شجرة طوبى

{الذين آمنوا وعملوا الصالحات طوبى لهم وحسن مآب}

 

علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, أبي عن بعض أصحابه رفعه قال قال رسول الله (ص): لما دخلت الجنة رأيت فيها شجرة طوبى أصلها في دار علي (ع) وما في الجنة قصر ولا منزل إلا وفيها فتر منها وأعلاها أسفاط حلل من سندس وإستبرق يكون للعبد المؤمن ألف ألف سفط في كل سفط مائة ألف حلة ما فيها حلة يشبه الأخرى على ألوان مختلفة وهو ثياب أهل الجنة وسطها ظل ممدود عرض الجنة {كعرض السماء والأرض أعدت للذين آمنوا بالله ورسله} يسير الراكب في ذلك الظل مسيرة مائة عام فلا يقطعه وذلك قوله {وظل ممدود} وأسفلها ثمار أهل الجنة وطعامهم متذلل في بيوتهم يكون في القضيب منها مائة لون من الفاكهة مما رأيتم في دار ثمار الدنيا وما لم تروه وما سمعتم به وما لم تسمعوا مثلها وكلما يجتنى منها شي‏ء نبتت مكانها أخرى {لا مقطوعة ولا ممنوعة} وتجري نهر في أصل تلك الشجرة تنفجر منها الأنهار الأربعة {أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى} الخبر

---------

تفسير القمي ج 2 ص 337, بحار الأنوار ج 8 ص 137, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 503

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, عن أبي عبيدة, عن أبي عبد الله (ع) قال: طوبى شجرة في الجنة في دار أمير المؤمنين (ع), وليس أحد من شيعته إلا وفي داره غصن من أغصانها, وورقة من ورقها يستظل تحتها أمة من الأمم.

-----------

تفسير القمي ج 1 ص 365, بحار الأنوار ج 8 ص 120, البرهان ج 3 ص 253, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 502, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 447

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

تفسير الإمام العسكري (ع), قال (ع): قال الحسن بن علي (ع): محمد وعلي أبوا هذه الامة, فطوبى لمن كان بحقهما عارفا, ولهما في كل أحواله مطيعا, يجعله الله من أفضل سكان جنانه, ويسعده بكراماته ورضوانه.

------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 330, بحار الأنوار ج 23 ص 260, غاية المرام ج 5 ص 303, البرهان ج 4 ص 307

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

العلامة المجلسي في البحار, وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بإسناده عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه (ع) قال: سئل رسول الله (ص) عن طوبى قال: شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنة ثم سئل عنها مرة أخرى فقال: في دار علي (ع) فقيل له في ذلك فقال: إن داري ودار علي في الجنة بمكان واحد

----------

بحار الأنوار ج 8 ص 88, تفسير جوامع الجامع ج 2 ص 262, تفسير مجمع البيان ج 6 ص 38, تفسر الصافي ج 3 ص 70, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 506, تفسير الميزان ج 11 ص 368

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

تاج الدين الشعيري في جامع الاخبار, عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (ص) إن في الجنة شجرة يقال لها طوبى ما في الجنة دار ولا قصر ولا حجر ولا بيت إلا وفيه غصن من تلك الشجرة وإن أصلها في داري ثم أتى عليه ما شاء الله ثم حدثهم في يوم آخر أن في الجنة شجرة يقال لها طوبى ما في الجنة قصر ولا دار ولا بيت إلا وفيه من ذلك الشجر غصن وإن أصلها في دار علي فقام عمر فقال: يا رسول الله أ وليس حدثتنا عن هذه وقلت أصلها في داري ثم حدثت وتقول أصلها في دار علي فرفع النبي (ص) رأسه فقال: أ وما علمت أن داري ودار علي واحد وحجرتي وحجرة علي واحد وقصري وقصر علي واحد وبيتي وبيت علي واحد ودرجتي ودرجة علي واحد وستري وستر علي واحد فقال عمر: يا رسول الله إذا أراد أحدكم أن يأتي أهله كيف يصنع فقال النبي (ص): إذا أراد أحدنا أن يأتي أهله ضرب الله بيني وبينه حجابا من نور فإذا فرغنا من تلك الحاجة رفع الله عنا ذلك الحجاب فعرف عمر حق علي (ع) فلم يحسد أحدا من أصحاب رسول الله (ص) ما حسده

-----------

جامع الأخبار ص 174, بحار الأنوار ج 8 ص 149

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الشيخ الكليني في الكافي, عن أبي بصير عن أبي عبد الله عن آبائه (ع) قال قال أمير المؤمنين (ع): طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار النبي (ص) وليس من مؤمن إلا وفي داره غصن منها لا تخطر على قلبه شهوة شي‏ء إلا أتاه به ذلك الغصن ولو أن راكبا مجدا سار في ظلها مائة عام ما خرج منها ولو طار من أسفلها غراب ما بلغ أعلاها حتى يسقط هرما ألا ففي هذا فارغبوا ]الخبر[

-----------

الكافي ج 2 ص 239, الأمالي للصدوق ص 29, صفات الشيعة ص 47, بحار الأنوار ج 8 ص 118, تفسير الصافي ج 3 ص 70, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 503, غاية المرام ج 4 ص 171

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه (ع) قال قال رسول الله (ص): لما أسري بي إلى السماء فصرت في السماء الدنيا حتى صرت في السماء السادسة فإذا أنا بشجرة لم أر شجرة أحسن منها ولا أكبر منها فقلت لجبرئيل: يا حبيبي ما هذه الشجرة قال: هذه طوبى يا حبيبي قال فقلت: ما هذا الصوت العالي الجهوري قال: هذا صوت طوبى قلت: أي شي‏ء يقول قال: يقول: وا شوقاه إليك يا علي بن أبي طالب (ع)

------------

تفسير فرات ج 210, بحار الأنوار ج 8 ص 150

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الشيخ الصدوق في الأمالي, عن عبد الله بن سليمان قال قرأت في الإنجيل: يا عيسى وذكر أمر نبينا (ص) إلى أن قال: طوبى لمن أدرك زمانه وشهد أيامه وسمع كلامه قال عيسى: يا رب وما طوبى قال: شجرة في الجنة أنا غرستها تظل الجنان أصلها من رضوان ماؤها من تسنيم برده برد الكافور وطعمه طعم الزنجبيل من يشرب من تلك العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا فقال عيسى (ع): اللهم اسقني منها قال: حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى يشرب أمة ذلك النبي الخبر

-----------

الأمالي للصدوق ص 347, كمال الدين ص 160, حلية الأبرار ج 1 ص 168, بحار الأنوار ج 8 ص 118

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, كان رسول الله (ص) يكثر تقبيل فاطمة (ع) فأنكرت ذلك عائشة فقال رسول الله (ص): يا عائشة إني لما أسري بي إلى السماء دخلت الجنة فأدناني جبرئيل من شجرة طوبى وناولني من ثمارها فأكلته فحول الله ذلك ماء في ظهري فلما هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة فما قبلتها قط إلا وجدت رائحة شجرة طوبى منها

---------

تفسير القمي ج 1 ص 365, المحتضر ص 238, بحار الأنوار ج 8 ص 120, تفسير العياشي ج 2 ص 212, تفسير الميزان ج 11 ص 368

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي عن أبيه عن آبائه (ع) قال: بينما رسول الله (ع) جالس ذات يوم إذ دخلت أم أيمن في ملحفتها شي‏ء فقال لها رسول الله (ص): يا أم أيمن أي شي‏ء في ملحفتك فقالت: يا رسول الله فلانة بنت فلانة أملكوها فنثروا عليها فأخذت من نثارها شيئا ثم إن أم أيمن بكت فقال لها رسول الله (ص): ما يبكيك فقالت: فاطمة (ع) زوجتها فلم تنثر عليها شيئا فقال لها رسول الله (ص): لا تبكين فو الذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا لقد شهد أملاك فاطمة (ع) جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في ألوف من ملائكة ولقد أمر الله طوبى فنثرت عليهم من حللها وسندسها وإستبرقها ودرها وزمردها وياقوتها وعطرها فأخذوا منه حتى ما دروا ما يصنعون به ولقد نحل الله طوبى في مهر فاطمة (ع) فهي في دار علي بن أبي طالب (ع)

----------

تفسير العياشي ج 2 ص 212, بحار الأنوار ج 8 ص 142, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 505

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

إبن شهر آشوب في المناقب, حديث خباب بن الارت: أن الله تعالى أوحى إلى جبرئيل: زوج النور من النور، وكان الولي الله، والخطيب جبرئيل، والمنادي ميكائيل، والداعي اسرافيل، والناثر عزرائيل، والشهود ملائكة السماوات والارضين، ثم أوحى إلى شجرة طوبى أن انثري ما عليك فنثرت الدر الابيض والياقوت الاحمر والزبرجد الاخضر واللؤلؤ الرطب، فبادرن الحور العين يلتقطن ويهدين بعضهن إلى بعض

------------

مناقب آشوب ج3 ص124, عنه البحار ج43 ص109, الأنوار العلوية ص52.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

السيد ابن طاووس الحسني في سعد السعود, عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: لما نزلت على رسول الله {طوبى لهم وحسن مآب} قام المقداد بن الاسود الكندي إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة لو سار الراكب الجواد لسار في ظلها مائة عام قبل أن يقطعها, ورقها برود خضر, وزهرها رياض صفر, وأفناؤها سندس واستبرق, وثمرها حلل خضر, وصمغها زنجبيل وعسل, وبطحاؤها ياقوت أحمر وزمرد أخضر, وترابها مسك وعنبر, وحشيشها زعفران ينيع, والارجوان يتأجج من غير وقود, ويتفجر من لأصلها السلسبيل والرحيق والمعين, وظلها مجلس من مجالس شيعة علي بن أبي طالب (ع) تجمعهم, فبينما هم يوما في ظلها يتحدثون إذ جاءتهم الملائكة يقودون نجبا قد جبلت من الياقوت, لم ينفح فيها الروح, مزمومة بسلاسل من ذهب, كأن وجوهها المصابيح نضارة وحسنا, وبرها خز أحمر ومرعزا أبيض مختلطان, لم ينظر الناظرون مثلها حسنا وبهاء, ذلل من غير مهانة, نجب من رياضة عليها رحال ألوانها من الدر والياقوت مفضضة باللؤلؤ والمرجان صفائحها من الذهب الاحمر ملبسة بالعبقري والأرجوان فأناخوا تلك البخاتي إليهم ثم قالوا: ربكم يقرئكم السلام فتزورونه فينظر إليكم ويجيبكم ويزيدكم من فضله وسعته فإنه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم، قال: فيتحول كل رجل منهم على راحلته فينطلقون صفا واحدا معتدلا لا يفوت منهم شيء شيئا, ولا يفوت أذن ناقة ناقتها, ولا بركة ناقة بركتها, ولا يمرون بشجرة من شجر الجنة الا أتحفتهم بثمارها ورحلت لهم عن طريقهم كراهية أن تنثلم طريقهم وأن تفرق بين الرجل ورفيقه, [فلما] رفعوا الى الجبار تبارك وتعالى قالوا ربنا أنت السلام ومنك السلام ولك يحق الجلال والإكرام قال فقال: أنا السلام ومعي السلام ولي يحق الجلال والإكرام فمرحبا بعبادي الذين حفظوا وصيتي في أهل بيت نبيي وراعوا حقي وخافوني بالغيب وكانوا مني على حال مشفقين, قالوا: أما وعزتك وجلالك ما قدرناك حق قدرك وما أدينا إليك كل حقك فاذن لنا بالسجود, قال ربهم عز وجل: إني قد وضعت عنكم مؤنة العبادة وأرحت لكم أبدانكم فطال ما أنصبتم لي الابدان وعنتم لي الوجوه فالآن أفضتم إلى روحي ورحمتي فاسألوني ما شئتم وتمنوا علي أعطكم أمانيكم واني لم أجركم اليوم بأعمالكم ولكن برحمتي وكرامتي وعظيم شأني وبحبكم بيت محمد (ص). ولا يزالوا يا مقداد محبوا علي بن ابي طالب (ع) في العطايا والمواهب حتى أن المقصر من شيعته ليتمنى في أمنيته مثل جميع الدنيا منذ خلقها إلى يوم القيامة قال لهم ربهم تبارك وتعالى: لقد قصرتم في أمانيكم ورضيتم بدون ما يحق لكم فانظروا إلى مواهب ربكم فإذا بقباب وقصور في أعلا عليين الياقوت الاحمر والاخضر والابيض والاصفر يزهر نورها فلولا أنه مسخر إذ التمعت الابصار منها, فما كان من تلك القصور من الياقوت الاحمر مفروش بالسندس الاخضر, وما كان منها من الياقوت الابيض فهو مفروش بالرياط الصفر مبثوثة بالزبرجد الأخضر والفضة البيضاء والذهب الأحمر قواعدها وأركانها من الجوهر ينور من أبوابها وأعراضها نور شعاع الشمس عنده مثل الكوكب الدري في النهار المضيء وإذا على باب كل قصر من تلك القصور جنتان مدهامتان فيهما من كل فاكهة زوجان فلما أرادوا الانصراف إلى منازلهم جولوا على براذين من نور بأيدي ولدان مخلدين لكل ولد منهم حكمة برذون (دابة) من تلك البراذين لجمها وأعنتها من الفضة البيضاء, وأثفارها من الجوهر, فإذا دخلوا منازلهم وجدوا الملائكة يهنؤونهم بكرامة ربهم إذا استقروا قرارهم قيل لهم: هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ قالوا: نعم ربنا رضينا فارض عنا, قال: برضائي عنكم وبحبكم أهل بيت نبي حللتم داري وصافحتكم الملائكة فهنيئا هنيئا عطاءا غير مجذوذ فيه ليس تنغيص, فعندها قالوا: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن وأدخلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها لغوب إن ربنا لغفور شكور

-------------

سعد السعود ص109, تفسير فرات ص211, عنه البحار ج8 ص151, تأويل الآيات ج1 ص233, شرح الأخبار ج3 ص497, تفسير الثقلين ج4 ص367 باختصار.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

تفسير الإمام العسكري (ع), قال الإمام العسكري (ع): قال رسول الله (ص): وإن الله عز وجل إذا كان أول يوم من شعبان أمر بأبواب الجنة فتفتح ويأمر شجرة طوبى فتطلع أغصانها على هذه الدنيا ثم ينادي منادي ربنا عز وجل يا عباد الله هذه أغصان شجرة طوبى فتعلقوا بها تؤدكم إلى الجنان وهذه أغصان شجرة الزقوم فإياكم وإياها لا تؤديكم إلى الجحيم ثم قال: فو الذي بعثني بالحق نبيا إن من تعاطى بابا من الخير في هذا اليوم فقد تعلق بغصن من أغصان شجرة طوبى فهو مؤديه إلى الجنان ثم قال رسول الله (ص): فمن تطوع لله بصلاة في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن ومن تصدق في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن ومن عفا عن مظلمة فقد تعلق منه بغصن ومن أصلح بين المرء وزوجه والوالد و ولده والقريب وقريبه والجار وجاره والأجنبي وأجنبيه فقد تعلق منه بغصن ومن خفف عن معسر من دينه أو حط عنه فقط تعلق منه بغصن ومن نظر في حسابه فرأى دينا عتيقا قد يئس منه صاحبه فأداه فقد تعلق منه بغصن ومن كفل يتيما فقد تعلق منه بغصن ومن كف سفيها عن عرض مؤمن فقد تعلق منه بغصن ومن قعد لذكر الله ولنعمائه يشكره فقد تعلق منه بغصن ومن عاد مريضا ومن شيع فيه جنازة ومن عزى فيه مصابا فقد تعلق منه بغصن ومن بر فيه والديه أو أحدهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن ومن كان أسخطهما قبل هذا اليوم فأرضاهما في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن وكذلك من فعل شيئا من سائر أبواب الخير في هذا اليوم فقد تعلق منه بغصن ثم قال رسول الله (ص): والذي بعثني بالحق نبيا وإن من تعاطى بابا من الشر والعصيان في هذا اليوم فقد تعلق بغصن من أغصان الزقوم فهو مؤديه إلى النار ثم قال رسول الله (ص): والذي بعثني بالحق نبيا فمن قصر في صلاته المفروضة وضيعها فقد تعلق بغصن منه ومن جاءه في هذا اليوم فقير ضعيف يشكو إليه سوء حاله وهو يقدر على تغيير حاله من غير ضرر يلحقه وليس هناك من ينوب عنه ويقوم مقامه فتركه يضيع ويعطب ولم يأخذ بيده فقد تعلق بغصن منه ومن اعتذر إليه مسي‏ء فلم يعذره ثم لم يقتصر به على قدر عقوبة إساءته بل أربى عليه فقد تعلق بغصن منه ومن أفسد بين المرء وزوجه أو الوالد وولده أو الأخ وأخيه أو القريب وقريبه أو بين جارين أو خليطين أو أجنبيين فقد تعلق بغصن منه ومن شدد على معسر وهو يعلم إعساره فزاد غيظا وبلاء فقد تعلق بغصن منه ومن كان عليه دين فكسره على صاحبه وتعدى عليه حتى أبطل دينه فقد تعلق بغصن منه ومن جفا يتيما وآذاه وتهضم ماله فقد تعلق بغصن منه ومن وقع في عرض أخيه المؤمن وحمل الناس على ذلك فقد تعلق بغصن منه ومن تغنى بغناء حرام يبعث فيه على المعاصي فقد تعلق بغصن منه ومن قعد يعدد قبائح أفعاله في الحروب وأنواع ظلمه لعباد الله فافتخر بها فقد تعلق بغصن منه و من كان جاره مريضا فترك عيادته استخفافا بحقه فقد تعلق بغصن منه ومن مات جاره فترك تشييع جنازته تهاونا به فقد تعلق بغصن منه ومن أعرض عن مصاب وجفاه إزراء عليه واستصغارا له فقد تعلق بغصن منه ومن عق والديه أو أحدهما فقد تعلق بغصن منه ومن كان قبل ذلك عاقا لهما فلم يرضهما في هذا اليوم وهو يقدر على ذلك فقد تعلق بغصن منه وكذا من فعل شيئا من سائر أبواب الشر فقد تعلق بغصن منه والذي بعثني بالحق نبيا إن المتعلقين بأغصان شجرة الزقوم تخفضهم تلك الأغصان إلى الجحيم ثم رفع رسول الله (ص) طرفه إلى السماء مليا وجعل يضحك ويستبشر ثم خفض طرفه إلى الأرض فجعل يقطب ويعبس ثم أقبل على أصحابه ثم قال والذي بعث محمدا بالحق نبيا لقد رأيت شجرة طوبى ترتفع أغصانها وترفع المتعلقين بها إلى الجنة ورأيت منهم من تعلق منها بغصن ومنهم من تعلق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على الطاعات وإني لأرى زيد بن حارثة فقد تعلق بعامة أغصانها فهي ترفعه إلى أعلى علائها فبذلك ضحكت واستبشرت ثم نظرت إلى الأرض فو الذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت شجرة الزقوم تنخفض أغصانها وتخفض المتعلقين بها إلى الجحيم ورأيت منهم من تعلق بغصن ومنهم من تعلق بغصنين أو بأغصان على حسب اشتمالهم على القبائح وإني لأرى بعض المنافقين قد تعلق بعامة أغصانها فهي تخفضه إلى أسفل دركاتها فلذلك عبست وقطبت ثم أعاد رسول الله (ص) بصره إلى السماء ينظر إليها مليا وهو يضحك ويستبشر وإلى الأرض ينظر إليها مليا وهو يقطب ويعبس ثم أقبل على أصحابه فقال يا عباد الله أما لو رأيتم ما رآه نبيكم محمد إذا لأظمأتم لله بالنهار أكبادكم ولجوعتم له بطونكم ولأسهرتم له ليلكم ولأنصبتم فيه أقدامكم وأبدانكم ولأنفدتم بالصدقة أموالكم وعرضتم للتلف في الجهاد أرواحكم قالوا وما هو يا رسول الله فداك الآباء والأمهات والبنون والبنات والأهلون والقرابات قال رسول الله (ص) والذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت تلك الأغصان من شجرة طوبى عادت إلى الجنة فنادى منادي ربنا خزانها يا ملائكتي انظروا كل من تعلق بغصن من أغصان طوبى في هذا اليوم فانظروا إلى مقدار منتهى ظل ذلك الغصن فأعطوه من جميع الجوانب مثل مساحته قصورا ودورا وخيرات فأعطوا ذلك فمنهم من أعطي مسيرة ألف سنة من كل جانب ومنهم من أعطي ضعفه ومنهم من أعطي ثلاثة أضعافه أو أربعة أضعافه أو أكثر من ذلك على قدر قوة إيمانهم وجلالة أعمالهم ولقد رأيت صاحبكم زيد بن حارثة أعطي ألف ضعف ما أعطي جميعهم على قدر فضله عليهم في قوة الإيمان وجلالة الأعمال فلذلك ضحكت واستبشرت ولقد رأيت تلك الأغصان من شجرة الزقوم عادت إلى النار فنادى منادي ربنا خزانها انظروا كل من تعلق بغصن من أغصان شجرة الزقوم في هذا اليوم فانظروا إلى منتهى مبلغ حر ذلك الغصن وظلمته فابنوا له مقاعد من النار من جميع الجوانب مثل مساحته قصور نيران وبقاع نيران وحيات وعقارب وسلاسل وأغلال وقيود وأنكال يعذب بها فمنهم من أعد له فيها مسيرة سنة أو سنتين أو مائة سنة أو أكثر على قدر ضعف إيمانهم وسوء أعمالهم ولقد رأيت لبعض المنافقين ألف ضعف ما أعطي جميعهم على قدر زيادة كفره وشره فلذلك قطبت وعبست ثم نظر رسول الله (ص) إلى أقطار الأرض وأكنافها فجعل يتعجب تارة وينزعج تارة ثم أقبل على أصحابه فقال طوبى للمطيعين كيف يكرمهم الله بملائكته والويل للفاسقين كيف يخذلهم الله ويكلهم إلى شياطينهم والذي بعثني بالحق نبيا إني لأرى المتعلقين بأغصان شجرة طوبى كيف قصدتهم الشياطين ليغووهم فحملت عليهم الملائكة يقتلونهم ويثخنونهم ويطردونهم عنهم وناداهم منادي ربنا يا ملائكتي ألا فانظروا كل ملك في الأرض إلى منتهى مبلغ نسيم هذا الغصن الذي تعلق به متعلق فقاتلوا الشياطين عن ذلك المؤمن وأخروهم عنه وإني لأرى بعضهم وقد جاءه من الأملاك من ينصره على الشياطين ويدفع عنه المردة وساق الحديث إلى أن بين فضل شهر رمضان وحال من رعى حرمته ومن لم يرعها وما يقال لهذين الصنفين يوم القيامة إلى أن قال فهم في الجنة خالدون لا يشيبون فيها ولا يهرمون ولا يتحولون عنها ولا يخرجون ولا يقلقون فيها ولا يغتمون فهم فيها سارون مبتهجون آمنون مطمئنون ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون وأنتم في النار خالدون تعذبون فيها وتهانون ومن نيرانها إلى زمهريرها تنقلون وفي حميمها تغتسلون ومن زقومها تطعمون وبمقامعها تقمعون وبضروب عذابها تعاقبون الأحياء أنتم فيها ولا تموتون أبد الآبدين إلا من لحقته منكم رحمة رب العالمين فخرج منها بشفاعة محمد أفضل النبيين بعد العذاب الأليم والنكال الشديد

------------

تفسير الإمام العسكري (ع) ص 649, بحار الأنوار ج 8 ص 168

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال: إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها الحلل, ومن أسفلها خيل عتاق مسرجة ملجمة, ذوات أجنحة لا تروث ولا تبول, فيركبها أولياء الله فتطير بهم في الجنة حيث شاءوا, فيقول الذين أسفل منهم: يا ربنا, ما بلغ بعبادك هذه الكرامة؟ فيقول الله جل جلاله: إنهم كانوا يقومون الليل ولا ينامون, ويصومون النهار ولا يأكلون, ويجاهدون العدو ولا يجبنون, ويتصدقون ولا يبخلون.

-----------

الأمالي للصدوق ص 291, الزهد ص 101, دعائم الإسلام ج 1 ص 134, روضة الواعظين ج 2 ص 505, نوادر الاخبار ص 383, وسائل الشيعة ج 10 ص 402, بحار الأنوار ج 8 ص 118

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية