الإمام لا يفعل شيءً الا بعهد من الله عز وجل

عن أبي الحسن الثالث (ع) أنه قال: إن الله جعل قلوب الأئمة موردا لإرادته, فإذا شاء الله شيئا شاءوه, وهو قول الله‏ {وما تشاؤون إلا أن يشاء الله‏}.

--------

تفسير القمي ج 2 ص 409, بصائر الدرجات ص 517, البرهان ج 5 ص 597, بحار الأنوار ج 24 ص 305, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 519, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 158

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن معاذ بن كثير، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الوصية نزلت من السماء على محمد كتابا، لم ينزل على محمد (ص) كتاب مختوم إلا الوصية، فقال جبرئيل (ع): يا محمد هذه وصيتك في أمتك عند أهل بيتك، فقال رسول الله (ص): أي أهل بيتي يا جبرئيل؟ قال: نجيب الله منهم وذريته، ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم (ع) وميراثه لعلي (ع) وذريتك من صلبه، قال: وكان عليها خواتيم، قال: ففتح علي (ع) الخاتم الأول ومضى لما فيها ثم فتح الحسن (ع) الخاتم الثاني ومضى لما أمر به فيها، فلما توفي الحسن ومضى فتح الحسين (ع) الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل واخرج بأقوام للشهادة، لا شهادة لهم إلا معك، قال: ففعل (ع)، فلما مضى دفعها إلى علي بن الحسين (ع) قبل ذلك، ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت وأطرق لما حجب العلم، فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي (ع) ففتح الخاتم الخامس فوجد فيها أن فسر كتاب الله تعالى وصدق أباك وورث ابنك واصطنع الامة وقم بحق الله عز وجل وقل الحق في الخوف والأمن ولا تخش إلا الله، ففعل، ثم دفعها إلى الذي يليه، قال: قلت له: جعلت فداك فأنت هو؟ قال: فقال: ما بي إلا أن تذهب يا معاذ فتروي علي, قال: فقلت: أسأل الله الذي رزقك من آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبل الممات، قال: قد فعل الله ذلك يا معاذ، قال: فقلت: فمن هو جعلت فداك؟ قال: هذا الراقد - وأشار بيده إلى العبد الصالح - وهو راقد.

------------

الكافي ج 1 ص 279, الوافي ج 2 ص 261, إثبات الهداة ج 2 ص 10, حلية الأبرار ج 3 ص 367, مدينة المعاجز ج 5 ص 90, بحار الأنوار ج 48 ص 27, رياض الأبرار ج 2 ص 273, العوالم ج 21 ص 35

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن أحمد بن عبيد الله العمري عن أبيه، عن جده، عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله عز وجل أنزل على نبيه (ص) كتابا قبل وفاته، فقال: يا محمد هذه وصيتك إلى النجبة من أهلك، قال: وما النجبة يا جبرئيل؟ فقال: علي بن أبي طالب وولده (ع)، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب فدفعه النبي (ص) إلى أمير المؤمنين (ع) وأمره أن يفك خاتما منه ويعمل بما فيه، ففك أمير المؤمنين (ع) خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن (ع) ففك خاتما وعمل بما فيه، ثم دفعه إلى الحسين (ع)، ففك خاتما فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة، فلا شهادة لهم إلا معك واشر نفسك لله عز وجل، ففعل ثم دفعه إلى علي بن الحسين (ع) ففك خاتما فوجد فيه أن أطرق واصمت والزم منزلك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين، ففعل، ثم دفعه إلى ابنه محمد بن علي (ع)، ففك خاتما فوجد فيه حدث الناس وافتهم ولا تخافن إلا الله عز وجل، فإنه لا سبيل لاحد عليك ففعل، ثم دفعه إلى ابنه جعفر ففك خاتما فوجد فيه حدث الناس وافتهم وانشر علوم أهل بيتك وصدق آبائك الصالحين ولا تخافن إلا الله عز وجل وأنت في حرز وأمان، ففعل، ثم دفعه إلى ابنه موسى (ع) وكذلك يدفعه موسى إلى الذي بعده ثم كذلك إلى قيام المهدي (ع).

--------------

الكافي ج 1 ص 280, الأمالي للصدوق ص 401, كمال الدين ج 2 ص 669, تقريب المعارف ص 422, الأمالي للطوسي ص 441, مناقب آشوب ج 1 ص 298, طرف من الأناء ص 349, الدر النظيم ص 381, الوافي ج 2 ص 262, الجواهر السنية ص 431, حلية الأبرار ج 4 ص 369, مدينة المعاجز ج 5 ص 91, بحار الأنوار ج 36 ص 192, خاتمة المستدرك ج 5 ص 69

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حريز قال: قلت لأبي عبد الله (ع): جعلت فداك ما أقل بقاء كم أهل البيت وأقرب آجالكم بعضها من بعض مع حاجة الناس إليكم؟ فقال: إن لكل واحد منا صحيفة فيها ما يحتاج إليه أن يعمل به في مدته، فإذا انقضى ما فيها مما امر به عرف أن أجله قد حضر فأتاه النبي (ص) ينعى إليه نفسه وأخبره بما له عند الله وإن الحسين (ع) قرأ صحيفته التي أعطيها، وفسر له ما يأتي بنعي وبقي فيها أشياء لم تقض، فخرج للقتال وكانت تلك الامور التي بقيت أن الملائكة سألت الله في نصرته فأذن لها ومكثت تستعد للقتال وتتأهب لذلك حتى قتل فنزلت وقد انقطعت مدته وقتل (ع)، فقالت الملائكة: يا رب أذنت لنا في الانحدار وأذنت لنا في نصرته، فانحدرنا وقد قبضته، فأوحى الله إليهم: أن الزموا قبره حتى تروه وقد خرج فانصروه وابكوا عليه وعلى ما فاتكم من نصرته فإنكم قد خصصتم بنصرته وبالبكاء عليه، فبكت الملائكة تعزيا وحزنا على ما فاتهم من نصرته، فإذا خرج يكونون أنصاره.

------------

الكافي ج 1 ص 283, كامل الزيارات ص 88, مختصر البصائر ص 431, الوافي ج 2 ص 266, مدينة المعاجز ج 4 ص 162, بحار الأنوار ج 45 ص 225, رياض الأبرار ج 1 ص 271, العوالم ج 17 ص 47

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ضريس الكناسي، عن أبي جعفر (ع) قال: قال له حمران: جعلت فداك أرأيت ما كان من أمر علي والحسن والحسين (ع) وخروجهم وقيامهم بدين الله عز وجل وما اصيبوا من قتل الطواغيت إياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا؟ فقال أبو جعفر (ع) يا حمران إن الله تبارك وتعالى قد كان قدر ذلك عليهم وقضاه وأمضاه وحتمه، ثم أجراه فبتقدم علم ذلك إليهم من رسول الله قام علي والحسن والحسين، وبعلم صمت من صمت منا.

------------

الكافي ج 1 ص 281, بصائر الدرجات ص 124, الخرائج ج 2 ص 870, مختصر البصائر ص 326, الوافي ج 2 ص 263, الفصول المهمة ج 1 ص 396, بحار الأنوار ج 26 ص 149, العوالم ج 17 ص 519

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عيسى بن المستفاد أبي موسى الضرير قال: حدثني موسى بن جعفر (ع) قال: قلت لأبي عبد الله (ع): أليس كان أمير المؤمنين (ع) كاتب الوصية ورسول الله (ص) المملي عليه وجبرئيل والملائكة المقربون (ع) شهود؟ قال: فأطرق طويلا ثم قال: يا أبا الحسن قد كان ما قلت ولكن حين نزل برسول الله (ص) الامر، نزلت الوصية من عند الله كتابا مسجلا، نزل به جبرئيل مع امناء الله تبارك وتعالى من الملائكة، فقال جبرئيل: يا محمد مر بإخراج من عندك إلا وصيك، ليقبضها منا وتشهدنا بدفعك إياها إليه ضامنا لها - يعني عليا (ع) - فامر النبي (ص) بإخراج من كان في البيت ما خلا عليا (ع)، وفاطمة (ع) فيما بين الستر والباب، فقال جبرئيل: يا محمد ربك يقرئك السلام ويقول: هذا كتاب ما كنت عهدت إليك وشرطت عليك وشهدت به عليك وأشهدت به عليك ملائكتي وكفى بي يا محمد شهيدا، قال: فارتعدت مفاصل النبي (ص) فقال يا جبرئيل ربي هو السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام صدق عز وجل وبر، هات الكتاب، فدفعه إليه وأمره بدفعه إلى أمير المؤمنين (ع) فقال له: أقرأه، فقرأه حرفا حرفا، فقال: يا علي, هذا عهد ربي تبارك وتعالى إلي شرطه علي وأمانته وقد بلغت ونصحت وأديت، فقال علي (ع) وأنا أشهد لك بأبي وامي أنت بالبلاغ والنصيحة والتصديق على ما قلت ويشهد لك به سمعي وبصري ولحمي ودمي، فقال: جبرئيل (ع): وأنا لكما على ذلك من الشاهدين، فقال رسول الله (ص): يا علي أخذت وصيتي وعرفتها وضمنت لله ولي الوفاء بما فيها، فقال علي (ع): نعم بأبي أنت وامي علي ضمانها وعلي الله عوني وتوفيقي على أدائها، فقال رسول الله (ص): يا علي إني اريد ان اشهد عليك بموافاتي بها يوم القيامة. فقال علي (ع) نعم أشهد، فقال النبي (ص): إن جبرئيل وميكائيل فيما بيني وبينك الآن وهما حاضران معهما الملائكة المقربون لاشهدهم عليك، فقال: نعم ليشهدوا وأنا - بأبي أنت وامي - اشهدهم، فأشهدهم رسول الله (ص) وكان فيما اشترط عليه النبي بأمر جبرئيل (ع) فيما أمر الله عز وجل أن قال له: يا علي تفي بما فيها من موالاة من والى الله ورسوله والبراء‌ة والعداوة لمن عادى الله ورسوله والبرائة منهم على الصبر منك وعلى كظم الغيظ وعلى ذهاب حقي وغصب خمسك وانتهاك حرمتك؟ فقال: نعم يا رسول الله, فقال أمير المؤمنين (ع): والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لقد سمعت جبرئيل (ع) يقول للنبي: يا محمد عرفه أنه ينتهك الحرمة وهي حرمة الله وحرمة رسول الله (ص) وعلى أن تخضب لحيته من رأسه بدم عبيط قال أمير المؤمنين (ع): فصعقت حين فهمت الكلمة من الامين جبرئيل حتى سقطت على وجهي وقلت: نعم قبلت ورضيت وإن انتهكت الحرمة وعطلت السنن ومزق الكتاب وهدمت الكعبة وخضبت لحيتي من رأسي بدم عبيط صابرا محتسبا أبدا حتى أقدم عليك، ثم دعا رسول الله (ص) فاطمة والحسن والحسين وأعلمهم مثل ما أعلم أمير المؤمنين، فقالوا مثل قوله فختمت الوصية بخواتيم من ذهب، لم تمسه النار ودفعت إلى أمير المؤمنين (ع)، فقلت لأبي الحسن (ع): بأبي أنت وامي ألا تذكر ما كان في الوصية؟ فقال: سنن الله وسنن رسوله، فقلت: أكان في الوصية توثبهم وخلافهم على أمير المؤمنين (ع)؟ فقال: نعم والله شيئا شيئا، وحرفا حرفا، أما سمعت قول الله عز وجل: {إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شئ أحصيناه في إمام مبين}؟ والله لقد قال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين وفاطمة (ع): أليس قد فهمتما ما تقدمت به إليكما وقبلتماه؟ فقالا: بلى وصبرنا على ما ساءنا وغاظنا.

-----------

الكافي ج 1 ص 281, الوافي ج 2 ص 264, البرهان ج 4 ص 566, حلية الأبرار ج 2 ص 385, بحار الأنوار ج 22 ص 479

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية