احاديث الطينة

عن أبي الحاج قال: قال لي أبو جعفر (ع): يا أبا الحجاج إن الله خلق محمداً وآل محمد من طينة عليين, وخلق قلوبهم من طينة فوق ذلك, وخلق شيعتنا من طينة دون عليين, وخلق قلوبهم من طينة عليين, فقلوب شيعتنا من أبدان آل محمد, وإن الله خلق عدو آل محمد من طين سجين وخلق قلوبهم من طين أخبث من ذلك, وخلق شيعتهم من طين دون طين سجين وخلق قلوبهم من طين سجين, فقلوبهم من أبدان أولئك وكل قلب يحن إلى بدنه.

----------

بصائر الدرجات ص 14، بحار الأنوار ج 25 ص 8

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله خلقنا من عليين, وخلق أرواحنا من فوق ذلك, وخلق أرواح شيعتنا من عليين, وخلق أجسادهم من دون ذلك، فمن أجل ذلك القرابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحن إلينا.

----------

الكافي ج 1 ص 389, بصائر الدرجات ص 19, علل الشرائع ج 1 ص 117, الوافي ج 3 ص 684, بحار الأنوار ج 58 ص 44

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله خلقنا من نور عظمته, ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش, فأسكن ذلك النور فيه, فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين, لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا, وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا, وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة, ولم يجعل الله لأحد في مثل الذي خلقهم منه نصيبا إلا للأنبياء, ولذلك صرنا نحن وهم: الناس, وصار سائر الناس همجا للنار وإلى النار.

----------

الكافي ج 1 ص 389, بصائر الدرجات ص 20, الوافي ج 3 ص 684, بحار الأنوار ج 58 ص 45

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسن بن نعيم الصحاف قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: {فمنكم مؤمن ومنكم كافر} فقال: عرَّف الله إيمانهم بولايتنا وكفرهم بها, يوم أخذ عليهم الميثاق في صلب آدم (ع) وهم ذر.

-----------

الكافي ج 1 ص 413، تفسير القمي ج 2 ص 371, بصائر الدرجات ص 81, مختصر البصائر ص 406, الوافي ج 3 ص 884, تفسير الصافي ج 5 ص 182, إثبات الهداة ج 2 ص 16, البرهان ج 5 ص 393, بحار الأنوار ج 23 ص 371, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 338, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 275

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير, عن أبي جعفر (ع) قال: إنا وشيعتنا خلقنا من طينة من عليين, وخلق عدونا من طينة خبال من حمإ مسنون.

-----------

الأمالي للطوسي ص 149, بشارة المصطفى (ص) ص 87, بحار الأنوار ج 25 ص 8

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) قال: إنا وشيعتنا خلقنا من طينة واحدة, وخلق عدونا من طينة خبال من حمإ مسنون.

----------

بصائر الدرجات ص 15, بحار الأنوار ج 25 ص 10

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الغفار الجازي,‏ عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله خلق المؤمن من طينة الجنة, وخلق الناصب من طينة النار, وقال: إذا أراد الله بعبد خيرا طيب روحه وجسده, فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه, ولا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره.

-------

بصائر الدرجات ص 16, الكافي ج 2 ص 3, الوافي ج 4 ص 27, البرهان ج 3 ص 340, بحار الأنوار ج 25 ص 9

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): الطينات ثلاثة: طينة الأنبياء والمؤمن من تلك الطينة إلا أن الأنبياء هم صفوتها وهم الأصل ولهم فضلهم, والمؤمنون الفرع من طين لازب, كذلك لا يفرق الله بينهم وبين شيعتهم, وقال: طينة الناصب من حمإ مسنون, وأما المستضعفون فمن تراب, لا يتحول مؤمن عن إيمانه ولا ناصب عن نصبه, ولله المشية فيهم جميعا.

--------

بصائر الدرجات ص 16, الكافي ج 2 ص 3, الوافي ج 4 ص 27, البرهان ج 3 ص 340, بحار الأنوار ج 25 ص 9

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) يقول: إن الله جل وعز خلقنا من أعلى عليين, وخلق قلوب شيعتنا مما خلقنا منه, وخلق أبدانهم من دون ذلك, وقلوبهم تهوي إلينا لأنها خلقت مما خلقنا منه, ثم تلا هذه الآية} كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم يشهده المقربون} وخلق عدونا من سجين, وخلق قلوب شيعتهم مما خلقهم منه, وأبدانهم من دون ذلك, فقلوبهم تهوي إليهم لأنها خلقت مما خلقوا منه, ثم تلا هذه الآية {كلا إن كتاب الفجار لفي سجين وما أدراك ما سجين كتاب مرقوم}.

--------

الكافي ج 2 ص 4, بصائر الدرجات ص 15, تأويل الآيات ص 748, البرهان ج 5 ص 606, بحار الأنوار ج 58 ص 43, علل الشرائع ج 1 ص 117 نحوه عن أبي عبد الله (ع)

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جابر الجعفي قال: كنت مع محمد بن علي (ع) فقال: يا جابر, خلقنا نحن ومحبينا من طينة واحدة بيضاء نقية من أعلى عليين, فخلقنا نحن من أعلاها وخلق محبونا من دونها فإذا كان يوم القيامة التفت العليا بالسفلى, وإذا كان يوم القيامة ضربنا بأيدينا إلى حجزة نبينا (ص), وضرب أشياعنا بأيديهم إلى حجزتنا, فأين ترى يصير الله نبيه وذريته؟ وأين ترى يصير ذريته محبيها؟ فضرب جابر يده على يده فقال: دخلناها ورب الكعبة, ثلاثا.

--------

بصائر الدرجات ص 15, بحار الأنوار ج 25 ص 11

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله عجن طينتنا وطينة شيعتنا فخلطنا بهم وخلطهم بنا, فمن كان في خلقه شي‏ء من طينتنا حن إلينا, فأنتم والله منا.

-------------

بصائر الدرجات ص 16, بحار الأنوار ج 25 ص 11

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله عز وجل خلقنا من عليين وخلق محبينا من دون ما خلقنا منه, وخلق عدونا من سجين وخلق محبيهم مما خلقهم منه, فلذلك يهوي كل إلى كل.

-----------

بصائر الدرجات ص 16, بحار الأنوار ج 25 ص 11

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي الحسن الأول (ع) قال: خلق الله الأنبياء والأوصياء (ع) يوم الجمعة, وهو اليوم الذي أخذ الله فيه ميثاقهم, وقال: خلقنا نحن وشيعتنا من طينة مخزونة لا يشذ منها شاذ إلى يوم القيامة.

---------

بصائر الدرجات ص 17, بحار الأنوار ج 25 ص 12, مستدرك الوسائل ج 6 ص 59

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: خلق الله تبارك وتعالى شيعتنا من طينة مخزونة, لا يشذ منها شاذ ولا يدخل فيها داخل‏ أبدا إلى يوم القيامة.

------------

المحاسن ج 1 ص 134, بحار الأنوار ج 64 ص 77

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن صالح بن سهل قال: قلت لأبي عبد الله (ع): المؤمن من طينة الأنبياء (ع)؟ قال: نعم.

----------

بصائر الدرجات ص 18, بحار الأنوار ج 25 ص 12

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله خلق محمدا (ص) وعترته من طينة العرش, فلا ينقص منهم واحد ولا يزيد منهم واحد.

---------

بصائر الدرجات ص 17, بحار الأنوار ج 25 ص 12

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) قالا: إن الله خلق محمدا (ص) من طينة من جوهرة تحت العرش, وإنه كان لطينته نضج فجبل طينة أمير المؤمنين (ع) من نضج طينة رسول الله (ص), وكان لطينة أمير المؤمنين (ع) نضج فجبل طينتنا من فضل طينة أمير المؤمنين (ع), وكانت لطينتنا نضج فجبل طينة شيعتنا من نضج طينتنا, فقلوبهم تحن إلينا وقلوبنا تعطف عليهم تعطف الوالد على الولد, ونحن خير لهم وهم خير لنا, ورسول الله (ص) لنا خير ونحن له خير.

-----------

بصائر الدرجات ص 14, بحار الأنوار ج 25 ص 8

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: خلقنا الله من نور عظمته, ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش, فأسكن ذلك النور فيه, فكنا نحن خلقا وبشرا نورانيين, لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيبا, وخلق أرواح شيعتنا من أبداننا, وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك‏ الطينة, ولم يجعل الله لأحد في مثل ذلك الذي خلقهم منه نصيبا إلا الأنبياء والمرسلين (ع), فلذلك صرنا نحن وهم الناس, وسائر الناس همجا في النار وإلى النار.

-----------

الكافي ج 1 ص 389, بصائر الدرجات ص 20, الوافي ج 3 ص 684, بحار الأنوار ج 25 ص 13

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الفضل بن عيسى الهاشمي قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) أنا وأبي عيسى فقال له: أمن قول رسول الله (ص): سلمان رجل منا أهل البيت؟ فقال (ع): نعم, فقال: أي من ولد عبد المطلب؟ فقال: منا أهل البيت, فقال له: أي من ولد أبي طالب؟ فقال (ع): منا أهل البيت, فقال له: إني لا أعرفه, فقال: فاعرفه يا عيسى, فإنه منا أهل البيت, ثم أومأ بيده إلى صدره ثم قال: ليس حيث تذهب, إن الله خلق طينتنا من عليين, وخلق طينة شيعتنا من دون ذلك فهم منا, وخلق طينة عدونا من سجين, وخلق طينة شيعتهم من دون ذلك وهم منهم, وسلمان خير من لقمان.

----------

بصائر الدرجات ص 17, بحار الأنوار ج 22 ص 331

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله تبارك وتعالى جعلنا من عليين, وجعل أرواح شيعتنا مما جعلنا منه, ومن ثم تحن أرواحهم إلينا, وخلق أبدانهم من دون ذلك, وخلق عدونا من سجين, وخلق أرواح شيعتهم مما خلقهم منه, وخلق أبدانهم من دون ذلك, ومن ثم تهوي أرواحهم إليهم.

-----------

بصائر الدرجات ص 20, بحار الأنوار ج 25 ص 13

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس قال: سمعت رسول الله (ص) وهو يخاطب عليا (ع) ويقول: يا علي, إن الله تبارك وتعالى كان ولا شي‏ء معه, فخلقني وخلقك روحين من نور جلاله, فكنا أمام عرش رب العالمين نسبح الله ونقدسه ونحمده ونهلله, وذلك قبل أن يخلق السماوات والأرضين, فلما أراد أن يخلق آدم (ع) خلقني وإياك من طينة واحدة من طينة عليين, وعجننا بذلك النور, وغمسنا في جميع الأنوار وأنهار الجنة, ثم خلق آدم واستودع صلبه تلك الطينة والنور, فلما خلقه استخرج ذريته من ظهره فاستنطقهم وقررهم بالربوبية, فأول خلق إقرارا بالربوبية أنا وأنت والنبيون على قدر منازلهم وقربهم من الله عز وجل, فقال الله تبارك وتعالى: صدقتما وأقررتما يا محمد ويا علي, وسبقتما خلقي إلى طاعتي, وكذلك كنتما في سابق علمي فيكما, فأنتما صفوتي من خلقي, والأئمة من ذريتكما وشيعتكما وكذلك خلقتكم, ثم قال النبي (ص): يا علي, فكانت الطينة في صلب آدم ونوري ونورك بين عينيه, فما زال ذلك النور ينتقل بين أعين النبيين والمنتجبين حتى وصل النور والطينة إلى صلب عبد المطلب, فافترق نصفين, فخلقني الله من نصفه واتخذني نبيا ورسولا, وخلقك من النصف‏ الآخر فاتخذك خليفة ووصيا ووليا, فلما كنت من عظمة ربي كقاب قوسين أو أدنى قال لي: يا محمد, من أطوع خلقي لك؟ فقلت: علي بن أبي طالب (ع), فقال عز وجل: فاتخذه خليفة ووصيا فقد اتخذته صفيا ووليا, يا محمد كتبت اسمك واسمه على عرشي من قبل أن أخلق الخلق محبة مني لكما ولمن أحبكما وتولاكما وأطاعكما, فمن أحبكما وأطاعكما وتولاكما كان عندي من المقربين, ومن جحد ولايتكما وعدل عنكما كان عندي من الكافرين الضالين. ثم قال النبي (ص): يا علي, فمن ذا يلج بيني وبينك وأنا وأنت من نور واحد وطينة واحدة, فأنت أحق الناس بي في الدنيا والآخرة, وولدك ولدي, وشيعتكم شيعتي, وأولياؤكم أوليائي, وأنتم معي غدا في الجنة.

--------

تأويل الآيات ص 749, بحار الأنوار ج 25 ص 3, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 185

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الأصبغ بن نباتة قال: كنت مع أمير المؤمنين (ع) فأتاه رجل فسلم عليه ثم قال: يا أمير المؤمنين, إني والله لأحبك في الله, وأحبك في السر كما أحبك في العلانية, وأدين الله بولايتك في السر كما أدين بها في العلانية, وبيد أمير المؤمنين (ع) عود, فطأطأ به رأسه ثم نكت بعوده في الأرض ساعة ثم رفع رأسه إليه فقال: إن رسول الله (ص) حدثني بألف حديث لكل حديث ألف باب, وإن أرواح المؤمنين تلتقي في الهواء فتشام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف, ويحك لقد كذبت, فما أعرف وجهك في الوجوه ولا اسمك في الأسماء, قال: ثم دخل عليه آخر فقال: يا أمير المؤمنين, إني أحبك في الله, وأحبك في السر كما أحبك في العلانية, وأدين الله بولايتك في السر كما أدين الله بها في العلانية, قال: فنكت بعوده الثانية ثم رفع رأسه إليه فقال له: صدقت, إن طينتنا طينة مخزونة أخذ الله ميثاقها من صلب آدم, فلم يشذ منها شاذ ولا يدخل منها داخل من غيرها, اذهب واتخذ للفقر جلبابا, فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: يا علي, والله الفقر أسرع‏ إلى محبينا من السيل إلى بطن الوادي.

--------

بصائر الدرجات ص 391, الإختصاص ص 311, مدينة المعاجز ج 2 ص 196, بحار الأنوار ج 25 ص 14, الأمالي للطوسي ص 409 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي اسحاق الليثي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) يا بن رسول الله أخبرني عن المؤمن المستبصر إذا بلغ في المعرفة وكمل هل يزني؟ قال: اللهم لا, قلت: فيلوط؟ قال: اللهم لا, قلت: فيسرق؟ قال: لا, قلت: فيشرب الخمر؟ قال: لا, قلت: فيأتي بكبيرة من هذه الكبائر أو فاحشة من هذه الفواحش؟ قال: لا قلت: فيذنب ذنباً؟ قال: نعم هو مؤمن مذنب ملم, قلت ما معنى ملم؟ قال: الملم بالذنب لا يلزمه ولا يصير عليه قال: فقلت سبحان الله ما أعجب هذا لا يزني ولا يلوط ولا يسرق ولا يشرب الخمر ولا يأتي بكبيرة من الكبائر ولا فاحشة! فقال: لا عجب من أمر الله, إن الله تعالى يفعل ما يشاء و{لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون} فمم عجبت يا ابراهيم؟ سل ولا تستنكف ولا تستحي فإن هذا العلم لا يتعلمه مستكبر ولا مستحي, قلت: يا بن رسول الله اني أجد من شيعتكم من يشرب الخمر ويقطع الطريق ويخيف السبل ويزني ويلوط ويأكل الربا ويرتكب الفواحش ويتهاون بالصلاة والصيام والزكاة ويقطع الرحم ويأتي الكبائر, فكيف هذا ولم ذاك؟! فقال: يا ابراهيم هل يختلج في صدرك شيء غير هذا, قلت: نعم يا بن رسول الله أخرى أعظم من ذلك! فقال: وهو ما يا أبا اسحاق؟ قال: فقلت يا بن رسول الله وأجد من أعدائكم ومناصبيكم من يكثر من الصلاة ومن الصيام ويخرج الزكاة ويتابع بين الحج والعمرة ويحرص على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الأرحام ويقضي حقوق إخوانه ويواسيهم من ماله ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وسائر الفواحش فمم ذاك؟! ولم ذاك؟! فسره لي يا بن رسول الله وبرهنه وبيّنه, فقد والله كثر فكري وأسهر ليلي وضاق ذرعي. قال: فتبسم الباقر صلوات الله عليه, ثم قال: يا ابراهيم خذ إليك بياناً شافياً فيما سألت وعلماً مكنوناً من خزائن علم الله وسره, أخبرني يا ابراهيم كيف تجد اعتقادهما قلت: يا بن رسول الله أجد محبيكم وشيعتكم على ما هم فيه مما وصفته من أفعالهم لو أُعطي أحدهما ما بين المشرق والمغرب ذهباً وفضة أن يزول عن ولايتكم ومحبتكم إلى موالاة غيركم وإلى محبتهم ما زال ولو ضربت خياشيمه بالسيوف فيكم ولو قتل فيكم ما ارتدع ولا رجع عن محبتكم وولايتكم, ورأي الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحدكم ما بين المشرق والمغرب ذهباً وفضة أن يزول عن محبة الطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال ولو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلاً اشمأز من ذلك وتغير لونه ورأي كراهية ذلك في وجهه بغضاً لكم ومحبة لهم. قال فتبسم الباقر (ع), ثم قال: يا ابراهيم ها هنا هلكت العاملة الناصبة {تصلى ناراً حامية تسقى من عين آنية} ومن أجل ذلك قال تعالى: {وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثوراً} ويحك يا ابراهيم, أتدري ما السبب والقصة في ذلك وما الذي قد خفي على الناس منه, قلت: يا بن رسول الله فبينه لي واشرحه وبرهنه؟ قال: يا ابراهيم إن الله تبارك وتعالى لم يزل عالماً قديماً خلق الأشياء لا من شيء ومن زعم أن الله تعالى خلق الأشياء من شيء فقد كفر لأنه لو كان ذلك الشيء الذي خلق منه الأشياء قديماً معه في أزليته وهويته كان ذلك الشيء أزلياً بل خلق الله تعالى الأشياء كلها لا من شيء, فكان مما خلق الله تعالى أرضاً طيبة ثم فجر منها ماء عذباً زلالاً فعرض عليها ولايتنا أهل البيت فقبلتها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام طبقها وعمها, ثم أنضب ذلك الماء عنها, فأخذ من صفوة ذلك الطين طيناً فجعله طين الأئمة عليهم السلام, ثم أخذ ثفل ذلك الطين فخلق منه شيعتنا ولو ترك طينتكم يا ابراهيم على حاله كما ترك طينتنا لكنتم ونحن شيئاً واحداً, قلت: يا بن رسول الله فما فعل بطينتنا؟ قال: أخبرك يا ابراهيم خلق الله تعالى بعد ذلك أرضاً سبخة خبيثة منتنة, ثم فجر منها ماء أجاجاً آسناً مالحاً فعرض عليها ولايتنا أهل البيت فلم تقبلها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة أيام حتى طبقها وعمها, ثم نضب ذلك الماء عنها, ثم أخذ من ذلك الطين فخلق منه الطغاة وأئمتهم, ثم مزجه بثفل طينتكم ولو ترك طينتهم على حالها ولم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشهادتين ولا صلوا ولا صاموا ولا زكوا ولا حجوا ولا أدوا الأمانة ولا أشبهوكم في الصور وليس شيء أكبر على المؤمن من أن يرى صورة عدوه مثل صورته. قلت يا بن رسول الله فما صنع بالطينتين؟ قال: مزج بينهما بالماء الأول والماء الثاني, ثم عركها عرك الأديم, ثم أخذ من ذلك قبضة, فقال: هذه إلى الجنة ولا أبالي, وأخذ قبضة أخرى, وقال: هذه إلى النار ولا أبالي ثم خلط بينهما ووقع من سنخ المؤمن وطينته على سنخ الكافر وطينته ووقع من سنخ الكافر وطينته على سنخ المؤمن وطينته, فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلاة أو صوم أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذي قد مزج فيه لأن من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكبائر, وما رأيت من الناصب من مواظبته على الصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذي قد مزج فيه لأن من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم فإذا عرضت هذه الاعمال كلها على الله تعالى قال: أنا عدل لا أجور ومنصف لا أظلم وحكم لا أحيف ولا أميل ولا أشطط الحقوا الأعمال السيئة التي اجترحها المؤمن بسنخ الناصب وطينته, والحقوا الاعمال الحسنة التي اكتسبها الناصب بسنخ المؤمن وطينته ردوها كلها إلى أصلها, فإني أنا الله لا إله إلا أنا عالم السر وأخفى, وأنا المطلع على قلوب عبادي لا أحيف ولا أظلم ولا ألزم أحداً إلا ما عرفته منه قبل أن أخلقه. ثم قال الباقر (ع): اقرأ يا ابراهيم هذه الآية قلت: يا بن رسول الله أية آية, قال, قوله تعالى {قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذا لظالمون} هو في الظاهر ما تفهمونه هو والله في الباطن هذا بعينه, يا ابراهيم إن للقرآن ظاهراً وباطناً ومحكماً ومتشابهاً وناسخاً ومنسوخاً, ثم قال: أخبرني يا ابراهيم عن الشمس إذا طلعت وبدا شعاعها في البلدان أهو باين من القرص؟ قلت: في حال طلوعه باين, قال: أليس إذا غابت الشمس اتصل ذلك الشعاع بالقرص حتى يعود إليه؟ قلت: نعم, قال: كذلك يعود كل شيء إلى سنخه وجوهره وأصله, فإذا كان يوم القيامة نزع الله تعالى سنخ الناصب وطينته مع أثقاله وأوزاره من المؤمن فيلحقها كلها بالناصب وينزع سنخ المؤمن وطينته مع حسناته وأبواب بره واجتهاده من الناصب فيلحقها كلها بالمؤمن, افترى ها هنا ظلماً أو عدواناً؟ قلت: لا يا بن رسول الله, قال: هذا والله القضاء الفاصل والحكم القاطع والعدل البين {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون} هذا يا ابراهيم الحق من ربك فلا تكن من الممترين هذا من حكم الملكوت, قلت: يا بن رسول الله وما حكم الملكوت؟ قال: حكم الله حكم أنبيائه, وقصة الخضر وموسى (ع) حين استصحبه, فقال: {إنك لن تستطيع معي صبراً وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً} إفهم يا إبراهيم واعقل, أنكر موسى على الخضر واستفظع أفعاله, حتى قال له الخضر يا موسى ما فعلته عن أمري إنما فعلته عن أمر الله تعالى, من هذا ويحك يا إبراهيم, قرآن يُتلى, وأخبار تؤثر عن الله تعالى من رد منها حرفاً فقد كفر وأشرك ورد على الله تعالى. قال الليثي: فكأني لم أعقل الآيات وأنا أقرأها أربعين سنة إلا ذلك اليوم فقلت يا بن رسول الله ما أعجب هذا تؤخذ حسنات أعدائكم فترد على شيعتكم, وتؤخذ سيئات محبيكم فترد على مبغضيكم؟! قال: أي الله الذي لا إله إلا هو فالق الحبة وبارئ النسمة وفاطر الارض والسماء ما أخبرتك إلا بالحق وما أنبئتك إلا الصدق وما ظلمهم الله, وما الله بظلام للعبيد, وإن ما أخبرتك لموجود في القرآن كله, قلت: هذا بعينه يوجد في القرآن؟! قال: نعم يوجد في أكثر من ثلاثين موضعاً في القرآن, أتحب أن أقرأ ذلك عليك؟ قلت بلى يا بن رسول الله, فقال: قال الله تعالى {وقال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم وما هم بحاملين من خطاياهم من شيء إنهم لكاذبون وليحملن أثقالهم وأثقالاً مع أثقالهم} الآية, أزيدك يا ابراهيم؟ قلت: بلى يا بن رسول الله, قال: {ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون} أتحب أن أزيدك؟ قلت: بلى يا بن رسول الله, قال: {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيماً} يبدل الله سيئات شيعتنا حسنات, ويبدل الله حسنات أعدائنا سيئات, وجلال الله أن هذا لمن عدله وإنصافه لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه وهو السميع العليم, ألم أبين لك أمر المزاج والطينتين من القرآن؟ قلت: بلى يا بن رسول الله, قال: إقرأ يا ابراهيم: {الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذا أنشأكم من الارض} يعني من الارض الطيبة والارض المنتنة {فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى} يقول لا يفتخر أحدكم بكثرة صلاته وصيامه وزكاته ونسكه لأن الله تعالى أعلم من اتقى منكم فإن ذلك من قبل اللمم وهو المزاج, أزيدك يا ابراهيم, قلت: بلى يا رسول الله قال: {كما بدأكم تعودون فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله} يعني أئمة الجور دون أئمة الحق {ويحسبون أنهم مهتدون} خذها إليك يا أبا اسحاق فوالله إنه لمن غرر أحاديثنا وباطن سرايرنا ومكنون خزائننا, وانصرف ولا تطلع على سرنا أحداً إلا مؤمناً مستبصراً فإنك إن أذعت سرنا بليت في نفسك ومالك وأهلك وولدك.

----------

علل الشرائع ج 2 ص 606, البرهان ج 3 ص 413, بحار الأنوار ج 5 ص 228

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية