باب في عظمة شأن الإمام وجلالة قدره وعلو مقاماته

* العلامة المجلسي في البحار, عن البرسي في مشارق الأنوار عن طارق بن شهاب عن أمير المؤمنين × أنه قال: يا طارق الامام كلمة الله وحجة الله ووجه الله ونور الله وحجاب الله وآية الله يختاره الله ويجعل فيه ما يشاء ويوجب له بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه فهو وليه في سماواته وأرضه، أخذ له بذلك العهد على جميع عباده، فمن تقدم عليه كفر بالله من فوق عرشه، فهو يفعل ما يشاء وإذا شاء الله شاء, ويُكتب على عضده {وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً}[1] فهو الصدق والعدل ويُنصب له عمود من نور من الارض إلى السماء يرى فيه أعمال العباد، ويلبس الهيبة وعلم الضمير، ويطلع على الغيب، ويرى ما بين المشرق والمغرب فلا يخفى عليه شيء من عالم الملك والملكوت، ويعطى منطق الطير عند ولايته.

فهذا الذي يختاره الله لوحيه ويرتضيه لغيبه ويؤيده بكلمته ويلقنه حكمته ويجعل قلبه مكان مشيته وينادى له بالسلطنة ويذعن له بالامرة ويحكم له بالطاعة وذلك لأن الامامة ميراث الانبياء ومنزلة الاصفياء وخلافة الله وخلافة رسل الله فهي عصمة وولاية وسلطنة وهداية، وإنه تمام الدين ورجح الموازين.

الإمام دليل للقاصدين ومنار للمهتدين وسبيل السالكين وشمس مشرقة في قلوب العارفين، ولايته سبب للنجاة وطاعته مفترضة في الحياة وعدة بعد الممات، وعز المؤمنين وشفاعة المذنبين ونجاة المحبين وفوز التابعين، لأنها رأس الاسلام وكمال الايمان ومعرفة الحدود والاحكام وتبيين الحلال من الحرام، فهي مَرتبة لا ينالها إلا من اختاره الله وقدمه وولاه وحكمه, فالولاية هي حفظ الثغور وتدبير الامور وتعديد الايام والشهور.

الامام الماء العذب على الظمأ، والدال على الهدى، الامام المطهر من الذنوب، المطلع على الغيوب، الامام هو الشمس الطالعة على العباد بالانوار فلا تناله الايدي والابصار وإليه الاشارة بقوله تعالى {فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين}[2] والمؤمنون علي وعترته، فالعزة للنبي وللعترة، والنبي والعترة لا يفترقان في العزة إلى آخر الدهر.

فهم رأس دائرة الايمان وقطب الوجود وسماء الجود وشرف الموجود وضوء شمس الشرف ونور قمره وأصل العز والمجد ومبدؤه ومعناه ومبناه، فالامام هو السراج الوهاج والسبيل والمنهاج والماء الثجاج والبحر العجاج والبدر المشرق والغدير المغدق والمنهج الواضح المسالك، والدليل إذا عمت المهالك والسحاب الهاطل والغيث الهامل والبدر الكامل والدليل الفاضل والسماء الظليلة والنعمة الجليلة والبحر الذي لا ينزف والشرف الذي لا يوصف والعين الغزيرة والروضة المطيرة والزهر الاريج والبدر البهيج والنير اللائح والطيب الفائح والعمل الصالح والمتجر الرابح والمنهج الواضح والطبيب الرفيق والاب الشفيق مفزع العباد في الدواهي والحاكم والآمر والناهي، مهيمن الله على الخلائق، وأمينه على الحقائق حجة الله على عباده ومحجته في أرضه وبلاده، مطهر من الذنوب مبرأ من العيوب مطلع على الغيوب، ظاهره أمر لا يملك، وباطنه غيب لا يدرك، واحد دهره وخليفة الله في نهيه وأمره لا يوجد له مثيل ولا يقوم له بديل, فمن ذا ينال معرفتنا أو يعرف درجتنا أو يشهد كرامتنا أو يدرك منزلتنا!

حارت الالباب والعقول وتاهت الافهام فيما أقول وتصاغرت العظماء وتقاصرت العلماء وكلَّت الشعراء وخرست البلغاء ولكنَتِ الخطباء وعجزت الفصحاء وتواضعت الارض والسماء عن وصف شأن الاولياء, وهل يُعرف أو يُوصف أو يُعلم أو يُفهم أو يُدرك أو يُملك من هو شعاع جلال الكبرياء وشرف الارض والسماء؟!

جلَّ مقام آل محمد | عن وصف الواصفين ونعت الناعتين وأن يقاس بهم أحد من العالمين، كيف وهم الكلمة العلياء، والتسمية البيضاء، والآية الكبرى التي أعرض عنها من أدبر وتولى، وحجاب الله الاعظم الاعلى,

فأين الاختيار من هذا؟ وأين العقول من هذا؟ ومن ذا عرف أو وصف من وصفت؟

ظنوا أن ذلك في غير آل محمد، كذبوا وزلت أقدامهم، اتخذوا العجل رباً، والشياطين حزباً، كل ذلك بغضة لبيت الصفوة ودار العصمة وحسداً لمعدن الرسالة والحكمة، وزين لهم الشيطان أعمالهم، فتباً لهم وسحقاً، كيف اختاروا إماماً جاهلاً عابداً للاصنام، جباناً يوم الزحام ؟!

والإمام يجب أن يكون عالماً لا يجهل، وشجاعاً لا ينكل، لا يعلو عليه حسب ولا يدانيه نسب، فهو في الذروة من قريش، والشرف من هاشم، والبقية من ابراهيم والنهج من النبع الكريم، والنفس من الرسول، والرضى من الله، والقول عن الله, فهو شرف الاشراف والفرع من عبد مناف، عالم بالسياسة، قائم بالرياسة، مفترض الطاعة إلى يوم الساعة، أودع الله قلبه سرَّه، وأطلق به لسانه فهو معصوم موفق ليس بجبان ولا جاهل، فتركوه يا طارق واتبعوا أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله.

والامام يا طارق بشر ملكي وجسد سماوي وأمر الهي وروح قدسي ومقام عليّ ونور جلي وسر خفي، فهو ملك الذات، إلهي الصفات، زائد الحسنات، عالم بالمغيبات خصاً من رب العالمين، ونصاً من الصادق الامين, وهذا كله لآل محمد لا يشاركهم فيه مشارك, لأنهم معدن التنزيل ومعنى التأويل وخاصة الرب الجليل ومهبط الامين جبرئيل، صفوة الله وسره وكلمته، شجرة النبوة ومعدن الصفوة عين المقالة، ومنتهى الدلالة، ومحكم الرسالة، ونور الجلالة جنب الله ووديعته، وموضع كلمة الله ومفتاح حكمته، ومصابيح رحمة الله وينابيع نعمته السبيل إلى الله والسلسبيل والقسطاس المستقيم والمنهاج القويم والذكر الحكيم والوجه الكريم والنور القديم، أهل التشريف والتقويم والتقديم والتعظيم والتفضيل خلفاء النبي الكريم وأبناء الرؤف الرحيم وأمناء العلي العظيم، {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}[3] السنام الاعظم والطريق الاقوم، من عرفهم وأخذ عنهم فهو منهم، وإليه الاشارة بقوله {فمن تبعني فإنه مني}[4] خلقهم الله من نور عظمته وولاهم أمر مملكته فهم سر الله المخزون وأوليآؤه المقربون وأمره بين الكاف والنون إلى الله يدعون وعنه يقولون وبأمره يعملون.

علم الانبياء في علمهم وسر الاوصياء في سرهم وعز الاولياء في عزهم كالقطرة في البحر والذرة في القفر، والسماوات والارض عند الامام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها ويعلم برها من فاجرها ورطبها ويابسها، لان الله علَّم نبيه علم ما كان وما يكون وورث ذلك السر المصون الاوصياء المنتجبون، ومن أنكر ذلك فهو شقي ملعون يلعنه الله ويلعنه اللاعنون, وكيف يفرض الله على عباده طاعة من يحجب عنه ملكوت السماوات والارض؟!

وإن الكلمة من آل محمد تنصرف إلى سبعين وجهاً، وكل ما في الذكر الحكيم والكتاب الكريم والكلام القديم من آية تذكر فيها العين والوجه واليد والجنب فالمراد منها الولي لأنه جنب الله ووجه الله، يعني حق الله وعلم الله وعين الله ويد الله فهم الجنب العلي والوجه الرضي والمنهل الروي والصراط السوي والوسيلة إلى الله والوصلة إلى عفوه ورضاه.

سر الواحد والاحد، فلا يقاس بهم من الخلق أحد، فهم خاصة الله وخالصته وسر الديان وكلمته، وباب الايمان وكعبته وحجة الله ومحجته وأعلام الهدى ورايته وفضل الله ورحمته، وعين اليقين وحقيقته، وصراط الحق وعصمته، ومبدء الوجود وغايته، وقدرة الرب ومشيته، وأم الكتاب وخاتمته، وفصل الخطاب ودلالته، وخزنة الوحي وحفظته، وآية الذكر وتراجمته، ومعدن التنزيل ونهايته فهم الكواكب العلوية, والانوار العلوية المشرقة من شمس العصمة الفاطمية، في سماء العظمة المحمدية والاغصان النبوية النابتة في دوحة الاحمدية والاسرار الالهية المودعة في الهياكل البشرية، والذرية الزكية، والعترة الهاشمية الهادية المهدية أولئك هم خير البرية.

فهم الائمة الطاهرون والعترة المعصومون والذرية الأكرمون والخلفاء الراشدون والكبراء الصديقون والأوصياء المنتجبون والاسباط المرضيون والهداة المهديون والغر الميامين من آل طه وياسين، وحجج الله على الاولين والاخرين, اسمهم مكتوب على الاحجار وعلى أوراق الاشجار وعلى أجنحة الاطيار وعلى أبواب الجنة والنار وعلى العرش والافلاك وعلى أجنحة الاملاك وعلى حجب الجلال وسرادقات العزّ والجمال، وباسمهم تسبح الاطيار، وتستغفر لشيعتهم الحيتان في لجج البحار، وإنَّ الله لم يخلق أحداً إلا وأخذ عليه الاقرار بالوحدانية والولاية للذرية الزكية والبراءة من أعدائهم وإنَّ العرش لم يستقر حتى كُتِبَ عليه بالنور: لا إله إلا الله محمَّدٌ رسول الله عليٌّ وليُّ الله.[5]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, أبو محمد القاسم بن العلاء & رفعه, عن عبد العزيز بن مسلم قال: كنا مع الرضا × بمرو فاجتمعنا في الجامع يوم الجمعة في بدء مقدمنا فأداروا أمر الامامة وذكروا كثرة أختلاف الناس فيها, فدخلت على سيدي × فأعلمته خوض الناس فيه, فتبسم × ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن آرائهم, إن الله عز وجل لم يقبض نبيه | حتى أكمل له الدين وأنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء, بين فيه الحلال والحرام, والحدود والاحكام, وجميع ما يحتاج إليه الناس كاملاً, فقال عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شيء}[6] وأنزل في حجة الوداع وهي آخر عمره |: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}[7] وأمر الامامة من تمام الدين, ولم يمض | حتى بين لأمته معالم دينهم وأوضح لهم سبيلهم وتركهم على قصد سبيل الحق, وأقام لهم علياً × علماً وإمام وما ترك لهم شيئاً تحتاج إليه الأمة إلا بيَّنه, فمن زعم أن الله عز وجل لم يُكمل دينه فقد رد كتاب الله, ومن رد كتاب الله فهو كافر به.

هل يعرفون قدر الامامة ومحلها من الامة فيجوز فيها اختيارهم! إن الامامة أجلُّ قدراً وأعظم شأناً وأعلا مكاناً وأمنع جانباً وأبعد غوراً من أن يبلغها الناس بعقولهم, أو ينالوها بآرائهم, أو يقيموا إماماً باختيارهم, إن الامامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل × بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة, وفضيلة شرَّفه بها وأشاد بها ذكره, فقال: {إني جاعلك للناس إماماً}[8] فقال الخليل × سروراً بها: {ومن ذريتي}[9] قال الله تبارك وتعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}[10] فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين * وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين}[11] فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرناً فقرناً حتى ورَّثها الله تعالى النبي |, فقال جل وتعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}[12] فكانت له خاصة فقلدها | علياً × بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله, فصارت في ذريته الاصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان, بقوله تعالى: {قال الذين اوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث}[13] فهي في ولد علي × خاصة إلى يوم القيامة, إذ لا نبي بعد محمد | فمن أين يختار هؤلاء الجهال؟!

إن الامامة هي منزلة الانبياء, وإرث الاوصياء, إن الامامة خلافة الله وخلافة الرسول | ومقام أمير المؤمنين × وميراث الحسن والحسين ‘ إن الامامة زمام الدين, ونظام المسلمين, وصلاح الدنيا وعز المؤمنين, إن الامامة أسُّ الاسلام النامي, وفرعه السامي, بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد, وتوفير الفيء والصدقات, وإمضاء الحدود والاحكام, ومنع الثغور والاطراف.

الامام[14] يحل حلال الله, ويحرم حرام الله, ويقيم حدود الله, ويذب عن دين الله, ويدعو إلى سبيل ربه {بالحكمة والموعظة الحسنة}[15] والحجة البالغة, الامام كالشمس الطالعة المجللة بنورها للعالم وهي في الافق بحيث لا تنالها الايدي والابصار.

الامام البدر المنير, والسراج الزاهر, والنور الساطع, والنجم الهادي في غياهب[16] الدجى وأجواز البلدان والقفار, ولجج البحار, الامام الماء العذب على الظماء والدال على الهدى, والمنجي من الردى, الامام النار على اليفاع, الحار لمن اصطلى به والدليل في المهالك, من فارقه فهالك, الامام السحاب الماطر, والغيث الهاطل ووالشمس المضيئة, والسماء الظليلة, والارض البسيطة, والعين الغزيرة, والغدير والروضة, الامام الانيس الرفيق, والوالد الشفيق, والاخ الشقيق, والام البرة بالولد الصغير, ومفزع العباد في الداهية النآد الامام أمين الله في خلقه, وحجته على عباده، وخليفته في بلاده, والداعي إلى الله, والذاب عن حرم الله, الامام المطهر من الذنوب والمبرأ عن العيوب, المخصوص بالعلم, المرسوم بالحلم, نظام الدين, وعز المسلمين وغيظ المنافقين, وبوار الكافرين.

الامام واحد دهره, لا يدانيه أحد, ولا يعادله عالم, ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير, مخصوص بالفضل كله من غير طلب منه له ولا اكتساب, بل اختصاص من المفضل الوهاب.

فمن ذا الذي يبلغ معرفة الامام, أو يمكنه اختياره, هيهات هيهات, ضلت العقول, وتاهت الحلوم, وحارت الالباب, وخسئت العيون وتصاغرت العظماء, وتحيرت الحكماء, وتقاصرت الحلماء, وحصرت الخطباء, وجهلت الالباء, وكلت الشعراء, وعجزت الادباء, وعييت البلغاء, عن وصف شأن من شأنه, أو فضيلة من فضائله, وأقرت بالعجز والتقصير, وكيف يُوصف بكله, أو يُنعت بكنهه, أو يُفهم شيء من أمره, أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه, لا كيف وأنى؟! وهو بحيث النجم من يد المتناولين, ووصف الواصفين, فأين الاختيار من هذا؟! وأين العقول عن هذا؟! وأين يوجد مثل هذا؟! أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول محمد | كذَّبتهم والله أنفسهم, ومنَّتهم الاباطيل فارتقوا مرتقاً صعباً دحضاً, تزلُّ عنه إلى الحضيض أقدامهم, راموا إقامة الامام بعقول حائرة بائرة ناقصة, وآراء مضلة, فلم يزدادوا منه إلا بعداً, {قاتلهم الله أنى يؤفكون}[17] ولقد راموا صعباً, وقالوا إفكاً, وضلوا ضلالاً بعيداً, ووقعوا في الحيرة, إذ تركوا الامام عن بصيرة, وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل وكانوا مستبصرين, رغبوا عن اختيار الله واختيار رسول الله | وأهل بيته إلى اختيارهم والقرآن يناديهم: {وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون}[18] وقال عز وجل: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم}[19] الآية وقال: {ما لكم كيف تحكمون * أم لكم كتاب فيه تدرسون * إن لكم فيه لما تخيرون * أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون * سلهم أيهم بذلك زعيم * أم لهم شركاء فليأتوا بشركائهم إن كانوا صادقين}[20] وقال عز وجل: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها}[21] أم طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون أم {قالوا سمعنا وهم لا يسمعون * إن شر الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون * ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون}[22] أم {قالوا سمعنا وعصينا}[23] بل هو {فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}[24], فكيف لهم باختيار الامام؟ والامام عالم لا يَجهل, وراع لا ينكل, معدن القدس والطهارة, والنسك والزهادة, والعلم والعبادة, مخصوص بدعوة الرسول | ونسل المطهرة البتول, لا مغمز فيه في نسب, ولا يدانيه ذو حسب, في البيت من قريش والذروة من هاشم, والعترة من الرسول | والرضا من الله عز وجل, شرف الاشراف, والفرع من عبد مناف, نامي العلم, كامل الحلم, مضطلع بالامامة, عالم بالسياسة, مفروض الطاعة, قائم بأمر الله عز وجل, ناصح لعباد الله, حافظ لدين الله.

إن الانبياء والائمة صلوات الله عليهم يوفقهم الله ويؤتيهم من مخزون علمه وحكمه ما لا يؤتيه غيرهم, فيكون علمهم فوق علم أهل الزمان في قوله تعالى: {أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يُهدى فمالكم كيف تحكمون}[25] وقوله تبارك وتعالى: {ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيراً}[26] وقوله في طالوت: {إن الله اصطفاه عليكم وزاده بسطة في العلم والجسم والله يؤتي ملكه من يشاء والله واسع عليم}[27] وقال لنبيه |: {أنزل عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً}[28] وقال في الائمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات الله عليهم: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما * فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيراً}[29].

وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده, شرح صدره لذلك, وأودع قلبه ينابيع الحكمة, وألهمه العلم إلهاماً, فلم يعي بعده بجواب, ولا يحير فيه عن الصواب, فهو معصوم مؤيد, موفق مسدد, قد أمن من الخطايا والزلل والعثار, يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده, وشاهده على خلقه, و{ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}[30], فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه! أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه! تعدوا وبيت الله الحق ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون, وفي كتاب الله الهدى والشفاء, فنبذوه واتبعوا أهواءهم, فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال جل وتعالى: {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين}[31] وقال: {فتعساً لهم وأضل أعمالهم}[32] وقال: {كبر مقتاً عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار}[33] وصلى الله على النبي محمد وآله وسلم تسليماً كثيراً.[34]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن سهل بن زياد, عن موسى بن القاسم بن معاوية, ومحمد بن يحيى, عن العمركي بن علي جميعاً, عن علي بن جعفر, عن أبي الحسن موسى × قال: قال أبو عبد الله ×: إن الله عز وجل خلقنا فأحسن خلقنا, وصورنا فأحسن صورنا, وجعلنا خزانه في سمائه وأرضه, ولنا نطقت الشجرة وبعبادتنا عبد الله عز وجل, ولولانا ما عبد الله.[35]

 

 

* السيد علي الميلاني في نفحات الأزهار, قال شهاب الدين أحمد ما هذا نصه: وقال سلطان العلماء في عصره وبرهان العرفاء في دهره, الشيخ القدوة في الأجلة الأعلام, مفتي الأنام عز الدين عبد العزيز بن عبد السلام, عن لسان حال أول الأصحاب بلا مقال وأفضل الأتراب لدى عد الخصال, علي ولي الله في الأرض والسماء رضي الله تعالى عنه ونفعنا به في كل حال: يا قوم, نحن أهل البيت عجنت طينتنا بيد العناية في معجن الحماية, بعد أن رش علينا فيض الهداية, ثم خمرت بخميرة النبوة وسقيت بالوحي ونفخ فيها روح الأمر, فلا أقدامنا تَزِل, ولا أبصارنا تَضِل, ولا أنوارنا تَقِل, وإذا نحن ضللنا فمن بالقوم يدل, الناس من أشجار شتى وشجرة النبوة واحدة ومحمد رسول الله | أصلها, وأنا فرعها, وفاطمة الزهراء ثمرها, والحسن والحسين أغصانها, أصلها نور, وثمرها نور, وفرعها نور, وغصنها نور, يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار, نور على نور.[36]

 

* الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد, أخبرني جماعة عن ابن عياش قال: مما خرج على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمد بن عثمان بن سعيد رضي الله عنه من الناحية المقدسة ما حدثني به جبير بن عبد الله قال: كتبته من التوقيع الخارج إليه: بسم الله الرحمن الرحيم, ادع في كل يوم من أيام رجب:

اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك المأمونون على سرك المستبشرون بأمرك الواصفون لقدرتك المعلنون لعظمتك, أسألك بما نطق فيهم من مشيتك فجعلتهم معادن لكلماتك وأركاناً لتوحيدك وآياتك ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان, يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك فتقها ورتقها بيدك, بدؤها منك وعودها إليك أعضاد وأشهاد ومناة وأذواد وحفظة ورواد, فبهم ملأت سماءك وأرضك حتى ظهر أن لا إله إلا أنت, فبذلك أسألك وبمواقع العز من رحمتك وبمقاماتك وعلاماتك أن تصلي على محمد وآله وأن تزيديني إيماناً وتثبيتاً [...] الزيارة.[37]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن البرقي, عن خلف بن حماد, عن أبان بن تغلب قال: قال أبو عبد الله ×: الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق.[38]

 

* العلامة المجلسي في البحار, من كتاب الدرة الباهرة من الأصداف الطاهرة روي أنه وجد بخط مولانا أبي محمد العسكري × ما صورته: قد صعدنا ذرى[39] الحقائق بأقدام النبوة والولاية, ونورنا سبع طبقات أعلام الفتوى بالهداية, فنحن ليوث الوغى[40], وغيوث الندى, وطعان[41] العدى[42], وفينا السيف والقلم في العاجل, ولواء الحمد والحوض في الآجل, وأسباطنا حلفاء الدين وخلفاء النبيين ومصابيح الأمم ومفاتيح الكرم, فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء وروح القدس في جنان الصاقورة ذاق من حدائقنا الباكورة[43], وشيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية وصاروا لنا رداءً وصوناً وعلى الظلمة إلباً[44] وعوناً, وسينفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام آل حم وطه والطواسين من السنين, وهذا الكتاب درة من درر الرحمة, وقطرة من بحر الحكمة, وكتب الحسن بن علي العسكري في سنة أربع وخمسين ومائتين.[45]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد بن عبد الله, عن إبراهيم بن إسحاق, عن عبد الله بن حماد, عن ابن مسكان, عن أبي عبد الله × قال: نحن أصل كل خير ومن فروعنا كل بر, فمن البر التوحيد, والصلاة, والصيام, وكظم الغيظ, والعفو عن المسيء, ورحمة الفقير, وتعهد الجار, والاقرار بالفضل لأهله, وعدونا أصل كل شر, ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة, فمنهم الكذب, والبخل, والنميمة, والقطيعة, وأكل الربا, وأكل مال اليتيم بغير حقه, وتعدي الحدود التي أمر الله, وركوب الفواحش ما ظهر منها وما بطن, والزنى, والسرقة, وكل ما وافق ذلك من القبيح, فكذّب من زعم أنه معنا وهو متعلق بفروع غيرنا.[46]

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, سُئل أمير المؤمنين × عن العالم العلوي فقال: صور عارية عن المواد, عالية عن القوة والاستعداد, تجلى لها فأشرقت, وطالعها فتلألأت, وألقى في هويتها مِثَاله فأظهر عنها أفعاله, وخلق الانسان ذا نفس ناطقة إن زكاها بالعلم فقد شابهت جواهر أوائل عللها وإذا اعتدل مزاجها وفارقت الاضداد فقد شارك بها السبع الشداد.[47]

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: و{لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد}[48] يعني بذلك: ولا تتخذوا إمامين إنما هو إمام واحد.[49]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روى علي بن أسباط، عن إبراهيم الجعفري، عن أبي الجارود عن أبي عبد الله × في قوله {أإله مع الله بل أكثرهم لا يعلمون}[50] قال: أي إمام هدى مع إمام ضلال في قرن واحد.[51]

 

* الشيخ الكليني في الكافي,الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن محمد بن جمهور, عن علي بن الصلت, عن الحكم وإسماعيل إبني حبيب, عن بريد العجلي قال: سمعت أبا جعفر × يقول: بنا عبد الله, وبنا عرف الله, وبنا وُحد الله تبارك وتعالى, ومحمد حجاب الله تبارك وتعالى.[52]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال رسول الله |: يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت, ولا عرفني إلا الله وأنت, ولا عرفك إلا الله وأنا.[53]

 

* السيد هاشم البحراني في غاية المرام, ابن أبي الحديد في الشرح قال شيخنا أبو عثمان يعني الجاحظ قال: قال أبو عبيدة, عن جعفر بن محمد, عن آبائه عليهم السلام, عن علي × في خطبته له × لما بويع بالمدينة: ألا إن أبرار عترتي وأطايب أرومتي أحلم الناس صغاراً وأعلم الناس كباراً, ألا وإنا أهل بيت من عِلم الله عِلمنا, وبحُكم الله حُكمنا, ومن قول صادق سَمعُنا, فإن تتبعوا آثارنا تهتدوا ببصائرنا, وإن لم تفعلوا يهلككم الله بأيدينا, معنا راية الحق, من تبعها لحق ومن تأخر عنها غرق, ألا وبنا يُدرك كل مؤمن, وبنا يُخلع ربقة الذل من أعناقكم, وبنا فتح الله لا بكم, وبنا يختم الله لا بكم.[54]

 

* العلامة المجلسي في البحار, عن كتاب تأويل الآيات للسيد شرف الدين الحسيني قال: وجدت في مزار بالحضرة الغروية سلام الله على مشرفها في زيارة جامعة وهو ما هذا لفظه: اللهم صل على الفئة الهاشمية, والمشكاة الباهرة النبوية, والدوحة المباركة الأحمدية, والشجرة الميمونة الرضية, التي تنبع بالنبوة, وتتفرع بالرسالة, وتثمر بالامامة, وتغذي ينابيع الحكمة, وتسقي من مصفى العسل, والماء العذب الغدق, الذي فيه حياة القلوب ونور الأبصار الموحى إليه بأكل الثمرات, واتخاذ البيوتات من الجبال والشجر ومما يعرشون, السالك سبل ربه التي من رام غيرها ضل, ومن سلك سواها هلك {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس}[55] المستمع الواعي القائل الداعي.[56]

 

* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, ما رواه جابر الأنصاري عن النبي | أنه خرج يوماً ومعه الحسن والحسين ‘ فخطب الناس ثم قال في خطبته: أيها الناس إن هؤلاء عترة نبيكم وأهل بيته, وذريته وخلفاؤه, شرفهم الله بكرامته واستودعهم سره واستحفظهم غيبه واسترعاهم عباده, وأطلعهم على مكنون علمه ولقنهم كلمته, وولاهم أمر عباده وأمرهم على خلقه, واصطفاهم لتنزيله وأخدمهم ملائكته, وصرفهم في مملكته, وارتضاهم لسره, واجتباهم لكلماته واختارهم لأمره, وجعلهم أعلاماً لدينه, وجعلهم شهداء على عباده وأمناءهم في بلاده, فهم الأئمة المهدية, والعترة الزكية, والذرية النبوية, والسادة العلوية, والأئمة الوسطى, والكلمة العليا, وسادة أهل الدنيا, والرحمة الموصولة لمن لجأ إليهم, ونجاة لمن تمسك بهم سعد من والاهم وشقي من عاداهم, من تلاهم أمن من العذاب ومن تخلف ضل وخاب, إلى الله يدعون, وعنه يقولون, وبأمره يعملون, وفي أبياتهم هبط التنزيل, وإليهم بعث الأمين جبرائيل.[57]

 

* السيد ابن طاووس الحسني في اليقين,عن أحمد بن محمد الطبري من كتابه في تسمية مولانا علي × بأمير المؤمنين وولي المؤمنين ووصي رسول رب العالمين, فقال ما هذا لفظه: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الكوفي الدلال قال: أخبرنا الحسن بن عبد الواحد الخزاز قال: حدثنا يحيى بن الحسن بن فرات القرار قال: حدثنا عامر بن كثير السراج قال: وحدثنا الحسن بن سعيد قال: حدثنا زياد بن المنذر قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي × وهو يقول: شجرة أصلها رسول الله | وفرعها أمير المؤمنين علي ×, وأغصانها فاطمة بنت محمد ÷ وثمرتها الحسن والحسين ‘ فإنها شجرة النبوة, ونبت الرحمة, ومفتاح الحكمة, ومعدن العلم, وموضع الرسالة, ومختلف الملائكة, وموضع سر الله ووديعته, والأمانة التي عُرضت على السماوات والأرض, وحرم الله الأكبر, وبيت الله العتيق وحرمه.

عندنا علم المنايا والوصايا وفصل الخطاب ومولد الإسلام وأنساب العرب, كانوا نوراً مشرقاً حول عرش ربهم فأمرهم فسبحوا فسبح أهل السماوات بتسبيحهم, ثم أُهبطوا إلى الأرض فأمرهم فسبحوا فسبح أهل الأرض بتسبيحهم, فإنهم لهم الصافون وإنهم لهم المسبحون, فمن أوفى بذمتهم فقد أوفى بذمة الله ومن عرف حقهم فقد عرف حق الله, هم ولاة أمر الله وخزان وحي الله وورثة كتاب الله, وهم المصطفون بسر الله والأمناء على وحي الله, وهؤلاء أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة والمستأنسون بخفق أجنحة الملائكة بمن كان يغدوهم جبرئيل من المَلك الجليل بخير التنزيل وبرهان التأويل.

هؤلاء أهل بيت أكرمهم الله بسره وشرفهم بكرامته وأعزهم بالهدى وثبتهم بالوحى, وجعلهم أئمة هدى ونوراً في الظلم للنجاة, واختصهم لدينه وفضلهم بعلمه وأتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين, وجعلهم عماداً لدينه ومستودعاً لمكنون سره وأمناء على وحيه, نجباء من خلقه وشهداء على بريته, إختارهم وجعلهم للبلاد والعباد عماراً, وأدلاء للأمة على الصراط, فهم أئمة الهدى والدعاة إلى التقوى وكلمة الله العليا وحجة الله العظمى, وهم النجاة والزلفى, هم الخيرة الكرام, هم الأصفياء الحكام, هم النجوم الأعلام, هم الصراط المستقيم, هم السبيل الأقوم, الراغب عنهم مارق والمقصر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق, نور الله في قلوب المؤمنين, والبحار السايغة للشاربين, أمْنٌ لمن التجأ إليهم, وأمان لمن تمسك بهم, إلى الله يدعون وله يسلمون وبأمره يعملون وبكتابه يحكمون, منهم بعث الله رسوله, وعليهم هبطت ملائكته, وفيهم نزلت سكينته, وإليهم بعث الروح الأمين مَنّاً من الله عليهم, فضلهم به وخصهم, وأصول مباركة, مستقر قرار الرحمة, خزان العلم وورثة الحلم, وأولوا التقى والنهى والنور والضياء, وورثة الأنبياء وبقية الأوصياء, منهم الطيب ذكره والمبارك اسمه محمد |, والمصطفى المرتضى ورسوله النبي الأمي, ومنهم الملك الأزهر والأسد المرسل حمزة, ومنهم المستسقى به يوم الزيارة العباس بن عبد المطلب عم رسول الله | وصنو أبيه وذو الجناحين وذو الهجرتين والقبلتين والبيعتين من الشجرة المباركة صحيح الأديم وواضح البرهان.

ومنهم حبيب محمد وأخوه والمبلغ عنه من بعده البرهان والتأويل ومحكم التفسير, أمير المؤمنين وولي المؤمنين ووصي رسول رب العالمين علي بن أبي طالب عليه من الله الصلوات الزكية والبركات السنية, فهؤلاء الذين افترض الله مودتهم وولايتهم على كل مسلم ومسلمة, فقال في محكم كتابه لنبيه |: {قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً, إن الله غفور شكور}[58] فقال أبو جعفر محمد بن علي ×: إقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.[59]

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الفضل بن يوسف القصباني معنعنا: عن أبي جعفر محمد بن علي ‘ أنه قال: أيها الناس إن أهل بيت نبيكم شرفهم الله بكرامته, وأعزهم بهداه واختصهم لدينه, وفضلهم بعلمه, واستحفظهم وأودعهم علمه وأطلعهم على غيبه, عماد لدينه, شهداء عليه, وأوتاد في أرضه, [و]قوام بأمره, [برأهم] قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه, نجباء في علمه, اختارهم وانتجبهم وارتضاهم واصطفاهم, فجعلهم علماً لعباده وأدلاء لهم على صراطه, فهم الائمة [و]الدعاة, والقادة الهداة, والقضاة الحكام, والنجوم الاعلام, والأسوة المتخيرة, والعترة المطهرة, والامة الوسطى, والصراط الاعلم, والسبيل الاقوام, زينة النجباء, وورثة الانبياء, وهم الرحم الموصولة, والكهف الحصين للمؤمنين, ونور أبصار المهتدين, وعصمة لمن لجأ إليهم, وأمن لمن استجار بهم, ونجاة لمن تبعهم, يغتبط من والاهم, ويهلك من عاداهم, ويفوز من تمسك بهم, والراغب عنهم مارق, واللازم لهم لاحق, وهم الباب المبتلى به, من أتاه نجا ومن أباه هوى, حطة لمن دخله, وحجة على من تركه, إلى الله يدعون, وبأمره يعملون, وبكتابه يحكمون, وبآياته يرشدون, فيهم نزلت رسالته, وعليهم هبطت ملائكته, وإليهم بعث الروح الامين فضلاً منه ورحمة, وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين, فعندهم والحمد لله ما يلتمسون ويفتقر إليه ويحتاج من العلم الشاق والهدى من الضلالة والنور عند دخول الظلم, فهم الفروع الطيبة, والشجرة المباركة, ومعدن العلم, ومنتهى الحلم, وموضع الرسالة, ومختلف الملائكة, فهم أهل بيت الرحمة والبركة [الذين] أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً.[60]

 

* التبريزي الأنصاري في اللمعة البيضاء, قالوا عليهم السلام: لنا مع الله حالات هو فيها نحن ونحن هو, وهو هو ونحن نحن.[61]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد وأبي عبد الله البرقي, عن أبي طالب, عن سدير قال قلت: جُعلت فداك ما أنتم؟ قال: نحن خزان الله على علم الله نحن تراجمة وحي الله نحن الحجة البالغة على من دون السماء وفوق الارض.[62]

 

* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, روي عن ابن عباس أن رجلاً قدم إلى أمير المؤمنين × فاستضافه فاستدعى قرصاً من شعير يابسة وقعباً فيه ماء ثم كسر قطعة فألقاها في الماء ثم قال للرجل: تناولها فأخرجها فإذا هي فخذ طائر مشوي, ثم رمى له أخرى, وقال: تناولها فأخرجها فإذا هي قطعة من الحلوى, فقال الرجل: يا مولاي تضع لي كسراً يابسة فأجدها أنواع الطعام!! فقال أمير المؤمنين ×: نعم هذا الظاهر وذاك الباطن وإن أمرنا هكذا.[63]

 

* أحمد بن عياش الجوهري في مقتضب الأثر, حدثني محمد بن جعفر الآدمي من أصل كتابه وأثنى ابن غالب الحافظ عليه قال: حدثني أحمد بن عبيد بن ناصح قال: حدثني الحسين بن علوان الكلبي, عن همام بن الحرث, عن وهب بن منبه, قال: ان موسى نظر ليلة الخطاب الى كل شجرة في الطور, وكل حجر ونبات تنطق بذكر محمد | واثني عشر وصياً له من بعده, فقال موسى: إلهي لا أرى شيئاً خلقته الا وهو ناطق بذكر محمد | وأوصيائه الإثني عشر, فما منزلة هؤلاء عندك؟

قال: يا ابن عمران إني خلقتهم قبل خلق الانوار وجعلتهم في خزانة قدسي يرتعون في رياض مشيتي, ويتنسمون روح جبروتي, ويشاهدون أقطار ملكوتي, حتى إذا شئت بمشيتي أنفذت قضائي وقدري, يا ابن عمران إني سبقت بهم السابق حتى أزخرف بهم جناني, يا ابن عمران تمسك بذكرهم فإنهم خزنة علمي وعيبة حكمتي, ومعدن نوري, قال حسين بن علوان: فذكرت ذلك لجعفر بن محمد × فقال: حق ذلك هم إثني عشر من آل محمد | علي والحسن والحسين, وعلي بن الحسين, ومحمد بن علي, ومن شاء الله قلت: جعلت فداك إنما أسئلك لتفتيني بالحق: قال: أنا وابني هذا, وأومأ الى ابنه موسى ×, والخامس من ولده يغيب شخصه ولا يحل ذكره باسمه.[64]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عباد بن سليمان, عن أبيه قال: قال أبو عبد الله ×: إن الله تبارك وتعالى انتجبنا لنفسه فجعلنا صفوته من خلقه وأمناؤه على وحيه وخزانة في أرضه وموضع سره وعيبة علمه ثم أعطانا الشفاعة فنحن أذنه السامعة وعينه الناظرة ولسانه الناطق باذنه وامناؤه على ما نزل من عذر ونذر وحجة.[65]

 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبار، عن محمد بن خالد، عن فضالة بن أيوب، عن عبد الله بن أبي يعفور قال: قال أبو عبد الله ×: يا ابن أبي يعفور إن الله واحد متوحد بالوحدانية، متفرد بأمره، فخلق خلقاً فقدرهم لذلك الأمر فنحن هم يا ابن أبي يعفور, فنحن حجج الله في عباده، وخزانه على علمه، والقائمون بذلك.[66]

 

* الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة, روى جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر × عن تأويل قول الله عز وجل: {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق السماوات والارض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}[67] قال: فتنفس سيدي الصعداء ثم قال: يا جابر أما السَنة فهي جدي رسول الله |, وشهورها اثنا عشر شهراً, فهو أمير المؤمنين وإلي وإلى إبني جعفر, وابنه موسى, وابنه علي, وابنه محمد, وابنه علي, وإلى ابنه الحسن, وإلى ابنه محمد الهادي المهدي, اثنا عشر إماماً حجج الله في خلقه وأمناؤه على وحيه وعلمه, والأربعة الحرم الذين هم الدين القيم, أربعة منهم يخرجون باسم واحد: علي أمير المؤمنين, وأبي علي بن الحسين, وعلي بن موسى, وعلي بن محمد عليهم السلام, فالاقرار بهؤلاء هو الدين القيم {فلا تظلموا فيهن أنفسكم}[68] أي قولوا بهم جميعاً تهتدوا.[69]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن محمد بن سنان, عن عمار بن مروان, عن جابر, عن أبي عبد الله × قال: إن أمرنا سر في سر, وسر مستسر, وسر لا يفيد الا سر, وسر على سر, وسر مقنع بسر.[70]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, وروي عن ابن أبي محبوب, عن مرازم قال: قال أبو عبد الله ×: إن أمرنا هو الحق, وحق الحق, وهو الظاهر وباطن الباطن, وهو السر وسر السر, وسر المستسر, وسر مقنع بالسر.[71]

* الحسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, الحسن بن موسى الخشاب عن اسماعيل بن مهران عن عثمان بن جبلة عن كامل التمار قال كنت عند أبي عبد الله × ذات يوم فقال لي: يا كامل اجعلوا لنا رباً نؤب إليه وقولوا فينا ما شئتم, قال فقلت: نجعل لكم رباً تؤبون إليه ونقول فيكم ما شئنا؟! قال فاستوى جالساً فقال: ما عسى ان تقولوا والله ما خرج اليكم من علمنا الا ألف غير معطوفة.[72]

 

* العلامة المجلسي في البحار, عن كتاب منهاج التحقيق يرفعه إلى ابن أبي عمير عن المفضل عن أبي عبد الله × قال: لو أُذن لنا أن نُعلم الناس حالنا عند الله ومنزلتنا منه لما احتملتم, فقال له: في العلم؟ فقال: العلم أيسر من ذلك[73], إن الامام وكر لارادة الله عز وجل لا يشاء إلا من يشاء الله.[74]

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين الجهني قال: أقبل إليّ أبو عبد الله ×، فقال: يا مالك أنتم والله شيعتنا حقاً، يا مالك تراك قد أفرطت في القول في فضلنا! إنه ليس يقدر أحد على صفة الله وكنه قدرته وعظمته فكما لا يقدر أحد على كنه صفة الله وكنه قدرته وعظمته {ولله المثل الاعلى}[75] فكذلك لا يقدر أحد على صفة رسول الله | وفضلنا وما أعطانا الله وما أوجب من حقوقنا، وكما لا يقدر أحد أن يصف فضلنا وما أعطانا الله وما أوجب الله من حقوقنا فكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ويقوم به مما أوجب الله على أخيه المؤمن، والله يا مالك إن المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فما يزال الله تبارك وتعالى ناظراً إليهما بالمحبة والمغفرة، وإن الذنوب لتحات عن وجوههما وجوارحهما حتى يفترقا، فمن يقدر على صفة الله وصفة من هو هكذا عند الله؟![76]

 

* الشيخ الصدوق في فضائل الشيعة, حدثنا عبد الله بن محمد بن ظبيان, عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوساً مع رسول الله | إذ أقبل إليه رجل فقال يا رسول الله أخبرني عن قوله عز وجل لابليس {استكبرت أم كنت من العالين}[77] فمن هو يا رسول الله الذي هو أعلى من الملائكة؟ فقال رسول الله |: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بألفي عام فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود فسجد الملائكة كلهم الا ابليس فإنه أبى ولم يسجد فقال الله تبارك وتعالى {استكبرت أم كنت من العالين}[78] عني من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش فنحن باب الله الذي يؤتى منه بنا يهتدى المهتدى فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ولا يحبنا إلا من طاب مولده.[79]

 

* الخزاز القمي في كفاية الأثر, أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن أبي عبد الله أحمد بن محمد بن عبيد الله قال: حدثنا أبو طالب عبيد بن أحمد بن يعقوب ابن نصر الانباري قال: حدثنا أحمد بن محمد بن مسروق قال: حدثنا عبد الله بن شبيب قال: حدثنا محمد بن زياد الهاشمي قال: حدثنا سفيان بن عتبة قال: حدثنا عمران بن داود قال: حدثنا محمد بن الحنفية قال: أمير المؤمنين ×: سمعت رسول الله | يقول: قال الله تبارك وتعالى: لأعذبن كل رعية دانت بطاعة إمام ليس مني وإن كانت الرعية في نفسها برة, ولأرحمنَّ كل رعية دانت بإمام عادل مني وإن كانت الرعية في نفسها غير برة ولا تقية, ثم قال لي: يا علي أنت الامام والخليفة من بعدي, حربك حربي وسلمك سلمي, وأنت أبو سبطي وزوج ابنتي, من ذريتك الائمة المطهرون, فأنا سيد الانبياء وأنت سيد الاوصياء, وأنا وأنت من شجرة واحدة, ولولانا لم يخلق الجنة والنار ولا الانبياء ولا الملائكة, قال: قلت يا رسول الله فنحن أفضل من الملائكة؟ فقال: يا علي نحن خير خليقة الله على بسيط الارض, وخير الملائكة المقربين, وكيف لا نكون خيراً منهم وقد سبقناهم إلى معرفة الله وتوحيده, فبنا عرفوا الله وبنا عبدوا الله وبنا اهتدوا السبيل إلى معرفة الله, يا علي أنت مني وأنا منك, وأنت أخي ووزيري, [...] الخبر.[80]

 

* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, عن مالك الجهني قال: كنت قاعداً عند أبي جعفر × فنظرت إليه وجعلت أفكر في نفسي وأقول: لقد عظمك الله وكرَّمك وجعلك حجة على خلقه! فالتفت إليّ وقال: يا مالك الأمر أعظم مما تذهب إليه.[81]

* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, من كتاب جمعه الوزير السعيد مؤيد الدين أبو طالب محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن العلقمي & تعالى قال: ذكر الأجل أبو الفتح يحيى بن محمد بن حياء الكاتب قال: حدث بعضهم قال: كنت بين مكة والمدينة فإذا أنا بشبح يلوح من البرية يظهر تارة ويغيب أخرى حتى قرب مني فتأملته فإذا هو غلام سباعي أو ثماني فسلَّم عليّ فرددت عليه السلام وقلت: من أين؟ قال: من الله, فقلت: وإلى أين؟ قال: إلى الله, قال فقلت: فعلام؟ فقال: على الله, فقلت: فما زادك؟ قال: التقوى, فقلت: ممن أنت؟ قال: أنا رجل عربي, فقلت: أبن لي؟ قال: أنا رجل قرشي, فقلت: أبن لي؟ فقال: أنا رجل هاشمي, فقلت: أبن لي؟ قال: أنا رجل علوي, ثم أنشد:

فنحن على الحوض ذواده * نذود ويسعد وراده

فما فاز من فاز إلا بنا * وما خاب من حبنا زاده

فمن سرنا نال منا السرور * ومن ساءنا ساء ميلاده

ومن كان غاصبنا حقنا * فيوم القيامة ميعاده

ثم قال أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ثم التفت فلم أره فلا أعلم أَهَلّ صعد إلى السماء أم نزل في الأرض.[82]

 

* العلامة المجلسي في البحار, محمد بن علي بن زكريا الدهقان معنعنا, عن عبيد بن وائل قال : رأيت أبا ذر الغفاري رضي الله عنه بالموسم وقد أقبل بوجهه على الناس وهو يقول : يا أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب ابن السكن أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله | يقول كما قال الله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}[83] فمحمد | من نوح، والال من إبراهيم، والصفوة والسلالة من إسماعيل والعترة الهادية من محمد عليهم الصلاة والسلام والتحية والاكرام به شُرف شريفهم وبه استوجبوا الفضل على قومهم, فأهل بيت النبي | فينا كالسماء المرفوعة, والارض المبسوطة, والجبال المنصوبة, والكعبة المستورة, والشمس المشرقة, والقمر الساري, والنجوم الهادية, والشجرة الزيتونة، أضاء زيتها، وبورك في زندها عليهم السلام، ومنهم وصي محمد | في علمه ومعدن العلم بتأويله وقائد الغر المحجلين والصديق الاكبر علي بن أبي طالب ×, ألا أيتها الامة المتحيرة بعد نبيها، أم والله لو قدمتم من قدم الله ورسوله وأخرتم من أخر الله ورسوله ما عال ولي الله، ولا طاش سهم من فرائض الله، ولا تنازعت هذه الامة في شيء بعد نبيها، ألا وعلم ذلك عند أهل بيت نبيكم، فذوقوا وبال ما كسبتم {وسيعلم الذي ظلموا أي منقلب ينقلبون}[84].[85]

 

* محمد بن المشهدي في المزار الكبير,زيارة مولانا الخلف الصالح صاحب الزمان عليه وعلى آبائه السلام حدثنا الشيخ الاجل الفقيه العالم أبو محمد عربي بن مسافر العبادي رضي الله عنه قراءة عليه بداره بالحلة السيفية في شهر ربيع الاول سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة, وحدثني الشيخ العفيف أبو البقاء هبة الله بن نماء بن علي بن حمدون & قراءة عليه ايضاً بالحلة السيفية, قالا جميعاً: حدثنا الشيخ الامين أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي & بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في الطرز الكبير الذي عند رأس الامام × في العشر الاواخر من ذي الحجة سنة تسع وثلاثين وخمسمائة قال: حدثنا الشيخ الاجل السيد المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي رضي الله عنه بالمشهد المذكور في العشر الاواخر من ذي العقدة سنة تسع وخمسمائة قال: حدثنا السيد السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رضي الله عنه, عن محمد بن اسماعيل, عن محمد بن اشناس البزاز قال: أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن يحيى القمي قال: حدثنا محمد بن علي بن زنجويه القمي قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري قال: قال أبو علي الحسن بن اشناس, وأخبرنا أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني أن أبا جعفر محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري أخبره وأجاز له جميع ما رواه, أنه خرج إليه من الناحية, حرسها الله, بعد المسائل والصلاة والتوجه, أوله:

بسم الله الرحمن الرحيم, لا لأمر الله تعقلون, ولا من أوليائه تقبلون, حكمة بالغة عن قوم لا يؤمنون, والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين, فإذا اردتم التوجه بنا الى الله تعالى والينا, فقولوا كما قال الله تعالى: {سلام على آل يس}[86] ذلك هو الفضل المبين, والله ذو الفضل العظيم, لمن يهديه صراطه المستقيم, التوجه: قد أتاكم الله يا آل يس خلافته وعلم مجاري أمره, فيما قضاه ودبره, وأراده في ملكوته, وكشف لكم الغطاء, وأنتم خزنته وشهداؤه, وعلماؤه وأمناؤه, وساسة العباد وأركان البلاد, وقضاة الاحكام, وابواب الايمان, ومن تقديره منائح العطاء بكم إنفاذه محتوماً مقروناً, فما شيء منه الا وأنتم له السبب وإليه السبيل, خياره لوليكم نعمة, وانتقامه من عدوكم سخطة, فلا نجاة ولا مفزع إلا انتم, ولا مذهب عنكم, يا أعين الله الناظرة, وحملة معرفته, ومساكن توحيده في أرضه وسمائه, [...] الزيارة.[87]

 * الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, روي عن أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أنهم قالوا: نزهونا عن الربوبية وارفعوا عنا حظوظ البشرية.[88]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن بعض أصحابه, عن إبراهيم ابن حنان, عن علي بن سورة, عن سماعة قال: قال لي أبو الحسن×: إذا كان لك يا سماعة إلى الله عز وجل حاجة فقل: اللهم إني أسألك بحق محمد وعلي فإن لهما عندك شأناً من الشأن وقدراً من القدر, فبحق ذلك الشأن وبحق ذلك القدر أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي كذا وكذا, فإنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن إلا وهو يحتاج إليهما في ذلك اليوم.[89]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا علي ابن اسماعيل, عن محمد بن عمرو بن سعيد, عن بعض أصحابنا, عن نصر بن قابوس, قال سئلت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة}[90] قال: يا نصر إنه ليس حيث تذهب الناس إنما هو العالِم وما يَخرج منه.[91]

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة, حدثنا أبي، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا: حدثنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا محمد بن أحمد، عن أبي سعيد العصفري، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه، عن أبي جعفر × قال: سمعته يقول: لو بقيت الارض يوماً بلا إمام منا لساخت بأهلها ولعذبهم الله بأشد عذابه، إن الله تبارك وتعالى جعلنا حجة في أرضه وأماناً في الارض لاهل الارض، لم يزالوا في أمان من أن تسيخ بهم الارض ما دمنا بين أظهرهم، فإذا أراد الله أن يهلكهم ثم لا يمهلهم ولا ينظرهم ذهب بنا من بينهم ورفعنا إليه، ثم يفعل الله ما شاء وأحب.[92]

 

* الراوندي في قصص الانبياء, عن ابن بابويه أخبرنا ابراهيم بن هارون الهيتي, أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى, أخبرنا محمد بن يزيد القاضي, أخبرنا قتيبه بن سعيد, أخبرنا الليث بن سعد واسماعيل بن جعفر عن أبيه, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله |, لما خلق الله آدم ونفخ فيه من روحه التفت آدم يمينة العرش فإذا خمسة أشباح, فقال يا رب هل خلقت قبلي من البشر أحداً؟ قال: لا قال: فمن هؤلاء الذين أرى أسماءهم؟ فقال, هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ولا خلقت الجنة ولا النار ولا العرش ولا الكرسي ولا السماء ولا الارض ولا الملائكة ولا الجن ولا الانس, هؤلاء خمسة شققت لهم إسماً من أسمائي, فأنا المحمود وهذا محمد | وأنا الأعلى وهذا علي × وأنا الفاطر وهذه فاطمة ÷ وأنا ذو الاحسان وهذا الحسن × وأنا المحسن وهذا الحسين × آليت على نفسي أنه لا يأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبة من خردل من محبة أحدهم إلا أدخلته جنتي, وآليت بعزتي أنه لا يأتيني أحد وفي قلبه مثقال حبة من خردل من بغض أحدهم إلا أدخلته ناري, يا آدم هؤلاء صفوتي من خلقي, بهم أنجي من أنجي وبهم أهلك من أهلك.[93]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, محمد بن العباس, عن أحمد بن هوذة الباهلي, عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي, عن عبد الله بن حماد الانصاري, عن عبد الله بن سنان, عن أبي عبد الله × قال: دخل الحسن البصري على محمد بن علي × فقال له: يا أخا أهل البصرة بلغني أنك فسرت آية من كتاب الله على غير ما أُنزلت, فإن كنت فعلت فقد هلكت واستهلكت, قال: وما هي جُعلت فداك؟ قال: قول الله عز وجل {وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياماً آمنين}[94] ويحك!! كيف يجعل الله لقوم أماناً ومتاعهم يسرق بمكة والمدينة وما بينهما؟! وربما أخذ عبد أو قتل وفاتت نفسه؟!

ثم مكث ملياً ثم أومأ بيده إلى صدره وقال: نحن القرى التي بارك الله فيها, قال: جُعلت فداك أوجدت هذا في كتاب الله أن القرى رجال؟ قال: نعم, قول الله عز وجل: {وكأين من قرية عتت عن أمر ربها ورسله فحاسبناها حساباً شديداً وعذبناها عذاباً نكراً}[95] فمن العاتي على الله عز وجل؟ الحيطان, أم البيوت, أم الرجال؟ فقال: الرجال, ثم قال: جُعلت فداك زدني, قال: قوله عز وجل في سورة يوسف {وسئل القرية التي كنا فيها والعير التي أقبلنا فيها}[96] لمن أمروه أن يسأل؟ القرية والعير أم الرجال؟ فقال: جُعلت فداك, فأخبرني عن القرى الظاهرة قال: هم شيعتنا يعني العلماء منهم.[97]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أبي رضي الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: حدثنا علي بن أسباط قال: حدثنا علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير, عن الصادق جعفر بن محمد × أنه قال: يا أبا بصير, نحن شجرة العلم, ونحن أهل بيت النبي, وفي دارنا مهبط جبرئيل, ونحن خزان علم الله, ونحن معادن وحي الله, من تبعنا نجا, ومن تخلف عنا هلك, حقاً على الله عز وجل.[98]

 

* العلامة المجلسي في البحار, الهيثم النهدي, عن إسماعيل بن مهران قال: كنت أنا وأحمد بن أبي نصر عند الرضا × فجرى ذكر الامام فقال الرضا ×: إنما هو مثل القمر يدور في كل مكان أو تراه من كل مكان.[99]

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, قال رسول الله |: جعل الله النجوم أماناً لأهل السماء وجعل أهل بيتي أماناً لأهل الأرض.[100]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسى, عن أحمد بن سليم أو عمن رواه عن أحمد بن سليم, عن أبي محمد الهمداني, عن اسحق الحريري قال: كنت عند أبي عبد الله × فسمعته وهو يقول: إن لله عموداً من نور حجبه الله عن جميع الخلائق, طرفه عند الله وطرفه الآخر في أذن الامام, فإذا أراد الله شيئاً أوحاه في أذن الامام.[101]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا معاوية بن حكيم, عن أبي داود المسترق, عن محمد بن مروان, عن أبي عبد الله × قال: إن الامام يسمع الصوت في بطن أمه, فإذا بلغ أربعة أشهر كُتب على عضده الايمن {وتمت كلمة ربك صدقاً وعدلاً لا مبدل لكلماته}[102] فإذا وضعته سطع له نور ما بين السماء والارض, فإذا درج رفع له عمود من نور يرى به ما بين المشرق والمغرب.[103]

 

* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أحمد بن يحيى المكتب قال: حدثنا أبو الطيب أحمد بن محمد الوراق قال: حدثنا علي بن هارون الحميري قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي قال: حدثني أبي, عن علي بن يقطين - في حديث طويل - عن الإمام موسى بن جعفر ×: قال قد والله أوتينا ما أوتي سليمان وما لم يؤت سليمان وما لم يؤت أحد من العالمين, قال الله عز وجل في قصة سليمان: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب}[104] وقال في قصة محمد |: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}[105].[106]

 

* محمد بن أحمد القمي في المائة منقبة, حدثنا سهل بن أحمد قال: حدثني أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدثني هناد بن السري قال: حدثني محمد بن هشام قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد قال: حدثني محمد بن المنكدر, عن جابر عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله |: إن الله تعالى لما خلق السماوات والارض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوتي وولاية علي بن أبي طالب فقبلنها, ثم خلق الخلق وفوض إلينا أمر الدين, فالسعيد من سعد بنا والشقي من شقي بنا, نحن المحللون لحلاله والمحرمون لحرامه.[107]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد عن ابن أبي نصر، عن مثنى، عن زرارة قال: كنت عند أبي جعفر × فقال له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين ×: سلوني عما شئتم فلا تسألوني عن شيء إلا أنبأتكم به, قال: إنه ليس أحد عنده علم شيء إلا خرج من عند أمير المؤمنين ×, فليذهب الناس حيث شاؤوا، فوالله ليس الأمر إلا من ههنا، وأشار بيده إلى بيته[108].[109]

 

* العلامة المجلسي في البحار, قال الشيخ حسن بن سليمان & في كتاب المحتضر: روى بعض علماء الإمامية في كتاب منهج التحقيق إلى سوآء الطريق بإسناده عن سلمان الفارسي - في حديث طويل - قال: فقال سلمان: يا أمير المؤمنين رأيت الملك ما زار الخضر إلا حين أخذ إذنك, فقال ×: والذي رفع السماء بغير عمد, لو أن أحدهم رام أن يزول من مكانه بقدر نفس واحد لما زال حتى آذن له, وكذلك يصير حال ولدي الحسن وبعده الحسين وتسعة من ولد الحسين تاسعهم قائمهم, [...] الخبر.[110]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا ابراهيم بن اسحق, عن عبد الله بن حماد, عن أبي خالد القماط, عن أبي عبد الله × قال قلت له: يابن رسول الله | ما منزلتكم من ربكم؟

قال: حجته على خلقه, وبابه الذي يؤتى منه, وأمناؤه على سره, وتراجمة وحيه.[111]

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي عن محمد بن صدقة - في حديث طويل - قال أمير المؤمنين × لسلمان وأبي ذر: يا سلمان ويا جندب قالا لبيك صلوات الله عليك قال ×: أنا أمير كل مؤمن ومؤمنة ممن مضى وممن بقي وأيدت بروح العظمة وإنما أنا عبد من عبيد الله لا تسمونا أرباباً وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا ولا معشار العشر لأنا آيات الله ودلائله وحجج الله وخلفاؤه وأمناؤه وأئمته ووجه الله وعين الله ولسان الله بنا يعذب الله عباده وبنا يثيب ومن بين خلقه طهرنا واختارنا واصطفانا ولو قال قائل لِمَ؟! وكيف؟! وفيم؟! لكفر وأشرك لأنه لا يُسأل عما يفعل وهم يسألون, [...] الخبر.[112]

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني عبد الرحمان بن الحسن التميمي البزاز معنعنا: عن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: خطب [أمير المؤمنين] علي [بن أبي طالب ×] على منبر الكوفة وكان فيما قال: والله إني لديان الناس يوم الدين وقسيم الجنة والنار, لا يدخلها الداخل إلا على أحد قسمي, وإني الفاروق الاكبر, وإن جميع الرسل والملائكة والأرواح خلقوا لخلقنا, لقد أعطيت التسع التي لم يسبقني إليها أحد, علمت فصل الخطاب, وبصرت سبيل الكتاب, وأزجل[113] إلى السبحات[114] وعلمت علم المنايا والبلايا والقضايا, وبي كمال الدين, وأنا النعمة التي أنعمها الله على خلقه, كل ذلك مَنٌّ من الله به علي, ومنَّا الرقيب على خلق الله, ونحن قسم الله وحجته بين العباد إذ يقول الله: {اتقوا الله الذي تساءلون به والارحام إن الله كان عليكم رقيباً}[115], فنحن أهل بيت عصمنا الله من أن نكون فتانين أو كذابين أو ساحرين أو زيافين[116], فمن كان فيه شيء من هذه الخصال فليس منا ولا نحن منه, إنا أهل بيت طهرنا الله من كل نجس, نحن الصادقون إذا نطقنا, والعالمون إذا سُئلنا, أعطانا الله عشر خصال لم تكن لأحد قبلنا ولا تكون لأحد بعدنا: الحلم والعلم واللب والنبوة والشجاعة والصبر والعفاف والطهارة, فنحن كلمة التقوى وسبيل الهدى والمثل الأعلى والحجة العظمى والعروة الوثقى والحق الذي أقر الله به {فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون}[117].[118]

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, ما رواه صاحب كتاب الواحدة أبو الحسن علي بن محمد بن جمهور &, عن الحسن بن عبد الله الأطروش قال: حدثني محمد بن إسماعيل الأحمسي السراج قال: حدثنا وكيع بن الجراح قال: حدثنا الأعمش, عن مورق العجلي, عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه - في حديث طويل - قال: قال رسول الله |: يا أبا ذر لولا علي ما بان حق من باطل, ولا مؤمن من كافر, ولا عُبد الله لأنه ضرب رؤوس المشركين حتى أسلموا وعبدوا الله, ولولا ذلك لم يكن ثواب ولا عقاب ولا يستره من الله ستر, ولا يحجبه من الله حجاب, وهو الحجاب والستر, [...] الخبر.[119]

 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن عيسى, عن محمد بن سنان, عن عمار بن مروان, عن سماعة, قال دخلت على أبي عبد الله × وأنا أُحَدث نفسي فرعاني فقال مالك تُحدِّث نفسك تشتهي أن ترى أبا جعفر ×؟ قلت: نعم, قال: قم فادخل البيت فإذا هو أبو جعفر ×.

قال ×:[120] أتى قوم من الشيعة الحسن بن علي × بعد قتل أمير المؤمنين × فسألوه قال تعرفون أمير المؤمنين × إذا رأيتموه؟ قالوا: نعم قال فارفعوا الستر فرفعوه فإذا هم بأمير المؤمنين × لا ينكرونه!

وقال أمير المؤمنين ×: يموت من مات منا وليس بميت ويبقى من بقى منا حجة عليكم.[121]

 

* العلامة المجلسي في البحار, نصر بن الصباح, عن ابن أبي عثمان, عن قاسم الصحاف,عن رجل من أهل المدائن يعرفه القاسم, عن عمار الساباطي, قال: قلت لأبي عبد الله ×: جُعلت فداك أحب أن تخبرني باسم الله تعالى الاعظم؟ فقال لي: إنك لن تقوى على ذلك! قال فلما ألححت, قال: فمكانك إذاً، ثم قام فدخل البيت هنيهة ثم صاح بي: أدخل فدخلت، فقال لي: ما ذلك؟ فقلت: أخبرني به جُعلت فداك، قال: فوضع يده على الارض فنظرت إلى البيت يدور بي، وأخذني أمر عظيم كدت أهلك، فضحك، فقلت: جعلت فداك! حسبي لا أريد![122]

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, روى الحسن قال: أخبرنا أحمد بن محمد, عن محمد بن علي, عن علي, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه, قال: كنت عند أبي الحسن × إذ دخل عليه ثلاثون مملوكاً من الحبش, قد اشتروهم له, فكلم غلاماً منهم, وكان جميلاً من الحبش, ثم خرجوا, فقلت: جعلت فداك, لقد رأيتك تكلم هذا الغلام بالحبشية فبماذا أمرته؟ قال: أمرته أن يستوصي بأصحابه خيراً, ويعطيهم في كل هلال ثلاثين درهماً, وذلك لما نظرت إليه علمت أنه غلام عاقل من أبناء ملوكهم, وأوصيته بجميع ما أحتاج, فقبل وصيتي, ومع هذا فهو غلام صدوق, ثم قال: لعلك عجبت من كلامي بالحبشية! لا تعجب, فما يخفى عليك من أمر الحجة أكثر من ذلك وأعجب, وما هذا من الحجة في علمه إلا كطائر أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء, أفترى الذي أخذ بمنقاره نقص من البحر شيئاً؟! إن الإمام بمنزلة البحر, لا ينفد ما عنده, وعجائبه أكثر من ذلك.[123]

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا علي بن محمد, عن القسم بن محمد, عن سليمان بن داود المنقري, عن سفيان بن موسى, عن سدير, عن أبي جعفر × قال سمعته يقول: نحن خزان الله في الدنيا والآخرة وشيعتنا خزاننا ولولانا ما عرف الله.[124]

 

* علي بن ابراهيم في تفسيره, حدثني أبي عن الحسن بن علي الوشاء, عن رجل, عن حريز بن عبد الله, عن أبي عبد الله × في قوله {وأوحى ربك إلى النحل}[125] قال: نحن النحل التي أوحى الله إليها {أن اتخذي من الجبال بيوتاً} أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة {ومن الشجر} يقول من العجم {ومما يعرشون} يقول من الموالي والذي {يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه}[126] العلم الذي يخرج منا اليكم, [...] الخبر.[127]

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل & قال: حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن يوسف بن عقيل، عن إسحاق بن راهويه قال: لما وافى أبو الحسن الرضا × نيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون، اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له: يا بن رسول الله، ترحل عنا ولا تحدثنا بحديث فنستفيده منك، وقد كان قعد في العمارية[128] فأطلع رأسه وقال: سمعت أبي موسى بن جعفر يقول: سمعت أبي جعفر بن محمد يقول: سمعت أبي محمد بن علي يقول: سمعت أبي علي بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسين بن علي يقول: سمعت أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × يقول: سمعت رسول الله | يقول: سمعت جبرئيل × يقول: سمعت الله عز وجل يقول: لا إله إلا الله حصني، فمن دخل حصني أمن عذابي.

فلما مرت الراحلة نادانا: بشروطها! وأنا من[129] شروطها.[130]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, أحمد بن إدريس ومحمد بن يحيى, عن الحسن بن علي الكوفي, عن عبيس ابن هشام, عن عبد الله بن سليمان, عن أبي عبد الله × قال: سألته عن الامام فوض الله إليه كما فوض إلى سليمان بن داود؟ فقال: نعم, وذلك أن رجلاً سأله عن مسألة فأجابه فيها وسأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الاول, ثم سأله آخر فأجابه بغير جواب الاولين, ثم قال: {هذا عطاؤنا فامنن أو} أعط {بغير حساب}[131] وهكذا هي في قراءة علي × قال قلت: أصلحك الله فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الامام؟ قال: سبحان الله أما تسمع الله يقول: {إن في ذلك لآيات للمتوسمين}[132] وهم الائمة {وإنها لبسبيل مقيم}[133] لا يخرج منها أبداً, ثم قال لي: نعم إن الامام إذا أبصر إلى الرجل عرفه وعرف لونه وإن سمع كلامه من خلف حائط عرفه وعرف ما هو, إن الله يقول: {ومن آياته خلق السماوات والارض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين}[134] وهم العلماء, فليس يسمع شيئاً من الامر ينطق به إلا عرفه, ناج أو هالك, فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم.[135]

 

* الشيخ الصدوق في من لا يحضره الفقيه, روى محمد بن علي الكوفي، عن إسماعيل بن مهران، عن مرازم, عن جابر بن يزيد، عن جابر بن عبد الله الانصاري - في حديث طويل - قال: فقلت: يا رسول الله هذه حالنا فكيف حالك وحال الاوصياء بعدك في الولادة؟ فسكت رسول الله | ملياً ثم قال: يا جابر لقد سألت عن أمر جسيم لا يحتمله إلا ذو حظ عظيم، إن الانبياء والأوصياء مخلوقون من نوع عظمة الله جل ثناؤه يودع الله أنوارهم أصلاباً طيبة، وأرحاماً طاهرة، يحفظها بملائكته، ويربيها بحكمته، ويغذوها بعلمه، فأمرهم يُجلّ عن أن يوصف, وأحوالهم تَدِق عن أن تُعلم، لأنهم نجوم الله في أرضه، وأعلامه في بريته، وخلفاؤه على عباده، وأنواره في بلاده، وحججه على خلقه، يا جابر هذا من مكنون العلم ومخزونه فاكتمه إلا من أهله.[136]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي قال: كنت جالساً في مسجد الرسول | إذا أقبل رجل فسلم فقال: من أنت يا عبد الله؟ قلت: رجل من أهل الكوفة، فقلت: ما حاجتك فقال لي: أتعرف أبا جعفر محمد بن علي ×؟ فقلت: نعم فما حاجتك إليه قال: هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها فما كان من حق أخذته وما كان من باطل تركته، قال أبو حمزة: فقلت له: هل تعرف ما بين الحق والباطل؟ قال: نعم، فقلت له: فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل فقال لي: يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون[137]! إذا رأيت أبا جعفر × فأخبرني، فما انقطع كلامي معه حتى أقبل أبو جعفر × وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريباً منه، قال أبو حمزة: فجلست حيث أسمع الكلام وحوله عالم من الناس فلما قضى حوائجهم وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له: من أنت؟ قال: أنا قتادة بن دعامة البصري, فقال له أبو جعفر ×: أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم، فقال له أبو جعفر ×: ويحك يا قتادة إن الله جل وعز خلق خلقاً من خلقه فجعلهم حججاً على خلقه فهم أوتاد في أرضه، قوام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه، قال: فسكت قتادة طويلاً ثم قال: أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك! قال له أبو جعفر ×: ويحك أتدري أين أنت أنت بين يدي {بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال * رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلوة وإيتاء الزكوة}[138] فأنت ثم ونحن أولئك؟! فقال له قتادة: صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين,قال قتادة: فأخبرني عن الجبن؟ فتبسم أبو جعفر × وقال: رجعت مسائلك إلى هذا؟!! قال: ضلت عني, فقال: لا بأس به, [...] الخبر.[139]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, أحمد بن محمد بن عيسى, عن الحسين بن سعيد, عن بعض أصحابه, عن سيف بن عميرة, عن أبي حمزة الثمالي, وحدثني محمد بن خالد الطيالسي, عن سيف بن عميرة, عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر × يقول: من أحللنا له شيئاً أصابه من أعمال الظالمين فهو له حلال لأن الأئمة منا مفوض إليهم فما أحلوا فهو حلال وما حرموا فهو حرام.[140]

 

* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, قال فتح بن يزيد الجرجاني قال ضمني وأبا الحسن الطريق حين منصرفي من مكة إلى خراسان وهو صائر إلى العراق فسمعته وهو يقول: من اتقى الله يُتقى ومن أطاع الله يُطاع, قال فتلطفت في الوصول إليه فسلمت عليه فرد عليَّ السلام وأمرني بالجلوس وأول ما ابتداني به أن قال: يا فتح من أطاع الخالق لم يُبال بسخط المخلوق ومن أسخط الخالق فايقن أن يحل به الخالق سخط المخلوق, وأن الخالق لا يوصف إلا بما وصف به نفسه وأنَّى يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه, والأوهام أن تناله, والخطرات أن تحده, والأبصار عن الاحاطة به, جلَّ عما يصفه الواصفون, وتعالى عما ينعته الناعتون, نأى في قربه, وقَرب في نأيه, فهو في نأيه قريب, وفي قربه بعيد, كيف الكيف فلا يقال كيف, وأين الأين فلا يقال أين, إذ هو منقطع الكيفية والأينية, هو الواحد الأحد الصمد {لم يلد ولم يولد * ولم يكن له كفواً أحد}[141] فجلَّ جلاله أم كيف يوصف بكنهه محمد | وقد قرنه الجليل باسمه وشركه في عطائه وأوجب لمن أطاعه جزاء طاعته إذ يقول: {وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله}[142] وقال يحكى قول من ترك طاعته وهو يعذبه بين أطباق نيرانها وسرابيل قطرانهاً {يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}[143] أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم بطاعة رسوله حيث قال: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم}[144] وقال {ولو ردوه - إلى الله - وإلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم}[145] وقال {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها}[146] وقال {فسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[147].

يا فتح كما لا يوصف الجليل جل جلاله والرسول والخليل وولد البتول فكذلك لا يوصف المؤمن المسلِّم لأمرنا, فنبينا أفضل الأنبياء وخليلنا أفضل الأخلاء ووصيه أكرم الأوصياء, إسمهما أفضل الأسماء, وكنيتهما أفضل الكنى وأجلاها, لو لم يجالسنا إلا كفو لم يجالسنا أحد, ولو لم يزوجنا إلا كفو لم يزوجنا أحد, أشد الناس تواضعاً أعظمهم حلماً وأنداهم كفاً وأمنعهم كنفاً, ورث عنهما أوصياؤهما علمهما فاردد إليهم الأمر وسلِّم إليهم, أماتك الله مماتهم وأحياك حياتهم إذا شئت رحمك الله.

قال فتح فخرجت فلما كان من الغد تلطفت في الوصول إليه فسلَّمت عليه فرد عليَّ السلام فقلت: يا ابن رسول الله أتاذن لي في مسألة اختلج في صدري أمرها ليلتي؟ قال: سل وإن شرحتُها فلي, وإن أمسكتُها فلي, فصحح نظرك وتثبت في مسألتك واصغ إلى جوابها سمعك ولا تسأل مسألة تعنت, واعتن بما تعتني به, فإن العالم والمتعلم شريكان في الرشد مأموران بالنصيحة منهيان عن الغش, وأما الذي اختلج في صدرك ليلتك فإن شاء العالم أنبأك: إن الله لم {يُظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول}[148] فكل ما كان عند الرسول كان عند العالم وكل ما اطلع عليه الرسول فقد اطلع أوصيائه عليه لئلا تخلو أرضه من حجة يكون معه علم يدل على صدق مقالته, وجواز عدالته.

يا فتح عسى الشيطان أراد اللبس عليك فأوهمك في بعض ما أودعتك, وشكَّكك في بعض ما أنبأتك حتى أراد إزالتك عن طريق الله وصراطه المستقيم, فقلت: متى أيقنت أنهم كذا فهم أرباب! معاذ الله, إنهم مخلوقون مربوبون مطيعون لله داخرون راغبون, فإذا جاءك الشيطان من قبل ما جاءك فاقمعه بما أنباتك به.

فقلت له جعلت فداك فرَّجت عني وكشفت ما لبس الملعون عليَّ بشرحك فقد كان أوقع في خلدي أنكم أرباب, قال فسجد أبو الحسن وهو يقول في سجوده راغماً لك يا خالقي داخراً خاضعاً, قال فلم يزل كذلك حتى ذهب ليلي, ثم قال: يا فتح كدت أن تهلك وتهلك وما ضر عيسى إذا هلك من هلك فاذهب إذا شئت رحمك الله.

قال فخرجت وانا فرح بما كشف الله عني من اللبس بأنهم هم وحمدت الله على ما قدرت عليه فلما كان في المنزل الآخر دخلت عليه وهو متك وبين يديه حنطة مقلوة يعبث بها وقد كان أوقع الشيطان في خلدي أنه لا ينبغي أن يأكلوا ويشربوا إذ كان ذلك آفة, والإمام غير مأوف! فقال: اجلس يا فتح فإن لنا بالرسل أسوة كانوا يأكلون ويشربون ويمشون في الأسواق, وكل جسم مغذو بهذا إلا الخالق الرازق لأنه جسم الأجسام وهو لم يجسم ولم يجز ابتناءه, ولم يتزايد ولم يتناقص, مبرء من ذاته ما ركب في ذات من جسمه, الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد, منشئ الأشياء, مجسم الأجسام وهو السميع العليم اللطيف الخبير الرؤوف الرحيم تبارك وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً, لو كان كما وصف لم يُعرف الرب من المربوب, ولا الخالق من المخلوق, ولا المنشئ من المنشأ, ولكنه فرق بينه وبين من جسمه, وشيَّء الأشياء إذ كان لا يشبهه شيء يرى ولا يشبه شيئاً.[149]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن اسماعيل, عن علي بن الحكم, عن فضيل بن عثمان, عن محمد بن شريح قال: قال أبو عبد الله ×: لولا أن الله فرض طاعتنا وولايتنا وأمر مودتنا ما أوقفناكم على أبوابنا ولا أدخلناكم بيوتنا, إنا والله ما نقول بأهوائنا ولا نقول برأينا ولا نقول إلا ما قال ربنا, وأصول عندنا نكنزها كما يكنز هؤلاء ذهبهم وفضتهم.[150]

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, سأل يحيى بن أكثم أبا الحسن العالم × عن قوله تعالى: {سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله}[151] ما هي؟ فقال: هي: عين الكبريت, وعين اليمن, وعين البرهوت, وعين الطبرية, وجمة ماسيدان, وجمة افريقا, وعين ماجروان, ونحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى.[152]

 

* ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب, عن أبي هاشم قال: كنت عند أبي محمد × فسألته عن قول الله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله}[153] فقال ×: كلهم من آل محمد عليهم السلام, الظالم لنفسه الذي لا يقر بالامام, والمقتصد العارف بالامام, والسابق بالخيرات بإذن الله الإمام, قال: فدمعت عيناي وجعلت أفكر في نفسي عظم ما أعطى الله آل محمد عليهم السلام, فنظر إليَّ وقال: الأمر أعظم مما حدثتك به نفسك من عظم شأن آل محمد عليهم السلام, فأحمد الله فقد جعلك متمسكاً بحبلهم, تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بإمامهم, فابشر يا أبا هاشم فإنك على خير.[154]

 

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, في خبر طويل عن أمير المؤمنين × أنه قال: وأما ما كان من الخطاب بالانفراد مرة, وبالجمع مرة, من صفة الباري جل ذكره, فإن الله تبارك وتعالى اسمه, على ما وصف به نفسه بالانفراد والوحدانية, هو: النور الأزلي القديم الذي ليس كمثله شيء, لا يتغير, ويحكم ما يشاء ويختار, ولا معقب لحكمه, ولا راد لقضائه, ولا ما خلق زاد في ملكه وعزه ولا نقص منه ما لم يخلقه, وانما أراد بالخلق إظهار قدرته, وابداء سلطانه, وتبيين براهين حكمته, فخلق ما شاء كما شاء, وأجرى فعل بعض الأشياء على أيدي من اصطفى من أمنائه, وكان فعلهم فعله, وأمرهم أمره, كما قال: {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله}[155] وجعل السماء والأرض وعاء لمن يشاء من خلقه, ليميز الخبيث من الطيب, مع سابق علمه بالفريقين من أهلها, وليجعل ذلك مثالاً لأوليائه وأمنائه, وعرَّف الخليقة فضل منزلة أوليائه, وفرض عليهم من طاعتهم مثل الذي فرضه منه لنفسه, وألزمهم الحجة بأن خاطبهم خطاباً يدل على انفراده وتوحده وبأن له أولياء تجري أفعالهم وأحكامهم مجرى فعله, فهم الـ{عباد المكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}[156] هو الذي {أيدهم بروح منه}[157] وعرَّف الخلق اقتدارهم على علم الغيب بقوله: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً * إلا من ارتضى من رسول}[158] وهم النعيم الذي يُسئل العباد عنه, لأن الله تبارك وتعالى أنعم بهم على من اتبعهم من أوليائهم.

قال السائل: من هؤلاء الحجج؟ قال: هم رسول الله, ومن حل محله من أصفياء الله الذين قرنهم الله بنفسه ورسوله, وفرض على العباد من طاعتهم مثل الذي فرض عليهم منها لنفسه, وهم ولاة الأمر الذين قال الله فيهم: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}[159] وقال فيهم: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}[160] قال السائل: ما ذاك الأمر؟

 قال علي ×: الذي به تنزل الملائكة في الليلة التي يفرق فيها كل أمر حكيم, من خلق, ورزق, وأجل, وعمل, وعمر, وحياة وموت, وعلم غيب السماوات والأرض, والمعجزات التي لا تنبغي إلا لله وأصفيائه والسفرة بينه وبين خلقه, وهم وجه الله الذي قال: {فأينما تولوا فثم وجه الله}[161] هم بقية الله يعني المهدي يأتي عند انقضاء هذه النظرة, فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً, ومن آياته: الغيبة والإكتتام, عند عموم الطغيان, وحلول الانتنقام, ولو كان هذا الأمر الذي عرفتك بأنه للنبي دون غيره, لكان الخطاب يدل على فعل ماض, غير دائم ولا مستقبل, ولقال: نزلت الملائكة وفرق كل أمر حكيم ولم يقل: {تنزل الملائكة}[162] و{يفرق كل أمر حكيم}[163].

وقد زاد جل ذكره في التبيان, وإثبات الحجة, بقوله في أصفيائه وأوليائه عليهم السلام: {أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله}[164] تعريفاً للخليقة قربهم, ألا ترى أنك تقول: فلان إلى جنب فلان, إذا أردت أن تصف قربه منه, وإنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره, وغير أنبيائه وحججه في أرضه, لعلمه بما يُحدثه في كتابه المبدلون, من: إسقاط أسماء حججه منه, وتلبيسهم ذلك على الأمة ليعينوهم على باطلهم, فأثبت به الرموز, وأعمى قلوبهم وأبصارهم, لما عليهم في تركها وترك غيرها, من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه, وجعل أهل الكتاب المقيمين به, والعالمين بظاهره وباطنه من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها, أي: يظهر مثل هذا العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت, وجعل أعدائها, أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور الله بأفواههم, فأبي الله الا أن يتم نوره, ولو علم المنافقون لعنهم الله: ما عليهم من ترك هذه الآيات التي بينت لك تأويلها, لأسقطوها مع ما أسقطوا منه, ولكن الله تبارك اسمه ماض حكمه بايجاب الحجة على خلقه, كما قال الله تعالى, {فلله الحجة البالغة}[165] أغشى أبصارهم, وجعل على قلوبهم أكنة عن تأمل ذلك, فتركوه بحاله, وحجبوا عن تأكيد الملتبس بإبطاله, فالسعداء ينهون عليه, والأشقياء يعمون عنه {ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور}[166].[167]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن محمد بن الحسن قال: وجدت في نوادر محمد بن سنان عن عبد الله بن سنان قال: قال أبو عبد الله ×: لا والله ما فوض الله إلى أحد من خلقه إلا إلى رسول الله | وإلى الائمة, قال عز وجل: {إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله}[168] وهي جارية في الأوصياء عليهم السلام.[169]

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن أبي داود, عن سليمان بن سفيان, عن ثعلبة بن ميمون, عن زرارة قال قلت لأبي جعفر × قول الله تبارك وتعالى: {فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}[170] من المعني بذلك؟ قال: نحن, قال قلت: فأنتم المسؤولون؟ قال: نعم, قال قلت: ونحن السائلون؟ قال: نعم, قال قلت: فعلينا أن نسئلكم؟ قال: نعم, وعليكم أن تجيبونا؟ قال: لا ذاك إلينا إن شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل ثم {هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب}[171].[172]

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن بعض أصحابنا, عن سيف بن عميرة, عن أبي حمزة الثمالي قال: سمعت أبا جعفر × يقول: من أحللنا له شيئاً أصابه من أعمال الظالمين فهو له حلال لأن الأئمة منا مفوض إليهم فما أحلوا فهو حلال وما حرموا فهو حرام.[173]

 

* الشيخ الكليني في الكافي, سهل بن زياد، عن ابن سنان, عن ابن سعدان, عن سماعة قال: كنت قاعداً مع أبي الحسن الاول × والناس في الطواف في جوف الليل فقال: يا سماعة إلينا إياب هذا الخلق وعلينا حسابهم, فما كان لهم من ذنب بينهم وبين الله عز وجل حَتَمنا على الله في تركِه لنا فأجابنا إلى ذلك, وما كان بينه وبين الناس استوهبناه منهم وأجابوا إلى ذلك وعوضهم الله عز وجل.[174]

 

* الشيخ المفيد في الاختصاص, أحمد بن محمد بن عيسى، وأخوه عبد الله بن محمد، عن أبيهما محمد بن عيسى، عن عبد الله بن سنان، عن موسى بن أشيم قال: دخلت على أبي عبد الله × فسألته عن مسألة فأجابني فيها بجواب, فأنا جالس إذ دخل رجل فسأله عنها بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني، فدخل رجل آخر فسأله بعينها فأجابه بخلاف ما أجابني وخلاف ما أجابه به صاحبي، ففزعت من ذلك! وعظم علي! فلما خرج القوم نظر إليَّ وقال: يا ابن أشيم كأنك جزعت! فقلت: جُعلت فداك إنما جزعت في ثلاثة أقاويل في مسألة واحدة!! فقال: يا ابن أشيم إن الله فوض إلى داود أمر ملكه فقال: {هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب}[175] وفوض إلى محمد | أمر دينه فقال: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}[176] وإن الله فوض إلى الأئمة منا وإلينا ما فوض إلى محمد | فلا تجزع.[177]

 

* العلامة المجلسي في البحار, من كتاب الفردوس باسناده إلى ابن عباس قال: قال رسول الله |: أنا ميزان العلم، وعلي كفتاه، والحسن والحسين خيوطه، وفاطمة عُلاقته، والائمة من بعدي عموده، يوزن فيه أعمال المحبين لنا والمبغضين لنا.[178]

 

* العلامة المجلسي في البحار, الحسن بن علي عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله × قال: كنت جالساً عنده فقال لي ابتداء منه: يا صالح بن سهل إن الله جعل بينه وبين الرسول رسولاً ولم يجعل بينه وبين الامام رسولاً، قال: قلت: وكيف ذاك؟ قال: جعل بينه وبين الامام عموداً من نور ينظر الله به إلى الامام وينظر الامام به إليه, فإذا أراد علم شيء نظر في ذلك النور فعرفه.[179]

 

* محمد بن المشهدي في المزار الكبير, أخبرني الشيخان الاجلان العالمان الفقيهان أبو محمد عربي بن مسافر العبادي وهبة الله بن نما بن علي بن حمدون رضي الله عنهما قراءة عليهما في شهر ربيع الاول من سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة، قالا جميعاً: أخبرنا الشيخان الجليلان أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن طحال المقدادي وأبو عبد الله الياس بن هشام الحائري، قالا جميعاً: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن محمد الطوسي، عن أبيه الشيخ السعيد ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله، عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان، عن الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه & قال: حدثنا علي بن احمد بن موسى والحسين بن أحمد بن ابراهيم بن أحمد الكاتب، قالا: حدثنا علي بن ابي عبد الله الكوفي، عن محمد بن اسماعيل البرمكي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام: علمني يابن رسول الله قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت أحداً منكم، فقال: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين وأنت على غسل، فإذا دخلت ورأيت القبر فقف وقل: الله أكبر الله أكبر ثلاثين مرة، ثم امش قليلاً وعليك السكينة والوقار، وقارب من خطاك، ثم قف وكبر الله ثلاثين مرة، ثم ادن من القبر وكبر الله أربعين مرة، تمام مائة تكبيرة، ثم قل: السلام عليكم يا أهل بيت النبوة، وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي، ومعدن الرحمة، وخزان العلم، ومنتهى الحلم، وأصول الكرم، وقادة الامم، وأولياء النعم، وعناصر الابرار، ودعائم الأخيار، وساسة العباد، واركان البلاد، وابواب الايمان، وأمناء الرحمن، وسلالة النبيين، وصفوة المرسلين، وعترة خيرة رب العالمين، ورحمة الله وبركاته.

السلام على ائمة الهدى، ومصابيح الدجى[180]، وأعلام التقى، وذوي النهى[181]، وأولي الحِجَى[182]، وكهف الورى، وورثة الانبياء، والمثل الاعلى، والدعوة الحسنى وحجج الله على أهل الدنيا والآخرة والأولى ورحمة الله وبركاته.

السلام على محال معرفة الله، ومشاكي نور الله، ومساكن بركة الله، ومعادن حكمة الله، وخزنة علم الله، وحفظة سر الله، وحملة كتاب الله، وأوصياء نبي الله، وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله، ورحمة الله وبركاته.

السلام على الدعاة إلى الله، والادلاء على مرضاة الله، والمستقرين في أمر الله، والتامين في محبة الله، والمخلصين في توحيد الله، والمظهرين لأمر الله ونهيه، وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول، وهم بأمره يعملون، ورحمة الله وبركاته.

السلام على الائمة الدعاة، والقادة الهداة, والسادة الولاة، والذادة الحماة, واهل الذكر, وأولي الامر, وبقية الله وخيرته وخزنة علمه، وحجته وصراطه، ونوره وبرهانه، ورحمة الله وبركاته, أشهد أن لا اله الا الله، وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه، وشَهِدت له ملائكته، وأولوا العلم من خلقه لا اله الا هو العزيز الحكيم، وأشهد أن محمداً عبده المنتجب، ورسوله المرتضى، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون, وأشهد أنكم الائمة الهداة الراشدون المهديون، المعصومون المكرمون، المقربون المتقون، الصادقون المصطفون، المطيعون لله، القوامون بأمره، العاملون بارادته، الفائزون بكرامته, اصطفاكم بعلمه، وارتضاكم لغيبه، واختاركم لسره، واجتباكم بقدرته، واعزكم بهداه، و خصكم ببرهانه، وانتجبكم لنوره، وأيدكم بروحه، ورضيكم خلفاء في أرضه، وحججاً على بريته، وانصاراً لدينه، وحفظة لسره، وخزنة لعلمه، ومستودعاً لحكمته، وتراجمة لوحيه، وأركاناً لتوحيده، وشهداء على خلقه، وأعلاماً لعباده، ومناراً في بلاده، وأدلاء على صراطه, عصمكم الله من الزلل، وآمنكم من الفتن، وطهركم من الدنس، وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيراً, فعظمتم جلاله، وأكبرتم شأنه، ومجدتم كرمه، وأدمتم ذكره، ووكدتم ميثاقه، وأحكمتم عقد طاعته، ونصحتم له في السر والعلانية، ودعوتم إلى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلتم أنفسكم في مرضاته، وصبرتم على ما أصابكم في جنبه، وأقمتم الصلاة، وآتيتم الزكاة، وأمرتم بالمعروف، ونهيتم عن المنكر، وجاهدتم في الله حق جهاده حتى أعلنتم دعوته، وبينتم فرائضه، وأقمتم حدوده، ونشرتم شرايع أحكامه، وسننتم سنته، وصرتم في ذلك منه إلى الرضا، وسلمتم له القضاء، وصدقتم من رسله من مضى, فالراغب عنكم مارق، واللازم لكم لاحق، والمقصر في حقكم زاهق، والحق معكم وفيكم، ومنكم وإليكم، وأنتم أهله ومعدنه، ومثواه ومنتهاه، وميراث النبوة عندكم، واياب الخلق اليكم، وحسابهم عليكم, وفصل الخطاب عندكم, وآيات الله لديكم وعزائمه فيكم، ونوره وبرهانه عندكم، وأمره إليكم, من والاكم فقد والى الله، ومن عاداكم فقد عادى الله، ومن أحبكم فقد أحب الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله، ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله, أنتم الصراط الاقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولة، والامانة المحفوظة، والباب المبتلى به الناس، من أتاكم نجى، ومن لم يأتكم هلك، إلى الله تدعون، وعليه تدلون، وبه تؤمنون، وله تسلمون، وبأمره تعملون، وإلى سبيله ترشدون، وبقوله تحكمون, سعد من والاكم، وهلك من عاداكم، وخاب من جحدكم، وضل من فارقكم، وفاز من تمسك بكم، وأمن من لجأ اليكم، وسلم من صدقكم، وهدي من اعتصم بكم، من اتبعكم فالجنة مأواه، ومن خالفكم فالنار مثواه، ومن جحدكم كافر، ومن حاربكم مشرك، ومن رد عليكم في أسفل درك من الجحيم, أشهد ان هذا لكم سابق فيما مضى، وجار لكم فيما بقي، وأن أرواحكم، وأنواركم، وطينتكم واحدة، طابت وطهرت بعضها من بعض، خلقكم الله انواراً فجعلكم بعرشه محدقين, حتى مَنَّ علينا بكم فجعلكم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، وجعل صلواتنا عليكم، وما خصنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا، وطهارة لانفسنا، وبركة لنا، وكفارة لذنوبنا، وكنا عنده مسلمين بفضلكم، ومعروفين بتصديقنا إياكم فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين، وأعلى منازل المقربين، وأرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لاحق، ولا يفوقه فائق، ولا يسبقه سابق، ولا يطمع في إدراكه طامع, حتى لا يبقى ملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا صديق، ولا شهيد، ولا عالم ولا جاهل، ولا دني ولا فاضل، ولا مؤمن صالح، ولا فاجر طالح، ولا جبار عنيد، ولا شيطان مريد، ولا خلق فيما بين ذلك شهيد الا عرَّفهم جلالة أمركم، وعِظَم خطركم[183]، وكبر شأنكم، وتمام نوركم، وصدق مقاعدكم[184]، وثبات مقامكم، وشرف محلكم ومنزلتكم عنده، وكرامتكم عليه، وخاصتكم لديه، وقرب منزلتكم منه.

بأبي أنتم وأمي، وأهلي ومالي وأسرتي، أشهد الله وأشهدكم أني مؤمن بكم، وبما آمنتم به، كافر بعدوكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم، موال لكم ولأوليائكم، مبغض لأعدائكم، ومعاد لهم, سلم لمن سالمكم، وحرب لمن حاربكم، محقق لما حققتم، مبطل لما ابطلتم، مطيع لكم، عارف بحقكم، مقر بفضلكم، محتمل لعلمكم، محتجب بذمتكم، معترف بكم, مؤمن بإيابكم، مصدق برجعتكم، منتظر لامركم، مرتقب لدولتكم، آخذ لقولكم، عامل بأمركم، مستجير بكم، زائر لكم، لائذ عائذ بقبوركم، مستشفع الى الله تعالى بكم، ومتقرب بكم إليه، ومقدمكم أمام طلبتي وحوائجي وإرادتي، في كل احوالي وأموري مؤمن بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم، وأولكم وآخركم، ومفوض في ذلك كله إليكم، ومسلم فيه معكم, وقلبي لكم مسلم، ورأيي لكم تبع، ونصرتي لكم معدة، حتى يحيي الله دينه بكم، ويردكم في أيامه، ويظهركم لعدله، ويمكنكم في أرضه، فمعكم معكم لا مع غيركم، آمنت بكم، وتوليت آخركم بما توليت به أولكم، وبرئت الى الله من أعدائكم، ومن الجبت والطاغوت والشياطين، وحزبهم الظالمين لكم، والجاحدين لحقكم، والمارقين من ولايتكم، والغاصبين لإرثكم، الشاكين فيكم، المنحرفين عنكم، ومن كل وليجة دونكم، وكل مطاع سواكم، ومن الائمة الذين يدعون الى النار, فثبتني الله أبداً ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم، ووفقني لطاعتكم، ورزقني شفاعتكم، وجعلني من خيار مواليكم، التابعين لما دعوتم إليه، وجعلني ممن يقتص آثاركم، ويسلك سبيلكم، ويهتدي بهداكم، ويحشر في زمرتكم، ويكر في رجعتكم، ويملك في دولتكم، ويشرف في عافيتكم، ويُمكَّن في أيامكم، وتقر عينه غداً برؤيتكم بأبي أنتم وأمي، ونفسي وأهلي ومالي، من أراد الله بدأ بكم ومن وحده قبل عنكم، ومن قصده توجه بكم، موالي لا أحصي ثنائكم، ولا أبلغ من المدح كنهكم، ومن الوصف قدركم, وأنتم نور الاخيار، وهداة الابرار، وحجج الجبار، بكم فتح الله، وبكم يختم الله، وبكم ينزل الغيث، وبكم يمسك السماء أن تقع على الارض الا بإذنه، وبكم ينفس الهم، وبكم يكشف الضر، وعندكم ما نزلت به رسله، وهبطت به ملائكته، وإلى جدكم بعث الروح الامين، آتاكم الله ما لم يؤت أحداً من العالمين, طأطأ كل شريف لشرفكم، وبخع[185] كل متكبر لطاعتكم، وخضع كل جبار لفضلكم، وذل كل شيء لكم، وأشرقت الارض بنوركم، وفاز الفائزون بولايتكم، بكم يُسلك الى الرضوان، وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن.

بأبي أنتم وأمي، ونفسي وأهلي ومالي، ذكركم في الذاكرين، وأسماؤكم في الاسماء، وأجسادكم في الاجساد، وأرواحكم في الارواح، وأنفسكم في النفوس، وآثاركم في الآثار، وقبوركم في القبور، فما أحلى أسماءكم وأكرم أنفسكم، وأعظم شأنكم، وأجلّ خطركم، وأوفى عهدكم، وأصدق وعدكم, كلامكم نور، وأمركم رشد، ووصيتكم التقوى، وفعلكم الخير، وعادتكم الاحسان، وسجيتكم الكرم، وشأنكم الحق والصدق، وقولكم حكم وحتم، ورأيكم علم وحلم وحزم، إن ذُكر الخير كنتم أوله، وأصله وفرعه، ومعدنه، ومأواه ومنتهاه, بأبي أنتم وأمي ونفسي، كيف أصف حسن ثنائكم، وأحصي جميل بلائكم، وبكم أخرجنا الله من الذل، وفرج عنا غمرات الكروب، وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار, بأبي أنتم وأمي ونفسي، بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا، وأصلح ما كان فسد من دنيانا، وبموالاتكم تمت الكلمة، وعظمت النعمة، وائتلفت الفرقة، وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة، ولكم المودة الواجبة، والدرجات الرفيعة، والمكان المحمود، والمقام المعلوم عند الله عز وجل، والجاه العظيم، والشأن الكبير، والشفاعة المقبولة, ربنا آمنا بما أنزلت، واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا يا ولي الله إن بيني وبين الله عز وجل ذنوباً لا يأتي عليها الا رضاكم، فبحق من ائتمنكم على سره، واسترعاكم أمر خلقه، وقرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي، وكنتم شفعائي، فإني لكم مطيع، من أطاعكم فقد أطاع الله، ومن عصاكم فقد عصى الله، ومن أحبكم فقد أحب الله، ومن أبغضكم فقد أبغض الله, اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب اليك من محمد وأهل بيته الاخيار، الائمة الابرار لجعلتهم شفعائي، فبحقهم الذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم، وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم، إنك أرحم الراحمين، وصلى الله على محمد النبي وآله الطاهرين.[186]

 

* الشيخ الصدوق في التوحيد, حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل & قال: حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي, عن أبيه, عن محمد بن سنان, عن زياد بن المنذر, عن سعد بن طريف, عن الأصبغ بن نباته قال: قال أمير المؤمنين × في القدر: ألا إن القدر سر من سر الله, وستر من ستر الله, وحرز من حرز الله, مرفوع في حجاب الله, مطوي عن خلق الله, مختوم بخاتم الله, سابق في علم الله, وضع الله العباد عن علمه, ورفعه فوق شهاداتهم ومبلغ عقولهم, لانهم لا ينالونه بحقيقة الربانية ولا بقدرة الصمدانية ولا بعظمة النورانية ولا بعزة الوحدانية, لانه بحر زاخر خالص لله تعالى, عمقه ما بين السماء والارض, عرضه ما بين المشرق والمغرب, أسود كالليل الدامس, كثير الحيات والحيتان, يعلو مرة ويسفل أخرى, في قعره شمس تضيء, لا ينبغي أن يطلع إليها إلا الله الواحد الفرد, فمن تطلع إليها فقد ضاد الله عز وجل في حكمه ونازعه في سلطانه, وكشف عن ستره وسره, وباء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير.[187]


[1]  سورة الأنعام, الآية 115.

[2]  سورة المنافقون, الآية 8..

[3]  سورة آل عمران, الآية 34.

[4]  سورة إبراهيم, الآية 36.

[5] بحار الأنوار ج25 ص169، عن مشارق أنوار اليقين ص174, إلزام الناصب ج1 ص27.

[6] سورة الأنعام, الآية 38.

[7] سورة المائدة, الآية 3.

[8] سورة البقرة, الآية 124.

[9] المصدر نفسه.

[10] المصدر نفسه.

[11] سورة الأنبياء, الآية 73,72.

[12] سورة آل عمران, الآية 68.

[13] سورة الروم, الآية 56.

[14] من هنا ذكره السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز.

[15] سورة النحل, الآية 125.

[16] الغيهب: الظلمة وشدة السواد.

[17] سورة التوبة, الآية 30.

[18] سورة القصص, الآية 68.

[19] سورة الأحزاب, الآية 36.

[20] سورة القلم, الآية 36, 37, 38, 39, 40, 41.

[21] سورة محمد, الآية 24.

[22] سورة الانفال, الآية 21, 22, 23.

[23] سورة البقرة, الآية 93.

[24] سورة الحديد, الآية 21.

[25] سورة يونس, الآية 35.

[26] سورة البقرة, الآية 269.

[27] سورة البقرة, الآية 247.

[28] سورة النساء, الآية 113.

[29] سورة النساء, الآية 54, 55.

[30] سورة الجمعة, الآية 4.

[31] سورة القصص, الآية 50.

[32] سورة محمد, الآية 8..

[33] سورة غافر, الآية 35.

[34] الكافي ج1 ص198، عنه البحار ج25 ص120، الإحتجاج ج2 ص226، أمالي الصدوق ص713، تحف العقول ص436، عيون أخبار الرضا × ج2 ص195، غيبة النعماني ص216، كمال الدين ص675، معاني الأخبار ص96, ينابيع المعاجز ص186.

[35] الكافي ج1 ص193، غاية المرام ج5 ص209، ينابيع المعاجز ص25، خاتمة المستدرك ج5 ص242، تفسير نور الثقلين ج5 ص340. 

[36] نفحات الأزهار في عبقات الأنوار ج5 ص131 نقله عن كتاب توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل, الأسرار الفاطمية ص364.

[37] مصباح المتهجد ص803، إقبال الأعمال ج3 ص214، بحار الأنوار ج95 ص392، البلد الأمين ص179، مصباح الكفعمي ص528.

[38] الكافي ج1 ص177، عنه البحار ج23 ص38، بصائر الدرجات ص507، كمال الدين ص4، مشارق أنوار اليقين ص216، الإختصاص ص32، الثاقب في المناقب ص117، الخرائج والجرائح ج2 ص875، إلزام الناصب ج1 ص10 عن الكافي، الإمامة والتبصرة ص135.

[39] الذرى: جمع الذروة: أي العلو بل أعلى شيء.

[40] الوغى: الحرب.

[41] طعان: من الطعن وهم من يطعنون.

[42] العدى: من العدو أو التعدي.

[43] الباكورة: أول ما يدرك من الفاكهة.

[44] الألب: القوم تجمعهم عداوة واحدة.

[45] بحار الأنوار ج26 ص264/ ج75 ص378, شرح الزيارة الجامعة ص55، مشارق أنوار اليقين ص71 بعضه، إلزام الناصب ج2 ص143.

[46] الكافي ج8 ص242، شرح الأخبار ج3 ص9، وسائل الشيعة ج18 ص47 باختصار، خاتمة المستدرك ج4 ص435، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص19.

[47] مناقب إبن شهر آشوب ج1 ص327، الصراط المستقيم ج1 ص222، نهج الإيمان ص279، عيون الحكم والمواعظ ص304، بحار الأنوار ج40 ص165، ينابيع المودة ج1 ص211.

[48] سورة النحل, الآية 51.

[49] تفسير العياشي ج2 ص261, عنه البحار ج23 ص357, تفسير الثقلين ج3 ص60, وورد في تفسير البرهان.

[50] سورة النمل, الآية 61.

[51] تأويل الآيات ج1 ص401, عنه البحار ج23 ص360, وورد في تفسير البرهان.

[52] الكافي ج1 ص145، بصائر الدرجات ص84، عنه البحار ج23 ص102.

[53] تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص139، عنه مدينة المعاجز ج2 ص439، منتخب البصائر ص125، عنه منازل الآخرة للشيخ عباس القمي ص26، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص60، المحتضر ص165, مشارق أنوار اليقين ص172، شرح الزيارة الجامعة ص179.

[54] غاية المرام ج2 ص194, عن شرح النهج ج1 ص276, الإرشاد ج1 ص239, عنه البحار ج32 ص9, شرح الأخبار ج3 ص562, ينابيع المودة ج1 ص80.

[55] سورة النحل, الآية 69.

[56] بحار الأنوار ج24 ص111, عن تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص257.

[57] مشارق أنوار اليقين ص71، عنه البحار ج26 ص258.

[58] سورة الشورى, الآية 53.

[59] اليقين ص318, عنه البحار ج26 ص250, تفسير فرات ص395، عنه البحار ج23 ص245.

[60] تفسير فرات ص337، عنه البحار ج26 ص255، بشارة المصطفى ص255 باختصار.

[61] اللمعة البيضاء ص28.

[62] بصائر الدرجات ص124، عنه البحار ج26 ص105، الكافي ج1 ص192، إعلام الورى ج1 ص535، ينابيع المعاجز ص23، غاية المرام ج5 ص208، تفسير نور الثقلين ج1 ص776.

[63] مشارق أنوار اليقين ص120، عنه البحار ج41 ص273، مدينة المعاجز ج2 ص45.

[64] مقتضب الأثر ص41, الصراط المستقيم ج2 ص134, مستدرك الوسائل ج12 ص286, بحار الأنوار ج26 ص308/ ج51 ص149.

[65] بصائر الدرجات ص82، عنه البحار ج26 ص247.

[66] الكافي ج1 ص193، بصائر الدرجات ص124، عنه البحار ج26 ص106، التوحيد ص152، ينابيع المعاجز ص24، غاية المرام ج5 ص209، نور البراهين ج1 ص386.

[67] سورة التوبة, الآية 36.

[68] المصدر نفسه.

[69] الغيبة للشيخ الطوسي ص149، عنه البحار ج24 ص240، مناقب إبن شهر آشوب ج1 ص244 باختصار، الهداية الكبرى ص377، تفسير نور الثقلين ج2 ص215.

[70] بصائر الدرجات ص48، عنه البحار ج2 ص71, منتخب الصائر ص126.

[71] بصائر الدرجات ص49، عنه البحار ج2 ص71، منتخب البصائر ص127.

[72] منتخب البصائر ص59, بصائر الدرجات ص527، عنه البحار ج25 ص283.

[73] إلى هنا ورد في بصائر الدرجات ص532, منتخب البصائر ص68.

[74] بحار الأنوار ج25 ص385 عن كتاب منهاج التحقيق, كتاب المحتضر ص128.

[75] سورة النحل, الآبة 60.

[76] المحاسن ج1 ص143, عنه البحار ج71 ص226, فضائل الشيعة ص37, عنه البحار ج65 ص69, كشف الغمة ج2 ص408.

[77] سورة ص, الآية 75.

[78] المصدر نفسه.

[79] فضائل الشيعة ص7, تأويل الآيات ج2 ص509، عنه بحار الأنوار ج26 ص346.

[80] كفاية الأثر ص156, عنه البحار ج36 ص338, غاية المرام ج1 ص46, منتخب البصائر ص214, الغيبة للنعماني ص180, دلائل الإمامة ص460 نحوه.

[81] كشف الغمة ج2 ص353, عنه البحار ج46 ص270, بصائر الدرجات ص260, عنه البحار ج25 ص145, دلائل الإمامة ص268, مدينة المعاجز ج5 ص344.

[82] كشف الغمة ج2 ص353, عنه البحار ج46 ص270, مناقب آشوب ج3 ص295 باختلاف, ينابيع المودة ج1 ص79.

[83] سورة آل عمران, الآية 33, 34.

[84] سورة الشعراء, الآية 227.

[85] البحار ج27 ص320, عن تفسير فرات ص81، عنه أيضاً البحار ج28 ص247، كتاب سليم بن قيس ص156 نحوه باختصار، الإحتجاج ج1 ص231 باختصار، التحصين ص609 نحوه باختصار.

[86] سورة الصافات, الآية 130.

[87] المزار الكبير للمشهدي ص566، بحار الأنوار ج91 ص36، الإحتجاج ج2 ص315 بعضه.

[88] مشارق أنوار اليقين ص101، شرح الزيارة الجامعة ص201.

[89] الكافي ج2 ص562، المحتضر ص156، عنه البحار ج27 ص316، عدة الداعي ص52، عنه البحار ج92 ص164، وسائل الشيعة ج4 ص1141، الدعوات ص51، عنه البحار ج8 ص59/ ج91 ص22.

[90] سورة الواقعة, الآية 30, 31, 32, 33.

[91] بصائر الدرجات ص525، عنه البحار ج24 ص104، مختصر البصائر ص57، التفسير الصافي ج5 ص123.

[92] كمال الدين ص204, عنه البحار ج23 ص37, دلائل الإمامة ص436, الأصول الستة عشر ص16, الإمامة والتبصرة ص34, تفسير الثقلين ج4 ص370, نوادر المعجزات ص196 بعضه.

[93] قصص الأنبياء للراوندي ص47، عنه البحار ج27 ص5، غاية المرام ج1 ص25، شرح الأخبار ج2 ص500، خلاصة عبقات الأنوار ج4 ص214.

[94] سورة سبأ, الآية 18.

[95] سورة الطلاق, الآية 8.

[96] سورة يوسف, الآية 82.

[97] تأويل الآيات الظاهرة ج2 ص472، عنه البحار ج24 ص235، الإحتجاج ج2 ص63 باختصار، عنه التفسير الصافي، وسائل الشيعة ج18 ص110 عن الإحتجاج، مستدرك الوسائل ج17 ص316، تفسير أبي حمزة الثمالي ص273 ضمن حديث طويل، عنه تفسير نور الثقلين ج4 ص330.

[98] أمالي الشيخ الصدوق ص383، عنه البحار ج26 ص240، روضة الواعظين ص273، الإمامة والتبصرة ص133، بشارة المصطفى ص96، غاية المرام ج3 ص211/ ج5 ص210، الأصول الأصيلة ص84.

[99] بحار الأنوار ج26 ص136، بصائر الدرجات ص463.

[100] تفسير القمي ج2 ص88، عنه البحار ج27 ص308/ ج23 ص342، تفسير مجمع البيان ج6 ص146، عنه البحار ج24 ص67، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص253، تفسير نور الثقلين ج3 ص45، روضة الواعظين ص273.

[101] بصائر الدرجات ص459، عنه البحار ج26 ص134.

[102] سورة الأنعام, الآية 115.

[103] بصائر الدرجات ص454 ص132، المحتضر ص127، الهداية الكبرى ص354، تفسير العياشي ج1 ص374، الخرائج والجرائح ج2 ص781، مدينة المعاجز ج8 ص20.

[104] سورة ص, الآية 39.

[105] سورة الحشر, الآية 7.

[106] معاني الأخبار ص353، عنه البحار ج26 ص159، علل الشرائع ج1 ص71، قصص الأنبياء للراوندي ص213، قصص الأنبياء للجزائري ص414، تفسير نور الثقلين ج4 ص460.

[107] مائة منقبة ص25 (المنقبة 7)، عنه غاية المرام ج 2 ص291, كشف الغمة ج1 ص296، عنه البحار ج17 ص13، المحتضر ص97، مناقب الخوارزمي ص134، عنه البحار ج25 ص339، كشف اليقين ص255, غاية المرام ج4 ص186.

[108] وفي البصائر ومستدرك الوسائل: وأشار بيده إلى المدينة, وفي البحار ج2 ص94: وأشار بيده إلى صدره.

[109] الكافي ج1 ص399, المحتضر ص10, وسائل الشيعة ج18 ص46, بصائر الدرجات ص32, عنه البحار ج2 ص94/ ج40 ص136, مستدرك الوسائل ج18 ص46.

[110] المحتضر ص71، عنه البحار ج27 ص33، مدينة المعاجز ج1 ص549.

[111] بصائر الدرجات ص82، عنه البحار ج26 ص248.

[112]  بحار الأنوار ج26 ص1، مشارق أنوار اليقين ص255 باختلاف في اللفظ، إلزام الناصب ج1 ص32.

[113] زجل: رمى ودفع.

[114] في نسخة البحار: السحاب.

[115] سورة النساء, الآية 1.

[116] الزيف: الغش.

[117] سورة يونس, الآية 32.

[118] تفسير فرات ص178، عنه البحار ج39 ص350.

[119] تأويل الآيات ج2 ص871، عنه البحار ج40 ص55, المحتضر ص78، مدينة المعاجز ج2 ص395، تفسير فرات ص370، غاية المرام ج6 ص139.

[120] من هنا رواه السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز.

[121] بصائر الدرجات ص295، عنه البحار ج27 ص303، الخرائج والجرائح ج2 ص818، مدينة المعاجز ج3 ص76.

[122] رجال الكشي ص253، عنه البحار ج27 ص27، وسائل الشيعة ج20 ص275، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص369، إختيار معرفة الرجال ج2 ص524.

[123] دلائل الإمامة ص338، مدينة المعاجز ج6 ص264، الخرائج والجرائح ج1 ص312، عنه البحار ج48 ص70، قرب الإسناد ص335، الصراط المستقيم ج2 ص190 باختصار.

[124] بصائر الدرجات ص125، عنه البحار ج26 ص105، ينابيع المعاجز ص26، غاية المرام ج5 ص209.

[125] سورة النحل, الآية 68, وكذلك الآيات التي تليها.

[126] سورة النحل, الآية 69.

[127] تفسير القمي ج1 ص387، عنه البحار ج24 ص110، تفسير العياشي ج2 ص263، تأويل الآيات ج1 ص256، تفسير نور الثقلين ج3 ص64، تفسير الميزان ج12 ص308، التفسير الصافي ج3 ص144.

[128] العمارية: هودج يجلس فيه.

[129] وفي نسخة: في.

[130] الأمالي للصدوق ص 305, عنه البحار ج49 ص123, عيون أخبار الرضا × ج1 ص144, التوحيد ص25, ثواب الأعمال ص6, معاني الأخبار ص370, عنهم جميعاً البحار ج3 ص7, روضة الواعظين ص42, مناقب آشوب ج2 ص292, بشارة المصطفى ص413, الجواهر السنية ص222, نور البراهين ج1 ص76, عوالي اللئالي ج4 ص94, الأنوار البهية ص225, ينابيع المودة ج3 ص122.

[131] سورة ص, الآية 39.

[132] سورة الحجر, الآية 75.

[133] سورة الحجر, الآية 76.

[134] سورة الروم, الآية 22.

[135] الكافي ج1 ص438، عنه التفسير الصافي ج4 ص129 باختصار، الإختصاص ص306، عنه البحار ج24 ص124، بصائر الدرجات ص381، عنه البحار ج25 ص329، ينابيع المعاجز ص83، تفسير نور الثقلين ج3 ص23.

[136] من لا يحضره الفقيه ج4 ص413, عنه البحار ج57 ص352.

[137] أي ما يطيق أحد التكلم معكم.

[138] سورة النور, الآية 36, 37.

[139] الكافي ج6 ص256, عنه البحار ج10 ص154/ ج46 ص357, مدينة المعاجز ج5 ص58, غاية المرام ج3 ص267, تفسير أبي حمزة ص251, الأنوار البهية ص136, تفسير الثقلين ج3 ص609.

[140] الإختصاص ص330، بصائر الدرجات ص404، عنهما البحار ج25 ص334/ ج72 ص383، مستدرك الوسائل ج13 ص138.

[141] سورة الإخلاص, الآية 3, 4.

[142] سورة التوبة, الآية 75.

[143] سورة الأحزاب, الآية 66.

[144] سورة النساء, الآية 59.

[145] سورة النساء, الآية 83, والآية هي: { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم}.

[146] سورة النساء, الآية 58.

[147] سورة الأنبياء, الآية 7.

[148] سورة الجن, الآية 26, 27.

[149] كشف الغمة ج3 ص179، عنه البحار ج50 ص177/ ج75 ص366.

[150] بصائر الدرجات ص321، عنه البحار ج2 ص173، إعلام الورى ج1 ص537 نحوه، أمالي المفيد ص60 نحوه.

[151] سورة لقمان, الآية 27, والآية كاملة هي: {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم}.

[152] الإحتجاج ج2 ص258، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص504، تحف العقول ص479، عنهم جميعاً البحار ج24 ص174، الإختصاص ص94، تأويل الآيات الظاهرة ج1 ص440، تفسير نور الثقلين ج4 ص216.

[153] سورة فاطر, الآية 32.

[154] الثاقب في المناقب ص566، الخرائج والجرائح ج2 ص687، مدينة المعاجز ج7 ص634، كشف الغمة ج3 ص215، عنه البحار ج23 ص218, غاية المرام ج4 ص41.

[155] سورة النساء, الآية 80.

[156] سورة الأنبياء الآية 26, 27.

[157] سورة المجادلة, الآية 22.

[158] سورة الجن, الآية 25, 26.

[159] سورة النساء, الآية 59.

[160] سورة النساء, الآية 83.

[161] سورة البقرة, الآية 115.

[162] سورة القدر الآية 4.

[163] سورة الدخان, الآية 4.

[164] سورة الزمر, الآية 56.

[165] سورة الأنعام, الآية 149.

[166] سورة النور, الآية 40.

[167] الإحتجاج ج1 ص374، عنه البحار ج90 ص117، تفسير نور الثقلين ج1 ص521، تفسير كنز الدقائق ج2 ص546، التفسير الصافي ج2 ص337، وهذه التفاسير الثلاثة نقلت أجزاء متفرقة من الحديث عن الإحتجاج.

[168] سورة النساء, الآية 105.

[169] الكافي ج1 ص267، عنه البحار ج17 ص6، بصائر الدرجات ص406، عنه البحار ج25 ص334، الإختصاص ص331، التفسير الصافي ج1 ص496 تفسير نور الثقلين ص546، تفسير كنز الدقائق ج2 ص611.

[170] سورة النحل, الآية 43.

[171] سورة ص, الآية 39.

[172] بصائر الدرجات ص62، وسائل الشيعة ج18 ص48، تفسير القمي ج2 ص68، عنه البحار ج23 ص174، تفسير نور الثقلين ج3 ص58، مستدرك الوسائل ج17 ص281، الفصول المهمة ج1 ص582، تفسير الميزان ج14 ص256.

[173] بصائر الدرجات ص404، الإختصاص ص330، عنهما البحار ج25 ص334/ ج72 ص383، وسائل الشيعة ج12 ص143، مستدرك الوسائل ج13 ص227 عن الإختصاص.

[174] الكافي ج8 ص162، عنه البحار ج8 ص57, تفسير فرات ص551، تفسير نور الثقلين ج5 ص568، الفصول المهمة ج1 ص447، التفسيرالصافي ج5 ص323.

[175] سورة ص, الآية 39.

[176] سورة الحشر, الآية 7.

[177] الإختصاص ص329, عنه البحار ج23 ص185, بصائر الدرجات ص403, عنه البحار ج2 ص240, مستدرك الوسائل ج17 ص305, مختصر البصائر ص92 نحوه.

[178] البحار ج23 ص139, الفضائل لإبن شاذان ص155, كتاب الروضة ص149, غاية المرام ج5 ص204, تفسير كنز الدقائق ج2 ص24, تأويل الآيات ج1 ص105 نحوه, ينابيع المودة ج2 ص242.

[179] بصائر الدرجات ص46, عنه البحار ج26 ص134, المحتضر ص128.

[180] الدجى جمع الدجية: الظلمة.

[181] النهى جمع النهية: وهي العقل.

[182] الحجى: العقل والفطنة.

[183] الخطر: القدر والمنزلة.

[184] المقاعد: المراتب.

[185] البخوع: الخضوع والإقرار.

[186] المزار الكبير للمشهدي ص523، عيون أخبار الرضا × ج1 ص305، عنه البحار ج99 ص127، تهذيب الأحكام ج6 ص95، المحتضر ص119، من لا يحضره الفقيه ج2 ص609، البلد الأمين ص297، عنه مستدرك الوسائل ج10 ص416، شرح الزيارة الجامعة ص23.

[187] التوحيد ص383، تصحيح الإعتقاد ص34، مختصر البصائر ص136، بحار الأنوار ج5 ص97، نور البراهين ج2 ص353.