بيان ذم الاشتهار و فضيلة الخمول

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رب أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره  .

و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : أ لا أدلكم على أهل الجنة كل ضعيف متعفف لو أقسم على الله لأبره و أهل النار كل متكبر جواظ .

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن أهل الجنة كل أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه له الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم و إذا خطبوا النساء لم ينكحوا و إذا قالوا لم ينصت لهم حوائج أحدهم يتجلجل في صدره لو قسم نوره يوم القيامة على الناس لوسعهم .

و قال : إن من أمتي من لو أتى أحدكم يسأله دينارا لم يعطه إياه و لو سأله درهما لم يعطه إياه و لو سأله فلسا لم يعطه إياه و لو سأل الله تبارك و تعالى الجنة أعطاه إياها و لو سأله الدنيا لم يعطه إياها و ما منعه إياها لهوانه عليه .

و رؤي بعضهم يبكي عند قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقيل له ما يبكيك فقال سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول إن اليسير من الرياء شرك و إن الله يحب الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفقدوا و إن حضروا لم يعرفوا قلوبهم مصابيح الهدى .

و قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : إن أغبط أولياء الله عبد مؤمن خفيف الحاذ ذو حظ من الصلاة أحسن عبادة ربه و أطاعه في السر و كان غامضا في الناس لا يشار إليه بالأصابع فمن صبر على ذلك ثم نقر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بيده فقال و عجلت منيته و قل تراثه و قلت بواكيه .

و قال بعضهم لآخر ما عليك أن لا يثنى عليك الناس و ما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا .

قال الله تعالى تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ .

و قال تعالى مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وَ زِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وَ هُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ أُولئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَ حَبِطَ ما صَنَعُوا فِيها وَ باطِلٌ ما كانُوا يَعْمَلُونَ .

و قال ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأكثر فسادا من الشرف و حب المال في دين الرجل المسلم .

و قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنما هلاك الناس باتباع الهوى و حب المال.