نفي الجبر والتفويض

كان أمير المؤمنين (ع) جالسا بالكوفة بعد منصرفه من صفين إذ أقبل شيخ فجثا بين يديه، ثم قال له: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن مسيرنا إلى أهل الشام أبقضاء من الله وقدر؟ فقال أمير المؤمنين (ع) أجل يا شيخ ما علوتم تلعة ولا هبطتم بطن واد إلا بقضاء من الله وقدر، فقال له الشيخ: عند الله أحتسب عنائي يا أمير المؤمنين؟ فقال له: مه يا شيخ! فوالله لقد عظم الله الأجر في مسيركم وأنتم سائرون وفي مقامكم وأنتم مقيمون وفي منصرفكم وأنتم منصرفون ولم تكونوا في شيء من حالاتكم مكرهين ولا إليه مضطرين, فقال له الشيخ: وكيف لم نكن في شيء من حالاتنا مكرهين ولا إليه مضطرين وكان بالقضاء والقدر مسيرنا ومنقلبنا ومنصرفنا؟ فقال له: وتظن أنه كان قضاءا حتما وقدرا لازما؟ إنه لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب والامر والنهي والزجر من الله وسقط معنى الوعد والوعيد فلم تكن لائمة للمذنب ولا محمدة للمحسن, ولكان المذنب أولى بالاحسان من المحسن ولكان المحسن أولى بالعقوبة من المذنب، تلك مقالة إخوان عبدة الاوثان وخصماء الرحمن وحزب الشيطان وقدرية هذه الامة ومجوسها, إن الله تبارك وتعالى كلف تخييرا ونهى تحذيرا, وأعطى على القليل كثيرا, ولم يعص مغلوبا ولم يطع مكرها ولم يملك مفوضا ولم يخلق السماوات والارض وما بينهما باطلا، ولم يبعث النبيين مبشرين ومنذرين عبثا، ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار. فأنشأ الشيخ يقول:

أنت الإمام الذي نرجو بطاعته ... يوم النجاة من الرحمن غفرانا

أوضحت من أمرنا ما كان ملتبسا ... جزاك ربك بالاحسان إحسانا.

----------------

الكافي ج1 ص155، عيون اخبار الرضا (ع) ج2 ص127، التوحيد ص380، تحف العقول ص468، روضة الواعظين ص40، الارشاد ج1 ص225، أمالي المرتضى ج1 ص104، بحار الأنوار ج5 ص12، الوافي ج 1 ص 535, الطرائف ج 2 ص 326, الفصول المختارة ص 70, الإحتجاج ج 1 ص 208, البرهان ج 4 ص ِ

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): من زعم أن الله يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله، ومن زعم أن الخير والشر بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه ومن زعم أن المعاصي بغير قوة الله فقد كذب على الله، ومن كذب على الله أدخله الله النار.

------------

الكافي ج 1 ص 158, تفسير العياشي ج 2 ص 11, التوحيد ص 359, مختصر البصائر ص 348, الوافي ج 1 ص 540, الفصول المهمة ج 1 ص 231, البرهان ج 2 ص 527, بحار الأنوار ج 5 ص 127

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسن بن علي الوشاء, عن أبي الحسن الرضا (ع) قال: سألته فقلت: الله فوض الامر إلى العباد؟ قال: الله أعز من ذلك قلت: فجبرهم على المعاصي؟ قال: الله أعدل وأحكم من ذلك، قال: ثم قال: قال الله: يا ابن آدم أنا اولى بحسناتك منك وأنت أولى بسيئاتك مني، عملت المعاصي بقوتي التي جعلتها فيك.

-------------

الكافي ج1 ص157، عيون اخبار الرضا (ع) ج2 ص131، التوحيد ص362،  البحار ج5 ص15، الجواهر السنية ص355، نور البراهين ج2 ص305، كشف الغمة ج3 ص81, الوافي ج 1 ص 541, الفصول المهمة ج 1 ص 233, تفسير العياشي ج1 ص258 نحوه،

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يونس بن عبد الرحمن، قال: قال لي أبو الحسن الرضا (ع): يا يونس، لاتقل بقول القدرية؛ فإن القدرية لم يقولوا بقول أهل الجنة، ولا بقول أهل النار، ولا بقول إبليس؛ فإن أهل الجنة قالوا: {الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لو لا أن هدانا الله‏} وقال أهل النار: {ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين‏} وقال إبليس: {رب بما أغويتني}. فقلت: والله، ما أقول بقولهم، ولكني أقول: لايكون‏ إلا بما شاء الله وأراد، وقدر وقضى، فقال‏: يا يونس، ليس هكذا، لايكون إلا ما شاء الله وأراد، وقدر وقضى؛ يا يونس، تعلم ما المشيئة؟ قلت: لا، قال: هي الذكر الأول‏، فتعلم ما الإرادة؟، قلت: لا، قال: هي العزيمة على ما يشاء، فتعلم ما القدر؟، قلت: لا، قال: هي‏ الهندسة، ووضع الحدود من البقاء والفناء. قال‏: ثم قال: والقضاء هو الإبرام وإقامة العين. قال: فاستأذنته‏ أن أقبل رأسه، وقلت: فتحت لي شيئا كنت عنه في غفلة.

------------

الكافي ج 1 ص 157, مختصر البصائر ص 379, الوافي ج 1 ص 543, تفسير القمي ج 1 ص 24, البرهان ج 1 ص 90, بحار الأنوار ج 5 ص 116

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله خلق الخلق فعلم ما هم صائرون إليه, وأمرهم ونهاهم, فما أمرهم به من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى تركه, ولا يكونون آخذين ولا تاركين إلا بإذن الله.

---------

الكافي ج 1 ص 158, التوحيد ص 359, الوافي ج 1 ص 543, الفصول المهمة ج 1 ص 235, بحار الأنوار ج 5 ص 37. نحوه: مختصر البصائر ص 348, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 279, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 166. عن الإمام الكاظم (ع): الإحتجاج ج 2 ص 387

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن حفص بن قرط، عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): من زعم أن الله يأمر بالسوء والفحشاء فقد كذب على الله, ومن زعم أن الخير والشر بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه, ومن زعم أن المعاصي بغير قوة الله فقد كذب على الله, ومن كذب على الله أدخله الله النار

---------------

الكافي ج 1 ص 158, بحار الأنوار ج 5 ص 127, تفسير العياشي ج 2 ص 11, التوحيد ص 359, مختصر البصائر ص 348, البرهان ج 2 ص 527, الوافي ج 1 ص 540

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رجل, عن أبي عبد الله (ع), قال قلت: أجبر الله العباد على المعاصي؟ قال: لا, قلت: ففوض إليهم الأمر؟ قال: قال: لا, قال: قلت: فماذا؟ قال: لطف من ربك بين ذلك.

------------

الكافي ج 1 ص 159, بحار الأنوار ج 5 ص 83, الوافي ج 1 ص 543, تفسير نو الثقلين ج 5 ص 344, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 286

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر وأبي عبد الله (ع) قالا: إن الله أرحم بخلقه من أن يجبر خلقه على الذنوب ثم يعذبهم عليها, والله أعز من أن يريد أمرا فلا يكون، قال: فسئلا (ع): هل بين الجبر والقدر منزلة ثالثة؟ قالا: نعم أوسع مما بين السماء والارض.

---------

الكافي ج 1 ص 159, التوحيد ص 360, مختصر البصائر ص 350, الوافي ج 1 ص 544, الفصول المهمة ج 1 ص 236, البرهان ج 1 ص 27, بحار الأنوار ج 5 ص 51, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 344, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 287

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يونس، عن عدة, عن أبي عبد الله (ع) قال: قال له رجل: جعلت فداك، أجبر الله العباد على المعاصي؟ فقال‏: الله أعدل من أن يجبرهم‏ على المعاصي، ثم يعذبهم عليها. فقال له: جعلت فداك، ففوض الله إلى العباد؟ قال: فقال: لو فوض إليهم، لم يحصرهم بالأمر والنهي. فقال له: جعلت فداك، فبينهما منزلة؟ قال: فقال: نعم، أوسع مما بين السماء والأرض.

---------

الكافي ج 1 ص 159, الوافي ج 1 ص 545, الفصول المهمة ج 1 ص 232, تفسير القمي ج 1 ص 24, البرهان ج 1 ص 90, بحار الأنوار ج 5 ص 116, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 345, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 287

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله (ع)، قال: لا جبر ولا تفويض ولكن أمر بين أمرين، قال: قلت: وما أمر بين أمرين؟ قال: مثل ذلك مثل رجل رأيته على معصية فنهيته فلم ينته فتركته ففعل تلك المعصية، فليس حيث لم يقبل منك فتركته أنت الذي أمرته بالمعصية.

----------

الكافي ج 1 ص 160, التوحيد ص 362, إعتقادات إمامية ص 29, الوافي ج 1 ص 545, الفصول المهمة ج 1 ص 240, البرهان ج 1 ص 26, بحار الأنوار ج 5 ص 17

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هشام بن سالم, عن أبي عبد الله (ع) قال‏: الله أكرم من أن يكلف الناس ما لايطيقون‏، والله أعز من أن يكون في سلطانه ما لايريد.

----------

الكافي ج 1 ص 160, المحاسن ج 1 ص 296, التوحيد ص 360, مشكاة الأنوار ص 147, مختصر البصائر ص 350, الوافي ج 1 ص 540, الفصول المهمة ج 1 ص 622, بحار الأنوار ج 5 ص 41

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن عجلان قال: قلت لأبي عبد الله (ع): فوض الله الأمر إلى العباد؟ فقال (ع): الله أكرم من أن يفوض إليهم قلت: فأجبر الله العباد على أفعالهم؟ فقال (ع): الله أعدل من أن يجبر عبدا على فعل ثم يعذبه عليه.

---------

التوحيد ص 361, مختصر البصائر ص 351, بحار الأنوار ج 5 ص 51

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، قال: قال أبو الحسن الرضا (ع): قال الله: ابن‏ آدم، بمشيئتي كنت أنت الذي تشاء لنفسك ما تشاء، وبقوتي أديت فرائضي، وبنعمتي قويت على معصيتي، جعلتك سميعا بصيرا قويا {ما أصابك من حسنة فمن الله‏ وما أصابك من سيئة فمن نفسك}‏ وذاك‏ أني أولى بحسناتك منك، وأنت أولى بسيئاتك مني، وذاك‏ أنني‏ لاأسأل عما أفعل وهم يسألون‏.

------------

الكافي ج 1 ص 152, تفسير العياشي ج 1 ص 258, النوحيد ص 338, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 144, الوافي ج 1 ص 524, تفسير الصافي ج 3 ص 335, الفصول المهمة ج 1 ص 229, الجواهر السنية ص 697, البرهان ج 2 ص 131, بحار الأنوار ج 5 ص 56, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 519, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 481, فقه الإمام الرضا (ع) ص 349, قرب الإسناد ص 354

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حريز بن عبد الله, عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الناس في القدر على ثلاثة أوجه: رجل يزعم أن الله عز وجل أجبر الناس على المعاصي فهذا قد ظلم الله في حكمه فهو كافر، ورجل يزعم أن الامر مفوض إليهم فهذا قد أوهن الله في سلطانه فهو كافر، ورجل يزعم أن الله كلف العباد ما يطيقون ولم يكلفهم ما لا يطيقون وإذا أحسن حمد الله، وإذا أساء استغفر الله، فهذا مسلم بالغ.

----------

تحف العقول ص 371, التوحيد ص 360, الخصال ج 1 ص 195، الفصول المهمة ج 1 ص 234, بحار الأنوار ج 5 ص 9

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن أسباط، قال: سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن الاستطاعة، فقال‏: يستطيع العبد بعد أربع خصال: أن يكون مخلى السرب‏، صحيح الجسم، سليم الجوارح، له سبب وارد من الله. قال: قلت: جعلت فداك، فسر لي هذا، قال‏: أن يكون العبد مخلى السرب، صحيح الجسم، سليم الجوارح يريد أن يزني، فلا يجد امرأة ثم يجدها، فإما أن يعصم نفسه‏، فيمتنع كما امتنع يوسف (ع)، أو يخلي بينه وبين إرادته، فيزني، فيسمى زانيا، ولم يطع الله بإكراه، ولم يعصه بغلبة.

----------

الكافي ج 1 ص 390, التوحيد ص 348, الوافي ج 1 ص 547البرهان ج 4 ص 27, بحار الأنوار ج 5 ص 37, الإعتقادات ص 38

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رجل من أهل البصرة، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الاستطاعة، فقال‏: أتستطيع‏ أن تعمل ما لم‏ يكون؟ قال: لا، قال (ع): فتستطيع أن تنتهي عما قد كون؟ قال: لا، قال‏: فقال له أبو عبد الله (ع): فمتى أنت مستطيع‏؟ قال: لاأدري, قال‏: فقال له‏ أبو عبد الله (ع): إن الله خلق خلقا، فجعل فيهم آلة الاستطاعة، ثم لم يفوض إليهم، فهم مستطيعون للفعل‏ وقت الفعل مع الفعل إذا فعلوا ذلك الفعل، فإذا لم يفعلوه في ملكه‏، لم يكونوا مستطيعين أن يفعلوا فعلا لم يفعلوه, لأن الله- عز وجل- أعز من أن‏ يضاده في ملكه أحد, قال البصري: فالناس مجبورون؟ قال (ع): لو كانوا مجبورين، كانوا معذورين, قال: ففوض إليهم؟ قال (ع): لا, قال: فما هم؟ قال (ع): علم منهم فعلا، فجعل فيهم آلة الفعل، فإذا فعلوا كانوا مع الفعل مستطيعين, قال البصري: أشهد أنه الحق، وأنكم أهل بيت النبوة والرسالة.

---------

الكافي ج 1 ص 161, الوافي ج 1 ص 547, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 345, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 287, فقه الإمام الرضا (ع) ص 352 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن الحكم، عن صالح‏ النيلي، قال: سألت أبا عبد الله (ع): هل للعباد من الاستطاعة شي‏ء؟ قال: فقال (ع) لي‏: إذا فعلوا الفعل، كانوا مستطيعين بالاستطاعة التي جعلها الله فيهم. قال: قلت: وما هي؟ قال (ع): الآلة مثل الزاني‏ إذا زنى، كان مستطيعا للزنى حين‏ زنى, ولو أنه ترك الزنى ولم يزن، كان مستطيعا لتركه إذا ترك. قال: ثم قال: ليس له من الاستطاعة قبل الفعل قليل ولا كثير، ولكن مع الفعل والترك كان مستطيعا, قلت: فعلى ماذا يعذبه‏؟ قال (ع): بالحجة البالغة والآلة التي ركب‏ فيهم, إن الله لم يجبر أحدا على معصيته‏، ولا أراد إرادة حتم الكفر من أحد، ولكن حين كفر كان في إرادة الله أن يكفر، وهم في إرادة الله وفي علمه أن لايصيروا إلى شي‏ء من الخير. قلت: أراد منهم أن يكفروا؟ قال (ع): ليس هكذا أقول، ولكني أقول: علم أنهم سيكفرون، فأراد الكفر لعلمه فيهم، وليست هي‏ إرادة حتم، إنما هي إرادة اختيار.

----------

الكافي ج 1 ص 162, الوافي ج 1 ص 549, البرهان ج 4 ص 28, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 345, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 288

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حمزة بن حمران قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الاستطاعة فلم يجبني, فدخلت عليه دخلة أخرى فقلت: أصلحك الله إنه قد وقع في قلبي منها شي‏ء لا يخرجه إلا شي‏ء أسمعه منك, قال (ع): فإنه لا يضرك ما كان في قلبك, قلت: أصلحك الله إني أقول إن الله تبارك وتعالى لم يكلف العباد ما لا يستطيعون, ولم يكلفهم إلا ما يطيقون, وأنهم لا يصنعون شيئا من ذلك إلا بإرادة الله ومشيئته وقضائه وقدره, قال: فقال (ع): هذا دين الله الذي أنا عليه وآبائي أو كما قال.

----------

الكافي ج 1 ص 162, التوحيد ص 346, بحار الأنوار ج 5 ص 36, الوافي ج 1 ص 550, البرهان ج 4 ص 28, تفسير نور الثقلين ج 4 ص 565, تفسير كنز الدقائق ج 11 ص 490

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معاوية بن وهب قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: إن مما أوحى الله إلى موسى وأنزل في التوراة, أني {أنا الله لا إله إلا أنا}, خلقت الخلق وخلقت الخير وأجريته على يدي من أحب, فطوبى لمن أجريته على يديه, و{أنا الله لا إله إلا أنا}, خلقت الخلق وخلقت الشر وأجريته على يدي من أريد, فويل لمن أجريته على يديه.

--------

الكافي ج 1 ص 154, المحاسن ج 1 ص 283, الوافي ج 1 ص 533, بحار الأنوار ج 5 ص 160

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن داود بن سليمان الجمال قال: سمعت أبا عبد الله (ع) وذكر عنده القدر وكلام الاستطاعة فقال: هذا كلام خبيث, أنا على دين آبائي (ع) لا أرجع عنه، القدر حلوه ومره من الله, والخير والشر كله من الله.

---------

المحاسن ج 1 ص 283, بحار الأنوار ج 5 ص 160, نوادر الأخبار ص 103 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير سألت أبا عبد الله (ع) عن شيء من الاستطاعة فقال: يا أبا محمد, الخير والشر حلوه ومره, وصغيره وكبيره من الله.

---------

المحاسن ج 1 ص 284, نوادر الأخبار ص 103, بحار الأنوار ج 5 ص 161

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: من زعم أن الله يأمر بالفحشاء فقد كذب على الله, ومن زعم أن الخير والشر إليه فقد كذب على الله.

---------

الكافي ج 1 ص 156, المحاسن ج 1 ص 284, تفسير العياشي ج 2 ص 12, الوافي ج 1 ص 539, تفسير الصافي ج 2 ص 188, الفصول المهمة ج 1 ص 232, هداية الأمة ج 1 ص 10, البرهان ج 2 ص 527, بحار الأنوار ج 5 ص 161, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 17, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 65

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال الله عز وجل: {أنا الله لا إله إلا أنا} خالق الخير والشر, فطوبى لمن أجريت على يديه الخير, وويل لمن أجريت على يديه الشر, وويل لمن يقول: كيف ذا, وكيف هذا, قال يونس: يعني من ينكر هذا الأمر بتفقه فيه.

---------

الكافي ج 1 ص 154, الوافي ج 1 ص 533. عن الباقر (ع): المحاسن ج 1 ص 283, بحار الأنوار ج 5 ص 160

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن صالح بن سهل عن بعض أصحابه عن أبي عبد الله (ع) قال: سئل عن الجبر والقدر فقال (ع): لا جبر ولا قدر, ولكن منزلة بينهما, فيها الحق التي بينهما لا يعلمها إلا العالم, أو من علمها إياه العالم.

---------

الكافي ج 1 ص 159, الوافي ج 1 ص 544, الفصول المهمة ج 1 ص 236, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 345, تفسير نور الثقلين ج 13 ص 287

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله الصادق (ع) قال: أنا لا أقول جبرا ولا تفويضا.

---------

الأمالي للصدوق ص 279, روضة الواعظين ج 1 ص 38, الفصول المهمة ج 1 ص 233, بحار الأنوار ج 5 ص 4

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله (ع) قال: سألته عن شيء من الاستطاعة, فقال (ع): ليست الاستطاعة من كلامي ولا كلام آبائي.

---------

التوحيد ص 344, بحار الأنوار ج 5 ص 33

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) قال: لا يكون العبد فاعلا ولا متحركا إلا والاستطاعة معه من الله عز وجل, وإنما وقع التكليف من الله تبارك وتعالى بعد الاستطاعة, ولا يكون مكلفا للفعل إلا مستطيعا.

---------

التوحيد ص 345, مجموعة ورام ج 2 ص 268, نوادر الأخبار ص 108, البرهان ج 4 ص 29, بحار الأنوار ج 5 ص 35, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 343, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 عن حمزة بن حمران قال: قلت لأبي عبد الله (ع): إن لنا كلاما نتكلم به, قال (ع): هاته قلت: نقول إن الله عز وجل أمر ونهى, وكتب الآجال والآثار لكل نفس بما قدر لها وأراد, وجعل فيهم من الاستطاعة لطاعته ما يعملون به ما أمرهم به وما نهاهم عنه, فإذا تركوا ذلك إلى غيره كانوا محجوجين بما صير فيهم من الاستطاعة والقوة لطاعته, فقال (ع): هذا هو الحق إذا لم تعده إلى غيره.

---------

التوحيد ص 348, بحار الأنوار ج 5 ص 37

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: ما أمر العباد إلا بدون سعتهم, فكل شيء أمر الناس بأخذه فهم متسعون له وما لا يتسعون له فهو موضوع عنهم, ولكن الناس لا خير فيهم.

---------

التوحيد ص 347, الكافي ج 1 ص 165, المحاسن ج 1 ص 236, الوافي ج 1 ص 558, الفصول المهمة ج 1 ص 622, البرهان ج 2 ص 826, بحار الأنوار ج 5 ص 36تفسير نور الثقلين ج 1 ص 305, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 476

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن حمزة بن محمد الطيار قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} قال (ع): مستطيعون يستطيعون الأخذ بما أمروا به والترك لما نهوا عنه, وبذلك ابتلوا (1), ثم قال (ع): ليس شيء مما أمروا به ونهوا عنه إلا ومن الله تعالى عز وجل فيه ابتلاء وقضاء. (2)

---------

(1) إلى هنا في إعتقادات إمامية ومتشابه القرآن

(2) التوحيد ص 349, تفسير الصافي ج 5 ص 214, البرهان ج 5 ص 462, بحار الأنوار ج 5 ص 38, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 396, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 391, إعتقادات إمامية ص 38, متشابه القرآن ج 1 ص 118

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن مسلم قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} قال (ع): يكون له ما يحج به, (1) قلت: فمن عرض عليه الحج فاستحيا؟ قال (ع): هو ممن يستطيع. (2)

---------

(1) إلى هنا في هداية الأمة

(2) الكافي ج 4 ص 266, التوحيد ص 349, التهذيب ج 5 ص 3, الإستبصار ج 2 ص 140, مستطرفات السرائر ج 1 ص 510, الوافي ج 12 ص 263, وسائل الشيعة ج 11 ص 42, البرهان ج 1 ص 664, بحار الأنوار ج 97 ص 109, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 375, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 177. عن الباقر (ع): هداية الأمة ج 5 ص 14

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عوف بن عبد الله الأزدي, عن عمه قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن الاستطاعة, فقال (ع): وقد فعلوا؟ فقلت: نعم, زعموا أنها لا تكون إلا عند الفعل وإرادة في حال الفعل لا قبله فقال (ع): أشرك القوم.

---------

التوحيد ص 350, بحار الأنوار ج 5 ص 34

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: لا يكون العبد فاعلا إلا وهو مستطيع, وقد يكون مستطيعا غير فاعل, ولا يكون فاعلا أبدا حتى يكون معه الاستطاعة.

---------

التوحيد ص 350, بحار الأنوار ج 5 ص 35, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 343, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

عن أبي عبد الله (ع) في هذه الآية: {لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لاتبعوك ولكن بعدت عليهم الشقة وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون} أنهم كانوا يستطيعون, وقد كان في العلم أنه لو كان عرضا قريبا وسفرا قاصدا لفعلوا.

--------

تفسير العياشي ج 2 ص 89, التوحيد ص 351, البرهان ج 2 ص 785, بحار الأنوار ج 5 ص 36, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 222, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 466

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أحمد بن محمد البرقي عن أبي عبد الله (ع) في قول الله عز وجل: {وسيحلفون بالله لو استطعنا لخرجنا معكم يهلكون أنفسهم والله يعلم إنهم لكاذبون} قال (ع): أكذبهم الله عز وجل في قولهم لو استطعنا لخرجنا معكم, وقد كانوا مستطيعين للخروج.

---------

التوحيد ص 351, تفسير الصافي ج 2 ص 354, البرهان ج 2 ص 785, بحار الأنوار ج 5 ص 35, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 222, تفسير كنز الدقائق ج 5 ص 466

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن المعلى بن خنيس قال: قلت لأبي عبد الله (ع), ما يعني بقوله عز وجل: {وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون} قال (ع): وهم مستطيعون.

---------

التوحيد ص 351, البرهان ج 5 ص 462, بحار الأنوار ج 5 ص 35, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 396, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 391

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: لا يكون العبد فاعلا ولا متحركا إلا والاستطاعة معه من الله عز وجل, وإنما وقع التكليف من الله بعد الاستطاعة, فلا يكون مكلفا للفعل إلا مستطيعا.

---------

التوحيد ص 345, مجموعة ورام ج 2 ص 268, نوادر الأخبار ص 108, البرهان ج 4 ص 29, بحار الأنوار ج 5 ص 35, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 343, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال ما كلف الله العباد كلفة فعل ولا نهاهم عن شيء حتى جعل لهم الاستطاعة ثم أمرهم ونهاهم, فلا يكون العبد آخذا ولا تاركا إلا باستطاعة متقدمة قبل الأمر والنهي, وقبل الأخذ والترك, وقبل القبض والبسط.

---------

التوحيد ص 352, البرهان ج 4 ص 29, بحار الأنوار ج 5 ص 38, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 343, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن سليمان بن خالد قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول: لا يكون من العبد قبض ولا بسط إلا باستطاعة متقدمة للقبض والبسط.

--------

التوحيد ص 352, البرهان ج 4 ص 29, بحار الأنوار ج 5 ص 38, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 343, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله (ع) قال: سمعته يقول, وعنده قوم يتناظرون في الأفاعيل والحركات فقال (ع): الاستطاعة قبل الفعل, لم يأمر الله عز وجل بقبض ولا بسط إلا والعبد لذلك مستطيع.

--------

التوحيد ص 352, البرهان ج 4 ص 29, بحار الأنوار ج 5 ص 38, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 343, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عمرو رجل من أصحابنا, عمن سأل أبا عبد الله (ع) فقال له: إن لي أهل بيت قدرية, يقولون نستطيع أن نعمل كذا وكذا, ونستطيع أن لا نعمل قال: فقال أبو عبد الله (ع): قل له, هل تستطيع أن لا تذكر ما تكره وأن لا تنسى ما تحب؟ فإن قال: لا فقد ترك قوله, وإن قال: نعم, فلا تكلمه أبدا فقد ادعى الربوبية.

--------

التوحيد ص 352, بحار الأنوار ج 5 ص 39, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 344, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 286

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

‏ عن أبي بصير قال: كنت بين يدي أبي عبد الله (ع) جالسا, وقد سأله سائل فقال: جعلت فداك يا ابن رسول الله, من أين لحق الشقاء أهل المعصية, حتى حكم الله لهم في علمه بالعذاب على عملهم؟ فقال أبو عبد الله (ع): أيها السائل, حكم الله عز وجل لا يقوم له أحد من خلقه بحقه, فلما حكم بذلك وهب لأهل محبته القوة على معرفته, ووضع عنهم ثقل العمل بحقيقة ما هم أهله, ووهب لأهل المعصية القوة على معصيتهم, لسبق علمه فيهم ومنعهم إطاقة القبول منه, فوافقوا ما سبق لهم في علمه, ولم يقدروا أن يأتوا حالا تنجيهم من عذابه, لأن علمه أولى بحقيقة التصديق وهو معنى: شاء ما شاء وهو سره.

---------

الكافي ج 1 ص 153, التوحيد ص 354, الوافي ج 1 ص 529, بحار الأنوار ج 5 ص 156, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 396, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 243

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إن الله عز وجل خلق الخلق فعلم ما هم صائرون إليه, وأمرهم ونهاهم فما أمرهم به من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى الأخذ به, وما نهاهم عنه من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى تركه, ولا يكونوا آخذين ولا تاركين إلا بإذن الله.

---------

التوحيد ص 359, الإحتجاج ج 2 ص 387, مختصر البصائر ص 347, الوافي ج 1 ص 543, الفصول المهمة ج 1 ص 235, بحار الأنوار ج 5 ص 51, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 279, تفسير كنز الدقائق ج 13 ص 166, الكافي ج 1 ص 158 بعضه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن مهزم قال: قال أبو عبد الله (ع): أخبرني عما اختلف فيه من خلفت من موالينا؟ قال: قلت: في الجبر والتفويض قال (ع): فسلني, قلت: أجبر الله العباد على المعاصي؟ قال (ع): الله أقهر لهم من ذلك قال: قلت: ففوض إليهم؟ قال (ع): الله أقدر عليهم من ذلك, قال: قلت: فأي شيء هذا؟ أصلحك الله, قال: فقلب يده مرتين أو ثلاثا ثم قال (ع): لو أجبتك فيه لكفرت.

---------

التوحيد ص 363, بحار الأنوار ج 5 ص 53

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عيسى بن يونس قال: كان ابن أبي العوجاء من تلامذة الحسن البصري فانحرف عن التوحيد فقيل له: تركت مذهب صاحبك, ودخلت فيما لا أصل له ولا حقيقة؟ فقال: إن صاحبي كان مخلطا كان يقول: طورا بالقدر وطورا بالجبر, وما أعلمه اعتقد مذهبا دام عليه فقدم مكة تمردا وإنكارا على من يحج, وكان تكره العلماء مساءلته إياهم ومجالسته لهم, لخبث لسانه وفساد ضميره, فأتى أبا عبد الله (ع) ليسأله, فجلس إليه في جماعة من نظرائه, فقال: يا أبا عبد الله, إن المجالس بالأمانات ولا بد لمن كان به سعال أن يسعل, أفتأذن لي في الكلام؟ فقال (ع): تكلم بما شئت, فقال: إلى كم تدوسون هذا البيدر, وتلوذون بهذا الحجر, وتعبدون هذا البيت المرفوع بالطوب والمدر, وتهرولون حوله هرولة البعير إذا نفر, إن من فكر في هذا وقدر, علم أن هذا فعل أسسه غير حكيم, ولا ذي نظر, فقل فإنك رأس هذا الأمر وسنامه وأبوك أسه ونظامه, فقال أبو عبد الله (ع): إن من أضله الله وأعمى قلبه استوخم الحق, فلم يستعذبه وصار الشيطان وليه يورده مناهل الهلكة, ثم لا يصدره, وهذا بيت استعبد الله به خلقه, ليختبر طاعتهم في إتيانه, فحثهم على تعظيمه وزيارته, وجعله محل أنبيائه وقبلة للمصلين له, فهو شعبة من رضوانه وطريق يؤدي إلى غفرانه, منصوب على استواء الكمال, ومجتمع العظمة والجلال, خلقه الله قبل دحو الأرض بألفي عام, وأحق من أطيع فيما أمر وانتهي عما نهى عنه, وزجر الله المنشئ للأرواح والصور, (1) فقال ابن أبي العوجاء: ذكرت يا أبا عبد الله فأحلت على غائب, فقال أبو عبد الله (ع): ويلك, كيف يكون غائبا من هو مع خلقه شاهد, وإليهم أقرب من حبل الوريد, يسمع كلامهم, ويرى أشخاصهم, ويعلم أسرارهم, فقال ابن أبي العوجاء: فهو في كل مكان, أليس إذا كان في السماء كيف يكون في الأرض, وإذا كان في الأرض كيف يكون في السماء؟ فقال أبو عبدالله (ع): إنما وصفت المخلوق الذي إذا انتقل عن مكان واشتغل به مكان, وخلا منه مكان, فلا يدري في المكان الذي صار إليه ما حدث في المكان الذي كان فيه, فأما الله العظيم الشأن الملك الديان, فلا يخلو منه مكان, ولا يشتغل به مكان, ولا يكون إلى مكان أقرب منه إلى مكان, والذي بعثه بالآيات المحكمة والبراهين الواضحة, وأيده بنصره واختاره لتبليغ رسالته, صدقنا قوله بأن ربه بعثه وكلمه, فقام عنه ابن أبي العوجاء, وقال لأصحابه: من ألقاني في بحر هذا. (2)

---------

(1) إلى هنا في الكافي

(2) الفقيه ج 2 ص 249, الأمالي للصدوق ص 616, التوحيد ص 253, علل الشرائع ج 2 ص 403, الإرشاد ج 2 ص 199, كنز الفوائد ج 2 ص 76, إعلام الورى ص 289, كشف الغمة ج 2 ص 175, الوافي ج 12 ص 183, الكافي ج 4 ص 197

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن حمران قال: قال أبو عبد الله (ع) وذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم, فقال (ع): إني سرت مع أبي جعفر المنصور, وهو في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيل ومن خلفه خيل, وأنا على حمار إلى جانبه فقال لي: يا أبا عبد الله, قد كان فينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة وفتح لنا من العز, ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم, قال: فقلت: ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب فقال لي: أتحلف على ما تقول؟ قال: فقلت: إن الناس سحرة, يعني يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا, فقال لي: تذكر يوم سألتك هل لنا ملك؟ فقلت: نعم, طويل عريض شديد, فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام, فعرفت أنه قد حفظ الحديث, فقلت: لعل الله عز وجل أن يكفيك فإني لم أخصك بهذا, وإنما هو حديث رويته, ثم لعل غيرك من أهل بيتك يتولى ذلك, فسكت عني فلما رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال: جعلت فداك, والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس, وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته, فقلت بيني وبين نفسي, هذا حجة الله على الخلق وصاحب هذا الأمر الذي يقتدى به, وهذا الآخر يعمل بالجور ويقتل أولاد الأنبياء ويسفك الدماء في الأرض بما لا يحب الله, وهو في موكبه وأنت على حمار, فدخلني من ذلك شك حتى خفت على ديني ونفسي, قال: فقلت: لو رأيت من كان حولي وبين يدي, ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكة لاحتقرته, واحتقرت ما هو فيه, فقال: الآن سكن قلبي, ثم قال: إلى متى هؤلاء يملكون أو متى الراحة منهم, فقلت: أليس تعلم أن لكل شيء مدة؟ قال: بلى, فقلت: هل ينفعك علمك أن هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين, إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل, وكيف هي كنت لهم أشد بغضا, ولو جهدت أو جهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشد ما هم فيهم من الإثم لم يقدروا, فلا يستفزنك الشيطان, فإن العزة لله {ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون} (1) ألا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر على ما يرى من الأذى والخوف هو غدا في زمرتنا, فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله, ورأيت الجور قد شمل البلاد, ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه ووجه على الأهواء, ورأيت الدين قد انكفأ كما ينكفئ الماء, ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحق, ورأيت الشر ظاهرا لا ينهى عنه ويعذر أصحابه, ورأيت الفسق قد ظهر واكتفى الرجال بالرجال والنساء بالنساء, ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله, ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته, ورأيت الصغير يستحقر بالكبير, ورأيت الأرحام قد تقطعت, ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله, ورأيت الغلام يعطي ما تعطي المرأة, ورأيت النساء يتزوجن النساء, ورأيت الثناء قد كثر, ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهى ولا يؤخذ على يديه, ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يرى المؤمن فيه من الاجتهاد, ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع, ورأيت الكافر فرحا لما يرى في المؤمن مرحا لما يرى في الأرض من الفساد, ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل, ورأيت الآمر بالمعروف ذليلا, ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا, ورأيت أصحاب الآيات يحتقرون ويحتقر من يحبهم, ورأيت سبيل الخير منقطعا وسبيل الشر مسلوكا, ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه, ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله, ورأيت الرجال يتسمنون للرجال والنساء للنساء, ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها, ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال, ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر, وأظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها, وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم, وتنوفس في الرجل وتغاير عليه الرجال, وكان صاحب المال أعز من المؤمن, وكان الربا ظاهرا لا يعير, وكان الزنا تمتدح به النساء, ورأيت المرأة تصانع زوجها على نكاح الرجال, ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن, ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا, ورأيت البدع والزنا قد ظهر, ورأيت الناس يعتدون بشاهد الزور, ورأيت الحرام يحلل ورأيت الحلال يحرم, ورأيت الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه, ورأيت الليل لا يستخفى به من الجرأة على الله, ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه, ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عز وجل, ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير, ورأيت الولاة يرتشون في الحكم, ورأيت الولاية قبالة لمن زاد, ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفى بهن, ورأيت الرجل يقتل على التهمة وعلى الظنة ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله, ورأيت الرجل يعير على إتيان النساء, ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور يعلم ذلك ويقيم عليه, ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي وتنفق على زوجها, ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدني من الطعام والشراب, ورأيت الأيمان بالله عز وجل كثيرة على الزور, ورأيت القمار قد ظهر, ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع, ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر, ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها لا يمنعها أحد أحدا ولا يجترئ أحد على منعها, ورأيت الشريف يستذله الذي يخاف سلطانه, ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت, ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته, ورأيت الزور من القول يتنافس فيه, ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخف على الناس استماع الباطل, ورأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه, ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالأهواء, ورأيت المساجد قد زخرفت, ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب, ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة, ورأيت البغي قد فشا, ورأيت الغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضا, ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله, ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن, ورأيت الخراب قد أديل من العمران, ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان, ورأيت سفك الدماء يستخف بها, ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقى وتسند إليه الأمور, ورأيت الصلاة قد استخف بها, ورأيت الرجل عنده المال الكثير ثم لم يزكه منذ ملكه, ورأيت الميت ينبش من قبره ويؤذى وتباع أكفانه, ورأيت الهرج قد كثر, ورأيت الرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه, ورأيت البهائم تنكح, ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضا, ورأيت الرجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه, ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم, ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه, ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس, ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة, ورأيت الناس مع من غلب, ورأيت طالب الحلال يذم ويعير وطالب الحرام يمدح ويعظم, ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد, ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين, ورأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع, ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشرور, ورأيت مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه أحد, ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد, ورأيت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان, ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء, ورأيت المحتاج يعطى على الضحك به ويرحم لغير وجه الله, ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد, ورأيت الناس يتسافدون كما يتسافد البهائم لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس, ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله, ورأيت العقوق قد ظهر واستخف بالوالدين, وكانا من أسوإ الناس حالا عند الولد ويفرح بأن يفتري عليهما, ورأيت النساء وقد غلبن على الملك وغلبن على كل أمر لا يؤتى إلا ما لهن فيه هوى, ورأيت ابن الرجل يفتري على أبيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما, ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور, أو بخس مكيال أو ميزان, أو غشيان حرام, أو شرب مسكر كئيبا حزينا يحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره, ورأيت السلطان يحتكر الطعام, ورأيت أموال ذوي القربى تقسم في الزور ويتقامر بها وتشرب بها الخمور, ورأيت الخمر يتداوى بها ويوصف للمريض ويستشفى بها, ورأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به, ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق قائمة ورياح أهل الحق لا تحرك, ورأيت الأذان بالأجر والصلاة بالأجر, ورأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف الله مجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق, ويتواصفون فيها شراب المسكر, ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان بالسكر, وإذا سكر أكرم واتقي وخيف وترك لا يعاقب ويعذر بسكره, ورأيت من أكل أموال اليتامى يحمد بصلاحه, ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله, ورأيت الولاة يأتمنون الخونة للطمع, ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على الله, يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون, ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر, ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها, ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله ويعطى لطلب الناس, ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم لا يبالون بما أكلوا وما نكحوا, ورأيت الدنيا مقبلة عليهم, ورأيت أعلام الحق قد درست فكن على حذر واطلب إلى الله عز وجل النجاة, واعلم أن الناس في سخط الله عز وجل, وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم فكن مترقبا واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه, فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت إلى رحمة الله, وإن أخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة على الله عز وجل, واعلم أن {الله لا يضيع أجر المحسنين} وأن {رحمة الله قريب من المحسنين}. (2)

---------

(1) إلى هنا في وسائل الشيعة

(2) الكافي ج 8 ص 36, الوافي ج 26 ص 451, بحار الأنوار ج 52 ص 254, وسائل الشيعة ج 16 ص 275

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية