رفعة مقام الشيعة

عن معاوية بن عمار, عن أبي عبد الله (ع): قال: والله لولاكم ما زخرفت الجنة, والله لولاكم ما خلقت حوراء, والله لولاكم ما نزلت قطرة, والله لولاكم ما نبتت حبة, والله لولاكم ما قرت عين, والله لا لله أشد حباً لكم مني, فأعينونا على ذلك بالورع والاجتهاد والعمل بطاعته.

----------

تفسير فرات ص 551، بحار الأنوار ج 27 ص 110

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص) أنه قال لأمير المؤمنين (ع): إذا كان يوم القيامة يُدعى الناس كلهم بأسماء أمهاتهم, ما خلا شيعتنا فإنهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مواليدهم.

-----------

الإرشاد ج 1 ص 44، الأمالي للطوسي ص 456, الفصول المهمة ج 1 ص 348, بحار الأنوار ج 27 ص 155، إعلام الورى ص 319

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مهزم بن أبي بردة قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إذا أنت أحصيت ما على الارض من شيعة علي (ع) فلست تلاقي إلا من هو حطب جهنم, إنه لينعم على أهل خلافكم بجواركم إياهم, ولولا ما على الارض من شيعة علي ما نظرت إلى غيث أبداً, إن أحدكم ليخرج وما في صحيفته حسنة, فيملأها الله له حسنات قبل أن ينصرف, وذلك أنه يمر بالمجلس وهم يشتموننا, فيقال: اسكتوا هذا من الفلانية, فإذا مضى عنهم شتموه فينا.

---------

الأمالي للطوسي ص 674, بحار الأنوار ج 65 ص 75

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عمرو الكليني قال: كنت أطوف مع أبي عبد الله (ع) وهو متكئ علي إذ قال يا عمرو: ما أكثر السواد - يعني الناس - فقلت: أجل جُعلت فداك, فقال: أما والله ما يحج لله غيركم (1), ولا يؤتى أجره مرتين غيركم, أنتم والله رعاة الشمس والقمر, وأنتم والله أهل دين الله, منكم يقبل ولكم يغفر. (2)

--------

(1) إلى هنا أورده الحر العاملي في وسائله.

(2) المحاسن ج 1 ص 145، فضائل الشيعة ص 38، بحار الأنوار ج 27 ص 183، وسائل الشيعة ج1 ص93, مستدرك الوسائل ج 1 ص 160 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص): يا علي طوبى لمن أحبك وصدق بك وويل لمن أبغضك وكذب بك محبوك معروفون في السماء السابعة والأرض السابعة السفلى وما بين ذلك هم أهل الدين والورع والسمت الحسن والتواضع لله عز وجل, خاشعة أبصارهم, وجلة قلوبهم لذكر الله عز وجل, وقد عرفوا حق ولايتك وألسنتهم ناطقة بفضلك, وأعينهم ساكبة تحننا عليك وعلى الأئمة من ولدك, يدينون لله بما أمرهم به في كتابه, وجاءهم به البرهان من سنة نبيه, عاملون بما يأمرهم به أولو الأمر منهم, متواصلون غير متقاطعين, متحابون غير متباغضين, إن الملائكة لتصلي عليهم وتؤمِّن على دعائهم, وتستغفر للمذنب منهم, وتشهد حضرته, وتستوحش لفقده يوم القيامة.

----------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 261، غاية المرام ج2 ص288، بحار الأنوار ج 65 ص 150، إثبات الهداة ج 2 ص 53 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام العسكري (ع) قال: قال علي بن الحسين (ع) وهو واقف بعرفات للزهري: كم تقدر ههنا من الناس؟ قال: أقدر أربعة آلاف ألف وخمسمائة ألف كلهم حجاج قصدوا الله بأمالهم ويدعونه بضجيج أصواتهم, فقال له: يا زهري ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج! فقال الزهري: كلهم حجاج أفهم قليل؟ فقال له: يا زهري أدن لي وجهك, فأدناه إليه، فمسح بيده وجهه، ثم قال: انظر, فنظر إلى الناس, قال الزهري: فرأيت أولئك الخلق كلهم قردة! لا أرى فيهم إنساناً إلا في كل عشرة آلاف واحداً من الناس, ثم قال لي: أدن مني يا زهري, فدنوت منه، فمسح بيده وجهي ثم قال: أنظر, فنظرت إلى الناس، قال الزهري: فرأيت أولئك الخلق كلهم خنازير! ثم قال لي: أدن لي وجهك, فأدنيت منه، فمسح بيده وجهي، فإذا هم كلهم ذئبة! إلا تلك الخصائص من الناس نفراً يسيراً, فقلت: بأبي وأمي يابن رسول الله قد أدهشتني آياتك، وحيرتني عجائبك! قال: يا زهري ما الحجيج من هؤلاء إلا النفر اليسير الذين رأيتهم بين هذا الخلق الجم الغفير, ثم قال لي: امسح يدك على وجهك, ففعلت، فعاد أولئك الخلق في عيني ناساً كما كانوا أولاً, ثم قال لي: من حج ووالى موالينا، وهجر معادينا، ووطن نفسه على طاعتنا، ثم حضر هذا الموقف مسلماً إلى الحجر الاسود ما قلده الله من أماناتنا، ووفياً بما ألزمه من عهودنا، فذلك هو الحاج، والباقون هم من قد رأيتهم. يا زهري حدثني أبي عن جدي رسول الله (ص) أنه قال: ليس الحاج المنافقين المعادين لمحمد وعلي ومحبيهما الموالين لشانئهما, وإنما الحاج المؤمنون المخلصون الموالون لمحمد وعلي ومحبيهما، المعادون لشانئهما، إن هؤلاء المؤمنين الموالين لنا، المعادين لأعدائنا لتسطع أنوارهم في عرصات القيامة على قدر موالاتهم لنا, فمنهم من يسطع نوره مسيرة ألف سنة, ومنهم من يسطع نوره مسيرة ثلاثمائة ألف سنة وهو جميع مسافة تلك العرصات, ومنهم من يسطع نوره إلى مسافات بين ذلك يزيد بعضها على بعض على قدر مراتبهم في موالاتنا ومعاداة أعدائنا، يعرفهم أهل العرصات من المسلمين والكافرين بأنهم الموالون المتولون والمتبرؤون, يقال لكل واحد منهم: يا ولي الله انظر في هذه العرصات إلى كل من أسدى إليك في الدنيا معروفاً، أو نفَّس عنك كرباً، أو أغاثك إذ كنت ملهوفاً، أو كف عنك عدواً، أو أحسن إليك في معاملته، فأنت شفيعه, فإن كان من المؤمنين المحقين زيد بشفاعته في نعم الله عليه، وإن كان من المقصرين كفى تقصيره بشفاعته، وإن كان من الكافرين خفف من عذابه بقدر إحسانه إليه, وكأني بشيعتنا هؤلاء يطيرون في تلك العرصات كالبزاة والصقور، فينقضون على من أحسن في الدنيا إليهم انقضاض البزاة والصقور على اللحوم تتلقفها وتحفظها فكذلك يلتقطون من شدائد العرصات من كان أحسن إليهم في الدنيا فيرفعونهم إلى جنات النعيم.

-------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 606, بحار الأنوار ج 96 ص 257, مستدرك الوسائل ج 10 ص 39

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن سليمان, عن أبيه قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) إذ دخل عليه أبو بصير وقد خفره النفس فلما أخذ مجلسه قاله له أبو عبد الله (ع): يا أبا محمد ما هذا النفس العالي؟ فقال: جُعلت فداك يا ابن رسول الله كبر سني ودق عظمي واقترب أجلي مع أنني لست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي, فقال أبو عبد الله (ع): يا أبا محمد وإنك لتقول هذا؟ قال: جُعلت فداك وكيف لا أقول هذا؟! فقال: يا أبا محمد أما علمت أن الله تعالى يكرم الشباب منكم ويستحيي من الكهول؟ قال قلت: جُعلت فداك فكيف يكرم الشباب ويستحيي من الكهول؟ فقال: يكرم الله الشباب أن يعذبهم ويستحيي من الكهول أن يحاسبهم, قال قلت: جُعلت فداك هذا لنا خاصة أم لأهل التوحيد؟ قال فقال: لا والله إلا لكم خاصة دون العالم. قال قلت: جُعلت فداك فإنا قد نبزنا نبزاً انكسرت له ظهورنا وماتت له أفئدتنا واستحلت له الولاة دماءنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم, قال: فقال أبو عبد الله (ع): الرافضة؟ قال قلت: نعم, قال: لا والله ما هم سموكم ولكن الله سماكم به, أما علمت يا أبا محمد أن سبعين رجلاً من بني إسرائيل رفضوا فرعون وقومه لما استبان لهم ضلالهم فلحقوا بموسى (ع) لما استبان لهم هداه فسموا في عسكر موسى الرافضة لانهم رفضوا فرعون وكانوا أشد أهل ذلك العسكر عبادة وأشدهم حباً لموسى وهارون وذريتهما (ع) فأوحى الله عز وجل إلى موسى (ع) أن أثبت لهم هذا الاسم في التوراة فإني قد سميتهم به ونحلتهم إياه, فأثبت موسى (ع) الاسم لهم ثم ذخر الله عز وجل لكم هذا الاسم حتى نحلكموه. يا أبا محمد رفضوا الخير ورفضتم الشر, افترق الناس كل فرقة وتشعبوا كل شعبة فانشعبتم مع أهل بيت نبيكم (ص) وذهبتم حيث ذهبوا واخترتم من اختار الله لكم وأردتم من أراد الله فأبشروا ثم ابشروا, فأنتم والله المرحومون المتقبل من محسنكم والمتجاوز عن مسيئكم, من لم يأت الله عز وجل بما أنتم عليه يوم القيامة لم يتقبل منه حسنة ولم يتجاوز له عن سيئة, يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني, فقال: يا أبا محمد إن لله عز وجل ملائكة يسقطون الذنوب عن ظهور شيعتنا كما يسقط الريح الورق في أوان سقوطه وذلك قوله عز وجل: {الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا} استغفارهم والله لكم دون هذا الخلق, يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني. قال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً} إنكم وفيتم بما أخذ الله عليه ميثاقكم من ولايتنا وإنكم لم تبدلوا بنا غيرنا ولو لم تفعلوا لعيركم الله كما عيرهم حيث يقول جل ذكره: {وما وجدنا لاكثرهم من عهد وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين} يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني. فقال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: {إخوانا على سرر متقابلين} والله ما أراد بهذا غيركم يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني. فقال: يا أبا محمد {الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين} والله ما أراد بهذا غيركم, يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني. فقال: يا أبا محمد لقد ذكرنا الله عز وجل وشيعتنا وعدونا في آية من كتابه فقال عز وجل: {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولوا الالباب} فنحن الذين يعلمون وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا هم أولوا الالباب, يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال: قلت: جعلت فداك زدني. فقال: يا أبا محمد والله ما استثنى الله عز وجل بأحد من أوصياء الانبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين (ع) وشيعته فقال في كتابه وقوله الحق: {يوم لا يغني مولى عن مولى شيئاً ولا هم ينصرون إلا من رحم الله} يعني بذلك علياً (ع) وشيعته, يا ابا محمد فهل سررتك؟ قال قلت: جعلت فداك زدني. قال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله تعالى في كتابه إذ يقول: {يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم} والله ما أراد بهذا غيركم, فهل سررتك يا أبا محمد؟ قال قلت: جعلت فداك زدني. فقال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان} والله ما أراد بهذا إلا الأئمة عليهم السلام وشيعتهم, فهل سررتك يا أبا محمد؟ قال قلت: جعلت فداك زدني. فقال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله في كتابه فقال: {فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً} فرسول الله (ص) في الآية النبيون ونحن في هذا الموضع الصديقون والشهداء وأنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله عز وجل, يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال قلت: جعلت فداك زدني. قال: يا أبا محمد لقد ذكركم الله إذ حكى عن عدوكم في النار بقوله: {وقالوا ما لنا لا نرى رجالاً كنا نعدهم من الاشرار إتخذناهم سخرياً أم زاغت عنهم الابصار} والله ما عنى ولا أراد بهذا غيركم, صرتم عند أهل هذا العالم شرار الناس وأنتم والله في الجنة تحبرون وفي النار تطلبون يا أبا محمد فهل سررتك؟ قال قلت: جعلت فداك زدني. قال: يا أبا محمد ما من آية نزلت تقود إلى الجنة ولا تذكر أهلها بخير إلا وهي فينا وفي شيعتنا وما من آية نزلت تذكر أهلها بشر ولا تسوق إلى النار إلا وهي في عدونا ومن خالفنا, فهل سررتك يا أبا محمد؟ قال: قلت: جعلت فداك, زدني. فقال: يا أبا محمد ليس على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس من ذلك براء يا أبا محمد فهل سررتك؟ وفي رواية أخرى فقال: حسبي.

------------

الكافي ج 8 ص 33، الوافي ج 5 ص 795, بحار الأنوار ج 65 ص 48. نحوه: فضائل الشيعة ص 21, الإختصاص ص 103

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: كنت عند الصادق جعفر بن محمد (ع) إذ دخل المفضل بن عمر, فلما بصر به ضحك إليه, ثم قال: إلي يا مفضل, فوربي إني لأحبك واحب من يحبك, يا مفضل لو عرف جميع أصحابي ما تعرف ما اختلف اثنان, فقال له المفضل: يا ابن رسول الله لقد حسبت أن أكون قد أُنزلت فوق منزلتي, فقال (ع): بل أُنزلت المنزلة التي أنزلك الله بها. فقال: يا ابن رسول الله فما منزلة جابر بن يزيد منكم؟ قال: منزلة سلمان من رسول الله (ص), قال: فما منزلة داود بن كثير الرقي منكم؟ قال: منزلة المقداد من رسول الله (ص), قال: ثم أقبل عليّ فقال: يا عبد الله بن الفضل إن الله تبارك وتعالى خلقنا من نور عظمته وصنعنا برحمته وخلق أرواحكم منا, فنحن نحن إليكم وأنتم تحنون إلينا, والله لو جهد أهل المشرق والمغرب أن يزيدوا في شيعتنا رجلاً أو ينقصوا منهم رجلاً ما قدروا على ذلك وأنهم لمكتوبون عندنا بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم وأنسابهم, يا عبد الله بن الفضل ولو شئت لأريتك اسمك في صحيفتنا, قال: ثم دعا بصحيفة فنشرها فوجدتها بيضاء ليس فيها أثر الكتابة, فقلت: يا ابن رسول الله ما أرى فيها أثر الكتابة, قال: فمسح يده عليها فوجدتها مكتوبة ووجدت في أسفلها اسمي فسجدت لله شكراً.

--------

الإختصاص ص 216، مدينة المعاجز ج 6 ص 34, بحار الأنوار ج 47 ص 395

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد بن يونس الشحام, عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) قال: قلت لأبي الحسن (ع): الرجل من مواليكم عاق يشرب الخمر, ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه؟ فقال: تبرؤوا من فعله ولا تتبرؤوا من خيره وابغضوا عمله, فقلت: يتسع لنا أن نقول: فاسق فاجر؟ فقال: لا, الفاسق الفاجر الكافر الجاحد لنا ولأوليائنا, أبى الله أن يكون ولينا فاسقاً فاجراً, وإن عمل ما عمل, ولكنكم قولوا: فاسق العمل فاجر العمل مؤمن النفس, خبيث الفعل طيب الروح والبدن لا والله لا يخرج ولينا من الدنيا إلا والله ورسوله ونحن عنه راضون, يحشره الله على ما فيه من الذنوب مبيضاً وجهه, مستورة عورته, آمنة روعته, لا خوف عليه ولا حزن, وذلك أنه لا يخرج من الدنيا حتى يصفى من الذنوب, إما بمصيبة في مال أو نفس أو ولد أو مرض, وأدنى ما يصنع بولينا أن يريه الله رؤيا مهولة فيصبح حزيناً لما رآه, فيكون ذلك كفارة له, أو خوفاً يرد عليه من أهل دولة الباطل, أو يشدد عليه عند الموت, فيلقى الله عز وجل طاهراً من الذنوب, آمنة روعته بمحمد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما, ثم يكون أمامه أحد الأمرين: رحمة الله الواسعة التي هي أوسع من أهل الارض جميعاً, أو شفاعة محمد وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما, إن أخطأته رحمة الله أدركته شفاعة نبيه وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما, فعندها تصيبه رحمة الله الواسعة, وكان أحق بها وأهلها وله إحسانها وفضلها.

---------

تأويل الآيات ص 576، الأصول الستة عشر ص 51, بحار الأنوار ج 27 ص 137, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 269

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الفضيل قال: دخلت مع أبي جعفر (ع) المسجد الحرام وهو مُتكئ علي فنظر إلى الناس ونحن على باب بني شيبة فقال: يا فضيل هكذا كان يطوفون في الجاهلية لا يعرفون حقاً ولا يدينون ديناً! يا فضيل انظر إليهم مُكِّبين على وجوههم لعنهم الله من خلق مسخور بهم (في بعض النسخ "ممسوخ بهم") مُكِّبين على وجوههم, ثم تلا هذه الآية: {أفمن يمشي مكباً على وجهه أهدى أمن يمشي سوياً على صراط مستقيم} يعني والله علياً (ع) والاوصياء عليهم السلام, ثم تلا هذه الآية: {فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا وقيل هذا الذي كنتم به تدعون} أمير المؤمنين (ع) يا فضيل لم يتسم بهذا الاسم غير علي (ع) إلا مفتر كذاب إلى يوم البأس هذا, أما والله يا فضيل ما لله عز ذكره حاج غيركم, ولا يغفر الذنوب إلا لكم, ولا يتقبل إلا منكم, وإنكم لأهل هذه الآية: {إن تجتبنوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلاً كريماً}, يا فضيل أما ترضون أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتكفوا ألسنتكم وتدخلوا الجنة, ثم قرأ: {ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} أنتم والله أهل هذه الآية.

----------

الكافي ج 8 ص 288، الوافي ج 3 ص 942, البرهان ج 5 ص 443, بحار الأنوار ج 24 ص 314

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معاوية بن وهب قال: قال أبو عبد الله (ع): الشيعة ثلاث: محب واد, فهو منا, ومتزين بنا, ونحن زين لمن تزين بنا, ومستأكل بنا الناس, ومن استأكل بنا افتقر.

-------------

الخصال ص 103، روضة الواعظين ج 2 ص 293, مشكاة الأنوار ص 78, أعلام الدين ص 130, بحار الأنوار ج 65 ص 153, العوالم ج 20 ص 776

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي (ع) عن قول الله عز وجل {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} فقال (ع): يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب, فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه, لا يطلع على حسابه أحدا من الناس, فيعرفه ذنوبه, حتى إذا أقر بسيئاته قال الله عز وجل للكتبة: بدلوها حسنات وأظهروها للناس, فيقول الناس حينئذ: أما كان لهذا العبد سيئة واحدة! ثم يأمر الله عز وجل به إلى الجنة, فهذا تأويل الآية, وهي في المذنبين من شيعتنا خاصة.

---------

الأمالي للمفيد ص 298, الأمالي للطوسي ص 72, بشارة المصطفى ص 7, تأويل الآيات ص 379, نوادر الأخبار ص 345, البرهان ج 4 ص 150, بحار الأنوار ج 7 ص 261

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عيسى بن أبي منصور قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) أنا وابن أبي يعفور وعبد الله بن طلحة فقال: ابتداء منه يا ابن أبي يعفور قال رسول الله (ص): ست خصال من كُنَّ فيه كان بين يدي الله عز وجل وعن يمين الله, فقال ابن أبي يعفور: وما هن جُعلت فداك؟ قال: يحب المرء المسلم لاخيه ما يحب لاعز أهله, ويكره المرء المسلم لاخيه ما يكره لاعز أهله, ويناصحه الولاية، فبكى ابن أبي يعفور! وقال: كيف يناصحه الولاية؟ قال: يا ابن أبي يعفور إذا كان منه بتلك المنزلة بثه همه, ففرح لفرحه إن هو فرح, وحزن لحزنه إن هو حزن, وإن كان عنده ما يفرج عنه فَرَّج عنه وإلا دعا الله له, قال: ثم قال أبو عبد الله (ع): ثلاث لكم وثلاث لنا أن تعرفوا فضلنا وأن تطئوا عَقِبنا وأن تنتظروا عاقبتنا, فمن كان هكذا كان بين يدي الله عز وجل فيستضييء بنورهم من هو أسفل منهم وأما الذين عن يمين الله فلو أنهم يراهم من دونهم لم يهنِئَهم العيش مما يرون من فضلهم, فقال ابن أبي يعفور: وما لهم لا يرون (وردت في لفظ آخر "يرونهم") وهم عن يمين الله؟ فقال: يا ابن أبي يعفور إنهم محجوبون بنور الله, أما بلغك الحديث أن رسول الله (ص) كان يقول: إن لله خلقاً عن يمين العرش بين يدي الله وعن يمين الله وجوههم أبيض من الثلج وأضوء من الشمس الضاحية، يسأل السائل ما هؤلاء؟ فيقال: هؤلاء الذين تحابوا في جلال الله.

-----------

الكافي ج 2 ص 172، المؤمن ص 41, الوافي ج 5 ص 562, بحار الأنوار ج 71 ص 251

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمر صاحب السابري قال: قلت لأبي عبد الله (ع): إني لأرى من أصحابنا من يرتكب الذنوب الموبقة فقال لي: يا عمر لا تشنع على أولياء الله, إن ولينا ليرتكب ذنوباً يستحق بها من الله العذاب فيبتليه الله في بدنه بالسقم حتى يمحص عنه الذنوب, فإن عافاه في بدنه ابتلاه في ماله, فإن عافاه في ماله ابتلاه في ولده, فإن عافاه في ولده ابتلاه في أهله, فإن عافاه في أهله ابتلاه بجار سوء يؤذيه, فإن عافاه من بوائق الدهور شدد عليه خروج نفسه حتى يلقى الله حين يلقاه, وهو عنه راض, قد أوجب له الجنة.

--------

التمحيص ص 39، بحار الأنوار ج 65 ص 200.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ميسرة قال: قال أبو جعفر (ع): يا ميسر ألا أخبرك بشيعتنا؟ قلت: بلى جعلت فداك, قال: إنهم حصون حصينة, في صدور أمينة وأحلام رزينة ليسوا بالمذاييع البذر ولا بالجفاة المرائين, رهبان بالليل أُسد بالنهار.

---------

مشكاة الأنوار ص 62، بحار الأنوار ج 65 ص 180

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يعقوب بن ميثم التمار مولى علي بن الحسين (ع) قال: دخلت على أبي جعفر (ع) فقلت له: جعلت فداك يا ابن رسول الله، إني وجدت في كتب أبي أن عليا (ع) قال لأبي ميثم: أحبب حبيب آل محمد وإن كان فاسقا زانيا، وأبغض مبغض آل محمد وإن كان صواما قواما، فإني سمعت رسول الله (ص) وهو يقول: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية} ثم التفت إلي‏ وقال: هم والله أنت وشيعتك يا علي، وميعادك وميعادهم الحوض غدا، غرا محجلين، مكتحلين متوجين. فقال أبو جعفر: هكذا هو عيانا في كتاب علي (عليه السلام).

--------

الأمالي للطوسي ص 405, البرهان ج 5 ص 720, بحار الأنوار ج 27 ص 220, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 644, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 378

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام العسكري (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): الله رحيم بعباده المؤمنين, ومن رحمته أنه خلق مائة رحمة, وجعل منها رحمة واحدة في الخلق كلهم, فبها يتراحم الناس, وترحم الوالدة ولدها, وتحنو الامهات من الحيوانات على أولادها, فإذا كان يوم القيامة أضاف هذه الرحمة الواحدة إلى تسعة وتسعين رحمة فيرحم بها أمة محمد (ص), ثم يشفعهم فيمن يحبون له الشفاعة من أهل الملة حتى أن الواحد ليجيء إلى مؤمن من الشيعة, فيقول: اشفع لي, فيقول: وأي حق لك عليّ؟ فيقول: سقيتك يوماً ماءاً, فيذكر ذلك, فيشفع له, فيُشفع فيه, ويجيئه آخر فيقول: إن لي عليك حقاً, فاشفع لي, فيقول: وما حقك عليّ؟ فيقول: استظللت بظل جداري ساعة في يوم حار, فيشفع له, فيشفع فيه, ولا يزال يشفع حتى يشفع في جيرانه وخلطائه ومعارفه, فإن المؤمن أكرم على الله مما تظنون.

---------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 37، تأويل الآيات ص 26, نوادر الأخبار ص 353, بحار الأنوار ج 8 ص 44، تفسير كنز الدقائق ج 1 ص 31

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص): يا علي بشر شيعتك وأنصارك بخصال عشر: أولها طيب المولد, وثانيها حسن إيمانهم بالله, وثالثها حب الله عز وجل لهم, ورابعها الفسحة في قبورهم, وخامسها النور على الصراط بين أعينهم, وسادسها نزع الفقر من بين أعينهم, وغنى قلوبهم, وسابعها المقت من الله عز وجل لأعدائهم, وثامنها الامن من الجذام والبرص والجنون, يا علي وتاسعها انحطاط الذنوب والسيئات عنهم, وعاشرها هم معي في الجنة وأنا معهم.

---------

الخصال ج 2 ص 430، روضة الواعظين ج 2 ص 293، جامع الأخبار ص 35, مشكاة الأنوار ص 79, بحار الأنوار ج 27 ص 162

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي المقدام قال: قال لي أبو جعفر (ع): يا أبا المقدام إنما شيعة علي (ع) الشاحبون الناحلون, الذابلون ذابلة شفاههم, خميصة بطونهم, متغيرة ألوانهم, مصفرة وجوههم إذا جنهم الليل اتخذوا الارض فراشاً, واستقبلوا الارض بجباههم, كثير سجودهم, كثيرة دموعهم, كثير دعاؤهم, كثير بكاؤهم, يفرح الناس وهم يحزنون.

---------

الخصال ج 2 ص 444، صفات الشيعة ص 10, روضة الواعظين ج 2 ص 294, مشكاة الأنوار ص 79, فلاح السائل ص 268, غرر الأخبار ص 335, أعلام الدين ص 142, وسائل الشيعة ج 1 ص 90, بحار الأنوار ج 65 ص 149

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سليمان الجعفري, قال كنت عند أبي الحسن (ع) قال: يا سليمان اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله, فسكت حتى أصبت خلوة فقلت: جُعلت فداك سمعتك تقول اتق فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله؟! قال: نعم يا سليمان إن الله خلق المؤمن من نوره وصبغهم في رحمته وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية والمؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه, أبوه النور وأمه الرحمة, وإنما ينظر بذلك النور الذي خُلق منه.

---------

 بصائر الدرجات ص 79، مختصر البصائر ص 404, بحار الأنوار ج 64 ص 73

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال أمير المؤمنين (ع): والله لو صببت الدنيا على المنافق صباً ما أحبني, ولو ضربت بسيفي هذا خيشوم المؤمن لأحبني, وذلك أني سمعت رسول الله (ص) يقول: يا علي, لا يحبك إلا مؤمن, ولا يبغضك إلا منافق.

-----------

الأمالي للطوسي ص 206، كشف الغمة ج 1 ص 394, بشارة المصطفى ص 107، بحار الأنوار ج 39 ص 251

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هشام بن سالم قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: قال الله عز وجل: ليأذن بحرب مني من أذى عبدي المؤمن, وليأمن غضبي من أكرم عبدي المؤمن, ولو لم يكن من خلقي في الارض فيما بين المشرق والمغرب إلا مؤمن واحد مع إمام عادل لاستغنيت بعبادتهما عن جميع ما خلقت في أرضي, ولقامت سبع سماوات وأرضين بهما, ولجعلت لهما من إيمانهما أنساً لا يحتاجان إلى أنس سواهما.

---------

الكافي ج 2 ص 350، مشكاة الأنوار ص 284, مجموعة ورام ج 2 ص 208, الجواهر السنية ص 648, بحار الأنوار ج 64 ص 71

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا كان يوم القيامة وكلنا الله بحساب شيعتنا، فما كان لله سألنا الله أن يهبه لنا فهو لهم، وما كان لنا فهو لهم، ثم قرأ أبو عبد الله (ع): {إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم}.

------------

الأمالي للطوسي ص 406, مناقب آل أبي طالب ج 2 ص 153, إرشاد القلوب ج 2 ص 256, تفسير الصافي ج 5 ص 323, البرهان ج 5 ص 647, بحار الأنوار ج 7 ص 264, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 568, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 258

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر الجعفي قال: تقبضت بين يدي أبي جعفر (ع) فقلت: جُعلت فداك ربما حزنت من غير مصيبة تصيبني أو أمر ينزل بي حتى يعرف ذلك أهلي في وجهي, وصديقي, فقال: نعم يا جابر إن الله عز وجل خلق المؤمنين من طينة الجنان وأجري فيهم من ريح روحه, فلذلك المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه, فإذا أصاب روحاً من تلك الارواح في بلد من البلدان حزن حزنت هذه لأنها منها.

-------

الكافي ج 2 ص 166، المحاسن ج 1 ص 133, الوافي ج 5 ص 551, بحار الأنوار ج 58 ص 147, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 86, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 334

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد, إن اشتكى شيئاً منه وجد ألم ذلك في سائر جسده, وأرواحهما من روح واحدة, وإن روح المؤمن لأشد اتصالاً بروح الله من اتصال شعاع الشمس بها.

-----------

الكافي ج 2 ص 166، كتاب المؤمن ص 38، مصادقة الإخوان ص 48، الإختصاص ص 32، الوافي ج 5 ص 552, بحار الأنوار ج 71 ص 268، تفسير نور الثقلين ج 5 ص 86, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 335

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي (ع) عن قول الله عز وجل {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما} فقال (ع): يؤتى بالمؤمن المذنب يوم القيامة حتى يقام بموقف الحساب, فيكون الله تعالى هو الذي يتولى حسابه, لا يطلع على حسابه أحدا من الناس, فيعرفه ذنوبه, حتى إذا أقر بسيئاته قال الله عز وجل للكتبة: بدلوها حسنات وأظهروها للناس, فيقول الناس حينئذ: أما كان لهذا العبد سيئة واحدة! ثم يأمر الله عز وجل به إلى الجنة, فهذا تأويل الآية, وهي في المذنبين من شيعتنا خاصة.

-----------

الأمالي للمفيد ص 298, الأمالي للطوسي ص 72, بشارة المصطفى ص 7, تأويل الآيات ص 379, نوادر الأخبار ص 345, البرهان ج 4 ص 150, بحار الأنوار ج 7 ص 261

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن صفوان الجمال قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) قلت: جعلت فداك، سمعتك تقول: شيعتنا في الجنة وهم أقوام يذنبون، ويركبون الفواحش، ويأكلون أموال الناس، ويشربون الخمور، ويتمتعون في دنياهم، فقال (ع): نعم، هم في الجنة، اعلم أن المؤمن من شيعتنا ما يخرج من الدنيا، حتى يبتلى بسهم، أو بدين، أو بفقر، فإن عفي من ذلك، فبزوجة سوء تؤذيه، فإن عفي من ذلك، شد الله عليه النزع عند خروج روحه، حتى يخرج من الدنيا ولا ذنب عليه.

فقلت: فداك أبي وأمي، ومن يرد المظالم؟ قال: إن الله تعالى يجعل حساب الخلق على محمد (ص) وعلي (ع) فكل من كان من شيعتنا، حسبنا لهم بما لنا من الحق في أموالهم، من الخمس وكان كل ما بينه وبين خالقنا استوهبناها منه. ولم نزل حتى ندخله الجنة بشفاعة محمد (ص) وعلي (ع).

-----------

الروضة في الفضائل ص 224، بحار الأنوار ج 65 ص 114

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن يزيد الجعفي في حديث طويل وهو الحديث المعروف بحديث الخيط الأصفر, قال جابر للإمام زين العابدين (ع): يا ابن رسول الله, ما حق المؤمن على أخيه المؤمن؟ قال (ع): يفرح لفرحه إذا فرح, ويحزن لحزنه إذا حزن, وينفذ أموره كلها فيحصلها, ولا يغتم لشي‏ء من حطام الدنيا الفانية إلا واساه حتى يجريان في الخير والشر في قرن واحد, قلت: يا سيدي فكيف أوجب الله كل هذا للمؤمن على أخيه المؤمن؟ قال (ع): لأن المؤمن أخو المؤمن لأبيه وأمه على هذا الأمر لا يكون أخاه وهو أحق بما يملكه, قال جابر: سبحان الله, ومن يقدر على ذلك؟ قال (ع): من يريد أن يقرع أبواب الجنان, ويعانق الحور الحسان, ويجتمع معنا في دار السلام, قال جابر: فقلت: هلكت والله يا ابن رسول الله, لأني قصرت في حقوق إخواني ولم أعلم أنه يلزمني على التقصير كل هذا ولا عشرة, وأنا أتوب إلى الله تعالى يا ابن رسول الله مما كان مني من التقصير في رعاية حقوق إخواني المؤمنين.

------------

بحار الأنوار ج 26 ص 17، المناقب للعلوي ص 131, الهداية الكبرى ص 231, مستدرك الوسائل ح 8 ص 331

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن قبيصة بن يزيد الجعفي‏ في حديث طويل أنه قال للإمام الباقر (ع): أسألك عن قول الله تعالى‏ {إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم}‏, قال (ع): فينا التنزيل, قال: قلت: إنما أسألك عن التفسير, قال: نعم يا قبيصة, إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا علينا, فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمد (ص) من الله, وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم أداه محمد (ص) عنهم, وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم حتى‏ يدخلون الجنة بغير حساب‏.

------------

تفسير فرات ص 552, بحار الأنوار ج 7 ص 203

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس أنه قال: قال أمير المؤمنين (ع): اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله, قال: فقلت: يا أمير المؤمنين كيف ينظر بنور الله عز وجل؟ قال (ع): لأنَّا خُلقنا من نور الله, وخُلق شيعتنا من شعاع نورنا, فهم أصفياء أبرار أطهار متوسمون, نورهم يضيء على من سواهم كالبدر في الليلة الظلماء.

---------

بحار الأنوار ج 25 ص 21

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن المفضل قال: قلت لمولانا الصادق (ع): ما كنتم قبل أن يخلق الله السماوات والارض؟ قال: كنا أنواراً نسبح الله تعالى ونقدسه حتى خلق الله الملائكة, فقال لهم الله عز وجل: سبحوا, فقالت: أي ربنا لا علم لنا, فقال لنا: سبحوا فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا, ألا إنّا خُلقنا أنواراً, وخُلقت شيعتنا من شعاع ذلك النور فلذلك سميت شيعة, فإذا كان يوم القيامة التحقت السفلى بالعليا, ثم قرب ما بين أصبعيه.

---------

بحار الأنوار ج 26 ص 350 عن المحتضر

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن كامل التمار قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: الناس كلهم بهائم - ثلاثاً - إلا قليل من المؤمنين، والمؤمن غريب, ثلاث مرات.

-----------

الكافي ج 2 ص 242, بصار الدرجات ص 522, مختصر البصائر ص 224, أعلام الدين ص 123, البرهان ج 5 ص 861, الوافي ج 5 ص 727, بحار الأنوار ج 64 ص 159

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن ابن عباس في حديث طويل قال: قال رسول الله (ص): ألا وإن الله عز وجل خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين مملوءة من ماء الحياة من الفردوس, فما أحد من شيعة علي إلا وهو طاهر الوالدين تقي نقي مؤمن بالله, فإذا أراد أبو أحدهم أن يواقع أهله جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق ماء الجنة فيطرح من ذلك الماء في آنيته التي يشرب منها فيشرب به, فبذلك الماء ينبت الايمان في قلبه كما ينبت الزرع, فهم على بينة من ربهم ومن نبيهم ومن وصيه علي ومن ابنتي الزهراء ثم الحسن ثم الحسين ثم الائمة من ولد الحسين (ع).

--------

تأويل الآيات ص 488، إرساد القلوب ج 2 ص 405, البرهان ج 4 ص 634, حلية الأبار ج 2 ص 12, بحار الأنوار ج 24 ص 89, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 193

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الحجاز قال: قال أمير المؤمنين (ع) أن رسول الله (ص) ختم مائة ألف نبي واربعة وعشرين ألف نبي, وختمت أنا مائة ألف وصي وأربعة وعشرين ألف وصي, وكُلفت وما تكلف الأوصياء قبلي والله المستعان, وإن رسول الله (ص) قال في مرضه: لست أخاف عليك أن تَضل بعد الهدى ولكن أخاف عليك فسّاق قريش وعاديتهم حسبنا الله ونعم الوكيل, على أن ثلثي القرآن فينا وفي شيعتنا فما كان من خير فلنا ولشيعتنا, وثلث الباقي أشركنا فيه الناس, فما كان فيه من شر فلعدونا, ثم قال: قيل {هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب} فنحن أهل البيت وشيعتنا أولوا الالباب, والذين لا يعلمون عدونا, وشيعتنا هم المهتدون.

-----------

بصائر الدرجات ص 121، بحار الأنوار ج 39 ص 342

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الحسن الثالث (ع) أنه سُئل عن قول الله عز وجل {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} فقال (ع): وأي ذنب كان لرسول الله (ص) متقدماً أو متأخراً؟ وإنما حَمَّله الله ذنوب شيعة علي (ع) ممن مضى منهم ومن بقي, ثم غفرها الله له.

-------------

تأويل الآيات الظاهرة ص 575، البرهان ج 2 ص 863, بحار الأنوار ج 24 ص273, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 277، تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 563

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص): إن الله تبارك وتعالى يبعث أناساً وجوههم من نور, على كراسي من نور, عليهم ثياب من نور, في ظل العرش, بمنزلة الأنبياء وليسوا بالأنبياء, وبمنزلة الشهداء وليسوا بالشهداء, فقال رجل: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: لا, قال آخر: أنا منهم يا رسول الله؟ قال: لا, قيل: من هم يا رسول اله؟ قال: فوضع يده على رأس علي (ع) وقال: هذا وشيعته.

-----------

الأمالي الصدوق ص 244، روضة الواعظين ج 2 ص 296، شرح الأخبار ج 3 ص 579, مشكاة الأنوار ص 80, بشارة المصطفى ص 32, بحار الأنوار ج 40 ص 6

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد بن ارقم قال: قال الحسين بن علي (ع): ما من شيعتنا إلا صديق شهيد, قلت: انى يكون ذلك وهم يموتون على فرشهم؟ فقال: اما تتلو كتاب الله {الذين آمنوا بالله ورسله اولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم}. ثم قال (ع): لو لم تكن الشهادة إلا لمن قتل بالسيف، لأقل الله الشهداء.

---------------

المحاسن ج1 ص 163, دعوات الراوندي 242, مشكاة الأنوار ص 168, غاية المرام ج 4 ص 264, بحار الأنوار ج 64 ص 53, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 244

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن أبي نجران, قال: سمعت أبا الحسن (ع) يقول: من عادى شيعتنا فقد عادانا, ومن والاهم فقد والانا, لأنهم منا خلقوا من طينتنا, من أحبهم فهو منا ومن أبغضهم فليس منا, شيعتنا ينظرون بنور الله ويتقلبون في رحمة الله ويفوزون بكرامة الله ما من أحد شيعتنا يمرض إلا مرضنا لمرضه ولا اغتم إلا اغتممنا لغمه, ولا يفرح إلا فرحنا لفرحه, ولا يغيب عنا أحد من شيعتنا اين كان في شرق الأرض أو غربها, ومن ترك من شيعتنا ديناً فهو علينا, ومن ترك منهم مالاً فهو لورثته. شيعتنا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون البيت الحرام, ويصومون شهر رمضان ويوالون أهل البيت ويتبرؤن من أعدائهم, أولئك أهل الايمان والتقى, وأهل الورع والتقوى, ومن رد عليهم فقد رد على الله, ومن طعن عليهم فقد طعن على الله لأنهم عباد الله حقاً وأولياؤه صدقاً, والله ان أحدهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر فيشفعه الله تعالى فيهم لكرامته على الله عز وجل.

--------------

صفات الشيعة ص3، فضائل الأشهر الثلاثة ص 105، بحار الأنوار ج 65 ص 167

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين علي (ع): معاشر الناس, ما أحبنا رجل فدخل النار وما أبغضنا رجل فدخل الجنة, أنا قسيم الجنة والنار, أقسم بين الجنة والنار, هذه إلى الجنة يميناً وهذه إلى النار شمالاً, أقول لجهنم يوم القيامة: هذا لي وهذا لك, حتى تجوز شيعتي على الصراط كالبرق الخاطف والرعد العاصف وكالطير المسرع وكالجواد السابق, [...] الخبر.

---------

اليقين ص 257، الفضائل لابن شاذان ص 171, الروضة في الفضائل ص 217, الدر النظيم ص 300, مدينة المعاجز ج 1 ص 280, بحار الأنوار ج 41 ص 234

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رميلة, قال: وعكت وعكاً شديداً في زمان أمير المؤمنين (ع) فوجدت من نفسي خفة في يوم الجمعة, وقلت: لا أعرف شيئاً أفضل من أن أفيض على نفسي من الماء وأصلي خلف أمير المؤمنين (ع), ففعلت, ثم جئت إلى المسجد فلما صعد أمير المؤمنين (ع) المنبر أعاد عليّ ذلك الوعك, فلما انصرف أمير المؤمنين (ع) ودخل القصر دخلت معه, فقال: يا رميلة, رأيتك وأنت متشبك بعضك في بعض؟ فقلت: نعم, وقصصت عليه القصة التي كنت فيها والذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه, فقال: يا رميله, ليس من مؤمن يمرض إلا مرضنا بمرضه, ولا يحزن إلا حزنا بحزنه, ولا يدعو إلا آمنا لدعائه, ولا يسكت إلا دعونا له, فقلت له: يا أمير المؤمنين, جعلني الله فداك, هذا لمن معك في القصر, أرأيت من كان في أطراف الارض؟ قال: يا رميلة, ليس يغيب عنا مؤمن في شرق الارض ولا في غربها.

-------------

بصائر الدرجات ص 259، رجال الكشي ص 102, مدينة المعاجز ج 2 ص 175، بحار الأنوار ج 26 ص 140

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر (ع) في قوله عز وجل {وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين‏} قال أبو جعفر (ع): هم شيعتنا ومحبونا.

-----------

تأويل الآيات ص 628, البرهان ج 5 ص 276, بحار الأنوار ج 24 ص 1, تفسير كنز الدقائق  13 ص 64

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الربيع الشامي, قال: قلت لأبي عبد الله (ع): بلغني عن عمرو بن اسحق حديث, فقال: اعرضه, قال دخل أمير المؤمنين (ع) فرأى صفرة في وجهه (أي وجه عمرو بن إسحاق) قال: ما هذه الصفرة؟ فذكر وجعاً به, فقال له علي (ع): إنّا لنفرح لفرحكم, ونحزن لحزنكم, ونمرض لمرضكم, وندعو لكم, فتدعون فنؤمن, قال عمرو: قد عرفت ما قلت, ولكن كيف ندعو فتؤمن؟ فقال: إنّا سواء علينا البادي والحاضر. فقال أبو عبد الله (ع): صدق عمرو.

----------

بصائر الدرجات ص 260، بحار الأنوار ج 26 ص 140

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبيد بن زرارة قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) وعنده البقباق, فقلت له: جعلت فداك رجل أحب بني أمية أهو معهم؟ قال: نعم, قلت: رجل أحبكم أهو معكم؟ قال: نعم, قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: فنظر الى البقباق فوجد منه غفلة, ثم أومى برأسه نعم.

------------

رجال الكشي ص 336, بحار الأنوار ج 65 ص 113

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمر بن يزيد بياع السابري قال: قلت لأبي عبد الله (ع): قول الله في كتابه {ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر} قال: ما كان له من ذنب ولا هم بذنب, ولكن الله حمله ذنوب شيعته ثم غفرها له.

-------------

تفسير القمي ج 2 ص 314, مجمع البيان ج 9 ص 185, تفسير الصافي ج 5 ص 37, البرهان ج 5 ص 85, بحار الأنوار ج 17 ص 89, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 54

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحكم بن عتيبة قال: بينما أنا مع أبي جعفر (ع) والبيت غاص بأهله إذ أقبل شيخ يتوكأ على عنزة له حتى وقف على باب البيت فقال: السلام عليك با ابن رسول الله ورحمة الله وبركاته, ثم سكت, فقال أبو جعفر (ع): وعليك السلام ورحمة الله وبركاته, ثم أقبل الشيخ بوجهه على أهل البيت وقال: السلام عليكم, ثم سكت حتى أجابه القوم جميعاً وردوا عليه السلام, ثم أقبل بوجهه على أبي جعفر (ع) ثم قال: يا ابن رسول الله, أدنني منك جعلني الله فداك, فوالله إني لأحبكم وأحب من يحبكم, ووالله ما أحبكم وأحب من يحبكم لطمع في دنيا, والله إني لأبغض عدوكم وأبرأ منه, ووالله ما أبغضه وأبرأ منه لوتر كان بيني وبينه, والله إني لأحل حلالكم وأحرم حرامكم وأنتظر أمركم فهل ترجو لي جعلني الله فداك؟ فقال أبو جعفر (ع): إليَّ إليَّ حتى أقعده إلى جنبه, ثم قال: أيها الشيخ, إن أبي علي بن الحسين (ع) أتاه رجل فسأله عن مثل الذي سألتني عنه, فقال له أبي (ع): إن تمت ترد على رسول الله (ص) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين (ع) ويثلج قلبك ويبرد فؤادك وتقر عينك وتستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين ولو قد بلغت نفسك ههنا, وأهوى بيده إلى حلقه, وإن تعش ترى ما يقر الله به عينك وتكون معنا في السنام الاعلى. ف‍قال الشيخ: كيف قلت يا أبا جعفر؟ فأعاد عليه الكلام, فقال الشيخ: الله أكبر يا أبا جعفر, إن أنا مت أرد على رسول الله (ص) وعلى علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين (ع), وتقر عيني, ويثلج قلبي, ويبرد فؤادي, وأستقبل بالروح والريحان مع الكرام الكاتبين لو قد بلغت نفسي إلى ههنا وإن أعش أرى ما يقر الله به عيني فأكون معكم في السنام الأعلى؟ ثم أقبل الشيخ ينتحب, ينشج ها ها ها حتى لصق بالأرض وأقبل أهل البيت ينتحبون وينشجون لما يرون من حال الشيخ, وأقبل أبو جعفر (ع) يمسح بإصبعه الدموع من حماليق عينيه وينفضها، ثم رفع الشيخ رأسه فقال لأبي جعفر (ع): يا ابن رسول الله, ناولني يدك جعلني الله فداك, فناوله يده فقبلها ووضعها على عينيه وخده, ثم حسر عن بطنه وصدره فوضع يده على بطنه وصدره, ثم قام فقال: السلام عليكم, وأقبل أبو جعفر (ع) ينظر في قفاه وهو مدبر, ثم أقبل بوجهه على القوم فقال: من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا. فقال: الحكم بن عتيبة: لم أر مأتماً قط يشبه ذلك المجلس.

-----------

الكافي ج 8 ص 76، الوافي ج 5 ص 799, بحار الأنوار ج 46 ص 361

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر, إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال: إني والله لأحب رياحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد, واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد, ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله, أنتم شيعة الله, وأنتم أنصار الله, وأنتم السابقون الأولون, والسابقون الآخرون, والسابقون في الدنيا, والسابقون في الآخرة إلى الجنة, قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسول الله (ص), والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحاً منكم, فتنافسوا في فضائل الدرجات, أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات, كل مؤمنة حوراء عيناء, وكل مؤمن صديق.

 

 

عن عمرو بن أبي المقدام قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأُناس من الشيعة فسلَّم عليهم ثم قال: إني والله لأحب رياحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد, واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد, ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله, أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون, والسابقون الآخرون, والسابقون في الدنيا, والسابقون في الآخرة إلى الجنة, قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسول الله (ص). والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحاً منكم فتنافسوا في فضايل الدرجات, أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق.

ولقد قال أمير المؤمنين (ع) لقنبر: يا قنبر ابشر وبشر واستبشر فوالله لقد مات رسول الله (ص) وهو على أمته ساخط إلا الشيعة, ألا وإن لكل شيء عزاً وعز الاسلام الشيعة, ألا وإن لكل شئ دعامة ودعامة الاسلام الشيعة, ألا وإن لكل شيء ذروة وذروة الاسلام الشيعة, ألا وإن لكل شيء شرفاً وشرف الاسلام الشيعة, ألا وإن لكل شيء سيداً وسيد المجالس مجالس الشيعة, ألا وإن لكل شيء إماماً وإمام الارض أرض تسكنها الشيعة, والله لولا ما في الارض منكم ما رأيت بعين عشباً أبداً والله لو ما في الارض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب, كل ناصب وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية {عاملة ناصبة تصلى ناراً حامية} فكل ناصب مجتهد فعمله هباء, شيعتنا ينطقون بنور الله عز وجل ومن خالفهم ينطقون بتفلت, والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز وجل روحه إلى السماء فيبارك عليها فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنة وفي ظل عرشه وإن كان أجلها متأخراً بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه, والله إن حاجكم وعماركم لخاصة الله عز وجل وإن فقراءكم لاهل الغنى وإن أغنياءكم لأهل القناعة وإنكم كلكم لأهل دعوته وأهل إجابته.

----------

الكافي ج 8 ص 212، الأمالي للصدوق ص 626, روضة الواعظين ج 2 ص 294, البرهان ج 3 ص 273, الوافي ج 5 ص 805, بحار الأنوار ج 65 ص 80,

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) في قوله {إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم} قال: إذا حشر الله الناس في صعيد واحد أجل الله أشياعنا أن يناقشهم في الحساب, فنقول: إلهنا هؤلاء شيعتنا, فيقول الله تعالى: قد جعلت أمرهم إليكم, وقد شفعتكم فيهم, وغفرت لمسيئهم, أدخلوهم الجنة بغير حساب.

---------

تأويل الآيات ص 763, غرر الأخبار ص 179, البرهان ج 5 ص 647, بحار الأنوار ج 8 ص 50, تفسير كنز الدقائق ج 14 ص 261

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذيفة بن منصور, قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) إذ دخل عليه رجل فقال له: جُعلت فداك, إن لي أخاً لا يؤتى من محبتكم وإجلالكم وتعظيمكم غير أنه يشرب الخمر, فقال الصادق (ع): أما إنه لعظيم أن يكون محبنا بهذه الحالة, ولكن ألا أنبئكم بشرّ من هذا؟ الناصب لنا شر منه, وإن أدنى المؤمنين وليس فيهم دني ليشفع في مائتي إنسان ولو أن أهل السماوات السبع والأرضين السبع والبحار السبع تشفعوا في ناصبي ما شُفِّعوا فيه, ألا إن هذا لا يخرج من الدنيا حتى يتوب أو يبتليه الله ببلاء في جسده فيكون تحبيطاً لخطاياه حتى يلقى الله عز وجل ولا ذنب عليه إن شيعتنا على خير, إن شيعتنا على السبيل الأقوم, ثم قال: إن أبي كان كثيراً ما يقول: أحبب حبيب آل محمد وان كان مرقفاً زبالاً, وابغض بغيض آل محمد وان كان صواماً قواماً.

--------

بشارة المصطفى (ص) ص 38، بحار الأنوار ج 65 ص 126

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن موسى بن سيار قال: كنت مع الرضا (ع) وقد أشرف على حيطان طوس, وسمعت واعية فاتبعتها فإذا نحن بجنازة, فلما بصرت بها رأيت سيدي وقد ثنى رجله عن فرسه, ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها ثم أقبل يلوذ بها كما تلوذ السخلة بأمها, ثم أقبل عليَّ وقال: يا موسى بن سيار, من شيع جنازة وليّ من أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه لا ذنب عليه, حتى إذا وضع الرجل على شفير قبره رأيت سيدي قد أقبل فأفرج الناس عن الجنازة حتى بدا له الميت فوضع يده على صدره ثم قال: يا فلان بن فلان أبشر بالجنة فلا خوف عليك بعد هذه الساعة, فقلت: جُعلت فداك هل تعرف الرجل؟ فوالله إنها بقعة لم تطأها قبل يومك هذا, فقال لي: يا موسى بن سيار, أما علمت أنا معاشر الأئمة تُعرض علينا أعمال شيعتنا صباحاً ومساء, فما كان من التقصير في أعمالهم سألنا الله تعالى الصفح لصاحبه, وما كان من العلو سألنا الله الشكر لصاحبه.

------------

مناقب آل أبي طالب ج 4 ص 341، مدينة المعاجز ج 7 ص 228، بحار الأنوار ج 49 ص 98، مستدرك الوسائل ج 12 ص 164

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي بصير قال: قال لي مولاي أبو جعفر (ع): إذا رجعت إلى الكوفة يولد ولد تسميه عيسى, ويولد ولد وتسميه محمدا وهو من شيعتنا وأسماؤهما في صحيفتنا, وما يولدون إلى يوم القيامة, قال: فقلت: وشيعتكم معكم؟ قال: نعم, إذا خافوا الله واتقوه وأطاعوه.

------------

مشارق أنوار اليقين ص 141، بحار الأنوار ج 46 ص 274

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن فرات بن أحنف قال: كنت عند أبي عبد الله (ع) إذ دخل عليه رجل من هؤلاء الملاعين فقال: والله لأسوءنه من شيعته, فقال: يا أبا عبد الله, أقبل إليّ, فلم يُقبل إليه, فأعاد فلم يُقبل إليه, ثم أعاد الثالثة, فقال: ها أنا ذا مقبل, فقل ولن تقول خيراً, فقال: إن شيعتك يشربون النبيذ, فقال: وما بأس بالنبيذ, أخبرني أبي عن جابر بن عبد الله أن أصحاب رسول الله (ص) كانوا يشربون النبيذ, فقال: ليس أعنيك النبيذ, إنما أعنيك المسكر, فقال: شيعتنا أزكى وأطهر من أن يجري للشيطان في أمعائهم رسيس, وإن فعل ذلك المخذول منهم فيجد رباً رؤوفاً ونبياً بالاستغفار له عطوفاً, وولياً له عند الحوض ولوفاً, وتكون وأصحابك ببرهوت ملهوفاً. قال: فأفحم الرجل وسكت, ثم قال: ليس أعنيك المسكر, إنما أعنيك الخمر, فقال أبو عبد الله (ع): سلبك الله لسانك! ما لك تؤذينا في شيعتنا منذ اليوم؟ أخبرني أبي, عن علي بن الحسين, عن أبيه, عن علي بن أبي طالب, عن رسول الله (ص), عن جبرئيل عن الله تعالى, أنه قال: يا محمد, إني حظرت الفردوس على جميع النبيين حتى تدخلها أنت وعلي وشيعتكما إلا من اقترف منهم كبيرة, فإني أبلوه في ماله, أو بخوف من سلطانه, حتى تلقاه الملائكة بالروح والريحان, وأنا عليه غير غضبان, فيكون ذلك حلاً لما كان منه, فهل عند أصحابك هؤلاء شيء من هذا؟ فلم أو دع.

------------

التمحيص ص 39، بحار الأنوار ج 65 ص 144

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد العظيم, عن أبي الحسن الرضا (ع): قال: يا عبد العظيم, أبلغ عني أوليائي السلام وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً, ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة, ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم, وإقبال بعضهم على بعض, والمزاورة فإن ذلك قربة إليّ, ولا يشتغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك وأسخط ولياً من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الآخرة من الخاسرين, وعرّفهم أن الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم إلا من أشرك به أو آذى ولياً من أوليائي, أو أضمر له سوءاً فإن الله لا يغفر له حتى يرجع عنه فإن رجع وإلا نزع روح الإيمان عن قلبه وخرج عن ولايتي, ولم يكن له نصيباً في ولايتنا, وأعوذ بالله من ذلك.

----

الإختصاص ص 247، بحار الأنوار ج 71 ص 230، مستدرك الوسائل ج 9 ص 102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي يعقوب يوسف بن زياد وعلي بن سيار قالا: حضرنا ليلة على غرفة الحسن بن علي بن محمد (ع) وقد كان ملك الزمان له معظماً وحاشيته له مبجلين, إذ مر علينا والي البلد والي الجسرين ومعه رجل مكتوف, والحسن بن علي (ع) مشرف من روزنته, فلما رآه الوالي ترجل عن دابته إجلالاً له, فقال الحسن بن علي (ع): عد إلى موضعك, فعاد وهو معظِّم له, وقال: يا بن رسول الله أخذت هذا في هذه الليلة على باب حانوت صيرفي, فاتهمته بانه يريد نقبه والسرقة منه, فقبضت عليه, فلما هممت بأن أضربه خمسمائة سوط وهذا سبيلي فيمن أتهمه ممن آخذه لئلا يسألني فيه من لا أطيق مدافعته ليكون قد شقى ببعض ذنوبه قبل أن يأتيني ويسألني فيه من لا أطيق مدافعته, فقال لي: اتق الله ولا تتعرض لسخط الله, فإني من شيعة أمير المؤمنين علي بن أبى طالب (ع) وشيعة هذا الإمام أبي القائم بأمر الله (ع) فكففت عنه وقلت: أنا مار بك عليه, فإن عرفك بالتشيع أطلقت عنك وإلا قطعت يدك ورجلك بعد أن أجلدك ألف سوط, وقد جئتك به يا بن رسول الله, فهل هو من شيعة علي عليه السلام كما ادعى؟ فقال الحسن بن علي (ع): معاذ الله ما هذا من شيعة علي (ع), وإنما ابتلاه الله في يدك, لاعتقاده في نفسه أنه من شيعة علي (ع). فقال الوالي: الآن كفيتني مؤونته, الآن أضربه خمسمائة ضربة لا حرج عليَّ فيها, فلما نحاه بعيداً قال: أبطحوه فبطحوه, وأقام عليه جلادين واحداً عن يمينه وآخر عن شماله, وقال: أوجعاه, فاهويا إليه بعصيهما, فكانا لا يصيبان إسته شيئاً إنما يصيبان الأرض, فضجر من ذلك, وقال: ويلكما تضربان الارض؟! اضربان إسته, فذهبا يضربان إسته, فعدلت أيديهما فجعلا يضرب بعضهما بعضاً ويصيح ويتأوه, فقال لهما: ويحكما أمجنونان أنتما يضرب بعضكما بعضاً؟! اضربا الرجل, فقالا: ما نضرب إلا الرجل وما نقصد سواه, ولكن تعدل أيدينا حتى يضرب بعضنا بعضاً, قال فقال: يا فلان ويا فلان ويا فلان حتى دعا أربعة وصاروا مع الأولين ستة, وقال: أحيطوا به فأحاطوا به, فكان يعدل بأيديهم وترفع عصيهم إلى فوق, وكانت لا تقع إلا بالوالي, فسقط عن دابته وقال: قتلتموني قتلكم الله ما هذا؟! فقالوا: ما ضربنا إلا إياه! ثم قال لغيرهم: تعالوا فاضربوا هذا, فجاؤا فضربوه بعد, فقال: ويلكم إياي تضربون!! قالوا: لا والله لا نضرب إلا الرجل! قال الوالي: فمن أين لي هذه الشجات برأسي ووجهي وبدني إن لم تكونوا تضربوني؟ فقالوا: شلَّت أيماننا إن كنا قد قصدنا بضرب, فقال الرجل للوالي: يا عبد الله أما تعتبر بهذه الألطاف التي بها يصرف عني هذا الضرب, ويلك ردني إلى الإمام وامتثل في أمره. قال: فرده الوالي بعد إلى بين يديّ الحسن بن علي (ع) فقال: يا بن رسول الله عجباً لهذا أنكرت أن يكون من شيعتكم, ومن لم يكن من شيعتكم فهو من شيعة إبليس وهو في النار, وقد رأيت له من المعجزات ما لا يكون إلا للأنبياء, فقال الحسن بن علي (ع) قل: أو للأوصياء, فقال: أو للأوصياء, فقال الحسن بن علي (ع) للوالي: يا عبد الله إنه كذب في دعواه أنه من شيعتنا كذبة لو عرفها ثم تعمدها لابتلى بجميع عذابك له, ولبقي في المطبق ثلاثين سنة, ولكن الله تعالى رحمه لاطلاق كلمة على ما عنى, لا على تعمد كذب, وأنت يا عبد الله فاعلم أن الله عز وجل قد خلصه من يديك, خلِّ عنه فإنه من موالينا ومحبينا وليس من شيعتنا, فقال الوالي: ما كان هذا كله عندنا إلا سواء, فما الفرق؟ قال له الامام (ع): الفرق أن شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا ويطيعونا في جميع أوامرنا ونواهينا, فاولئك من شيعتنا, فأما من خالفنا في كثير مما فرضه الله عليه فليسوا من شيعتنا, قال الامام (ع) للوالي: وأنت قد كذبت كذبة لو تعمدتها وكذبتها لابتلاك الله عز وجل بضرب ألف سوط وسجن ثلاثين سنة في المطبق, قال: وما هي يا بن رسول الله؟ قال: بزعمك أنك رأيت له معجزات, إن المعجزات ليست له إنما هي لنا أظهرها الله تعالى فيه إبانة لحججنا وإيضاحاً لجلالتنا وشرفنا, ولو قلت: شاهدت فيه معجزات لم أنكره عليك, أليس إحياء عيسى (ع) الميت معجزة؟ أفهي للميت أم لعيسى؟ أو ليس خلق من الطين كهيئة الطير فصار طيراً باذن الله؟ أهي للطائر أو لعيسى؟ أو ليس الذين جُعلوا قردة خاسئين معجزة, أفهي من معجزة للقردة أو لنبي ذلك الزمان؟ فقال: الوالي أستغفر الله ربي وأتوب إليه. ثم قال الحسن بن علي (ع) للرجل الذي قال إنه من شيعة علي (ع): يا عبد الله لست من شيعة علي (ع) إنما أنت من محبيه وإنما شيعة علي (ع) الذين قال الله تعالى فيهم: {والذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون} هم الذين آمنوا بالله ووصفوه بصفاته ونزهوه عن خلاف صفاته, وصدقوا محمداً في أقواله وصوبوه في كل أفعاله, ورأوا علياً بعده سيداً إماماً وقرماً هماماً لا يعدله من أمة محمد أحد, ولا كلهم إذا اجتمعوا في كفة يوزنون بوزنه, بل يرجح عليهم كما ترجح السماء والارض على الذرة, وشيعة علي (ع) هم الذين لا يبالون في سبيل الله أوقع الموت عليهم أو وقعوا على الموت, وشيعة علي (ع) هم الذين يوثرون إخوانهم على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة, وهم الذين لا يراهم الله حيث نهاهم, ولا يفقدهم من حيث أمرهم, وشيعة علي (ع) هم الذين يقتدون بعلي في إكرام إخوانهم المؤمنين, ما عن قولي أقول لك هذا, بل أقوله عن قول محمد (ص) فذلك قوله تعالى: {وعملوا الصالحات} قضوا الفرائض كلها بعد التوحيد واعتقاد النبوة والامامة, وأعظمها فرضان قضاء حقوق الاخوان في الله واستعمال التقية من أعداء الله عز وجل.

------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 316, البرهان ج 4 ص 606, مدينة المعاجز ج 7 ص 588, بحار الأنوار ج 65 ص 160

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زيد الشحام قال: دخلت على أبي عبد الله (ع) فقال لي: يا زيد جدد التوبة وأحدث عبادة, قال: قلت: نعيت إلي نفسي, قال: فقال لي: يا زيد ما عندنا لك خير! وأنت من شيعتنا, إلينا الصراط, وإلينا الميزان, وإلينا حساب شيعتنا, والله لأنا لكم أرحم من أحدكم بنفسه، يا زيد كأني أنظر إليك في درجتك من الجنة ورفيقك فيها الحارث بن المغيرة النصري.

-----------

رجال الكشي ص 337, بحار الأنوار ج 65 ص 114. نحوه: بصائر الدرجات ص 265, دلائل الإمامة ص 282, الخرائج ج 2 ص 714, كشف الغمة ج 2 ص 190, مدينة المعاجز ج 5 ص 362

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن تاريخ قم للحسن بن محمد القمي قال: رويت عن مشايخ قم أن الحسين بن الحسن بن جعفر بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) كان بقم يشرب الخمر علانية, فقصد يوماً لحاجة باب أحمد بن إسحاق الأشعري وكان وكيلاً في الأوقاف بقم فلم يأذن له ورجع إلى بيته مهموماً, فتوجه أحمد بن إسحاق إلى الحج, فلما بلغ سر من رأى استأذن على أبي محمد الحسن العسكري (ع) فلم يأذن له, فبكى أحمد لذلك طويلاً وتضرع حتى أذن له, فلما دخل قال: يا ابن رسول الله لم منعتني الدخول عليك وأنا من شيعتك ومواليك؟ قال (ع): لأنك طردت ابن عمنا عن بابك, فبكى أحمد وحلف بالله أنه لم يمنعه من الدخول عليه إلا لأن يتوب من شرب الخمر, قال: صدقت ولكن لا بد عن إكرامهم واحترامهم, على كل حال, وأن لا تحقرهم ولا تستهين بهم, لإنتسابهم إلينا فتكون من الخاسرين. فلما رجع أحمد إلى قم أتاه أشرافهم, وكان الحسين معهم فلما رآه أحمد وثب إليه واستقبله وأكرمه وأجلسه في صدر المجلس, فاستغرب الحسين ذلك منه واستبدعه وسأله عن سببه فذكر له ما جرى بينه وبين العسكري (ع) في ذلك, فلما سمع ذلك ندم من أفعاله القبيحة, وتاب منها, ورجع إلى بيته وأهرق الخمور وكسر آلاتها, وصار من الأتقياء المتورعين, والصلحاء المتعبدين, وكان ملازماً للمساجد معتكفاً فيها, حتى أدركه الموت, ودفن قريباً من مزار فاطمة رضي الله (ع).

------------

بحار الأنوار ج 50 ص 323 عن تاريخ قم, مستدرك الوسائل ج 12 ص 374

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

نقل عن ابن طاوس أنه سمع سَحَراً في السرداب عن صاحب الأمر (ع) أنه يقول: اللهم إن شيعتنا خُلقت من شعاع أنوارنا وبقية طينتنا, وقد فعلوا ذنوباً كثيرة إتكالاً على حبنا وولايتنا, فإن كانت ذنوبهم بينك وبينهم فاصفح عنهم فقد رضينا, وما كان منها فيما بينهم فأصلح بينهم وقاص بها عن خمسنا, وأدخلهم الجنة, وزحزحهم عن النار, ولا تجمع بينهم وبين أعدائنا في سخطك.

------------

بحار الأنوار ج 53 ص 302

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الحسن الأول (ع) قال: خلقنا نحن وشيعتنا من طينة مخزونة لا يشذ منها شاذاً إلى يوم القيامة.

--------------

بصائر الدرجات ص 17، المحاسن ج 1 ص 134، بحار الأنوار ج 15 ص 22, مستدرك الوسائل ج 6 ص 59

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر (ع), قال: سألته عن قول الله تعالى {كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} فقال: قال رسول الله (ص): أنا أصلها, وعلي (ع) فرعها, والأئمة (ع) أغصانها, وعلمنا ثمرها, وشيعتنا ورقها. يا أبا حمزة, هل ترى فيها فضلا؟ (1) قال: قلت: لا والله لا أرى فيها, قال: فقال: يا أبا حمزة, والله إن المولود يولد من شيعتنا فتورق ورقة منها ويموت فتسقط ورقة منها. (2)

-----------

(1) العلامة المجلسي في البحار: بيان: قوله "هل ترى فيها فضلاً", أي شيئاً آخر غير ما ذكرنا, فلا يدخل في هذه الشجرة الطيبة ولا يلحق بالنبي (ص) غير ما ذكر والمخالفون خارجون منها داخلون في الشجرة الخبيثة.

(2) بصائر الدرجات ص 58, البرهان ج 3 ص 297, غرر الأخبار ص 299 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام العسكري (ع) في قوله تعالى: {ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلوة وآتى الزكوة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون} قال: قال علي بن الحسين (ع): {ليس البر أن تولوا} الآية قال: إن رسول الله (ص) لما فضل علياً (ع) وأخبر عن جلالته عند ربه عز وجل, وأبان عن فضائل شيعته وأنصار دعوته, ووبخ اليهود والنصارى على كفرهم, وكتمانهم لذكر محمد وعلي وآلهما عليهم السلام في كتبهم بفضائلهم ومحاسنهم, فخرت اليهود والنصارى عليهم, فقالت اليهود: قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة, وفينا من يحيي الليل صلاة إليها, وهي قبلة موسى التي أمرنا بها, وقالت النصارى: قد صلينا إلى قبلتنا هذه الصلاة الكثيرة, وفينا من يحيي الليل صلاة إليها, وهي قبلة عيسى التي أمرنا بها, وقال كل واحد من الفريقين: أترى ربنا يبطل أعمالنا هذه الكثيرة, وصلواتنا إلى قبلتنا لأنا لا نتبع محمداً على هواه في نفسه وأخيه؟! فأنزل الله تعالى: قل يا محمد (ص) {ليس البر} الطاعة التي تنالون بها الجنان وتستحقون بها الغفران والرضوان, {أن تولوا وجوهكم} بصلاتكم {قبل المشرق} أيها النصارى, وقبل {المغرب} أيها اليهود, وأنتم لأمر الله مخالفون وعلى ولي الله مغتاظون, {ولكن البر من آمن بالله} بأنه الواحد الاحد, الفرد الصمد, يعظم من يشاء ويكرم من يشاء, ويهين من يشاء ويذله, لا راد لأمره, ولا معقب لحكمه وآمن ب‍ـ{اليوم الآخر} يوم القيامة التي أفضل من يوافيها محمد سيد المرسلين وبعده علي أخوه ووصيه سيد الوصيين, والتي لا يحضرها من شيعة محمد أحد إلا أضاءت فيها أنواره, فسار فيها إلى جنات النعيم, هو وإخوانه وأزواجه وذرياته والمحسنون إليه, والدافعون في الدنيا عنه, ولا يحضرها من أعداء محمد أحد إلا غشيته ظلماتها فيسير فيها إلى العذاب الاليم هو وشركاؤه في عقده ودينه ومذهبه, والمتقربون كانوا في الدنيا إليه لغير تقية لحقتهم منه, والتي تنادي الجنان فيها: إلينا, إلينا أولياء محمد وعلي وشيعتهما, وعنا عنا أعداء محمد وعلي وأهل مخالفتهما, وتنادي النيران: عنا عنا أولياء محمد وعلي وشيعتهما, وإلينا إلينا أعداء محمد وعلي وشيعتهما. يوم تقول الجنان: يا محمد ويا علي إن الله تعالى أمرنا بطاعتكما, وأن تأذنا في الدخول إلينا من تدخلانه, فاملئانا بشيعتكما, مرحباً بهم وأهلاً وسهلاً, وتقول النيران: يا محمد ويا علي إن الله تعالى أمرنا بطاعتكما, وأن يحرق بنا من تأمراننا بحرقه, فاملئانا بأعدائكما. {والملائكة} ومن آمن بالملائكة بأنهم عباد معصومون, لا يعصون الله عز وجل ما أمرهم, ويفعلون ما يؤمرون, وإن أشرف أعمالهم في مراتبهم التي قد رتبوا فيها من الثرى إلى العرش الصلاة على محمد وآله الطيبين, واستدعاء رحمة الله ورضوانه لشيعتهم المتقين, واللعن للمتابعين لاعدائهم المجاهرين والمنافقين. {والكتاب} ويؤمنون بالكتاب الذي أنزل الله, مشتملاً على ذكر فضل محمد وعلي (ع) سيد المسلمين والوصيين والمخصوصين بما لم يخص به أحداً من العالمين, وعلى ذكر فضل من تبعهما وأطاعهما من المؤمنين, وبغض من خالفهما من المعاندين والمنافقين, {والنبيين} ومن آمن بالنبيين أنهم أفضل خلق الله أجمعين, وأنهم كلهم دلوا على فضل محمد سيد المرسلين, وفضل علي سيد الوصيين, وفضل شيعتهما على سائر المؤمنين بالنبيين, وبأنهم كانوا بفضل محمد وعلي معترفين ولهما بما خصهما الله به مسلمين, وإن الله تعالى أعطى محمداً (ص) من الشرف والفضل ما لم تسم إليه نفس أحد من النبيين إلا نهاه الله تعالى عن ذلك وزجره وأمره أن يسلم لمحمد وعلي وآلهما الطيبين فضلهم, وأن الله قد فضل محمداً بفاتحة الكتاب على جميع النبيين, وما أعطاها أحداً قبله إلا ما أعطى سليمان بن داود (ع) منها {بسم الله الرحمن الرحيم} فرآها أشرف من جميع ممالكه التي أعطيها, فقال: يا رب ما أشرفها من كلمات إنها لآثر عندي من جميع ممالكي التي وهبتها لي, قال الله تعالى: يا سليمان وكيف لا يكون كذلك وما من عبد ولا أمة سماني بها إلا أوجبت له من الثواب ألف ضعف ما أوجب لمن تصدق بألف ضعف ممالكك, يا سليمان, هذه سبع ما أهبه لمحمد سيد النبيين, تمام فاتحة الكتاب إلى آخرها, فقال: يا رب أتأذن لي أن أسألك تمامها؟ قال الله تعالى: يا سليمان اقنع بما أعطيتك, فلن تبلغ شرف محمد, وإياك أن تقترح علي درجة محمد وفضله وجلاله, فاخرجك عن ملكك كما أخرجت آدم عن تلك الجنان لما اقترح درجة محمد في الشجرة التي أمرته أن لا يقربها, يروم أن يكون له فضلهما, وهي شجرة أصلها محمد, وأكبر أغصانها علي, وسائر أغصانها آل محمد على قدر مراتبهم, وقضبانها شيعته وأمته على قدر مراتبهم وأحوالهم. إنه ليس لأحد يا سليمان من درجات الفضائل عندي ما لمحمد, فعند ذلك قال سليمان: يا رب قنعني بما رزقتني, فأقنعه, فقال: يا رب سلمت ورضيت, وقنعت وعلمت أن ليس لاحد مثل درجات محمد. {وآتى المال على حبه} أعطى في الله المستحقين من المؤمنين على حبه للمال وشدة حاجته إليه, يأمل الحياة ويخشى الفقر, لانه صحيح شحيح. {ذوي القربى} أعطى لقرابة النبي الفقراء هدية أو براً لا صدقة, فإن الله عز وجل قد أجلهم عن الصدقة, وآتى قرابة نفسه صدقة وبراً وعلى أي سبيل أراد. {واليتامى} وآتى اليتامى من بني هاشم الفقراء براً, لا صدقة, وآتى يتامى غيرهم صدقة وصلة, {والمساكين} مساكين الناس, {وابن السبيل} المجتاز المنقطع به لا نفقة معه, {والسائلين} الذين يتكففون ويسألون الصدقات, {وفي الرقاب} المكاتبين يعينهم ليؤدوا فيعتقوا, قال: فان لم يكن له مال يحتمل المواساة, فليجدد الاقرار بتوحيد الله, ونبوة محمد رسول الله (ص), وليجهر بتفضيلنا, والاعتراف بواجب حقوقنا أهل البيت وبتفضيلنا على سائر آل النبيين وتفضيل محمد على سائر النبيين, وموالاة أوليائنا, ومعاداة أعدائنا, والبراءة منهم كائناً من كان, آباءهم وأمهاتهم وذوي قراباتهم وموداتهم, فإن ولاية الله لا تنال إلا بولاية أوليائه ومعاداة أعدائه. {وأقام الصلوة} قال: والبر, بر من أقام الصلاة بحدودها, وعلم أن أكبر حدودها الدخول فيها, والخروج منها معترفاً بفضل محمد (ص) سيد عبيده وإمائه والموالاة لسيد الاوصياء وأفضل الاتقياء علي سيد الابرار, وقائد الاخيار, وأفضل أهل دار القرار بعد النبي الزكي المختار. {وآتى الزكوة} الواجبة عليه لإخوانه المؤمنين, فان لم يكن له مال يزكيه فزكاة بدنه وعقله, وهو أن يجهر بفضل علي والطيبين من آله إذا قدر, ويستعمل التقية عند البلايا إذا عمت, والمحن إذا نزلت, والاعداء إذا غلبوا, ويعاشر عباد الله بما لا يثلم دينه, ولا يقدح في عرضه, وبما يسلم معه دينه ودنياه, فهو باستعمال التقية يوفر نفسه على طاعة مولاه, ويصون عرضه الذي فرض الله عليه صيانته, ويحفظ على نفسه أمواله التي قد جعلها الله له قياماً, ولدينه وعرضه وبدنه قواماً, ولعن المغضوب عليهم الآخذين من الخصال بأرذلها, ومن الخلال بأسخطها لدفعهم الحقوق عن أهلها وتسليمهم الولايات إلى غير مستحقها. ثم قال: {والموفون بعهدهم إذا عاهدوا} قال: ومن أعظم عهودهم أن لا يستروا ما يعلمون من شرف من شرّفه الله, وفضل من فضّله الله, وأن لا يضعوا الاسماء الشريفة على من لا يستحقها من المقصرين والمسرفين الضالين الذين ضلوا عمن دل الله عليه بدلالته واختصه بكراماته, الواصفين له بخلاف صفاته, والمنكرين لما عرفوا من دلالاته وعلاماته, الذين سموا بأسمائهم من ليسوا بأكفائهم من المقصرين المتمردين. ثم قال: {والصابرين في البأساء} يعني في محاربة الاعداء, ولا عدو يحاربه أعدى من إبليس ومردته, يهتف به, ويدفعه وإياهم بالصلاة على محمد وآله الطيبين عليهم السلام, {والضراء} الفقر والشدة, ولا فقر أشد من فقر المؤمن, يلجأ إلى التكفف من أعداء آل محمد, يصبر على ذلك, ويرى ما يأخذه من ماله مغنماً يلعنهم به, ويستعين بما يأخذه على تجدد ذكر ولاية الطيبين الطاهرين. {وحين البأس} عند شدة القتال يذكر الله, ويصلي على محمد رسول الله (ص) وعلى علي ولي الله, ويوالي بقلبه ولسانه أولياء الله, ويعادي كذلك أعداء الله. قال الله عزوجل: {أولئك} أهل هذه الصفات التي ذكرها, والموصوفون بها {الذين صدقوا} في إيمانهم فصدقوا أقاويلهم بأفاعيلهم, {وأولئك هم المتقون} لما أمروا باتقائه من عذاب النار, ولما أمروا باتقائه من شرور النواصب الكفار.

-----------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 589، بحار الأنوار ج 24 ص 386

 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية