, أما إثبات التوحيد معرفة الله القديم الغائب الذي {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير}[165] وهو غيب باطن ستدركه كما وصف به نفسه, وأما المعاني فنحن معانيه ومظاهره فيكم اخترعنا من نور ذاته, وفوض إلينا أمور عباده, فنحن نفعل بإذنه ما نشاء ونحن إذا شئنا شاء الله, وإذا أردنا أراد الله, ونحن أحلنا الله عز وجل هذا المحل واصطفانا من بين عباده وجعلنا حجته في بلاده, فمن أنكر شيئاً ورده فقد رد على الله جل اسمه وكفر بآياته وأنبيائه ورسله.

يا جابر من عرف الله تعالى بهذه الصفة فقد أثبت التوحيد لأن هذه الصفة موافقة لما في الكتاب المنزل وذلك قوله تعالى {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}[166] {ليس كمثله شيء}[167] {وهو السميع العليم}[168] وقوله تعالى {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون}[169].

قال جابر: يا سيدي ما أقل أصحابي!! قال ×: هيهات هيهات أتدري كم على وجه الأرض من أصحابك؟ قلت يا ابن رسول الله كنت أظن في كل بلدة ما بين المائة إلى المائتين وفي كل ما بين الألف إلى الألفين بل كنت أظن أكثر من مائة ألف في أطراف الأرض ونواحيه, قال ×: يا جابر خالف ظنك وقصِّر رأيك أولئك المقصرون وليسوا لك بأصحاب, قلت يا ابن رسول الله ومَن المقصر؟

قال: الذين قصروا في معرفة الأئمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من أمره وروحه, قلت يا سيدي وما معرفة روحه؟

قال: × أن يعرف كل من خصه الله تعالى بالروح فقد فوض إليه أمره يخلق بإذنه ويحيي بإذنه ويعلم الغير ما في الضمائر ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وذلك أن هذا الروح من أمر الله تعالى فمن خصه الله تعالى بهذا الروح فهذا كامل غير ناقص يفعل ما يشاء بإذن الله يسير من المشرق إلى المغرب في لحظة واحدة يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض ويفعل ما شاء وأراد, قلت يا سيدي أوجدني بيان هذا الروح من كتاب الله تعالى وإنه من أمر خصه الله تعالى بمحمد | قال نعم اقرأ هذه الآية {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}[170] قوله تعالى {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه}[171] قلت فرج الله عنك كما فرجت عني ووفقتني على معرفة الروح والأمر, ثم قلت يا سيدي صلى الله عليك فأكثر الشيعة مقصرون وأنا ما أعرف من أصحابي على هذه الصفة واحداً, قال يا جابر فإن لم تعرف منهم أحداً فإني أعرف منهم نفراً قلائل يأتون ويسلمون ويتعلمون مني سرنا ومكنوننا وباطن علومنا, قلت إن فلان بن فلان وأصحابه من أهل هذه الصفة إن شاء الله تعالى وذلك أني سمعت منهم سراً من أسراركم وباطناً من علومكم ولا أظن إلا وقد كملوا وبلغوا قال يا جابر ادعهم غداً وأحضرهم معك.

قال فأحضرتهم من الغد فسلموا على الإمام × وبجلوه ووقروه ووقفوا بين يديه فقال ×: يا جابر أما إنهم إخوانك وقد بقيت عليهم بقية أتقرون أيها النفر أن الله تعالى {يفعل ما يشاء}[172] و{يحكم ما يريد}[173] و{لا مُعقِّب لحكمه}[174] ولا راد لقضائه {ولا يسئل عما يفعل وهم يسئلون}[175] قالوا نعم {إن الله يفعل ما يشاء}[176] و{يحكم ما يريد}[177] قلت: الحمد لله قد استبصروا وعرفوا وبلغوا, قال يا جابر لا تعجل بما لا تعلم فبقيت متحيراً, فقال ×: سلهم هل يقدر علي بن الحسين أن يصير صورة ابنه محمد؟

قال جابر فسألتهم فأمسكوا وسكتوا, قال ×: يا جابر سلهم هل يقدر محمد أن يصير بصورتي؟ قال جابر فسألتهم فأمسكوا وسكتوا, قال فنظر إلي وقال يا جابر هذا ما أخبرتك أنهم قد بقي عليهم بقية فقلت لهم ما لكم ما تجيبون إمامكم؟! فسكتوا وشكوا فنظر إليهم وقال يا جابر هذا ما أخبرتك به قد بقيت عليهم بقية, وقال الباقر × ما لكم لا تنطقون فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون قالوا يا ابن رسول الله لا علم لنا فعلمنا قال فنظر الإمام سيد العابدين علي بن الحسين × إلى ابنه محمد الباقر × وقال لهم من هذا؟ قالوا ابنك, فقال لهم من أنا؟ قال أبوه علي بن الحسين قال فتكلم بكلام لم نفهم فإذا محمد بصورة أبيه علي بن الحسين وإذا علي بصورة ابنه محمد قالوا لا إله إلا الله!! فقال الإمام ×: لا تعجبوا من قدرة الله أنا محمد ومحمد أنا وقال محمد يا قوم لا تعجبوا من أمر الله أنا علي وعلي أنا وكلنا واحد من نور واحد وروحنا من أمر الله أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد قال فلما سمعوا ذلك خروا لوجوههم سجداً وهم يقولون آمنا بولايتكم وبسركم وبعلانيتكم وأقررنا بخصائصكم فقال الإمام زين العابدين يا قوم ارفعوا رؤوسكم فأنتم الآن العارفون الفائزون المستبصرون وأنتم الكاملون البالغون الله الله لا تطلعوا أحداً من المقصرين المستضعفين على ما رأيتم مني ومن محمد فيشنعوا عليكم ويكذبوكم قالوا {سمعنا وأطعنا}[178], قال ×: فانصرفوا راشدين كاملين فانصرفوا.

قال جابر قلت سيدي وكل من لا يعرف هذا الأمر على الوجه الذي صنعته وبينَّته إلا أن عنده محبة ويقول بفضلكم ويتبرأ من أعدائكم ما يكون حاله؟

قال: × يكون في خير إلى أن يبلغوا, قال جابر قلت يا ابن رسول الله هل بعد ذلك شي‏ء يقصرهم؟ قال ×: نعم إذا قصروا في حقوق إخوانهم ولم يشاركوهم في أموالهم وفي سر أمورهم وعلانيتهم واستبدوا بحطام الدنيا دونهم فهنالك يسلب المعروف ويسلخ من دونه سلخاً ويصيبه من آفات هذه الدنيا وبلائها ما لا يطيقه ولا يحتمله من الأوجاع في نفسه وذهاب ماله وتشتت شمله لما قصر في بر إخوانه, قال جابر فاغتممت والله غماً شديداً وقلت يا ابن رسول الله ما حق المؤمن على أخيه المؤمن؟ قال ×: يفرح لفرحه إذا فرح ويحزن لحزنه إذا حزن وينفذ أموره كلها فيحصلها ولا يغتم لشي‏ء من حطام الدنيا الفانية إلا واساه حتى يجريان في الخير والشر في قرن واحد, قلت: يا سيدي فكيف أوجب الله كل هذا للمؤمن على أخيه المؤمن؟

قال ×: لأن المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه على هذا الأمر لا يكون أخاه وهو أحق بما يملكه, قال جابر سبحان الله ومن يقدر على ذلك؟ قال ×: من يريد أن يقرع أبواب الجنان ويعانق الحور الحسان ويجتمع معنا في دار السلام, قال جابر فقلت هلكت والله يا ابن رسول الله لأني قصرت في حقوق إخواني ولم أعلم أنه يلزمني على التقصير كل هذا ولا عشرة وأنا أتوب إلى الله تعالى يا ابن رسول الله مما كان مني من التقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين.[179]

 

* الميرزا محمد تقي المامقاني في صحيفة الأبرار, عن كتاب سرور الموالي لبعض أصحابنا, عن المعلى بن خنيس قال: أتيت الصادق × فلم أجده خالياً فجلست في موضع بإزائه فلما أبصرني قال: مرحباً يا ابن خنيس، قلت: يا ابن رسول الله تخالج في صدري شيء من العلم الذي خصكم الله به وفضلكم على الخلائق تفضيلاً فأحببت أن أسألك عنه لتوقفني عليه وترشدني, قال: قل ما بدا لك يا ابن خنيس, قلت: يا سيدي جلست إلى رفقة من فقهاء أهل الكوفة وجماعة منهم فإذا بهم يثنون الأول والثاني، روى فقيه من فقهائهم إلى أن قال فذكرت ما خصكم الله به فأنكروا ذلك! قال الصادق ×: وما الذي ذكرت لهم؟ قلت: أمر العلم وما أعطاكم الله من علم الكتاب وأن النبي | قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها, وأنه علَّم علياً علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة, فقالوا كلهم: هذا محال! لم يطلع الله على غيبه أحداً وتلوا علي آيات من القرآن منها قوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو}[180] وقوله تعالى: {إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت}[181] وقوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً}[182] وشهدوا علَيَّ بالكفر بادعاء هذا العلم لكم وبقيت متحيراً قد قطعوني, فضحك الصادق × وقال: يا ابن خنيس استضعفوك القوم وغلبوك بباطلهم وتظاهروا عليك, فقلت: يا ابن رسول الله قد فُعل بوصي نبي الله هارون حين قال: {يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني}[183] وقد فعل بأمير المؤمنين ذلك وأكثر من هذا حين أخرجوه إلى البيعة, قال: يا ابن خنيس هلا أحضرتنيهم حتى أريهم أنهم أولى بالكفر وأنك وأصحابك على الحق المبين وأنهم ظالمون يكذبون من كتاب الله الباطن الذي لا يستطيعون له إنكارا لولوا منه فراراً, قلت: هم أقل من أن يحضروا ويجمعوا, ثم قال: يا ابن خنيس لأشرحن لك كل ذلك حتى لا يشك شاك منهم أو من غيرهم، ولأفسرن ذلك حتى تعلم أنهم على الباطل وأن من قال بقولهم فهو كافر بالله العظيم.

 

قال المعلى: فامتلأت فرحاً وسروراً ونشاطاً وقلت: يا ابن رسول الله من أولى بذلك منكم وأنتم معدن الحكمة وورثة العلم ومهبط الوحي.

 

ثم قال ×: أو لا قرأت عليهم قرآناً عربياً فإنه لا شيء أغلب للطغاة ولا أقهر لهم من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، إلى أن قال ×: ففي كتاب الله بطلان لما ادعوه أكثر من مائة آية أنا مبينها لك يا ابن خنيس، إن معنى علم الغيب هو علم ما غاب عنك فإن علم الغيب غيب وهذا ما لا يظهر عليه إلا الله ومن أطلعه عليه واختصه من الأنبياء والأوصياء فلو قيل إن الغيب لا يعلمه إلا الله وإنه خص قوماً بما لم يخص به غيرهم حملهم الحسد على الكفر بالله العظيم، أرأيت احتجاجهم بقول الله تبارك وتعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً}[184] كيف لم يتلو تمام الآية: {إلا من ارتضى من رسول}[185] قد خص الله قوماً وأكرمهم وفضلهم على هذا الخلق المنكوس,

 

فقلت: بلى يا ابن رسول الله! قال: فنحن والله أولئك الذين خصنا بما لم يخص به أحداً وذلك أن الله بعث محمداً | بالنبوة واختصه بالرسالة وعلمه علم الكتاب كله وفي الكتاب علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة, وأمر نبيه أن يعلم ذلك وصيه فعلمه علياً × فارتد بذلك نفر من أصحابه فأدركهم الحسد وتآمروا بينهم وتغامزوا حتى نافقوا فعيرهم الله فقال: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكاً عظيماً}[186] وما أراد من آل إبراهيم إلا الذين عصمهم الله من الشبهات وطهرهم فلم يعبدوا وثناً ولا صنماً هكذا قال إبراهيم ×: {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام}[187] وقال تعالى: {يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}[188] فكل من عبد وثناً أو صنماً يوماً واحداً من الدهر فليس بمعصوم ولا طاهر, قال الله لنبيه: {والرجز فاهجر}[189] يعني الوثن والصنم فأعطاه الله الكتاب وفي الكتاب كل شيء, قال الله: {ما فرطنا في الكتاب من شيء}[190] وفي هذا الكتاب الذي أنزله الله على نبيه علم الأولين والآخرين وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، منح الله علم الكتاب أنبياءه ورسله وأمناءه وحرمه سائر الناس، ألا أوجدك لذلك من كتاب الله نصاً؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله, قال: اقرأ هذه الآية المحكمة: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}[191] ما يشك في هذا إلا كافر معلن بالكفر, قلت: نعم, قال ×: أليس قد علمه من الغيب ما لم يعلمه أحداً؟ قلت: بلى! قال ×: أفلا أدلك على ما هو أوضح من هذا؟ قلت: بلى, قال: قوله عبارة عن النبي |: {قل هاتوا برهانكم هذا ذكر من معي وذكر من قبلي بل أكثرهم لا يعلمون الحق فهم معرضون}[192] قوله: {هذا ذكر من معي}[193] أليس قد علمه علم كل شيء هو معه وما يكون إلى يوم القيامة وأطلعه على علم ما كان قبله من الأمم الأولين أفليس هذا هو الحق الذي قال الله: {لا يعلمون الحق فهم معرضون}[194], قلت: يا ابن رسول الله لو كانت حضرتني هذه الآية التي قلتها: {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك}[195]! قال ×: يا ابن خنيس ألا أدلك على ما هو أوضح من هذا؟ قلت: بلى, قال: قوله {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا}[196] قد أوحى إليه عالم الغيب ما لم يكن يعلمه فهذا علم الكتاب والكتاب فيه علم الأولين والآخرين وعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة فهل يشك في هذا أحد؟ قلت: لا, قال: ما لهم لعنهم الله يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض! قال الله: {فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون}[197] ثم قال: يا ابن خنيس ألا أدلك على ما هو أبين من هذا؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله, قال: خص الله آدم على نبينا وآله وعليه السلام من تعليم كل شيء, قال الله تعالى: {وعلم آدم الأسماء كلها}[198] إلى قوله: {فلما أنبأهم بأسمآئهم}[199] وذلك أنه عَلَّمه اسم كل شيء قبل أن يخلق ذلك الشيء حتى اسم الملح بجميع اللغات فلما أحضر الملائكة أعلمهم فضل آدم وأمرهم بالسجود له وأعلمهم أنه يجعله خليفة في الأرض {قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء}[200] وقد كانت الملائكة نازعت آدم قبل ذلك وقالت نحن أفضل منه فقال آدم: بل أنا أفضل منكم خلقني الله بيده ونفخ فيَّ من روحه وعلمني غيب السماوات والأرض ولم يعلمكم الله منه شيئاً، قال الله: {فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين}[201] فيما ادعيتم، {قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا}[202] قال حينئذ: {أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم}[203] علموا أنه أفضل منهم فانقادوا وخضعوا له فعندها قال الله: {قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون}[204] ثم قال ×: يا ابن خنيس كيف لم تحتج عليهم باحتجاجهم؟ قلت: بماذا؟ قال: بقوله {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}[205] أليس قد رده كله إلى الكتاب فهذا هو الكتاب الذي قال الله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينآ آل إبراهيم الكتاب والحكمة}[206] نحن والله آل إبراهيم, قلت: يا ابن رسول الله كأني لم أقرأ هذا القرآن قبل اليوم! قال: يا ابن خنيس هذا والله الكتاب الذي قال الله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان}[207] فأخبر أنه لم يدر ما الكتاب حتى علمه هذا الكتاب قال الله: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}[208], قلت: سيدي إذا كان الاحتجاج عليهم من جهتهم فقد طاب لي اللحاق بهم والمناظرة معهم, قال ×: يا ابن خنيس ألا أدلك على أوضح من هذا مما أخبرتك به جميعه؟ قلت: سيدي فأي شيء أوضح من هذا وأنور مما أخبرتني به؟!

 

قال: القرآن كله نور وشفاء لما في الصدور ورحمة للعالمين ومن القرآن قول عيسى على نبينا وآله وعليه السلام لبني إسرائيل أني قد {جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله}[209] إلى قوله {إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين}[210] فهل أنبأهم بما يأكلون وبما يدخرون في بيوتهم إلا بشيء غائب عن بصره هذا علم الغيب بعينه هل يستطيعون له إنكاراً أو منه فراراً؟

 

قلت: كلما أخبرتني به واضح وهذا أوضح وأنور!!

 

فقال ×: أليس القرآن ينطق بصدق قولنا وتكذيب قولهم؟ يا ابن خنيس جميع ما أخبرتك به من الظاهر فكيف لو سمعت بباطن واحد وما تراهم فاعلون وما عساهم يظهرون لو سمعوه كان والله يظهر منهم ما لا تقوى على احتماله ولا تقدر على استماعه إلا بمعونة الله, قلت: سيدي امنن على عبدك بباطن واحد في هذا المعنى! فقال ×: إنك لا تحتمله, قلت: أحتمله إن ثبتني الله وسددني وهداني فادع الله لي, فقال ×: إفعلْ به ذلك! فإنه من أوليائنا، يا ابن خنيس اقرأ هذه الآية: {وعنده مفاتح الغيب}[211] إلى قوله {في كتاب مبين}[212] أو تدري ما الكتاب المبين؟ قلت: القرآن, قال: ذلك مبلغك من علم الكتاب، فقال الإمام ×: ما القرآن يا ابن خنيس؟ قلت: القرآن إمامي, قال: نعم! الله ربك ومحمد نبيك والقرآن إمامك ألا أوجدك ذلك من كتاب الله؟ قلت: بلى, قال: والذي فلق الحبة وبرء النسمة ونصب القبلة لقد أعطى الإمام ما لم يعط ملك مقرب ولا نبي مرسل، ألا أوجدك ذلك من كتاب الله, قلت: بلى يا ابن رسول الله وهذا أيضاً في الكتاب؟! قال ×: ويحك أما قرأت: {ما فرطنا في الكتاب من شيء}[213] اقرأ قصة موسى, قلت: أي القصص؟ قال: قوله تبارك وتعالى: {يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء}[214] فقرأتها، فقال: أفهمتها يا ابن خنيس؟ إنما أوتي من كل شيء ولولا ذلك لكان يقول علمنا منطق الطير وأوتينا كل شيء ولم يقل من كل شيء, قلت: كذلك هو يا ابن رسول الله! قال: اقرأ قصة عيسى, قلت: أي القصص؟ قال قوله: {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه}[215] وإنما علم بعض الشيء ولم يقل الكل, قلت: كذلك هو يا ابن رسول الله! قال: اقرأ قصة الإمام, قلت: سيدي وأي قصة الإمام؟ قال ×: أبين القصص وأوضحها: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين}[216] قال كل شيء ولم يقل من شيء ولا بعض الشيء، قال: أو تدري أين تحقيقه من كتاب الله؟ قلت: لا أدري! قال: قوله {وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}[217] أتدري أن الإمام أعطي بأمر من الكتاب؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله, قال ×: فعلم كل ما في السماوات والأرض عند الإمام فمن ذلك قال: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين}[218] وذلك أن الإمام حجة الله في أرضه لا يصلح أن يسأل عن شيء فيقول لا أدري, قلت: كذلك هو يا ابن رسول الله, قال: أو تدري لم فعل ذلك به ومعه؟ قلت: لا, قال: لأن الإمام خليفة الله في أرضه لا ينبغي أن يكون ناقصاً منقوصاً أليس الله قال يا محمد {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}[219] يقول لو شاء لهداكم إلى علمه ولكن خص بذلك إمامه وخليفته وحجته، ثم قال ×: ارفع رأسك يا ابن خنيس واسمع ما قال في الإمام إن الإمام من روح الله وهي الروح التي جعلها الله في آدم {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي}[220] وقال في عيسى {وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه}[221].

 

قلت: سيدي أخبرني عن أمر الروح ما هي؟ قال: ضروب كثيرة أحدها روح الرحمة وهو قوله: {وأيدهم بروح منه}[222] وأما الثانية فهي جبرئيل وذلك قوله تعالى: {نزل به الروح الأمين * على قلبك}[223] وأما الثالثة يعني به ملكاً من الملائكة مسكنه السماء السابعة صورته صورة الإنسان وجسده جسد الملائكة وذلك قوله: {يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صواباً}[224] يعني بذلك الملك وهو أعظم من كل شيء خلقه الله تعالى وهو حافظ الملائكة فإذا كان يوم القيامة قام بين يدي الله صفاً واحداً لم يزاحمه أحد وتقوم الملائكة صفاً آخر، وأما الرابعة فإنه يعني أمره وهو قوله: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}[225] وقوله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا}[226] وقوله: {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}[227] والخامسة فإنه يعني روح الله الخاصة بمن ركبت فيه, وهذه الروح علم بها ما في السماوات والأرض وعرج بها إلى السماء وهبط بها إلى الأرض وعلم بها الغيب فإن كان في المغرب وأحب أن يكون في المشرق صار في لحظة واحدة في أقل من طرفة, قلت: يا سيدي يا ابن رسول الله لقد شفيت صدري, قال: يا ابن خنيس إن علمنا شفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.[228]

 


[1] بحار الأنوار ج25 ص385.

[2] سورة النمل, الآية 40.

[3] بصائر الدرجات ص232، عنه البحار ج26 ص170، الكافي ج1 ص257 باختلاف، المحتضر ص112، الخرائج والجرائح ج2 ص797، وسائل الشيعة ج18 ص134، مستدرك الوسائل ج17 ص333، ينابيع المعاجز ص15.

[4] الإختصاص ص212، عنه البحار ج14 ص115/ ج27 ص28/ ج32 ص385/ ج42 ص50.

[5] بصائر الدرجات ص147, عنه البحار ج26 ص110, ينابيع المعاجز ص37.

[6] الإختصاص ص217, بصائر الدرجات ص428، عنهما البحار ج25 ص367، ينابيع المعاجز ص185. 

[7] بحار الأنوار ج25 ص169، عنه إلزام الناصب ج1 ص27، مشارق أنوار اليقين ص174.

[8] سورة غافر, الآية 15.

[9] سورة الأنبياء, الآية 27.

[10] بحار الأنوار ج26 ص1، مشارق أنوار اليقين ص255 باختلاف في اللفظ، إلزام الناصب ج1 ص32.

[11] سورة النمل, الآية 20.

[12] سورة النمل, الآية 21.

[13] سورة الرعد, الآية 31.

[14] سورة النمل, الآية 75.

[15] سورة فاطر, الآية 32.

[16] الكافي ج1 ص226، عنه غاية المرام ج4 ص37/ ج5 ص277، بصائر الدرجات ص134، عنه البحار ج26 ص161/ ج89 ص84، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص490، المحتضر ص164، ينابيع المعاجز ص10، قصص الأنبياء للجزائري ص424, التفسير الصافي ج4 ص63 بعضه، تفسير الثقلين ج4 ص63، ينابيع المودة ج1 ص217 نحوه باختلاف.

[17] بصائر الدرجات ص228، عنه البحار ج4 ص210، الكافي ج1 ص230، عنه البحار ج14 ص113، دلائل الإمامة ص414، المحتضر ص73، تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص489، كشف الغمة ج2 ص408، قصص الأنبياء للجزائري ص425، ينابيع المعاجز ص28، نفس الرحمان ض310, شرح الزيارة الجامعة ص183، التفسير الصافي ج4 ص67، تفسير نور الثقلين ج4 ص88..

[18] بصائر الدرجات ص463، عنه البحار ج26 ص136.

[19] الكافي ج1 ص441، عنه البحار ج15 ص19/ ج25 ص340/ ج54 ص195, المحتضر ص165، مشارق الأنوار ص60, التوحيد ص277 نحوه, حلية الأبرار ج1 ص18, بيت الأحزان ص31، الأنوار البهية ص58.

[20] دلائل الإمامة ص272, مدينة المعاجز ج5 ص445.

[21] الخرائج والجرائح ج2 ص871، عنه البحار ج26 ص152، بصائر الدرجات ص145.

[22] الخرائج والجرائح ج2 ص706, عنه مدينة المعاجز ج1 ص431, بصائر الدرجات ص395, عنه البحار ج41 ص254, الإختصاص ص270, الثاقب في المناقب ص274.

[23] دلائل الإمامة ص268، عنه البحار ج60 ص275، مدينة المعاجز ج5 ص441.

[24] بصائر الدرجات ص393، عنه البحار ج26 ص78.

[25] إلى هنا رواه ابن شهر آشوب في مناقبه.

[26] الإختصاص ص269، الكافي ج1 ص474، بصائر الدرجات ص394، عنه البحار ج47 ص87، دلائل الإمامة ص288/ ص301، الخرائج والجرائح ج2 ص737، مدينة المعاجز ج5 ص298، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص369.

[27] مشارق أنوار اليقين ص205.

[28] مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص374، عنه البحار ج26 ص27.

[29] دلائل الإمامة ص250, نوادر المعجزات ص140, مدينة المعاجز ج5 ص217.

[30] سورة النحل, الآية 89.

[31] مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص374، عنه البحار ج26 ص28.

[32] دلائل الإمامة ص201، مدينة المعاجز ج4 ص260، نوادر المعجزات ص116.

[33] البحار ج25 ص369، عن بصائر الدرجات ص421، الإختصاص ص319، الخرائج والجرائح ج2 ص780 نحوه، الخصال ص490 أورده ضمن حديث أطول باختلاف، عنه مدينة المعاجز ج6 ص84.

[34] سورة الأعراف, الآية 145.

[35] سورة الزخرف, الآية 63.

[36] سورة الرعد, الآية 43.

[37] سورة الأنعام, الآية 59.

[38] الإحتجاج ج2 ص139، عنه البحار ج35 ص429، بصائر الدرجات ص249 نحوه، عنه قصص الأنبياء للجزائري ص462، غاية المرام ج4 ص60، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص239، ينابيع المعاجز ص18، تفسير نور الثقلين ج2 ص521/ ج4 ص611.

[39] أي لام بعض الناس الحسن  × إحتماله الشدائد من معاوية.

[40] مناقب آشوب ج3 ص175, عنه البحار ج43 ص327.

[41] بصائر الدرجات ص249، عنه البحار ج26 ص195، منتخب البصائر ص108، بحار الأنوار ج26 ص200 من كتاب السيد حسن بن كبش، الخرائج والجرائح ج2 ص798، المحتضر ص159.

[42] بصائر الدرجات ص146، عنه البحار ج26 ص110.

[43] سورة البقرة, الآية 260.

[44] الخرائج والجرائح ج1 ص297، عنه تفسير كنز الدقائق ج1 ص639، مدينة المعاجز ج5 ص394، بحار الأنوار ج47 ص111 عن الخرائج، كشف الغمة ج2 ص417, تفسير نور الثقلين ج1 ص281.

[45] التجافيف: جمع تجفاف وهو آلة للحرب يلبسها الفارس تقيه الجراح.

[46] الثاقب في المناقب ص557, الخرائج والجرائح ج1 ص414, عنه البحار ج50 ص155, كشف الغمة ج3 ص188, مدينة المعاجز ج7 ص484, الصراط المستقيم ج2 ص205 مختصراً, الأنوار البهية ص282.

[47] الكافي ج1 ص232, عنه البحار ج17 ص135, كمال الدين ص143, الخرائج والجرائح ج2 ص693, علل الشرائع ج1 ص53, عنه البحار ج26 ص214, تفسير القمي ج1 ص355, تفسير العياشي ج2 ص193, قصص الأنبياء للجزائري ص196, التفسير الصافي ج3 ص45, تفسير الثقلين ج2 ص463, منتخب الأنوار المضيئة ص351, شرح الزيارة الجامعة ص72.

[48] قائف: الذي يتَتَبع الآثار ويعرفها ويعرف شَبه الرجل بأخيه وأبيه.

[49] الإختصاص ص319, عنه البحار ج46 ص26, بصائر الدرجات ص420, عنه البحار ج54 ص328/ ج55 ص226, مدينة المعاجز ج4 ص341, ينابيع المعاجز ص11.

[50] الإختصاص ص327, عنه البحار ج27 ص32, مدينة المعاجز ج1 ص544.

[51] والآية هي :{ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء}, سورة النحل, الآية 89. 

[52] بصائر الدرجات ص147، عنه البحار ج26 ص110، مناقب آشوب ج3 ص373، كشف الغمة ج2 ص414, عيون المعجزات ص79.

[53] سورة سبأ, الآية 28.

[54] سورة فصلت, الآية 53.

[55] سورة الزخرف, الآية 48.

[56] كامل الزيارات ص539, عنه تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص887، بحار الأنوار ج25 ص375, مدينة المعاجز ج6 ص147، ينابيع المعاجز ص183.

[57] دلائل الإمامة ص249، نوادر المعجزات ص138، مدينة المعاجز ج5 ص215.

[58] الخرائج والجرائح ج2 ص621، عنه البحار ج47 ص101، الثاقب في المناقب ص156، ينابيع المعاجز ص174، مدينة المعاجز ج6 ص38.

[59] بمعنى أنه غمزه غمزاً شديداً.

[60] بصائر الدرجات ص171، عنه البحار ج26 ص38، الكافي ج1 ص238، المحتضر ص113، ينابيع المعاجز ص128، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص101، تفسير كنز الدقائق ج2 ص20, بيت الأحزان ص32.

[61] عيون المعجزات ص113، عنه البحار ج50 ص100، مدينة المعاجز ج1 ص42/ ج7 ص400, الأنوار البهية ص261.

[62] بصائر الدرجات ص290, عنه البحار ج27 ص29, الخرائج والجرائح ج2 ص583, تأويل الآيات ج2 ص631, مدينة المعاجز ج3 ص513, ينابيع المعاجز ج3 ص513.

[63] سورة الأنبياء, الآية 27.

[64] مدينة المعاجز ج2 ص38، إرشاد القلوب ج2 ص272، عنه البحار ج33 ص280، الهداية الكبرى ص124، عنه مدينة المعاجز ج3 ص174، الثاقب في المناقب ص242، مشارق أنوار اليقين ص115، عنه البحار ج36 ص385.

[65] الكافي ج1 ص441, عنه البحار ج15 ص24/ ج54 ص196.

[66] بصائر الدرجات ص143، عنه البحار ج26 ص139، عنه إلزام الناصب ج1 ص16.

[67] وفي البصائر ومستدرك الوسائل: وأشار بيده إلى المدينة, وفي البحار ج2 ص94: وأشار بيده إلى صدره.

[68] الكافي ج1 ص399, المحتضر ص10, وسائل الشيعة ج18 ص46, بصائر الدرجات ص32, عنه البحار ج2 ص94/ ج40 ص136, مستدرك الوسائل ج18 ص46.

[69] بصائر الدرجات ص143، عنه البحار ج26 ص138، عنه إلزام الناصب ج1 ص16.

[70] سورة التوبة, الآية 105.

[71] صحيفة الأبرار ج1 ص284, عن منتخب الطريحي.

[72] سورة لقمان, الآية 27.

[73] نفس الرحمان ص 216, صحيفة الأبرار ج1 ص250.

[74] أمالي الشيخ الطوسي ص444، بصائر الدرجات ص142، عنه البحار ج26 ص137، ينابيع المعاجز ص95.

[75] دلائل الإمامة ص183، عنه البحار ج44 ص186، نوادر المعجزات ص109، فرج المهموم ص227، مدينة المعاجز ج3 ص453.

[76] تفسير العياشي ج2 ص248، عنه البحار ج24 ص126، ينابيع المعاجز ص89، تفسير نور الثقلين ج3 ص26، التفسير الصافي ج3 ص119 كلاهما عن العياشي.

[77] الكافي ج1 ص509, الخرائج والجرائح ج1 ص436, مناقب آشوب ج3 ص529, عنهما البحار ج50 ص267, كشف الغمة ج3 ص208, الإرشاد ج2 ص330, روضة الواعظين ص248, إعلام الورى ج2 ص145, مدينة المعاجز ج7 ص548, الأنوار البهية ص313.

[78] سورة الأعلى, الآية 18, 19.

[79] البحار ج26 ص20، عن بصائر الدرجات ص160، ينابيع المعاجز ص39، تفسير نور الثقلين ج5 ص560.

[80] الخرائج والجرائح ج2 ص673، عنه البحار ج50 ص138، الثاقب في المناقب ص532، كشف الغمة ج3 ص192، مدينة المعاجز ج7 ص452، إعلام الورى ج2 ص118.

[81] الكافي ج1 ص273، تفسير العياشي ج2 ص317، بصائر الدرجات ص481، عنه البحار ج25 ص67، ينابيع المعاجز ص71، مختصر البصائر ص3، تفسير نور الثقلين ج3 ص215.

[82] كمال الدين ص674, عنه البحار ج52 ص328, منتخب الأنوار المضيئة ص350.

[83] سورة الممتحنة, الآية 13.

[84] التوحيد ص92، الأنوار البهية ص134، بحار الأنوار ج3 ص225، معاني الأخبار ص7, نور البراهين ج1 ص239، تفسير مجمع البيان ج10 ص489، التفسير الصافي ج5 ص393، تفسير نور الثقلين ج5 ص713.

[85] سورة يس, الآية 12.

[86] الفضائل لابن شاذان ص94، كتاب الروضة ص119، عنهما البحار ج40 ص176، مدينة المعاجز ص133، الأنوار العلوية ص89، ينابيع المودة ص230.

[87] سورة الأنعام, الآية 75.

[88] الإختصاص ص322، بصائر الدرجات ص424، عنه البحار ج46 ص280/ ج54 ص327، مناقب آشوب ج3 ص326، مدينة المعاجز ج5 ص100، تفسير نور الثقلين ج1 ص731 عن البصائر.

[89] سورة النمل, الآية 16.

[90] الإختصاص ص293، بصائر الدرجات ص362، عنهما البحار ج27 ص263/ ج89 ص51، تفسير نور الثقلين ج4 ص79، التفسير الصافي ج4 ص60.

[91] الإختصاص ص309، عنه البحار ج26 ص32، بصائر الدرجات ص383، عنه البحار ج2 ص215.

[92] بصائر الدرجات ص230، عنه خاتمة المستدرك ج5 ص44، مناقب آشوب ج3 ص322، بحار الأنوار ج27 ص27/ ج46 ص235 عن البصائر، مدينة المعاجز ج5 ص97، ينابيع المعاجز ج5 ص97, نفس الرحمان ص310.

[93] عيون أخبار الرضا × ج1 ص36، عنه البحار ج26 ص19، المحتضر ص114.

[94] سورة لقمان, الآية 34.

[95] دلائل الإمامة ص171، عنه بحار الأنوار ج43 ص328/ ج55 ص273، مدينة المعاجز ج3 ص241، فرج المهموم ص223، نوادر المعجزات ص105.

[96] تفسير العياشي ج1 ص361، عنه جميعاً البحار ج4 ص90، مدينة المعاجز ج2 ص132، التفسير الصافي ج2 ص125، تفسير نور الثقلين ج1 ص723.

[97] الكافي ج1 ص261، الخرائج والجرائح ج2 ص870، عنه البحار ج26 ص149، بصائر الدرجات ص144، عنه البحار ج44 ص276، مختصر البصائر ص120، ينابيع المعاجز ص35، العوالم ص518.

[98] الكافي ج2 ص222، عنه البحار ج47 ص371/ ج72 ص74، الغيبة للنعماني ص35، وسائل الشيعة ج11 ص484، مختصر البصائر ص100، مستدرك الوسائل ج12 ص275.

[99] سورة الجن, الآية 26, 27.

[100] الخرائج والجرائح ج1 ص343، عنه البحار ج49 ص73، مدينة المعاجز ج7 ص204، مشارق أنوار اليقين ص104، الثاقب في المناقب ص189.

[101] مشارق أنوار اليقين ص103.

[102] الكافي ج1 ص470، عنه تفسير نور الثقلين ج1 ص342، الهداية الكبرى ص243، الخرائج والجرائح ج1 ص274/ ج2 ص711، مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص318، مدينة المعاجز ج5 ص47، مشارق أنوار اليقين ص139 نحوه، الثاقب في المناقب ص373، تفسير كنز الدقائق ج2 ص97 عن الكافي، كشف الغمة ج2 ص356.

[103] الهداية الكبرى ص315.

[104] بصائر الدرجات ص285, عنه البحار ج42 ص123/ ج48 ص54, الخرائج والجرائح ج2 ص712, مناقب آشوب ج3 ص406, إعلام الورى ج2 ص23, الثاقب في المناقب ص434, إختيار معرفة الرجال للطوسي ج2 ص709, مدينة المعاجز ج6 ص216.

[105] الوقيذ من الرجال: البطيء الثقيل.

[106] الثاقب في المناقب ص382، الخرائج والجرائح ج2 ص594، مشارق أنوار اليقين ص138، الصراط المستقيم ج2 ص183

[107] في البحار: ولا تخبرنا.

[108] بصائر الدرجات ص282، عنه البحار ج26 ص145، مناقب إبن شهر آشوب ج2 ص105 نحوه، الخرائج والجرائح ج2 ص707، عنه البحار ج41 ص302، مدينة المعاجز ج2 ص174.

[109] الإختصاص ص279، عنه البحار ج26 ص179، أمالي الطوسي ص58، عنه البحار ج40 ص131، بصائر الدرجات ص316/ ص317، غاية المرام ج5 ص243، ينابيع المودة ج1 ص222.

[110] سورة آل عمران, الآية 33, 34.

[111] الكافي ج1 ص227، التوحيد ص275، عنه البحار ج26 ص181، الإمامة والتبصرة ص139، الأنوار البهية ص184، مدينة المعاجز ج6 ص380، بصائر الدرجات ص156، نور البراهين ج2 ص93، تفسير كنز الدقائق ج2 ص66، تفسير نور الثقلين ج1 ص330.

[112] الأرش: الدية أو الثمن.

[113] بصائر الدرجات ص168، عنه البحار ج26 ص36، مستدرك الوسائل ج18ص 387.

[114] بصائر الدرجات ص162، عنه البحار ج26 ص21، الكافي ج1 ص241 نحوه، الفصول المهمة ج1 ص487.

[115] البحار ج26 ص55, عن بصائر الدرجات ص262، وأيضاً البحار ج26 ص198.

[116] الأثرة بالضم: البقيَّة من العلم.

[117] بصائر الدرجات ص345، عنه البحار ج26 ص61.

[118] بصائر الدرجات ص474، منتخب البصائر ص2، الكافي ج1 ص272، جواهر الكلام ج13 ص75.

[119] سورة الشورى, الآية 52, 53.

[120] بصائر الدرجات ص475، عنه البحار ج17 ص106/ ج25 ص57، الكافي ج1 ص273، عنه البحار ج18 ص265، ينابيع المعاجز ص76، جواهر الكلام ج13 ص75، منتخب البصائر ص2، تفسير نور الثقلين ج4 ص589.

[121] الخرائج والجرائح ج2 ص595، عنه البحار ج46 ص243، مدينة المعاجز ج5 ص173، دلائل الإمامة ص227، الثاقب في المناقب ص383، مناقب آشوب ج3 ص320 باختصار, الصراط المستقيم ج2 ص183 باختصار شديد.

[122] تفسير العياشي ج1 ص11، عنه البحار ج89 ص94، بصائر الدرجات ص216، وسائل الشيعة ج18 ص145، منية المريد ص388، التفسير الصافي ج1 ص29، تفسير الميزان ج1 ص42.

[123] بصائر الدرجات ص440، عنه البحار ج25 ص148.

[124] سورة النمل, الآية 16.

[125] الإختصاص ص293، بصائر الدرجات ص362، عنهما البحار ج27 ص264، مناقب آشوب ج3 ص327، ينابيع المعاجز ص171، تفسير نور الثقلين ج4 ص78.

[126] مشارق أنوار اليقين ص119، عنه البحار ج40 ص186.

[127] نهج البلاغة ج2 ص89، عنه البحار ج40 ص190، مناقب إبن شهر آشوب ج1 ص318، مشارق أنوار اليقين ص104، الصراط المستقيم ج1 ص217 بعضه، عوالي اللئالي ج4 ص128، الطرائف ص509، خاتمة المستدرك ج3 ص94، ينابيع المودة ج1 ص207/ ج3 ص435.

[128] سورة النحل, الآية 89, والآية بلفظ: {ونزلنا عليك القرآن تبياناً لكل شيء}.

[129] بصائر الدرجات ص214، عنه البحار ج89 ص89، الكافي ج1 ص229، ينابيع المعاجز ص9، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص239، تفسير نور الثقلين ج3 ص76, شرح الزيارة الجامعة ص 53.

[130] الكافي ج1 ص228، عنه التفسير الصافي ج1 ص20، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص239، بصائر الدرجات ص213، عنه البحار ج89 ص88، تفسير نور الثقلين ج5 ص464 عن الكافي.

[131] الكافي ج1 ص213، وسائل الشيعة ج18 ص132، مستدرك الوسائل ج17 ص132، بصائر الدرجات ص224، عنه البحار ج23 ص198، الفصول المهمة ج1 ص387، تفسير العياشي ج1 ص164، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص100، تفسير نور الثقلين ج1 ص316، التفسير الصافي ج1 ص318، تفسير كنز الدقائق ج2 ص19.

[132] سورة النمل, الآية 40.

[133] سورة الرعد, الآية 43.

[134] بصائر الدرجات ص250، عنه البحار ج26 ص197، الكافي ج1 ص257، الفصول المهمة ج1 ص395، ينابيع المعاجز ص13، غاية المرام ج4 ص57, تفسير نور الثقلين ج2 ص522 عن الكافي.

[135] الكافي ج1 ص229، عنه تفسير نور الثقلين ج2 ص141، وسائل الشيعة ج18 ص133، بصائر الدرجات ص214، عنه البحار ج23 ص194، التفسير الصافي ج1 ص21 باختصار.

[136] سورة النمل, الآية 16.

[137] بصائر الدرجات ص364، الإختصاص ص293، عنهما البحار ج27 ص264، التفسير الصافي ج4 ص61 عن البصائر، تفسير نور الثقلين ج4 ص79.

[138] الوطر: كل حاجة كان لصاحبها فيها همة فهي وطره.

[139] الخرائج والجرائح ج1 ص313، عنه البحار ج48 ص70، كشف الغمة ج3 ص40، الثاقب في المناقب ص462، مدينة المعاجز ج6 ص388، مشارق الأنوار ص218, تفسير نور الثقلين ج4 ص77.

[140] قرب الإسناد ص339، عنه البحار ج25 ص133/ ج48 ص47، الكافي ج1 ص285 باختلاف في اللفظ، دلائل الإمامة ص337، روضة الواعظين ص213، الإرشاد ج2 ص224، عيون المعجزات ص89، الخرائج والجرائح ج1 ص333، مناقب إبن شهر آشوب ج3 ص416، مدينة المعاجز ج6 ص260، ينابيع المعاجز ص169، كشف الغمة ج3 ص16، تفسير نور الثقلين ج4 ص61 باختصار، التفسير الصافي ج4 ص61 باختصار.

[141] الخرائج والجرائح ج2 ص894، الإرشاد للشيخ المفيد ج2 ص185، الإحتجاج ج2 ص134، عنهما البحار ج26 ص18، كشف الغمة ج2 ص383، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص396، روضة الواعظين ص210.

[142] بصائر الدرجات ص280، عنه البحار ج26 ص140.

[143] سورة سبأ, الآية 28.

[144] تفسير القمي ج2 ص202، عنه تفسير الثقلين ج2 ص525, عنه البحار ج18 ص188، والتفسير الصافي ج4 ص221،  منتخب البصائر ص44، حلية الأبرار ج1 ص79.

[145] الغطمطة: اضطراب الامواج.

[146] القلوص: الشابة من الإبل, الطويلة القوائم.

[147] سورة الجن, الآية 27,26.

[148] وفي نسخة تأويل الآيات: وهو مكشوف.

[149] نوادر المعجزات ص18, عنه البحار ج54 ص 339, مدينة المعاجز ج1 535, وقد أُورد القسم الأخير من الحديث في تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص240, وإرشاد القلوب ج2 ص416، والمحتضر ص160.

[150] سورة الأنبياء, الآية 26, 27.

[151] سورة البقرة, الآية 156.

[152] سورة هود, الآية 44.

[153] سورة ق, الآية 42.

[154] سورة الأنعام, الآية 146.

[155] سورة هود, الآية 82.

[156] سورة الذاريات, الآية 33, 34.

[157] سورة النحل, الآية 26.

[158] سورة البقرة, الآية 247.

[159] سورة الأعراف, الآية 99.

[160] سورة غافر, الآية 50.

[161]  سورة الأنعام, الآية 111.

[162] سورة الأعراف, الآية 51.

[163] سورة الكهف, الآية 109.

[164] سورة لقمان, الآية 27.

[165] سورة الأنعام, الآية 103.

[166] المصدر نفسه.

[167] سورة الشورى, الآية 11.

[168] سورة الأنعام, الآية 115.

[169] سورة الأنبياء, الآية 23.

[170] سورة الشورى, الآية 52.

[171] سورة المجادلة, الآية 22.

[172] سورة آل عمران, الآية 40.

[173] سورة المائدة, الآية 1.

[174] سورة الرعد, الآية 41.

[175] سورة الأنبياء, الآية 23.

[176] سورة الحج, الآية 18.

[177] سورة المائدة, الآية 1.

[178] سورة البقرة, الآية 285.

[179] بحار الأنوار ج26 ص8، نوادر المعجزات ص120، الهداية الكبرى ص227، عيون المعجزات ص69, مدينة المعاجز ج4 ص424، إلزام الناصب ج1 ص36, وهذا هو الحديث المعروف بحديث الخيط الأصفر.

[180] سورة الأنعام, الآية 59.

[181] سورة لقمان, الآية 34.

[182] سورة الجن, الآية 26.

[183] سورة الأعراف, الآية 150.

[184] سورة الجن, الآية 26.

[185] سورة الجن, الآية 27.

[186] سورة النساء, الآية 54.

[187] سورة إبراهيم, الآية 35.

[188] سورة ص, الآية 26.

[189] سورة المدثر, الآية 5.

[190] سورة الأنعام, الآية 38.

[191] سورة هود, الآية 49.

[192] سورة الأنبياء, الآية 24.

[193] سورة الأنبياء, الآية 24.

[194] المصدر نفسه.

[195] سورة آل عمران, الآية 44.

[196] سورة الشورى, الآية 52.

[197] سورة البقرة, الآية 85.

[198] سورة البقرة, الآية 31.

[199] سورة البقرة, الآية 33.

[200] سورة البقرة, الآية 30.

[201] سورة البقرة, الآية 31.

[202] سورة البقرة, الآية 32.

[203] سورة البقرة, الآية 33.

[204] المصدر نفسه.

[205] سورة الأنعام, الآية 59.

[206] سورة النساء, الآية 54.

[207] سورة الشورى, الآية 52.

[208] سورة هود, الآية 49.

[209] سورة آل عمران, الآية 49.

[210] المصدر نفسه.

[211] سورة الأنعام, الآية 59.

[212] المصدر نفسه.

[213] سورة الأنعام, الآية 38.

[214] سورة النمل, الآية 16.

[215] سورة الزخرف, الآية 63.

[216] سورة يس, الآية 12.

[217] سورة الأنعام, الآية 59.

[218] سورة يس, الآية 12.

[219] سورة الأنعام, الآية 149.

[220] سورة الحجر, الآية 29.

[221] سورة النساء, الآية 171.

[222] سورة المجادلة, الآية 22.

[223] سورة الشعراء, الآية 193, 194.

[224] سورة النبأ, الآية 38.

[225] سورة الإسراء, الآية 85.

[226] سورة الشورى, الآية 52.

[227] سورة القدر, الآية 4.

[228] صحيفة الأبرار ج1 ص422, عن كتاب سرور الموالي.