ولاية وسلطنة الإمام على الوجود

عن أبي عبد الله (ع) قال: {قال الذي عنده علم من الكتاب انا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك} ففرج أبو عبد الله (ع) بين أصابعه فوضعها على صدره ثم قال: والله عندنا علم الكتاب كله.

-------------
بصائر الدرجات ص 212، الخرائج ج 2 ص 797, تأويل الآيات ص 243, البرهان ج 3 ص 274, بحار الأنوار ج 26 ص 170

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبان الأحمر قال: قال الصادق (ع): يا أبان كيف ينكر الناس قول أمير المؤمنين (ع) لما قال: لو شئت لرفعت رجلي هذه فضربت بها صدر ابن أبي سفيان بالشام فنكسته عن سريره, ولا ينكرون تناول آصف وصي سليمان عرش بلقيس وإتيانه سليمان به قبل أن يرتد إليه طرفه؟! أليس نبينا (ص) أفضل الأنبياء ووصيه (ع) أفضل الأوصياء, أفلا جعلوه كوصي سليمان, حكم الله بيننا وبين من جحد حقنا وأنكر فضلنا.

----------------

الإختصاص ص 212, بحار الأنوار ج 27 ص 28

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: سُئل علي (ع) عن علم النبي (ص) فقال: علم النبي علم جميع النبيين وعلم ما كان وعلم ما هو كائن إلى قيام الساعة, ثم قال: والذي نفسي بيده إني لأعلم علم النبي (ص) وعلم ما كان وما هو كائن فيما بيني وبين قيام الساعة.

---------------
بصائر الدرجات ص 127, ينابيع المعاجز ص 37, بحار الأنوار ج 26 ص 110

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سماعة بن مهران قال: قال أبو عبد الله (ع): إن الدنيا لتمثل للإمام في مثل فلقة الجوز فلا يعزب عنه منها شي‏ء, وإنه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء.

-----------
بصائر الدرجات ص 408, ينابيع المعاجز ص 37, الإختصاص ص 217, بحار الأنوار ج 25 ص 367

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إسحاق القمي قال: قال أبو عبد الله (ع) لحمران بن أعين: يا حمران إن الدنيا عند الامام والسماوات والارضين إلا هكذا وأشار بيده إلى راحته يعرف ظاهرها وباطنها وداخلها وخارجها ورطبها ويابسها.

----------
بحار الأنوار ج 25 ص 385

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن طارق بن شهاب, عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل في شأن الإمام قال: ويُنصب له - أي للإمام - عمود من نور من الارض إلى السماء يرى فيه أعمال العباد، ويلبس الهيبة وعلم الضمير، ويطلع على الغيب، ويرى ما بين المشرق والمغرب فلا يخفى عليه شيء من عالم الملك والملكوت، ويعطى منطق الطير عند ولايته, فهذا الذي يختاره الله لوحيه ويرتضيه لغيبه ويؤيده بكلمته ويلقنه حكمته ويجعل قلبه مكان مشيته وينادى له بالسلطنة ويذعن له بالامرة ويحكم له بالطاعة - إلى أن يقول - علم الانبياء في علمهم - أي الأئمة - وسر الاوصياء في سرهم وعز الأولياء في عزهم كالقطرة في البحر, والذرة في القفر، والسماوات والارض عند الامام كيده من راحته يعرف ظاهرها من باطنها ويعلم برها من فاجرها ورطبها ويابسها، لأن الله علَّم نبيه عِلم ما كان وما يكون وورث ذلك السر المصون الاوصياء المنتجبون، ومن أنكر ذلك فهو شقي ملعون يلعنه الله ويلعنه اللاعنون, وكيف يفرض الله على عباده طاعة من يحجب عنه ملكوت السماوات والارض؟! الخبر.

---------------

مشارق أنوار اليقين ص 177, بحار الأنوار ج 25 ص 169

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل أنه قال لسلمان وأبي ذر: قال الله عزَّ وجلّ {يلقي الروح من أمره على من يشاء من عباده} وهو روح الله لا يعطيه ولا يلقي هذا الروح إلا على ملك مقرب أو نبي مرسل أو وصي منتجب, فمن أعطاه الله هذا الروح فقد أبانه من الناس, وفوض إليه القدرة, وأحيا الموتى, وعلم بما كان وما يكون, وسار من المشرق إلى المغرب, ومن المغرب إلى المشرق في لحظة عين, وعلم ما في الضمائر والقلوب, وعلم ما في السماوات والأرض, - إلى أن يقول - يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك, قال (ع): لقد أعطانا الله ربنا ما هو أجل وأعظم وأعلى وأكبر من هذا كله, قلنا: يا أمير المؤمنين ما الذي أعطاكم ما هو أعظم وأجل من هذا كله؟! قال: قد أعطانا ربنا عز وجل عِلمنا للاسم الأعظم الذي لو شئنا خرقت السماوات والأرض والجنة والنار ونعرج به إلى السماء ونهبط به الأرض ونغرب ونشرق وننتهي به إلى العرش فنجلس عليه بين يدي الله عز وجل ويطيعنا كل شي‏ء حتى السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والبحار والجنة والنار أعطانا الله ذلك كله بالاسم الأعظم الذي علمنا وخصنا به ومع هذا كله نأكل ونشرب ونمشي في الأسواق ونعمل هذه الأشياء بأمر ربنا ونحن عباد الله المكرمون الذين {لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}.

---------------

المناقب للعلوي ص 73, بحار الأنوار ج 26 ص 5

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الأسود بن سعيد قال: قال لي أبو جعفر (ع): يا أسود بن سعيد, إن بيننا وبين كل أرض ترا مثل تر البناء, فإذا أمرنا في الأرض بأمر جذبنا ذلك التر فأقبلت الأرض‏ بقليبها وأسواقها ودورها حتى تنفذ فيها ما نؤمر من أمر الله تعالى‏.

----------

بصائر الدرجات ص 407, الإختصاص ص 323, مدينة المعاجز ج 5 ص 30, بحار الأنوار ج 25 ص 366

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أسود بن سعيد قال: كنت عند أبي جعفر (ع) فقال مبتدئا من غير أن أسأله: نحن حجة الله, ونحن باب الله, ونحن لسان الله, ونحن وجه الله, ونحن عين الله في خلقه, ونحن ولاة أمر الله في عباده, ثم قال: يا أسود بن سعيد, إن بيننا وبين كل أرض ترا مثل تر البناء, فإذا أمرنا في أمرنا جذبنا ذلك التر, فأقبلت إلينا الأرض بقلبها وأسواقها ودورها, حتى ننفذ فيها ما نؤمر فيها من أمر الله تعالى‏.

--------

المحتضر ص 226, الخرائج ج 1 ص 288, بحار الأنوار ج 25 ص 384, رياض الأبرار ج 2 ص 96

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن لله عز وجل اثني عشر ألف عالم, كل عالم منهم أكبر من سبع سماوات وسبع أرضين, ما ترى عالم منهم أن لله عز وجل عالماً غيرهم, وأنا الحجة عليهم.

-------------

الخصال ص 639، مختصر البصائر ص 76, المحتضر ص 104، بحار الأنوار ج 27 ص 41، تفسير نور الثقلين ج 1 ص 16, تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 46

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الحسن بن علي (ع) أنه قال: إن لله مدينتين: إحداهما بالمشرق والأخرى بالمغرب, عليهما سوران من حديد, وعلى كل مدينة ألف ألف مصراع من ذهب, وفيها سبعون ألف ألف لغة, يتكلم كل لغة بخلاف لغة صاحبه, وأنا أعرف جميع اللغات, وما فيهما وما بينهما وما عليها حجة غيري والحسين أخي.

--------------

بصائر الدرجات ص 339, الكافي ج 1 ص 462, مختصر البصائر ص 73, الوافي ج 3 ص 753, إثبات الهداة ج 4 ص 19, حلية الأبرار ج 4 ص 45, مدينة المعاجز ج 3 ص 253, بحار الأنوار ج 27 ص 41, رياض الأبرار ج 1 ص 105, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 187

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول:‏ ما من شي‏ء ولا من آدمي ولا إنسي ولا جني‏ ولا ملك في السماوات إلا ونحن الحجج عليهم, وما خلق الله خلقا إلا وقد عرض ولايتنا عليه, واحتج بنا عليه, فمؤمن بنا وكافر وجاحد, حتى {السماوات والأرض والجبال} الآية.

----------

السرائر ج 3 ص 575, بحار الأنوار ج 27 ص 46

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن لله عز وجل بالمشرق مدينة اسمها: جابلقا, لها اثنا عشر ألف باب من ذهب, بين‏ كل باب إلى صاحبه فرسخ, على كل باب برج فيه اثنا عشر ألف مقاتل, يهلبون‏ الخيل ويشهرون السيف والسلاح, ينتظرون قيام قائمنا, وإني الحجة عليهم‏.

-----------

المحتضر ص 184, إثبات الهداة ج 5 ص 143, بحار الأنوار ج 27 ص 47

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبان بن تغلب قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) فدخل عليه رجل من أهل اليمن فقال له: يا أخا أهل اليمن, عندكم علماء؟ قال: نعم, قال: فما بلغ من علم عالمكم؟ قال: يسير في الليلة مسيرة شهرين, يزجر الطير ويقفو الأثر, فقال أبو عبد الله (ع): عالم المدينة أعلم من عالمكم, قال: فما بلغ من علم عالم المدينة؟! قال: يسير في ساعة من النهار مسيرة الشمس سنة حتى يقطع اثني عشر ألف عالما مثل عالمكم هذا, ما يعلمون أن الله خلق آدم ولا إبليس, قال: فيعرفونكم؟ قال: نعم, ما افترض عليهم إلا ولايتنا والبراءة من عدونا.

----------------

بصائر الدرجات ص 401, البرهان ج 1 ص 110, مدينة المعاجز ج 6 ص 84, بحار الأنوار ج 25 ص 369, الخرائج ج 2 ص 781 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حمزة بن عبد الله الجعفري‏, عن أبي الحسن (ع), قال: كتبت في ظهر قرطاس: أن الدنيا ممثلة للإمام كفلقة الجوزة, فدفعته إلى أبي الحسن (ع) وقلت: جعلت فداك, إن أصحابنا رووا حديثا ما أنكرته, غير أني أحببت أن أسمعه منك, قال (ع): فنظر فيه ثم طواه حتى ظننت أنه قد شق عليه, ثم قال: هو حق, فحوله في أديم‏.

---------

بصائر الدرجات ص 408, الإختصاص ص 217, بحار الأنوار ج 2 ص 145, مستدرك الوسائل ج 17 ص 297

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير قال قال أبو عبد الله (ع) إن الأوصياء لتطوى لهم الأرض ويعلمون ما عند أصحابهم‏.

------------

بصائر الدرجات ص 398, الإختصاص ص 316, بحار الأنوار ج 25 ص 370

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر, عن أبي جعفر (ع) قال: إن اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً, وإنما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالارض ما بينه وبين سرير بلقيس, ثم تناول السرير يده ثم عادت الارض كما كانت أسرع من طرفة عين, وعندنا نحن من الإسم إثنان وسبعون حرفاً, وحرف عند الله استأثر به في علم الغيب عنده, ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

---------------
الكافي ج 1 ص 230, بصائر الدرجات ص 208، تأويل الآيات ص 479, الوافي ج 3 ص 563, تفسير الصافي ج 4 ص 67, البرهان ج 4 ص 216, بحار الأنوار ج 14 ص 113, قصص الأنبياء (ع) للجزائري ص 376, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 88, تفسير كنز الدقائق ج 9 ص 564

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أحمد بن محمد قال: كنت أنا وصفوان عند أبي الحسن (ع) فذكروا الإمام وفضله قال: إنما منزلة الإمام في الارض بمنزلة القمر في السماء وفي موضعه هو مطلع على جميع الاشياء كلها.

----------------
بصائر الدرجات ص 443، بحار الأنوار ج 26 ص 136

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن سنان قال: كنت عند أبي جعفر الثاني (ع) فأجريت اختلاف الشيعة, فقال: يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفرداً بوحدانيته ثم خلق محمداً وعلياً وفاطمة, فمكثوا ألف دهر, ثم خلق جميع الاشياء, فأشهدهم خلقها وأجرى طاعتهم عليها وفوض أمورها إليهم, فهم يحلون ما يشاؤون ويحرمون ما يشاؤون ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى ثم قال: يا محمد هذه الديانة التي من تتدينها مرق ومن تخلف عنها محق, ومن لزمها لحق, خذها إليك يا محمد.

----------------
الكافي ج 1 ص 441، الوافي ج 3 ص 682, المحتضر ص 165, حلية الأبرار ج 1 ص 17, بحار الأنوار ج 15 ص 19

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) أنه كان مع أصحابه في مسجد الكوفة فقال له رجل: بأبي وأمي, إني لأتعجب من هذه الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم, فقال: يا فلان, أترى أنا نريد الدنيا فلا نعطاها؟ ثم قبض قبضة من الحصى فإذا هي جواهر فقال: ما هذا؟ فقلت: هذا من أجود الجواهر, فقال: لو أردناه لكان ولكن لا نريده, ثم رمى بالحصى فعادت كما كانت.

-----------------

بصار الدرجات ص 375, الإختصاص ص 270, الثاقب في المناقب ص 274, الخرائج ج 2 ص 706, إثبات الهداة ج 3 ص 512, مدينة المعاجز ج 1 ص 431, بحار الأنوار ج 41 ص 254

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يونس بن ظبيان ومفضل بن عمر وأبي سلمة السراج والحسين بن ثوير بن أبي فاختة قالوا: كنا عند أبي عبد الله (ع) فقال: عندنا خزائن الأرض ومفاتيحها, ولو شئت أن أقول بإحدى رجلي أخرجي ما فيك من الذهب لأخرجت, قال: ثم قال بإحدى رجليه فخطها في الأرض خطا فانفرجت الأرض, ثم قال بيده فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر, ثم قال: انظروا حسنا, فنظرنا فإذا سبائك كثيرة بعضها على بعض يتلألأ, فقال له بعضنا: جعلت فداك, أعطيتم ما أعطيتم وشيعتكم محتاجون؟ قال: فقال (ع): إن الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة ويدخلهم جنات النعيم ويدخل عدونا الجحيم.

----------

الكافي ج 1 ص 474, بصائر الدرجات ص 374, الإختصاص ص 269, دلائل الإمامة ص 288, الدر النظيم ص 634, الوافي ج 3 ص 791, إثبات الهداة ج 4 ص 137, مدينة المعاجز ج 5 ص 298, بحار الأنوار ج 47 ص 87, رياض الأبرار ج 2 ص 164

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مهلب بن قيس قال: قلت للصادق (ع): بأي شيء يعرف العبد إمامه؟ قال: أن يفعل كذا, ووضع يده على حائط، فإذا الحائط ذهب، ثم وضع يده على اسطوانة فأورقت من ساعتها، ثم قال: بهذا يعرف الامام.

-------------------
دلائل الإمامة ص 250, نوادر المعجزات ص 294, الدر النظيم ص 635, إثبات الهداة ج 4 ص 202 مدينة المعاجز ج 5 ص 217

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جمهور بن حكيم قال: رأيت علي بن الحسين (ع) وقد نبت له أجنحة وريش, فطار ثم نزل, فقال: رأيت الساعة جعفر بن أبي طالب في أعلى عليين, فقلت: وهل تستطيع أن تصعد؟ فقال: نحن صنعناها فكيف لا نقدر أن نصعد إلى ما صنعناه؟! نحن حملة العرش, ونحن على العرش, والعرش والكرسي لنا, ثم أعطاني طلعاً في غير أوانه.

---------------
دلائل الإمامة ص 201، نوادر المعجزات ص 257, مدينة المعاجز ج 4 ص 260

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن كثير بن أبي حمران قال: قال أبو جعفر (ع): لقد سئل موسى (ع) العالم مسألة لم يكن عنده جوابها, ولقد سأل العالم موسى (ع) مسألة لم يكن عنده جوابها, ولو كنت بينهما لأخبرت كل واحد منهما بجواب مسألته, ولسألتهما عن مسألة لا يكون عندهما جوابها.

-------------
بصائر الدرجات ص 229، الخرائج ج 2 ص 798, مختصر البصائر ص 302, البرهان ج 3 ص 445, بحار الأنوار ج 26 ص 195

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند الصادق (ع) مع جماعة فقلت: قول الله تعالى لابراهيم {خذ أربعة من الطير فصرهن} أو كانت أربعة من أجناس مختلفة؟ أو من جنس واحد؟ فقال (ع): أتحبون أن أريكم مثله؟ قلنا: بلى, قال: يا طاووس, فإذا طاووس طار إلى حضرته, ثم قال: يا غراب, فإذا غراب بين يديه, ثم قال: يا بازي, فإذا بازي بين يديه, ثم قال: يا حمامة, فإذا حمامة بين يديه, ثم أمر بذبحها كلها وتقطيعها ونتف ريشها, وأن يخلط ذلك كله بعضه ببعض. ثم أخذ برأس الطاووس, فقال: يا طاووس, فرأينا لحمه وعظامه وريشه, يتميز من غيره حتى التزق ذلك كله برأسه, وقام الطاووس بين يديه حياً, ثم صاح بالغراب كذلك, وبالبازي والحمامة مثل ذلك, فقامت كلها أحياء بين يديه.

-------------
الخرائج ج 1 ص 297، كشف الغمة ج 2 ص 200, مدينة المعاجز ج 5 ص 394, بحار الأنوار ج 47 ص 111, رياض الأبرار ج 2 ص 172

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

حديث المخالي المشهور، وذلك أن الخليفة أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأى أن يملأ كل واحد منهم مخلاة فرسه من الطين الاحمر، ويجعلوا بعضه على بعض في وسط برية واسعة هناك، ففعلوا فلما صار مثل جبل عظيم صعد فوقه واستدعى أبا الحسن (ع) واستصعده وقال استحضرك للنظارة، وقد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الاسلحة، وقد عرضوا بأحسن زينة، وأتم عدة، وأعظم هيبة، وكان غرضه أن يكسر كل من يخرج عليه، وكان خوفه من أبي الحسن (ع) أن يأمر أحداً من أهل بيته أن يخرج على الخليفة, فقال له أبو الحسن (ع): وهل أعرض عليك عسكري؟ فقال: نعم, فدعا الله سبحانه، فإذا بين السماء والارض من المشرق إلى المغرب ملائكة مدججون، فغشي على المتوكل، فلما أفاق قال له أبو الحسن (ع): نحن لا ننافسكم في الدنيا، نحن مشتغلون بأمر الاخرة، ولا عليك مما تظن.

-------------------
الثاقب في المناقب ص 557, الخرائج ج 1 ص 414, كشف الغمة ج 2 ص 395, إثبات الهداة ج 4 ص 438, حلية الأبرار ج 5 ص 69, مدينة المعاجز ج 7 ص 484, بحار الأنوار ج 50 ص 155, رياض الأبرار ج 2 ص 470

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الصمد بن علي قال: دخل رجل على علي بن الحسين (ع), فقال له علي بن الحسين (ع): من أنت؟ قال: أنا رجل منجم قائف عراف، قال: فنظر إليه ثم قال: هل أدلك على رجل قد مر منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالَماً كل عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرات لم يتحرك من مكانه, قال: من هو؟! قال: أنا, وإن شئت أنبأتك بما أكلت وما ادخرت في بيتك.

----------------
الإختصاص ص 319, بصائر الدرجات ص 400, البرهان ج 1 ص 111, مدينة المعاجز ج 4 ص 341, بحار الأنوار ج 46 ص 26

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سماعة ابن مهران قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) فأرعدت السماء وأبرقت فقال أبو عبد الله (ع): أما إنه ما كان من هذا الرعد ومن هذا البرق فإنه من أمر صاحبكم قلت: من صاحبنا؟ قال: أمير المؤمنين (ع).

------------
الإختصاص ص 327, البرهان ج 3 ص 664, مدينة المعاجز ج 1 ص 544, بحار الأنوار ج 27 ص 32

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن بكير الأرجاني, قال في حديث طويل مع الإمام أبو عبد الله الصادق (ع) قلت: جُعلت فداك فهل يرى الإمام ما بين المشرق والمغرب؟ فقال: يابن بكير, فكيف يكون حجة الله على ما بين قطريها وهو لا يراهم ولا يحكم فيهم, وكيف يكون حجة على قوم غيب لا يقدر عليهم ولا يقدرون عليه, وكيف يكون مؤدياً عن الله وشاهداً على الخلق وهو لا يراهم, وكيف يكون حجة عليهم وهو محجوب عنهم, وقد حيل بينهم وبينه أن يقوم بأمر ربه فيهم, والله يقول: {وما أرسلناك الا كافة للناس} يعني به من على الارض والحجة من بعد النبي (ص) يقوم مقام النبي, وهو الدليل على ما تشاجرت فيه الأمة والأخذ بحقوق الناس والقيام بأمر الله والمنصف لبعضهم من بعض, فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله, وهو يقول: {سنريهم آياتنا في الأفاق وفي انفسهم} فأي آية في الأفاق غيرنا أراها الله أهل الأفاق, وقال: {ما نريهم من آية الا هي أكبر من أختها} فأي آية أكبر منا.

------------------
كامل الزيارات ص 328, تأويل الآيات ص 843، البرهان ج 4 ص 874, مدينة المعاجز ج 6 ص 147, بحار الأنوار ج 25 ص 375, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 538

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن إبراهيم بن سعد, قال: قلت للصادق (ع): أتقدر أن تمسك الشمس بيدك؟ فقال (ع): لو شئت لحجبتها عنك, فقلت: افعل, قال: فرأيته وقد جرها كما تُجر الدابة بعنانها! فاسودت وانكسفت, وذلك بعين أهل المدينة كلهم حتى ردها.

-------

دلائل الإمامة ص 249، نوادر المعجزات ص 291، إثبات الهداة ج 4 ص 201 مدينة المعاجز ج 5 ص 215

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الرحمان بن الحجاج قال: كنت مع أبي عبد الله (ع) بين مكة والمدينة, وهو على بغلة وأنا على حمار, وليس معنا أحد, فقلت: يا سيدي ما علامة الإمام؟ قال: يا عبد الرحمان لو قال لهذا الجبل: سر لسار, قال: فنظرت والله إلى الجبل يسير, فنظر إليه, فقال: إني لم أعنك.

--------------
الخرائج ج 2 ص 621، الثاقب في المناقب ص 156, إثبات الهداة ج 4 ص 178, مدينة المعاجز ج 6 ص 38, بحار الأنوار ج 47 ص 101

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي, عن علي بن الحسين (ع) قال قلت له: أسالك جُعلت فداك عن ثلاث خصال أنفي عني فيه التقية, قال فقال: ذلك لك, قلت: أسالك عن فلان وفلان؟ قال: فعليهما لعنة الله بلعناته كلها, ماتا والله وهما كافران مشركان بالله العظيم, ثم قلت: الأئمة يحيون الموتى ويبرؤن الأكمه والأبرص ويمشون على الماء؟ قال: ما أعطى الله نبياً شيئاً قط إلا وقد أعطاه محمداً (ص) وأعطاه ما لم يكن عندهم, قلت: وكل ما كان عند رسول الله (ص) فقد أعطاه أمير المؤمنين (ع)؟ قال: نعم, ثم الحسن والحسين (ع), ثم من بعد كل إمام إماماً إلى يوم القيامة مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفي كل شهر ثم قال: أي والله في كل ساعة.

------------------

بصائر الدرجات ص 269, مدينة المعاجز ج 3 ص 513, بحار الأنوار ج 27 ص 29. نحوه: الخرائج ج 2 ص 583, تأويل الآيات ص 612, تفسير كنز الدقتائق ج 12 ص 560

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: بينا أمير المؤمنين (ع) يتجهز إلى معاوية ويحرض الناس على قتاله إذ اختصم إليه رجلان في فعل, فعجل أحدهما في الكلام وزاد فيه, فالتفت إليه أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقال له: اخس, فإذا رأسه رأس كلب, فبهت من حوله وأقبل الرجل بإصبعه المسبحة يتضرع إلى أمير المؤمنين (ع) ويسأله الاقالة, فنظر إليه أمير المؤمنين (ع) وحرك شفتيه, فعاد كما كان خلقا سويا فوثب بعض أصحابه فقال له: يا أمير المؤمنين, هذه القدرة لك كما رأينا وأنت تجهز إلى معاوية! فما بالك لا تكفيناه ببعض ما أعطاك الله من هذه القدرة؟ فأطرق قليلا ورفع رأسه إليهم وقال: والذي فلق الحبة, وبرأ النسمة لو شئت أن أضرب برجلي هذه القصيرة في طول هذه الفيافي والجبال والاودية والفلوات حتى أضرب صدر معاوية على سريره فأقلبه على أم رأسه لفعلت, ولو أقسمت على الله عز وجل أن أوتي به قبل أن أقوم من مجلسي هذا أو قبل أن يرتد إلى أحدكم طرفه لفعلت, ولكنا كما وصف الله عز وجل في قوله: {بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}.

---------------

إرشاد القلوب ج 2 ص 272, الهداية الكبرى ص 124، إثبات الهداة ج 3 ص 499, مدينة المعاجز ج 3 ص 173, بحار الأنوار ج 33 ص 280

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن المفضل قال: قلت لأبي عبد الله (ع): كيف كنتم حيث كنتم في الاظلة؟ فقال يا مفضل كنا عند ربنا ليس عنده أحد غيرنا، في ظلة خضراء، نسبحه ونقدسه ونهلله ونمجده, وما من ملك مقرب ولا ذي روح غيرنا حتى بدا له في خلق الأشياء، فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم، ثم أنهى علم ذلك إلينا.

----------------
الكافي ج1 ص441, الوافي ج 3 ص 683, بحار الأنوار ج 15 ص 24

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال أبو عبد الله (ع): إن الله أحكم وأكرم وأجل وأعظم وأعدل من أن يحتج بحجة ثم يغيب عنهم شيئاً من أمورهم.

---------------
بصائر الدرجات ص 123، بحار الأنوار ج 26 ص 138

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن في الامام آية للمتوسمين, وهو السبيل المقيم ينظر بنور الله وينطق عن الله, لا يعزب عنه شيء مما أراد.

--------------
تفسير العياشي ج 2 ص 248، تفسير الصافي ج 3 ص 119, البرهان ج 3 ص 383, بحار الأنوار ج 24 ص 126, تفسير نور الثقلين ج 3 ص 26, تفسير كنز الدقائق ج 7 ص 152

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله (ع): عندكم التوراة والانجيل والزبور وما في {الصحف الاولى صحف ابراهيم وموسى}؟ قال: نعم، قلت: إن هذا لهو العلم الأكبر! قال: يا حمران لو لم يكن غير ما كان، ولكن ما يحدث بالليل والنهار علمه عندنا أعظم.

------------

بصائر الدرجات ص 140, بحار الأنوار ج 26 ص 20, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 559, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 242

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي هاشم الجعفري قال: خرجت مع أبي الحسن (ع) إلى ظاهر سر من رأى نتلقى بعض القادمين, فأبطأوا, فطُرح لأبي الحسن (ع) غاشية السرج, فجلس عليها, ونزلت عن دابتي وجلست بين يديه, وهو يحدثني, فشكوت إليه قصور يدي وضيق حالي, فأهوى بيده إلى رمل فناولني منه أكفاً وقال: اتسع بها يا أبا هاشم, واكتم ما رأيت, فخبأته معي ورجعنا, فأبصرته, فإذا هو يتقد كالنيران ذهباً أحمر, فدعوت صائغاً إلى منزلي, وقلت له: اسبك لي هذا, فسبكه وقال: ما رأيت ذهباً أجود منه وهو كهيئة الرمل, فمن أين لك هذا؟ قلت: هذا شيء عندنا قديماً.

--------------

الخرائج ج 2 ص 673، الثاقب في المناقب ص 532، إعلام الورى ص 360, كشف الغمة ج 2 ص 397، الدر النظيم ص 727, إثبات الهداة ج 4 ص 429, مدينة المعاجز ج 7 ص 452, بحار الأنوار ج 50 ص 138, رياض الأبرار ج 2 ص 462

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (ع): إنه إذا تناهت الامور إلى صاحب هذا الامر رفع الله تبارك وتعالى كل منخفض من الارض، وخفض له كل مرتفع منها حتى تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته، فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها.

-------------
كمال الدين ج 2 ص 674, سرور أهل الإيمان ص 74, منتخب الأنوار المضيئة ص 199, نوادر الأخبار ص 267, حلية الأبرار ج 5 ص 317, بحار الأنوار ج 52 ص 328, رياض الأبرار ج 3 ص 190

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر, عن أبي جعفر (ع), قال: سألته عن قول الله عز وجل‏ {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض}‏ قال: فكنت مطرقا إلى الأرض فرفع يده إلى فوق ثم قال لي: ارفع رأسك, فرفعت رأسي فنظرت‏ إلى السقف قد انفجر حتى خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه, قال: ثم قال لي: رأى إبراهيم (ع) ملكوت السماوات والأرض هكذا, ثم قال لي: أطرق, فأطرقت, ثم قال لي: ارفع رأسك, فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله. قال: ثم أخذ بيدي وقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه وأدخلني بيتا آخر, فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثيابا غيرها, ثم قال لي: غض بصرك, فغضضت بصري وقال لي: لا تفتح عينك, فلبثت ساعة ثم قال لي: أتدري أين أنت؟ قلت: لا جعلت فداك, فقال لي: أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين, فقلت له: جعلت فداك أتأذن لي أن أفتح عيني؟ فقال لي: افتح فإنك لا ترى شيئا, ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي, ثم صار قليلا ووقف, فقال لي: هل تدري أين أنت؟ قلت: لا, قال: أنت واقف على عين الحياة التي شرب عنها الخضر (ع), وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر, فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه ومساكنه وأهله, ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأول والثاني, حتى وردنا خمسة عوالم, قال: ثم قال: هذه ملكوت الأرض ولم يرها إبراهيم (ع), وإنما رأى ملكوت السماوات وهي اثنا عشر عالما, كل عالم كهيئة ما رأيت, كلما مضى منا إمام سكن أحد هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم (ع) في عالمنا الذي نحن ساكنوه, قال: ثم قال: غض بصرك, فغضضت بصري ثم أخذ بيدي فإذا نحن بالبيت الذي خرجنا منه, فنزع تلك الثياب ولبس الثياب التي كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا, فقلت: جعلت فداك كم مضى من النهار؟ قال (ع): ثلاث ساعات.

---------

بصائر الدرجات ص 404, الإختصاص ص 322, إثباة الهداة ج 4 ص 104, البرهان ج 2 ص 434, مدينة المعاجز ج 5 ص 100, بحار الأنوار ج 46 ص 280, رياض الأبرار ج 2 ص 166, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 730, تفسير كنز الدقائق ج 4 ص 363. بإختثار: مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 194

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمر بن حنظلة قال: قلت لأبي جعفر (ع): أني أظن أن لي عندك منزلة؟ قال (ع): أجل, قال قلت: فإن لي إليك حاجة؟ قال: وما هي؟ قال قلت: تعلمني الإسم الأعظم, قال (ع): وتطيقه؟ قلت: نعم, قال: فادخل البيت, قال: فدخل البيت فوضع أبو جعفر (ع) يده على الأرض فأظلم البيت فأرعدت فرائص عمر, فقال: ما تقول, أعلمك؟ فقال: لا, قال: فرفع يده فرجع البيت كما كان.

-------------

بصائر الدرجات ص 210، إثبات الهداة ج 4 ص 103, البرهان ج 4 ص 219, مدينة المعاجز ج 5 ص 97, بحار الأنوار ج 27 ص 27, رياض الأبرار ج 2 ص 88, خاتمة المستدرك ج 5 ص 44

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير قال: دخلت على أبي جعفر (ع) فقلت له: أنتم ورثة رسول الله (ص)؟ قال: نعم, قلت: رسول الله (ص) وارث الانبياء, علم كما علموا؟ قال لي: نعم, قلت: فأنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرؤا الاكمه والابرص؟ قال: نعم بإذن الله, ثم قال لي: أدن مني يا أبا محمد, فدنوت منه فمسح على وجهي وعلى عيني, فأبصرت الشمس والسماء والارض والبيوت وكل شيء في البلد, ثم قال لي: أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيامة, أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟ قلت: أعود كما كنت, فمسح على عيني فعدت كما كنت, قال: فحدثت ابن أبي عمير بهذا, فقال أشهد أن هذا حق كما أن النهار حق.

---------------
الكافي ج 1 ص 470، بصائر الدرجات ص 269, دلائل الإمامة ص 226, إعلام الورى ص 267, الثاقب في المناقب ص 373, الخرائج ج 2 ص 711, الوافي ج 3 ص 770, إثبات الهداة ج 4 ص 96, الإيقاظ من الهجعة ص 241, مدينة المعاجز ج 5 ص 47, بحار الأنوار ج 46 ص 237, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 342, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 107

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الرحمن بن كثير قال: قال أبو جعفر (ع) يوماً ونحن عنده جماعة من الشيعة: قوموا تفرقوا عني مثنى وثلاث, فإني أراكم من خلفي كما أراكم من بين يديّ, فليسر عبد في نفسه ما شاء فإن الله يعرفنيه.

--------------
بصائر الدرجات ص 420، بحار الأنوار ج 25 ص 148

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس, عن أمير المؤمنين (ع) أنه شرح له في ليلة واحدة من حين أقبل ظلامها حتى أسفر صباحها وطفى مصباحها في شرح الباء من بسم الله ولم يتعد إلى السين, وقال (ع): لو شئت لأوقرت أربعين بعيرا من شرح بسم الله.

----------------
مشارق أنوار اليقين ص 124 إثبات الهداة ج 3 ص 500, بحار الأنوار ج 40 ص 186

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الربيع الشامي قال: قلت لأبي عبد الله (ع) بلغني عن عمرو بن اسحق حديث, فقال: اعرضه, قال: دخل على أمير المؤمنين (ع) فرأى صفرة في وجهه قال: ما هذه الصفرة؟ فذكر وجعاً به, فقال له علي (ع): إنا لنفرح لفرحكم, ونحزن لحزنكم, ونمرض لمرضكم, وندعو لكم فتدعون فنؤمن, قال عمرو: قد عرفت ما قلت ولكن كيف ندعو فتؤمن؟ فقال: إنا سواء علينا البادي والحاضر, فقال أبو عبد الله (ع) صدق عمرو.

-------------------
بصائر الدرجات ص 260، بحار الأنوار ج 26 ص 140

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن بكير الدجاني قال: قال لي الصادق جعفر بن محمد (ع): أخبرني عن رسول الله (ص) كان عاماً للناس بشيراً, أليس قد قال الله في محكم كتابه: {وما أرسلناك إلا كافة للناس} لأهل الشرق والغرب وأهل السماء والارض من الجن والانس هل بلغ رسالته إليهم كلهم؟ قلت: لا أدري! قال: يا بن بكير ان رسول الله (ص) لم يخرج من المدينة فكيف بلغ أهل الشرق والغرب؟ قلت: لا أدري! قال: إن الله تعالى أمر جبرئيل فاقتلع الارض بريشة من جناحه ونصبها لمحمد (ص) فكانت بين يديه مثل راحته في كفه ينظر إلى أهل الشرق والغرب ويخاطب كل قوم بألسنتهم ويدعوهم إلى الله وإلى نبوته بنفسه فما بقيت قرية ولا مدينة إلا ودعاهم النبي (ص) بنفسه.

--------------

تفسير القمي ج 2 ص 202, مسائل علي بن جعفر (ع) ص 330, مختصر البصائر ص 156, تفسير الصافي ج 4 ص 221, البرهان ج 4 ص 521, حلية الأبرار ج 1 ص 87, بحار الأنوار ج 18 ص 188, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 525, تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 504

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سلمان قال: كنا مع أمير المؤمنين (ع) ونحن نذكر شيئاً من معجزات الانبياء عليهم السلام فقلت له: يا سيدي أحب أن تريني ناقة ثمود, وشيئاً من معجزاتك؟ قال: أفعل إن شاء الله تعالى, ثم وثب فدخل منزله وخرج إليّ وتحته فرس أدهم, وعليه قباء أبيض وقلنسوة بيضاء, ونادى: يا قنبر أخرج إلي ذلك الفرس, فأخرج فرساً آخر أدهم, فقال لي: اركب يا أبا عبد الله, قال سلمان: فركبته, فإذا له جناحان ملتصقان إلى جنبه, فصاح به الامام (ع) فحلق في الهواء, وكنت أسمع حفيف أجنحة الملائكة وتسبيحها تحت العرش ثم حضرنا على ساحل بحر عجاج مغطمط الامواج, فنظر إليه الامام شزراً فسكن البحر, فقلت له: يا سيدي سكن البحر من غليانه من نظرك إليه! فقال: يا سلمان, خشي أن آمر فيه بأمر, ثم قبض على يدي, وسار على وجه الماء, والفرسان يتبعاننا لا يقودهما أحد فوالله ما ابتلت أقدامنا ولا حوافر الخيل, فعبرنا ذلك البحر, ودفعنا إلى جزيرة كثيرة الاشجار والاثمار والاطيار والانهار, وإذا شجرة عظيمة بلا ثمر, بل ورد وزهر, فهزها بقضيب كان بيده, فانشقت وخرجت منها ناقة طولها ثمانون ذراعاً, وعرضها أربعون ذراعاً, وخلفها قلوص فقال لي: ادن منها واشرب من لبنها. قال سلمان: فدنوت منها وشربت حتى رويت, وكان لبنها أعذب من الشهد وألين من الزبد وقد اكتفيت, قال صلوات الله عليه: هذا حسن؟ قلت: حسن يا سيدي! قال: تريد أن اريك أحسن منها؟ فقلت: نعم يا سيدي, قال: يا سلمان ناد: اخرجي يا حسناء, فناديت فخرجت ناقة طولها مائة وعشرون ذراعاً, وعرضها ستون ذراعاً ورأسها من الياقوت الاحمر وصدرها من العنبر الاشهب, وقوائمها من الزبرجد الاخضر وزمامها من الياقوت الاصفر, وجنبها الايمن من الذهب, وجنبها الايسر من الفضة, وضرعها من اللؤلؤ الرطب, فقال لي: يا سلمان اشرب من لبنها, قال سلمان: فالتقمت الضرع فإذا هي تحلب عملاً صافياً محضاً فقلت: يا سيدي هذه لمن؟! قال: هذه لك ولسائر الشيعة من أوليائي, ثم قال: ارجعي, فرجعت من الوقت. وسار بي في تلك الجزيرة حتى ورد بي إلى شجرة عظيمة وفي أصلها مائدة عظيمة, عليها طعام يفوح منه رائحة المسك, وإذا بطائر في صورة النسر العظيم, قال سلمان: فوثب ذلك الطير فسلم عليه, ورجع إلى موضعه فقلت: يا سيدي ما هذه المائدة؟ قال: هذه منصوبة في هذا الموضع للشيعة من موالي إلى يوم القيامة, فقلت: ما هذا الطائر؟ فقال: ملك موكل بها إلى يوم القيامة, فقلت: وحده يا سيدي؟ فقال: يجتاز به الخضر (ع) كل يوم مرة, ثم قبض على يدي, وسار بي إلى بحر ثان, فعبرنا إذا بجزيرة عظيمة, فيها قصر لبنة من ذهب ولبنة من فضة بيضاء, وشرفه من العقيق الاصفر, وعلى كل ركن من القصر سبعون صفاً من الملائكة. فجلس الإمام على ركن وأقبلت الملائكة تسلم عليه, ثم أذن لهم فرجعوا إلى مواضعهم, قال سلمان: ثم دخل الامام (ع) إلى القصر, فإذا فيه أشجار وأثمار وأنهار وأطيار وألوان النبات, فجعل الامام (ع) يتمشى فيه حتى وصل إلى آخره, فوقف على بركة كانت في البستان, ثم صعد إلى سطحه, فإذا كرسي من الذهب الاحمر, فجلس عليه, وأشرفنا على القصر, فإذا بحر أسود يغطمط بأمواجه كالجبال الراسيات, فنظر إليه شزراً فسكن من غليانه حتى كان كالمذنب, فقلت: يا سيدي سكن البحر من غليانه لما نظرت إليه! قال: خشي أن آمر فيه بأمر, أتدري يا سلمان أي بحر هذا؟ فقلت: لا يا سيدي, فقال: هذا البحر الذي غرق فيه فرعون وقومه, إن المدينة حملت على محاميل جناح جبرئيل (ع) ثم رمى بها في هذا البحر فهويت فيه لا تبلغ قراره إلى يوم القيامة, فقلت: يا سيدي هل سرنا فرسخين؟ فقال: يا سلمان لقد سرت خمسين ألف فرسخ, ودرت حول الدنيا عشرين ألف مرة, فقلت يا سيدي وكيف هذا؟! فقال: يا سلمان إذا كان ذو القرنين طاف شرقها وغربها وبلغ إلى سد يأجوج ومأجوج فأنى يتعذر علي وأنا أخو سيد المرسلين, وأمين رب العالمين, وحجته على خلقه أجمعين, يا سلمان أما قرأت قول الله تعالى حيث يقول: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحداً إلا من ارتضى من رسول} فقلت: بلى يا سيدي, فقال: يا سلمان أنا المرتضى من الرسول الذي أظهره الله على غيبه, أنا العالم الرباني, أنا الذي هون الله عليه الشدائد وطوى له البعيد, قال سلمان: فسمعت صالحاً يصيح في السماء يبلغ صوتاً ولا يرى الشخص وهو يقول: صدقت, صدقت, أنت الصادق المصدق صلوات الله عليك, ثم وثب فركب الفرس وركبت معه وصاح به, وحلق في الهواء, ثم حضرنا بأرض الكوفة, هذا كله وقد مضى من الليل ثلاث ساعات, فقال لي: يا سلمان, الويل كل الويل على من لا يعرفنا حق معرفتنا, وأنكر ولايتنا, يا سلمان أيما أفضل محمد (ص) أم سليمان بن داود؟ قال سلمان: قلت: بل محمد (ص), فقال: يا سلمان فهذا آصف بن برخيا قدر أن يحمل عرش بلقيس من اليمن إلى بيت المقدس في طرفة عين وعنده علم من الكتاب, ولا أفعل ذلك وعندي علم مائة كتاب وأربعة وعشرين كتاب؟!

أنزل الله على شيث بن آدم (ع) خمسين صحيفة, وعلى إدريس (ع) ثلاثين صحيفة وعلى نوح (ع) عشرين صحيفة وعلى إبراهيم (ع) عشرين صحيفة, والتوراة والانجيل والزبور والفرقان, فقلت: صدقت يا سيدي هكذا يكون الامام. قال الامام (ع): إعلم يا سلمان أن الشاك في أمورنا وعلومنا كالممتري في معرفتنا وحقوقنا, وقد فرض الله عز وجل ولايتنا في كتابه, وبيَّن فيه ما أوجب العمل به وهو غير مكشوف.

----------

نوادر المعجزات ص 83, المناقب للعلوي ص 77, البرهان ج 3 ص 679, مدينة المعاجز ج 1 ص 534, بحار الأنوار ج 43 ص 50

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن يزيد الجعفي قال: لما أفضت الخلافة إلى بني أمية سفكوا فيها الدم الحرام ولعنوا فيها أمير المؤمنين (ع) على المنابر ألف شهر وتبرأوا منه واغتالوا الشيعة في كل بلدة واستأصلوا بنيانهم من الدنيا لحطام دنياهم فخوفوا الناس في البلدان وكل من لم يلعن أمير المؤمنين (ع) ولم يتبرأ منه قتلوه كائناً من كان, قال جابر بن يزيد الجعفي فشكوت من بني أمية وأشياعهم إلى الإمام المبين أطهر الطاهرين زين العباد وسيد الزهاد وخليفة الله على العباد علي بن الحسين صلوات الله عليهما فقلت: يا ابن رسول الله قد قتلونا تحت كل حجر ومدر واستأصلوا شافتنا وأعلنوا لعن مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه على المنابر والمنارات والأسواق والطرقات وتبرأوا منه حتى أنهم ليجتمعون في مسجد رسول الله (ص) فيلعنون علياً (ع) علانية لا ينكر ذلك أحد ولا ينهر, فإن أنكر ذلك أحد منا حملوا عليه بأجمعهم وقالوا هذا رافضي أبو ترابي وأخذوه إلى سلطانهم وقالوا هذا ذكر أبا تراب بخير فضربوه ثم حبسوه ثم بعد ذلك قتلوه فلما سمع الإمام صلوات الله عليه ذلك مني نظر إلى السماء فقال: سبحانك اللهم سيدي ما أحلمك وأعظم شأنك في حلمك وأعلى سلطانك يا رب قد أمهلت عبادك في بلادك حتى ظنوا أنك أمهلتهم أبداً وهذا كله بعينك لا يغالب قضاؤك ولا يرد المحتوم من تدبيرك كيف شئت وأنى شئت وأنت أعلم به منا, قال ثم دعا صلوات الله عليه وآله ابنه محمداً (ع) فقال: يا بني, قال لبيك يا سيدي, قال إذا كان غداً فاغد إلى مسجد رسول الله (ص) وخذ معك الخيط الذي أُنزل مع جبرئيل على جدنا (ص) فحركه تحريكاً ليناً ولا تحركه شديداً الله الله فيهلك الناس كلهم. قال جابر فبقيت متفكراً متعجباً من قوله فما أدري ما أقول لمولاي (ع), فغدوت إلى محمد (ع) وقد بقي عليَّ ليل حرصاً أن أنظر إلى الخيط وتحريكه فبينما أنا على دابتي إذ خرج الإمام (ع) فقمت وسلمت عليه فرد علي السلام وقال: ما غدا بك فلم تكن تأتينا في هذا الوقت؟ فقلت يا ابن رسول الله سمعت أباك (ص) يقول بالأمس خذ الخيط وسر إلى مسجد رسول الله (ص) فحركه تحريكاً ليناً ولا تحركه تحريكاً شديداً فتُهلك الناس كلهم, فقال يا جابر لولا الوقت المعلوم والأجل المحتوم والقدر المقدور لخسفت والله بهذا الخلق المنكوس في طرفة عين لا بل في لحظة لا بل في لمحة ولكننا {عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون} قال قلت له: يا سيدي ولم تفعل هذا بهم؟ قال ما حضرت أبي بالأمس والشيعة يشكون إليه ما يلقون من الناصبية الملاعين والقدرية المقصرين, فقلت: بلى يا سيدي, قال: فإني أُرعبهم وكنت أحب أن يهلك طائفة منهم ويطهر الله منهم البلاد ويريح العباد. قلت: يا سيدي فكيف ترعبهم وهم أكثر من أن يحصوا؟! قال امض بنا إلى المسجد لأريك قدرة الله تعالى. قال جابر فمضيت معه إلى المسجد فصلى ركعتين ثم وضع خده في التراب وكلم بكلمات ثم رفع رأسه وأخرج من كمه خيطاً دقيقاً يفوح منه رائحة المسك وكان أدق في المنظر من خيط المخيط ثم قال خذ إليك طرف الخيط وامش رويداً وإياك ثم إياك أن تحركه قال فأخذت طرف الخيط ومشيت رويداً فقال صلوات الله عليه قف يا جابر فوقفت فحرك الخيط تحريكاً ليناً فما ظننت أنه حركه من لينه ثم قال ناولني طرف الخيط قال فناولته فقلت ما فعلت به يا ابن رسول الله؟! قال ويحك أخرج الناس وانظر ما حالهم قال فخرجت من المسجد فإذا صياح وولولة من كل ناحية وزاوية وإذا زلزلة وهدة ورجفة وإذا الهدة أخربت عامة دور المدينة وهلك تحتها أكثر من ثلاثين ألف رجل وامرأة وإذا بخلق يخرجون من السكك لهم بكاء وعويل وضوضاة ورنة شديدة وهم يقولون {إنا لله وإنا إليه راجعون} قد قامت الساعة ووقعت الواقعة وهلك الناس وآخرون يقولون الزلزلة والهدة وآخرون يقولون الرجفة والقيامة هلك فيها عامة الناس وإذا أناس قد أقبلوا يبكون يريدون المسجد وبعضهم يقولون لبعض كيف لا يُخسف بنا وقد تركنا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وظهر الفسق والفجور وكثر الزنا والربا وشرب الخمر واللواطة والله لينزلن بنا ما هو أشد من ذلك وأعظم أو نُصلح أنفسنا. قال جابر فبقيت متحيراً أنظر إلى الناس يبكون ويصيحون ويولولون ويغدون زمراً إلى المسجد فرحمتهم حتى والله بكيت لبكائهم وإذا لا يدرون من أين أتوا وأُخذوا, فانصرفت إلى الإمام الباقر (ع) وقد اجتمع الناس له وهم يقولون يا ابن رسول الله ما ترى ما نزل بنا بحرم رسول الله (ص) وقد هلك الناس وماتوا فادع الله عز وجل لنا فقال لهم: افزعوا إلى الصلاة والصدقة والدعاء ثم سألني فقال يا جابر ما حال الناس؟ فقلت يا سيدي لا تسأل يا ابن رسول الله خُربت الدور والقصور وهلك الناس ورأيتهم بغير رحمة فرحمتهم فقال لا رحمهم الله أبداً أما إنه قد بقي عليك بقية لولا ذلك ما رحمت أعداءنا وأعداء أوليائنا, ثم قال (ع) سحقاً سحقاً بعداً {بعداً للقوم الظالمين} والله لو حركّتُ الخيط أدنى تحريكة لهلكوا أجمعين وجُعل أعلاها أسفلها ولم يبق دار ولا قصر ولكن أمرني سيدي ومولاي أن لا أحركه شديداً, ثم صعد المنارة والناس لا يرونه فنادى بأعلا صوته ألا أيها الضالون المكذبون فظن الناس أنه صوت من السماء فخروا لوجوههم وطارت أفئدتهم وهم يقولون في سجودهم الأمان الأمان فإذا هم {يسمعون الصيحة بالحق} ولا يرون الشخص ثم أشار بيده صلوات الله عليه وأنا أراه والناس لا يرونه فزلزلت المدينة أيضاً زلزلة خفيفة ليست كالأولى وتهدمت فيها دورة كثيرة ثم تلا هذه الآية {ذلك جزيناهم ببغيهم} ثم تلا بعد ما نزل {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة} {من طين مسومة عند ربك للمسرفين} وتلا (ع) {فخرَّ عليهم السقف من فوقهم وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون} قال وخرجت المخدَّرات في الزلزلة الثانية من خدورهن مكشفات الرؤوس وإذا الأطفال يبكون ويصرخون فلا يلتفت أحد فلما بصر الباقر (ع) ضرب بيده إلى الخيط فجمعه في كفه فسكنت الزلزلة ثم أخذ بيدي والناس لا يرونه وخرجنا من المسجد فإذا قوم قد اجتمعوا إلى باب حانوت الحداد وهم خلق كثير يقولون ما سمعتم في مثل هذا المدرة من الهمة فقال بعضهم بلى لهمهمة كثيرة وقال آخرون بل والله صوت وكلام وصياح كثير ولكنا والله لم نقف على الكلام قال جابر فنظر الباقر (ع) إلى قصتهم ثم قال: يا جابر دأبنا ودأبهم إذا بطروا وأشروا وتمردوا وبغوا أرعبناهم وخوفناهم فإذا ارتدعوا وإلا أذن الله في خسفهم. قال جابر يا ابن رسول الله فما هذا الخيط الذي فيه الأعجوبة؟ قال: هذه {بقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة} إلينا يا جابر إن لنا عند الله منزلة ومكاناً رفيعاً ولولا نحن لم يخلق الله أرضاً ولا سماءً ولا جنةً ولا ناراً ولا شمساً ولا قمراً ولا براً ولا بحراً ولا سهلاً ولا جبلاً ولا رطباً ولا يابساً ولا حلواً ولا مراً ولا ماءً ولا نباتاً ولا شجراً, اخترعنا الله من نور ذاته لا يُقاس بنا بشر, بنا أنقذكم الله عز وجل وبنا هداكم الله ونحن والله دللناكم على ربكم فقفوا على أمرنا ونهينا ولا تردوا كل ما ورد عليكم منا فإنّا أكبر وأجل وأعظم وأرفع من جميع ما يرد عليكم, ما فهمتموه فأحمدوا الله عليه وما جهلتموه فكِلوا أمره إلينا وقولوا أئمتنا أعلم بما قالوا. قال ثم استقبله أمير المدينة راكباً وحواليه حراسه وهم ينادون في الناس معاشر الناس احضروا ابن رسول الله (ص) علي بن الحسين (ع) وتقربوا إلى الله عز وجل به لعل الله يصرف عنكم العذاب فلما بصروا بمحمد بن علي الباقر (ع) تبادروا نحوه وقالوا يا ابن رسول الله أما ترى ما نزل بأمة جدك محمد (ص) هلكوا وفنوا عن آخرهم أين أبوك حتى نسأله أن يخرج إلى المسجد ونتقرب به إلى الله ليرفع الله به عن أمة جدك هذا البلاء, قال لهم محمد بن علي (ع) يفعل الله تعالى إن شاء الله أصلحوا أنفسكم وعليكم بالتضرع والتوبة والورع والنهي عما أنتم عليه فإنه {لا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون}. قال جابر فأتينا علي بن الحسين (ع) وهو يصلي فانتظرناه حتى فرغ من صلاته وأقبل علينا فقال يا محمد ما خبر الناس؟ فقال ذلك لقد رأى من قدرة الله عز وجل ما لا زال متعجباً منها, قال جابر إن سلطانهم سألنا أن نسألك أن تحضر إلى المسجد حتى يجتمع الناس يدعون ويتضرعون إلى الله عز وجل ويسألونه الإقالة قال فتبسم (ع) ثم تلا: {ألم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال} {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلّمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قُبُلاً ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون}. فقلت سيدي العجب أنهم لا يدرون من أين أتوا! قال: أجل, ثم تلا {فاليوم ننساهم كما نَسوا لقاء يومهم هذا وما كانوا بآياتنا يجحدون} وهي والله آياتنا وهذه أحدها وهي والله ولايتنا, يا جابر ما تقول في قوم أماتوا سنتنا وتوالوا أعداءنا وانتهكوا حرمتنا فظلمونا وغصبونا وأحيوا سنن الظالمين وساروا بسيرة الفاسقين! قال جابر: الحمد لله الذي مَّن علي بمعرفتكم وألهمني فضلكم ووفقني لطاعتكم موالاة مواليكم ومعاداة أعدائكم. قال صلوات الله عليه: يا جابر أو تدري ما المعرفة؟ المعرفة إثبات التوحيد أولاً, ثم معرفة المعاني ثانياً, ثم معرفة الأبواب ثالثاً, ثم معرفة الأنام رابعاً, ثم معرفة الأركان خامساً, ثم معرفة النقباء سادساً, ثم معرفة النجباء سابعاً, وهو قوله تعالى {لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفذ كلمات ربي ولو جئنا بمثله مدداً} وتلا أيضاً {ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله إن الله عزيز حكيم}. يا جابر إثبات التوحيد ومعرفة المعاني, أما إثبات التوحيد معرفة الله القديم الغائب الذي {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} وهو غيب باطن ستدركه كما وصف به نفسه, وأما المعاني فنحن معانيه ومظاهره فيكم اخترعنا من نور ذاته, وفوض إلينا أمور عباده, فنحن نفعل بإذنه ما نشاء ونحن إذا شئنا شاء الله, وإذا أردنا أراد الله, ونحن أحلنا الله عز وجل هذا المحل واصطفانا من بين عباده وجعلنا حجته في بلاده, فمن أنكر شيئاً ورده فقد رد على الله جل اسمه وكفر بآياته وأنبيائه ورسله. يا جابر من عرف الله تعالى بهذه الصفة فقد أثبت التوحيد لأن هذه الصفة موافقة لما في الكتاب المنزل وذلك قوله تعالى {لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار}{ليس كمثله شيء} {وهو السميع العليم} وقوله تعالى {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون}. قال جابر: يا سيدي ما أقل أصحابي!! قال (ع): هيهات هيهات أتدري كم على وجه الأرض من أصحابك؟ قلت يا ابن رسول الله كنت أظن في كل بلدة ما بين المائة إلى المائتين وفي كل ما بين الألف إلى الألفين بل كنت أظن أكثر من مائة ألف في أطراف الأرض ونواحيه, قال (ع): يا جابر خالف ظنك وقصِّر رأيك أولئك المقصرون وليسوا لك بأصحاب, قلت يا ابن رسول الله ومَن المقصر؟ قال: الذين قصروا في معرفة الأئمة وعن معرفة ما فرض الله عليهم من أمره وروحه, قلت يا سيدي وما معرفة روحه؟ قال: (ع) أن يعرف كل من خصه الله تعالى بالروح فقد فوض إليه أمره يخلق بإذنه ويحيي بإذنه ويعلم الغير ما في الضمائر ويعلم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة وذلك أن هذا الروح من أمر الله تعالى فمن خصه الله تعالى بهذا الروح فهذا كامل غير ناقص يفعل ما يشاء بإذن الله يسير من المشرق إلى المغرب في لحظة واحدة يعرج به إلى السماء وينزل به إلى الأرض ويفعل ما شاء وأراد, قلت يا سيدي أوجدني بيان هذا الروح من كتاب الله تعالى وإنه من أمر خصه الله تعالى بمحمد (ص) قال نعم اقرأ هذه الآية {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا} قوله تعالى {أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه} قلت فرج الله عنك كما فرجت عني ووفقتني على معرفة الروح والأمر, ثم قلت يا سيدي صلى الله عليك فأكثر الشيعة مقصرون وأنا ما أعرف من أصحابي على هذه الصفة واحداً, قال يا جابر فإن لم تعرف منهم أحداً فإني أعرف منهم نفراً قلائل يأتون ويسلمون ويتعلمون مني سرنا ومكنوننا وباطن علومنا, قلت إن فلان بن فلان وأصحابه من أهل هذه الصفة إن شاء الله تعالى وذلك أني سمعت منهم سراً من أسراركم وباطناً من علومكم ولا أظن إلا وقد كملوا وبلغوا قال يا جابر ادعهم غداً وأحضرهم معك. قال فأحضرتهم من الغد فسلموا على الإمام (ع) وبجلوه ووقروه ووقفوا بين يديه فقال (ع): يا جابر أما إنهم إخوانك وقد بقيت عليهم بقية أتقرون أيها النفر أن الله تعالى {يفعل ما يشاء} و{يحكم ما يريد} و{لا مُعقِّب لحكمه} ولا راد لقضائه {ولا يسئل عما يفعل وهم يسئلون} قالوا نعم {إن الله يفعل ما يشاء} و{يحكم ما يريد} قلت: الحمد لله قد استبصروا وعرفوا وبلغوا, قال يا جابر لا تعجل بما لا تعلم فبقيت متحيراً, فقال (ع): سلهم هل يقدر علي بن الحسين أن يصير صورة ابنه محمد؟ قال جابر فسألتهم فأمسكوا وسكتوا, قال (ع): يا جابر سلهم هل يقدر محمد أن يصير بصورتي؟ قال جابر فسألتهم فأمسكوا وسكتوا, قال فنظر إلي وقال يا جابر هذا ما أخبرتك أنهم قد بقي عليهم بقية فقلت لهم ما لكم ما تجيبون إمامكم؟! فسكتوا وشكوا فنظر إليهم وقال يا جابر هذا ما أخبرتك به قد بقيت عليهم بقية, وقال الباقر (ع) ما لكم لا تنطقون فنظر بعضهم إلى بعض يتساءلون قالوا يا ابن رسول الله لا علم لنا فعلمنا قال فنظر الإمام سيد العابدين علي بن الحسين (ع) إلى ابنه محمد الباقر (ع) وقال لهم من هذا؟ قالوا ابنك, فقال لهم من أنا؟ قال أبوه علي بن الحسين قال فتكلم بكلام لم نفهم فإذا محمد بصورة أبيه علي بن الحسين وإذا علي بصورة ابنه محمد قالوا لا إله إلا الله!! فقال الإمام (ع): لا تعجبوا من قدرة الله أنا محمد ومحمد أنا وقال محمد يا قوم لا تعجبوا من أمر الله أنا علي وعلي أنا وكلنا واحد من نور واحد وروحنا من أمر الله أولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد وكلنا محمد قال فلما سمعوا ذلك خروا لوجوههم سجداً وهم يقولون آمنا بولايتكم وبسركم وبعلانيتكم وأقررنا بخصائصكم فقال الإمام زين العابدين يا قوم ارفعوا رؤوسكم فأنتم الآن العارفون الفائزون المستبصرون وأنتم الكاملون البالغون الله الله لا تطلعوا أحداً من المقصرين المستضعفين على ما رأيتم مني ومن محمد فيشنعوا عليكم ويكذبوكم قالوا {سمعنا وأطعنا}, قال (ع): فانصرفوا راشدين كاملين فانصرفوا. قال جابر قلت سيدي وكل من لا يعرف هذا الأمر على الوجه الذي صنعته وبينَّته إلا أن عنده محبة ويقول بفضلكم ويتبرأ من أعدائكم ما يكون حاله؟ قال: (ع) يكون في خير إلى أن يبلغوا, قال جابر قلت يا ابن رسول الله هل بعد ذلك شي‏ء يقصرهم؟ قال (ع): نعم إذا قصروا في حقوق إخوانهم ولم يشاركوهم في أموالهم وفي سر أمورهم وعلانيتهم واستبدوا بحطام الدنيا دونهم فهنالك يسلب المعروف ويسلخ من دونه سلخاً ويصيبه من آفات هذه الدنيا وبلائها ما لا يطيقه ولا يحتمله من الأوجاع في نفسه وذهاب ماله وتشتت شمله لما قصر في بر إخوانه, قال جابر فاغتممت والله غماً شديداً وقلت يا ابن رسول الله ما حق المؤمن على أخيه المؤمن؟ قال (ع): يفرح لفرحه إذا فرح ويحزن لحزنه إذا حزن وينفذ أموره كلها فيحصلها ولا يغتم لشي‏ء من حطام الدنيا الفانية إلا واساه حتى يجريان في الخير والشر في قرن واحد, قلت: يا سيدي فكيف أوجب الله كل هذا للمؤمن على أخيه المؤمن؟ قال (ع): لأن المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه على هذا الأمر لا يكون أخاه وهو أحق بما يملكه, قال جابر سبحان الله ومن يقدر على ذلك؟ قال (ع): من يريد أن يقرع أبواب الجنان ويعانق الحور الحسان ويجتمع معنا في دار السلام, قال جابر فقلت هلكت والله يا ابن رسول الله لأني قصرت في حقوق إخواني ولم أعلم أنه يلزمني على التقصير كل هذا ولا عشرة وأنا أتوب إلى الله تعالى يا ابن رسول الله مما كان مني من التقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين.

-----------------

المناقب للعلوي ص 118, الهداية الكبرى ص 226, عيون المعجزات ص 78, نوادر المعجزات ص 262, مدينة المعاجز ج 4 ص 424, يحار الأنوار ج 26 ص 8

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية