{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب} (7)
* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن أورمة، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} قال: أمير المؤمنين والأئمة , {واخر متشابهات} قال: فلان وفلان, {فأما الذين في قلوبهم زيغ} أصحابهم وأهل ولايتهم, {فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم} أمير المؤمنين والأئمة .
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة, عن وهيب بن حفص, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: سمعته يقول: إن القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار, وفيه محكم ومتشابه, فاما المحكم فيؤمن به ويعمل به, واما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به, وهو قول الله: {فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}، وآل محمد الراسخون في العلم.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا إبراهيم بن إسحاق, عن عبد الله بن حماد, عن بريد بن معاوية العجلي, عن أحدهما × في قول الله تعالى: {وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم} فرسول الله | أفضل الراسخين في العلم, قد علمه الله جميع ما انزل عليه من التنزيل والتأويل, وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله, وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله, والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيه, فأجابهم الله: {يقولون امنا به كل من عند ربنا} والقرآن خاص وعام, ومحكم ومتشابه, وناسخ ومنسوخ, والراسخون في العلم يعلمونه.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن محمد بن إسماعيل, عن منصور بن يونس, عن ابن أذينة, عن فضيل بن يسار قال: سئلت أبا جعفر × عن هذه الرواية: مامن القرآن آية الا ولها ظهر وبطن, فقال: ظهره تنزيله وبطنه تأويله, منه ما قد مضى ومنه ما لم يكن, يجرى كما يجرى الشمس والقمر, كما جاء تأويل شئ منه يكون على الأموات كما يكون على الاحياء, قال الله: {وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم} نحن نعلمه.
* ابن شهر آشوب في المناقب, أبو القاسم الكوفي قال: روى في قوله {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} ان الراسخون في العلم من قرنهم الرسول | بالكتاب وأخبر انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.
* ابن شهر آشوب في المناقب, إبانة أبي العباس الفلكي, قال علي ×: نحن {الراسخون في العلم} ونحن منار الهدى وأعلام التقى ولنا ضربت الأمثال.
* كتاب سليم بن قيس, كتاب أمير المؤمنين × جوابا لمعاوية: ...{وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}، الراسخون نحن آل محمد . وأمر الله سائر الأمة أن يقولوا: {آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}، وأن يسلموا لنا ويردوا علمه إلينا...
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال محمد بن العباس : حدثنا علي بن سليمان الزراري, عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} قال: إيانا عنى, فقلت له: أنتم هم؟ فقال أبو جعفر ×: من عسى أن يكونوا، {ونحن الراسخون في العلم}.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا يعقوب بن يزيد, عن ابن أبي عمير, عن سيف بن عميرة, عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله ×: يا أبا الصباح, نحن قوم فرض الله طاعتنا, لنا الأنفال ولنا صفو المال, ونحن {الراسخون في العلم}, ونحن المحسودون الذين قال الله: {أم يحسدون الناس على ما اتيهم من فضله}.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن النضر بن سويد, عن أيوب بن الحر وعمران بن علي, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: نحن {الراسخون في العلم}, ونحن نعلم تأويله.
* العلامة المجلسي في البحار, قال أمير المؤمنين ×: أين الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا, كذبا وبغيا لنا وحسدا علينا, ان رفعنا الله سبحانه ووضعهم, وأعطانا وحرمهم, وأدخلنا وأخرجهم, بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى, لابهم.
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال محمد بن العباس: حدثنا علي بن محمد الجعفي، عن أحمد بن القاسم الأكفاني، عن علي بن محمد بن مروان، عن أبيه، عن أبان بن أبي عياش, عن سليم بن قيس قال: خرج علينا علي بن أبي طالب × ونحن في المسجد فاحتوشنا عليه. فقال: سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن القرآن فإن في القرآن علم الأولين والآخرين لم يدع لقائل مقالا، ولا {يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}، وليسوا بواحد، ورسول الله | كان واحدا منهم، علمه الله سبحانه إياه، وعلمنيه رسول الله | ثم لا يزال في بقيته إلى يوم القيامة. ثم قرأ {وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة} فأنا بقية من رسول الله | بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة، والعلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة. ثم قرأ {وجعلنا كلمة باقية في عقبه}، ثم قال: كان رسول الله | عقب إبراهيم، ونحن أهل البيت عقب إبراهيم، وعقب محمد|.
* الحسن بن سليمان الحلى في مختصر البصائر, أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، قال: سمعت أبا إبراهيم × يقول: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى محمد |: أنه قد فنيت أيامك، وذهبت دنياك، واحتجت إلى لقاء ربك، فرفع النبي | يديه إلى السماء باسطا كفيه وهو يقول: عدتك التي وعدتني إنك لا تخلف الميعاد، فأوحى الله عز وجل إليه: أن ائت أحدا أنت ومن تثق به، فأعاد الدعاء، فأوحى الله عز وجل إليه: امض أنت وابن عمك حتى تأتي أحدا، ثم تصعد على ظهره واجعل القبلة في ظهرك، ثم ادع وحش الجبل تجبك، فإذا أجابتك فاعمد إلى جفرة منهن أنثى - وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد قرناها الطلوع - تشخب أوداجها دما، وهي التي لك، فمر ابن عمك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها، فإنه سيجدها مدبوغة. وسأنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد، ليس هو من مداد الأرض، يبقى المداد ويبقى الجلد، لا تأكله الأرض ولا يبليه التراب، لا يزداد كلما نشر إلا جدة، غير أنه محفوظ مستور، يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون إليك، وتمليه على ابن عمك، وليكتب وليستمد من تلك الدواة. فمضى رسول الله | حتى انتهى إلى الجبل، ففعل ما أمره الله تعالى به وصادف ما وصف له ربه، فلما ابتدأ علي × في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدة من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله، ومن حضر ذلك المجلس بين يديه، وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل وأشد خضرة وأنور. ثم نزل الوحي على محمد |، وكتب علي ×، إلا أنه يصف كل زمان وما فيه، ويخبره بالظهر والبطن، وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، وفسر له أشياء {لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم}، ثم أخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك كله وكتبه. ثم أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من بعده، فسأله عنها، فقال: الصبر الصبر، وأوصى الينا بالصبر، وأوصى أشياعهم بالصبر والتسليم حتى يخرج الفرج، وأخبره بأشراط أوانه وأشراط تولده، وعلامات تكون في ملك بني هاشم، فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها، وصار الولي إذا أفضي إليه الأمر تكلم بالعجب.
* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, عن أمير المؤمنين × في احتجاجه على بعض الزنادقة، أنه قال: ... وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وبقوله: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} وبقوله: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وبقوله: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} وبقوله: {وأتوا البيوت من أبوابها} والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعه عند الأنبياء، وأبوابها أوصياؤهم، فكل عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي الأصفياء وعهودهم وحدودهم وشرائعهم وسننهم مردود غير مقبول وأهله بمحل كفر وإن شملهم صفة الايمان.
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن ابن أبي عمير, عن ابن أذينة, عن يزيد بن معاوية, عن أبي جعفر × قال: إن رسول الله | أفضل {الراسخين في العلم}, قد علم جميع ما انزل الله عليه من التنزيل والتأويل, وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله, وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله، قال: قلت: جعلت فداك, ان أبا الخطاب كان يقول فيكم قولا عظيما، قال: وما كان يقول؟ قلت: إنه يقول انكم تعلمون علم الحلال والحرام والقرآن, قال ×: علم الحلال والحرام والقرآن يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار.
بمصادر العامة:
قال الإمام علي ×: أين الذين زعموا أنهم {الراسخون في العلم} دوننا آذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم, بنا يستعطى الهدى, وبنا يستجلي العمى.
عن علي × قال: كنت ادخل على رسول اللّه | ليلا ونهارا، فكنت إذا سألته اجابني وإن سكت ابتدأني، وما نزلت عليه آية إلا قرأتها وعلمت تفسيرها وتأويلها، ودعا اللّه لي ان لا أنسي شيئا علمني إياه, فما نسيته من حرام وحلال وأمر ونهي وطاعة ومعصية، وقد وضع يده على صدرى وقال: اللهم املأ قلبه علما وفهما وحكما ونورا، ثم قال لي: اخبرني ربي عز وجل انه قد استجاب لي فيك.
عن محمد بن مسلم عن جعفر الصادق × قال: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}، ونحن الراسخون في العلم.
عن يحيى بن أم الطويل قال: سمعت عليا × يقول: ما بين لوحي المصحف من آية إلا وقد علمت فيمن نزلت, وإن بين جوانحي لعلما جما، فسلوني قبل أن تفقدوني. وقال: إذا كنت غائبا عن نزول الآية كان يحفظ على رسول الله | ما كان ينزل عليه من القرآن، وإذا قدمت عليه أقرأنيه ويقول: يا علي, أنزل الله على بعد كذا كذا وتأويله كذا وكذا، ويعلمني تأويله وتنزيله.
عن أنس قال: قال النبي |: علي يعلم الناس بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون.
{قل أأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد (15) الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار (16)}
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي عن أبي صالح, عن ابن عباس: { قل أأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار} إلى اخر الآيتين قال: نزلت في علي بن أبي طالب ×, وحمزة بن عبد المطلب, وعبيدة بن الحار.
بمصادر العامة:
عن أبي صالح, عن ابن عباس: { قل أأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار} إلى اخر الآيتين قال: نزلت في علي ×, وحمزة, وعبيدة بن الحار.
{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} (18)
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, جعفر بن محمد الفزاري معنعنا, عن أبي جعفر × في قوله: {شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} قال أبو جعفر ×: هو كما شهد لنفسه، وأما قوله {والملائكة} فأقرت الملائكة بالتسليم لربهم وصدقوا وشهدوا أنه لا إله إلا هو كما شهد لنفسه، وأما قوله {وأولوا العلم قائما بالقسط} فان أولى العلم الأنبياء والأوصياء, وهم قيام بالقسط كما قال الله {القسط} هو العدل في الظهر، والعدل في البطن هو علي بن أبي طالب ×.
* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام العسكري ×: قال علي بن الحسين ×: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}. فابتدأ بنفسه، وثنى بملائكته، وثلث بأولى العلم الذين هم قرناء ملائكته, أولهم وسيدهم محمد |، وثانيهم علي ×، وثالثهم أقرب أهله إليه، و أحقهم بمرتبته بعده.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عباد بن سليمان, عن محمد بن سليمان الديلمي, عن أبيه سليمان, عن أبي عبد الله × قال: إن نطفة الامام من الجنة، وإذا وقع من بطن أمه إلى الأرض وقع وهو واضع يده إلى الأرض رافع رأسه إلى السماء، قلت: جعلت فداك ولم ذاك؟ قال ×: لان مناديا يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الأفق الاعلى: يا فلان بن فلان أثبت فإنك صفوتي من خلقي، وعيبة علمي, ولك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني، وأحلك جواري. ثم وعزتي وجلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي، وإن أوسعت عليهم في دنياي من سعة رزقي، قال: فإذا انقضى صوت المنادي، أجابه هو: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} فإذا قالها أعطاه الله العلم الأول والعلم الاخر, واستحق زيادة الروح في ليلة القدر.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن مرزبان القمي قال: سألت أبا الحسن ×: عن قول الله: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط} قال: هو الإمام.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن النضر، عن هارون، عن عبد الله بن عطا, عن أبي عبد الله × قال: نحن أولو الذكر, وأولو العلم، وعندنا الحلال والحرام.
{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب} (19)
* ابن شهر آشوب في المناقب, الباقر × في قوله {إن الدين عند الله الإسلام} قال: التسليم لعلي بن أبي طالب × بالولاية.
* الشيخ الكليني في الكافي, يونس، عن داود بن فرقد، عن حسان الجمال، عن عميرة، عن أبي عبد الله × قال: سمعته يقول: أُمر الناس بمعرفتنا والرد إلينا والتسليم لنا، ثم قال: وإن صاموا وصلوا وشهدوا أن لا إله إلا الله وجعلوا في أنفسهم أن لا يردوا إلينا كانوا بذلك مشركين.
* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, أخبرني محمد بن حماد السمندلي, عن عبد الرحمن بن سالم الاشل, عن أبيه قال: قال أبو جعفر ×: يا سالم إن الإمام هادي مهدي لا يُدخله الله في عماء ولا يحمله على هيئة ليس للناس النظر في أمره ولا التخير عليه, وإنما أمروا بالتسليم.
{إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم} (21)
* كتاب سليم بن قيس, عن أمير المؤمنين × في حديث له مع معاوية, قال له: يا معاوية، إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، ولم يرض لنا بالدنيا ثوابا. يا معاوية، إن نبي الله زكريا قد نشر بالمناشير، ويحيى ذبح وقتله قومه وهو يدعوهم إلى الله عز وجل, وذلك لهوان الدنيا على الله. إن أولياء الشيطان قد حاربوا أولياء الرحمن، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم}.
{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير} (26)
* الشيخ الكليني في الكافي, بإسناده عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سماك، عن داود بن فرقد، عن عبد الاعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله × قال: قلت له: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء} أليس قد آتي الله عز وجل بني أمية الملك؟ قال: ليس حيث تذهب إليه, إن الله عز وجل آتانا الملك وأخذته بنو أمية بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الآخر فليس هو للذي أخذه.
{لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير} (28)
* ابن شهر آشوب في المناقب, {ويحذركم الله نفسه} قال الرضا ×: علي × خوفهم به.
{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد} (30)
* العلامة المجلسي في البحار, روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان، عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر, عن الصادق × في حديث طويل عن الرجعة: ثم يقوم الحسين × مخضبا بدمه هو وجميع من قتل معه، فإذا رآه رسول الله | بكى, وبكى أهل السماوات والأرض لبكائه، وتصرخ فاطمة ÷ فتزلزل الأرض ومن عليها، ويقف أمير المؤمنين والحسن (ع) عن يمينه، وفاطمة (ع) عن شماله، ويقبل الحسين (ع) فيضمه رسول الله رسول الله | إلى صدره، ويقول: يا حسين! فديتك قرت عيناك وعيناي فيك، وعن يمين الحسين (ع) حمزة أسد الله في أرضه، وعن شماله جعفر بن أبي طالب الطيار، ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (ع) وهن صارخات وأمه فاطمة (ع) تقول {هذا يومكم الذي كنتم توعدون} اليوم {تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}...
* الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد المقري من كتابه قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الحوبي قال: حدثنا نصر بن حماد قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ×، عن جابر بن عبد الله الأنصاري, عن النبي | في حديث طويل: أيها الناس! اسمعوا لما آمركم به وأطيعوه، فإني أخوفكم عقاب الله عز وجل {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه}. ثم أخذ بيد أمير المؤمنين × فقال: معاشر الناس هذا مولى المؤمنين، وقاتل الكافرين، وحجة الله على العالمين. اللهم إني قد بلغت، وهم عبادك، وأنت القادر على صلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين...
بمصادر العامة:
عن الحسين بن علي × قال: نحن المستضعفون، ونحن المقهورون، ونحن عترة رسول الله |, فمن نصرنا فرسول الله | نصر، و من خذلنا فرسول الله | خذل، ونحن وأعداؤنا نجتمع {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا} الآية.
{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} (31)
* الشيخ الكليني في الكافي, حدثني علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن فضال, عن حفص المؤذن, عن أبي عبد الله × في رسالة الى أصحابه: ... ومن سره ان يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا، ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيه | قل: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}, والله لا يطيع الله عبد أبدا إلا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا, ولا والله لا يتبعنا عبد أبدا إلا أحبه الله, ولا والله لا يدع أحد اتباعنا أبدا إلا أبغضنا, ولا والله لا يبغضنا أحد أبدا إلا عصى الله, ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه على وجهه في النار, والحمد لله رب العالمين...
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن علي بن معمر، عن محمد بن علي بن عكاية التميمي، عن الحسين بن النضر الفهري، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر × في حديث طويل, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: ...{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} فاتباعه | محبة الله, ورضاه غفران الذنوب, وكمال الفوز, ووجوب الجنة, وفى التولي عنه والاعراض محادة الله, وغضبه وسخطه, والبعد منه مسكن النار, وذلك قوله: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}...
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد وعلي بن محمد، عن القاسم بن محمد, عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله × في حديث طويل: ...{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} ثم قال: يا حفص الحب أفضل من الخوف، ثم قال: والله ما أحب الله من أحب الدنيا ووالى غيرنا, ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى...
* الشيخ الكليني في الكافي, عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله × قال: إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة إلا لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن, ثم تلا: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بريد بن معاوية العجلي قال: كنت عند أبي جعفر × إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا فاخرج رجليه وقد تغلفتا وقال: اما والله ما جاءني من حيث جئت الا حبكم أهل البيت، فقال أبو جعفر ×: والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا، وهل الدين الا الحب ان الله يقول: {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وقال: {يحبون من هاجر إليهم} وهل الدين الا الحب.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ربعي بن عبد الله قال: قيل لأبي عبد الله ×: جعلت فداك, انا نسمى بأسمائكم وأسماء آبائكم, فينفعنا ذلك؟ فقال: أي والله, وهل الدين الا الحب؟ قال الله {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بشير, عن أبي عبد الله × قال: انه كان يقول: ما بين أحدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلغ نفسه ها هنا - وأشار بإصبعه إلى حنجرته - قال: ثم تأول بآيات من الكتاب فقال ×: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله} {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: ثم قال: {يوم ندعو كل أناس بامامهم} فرسول الله | امامكم, وكم من امام يوم القيمة يجئ يلعن أصحابه ويلعنونه.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله × قال: قد عرفتم في منكرين كثيرا، وأحببتم في مبغضين كثيرا، وقد يكون حبا لله في الله ورسوله، وحبا في الدنيا، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله تعالى، وما كان في الدنيا فليس في شيء, ثم نفض يده، ثم قال: إن هذه المرجئة، وهذه القدرية، وهذه الخوارج, ليس منهم أحد إلا يرى أنه على الحق، وإنكم إنما أحببتمونا في الله. ثم تلا: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} و{من يطع الرسول فقد أطاع الله}، {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي عبيدة الحذاء قال: دخلت على أبي جعفر × فقلت: بأبي أنت وأمي ربما خلا بي الشيطان فخبثت نفسي، ثم ذكرت حبي إياكم وانقطاعي إليكم فطابت نفسي، فقال: يا زياد ويحك وما الدين الا الحب, الا ترى إلى قول الله تعالى {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب, قال رسول الله |: إن من ادعى حبنا وهو لا يعمل بقولنا, فليس منا ولا نحن منه, أما سمعوا قول الله تعالى يقول مخبرا عن نبيه, {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, عن بشير, عن أبي عبد الله × قال: انه كان يقول: ما بين أحدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلغ نفسه ها هنا - وأشار بإصبعه إلى حنجرته - قال: ثم تأول بآيات من الكتاب فقال ×: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله} {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: ثم قال: {يوم ندعو كل أناس بامامهم} فرسول الله | امامكم, وكم من امام يوم القيمة يجئ يلعن أصحابه ويلعنونه.حدثني أحمد بن محمد بن علي بن عمر الزهري قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن المفلس, عن زكريا بن محمد, عن عبد الله بن مسكان وأبان بن عثمان, عن بريد بن معاوية العجلي وإبراهيم الأحمري قالا: دخلنا على أبي جعفر × وعنده زياد الأحلام فقال أبو جعفر ×: يا زياد, مالي أرى رجليك متعلقين؟ قال: جعلت لك الفداء, جئت على نضولي عامة الطريق وما حملني على ذلك إلا حبي لكم وشوقي إليكم. ثم أطرق زياد مليا ثم قال: جعلت لك الفداء, إني ربما خلوت فأتاني الشيطان فيذكرني ما قد سلف من الذنوب والمعاصي فكأني آيس, ثم أذكر حبي لكم وانقطاعي إليكم وكان متكالكم! قال: يا زياد, وهل الدين إلا الحب والبغض؟ ثم تلا هذه الآيات الثلاث كأنها في كفه: {ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم} وقال: {يحبون من هاجر إليهم} وقال: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}. أتى رجل إلى رسول الله | فقال: يا رسول الله إني أحب الصوامين ولا أصوم, وأحب المصلين ولا أصلي, وأحب المتصدقين ولا أتصدق, فقال |: أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت. أما ترضون أن لو كانت فزعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم وفزعنا إلى رسول الله | وفزعتم إلينا.
{إن الله اصطفى آدم و نوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (33) ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم (34)}
* علي بن يوسف الحلي في العدد القوية, قال الإمام الحسن ×: أيها الناس اعقلوا عن ربكم, {إن الله عز وجل اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}، فنحن الذرية من آدم والأسرة من نوح، والصفوة من إبراهيم، والسلالة من إسماعيل، وآل من محمد | نحن فيكم كالسماء المرفوعة، والأرض المدحوة، والشمس الضاحية، وكالشجرة الزيتونة، لا شرقية ولا غربية التي بورك زيتها، النبي أصلها، وعلي فرعها، ونحن والله ثمرة تلك الشجرة، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن تخلف عنها فإلى النار هوى.
* كتاب سليم بن قيس, قام أبو ذر فقال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها المخذولة بعصيانها، إن الله يقول: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} . وآل محمد | الأخلاف من نوح وآل إبراهيم من إبراهيم والصفوة والسلالة من إسماعيل, وعترة النبي محمد |، أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة، وهم كالسماء المرفوعة والجبال المنصوبة والكعبة المستورة والعين الصافية والنجوم الهادية والشجرة المباركة، أضاء نورها وبورك زيتها.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, بأسناده, عن الصادق × في حديث المقتل: ثم أقبل رجل آخر من عسكر عمر بن سعد (لع)، يقال له محمد بن الأشعث به قيس الكندي (لع)، فقال: يا حسين بن فاطمة، أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟ فتلا الحسين × هذه الآية {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض} الآية، ثم قال: والله إن محمدا لمن آل إبراهيم، وإن العترة الهادية لمن آل محمد. من الرجل؟ فقيل: محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، فرفع الحسين × رأسه إلى السماء، فقال: اللهم أر محمد بن الأشعث ذلا في هذا اليوم، لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا. فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز، فسلط الله عليه عقربا فلدغته، فمات بادي العورة.
* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن المفضل وسعدان بت إسحاق وأحمد ابن الحسين بن عبد الملك ومحمد بن أحمد جميعا، عن ابن محبوب.
وأخبرنا محمد بن يعقوب الكليني أبو جعفر، قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه.
قال: وحدثني محمد بن عمران، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: وحدثنا علي بن محمد وغير ، عن سهل بن زياد، جميعا، عن الحسن بن محبوب.
قال: وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي ناشر، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر × في حديث طويل عن الظهور: فينادي (يعني القائم): يا أيها الناس، إنا نستنصر الله فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد |، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد |، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمد | فأنا أولى الناس بمحمد |، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}؟ فأنا بقية من آدم، وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد |.
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال الشيخ أبو جعفر الطوسي: روى روح بن روح، عن رجاله، عن إبراهيم النخعي, عن ابن عباس قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فقلت: يا أبا الحسن أخبرني بما أوصى إليك رسول الله |؟ فقال: سأخبركم، إن الله اصطفى لكم الدين وارتضاه وأتم عليكم نعمته وكنتم أحق بها وأهلها، وإن الله أوحى إلى نبيه أن يوصي إلي. فقال النبي |: يا علي احفظ وصيتي، وارع ذمامي، وأوف بعهدي، وأنجز عداتي، واقض ديني، وأحي سنتي وقومها وادع إلى ملتي، لان الله اصطفاني واختارني، فذكرت دعوة أخي موسى. فقلت: اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت هارون من موسى، فأوحى الله عز وجل إلي، إن عليا وزيرك وناصرك والخليفة من بعدك، ثم أنت يا علي من أئمة الهدى، وأولادك منك، فأنتم قادة الهدى والتقى، والشجرة التي أنا أصلها وأنتم فرعها، فمن تمسك بها فقد نجا، ومن تخلف عنها فقد هلك وهوى، وأنتم الذين أوجب الله تعالى مودتكم وولايتكم، والذين ذكرهم الله في كتابه ووصفهم لعباده، فقال عز وجل من قائل: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. فأنتم صفوة الله من آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران، وأنتم الأسرة من إسماعيل والعترة الطاهرة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا: عن خيثمة الجعفي قال: قلت لأبي جعفر ×: جعلت فداك, أخبرني عن آدم ونوح كانا على ما نحن عليه؟ قال: يا خيثمة ليس أحد من الأنبياء والرسل إلا وقد كانوا على ما نحن عليه، يا خيثمة إن الملائكة في السماء هم على ما أنتم عليه وهو قول الله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض} إنما هم الصفوة الذين ارتضاهم لنفسه.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن حنان بن سدير, عن أبيه, عن أبي جعفر × قال: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض} قال: نحن منهم ونحن بقية تلك العترة.
* القاضي النعمان المغربي في دعائم الإسلام, روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد × أن سائلا سأله: ...أعطني جعلني الله فداك، حجة من كتاب الله أستدل بها على أن آل محمد هم أهل بيته خاصة دون غيرهم، قال: نعم، قال الله عز وجل، وهو أصدق القائلين: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}، ثم بين من أولئك الذين اصطفاهم فقال: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. ولا تكون ذرية القوم إلا نسلهم. وقال عز وجل: {اعملوا آل داود شكرا} وقال: {قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله}، وإنما كان ابن عم فرعون، وقد نسب الله هذا المؤمن إلى فرعون لقرابته في النسب، وهو مخالف لفرعون في الاتباع والدين، ولو كان كل من آمن بمحمد | من آل محمد الذين عناهم الله في القرآن لما نسب مؤمن آل فرعون إلى فرعون وهو مخالف لفرعون في دينه، ففي هذا دليل على أن آل الرجل هم أهل بيته...
* العلامة المجلسي في البحار, روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان، عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل, قال المفضل للصادق ×: يا مولاي نحن نعلم أنكم اختيار الله في قوله تعالى: {نرفع درجات من نشاء} وقوله: {الله أعلم حيث يجعل رسالاته} وقوله: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. قال الصادق ×: يا مفضل فأين نحن في هذه الآية؟ قال المفضل: فوالله {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} وقوله: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين} وقوله: عن إبراهيم {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} وقد علمنا أن رسول الله | وأمير المؤمنين × ما عبدا صنما ولا وثنا ولا أشركا بالله طرفة عين. وقوله: {وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} والعهد عهد الإمامة لا يناله ظالم. قال: يا مفضل وما علمك بأن الظالم لا ينال عهد الإمامة؟ قال المفضل: يا مولاي لا تمتحني بما لا طاقة لي به، ولا تختبرني ولا تبتلني، فمن علمكم علمت ومن فضل الله عليكم أخذت. قال الصادق ×: صدقت يا مفضل ولولا اعترافك بنعمة الله عليك في ذلك لما كنت هكذا.
* محمد بن المشهدي في المزار, زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×: ...وأنتم الصفوة التي اصطفاها الله وصفاها ووصفها في كتابه فقال: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} فأنتم الذرية المختارة والأنفس المجردة والأرواح المطهرة...
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر, عن لمحمد بن علي × في حديث طويل: فال النبي |: يا علي أصبحت وأمسيت خير البرية, فقال له الناس: هو خير من آدم ونوح ومن إبراهيم ومن الأنبياء، فأنزل الله {ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم} إلى {سميع عليم} قالوا: فهو خير منك يا محمد؟ قال الله: {قل انى رسول الله إليكم جميعا} ولكنه خير منكم وذريته خير من ذريتكم ومن اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضابا وقالوا زيادة الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما يقول في ابن عمه، وذلك قول الله {ثم ازدادوا كفرا}.
* شاذان بن جبرئيل القمي في الفضائل, بالاسناد عن الصادق, عن آبائه قال: قال رسول الله |: إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه, وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب ×, وان الله اصطفاهم كما {اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} فاتبعوهم يهدوكم إلى صراط مستقيم, فقدموهم ولا تتقدموا عليهم, فإنهم أحلمكم صغارا, وأعلمكم كبارا فاتبعوهم, لا يدخلونكم في ضلال, ولا يخرجونكم من هدى.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني محمد بن إبراهيم الفزاري معنعنا: عن أبي مسلم الخولاني قال: قال النبي |: يا عائشة أوما علمت {أن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران} وعليا والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة {على العالمين}.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس، عن هشام ابن الحكم في حديث بريه أنه لما جاء معه إلى أبي عبد الله × فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر × فحكى له هشام الحكاية، فلما فرغ قال أبو الحسن × لبريه: يا بريه كيف علمك بكتابك؟ قال: أنا به عالم، ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟ قال: ما أوثقني بعلمي فيه، قال: فابتدأ أبو الحسن × يقرء الإنجيل. فقال بريه: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك، قال: فآمن بريه وحسن إيمانه، وآمنت المرأة التي كانت معه. فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبد الله × فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى × وبين بريه، فقال أبو عبد الله ×: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}، فقال بريه: أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟ قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها ونقولها كما قالوا، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول: لا أدري.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب، قال: حدثنا الحسن بن علي الزعفراني، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا أبو الوليد العباس بن بكار الضبي، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، قال: حدثنا محمد بن سيرين، قال: سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون: لما فرغ علي بن أبي طالب × من الجمل، عرض له مرض، وحضرت الجمعة، فتأخر عنها، وقال لابنه الحسن ×: انطلق يا بني فجمع بالناس. فأقبل الحسن × إلى المسجد، فلما استقل على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهد وصلى على رسول الله |، وقال: أيها الناس، إن الله اختارنا بالنبوة، واصطفانا على خلقه، وأنزل علينا كتابه ووحيه، وأيم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا إلا تنقصه الله في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة {ولتعلمن نبأه بعد حين}, ثم جمع بالناس، وبلغ أباه كلامه، فلما انصرف إلى أبيه × نظر إليه وما ملك عبرته أن سألت على خديه، ثم استدناه إليه فقبل، بين عينيه وقال: بابي أنت وأمي {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}.
* الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام, وروي ان رجلا سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فقال له: يا أمير المؤمنين, اني خرجت محرما فوطئت ناقتي بيض نعام فكسرته فهل علي كفارة؟ فقال له: امض فاسئل ابني الحسن × عنها, وكان بحيث يسمع كلامه فتقدم إليه الرجل فسأله, فقال له الحسن ×: يجب عليك ان ترسل فحولة الإبل في إناثها بعدد ما انكسر من البيض، فما نتج فهو هدي لبيت الله عز وجل فقال له أمير المؤمنين ×: يا بني كيف قلت ذلك وأنت تعلم أن الإبل ربما أزلقت أو كان فيها ما يزلق؟ فقال: يا أمير المؤمنين, والبيض ربما امرق أو كان فيه ما يمرق, فتبسم أمير المؤمنين × وقال له: صدقت يا بني, ثم تلا هذه الآية: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني أبو جعفر الحسني, والحسن بن حباش معنعنا: عن جعفر بن محمد × قال: قال علي بن أبي طالب للحسن ×: يا بني قم فاخطب حتى أسمع كلامك. قال: يا أبتاه كيف أخطب وأنا أنظر إلى وجهك استحيي منك. قال: فجمع علي × أمهات أولاده ثم توارى عنه حيث يسمع كلامه فقام الحسن × فقال: الحمد لله الواحد بغير تشبيه، الدائم بغير تكوين، القائم بغير كلفة، الخالق بغير منصبة، الموصوف بغير غاية، المعروف بغير محدودية، العزيز لم يزل قديما في القدم، ردعت القلوب لهيبته، وذهلت العقول لعزته، وخضعت ا