الأسماء والصفات

عن أبي عبد الله (ع) قال: من عبد الله بالتوهم، فقد كفر؛ ومن عبد الاسم دون المعنى، فقد كفر؛ ومن عبد الاسم والمعنى، فقد أشرك؛ ومن عبد المعنى بإيقاع‏ الأسماء عليه بصفاته التي وصف بها نفسه، فعقد عليه قلبه، ونطق به لسانه في سرائره‏ وعلانيته، فأولئك أصحاب أمير المؤمنين (ع) حقا.

-----------

الكافي ج 1 ص 87, التوحيد ص 220, الوافي ج 1 ص 345, تفسير الصافي ج 1 ص 112, بحار الأنوار ج 4 ص 165

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هشام بن الحكم: أنه سأل أبا عبد الله (ع) عن أسماء الله واشتقاقها: الله‏ مما هو مشتق؟ قال: فقال لي: يا هشام، الله مشتق من إله‏، والإله‏ يقتضي مألوها، والاسم غير المسمى، فمن عبد الاسم دون المعنى، فقد كفر ولم يعبد شيئا؛ ومن عبد الاسم والمعنى، فقد كفر وعبد اثنين‏؛ ومن عبد المعنى دون الاسم، فذاك التوحيد، أفهمت يا هشام؟. قال: فقلت: زدني، قال: إن‏ لله تسعة وتسعين‏ اسما، فلو كان الاسم هو المسمى، لكان كل اسم منها إلها، ولكن الله معنى يدل عليه بهذه الأسماء وكلها غيره؛ يا هشام، الخبز اسم للمأكول‏، والماء اسم للمشروب‏، والثوب اسم للملبوس، والنار اسم للمحرق، أفهمت يا هشام، فهما تدفع به وتناضل به‏ أعداءنا والمتخذين‏ مع الله- عز وجل- غيره؟ قلت: نعم، قال: فقال: نفعك الله به، وثبتك يا هشام. قال هشام‏: فو الله، ما قهرني أحد في التوحيد حتى‏ قمت مقامي هذا.

--------------

الكافي ج 1 ص 87, الوافي ج 1 ص 346, البرهان ج 1 ص 102, بحار الأنوار ج 4 ص 157, الإحتجاج ج 2 ص 333

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الرحمن بن أبي نجران، قال: كتبت إلى أبي جعفر (ع)، أو قلت له: جعلني الله فداك، نعبد الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد؟ قال: فقال: إن من عبد الاسم دون المسمى بالأسماء، فقد أشرك وكفر وجحد ولم يعبد شيئا، بل اعبد الله‏ الواحد الأحد الصمد- المسمى بهذه الأسماء- دون الأسماء؛ إن الأسماء صفات وصف بها نفسه. (1) (2)

------------

(1) الفيض الكاشاني‏ في الوافي: بيان‏: يعني لا بد أن تنسب عبادتك أولا إلى الله ثم تصفه بالصفات التي دلت عليها هذه الأسماء, لأن "الله" هو اسم الذات المسمى بهذه الأسماء, وهذه الأسماء صفات له‏

(2) الكافي ج 1 ص 87, الوافي ج 1 ص 348, الفصول المهمة ج 1 ص 165, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 39, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 238

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الرحيم بن عتيك القصير، قال‏: كتبت على يدي عبد الملك بن أعين إلى أبي عبد الله (ع): أن قوما بالعراق يصفون الله بالصورة وبالتخطيط، فإن رأيت جعلني الله فداك أن تكتب إلي بالمذهب الصحيح من التوحيد. فكتب إلي: سألت رحمك الله عن التوحيد وما ذهب إليه من قبلك‏، فتعالى الله الذي‏ {ليس كمثله شي‏ء وهو السميع البصير}، تعالى‏ عما يصفه الواصفون، المشبهون الله بخلقه، المفترون على الله، فاعلم رحمك الله أن المذهب الصحيح في التوحيد ما نزل به القرآن من‏ صفات الله جل وعز، فانف عن الله تعالى البطلان والتشبيه، فلا نفي ولا تشبيه، هو الله الثابت الموجود، تعالى الله عما يصفه الواصفون، ولا تعدوا القرآن؛ فتضلوا بعد البيان.

----------

الكافي ج 1 ص 100, التوحيد ص 102, الوافي ج 1 ص 405, بحار الأنوار ج 3 ص 261, العوالم ج 20 ص 871

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة، قال: قال لي علي بن الحسين (ع): يا أبا حمزة، إن الله لايوصف بمحدودية، عظم ربنا عن الصفة، فكيف‏ يوصف بمحدودية من لايحد و{لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف‏ الخبير}؟

-----------

الكافي ج 1 ص 100, الوافي ج 1 ص 410, تفسير العياشي ج 1 ص 373 نحوه, البرهان ج 1 ص 466 نحوه, بحار الأنوار ج 3 ص 308نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إبراهيم بن محمد الخزاز ومحمد بن الحسين، قالا: دخلنا على أبي الحسن على بن موسى الرضا (ع)، فحكينا له أن محمدا (ص) رأى ربه في صورة الشاب الموفق‏ في سن أبناء ثلاثين سنة، وقلنا: إن هشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي‏ يقولون: إنه أجوف إلى السرة، والبقية صمد. فخر ساجدا لله‏، ثم قال: سبحانك ما عرفوك، ولا وحدوك‏، فمن أجل ذلك وصفوك، سبحانك لو عرفوك، لوصفوك بما وصفت به نفسك، سبحانك كيف طاوعتهم أنفسهم أن يشبهوك‏ بغيرك؟! اللهم، لاأصفك إلا بما وصفت به نفسك، ولا أشبهك بخلقك، أنت أهل لكل خير، فلا تجعلني‏ من القوم الظالمين. ثم التفت إلينا، فقال: ما توهمتم من شي‏ء فتوهموا الله غيره. ثم قال: نحن آل محمد النمط الأوسط الذي لايدركنا الغالي‏، ولا يسبقنا التالي‏؛ يا محمد، إن رسول الله (ص) حين نظر إلى عظمة ربه كان في هيئة الشاب الموفق، وسن أبناء ثلاثين سنة؛ يا محمد، عظم ربي وجل‏ أن يكون في صفة المخلوقين. قال: قلت: جعلت فداك، من كانت رجلاه في خضرة؟ قال: ذاك‏ محمد، كان إذا نظر إلى ربه بقلبه، جعله في نور مثل نور الحجب حتى يستبين له ما في الحجب؛ إن نور الله: منه أخضر، ومنه أحمر، ومنه أبيض‏، ومنه غير ذلك؛ يا محمد، ما شهد له الكتاب والسنة، فنحن القائلون به.

------------

الكافي ج 1 ص 100, التوحيد ص 113, الوافي ج 1 ص 406, بحار الأنوار ج 4 ص 39

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة: عن علي بن الحسين (ع)، قال‏: قال: لو اجتمع أهل السماء والأرض أن يصفوا الله بعظمته، لم يقدروا.

------------

الكافي ج 1 ص 102, الوافي ج 1 ص 409

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إبراهيم بن محمد الهمذاني‏، قال: كتبت إلى الرجل‏ (ع): أن من قبلنا من مواليك قد اختلفوا في التوحيد: فمنهم‏ من يقول: جسم، ومنهم من يقول: صورة. فكتب (ع) بخطه: سبحان من لايحد، ولا يوصف، {ليس كمثله شي‏ء} {وهو السميع العليم} - أو قال-: {البصير}.

المراد بالرجل ... أبوالحسن الثالث (ع)

--------

الكافي ج 1 ص 102, التوحيد ص 113, الوافي ج 1 ص 387, بحار الأنوار ج 3 ص 294, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 559, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 483

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

محمد بن حكيم، قال: كتب أبو الحسن موسى بن جعفر (ع) إلى أبي: أن الله أعلى وأجل وأعظم‏ من أن يبلغ‏ كنه صفته؛ فصفوه‏ بما وصف به نفسه، وكفوا عما سوى ذلك.

----------

الكافي ج 1 ص 251, الوافي ج 1 ص 410, الفصول المهمة ج 1 ص 172, هداية الأمة ج 1 ص 10, رجال الكشي ص 279, بحار الأنوار ج 3 ص 266, مستدرك الوسائل ج 12 ص 251

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن المفضل، قال: سأ لت أبا الحسن‏ (ع) عن شي‏ء من الصفة، فقال‏: لا تجاوز ما في القرآن.

-----------

الكافي ج 1 ص 102, الوافي ج 1 ص 410, إثبات الهداة ج 1 ص 81, المحاسن ج 1 ص 239, مشكاة الأنوار ص 10, بحار الأنوار ج 3 ص 264

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

سهل‏ قال: كتبت إلى أبي محمد (ع) سنة خمس وخمسين ومائتين: قد اختلف يا سيدي، أصحابنا في التوحيد: منهم‏ من يقول: هو جسم، ومنهم من يقول: هو صورة، فإن رأيت يا سيدي، أن تعلمني من ذلك ما أقف عليه ولا أجوزه، فعلت‏ متطولا على عبدك. فوقع بخطه (ع): سألت عن التوحيد، وهذا عنكم معزول‏، الله واحد أحد {لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}، خالق وليس بمخلوق، يخلق تبارك وتعالى ما يشاء من الأجسام وغير ذلك وليس بجسم، ويصور ما يشاء وليس بصورة، جل ثناؤه وتقدست أسماؤه أن يكون له شبه‏، هو لاغيره‏ {ليس كمثله شي‏ء وهو السميع البصير}.

--------------

الكافي ج 1 ص 103, التوحيد ص 101, الوافي ج 1 ص 388, بحار الأنوار ج 3 ص 260, خاتمة المستدرك ج 5 ص 216

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الفضيل بن يسار، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن الله لايوصف، وكيف يوصف وقد قال في كتابه: {وما قدروا الله حق قدره}‏؟! فلا يوصف بقدر إلا كان أعظم من ذلك.

---------

الكافي ج 1 ص 103, التوحيد ص 128, الوافي ج 1 ص 411, تفسير الصافي ج 2 ص 138, الفصول المهمة ج 1 ص 173, البرهان ج 2 ص 450, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 744, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 390, بحار الأنوار ج 4 ص 142, كتاب المؤمن ص 30

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن سنان: عن أبي عبد الله (ع)، قال: قال: إن الله عظيم رفيع، لايقدر العباد على صفته، ولا يبلغون كنه عظمته، {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} ولا يوصف بكيف، ولا أين وحيث‏، وكيف‏ أصفه بالكيف‏ وهو الذي كيف الكيف حتى صار كيفا، فعرفت‏ الكيف بما كيف لنا من الكيف‏؟! أم كيف أصفه بأين‏ وهو الذي أين الأين حتى صار أينا، فعرفت الأين بما أين لنا من الأين؟! أم كيف أصفه بحيث وهو الذي حيث الحيث حتى صار حيثا، فعرفت الحيث بما حيث لنا من الحيث؟! فالله تبارك وتعالى داخل في كل مكان، وخارج من كل شي‏ء{ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار} لاإله إلا هو العلي العظيم‏ {وهو اللطيف الخبير}.

--------

الكافي ج 1 ص 103, التوحيد ص 115, الوافي ج 1 ص 362, بحار الأنوار ج 4 ص 297, الفصول المهمة ج 1 ص 183, خاتمة المستدرك ج 5 ص 238

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لم يزل الله عز وجل ربنا، والعلم ذاته ولا معلوم، والسمع ذاته ولا مسموع، والبصر ذاته ولا مبصر، والقدرة ذاته ولا مقدور، فلما أحدث الأشياء وكان‏ المعلوم‏، وقع العلم منه على المعلوم، والسمع على المسموع، والبصر على المبصر، والقدرة على المقدور. قال: قلت: فلم يزل‏ الله متحركا؟ قال: فقال: تعالى الله‏؛ إن الحركة صفة محدثة بالفعل‏.قال: قلت: فلم يزل الله متكلما؟ قال: فقال: إن الكلام صفة محدثة ليست بأزلية، كان الله عز وجل ولا متكلم.

-------------

الكافي ج 1 ص 107, التوحيد ص 139, الوافي ج 1 ص 445, بحار الأنوار ج 4 ص 71, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 133, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 351

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن مسلم: عن أبي جعفر (ع) أنه قال‏ في‏ صفة القديم: إنه واحد، صمد، أحدي المعنى‏، ليس‏ بمعاني‏ كثيرة مختلفة. قال: قلت: جعلت فداك، يزعم قوم من أهل العراق‏ أنه يسمع بغير الذي يبصر، ويبصر بغير الذي يسمع؟ قال: فقال: كذبوا، وألحدوا، وشبهوا، تعالى الله عن ذلك‏؛ إنه سميع بصير، يسمع بما يبصر، ويبصر بما يسمع. قال: قلت: يزعمون أنه بصير على ما يعقلونه‏؟ قال: فقال: تعالى الله، إنما يعقل‏ ما كان بصفة المخلوق و ليس الله كذلك.

-----------

الكافي ج 1 ص 108, التوحيد ص 144, الإحتجاج ج 2 ص 322, الوافي ج 1 ص 451, الفصول المهمة ج 1 ص 189, بحار الأنوار ج 4 ص 69, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 135, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 352, العوالم ج 19 ص 436

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هشام بن الحكم قال‏: في حديث الزنديق الذي سأل أبا عبد الله (ع), أنه قال له: إنه سميع بصير؟ قال‏ : هو سميع، بصير؛ سميع بغير جارحة، وبصير بغير آلة، بل‏ يسمع بنفسه، ويبصر بنفسه، ليس‏ قولي: إنه سميع يسمع بنفسه، وبصير يبصر بنفسه‏ أنه شي‏ء، والنفس شي‏ء آخر، ولكن‏ أردت عبارة عن نفسي‏؛ إذ كنت مسؤولا، وإفهاما لك؛ إذ كنت سائلا، فأقول: إنه‏ سميع‏ بكله، لاأن الكل منه له بعض‏، ولكني‏ أردت إفهامك، والتعبير عن نفسي، وليس مرجعي في ذلك‏ إلا إلى أنه السميع البصير، العالم الخبير، بلا اختلاف الذات، ولا اختلاف المعنى.

------------

الكافي ج 1 ص 83, التوحيد ص 244, الإحتجاج ج 2 ص 332, بحار الأنوار ج 10 ص 195, العوالم ج 20 ص 528

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن سنان، قال: سألت أبا الحسن الرضا (ع): هل كان الله عز وجل عارفا بنفسه قبل أن يخلق الخلق؟ قال: نعم. قلت: يراها ويسمعها؟ قال: ما كان محتاجا إلى ذلك؛ لأنه لم يكن يسألها، ولا يطلب منها، هو نفسه، ونفسه هو، قدرته‏ نافذة، فليس يحتاج إلى‏ أن يسمي نفسه، ولكنه اختار لنفسه أسماء لغيره يدعوه بها؛ لأنه‏ إذا لم يدع باسمه، لم يعرف، فأول ما اختار لنفسه: العلي العظيم؛ لأنه أعلى الأشياء كلها، فمعناه: الله، واسمه: العلي العظيم، هو أول أسمائه‏ علا على كل شي‏ء.(1) (2)

-------------

(1) العلامة المجلسي في مرآة العقول ج 2 شرح ص 31: قوله: "ويسمعها" على بناء المجرد أي بأن يذكر اسم نفسه ويسمعه، أو على بناء الأفعال لأن المخلوق يعرفه تعالى بأسمائه ويدعوه بها، فزعم أن الخالق أيضا كذلك لأنه أعلى الأشياء، أي إنما سمي بالعلي لأنه أعلى الأشياء ذاتا، وبالعظيم لأنه أعظمها صفاتا، فهذان اسمان جامعان يدلان على تنزهه تعالى عن مناسبة المخلوقات ومشابهتها بالذات والصفات، فمعناه "الله" أي مدلول هذا اللفظ، ويدل على أنه أخص الأسماء بالذات المقدس، بل على أنه اسم بإزاء الذات لا باعتبار صفة من‏ الصفات. "علا على كل شي‏ء" أي علا الاسم على كل الأسماء الدالة على الصفات، أو هو تفسير للاسم تأكيدا لما سبق.

(2) الكافي ج 1 ص 113, التوحيد ص 191, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 129, معاني الأخبار ص 2, الإحتجاج ج 2 ص 410, الوافي ج 1 ص 465, البرهان ج 1 ص 520, بحار الأنوار ج 4 ص 88, تفسير نرو الثقلين ج 1 ص 262, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 404

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن سنان، قال: سألته‏ - يعني الغمام الرضا ع - عن الاسم: ما هو؟ قال: صفة لموصوف.

------------

الكافي ج 1 ص 113, التوحيد ص 192, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 129, معاني الأخبار ص 2, الوافي ج 1 ص 466, تفسير الصافي ج 1 ص 112, الفصول المهمة ج 1 ص 204, البرهان ج 1 ص 102, بحار الانوار ج 4 ص 159, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 11, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 25

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الأعلى: عن أبي عبد الله (ع)، قال: اسم الله غيره‏، وكل شي‏ء وقع عليه اسم شي‏ء فهو مخلوق ما خلا الله، فأما ما عبرته‏ الألسن‏ أو عملت‏ الأيدي‏، فهو مخلوق، والله غاية من غاياه‏، والمغيا غير الغاية، والغاية موصوفة، وكل موصوف مصنوع، وصانع الأشياء غير موصوف بحد مسمى‏، لم يتكون‏؛ فيعرف‏ كينونيته‏ بصنع غيره، ولم يتناه‏ إلى غاية إلا كانت غيره، لايزل‏ من فهم هذا الحكم‏ أبدا، وهو التوحيد الخالص، فارعوه‏، وصدقوه، وتفهموه بإذن الله. من زعم أنه يعرف الله بحجاب أو بصورة أو بمثال، فهو مشرك؛ لأن حجابه ومثاله وصورته‏ غيره، وإنما هو واحد، متوحد، فكيف‏ يوحده من زعم أنه عرفه بغيره؟! وإنما عرف الله من عرفه بالله، فمن لم يعرفه به، فليس يعرفه، إنما يعرف غيره، ليس‏ بين الخالق والمخلوق شي‏ء، والله خالق‏ الأشياء لامن شي‏ء كان، والله يسمى بأسمائه وهو غير أسمائه، والأسماء غيره. (1) (2)

------------ 

(1) العلامة المجلسي في مرآة العقول ج 1 شرح ص 34: قوله عليه السلام: "من‏ زعم‏ أنه‏ يعرف‏ الله بحجاب" أي بالأسماء التي هي حجب بين الله وبين خلقه، ووسائل بها يتوسلون إليه، بأن زعم أنه تعالى عين تلك الأسماء أو الأنبياء أو الأئمة عليهم السلام، بأن زعم أن الرب تعالى اتحد بهم أو بالصفات الزائدة فإنها حجب عن الوصول إلى حقيقة الذات الأحدية أو بأنه ذو حجاب كالمخلوقين‏ "أو بصورة" أي بأنه ذو صورة كما قالت المشبهة، أو بصورة عقلية زعم أنها كنه ذاته وصفاته تعالى‏ "أو بمثال" أي خيالي أو بأن جعل له مماثلا ومشابها من خلقه‏ "فهو مشرك" لما عرفت مرارا من لزوم تركبه تعالى وكونه ذا حقائق مختلفة، وذا أجزاء، تعالى الله عن ذلك. ويحتمل أن يكون إشارة إلى أنه لا يمكن الوصول إلى حقيقته تعالى بوجه من الوجوه لا بحجاب ورسول يبين ذلك، ولا بصورة عقلية ولا خيالية، إذ لا بد بين المعرف والمعرف من مماثلة وجهة اتحاد، وإلا فليس ذلك الشي‏ء معرفا أصلا، والله تعالى مجرد الذات عن كل ما سواه، فحجابه ومثاله وصورته غيره من كل وجه، إذ لا مشاركة بينه وبين غيره في جنس أو فصل أو مادة أو موضوع أو عارض، وإنما هو واحد موحد فرد عما سواه، فإنما يعرف الله بالله إذا نفي عنه جميع ما سواه، وكلما وصل إليه عقله كما مر أنه التوحيد الخالص.

(2) الكافي ج 1 ص 113, التوحيد ص 142, الوافي ج 1 ص 466, بحار الانوار ج 4 ص 160

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إبراهيم بن عمر: عن أبي عبد الله (ع)، قال: إن الله تبارك وتعالى خلق اسما بالحروف غير متصوت‏، وباللفظ غير منطق‏، وبالشخص غير مجسد، وبالتشبيه غير موصوف، وباللون غير مصبوغ، منفي عنه الأقطار، مبعد عنه الحدود، محجوب‏ عنه‏ حس كل متوهم، مستتر غير مستور. فجعله كلمة تامة على أربعة أجزاء معا، ليس منها واحد قبل الآخر، فأظهر منها ثلاثة أسماء؛ لفاقة الخلق إليها، وحجب منها واحدا، وهو الاسم المكنون‏ المخزون‏. فهذه‏ الأسماء التي ظهرت‏، فالظاهر هو الله تبارك وتعالى، وسخر سبحانه لكل اسم من هذه الأسماء أربعة أركان، فذلك اثنا عشر ركنا، ثم خلق لكل ركن منها ثلاثين اسما فعلا منسوبا إليها، فهو الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، الخالق، البارئ، المصور {الحي القيوم‏ لا تأخذه سنة ولا نوم‏} العليم، الخبير، السميع، البصير، الحكيم، العزيز، الجبار، المتكبر، العلي، العظيم، المقتدر، القادر، السلام، المؤمن، المهيمن‏، البارئ‏، المنشئ، البديع، الرفيع، الجليل، الكريم، الرازق، المحيي، المميت، الباعث‏، الوارث. فهذه الأسماء وما كان من الأسماء الحسنى حتى تتم‏ ثلاثمائة وستين اسما فهي‏ نسبة لهذه الأسماء الثلاثة، وهذه الأسماء الثلاثة أركان، وحجب‏ الاسم‏ الواحد المكنون المخزون بهذه‏ الأسماء الثلاثة، وذلك قوله تعالى: {قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى‏}.

------------

الكافي ج 1 ص 112, التوحيد ص 190, الوافي ج 1 ص 463, بحار الأنوار ج 4 ص 166, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 232, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 532

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن أبي‏ يعفور، قال‏: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: {هو الأول والآخر} وقلت‏: أما الأول فقد عرفناه، وأما الآخر فبين لنا تفسيره. فقال: إنه ليس شي‏ء إلا أن يبيد أو يتغير، أو يدخله التغير والزوال، أو ينتقل من لون إلى لون، ومن هيئة إلى هيئة، ومن صفة إلى صفة، ومن زيادة إلى نقصان، ومن نقصان إلى زيادة إلا رب العالمين؛ فإنه لم يزل ولا يزال بحالة واحدة، هو الأول قبل كل شي‏ء، وهو الآخر على ما لم يزل، ولا تختلف‏ عليه الصفات والأسماء كما تختلف على غيره، مثل الإنسان الذي يكون ترابا مرة، ومرة لحما ودما، ومرة رفاتا ورميما، وكالبسر الذي يكون مرة بلحا، ومرة بسرا، ومرة رطبا، ومرة تمرا، فتتبدل‏ عليه الأسماء والصفات، والله جل وعز بخلاف ذلك.

-------------

الكافي ج 1 ص 115, التوحيد ص 314, الوافي ج 1 ص 471, البرهان ج 5 ص 278, بحار الأنوار ج 4 ص182, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 145, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 111

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ميمون البان، قال‏: سمعت أبا عبد الله (ع) وقد سئل عن الأول‏ والآخر، فقال: الأول لاعن أول‏ قبله، ولا عن بدء سبقه؛ والآخر لاعن نهاية كما يعقل من صفة المخلوقين، ولكن قديم، أول، آخر، لم يزل، ولا يزول‏، بلا بدء ولا نهاية، لايقع عليه الحدوث، ولا يحول‏ من حال إلى حال، خالق كل شي‏ء.

-----------

الكافي ج 1 ص 116, التوحيد ص 313, الوافي ج 1 ص 472, البرهان ج 5 ص 279, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 232

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

أبي هاشم الجعفري، قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (ع)، فسأله رجل، فقال: أخبرني عن الرب تبارك وتعالى، له أسماء وصفات في كتابه، وأسماؤه‏ وصفاته هي‏ هو؟ فقال أبو جعفر (ع): إن لهذا الكلام وجهين: إن كنت تقول: هي‏ هو، أي إنه ذو عدد وكثرة، فتعالى الله عن ذلك‏؛ وإن كنت تقول: هذه الصفات والأسماء لم تزل، فإن لم تزل محتمل معنيين: فإن قلت: لم تزل عنده في علمه وهو مستحقها، فنعم؛ وإن كنت تقول: لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها، فمعاذ الله أن يكون معه شي‏ء غيره، بل كان الله ولا خلق، ثم خلقها وسيلة بينه وبين خلقه، يتضرعون‏ بها إليه، ويعبدونه وهي ذكره‏، وكان الله ولا ذكر، والمذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل، والأسماء والصفات مخلوقات والمعاني‏، والمعني بها هو الله الذي لايليق به الاختلاف ولا الائتلاف، وإنما يختلف ويأتلف‏ المتجزئ، فلا يقال: الله مؤتلف‏، ولا الله قليل‏ ولا كثير، ولكنه القديم في ذاته؛ لأن ما سوى الواحد متجزئ، والله واحد، لامتجزئ ولا متوهم بالقلة والكثرة، وكل متجزئ أو متوهم‏ بالقلة والكثرة، فهو مخلوق دال على خالق له؛ فقولك: إن الله قدير خبرت‏ أنه لا يعجزه شي‏ء، فنفيت بالكلمة العجز، وجعلت العجز سواه، وكذلك قولك: عالم إنما نفيت بالكلمة الجهل، وجعلت الجهل سواه، وإذا أفنى الله الأشياء، أفنى الصورة والهجاء والتقطيع‏، ولا يزال من لم يزل عالما. فقال الرجل: فكيف‏ سمينا ربنا سميعا؟ فقال: لأنه لايخفى عليه ما يدرك بالأسماع، ولم نصفه بالسمع المعقول في الرأس‏. وكذلك سميناه بصيرا؛ لأنه لايخفى عليه ما يدرك بالأبصار من لون أو شخص‏ أو غير ذلك، ولم نصفه‏ ببصر لحظة العين. وكذلك سميناه لطيفا؛ لعلمه بالشي‏ء اللطيف مثل البعوضة وأخفى‏ من ذلك، وموضع النشوء منها، والعقل والشهوة؛ للسفاد والحدب‏ على نسلها، وإقام بعضها على بعض، ونقلها الطعام والشراب إلى أولادها في الجبال والمفاوز والأودية والقفار، فعلمنا أن خالقها لطيف بلا كيف، وإنما الكيفية للمخلوق المكيف. وكذلك سمينا ربنا قويا لابقوة البطش‏ المعروف من‏ المخلوق‏، ولو كانت قوته قوة البطش المعروف من المخلوق‏، لوقع التشبيه، ولاحتمل الزيادة، وما احتمل الزيادة احتمل النقصان، وما كان ناقصا كان غير قديم، وما كان غير قديم كان عاجزا، فربنا تبارك وتعالى لاشبه له‏ ولا ضد، ولا ند ولا كيف، ولا نهاية، ولا تبصار بصر، ومحرم على القلوب أن تمثله، وعلى الأوهام أن تحده، وعلى الضمائر أن تكونه‏، جل وعز عن إدات‏ خلقه، سمات‏ بريته، وتعالى عن ذلك علوا كبيرا.

----------------

الكافي ج 1 ص 116, التوحيد ص 193, الوافي ج 1 ص 472, بحار الأنوار ج 4 ص 153, العوالم ج 11 ص 354 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن محبوب، عمن ذكره: عن أبي عبد الله (ع)، قال‏: قال رجل عنده: الله أكبر، فقال: الله أكبر من أي شي‏ء؟ فقال: من كل شي‏ء، فقال أبو عبد الله (ع): حددته‏ فقال الرجل: كيف أقول؟ قال‏: قل: الله أكبر من أن يوصف.

----------

الكافي ج 1 ص 117, التوحيد 312, معاني الأخبار ص 11, الوافي ج 1 ص 475, بحار الانوار ج 90 ص 219, فلاح السائل ص 99, تفسير الصافي ج 3 ص 228, وسائل الشيعة ج 7 ص 191, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 239, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 543, مستدرك الوسائل ج 5 ص 328

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جميع بن عمير، قال: قال أبو عبد الله (ع): أي شي‏ء الله‏ أكبر؟ فقلت: الله أكبر من كل شي‏ء، فقال: وكان ثم شي‏ء؛ فيكون‏ أكبر منه؟ فقلت: فما هو؟ قال‏: الله أكبر من أن يوصف.

-------------

الكافي ج 1 ص 118, المحاسن ج 1 ص 241, التوحيد ص 313, الوافي ج 1 ص 475, وسائل الشيعة ج 7 ص 191, تفسير نرو الثقلين ج 3 ص 239, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 543

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هشام الجواليقي، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: {سبحان الله}: ما يعنى به؟ قال: تنزيهه‏.

-----------

الكافي ج 1 ص 118, التوحيد ص 312, الوافي ج 1 ص 476, البرهان ج 1 ص 314, بحار الأنوار ج 90 ص 177

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الفتح بن يزيد الجرجاني: عن أبي الحسن‏ (ع)، قال: سمعته يقول: وهو اللطيف الخبير، السميع البصير، الواحد الأحد الصمد {لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد}، لو كان كما يقول المشبهة، لم يعرف‏ الخالق من المخلوق، ولا المنشئ من المنشا، لكنه‏ المنشئ‏، فرق‏ بين من جسمه‏ وصوره وأنشأه؛ إذ كان لايشبهه شي‏ء، ولا يشبه هو شيئا. قلت: أجل جعلني الله فداك لكنك قلت: الأحد الصمد، وقلت: لايشبهه شي‏ء، والله واحد، والإنسان واحد، أليس قد تشابهت الوحدانية؟ قال: يا فتح، أحلت‏ ثبتك الله إنما التشبيه في المعاني، فأما في الأسماء، فهي واحدة، وهي دلالة على المسمى، وذلك‏ أن الإنسان وإن قيل‏: واحد، فإنه‏ يخبر أنه جثة واحدة وليس باثنين‏، والإنسان نفسه‏ ليس بواحد؛ لأن أعضاءه مختلفة، وألوانه مختلفة، ومن ألوانه مختلفة غير واحد، وهو أجزاء مجزأة ليست بسواء: دمه غير لحمه، ولحمه غير دمه، وعصبه غير عروقه، وشعره غير بشره‏، وسواده غير بياضه، وكذلك سائر جميع الخلق؛ فالإنسان واحد في الاسم‏، ولا واحد في المعنى، والله جل جلاله هو واحد لاواحد غيره، لااختلاف فيه ولا تفاوت، ولا زيادة ولا نقصان، فأما الإنسان المخلوق المصنوع المؤلف‏ من أجزاء مختلفة وجواهر شتى غير أنه بالاجتماع شي‏ء واحد. قلت: جعلت فداك، فرجت‏ عني فرج الله عنك، فقولك: اللطيف الخبير فسره لي كما فسرت الواحد؛ فإني أعلم أن لطفه على خلاف لطف خلقه للفصل‏، غير أني أحب أن‏تشرح ذلك لي‏، فقال: يا فتح، إنما قلنا: اللطيف؛ للخلق اللطيف، ولعلمه بالشي‏ء اللطيف، أولا ترى وفقك الله وثبتك إلى‏ أثر صنعه في النبات اللطيف وغير اللطيف؛ ومن‏ الخلق اللطيف، ومن الحيوان الصغار، ومن البعوض‏ والجرجس‏، وما هو أصغر منها ما لايكاد تستبينه العيون، بل لايكاد يستبان‏  لصغره الذكر من الانثى، والحدث المولود من القديم. فلما رأينا صغر ذلك في لطفه، واهتداءه‏ للسفاد، والهرب من الموت، والجمع لما يصلحه، وما في لجج‏ البحار، وما في لحاء الأشجار والمفاوز والقفار، وإفهام‏ بعضها عن بعض منطقها، وما يفهم به أولادها عنها، ونقلها الغذاء إليها، ثم تأليف‏ ألوانها: حمرة مع صفرة، وبياض مع حمرة، وأنه‏ ما لاتكاد عيوننا تستبينه، لدمامة خلقها لا تراه‏ عيوننا، ولا تلمسه أيدينا، علمنا أن خالق هذا الخلق لطيف، لطف بخلق‏ ما سميناه بلا علاج‏ ولا أداة ولا آلة، وأن كل صانع‏ شي‏ء فمن شي‏ء صنع‏، والله الخالق اللطيف الجليل خلق وصنع لامن شي‏ء.

-----------

الكافي ج 1 ص 118, التوحيد ص 60, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 127, الوافي ج 1 ص 481, بحار الأنوار ج 4 ص 173

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسين بن خالد, عن أبي الحسن الرضا (ع)، قال: قال: اعلم علمك الله الخير أن الله تبارك وتعالى قديم، والقدم صفته التي دلت العاقل على أنه لاشي‏ء قبله، ولا شي‏ء معه في ديموميته‏، فقد بان لنا بإقرار العامة معجزة الصفة أنه لاشي‏ء قبل الله، ولا شي‏ء مع الله في بقائه، بطل قول من زعم أنه كان قبله أو كان معه شي‏ء؛ وذلك أنه لو كان معه شي‏ء في بقائه، لم يجز أن يكون خالقا له؛ لأنه لم يزل معه، فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه؟! ولو كان قبله شي‏ء، كان الأول ذلك الشي‏ء، لاهذا، وكان الأول أولى بأن يكون خالقا للثاني‏. ثم وصف نفسه تبارك وتعالى بأسماء دعا الخلق إذ خلقهم وتعبدهم وابتلاهم إلى أن يدعوه بها، فسمى نفسه سميعا، بصيرا، قادرا، قائما، ناطقا، ظاهرا، باطنا، لطيفا، خبيرا، قويا، عزيزا، حكيما، عليما، وما أشبه هذه الأسماء. فلما رأى ذلك من أسمائه الغالون‏ المكذبون وقد سمعونا نحدث عن الله أنه‏ لا شي‏ء مثله، ولا شي‏ء من الخلق في حاله قالوا: أخبرونا إذا زعمتم أنه لامثل لله ولا شبه له كيف شاركتموه في أسمائه الحسنى، فتسميتم بجميعها؟! فإن في ذلك دليلا على أنكم مثله في حالاته كلها، أو في‏ بعضها دون بعض؛ إذ جمعتم‏ الأسماء الطيبة. قيل لهم: إن الله تبارك وتعالى ألزم العباد أسماء من أسمائه على اختلاف المعاني؛ وذلك كما يجمع الاسم الواحد معنيين مختلفين، والدليل على ذلك قول الناس الجائز عندهم الشائع‏، وهو الذي خاطب الله به الخلق، فكلمهم بما يعقلون ليكون عليهم حجة في تضييع ما ضيعوا؛ فقد يقال للرجل: كلب، وحمار، وثور، وسكرة، وعلقمة، وأسد، كل‏ ذلك على خلافه وحالاته‏، لم تقع‏ الأسامي على معانيها التي كانت بنيت عليها؛ لأن الإنسان ليس بأسد ولا كلب، فافهم ذلك‏ رحمك الله. وإنما سمي‏ الله تعالى بالعلم‏ بغير علم حادث علم به الأشياء، استعان‏ به على حفظ ما يستقبل من أمره، والروية فيما يخلق من خلقه، ويفسد ما مضى مما أفنى من خلقه، مما لو لم يحضره ذلك العلم ويغيبه‏ كان جاهلا ضعيفا، كما أنا لو رأينا علماء الخلق‏ إنما سموا بالعلم لعلم حادث؛ إذ كانوا فيه‏ جهلة، وربما فارقهم العلم بالأشياء، فعادوا إلى الجهل. وإنما سمي الله عالما؛ لأنه لايجهل شيئا، فقد جمع الخالق والمخلوق اسم‏ العالم‏، واختلف المعنى على ما رأيت. وسمي ربنا سميعا لابخرت‏ فيه يسمع به الصوت ولا يبصر به، كما أن خرتنا الذي به نسمع لانقوى به على البصر، ولكنه أخبر أنه لايخفى عليه شي‏ء من‏ الأصوات، ليس على حد ما سمينا نحن، فقد جمعنا الاسم بالسمع‏، واختلف المعنى. وهكذا البصر لابخرت منه‏ أبصر، كما أنا نبصر بخرت‏ منا لاننتفع به في غيره، ولكن الله بصير لايحتمل‏ شخصا منظورا إليه، فقد جمعنا الاسم، واختلف المعنى. وهو قائم ليس على معنى انتصاب وقيام على ساق في كبد كما قامت الأشياء، ولكن‏ قائم يخبر أنه حافظ، كقول الرجل: القائم بأمرنا فلان، والله‏ هو القائم‏ على كل نفس بما كسبت، والقائم أيضا في كلام الناس: الباقي؛ والقائم أيضا يخبر عن‏ الكفاية، كقولك للرجل: قم بأمر بني فلان، أي اكفهم، والقائم منا قائم على ساق، فقد جمعنا الاسم ولم نجمع‏ المعنى. وأما اللطيف، فليس على قلة وقضافة وصغر، ولكن ذلك على النفاذ في الأشياء والامتناع من أن يدرك، كقولك للرجل: لطف عني‏ هذا الأمر، ولطف فلان في مذهبه وقوله‏، يخبرك أنه غمض‏ فيه‏ العقل وفات الطلب‏، وعاد متعمقا متلطفا لايدركه الوهم، فكذلك‏ لطف الله تبارك وتعالى عن أن يدرك بحد، أو يحد بوصف؛ واللطافة منا: الصغر والقلة، فقد جمعنا الاسم، واختلف المعنى. وأما الخبير، فالذي لايعزب عنه شي‏ء، ولا يفوته‏، ليس‏ للتجربة ولا للاعتبار بالأشياء، فعند التجربة والاعتبار علمان ولو لاهما ما علم؛ لأن من كان كذلك، كان جاهلا والله لم يزل خبيرا بما يخلق، والخبير من الناس: المستخبر عن جهل، المتعلم، فقد جمعنا الاسم، واختلف المعنى. وأما الظاهر، فليس من أجل أنه علا الأشياء بركوب فوقها، وقعود عليها، وتسنم‏ لذراها، ولكن ذلك لقهره ولغلبته‏ الأشياء وقدرته‏ عليها، كقول الرجل: ظهرت على أعدائي، وأظهرني الله على خصمي، يخبر عن الفلج‏ والغلبة، فهكذا ظهور الله على الأشياء. ووجه آخر أنه الظاهر لمن أراده ولا يخفى عليه شي‏ء، وأنه مدبر لكل ما برأ، فأي ظاهر أظهر وأوضح‏ من الله تبارك وتعالى؟ لأنك لا تعدم صنعته‏ حيثما توجهت‏، وفيك من آثاره ما يغنيك، والظاهر منا: البارز بنفسه، والمعلوم بحده، فقد جمعنا الاسم ولم يجمعنا المعنى. وأما الباطن، فليس على معنى الاستبطان للأشياء بأن يغور فيها، ولكن ذلك منه على استبطانه للأشياء علما وحفظا وتدبيرا، كقول القائل: أبطنته‏: يعني خبرته وعلمت مكتوم‏ سره، والباطن منا: الغائب‏ في الشي‏ء، المستتر، وقد جمعنا الاسم، واختلف المعنى. وأما القاهر، فليس‏ على معنى علاج‏ ونصب‏ واحتيال ومداراة ومكر، كما يقهر العباد بعضهم بعضا، والمقهور منهم يعود قاهرا، والقاهر يعود مقهورا، ولكن ذلك‏ من الله تبارك وتعالى على أن جميع ما خلق ملبس‏ به الذل لفاعله، وقلة الامتناع لما أراد به، لم يخرج منه طرفة عين أن يقول له‏: كن فيكون، والقاهر منا على ما ذكرت ووصفت، فقد جمعنا الاسم، واختلف المعنى. وهكذا جميع الأسماء وإن كنا لم نستجمعها كلها، فقد يكتفي الاعتبار بما ألقينا إليك، والله عونك وعوننا في إرشادنا وتوفيقنا.

-----------

التوحيد ص 186, الكافي ج 1 ص 120, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 149, الوافي ج 1 ص 484, البرهان ج 2 ص 463, بحار الأنورا ج 4 ص 176

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الفتح بن يزيد الجرجاني، قال: ضمني وأبا الحسن (ع) الطريق في منصرفي من مكة إلى خراسان، وهو سائر إلى العراق، فسمعته يقول: من اتقى الله يتقى؛ ومن أطاع الله يطاع فتلطفت‏ في الوصول إليه، فوصلت، فسلمت‏ عليه‏، فرد علي السلام، ثم قال: يا فتح، من أرضى الخالق، لم يبال بسخط المخلوق؛ ومن أسخط الخالق، فقمن‏ أن يسلط الله عليه سخط المخلوق، وإن الخالق لايوصف إلا بما وصف به نفسه، وأنى يوصف الذي تعجز الحواس أن تدركه، والأوهام أن تناله، والخطرات أن تحده، والأبصار عن الإحاطة به؟ جل عما وصفه الواصفون، وتعالى عما ينعته الناعتون، نأى‏ في قربه، وقرب في نأيه‏، فهو في نأيه‏ قريب، وفي قربه بعيد، كيف الكيف، فلا يقال‏: كيف؟ وأين الأين، فلا يقال‏: أين؟ إذ هو منقطع‏ الكيفوفية والأينونية.

-------------

الكافي ج 1 ص 137, التوحيد ص 60, بحار الأنوار ج 4 ص 290, الوافي ج 1 ص 432

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام العسكري، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: قام رجل إلى الرضا (ع) فقال له: يا ابن رسول الله صف لنا ربك فان من قبلنا قد اختلفوا علينا، فقال الرضا (ع): إنه من يصف ربه بالقياس لا يزال الدهر في الالتباس، مائلاً عن المنهاج, ظاعناً في الاعوجاج، ضالاً عن السبيل، قائلاً غير الجميل، اعرفه بما عرف به نفسه من غير رؤية، وأصفه بما وصف به نفسه من غير صورة، لا يُدرك بالحواس، ولا يُقاس بالناس، معروف بغير تشبيه، ومتدان في بعده لا بنظير، لا يمثَّل بخليقته، ولا يجور في قضيته، الخلق إلى ما علم منقادون، وعلى ما سطر في المكنون من كتابه ماضون، ولا يعملون خلاف ما علم منهم، ولا غيره يريدون، فهو قريب غير ملتزق وبعيد غير متقص (أي يتباعد)، يحقق ولا يمثل، ويوحد ولا يبعض، يُعرف بالآيات، ويثبت بالعلامات، فلا إله غيره، الكبير المتعال.

----------

التوحيد ص 47, تفسير الإمام العسكري (ع) ص 50, الإحتجاج ج 2 ص 438, إثبات الهداة ج 5 ص 391, بحار الأنوار ج 3 ص 297

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية