سورة آل عمران

{هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب} (7)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن أورمة، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله × في قوله تعالى: {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب} قال: أمير المؤمنين والأئمة , {واخر متشابهات} قال: فلان وفلان, {فأما الذين في قلوبهم زيغ} أصحابهم وأهل ولايتهم, {فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله و الراسخون في العلم} أمير المؤمنين والأئمة . 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا محمد بن أحمد بن ثابت قال: حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة, عن وهيب بن حفص, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: سمعته يقول: إن القرآن زاجر وآمر يأمر بالجنة ويزجر عن النار, وفيه محكم ومتشابه, فاما المحكم فيؤمن به ويعمل به, واما المتشابه فيؤمن به ولا يعمل به, وهو قول الله: {فاما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا}، وآل محمد الراسخون في العلم. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا إبراهيم بن إسحاق, عن عبد الله بن حماد, عن بريد بن معاوية العجلي, عن أحدهما × في قول الله تعالى: {وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم} فرسول الله | أفضل الراسخين في العلم, قد علمه الله جميع ما انزل عليه من التنزيل والتأويل, وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله, وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله,  والذين لا يعلمون تأويله إذا قال العالم فيه, فأجابهم الله: {يقولون امنا به كل من عند ربنا} والقرآن خاص وعام, ومحكم ومتشابه, وناسخ ومنسوخ, والراسخون في العلم يعلمونه. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن محمد بن إسماعيل, عن منصور بن يونس, عن ابن أذينة, عن فضيل بن يسار قال: سئلت أبا جعفر × عن هذه الرواية: مامن القرآن آية الا ولها ظهر وبطن, فقال: ظهره تنزيله وبطنه تأويله, منه ما قد مضى ومنه ما لم يكن, يجرى كما يجرى الشمس والقمر, كما جاء تأويل شئ منه يكون على الأموات كما يكون على الاحياء, قال الله: {وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم} نحن نعلمه. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, أبو القاسم الكوفي قال: روى في قوله {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} ان الراسخون في العلم من قرنهم الرسول | بالكتاب وأخبر انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, إبانة أبي العباس الفلكي, قال علي ×: نحن {الراسخون في العلم} ونحن منار الهدى وأعلام التقى ولنا ضربت الأمثال. 

 

* كتاب سليم بن قيس, كتاب أمير المؤمنين × جوابا لمعاوية: ...{وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}، الراسخون نحن آل محمد . وأمر الله سائر الأمة أن يقولوا: {آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولو الألباب}، وأن يسلموا لنا ويردوا علمه إلينا... 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال محمد بن العباس : حدثنا علي بن سليمان الزراري, عن محمد بن خالد الطيالسي، عن سيف بن عميرة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر × في قوله عز وجل {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم} قال: إيانا عنى, فقلت له: أنتم هم؟ فقال أبو جعفر ×: من عسى أن يكونوا، {ونحن الراسخون في العلم}. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا يعقوب بن يزيد, عن ابن أبي عمير, عن سيف بن عميرة, عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله ×: يا أبا الصباح, نحن قوم فرض الله طاعتنا, لنا الأنفال ولنا صفو المال, ونحن {الراسخون في العلم}, ونحن المحسودون الذين قال الله: {أم يحسدون الناس على ما اتيهم من فضله}. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن النضر بن سويد, عن أيوب بن الحر وعمران بن علي, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: نحن {الراسخون في العلم}, ونحن نعلم تأويله. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, قال أمير المؤمنين ×: أين الذين زعموا انهم الراسخون في العلم دوننا, كذبا وبغيا لنا وحسدا علينا, ان رفعنا الله سبحانه ووضعهم, وأعطانا وحرمهم, وأدخلنا وأخرجهم, بنا يستعطى الهدى ويستجلى العمى, لابهم. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال محمد بن العباس: حدثنا علي بن محمد الجعفي، عن أحمد بن القاسم الأكفاني، عن علي بن محمد بن مروان، عن أبيه، عن أبان بن أبي عياش, عن سليم بن قيس قال: خرج علينا علي بن أبي طالب × ونحن في المسجد فاحتوشنا عليه. فقال: سلوني قبل أن تفقدوني، سلوني عن القرآن فإن في القرآن علم الأولين والآخرين لم يدع لقائل مقالا، ولا {يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}، وليسوا بواحد، ورسول الله | كان واحدا منهم، علمه الله سبحانه إياه، وعلمنيه رسول الله | ثم لا يزال في بقيته إلى يوم القيامة. ثم قرأ {وبقية مما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة} فأنا بقية من رسول الله | بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة، والعلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة. ثم قرأ {وجعلنا كلمة باقية في عقبه}، ثم قال: كان رسول الله | عقب إبراهيم، ونحن أهل البيت عقب إبراهيم، وعقب محمد|. 

 

* الحسن بن سليمان الحلى في مختصر البصائر, أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن يحيى، عن جده الحسن بن راشد، قال: سمعت أبا إبراهيم × يقول: إن الله تبارك وتعالى أوحى إلى محمد |: أنه قد فنيت أيامك، وذهبت دنياك، واحتجت إلى لقاء ربك، فرفع النبي | يديه إلى السماء باسطا كفيه وهو يقول: عدتك التي وعدتني إنك لا تخلف الميعاد، فأوحى الله عز وجل إليه: أن ائت أحدا أنت ومن تثق به، فأعاد الدعاء، فأوحى الله عز وجل إليه: امض أنت وابن عمك حتى تأتي أحدا، ثم تصعد على ظهره واجعل القبلة في ظهرك، ثم ادع وحش الجبل تجبك، فإذا أجابتك فاعمد إلى جفرة منهن أنثى - وهي التي تدعى الجفرة حين ناهد قرناها الطلوع - تشخب أوداجها دما، وهي التي لك، فمر ابن عمك فليقم إليها فليذبحها وليسلخها من قبل الرقبة ويقلب داخلها، فإنه سيجدها مدبوغة. وسأنزل عليك الروح الأمين وجبرئيل معه دواة وقلم ومداد، ليس هو من مداد الأرض، يبقى المداد ويبقى الجلد، لا تأكله الأرض ولا يبليه التراب، لا يزداد كلما نشر إلا جدة، غير أنه محفوظ مستور، يأتيك علم وحي بعلم ما كان وما يكون إليك، وتمليه على ابن عمك، وليكتب وليستمد من تلك الدواة. فمضى رسول الله | حتى انتهى إلى الجبل، ففعل ما أمره الله تعالى به وصادف ما وصف له ربه، فلما ابتدأ علي × في سلخ الجفرة نزل جبرئيل والروح الأمين وعدة من الملائكة لا يحصي عددهم إلا الله، ومن حضر ذلك المجلس بين يديه، وجاءته الدواة والمداد خضر كهيئة البقل وأشد خضرة وأنور. ثم نزل الوحي على محمد |، وكتب علي ×، إلا أنه يصف كل زمان وما فيه، ويخبره بالظهر والبطن، وأخبره بما كان وما هو كائن إلى يوم القيامة، وفسر له أشياء {لا يعلم تأويلها إلا الله والراسخون في العلم}، ثم أخبره بكل عدو يكون لهم في كل زمان من الأزمنة حتى فهم ذلك كله وكتبه. ثم أخبره بأمر ما يحدث عليه وعليهم من بعده، فسأله عنها، فقال: الصبر الصبر، وأوصى الينا بالصبر، وأوصى أشياعهم بالصبر والتسليم حتى يخرج الفرج، وأخبره بأشراط أوانه وأشراط تولده، وعلامات تكون في ملك بني هاشم، فمن هذا الكتاب استخرجت أحاديث الملاحم كلها، وصار الولي إذا أفضي إليه الأمر تكلم بالعجب.

 

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, عن أمير المؤمنين × في احتجاجه على بعض الزنادقة، أنه قال: ... وقد جعل الله للعلم أهلا وفرض على العباد طاعتهم بقوله: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} وبقوله: {ولو ردوه إلى الرسول وإلى اولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم} وبقوله: {اتقوا الله وكونوا مع الصادقين} وبقوله: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} وبقوله: {وأتوا البيوت من أبوابها} والبيوت هي بيوت العلم الذي استودعه عند الأنبياء، وأبوابها أوصياؤهم، فكل عمل من أعمال الخير يجري على غير أيدي الأصفياء وعهودهم وحدودهم وشرائعهم وسننهم مردود غير مقبول وأهله بمحل كفر وإن شملهم صفة الايمان. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن ابن أبي عمير, عن ابن أذينة, عن يزيد بن معاوية, عن أبي جعفر × قال: إن رسول الله | أفضل {الراسخين في العلم}, قد علم جميع ما انزل الله عليه من التنزيل والتأويل, وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله, وأوصياؤه من بعده يعلمونه كله، قال: قلت: جعلت فداك, ان أبا الخطاب كان يقول فيكم قولا عظيما، قال: وما كان يقول؟ قلت: إنه يقول انكم تعلمون علم الحلال والحرام والقرآن, قال ×: علم الحلال والحرام والقرآن يسير في جنب العلم الذي يحدث في الليل والنهار.

 

بمصادر العامة:

 

قال الإمام علي ×: أين الذين زعموا أنهم {الراسخون في العلم} دوننا آذباً وبغياً علينا، أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم, بنا يستعطى الهدى, وبنا يستجلي العمى. 

 

عن علي × قال: كنت ادخل على رسول اللّه | ليلا ونهارا، فكنت إذا سألته اجابني وإن سكت ابتدأني، وما نزلت عليه آية إلا قرأتها وعلمت تفسيرها وتأويلها، ودعا اللّه لي ان لا أنسي شيئا علمني إياه, فما نسيته من حرام وحلال وأمر ونهي وطاعة ومعصية، وقد وضع يده على صدرى وقال: اللهم املأ قلبه علما وفهما وحكما ونورا، ثم قال لي: اخبرني ربي عز وجل انه قد استجاب لي فيك. 

 

عن محمد بن مسلم عن جعفر الصادق × قال: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم}، ونحن الراسخون في العلم. 

 

عن يحيى بن أم الطويل قال: سمعت عليا × يقول: ما بين لوحي المصحف من آية إلا وقد علمت فيمن نزلت, وإن بين جوانحي لعلما جما، فسلوني قبل أن تفقدوني. وقال: إذا كنت غائبا عن نزول الآية كان يحفظ على رسول الله | ما كان ينزل عليه من القرآن، وإذا قدمت عليه أقرأنيه ويقول: يا علي, أنزل الله على بعد كذا كذا وتأويله كذا وكذا، ويعلمني تأويله وتنزيله. 

 

عن أنس قال: قال النبي |: علي يعلم الناس بعدي من تأويل القرآن ما لا يعلمون. 

 

{قل أأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد (15) الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار (16)}

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي عن أبي صالح, عن ابن عباس: { قل أأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار} إلى اخر الآيتين قال: نزلت في علي بن أبي طالب ×, وحمزة بن عبد المطلب, وعبيدة بن الحار. 

 

بمصادر العامة:

 

عن أبي صالح, عن ابن عباس: { قل أأنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد الذين يقولون ربنا إننا آمنا فاغفر لنا ذنوبنا وقنا عذاب النار} إلى اخر الآيتين قال: نزلت في علي ×, وحمزة, وعبيدة بن الحار. 

 

{شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} (18)

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, جعفر بن محمد الفزاري معنعنا, عن أبي جعفر × في قوله: {شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} قال أبو جعفر ×: هو كما شهد لنفسه، وأما قوله {والملائكة} فأقرت الملائكة بالتسليم لربهم وصدقوا وشهدوا أنه لا إله إلا هو كما شهد لنفسه، وأما قوله {وأولوا العلم قائما بالقسط} فان أولى العلم الأنبياء والأوصياء, وهم قيام بالقسط كما قال الله {القسط} هو العدل في الظهر، والعدل في البطن هو علي بن أبي طالب ×. 

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام العسكري ×: قال علي بن الحسين ×: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم}. فابتدأ بنفسه، وثنى بملائكته، وثلث بأولى العلم الذين هم قرناء ملائكته, أولهم وسيدهم محمد |، وثانيهم علي ×، وثالثهم أقرب أهله إليه، و أحقهم بمرتبته بعده. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عباد بن سليمان, عن محمد بن سليمان الديلمي, عن أبيه سليمان, عن أبي عبد الله × قال: إن نطفة الامام من الجنة، وإذا وقع من بطن أمه إلى الأرض وقع وهو واضع يده إلى الأرض رافع رأسه إلى السماء، قلت: جعلت فداك ولم ذاك؟ قال ×: لان مناديا يناديه من جو السماء من بطنان العرش من الأفق الاعلى: يا فلان بن فلان أثبت فإنك صفوتي من خلقي، وعيبة علمي, ولك ولمن تولاك أوجبت رحمتي، ومنحت جناني، وأحلك جواري. ثم وعزتي وجلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي، وإن أوسعت عليهم في دنياي من سعة رزقي، قال: فإذا انقضى صوت المنادي، أجابه هو: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} فإذا قالها أعطاه الله العلم الأول والعلم الاخر, واستحق زيادة الروح في ليلة القدر. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن مرزبان القمي قال: سألت أبا الحسن ×: عن قول الله: {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط} قال: هو الإمام. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسى، عن النضر، عن هارون، عن عبد الله بن عطا, عن أبي عبد الله × قال: نحن أولو الذكر, وأولو العلم، وعندنا الحلال والحرام. 

 

{إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب} (19)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, الباقر × في قوله {إن الدين عند الله الإسلام} قال: التسليم لعلي بن أبي طالب × بالولاية. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, يونس، عن داود بن فرقد، عن حسان الجمال، عن عميرة، عن أبي عبد الله × قال: سمعته يقول: أُمر الناس بمعرفتنا والرد إلينا والتسليم لنا، ثم قال: وإن صاموا وصلوا وشهدوا أن لا إله إلا الله وجعلوا في أنفسهم أن لا يردوا إلينا كانوا بذلك مشركين. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, أخبرني محمد بن حماد السمندلي, عن عبد الرحمن بن سالم الاشل, عن أبيه قال: قال أبو جعفر ×: يا سالم إن الإمام هادي مهدي لا يُدخله الله في عماء ولا يحمله على هيئة ليس للناس النظر في أمره ولا التخير عليه, وإنما أمروا بالتسليم. 

 

{إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم} (21)

 

* كتاب سليم بن قيس, عن أمير المؤمنين × في حديث له مع معاوية, قال له: يا معاوية، إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، ولم يرض لنا بالدنيا ثوابا. يا معاوية، إن نبي الله زكريا قد نشر بالمناشير، ويحيى ذبح وقتله قومه وهو يدعوهم إلى الله عز وجل, وذلك لهوان الدنيا على الله. إن أولياء الشيطان قد حاربوا أولياء الرحمن، وقد قال الله عز وجل في كتابه: {إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس فبشرهم بعذاب أليم}. 

 

{قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شي‏ء قدير} (26)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, بإسناده عن إبراهيم بن أبي بكر بن أبي سماك، عن داود بن فرقد، عن عبد الاعلى مولى آل سام، عن أبي عبد الله × قال: قلت له: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء} أليس قد آتي الله عز وجل بني أمية الملك؟ قال: ليس حيث تذهب إليه, إن الله عز وجل آتانا الملك وأخذته بنو أمية بمنزلة الرجل يكون له الثوب فيأخذه الآخر فليس هو للذي أخذه. 

 

{لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شي‏ء إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير} (28)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, {ويحذركم الله نفسه} قال الرضا ×: علي × خوفهم به. 

 

{يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه والله رؤف بالعباد} (30)

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان، عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر, عن الصادق × في حديث طويل عن الرجعة: ثم يقوم الحسين × مخضبا بدمه هو وجميع من قتل معه، فإذا رآه رسول الله | بكى, وبكى أهل السماوات والأرض لبكائه، وتصرخ فاطمة ÷ فتزلزل الأرض ومن عليها، ويقف أمير المؤمنين والحسن (ع) عن يمينه، وفاطمة (ع) عن شماله، ويقبل الحسين (ع) فيضمه رسول الله رسول الله | إلى صدره، ويقول: يا حسين! فديتك قرت عيناك وعيناي فيك، وعن يمين الحسين (ع) حمزة أسد الله في أرضه، وعن شماله جعفر بن أبي طالب الطيار، ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين (ع) وهن صارخات وأمه فاطمة (ع) تقول {هذا يومكم الذي كنتم توعدون} اليوم {تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا}... 

 

* الشيخ المفيد في الأمالي, أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن زياد المقري من كتابه قال: حدثنا أحمد بن عيسى بن الحسن الحوبي قال: حدثنا نصر بن حماد قال: حدثنا عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ×، عن جابر بن عبد الله الأنصاري, عن النبي | في حديث طويل: أيها الناس! اسمعوا لما آمركم به وأطيعوه، فإني أخوفكم عقاب الله عز وجل {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا ويحذركم الله نفسه}. ثم أخذ بيد أمير المؤمنين × فقال: معاشر الناس هذا مولى المؤمنين، وقاتل الكافرين، وحجة الله على العالمين. اللهم إني قد بلغت، وهم عبادك، وأنت القادر على صلاحهم فأصلحهم برحمتك يا أرحم الراحمين... 

 

بمصادر العامة:

 

عن الحسين بن علي × قال: نحن المستضعفون، ونحن المقهورون، ونحن عترة رسول الله |, فمن نصرنا فرسول الله | نصر، و من خذلنا فرسول الله | خذل، ونحن وأعداؤنا نجتمع {يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا} الآية. 

 

{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم} (31)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, حدثني علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن فضال, عن حفص المؤذن, عن أبي عبد الله × في رسالة الى أصحابه: ... ومن سره ان يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا، ألم يسمع قول الله عز وجل لنبيه | قل: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}, والله لا يطيع الله عبد أبدا إلا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا, ولا والله لا يتبعنا عبد أبدا إلا أحبه الله, ولا والله لا يدع أحد اتباعنا أبدا إلا أبغضنا, ولا والله لا يبغضنا أحد أبدا إلا عصى الله, ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه على وجهه في النار, والحمد لله رب العالمين... 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن علي بن معمر، عن محمد بن علي بن عكاية التميمي، عن الحسين بن النضر الفهري، عن أبي عمرو الأوزاعي، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر × في حديث طويل, عن أمير المؤمنين × في خطبة طويلة: ...{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم} فاتباعه | محبة الله, ورضاه غفران الذنوب, وكمال الفوز, ووجوب الجنة,  وفى التولي عنه والاعراض محادة الله, وغضبه وسخطه, والبعد منه مسكن النار, وذلك قوله: {ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده}... 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد وعلي بن محمد، عن القاسم بن محمد, عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله × في حديث طويل: ...{قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} ثم قال: يا حفص الحب أفضل من الخوف، ثم قال: والله ما أحب الله من أحب الدنيا ووالى غيرنا, ومن عرف حقنا وأحبنا فقد أحب الله تبارك وتعالى... 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث، عن أبي عبد الله × قال: إني لأرجو النجاة لمن عرف حقنا من هذه الأمة إلا لأحد ثلاثة: صاحب سلطان جائر، وصاحب هوى، والفاسق المعلن, ثم تلا: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بريد بن معاوية العجلي قال: كنت عند أبي جعفر × إذ دخل عليه قادم من خراسان ماشيا فاخرج رجليه وقد تغلفتا وقال: اما والله ما جاءني من حيث جئت الا حبكم أهل البيت،  فقال أبو جعفر ×: والله لو أحبنا حجر حشره الله معنا، وهل الدين الا الحب ان الله يقول: {قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} وقال: {يحبون من هاجر إليهم} وهل الدين الا الحب. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ربعي بن عبد الله قال: قيل لأبي عبد الله ×: جعلت فداك, انا نسمى بأسمائكم وأسماء آبائكم, فينفعنا ذلك؟ فقال: أي والله, وهل الدين الا الحب؟ قال الله {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بشير, عن أبي عبد الله × قال: انه كان يقول: ما بين أحدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلغ نفسه ها هنا - وأشار بإصبعه إلى حنجرته - قال: ثم تأول بآيات من الكتاب فقال ×: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله} {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: ثم قال: {يوم ندعو كل أناس بامامهم} فرسول الله | امامكم, وكم من امام يوم القيمة يجئ يلعن أصحابه ويلعنونه. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بشير الدهان، عن أبي عبد الله × قال: قد عرفتم في منكرين كثيرا، وأحببتم في مبغضين كثيرا، وقد يكون حبا لله في الله ورسوله، وحبا في الدنيا، فما كان في الله ورسوله فثوابه على الله تعالى، وما كان في الدنيا فليس في شيء, ثم نفض يده، ثم قال: إن هذه المرجئة، وهذه القدرية، وهذه الخوارج, ليس منهم أحد إلا يرى أنه على الحق، وإنكم إنما أحببتمونا في الله. ثم تلا: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}، {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} و{من يطع الرسول فقد أطاع الله}، {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي عبيدة الحذاء قال: دخلت على أبي جعفر × فقلت: بأبي أنت وأمي ربما خلا بي الشيطان فخبثت نفسي، ثم ذكرت حبي إياكم وانقطاعي إليكم فطابت نفسي، فقال: يا زياد ويحك وما الدين الا الحب, الا ترى إلى قول الله تعالى {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}. 

 

* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب, قال رسول الله |: إن من ادعى حبنا وهو لا يعمل بقولنا, فليس منا ولا نحن منه, أما سمعوا قول الله تعالى يقول مخبرا عن نبيه, {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, عن بشير, عن أبي عبد الله × قال: انه كان يقول: ما بين أحدكم وبين ان يغتبط الا ان تبلغ نفسه ها هنا - وأشار بإصبعه إلى حنجرته - قال: ثم تأول بآيات من الكتاب فقال ×: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم} {ومن يطع الرسول فقد أطاع الله} {ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} قال: ثم قال: {يوم ندعو كل أناس بامامهم} فرسول الله | امامكم, وكم من امام يوم القيمة يجئ يلعن أصحابه ويلعنونه.حدثني أحمد بن محمد بن علي بن عمر الزهري قال: حدثنا أحمد بن الحسين بن المفلس, عن زكريا بن محمد, عن عبد الله بن مسكان وأبان بن عثمان, عن بريد بن معاوية العجلي وإبراهيم الأحمري قالا: دخلنا على أبي جعفر × وعنده زياد الأحلام فقال أبو جعفر ×: يا زياد, مالي أرى رجليك متعلقين؟ قال: جعلت لك الفداء, جئت على نضولي عامة الطريق وما حملني على ذلك إلا حبي لكم وشوقي إليكم. ثم أطرق زياد مليا ثم قال: جعلت لك الفداء, إني ربما خلوت فأتاني الشيطان فيذكرني ما قد سلف من الذنوب والمعاصي فكأني آيس, ثم أذكر حبي لكم وانقطاعي إليكم وكان متكالكم! قال: يا زياد, وهل الدين إلا الحب والبغض؟ ثم تلا هذه الآيات الثلاث كأنها في كفه: {ولكن الله حبب إليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون فضلا من الله ونعمة والله عليم حكيم} وقال: {يحبون من هاجر إليهم} وقال: {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم}. أتى رجل إلى رسول الله | فقال: يا رسول الله إني أحب الصوامين ولا أصوم, وأحب المصلين ولا أصلي, وأحب المتصدقين ولا أتصدق, فقال |: أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت. أما ترضون أن لو كانت فزعة من السماء فزع كل قوم إلى مأمنهم وفزعنا إلى رسول الله | وفزعتم إلينا. 

 

{إن الله اصطفى آدم و نوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين (33) ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم (34)}

 

* علي بن يوسف الحلي في العدد القوية, قال الإمام الحسن ×: أيها الناس اعقلوا عن ربكم, {إن الله عز وجل اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}، فنحن الذرية من آدم والأسرة من نوح، والصفوة من إبراهيم، والسلالة من إسماعيل، وآل من محمد | نحن فيكم كالسماء المرفوعة، والأرض المدحوة، والشمس الضاحية، وكالشجرة الزيتونة، لا شرقية ولا غربية التي بورك زيتها، النبي أصلها، وعلي فرعها، ونحن والله ثمرة تلك الشجرة، فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا، ومن تخلف عنها فإلى النار هوى. 

 

* كتاب سليم بن قيس, قام أبو ذر فقال: أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها المخذولة بعصيانها، إن الله يقول: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} . وآل محمد | الأخلاف من نوح وآل إبراهيم من إبراهيم والصفوة والسلالة من إسماعيل, وعترة النبي محمد |، أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة، وهم كالسماء المرفوعة والجبال المنصوبة والكعبة المستورة والعين الصافية والنجوم الهادية والشجرة المباركة، أضاء نورها وبورك زيتها. 

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, بأسناده, عن الصادق × في حديث المقتل: ثم أقبل رجل آخر من عسكر عمر بن سعد (لع)، يقال له محمد بن الأشعث به قيس الكندي (لع)، فقال: يا حسين بن فاطمة، أية حرمة لك من رسول الله ليست لغيرك؟ فتلا الحسين × هذه الآية {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض} الآية، ثم قال: والله إن محمدا لمن آل إبراهيم، وإن العترة الهادية لمن آل محمد.  من الرجل؟ فقيل: محمد بن الأشعث بن قيس الكندي، فرفع الحسين × رأسه إلى السماء، فقال: اللهم أر محمد بن الأشعث ذلا في هذا اليوم، لا تعزه بعد هذا اليوم أبدا. فعرض له عارض فخرج من العسكر يتبرز، فسلط الله عليه عقربا فلدغته، فمات بادي العورة. 

 

* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن المفضل وسعدان بت إسحاق وأحمد ابن الحسين بن عبد الملك ومحمد بن أحمد جميعا، عن ابن محبوب.

وأخبرنا محمد بن يعقوب الكليني أبو جعفر، قال: حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه.

قال: وحدثني محمد بن عمران، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، قال: وحدثنا علي بن محمد وغير ، عن سهل بن زياد، جميعا، عن الحسن بن محبوب.

قال: وحدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي ناشر، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر × في حديث طويل عن الظهور: فينادي (يعني القائم): يا أيها الناس، إنا نستنصر الله فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد |، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد |، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا أولى الناس بإبراهيم، ومن حاجني في محمد | فأنا أولى الناس بمحمد |، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين، أليس الله يقول في محكم كتابه: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}؟ فأنا بقية من آدم، وذخيرة من نوح، ومصطفى من إبراهيم، وصفوة من محمد |. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال الشيخ أبو جعفر الطوسي: روى روح بن روح، عن رجاله، عن إبراهيم النخعي, عن ابن عباس قال: دخلت على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فقلت: يا أبا الحسن أخبرني بما أوصى إليك رسول الله |؟ فقال: سأخبركم، إن الله اصطفى لكم الدين وارتضاه وأتم عليكم نعمته وكنتم أحق بها وأهلها، وإن الله أوحى إلى نبيه أن يوصي إلي. فقال النبي |: يا علي احفظ وصيتي، وارع ذمامي، وأوف بعهدي، وأنجز عداتي، واقض ديني، وأحي سنتي وقومها وادع إلى ملتي، لان الله اصطفاني واختارني، فذكرت دعوة أخي موسى. فقلت: اللهم اجعل لي وزيرا من أهلي كما جعلت هارون من موسى، فأوحى الله عز وجل إلي، إن عليا وزيرك وناصرك والخليفة من بعدك، ثم أنت يا علي من أئمة الهدى، وأولادك منك، فأنتم قادة الهدى والتقى، والشجرة التي أنا أصلها وأنتم فرعها، فمن تمسك بها فقد نجا، ومن تخلف عنها فقد هلك وهوى، وأنتم الذين أوجب الله تعالى مودتكم وولايتكم، والذين ذكرهم الله في كتابه ووصفهم لعباده، فقال عز وجل من قائل: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. فأنتم صفوة الله من آدم ونوح وآل إبراهيم وآل عمران، وأنتم الأسرة من إسماعيل والعترة الطاهرة من محمد صلوات الله عليهم أجمعين. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا: عن خيثمة الجعفي قال: قلت لأبي جعفر ×: جعلت فداك, أخبرني عن آدم ونوح كانا على ما نحن عليه؟ قال: يا خيثمة ليس أحد من الأنبياء والرسل إلا وقد كانوا على ما نحن عليه، يا خيثمة إن الملائكة في السماء هم على ما أنتم عليه وهو قول الله تعالى: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض} إنما هم الصفوة الذين ارتضاهم لنفسه. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن حنان بن سدير, عن أبيه, عن أبي جعفر × قال: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض} قال: نحن منهم ونحن بقية تلك العترة. 

 

* القاضي النعمان المغربي في دعائم الإسلام, روينا عن أبي عبد الله جعفر بن محمد × أن سائلا سأله: ...أعطني جعلني الله فداك، حجة من كتاب الله أستدل بها على أن آل محمد هم أهل بيته خاصة دون غيرهم، قال: نعم، قال الله عز وجل، وهو أصدق القائلين: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين}، ثم بين من أولئك الذين اصطفاهم فقال: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. ولا تكون ذرية القوم إلا نسلهم. وقال عز وجل: {اعملوا آل داود شكرا} وقال: {قال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله}، وإنما كان ابن عم فرعون، وقد نسب الله هذا المؤمن إلى فرعون لقرابته في النسب، وهو مخالف لفرعون في الاتباع والدين، ولو كان كل من آمن بمحمد | من آل محمد الذين عناهم الله في القرآن لما نسب مؤمن آل فرعون إلى فرعون وهو مخالف لفرعون في دينه، ففي هذا دليل على أن آل الرجل هم أهل بيته... 

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان، عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل, قال المفضل للصادق ×: يا مولاي نحن نعلم أنكم اختيار الله في قوله تعالى: {نرفع درجات من نشاء} وقوله: {الله أعلم حيث يجعل رسالاته} وقوله: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. قال الصادق ×: يا مفضل فأين نحن في هذه الآية؟ قال المفضل: فوالله {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} وقوله: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين} وقوله: عن إبراهيم {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} وقد علمنا أن رسول الله | وأمير المؤمنين × ما عبدا صنما ولا وثنا ولا أشركا بالله طرفة عين. وقوله: {وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} والعهد عهد الإمامة لا يناله ظالم. قال: يا مفضل وما علمك بأن الظالم لا ينال عهد الإمامة؟ قال المفضل: يا مولاي لا تمتحني بما لا طاقة لي به، ولا تختبرني ولا تبتلني، فمن علمكم علمت ومن فضل الله عليكم أخذت. قال الصادق ×: صدقت يا مفضل ولولا اعترافك بنعمة الله عليك في ذلك لما كنت هكذا. 

 

* محمد بن المشهدي في المزار, زيارة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×: ...وأنتم الصفوة التي اصطفاها الله وصفاها ووصفها في كتابه فقال: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} فأنتم الذرية المختارة والأنفس المجردة والأرواح المطهرة... 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر, عن لمحمد بن علي × في حديث طويل: فال النبي |: يا علي أصبحت وأمسيت خير البرية, فقال له الناس: هو خير من آدم ونوح ومن إبراهيم ومن الأنبياء، فأنزل الله {ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم} إلى {سميع عليم} قالوا: فهو خير منك يا محمد؟ قال الله: {قل انى رسول الله إليكم جميعا} ولكنه خير منكم وذريته خير من ذريتكم ومن اتبعه خير ممن اتبعكم، فقاموا غضابا وقالوا زيادة الرجوع إلى الكفر أهون علينا مما يقول في ابن عمه، وذلك قول الله {ثم ازدادوا كفرا}. 

 

* شاذان بن جبرئيل القمي في الفضائل, بالاسناد عن الصادق, عن آبائه قال: قال رسول الله |: إن الله تعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه, وجعل ذريتي من صلب علي بن أبي طالب ×, وان الله اصطفاهم كما {اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين} فاتبعوهم يهدوكم إلى صراط مستقيم, فقدموهم ولا تتقدموا عليهم, فإنهم أحلمكم صغارا, وأعلمكم كبارا فاتبعوهم, لا يدخلونكم في ضلال, ولا يخرجونكم من هدى. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني محمد بن إبراهيم الفزاري معنعنا: عن أبي مسلم الخولاني قال: قال النبي |: يا عائشة أوما علمت {أن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران} وعليا والحسن والحسين وحمزة وجعفر وفاطمة وخديجة {على العالمين}. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن إبراهيم، عن يونس، عن هشام ابن الحكم في حديث بريه  أنه لما جاء معه إلى أبي عبد الله × فلقي أبا الحسن موسى بن جعفر × فحكى له هشام الحكاية، فلما فرغ قال أبو الحسن × لبريه: يا بريه كيف علمك بكتابك؟ قال: أنا به عالم، ثم قال: كيف ثقتك بتأويله؟ قال: ما أوثقني بعلمي فيه، قال: فابتدأ أبو الحسن × يقرء الإنجيل. فقال بريه: إياك كنت أطلب منذ خمسين سنة أو مثلك، قال: فآمن بريه وحسن إيمانه، وآمنت المرأة التي كانت معه. فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبد الله × فحكى له هشام الكلام الذي جرى بين أبي الحسن موسى × وبين بريه، فقال أبو عبد الله ×: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}، فقال بريه: أنى لكم التوراة والإنجيل وكتب الأنبياء؟ قال: هي عندنا وراثة من عندهم نقرؤها كما قرؤوها ونقولها كما قالوا، إن الله لا يجعل حجة في أرضه يسأل عن شئ فيقول: لا أدري. 

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا أبو عبد الله محمد بن محمد، قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الكاتب، قال: حدثنا الحسن بن علي الزعفراني، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدثنا أبو الوليد العباس بن بكار الضبي، قال: حدثنا أبو بكر الهذلي، قال: حدثنا محمد بن سيرين، قال: سمعت غير واحد من مشيخة أهل البصرة يقولون: لما فرغ علي بن أبي طالب × من الجمل، عرض له مرض، وحضرت الجمعة، فتأخر عنها، وقال لابنه الحسن ×: انطلق يا بني فجمع بالناس. فأقبل الحسن × إلى المسجد، فلما استقل على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهد وصلى على رسول الله |، وقال: أيها الناس، إن الله اختارنا بالنبوة، واصطفانا على خلقه، وأنزل علينا كتابه ووحيه، وأيم الله لا ينقصنا أحد من حقنا شيئا إلا تنقصه الله في عاجل دنياه وآجل آخرته، ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة {ولتعلمن نبأه بعد حين}, ثم جمع بالناس، وبلغ أباه كلامه، فلما انصرف إلى أبيه × نظر إليه وما ملك عبرته أن سألت على خديه، ثم استدناه إليه فقبل، بين عينيه وقال: بابي أنت وأمي {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. 

 

* الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام, وروي ان رجلا سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × فقال له: يا أمير المؤمنين, اني خرجت محرما فوطئت ناقتي بيض نعام فكسرته فهل علي كفارة؟ فقال له: امض فاسئل ابني الحسن × عنها, وكان بحيث يسمع كلامه فتقدم إليه الرجل فسأله, فقال له الحسن ×: يجب عليك ان ترسل فحولة الإبل في إناثها بعدد ما انكسر من البيض، فما نتج فهو هدي لبيت الله عز وجل فقال له أمير المؤمنين ×: يا بني كيف قلت ذلك وأنت تعلم أن الإبل ربما أزلقت أو كان فيها ما يزلق؟ فقال: يا أمير المؤمنين, والبيض ربما امرق أو كان فيه ما يمرق, فتبسم أمير المؤمنين × وقال له: صدقت يا بني, ثم تلا هذه الآية: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني أبو جعفر الحسني, والحسن بن حباش معنعنا: عن جعفر بن محمد × قال: قال علي بن أبي طالب للحسن ×: يا بني قم فاخطب حتى أسمع كلامك. قال: يا أبتاه كيف أخطب وأنا أنظر إلى وجهك استحيي منك. قال: فجمع علي × أمهات أولاده ثم توارى عنه حيث يسمع كلامه فقام الحسن × فقال: الحمد لله الواحد بغير تشبيه، الدائم بغير تكوين، القائم بغير كلفة، الخالق بغير منصبة، الموصوف بغير غاية، المعروف بغير محدودية، العزيز لم يزل قديما في القدم، ردعت القلوب لهيبته، وذهلت العقول لعزته، وخضعت الرقاب لقدرته، فليس يخطر على قلب بشر مبلغ جبروته، ولا يبلغ الناس كنه جلاله، ولا يفصح الواصفون منهم لكنه عظمته، ولا يقوم الوهم منهم التفكر على مضا سببه ولا تبلغه العلماء بألبابها، ولا أهل التفكر بتدبير أمورها، أعلم خلقه به الذي بالحد لا يصفه، يدرك الابصار ولا تدركه الابصار وهو اللطيف الخيبر. أما بعد، فان عليا × باب من دخله كان آمنا ومن خرج منه كان كافرا، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم. فقام علي بن أبي طالب × وقبل بين عينيه ثم قال: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي في بعض مؤلفات أصحابنا, عن أبي سلمة قال: حججت مع عمر ابن الخطاب، فلما صرنا بالأبطح فإذا بأعرابي قد أقبل علينا فقال: يا أمير المؤمنين إني خرجت وأنا حاج محرم، فأصبت بيض النعام، فاجتنيت وشويت وأكلت، فما يجب علي؟ قال: ما يحضرني في ذلك شئ، فاجلس لعل الله يفرج عنك ببعض أصحاب محمد |. فإذا أمير المؤمنين × قد أقبل والحسين × يتلوه، فقال عمر: يا أعرابي هذا علي بن أبي طالب × فدونك ومسألتك، فقام الأعرابي وسأله فقال علي ×: يا أعرابي سل هذا الغلام عندك يعني الحسين ×. فقال الأعرابي: إنما يحيلني كل واحد منكم على الآخر، فأشار الناس إليه: ويحك هذا ابن رسول الله | فاسأله، فقال الأعرابي: يا ابن رسول الله إني خرجت منى بيتي حاجا وقص عليه القصة, فقال له الحسين ×: ألك إبل؟ قال: نعم قال: خذ بعدد البيض الذي أصبت نوقا فاضربها بالفحولة، فما فصلت فاهدها إلى بيت الله الحرام. فقال عمر: يا حسين النوق يزلقن، فقال الحسين: يا عمر إن البيض يمرقن فقال: صدقت وبررت، فقام علي × وضمه إلى صدره وقال: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. 

 

الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله, عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي, عن أبيه, عن عبد الله بن عبد الرحمن, عن المفضل بن عمر قال: دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر × وعلي × ابنه في حجره وهو يقبله ويمص لسانه ويضعه على عاتقه ويضمه إليه, ويقول: بابى أنت وأمي, ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك؟ قلت: جعلت فداك لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة ما لم يقع لاحد إلا لك, فقال لي: يا مفضل هو منى بمنزلتي من أبي × {ذريه بعضها من بعض والله سميع عليم} قال: قلت: هو صاحب هذا الامر من بعدك؟ قال: نعم من اطاعه رشد وعصاه كفر. 

 

* الخزاز القمي في كفاية الأثر, حدثنا محمد بن عبد الله الشيباني والقاضي أبو الفرج المعافا ابن زكريا البغدادي, والحسن بن محمد سعيد, والحسين بن علي ابن الحسن الرازي، جميعا قالوا: حدثنا أبو علي محمد بن همام ابن سهيل الكاتب، قال: حدثني محمد بن جمهور العمي، عن أبيه, محمد بن جمهور، قال: حدثني عثمان بن عمر، قال حدثني شعبة، عن سعيد بن إبراهيم، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة قال: كنت عند النبي | وأبو بكر وعمر والفضل بن العباس وزيد بن حارثة وعبد الله بن مسعود، إذ دخل الحسين بن علي × فأخذه النبي | وقبله ثم قال: حبقه حبقه ترق عين بقه، ووضع فمه على فمه ثم قال: اللهم إني أحبه فأحبه وأحب من يحبه، يا حسين حلاه عن الماء: طرده ومنعه، أي منعت وطردت عن شرب الماء. والمناهل جمع المنهل وهو مورد الماء للشرب. أنت الإمام ابن الإمام أبو الأئمة التسعة، من ولدك أئمة أبرار. فقال له عبد الله بن مسعود: ما هؤلاء الأئمة الذين ذكرتهم يا رسول الله في صلب الحسين ×؟ فأطرق مليا ثم رفع رأسه وقال: يا عبد الله سألت عظيما ولكني أخبرك، إن ابني هذا - ووضع يده على كتف الحسين × - يخرج من صلبه ولد مبارك سمي جده علي × يسمى العابد ونور الزهاد، ويخرج من صلب علي ولد اسمه اسمي وأشبه الناس بي، يبقر العلم بقرا وينطق بالحق ويأمر بالصواب، ويخرج الله من صلبه كلمة الحق ولسان الصدق. فقال له ابن مسعود: فما اسمه يا نبي الله؟ قال: فقال له: جعفر صادق في قوله وفعاله، الطاعن عليه كالطاعن علي والراد عليه كالراد علي. ثم دخل حسان بن ثابت وأنشد في رسول الله | شعرا وانقطع الحديث، فلما كان من الغد صلى بنا رسول الله | ثم دخل بيت عائشة ودخلنا معه أنا وعلي بن أبي طالب × وعبد الله بن العباس، وكان من دأبه × إذا لم يسأل ابتدأ، فقلت له: بأمي أنت وأبي يا رسول الله ألا تخبرني بباقي الخلفاء من صلب الحسين ×. قال: نعم يا أبا هريرة، ويخرج الله من صلبه مولود طاهر أسمر رابعه سمي موسى بن عمران. ثم قال له ابن عباس: ثم من يا رسول الله؟ قال: يخرج موسى علي ابنه يدعى بالرضا موضع العلم ومعدن الحلم. ثم قال ×: بأبي المقتول في أرض الغربة، ويخرج من صلب علي ابنه محمد المحمود أطهر الناس خلقا وأحسنهم خلقا، ويخرج من صلب محمد ابنه علي طاهر الجيب صادق اللهجة، ويخرج من صلب علي الحسن الميمون التقي الطاهر الناطق عن الله وأبو حجة الله، ويخرج من صلب الحسن قائمنا أهل البيت يملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، له غيبة موسى وحكم داود وبهاء عيسى. ثم تلا × {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. فقال له علي بن أبي طالب ×: بأبي أنت وأمي يا رسول الله من هؤلاء الذين ذكرتهم؟ قال: يا علي أسامي الأوصياء من بعدك والعترة الطاهرة والذرية المباركة. ثم قال: والذي نفس محمد بيده لو أن رجلا عبد الله ألف عام ثم ألف عام ما بين الركن والمقام ثم أتى جاحدا بولايتهم لأكبه الله في النار كائنا ما كان. 

 

* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين, عن طارق بن شهاب, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل عن صفات الإمام: أنهم معدن التنزيل ومعنى التأويل وخاصة الرب الجليل ومهبط الأمين جبرئيل، صفوة الله وسره وكلمته، شجرة النبوة ومعدن الصفوة عين المقالة، ومنتهى الدلالة، ومحكم الرسالة، ونور الجلالة, جنب الله ووديعته، وموضع كلمة الله ومفتاح حكمته، ومصابيح رحمة الله وينابيع نعمته السبيل إلى الله والسلسبيل والقسطاس المستقيم والمنهاج القويم والذكر الحكيم والوجه الكريم والنور القديم، أهل التشريف والتقويم والتقديم والتعظيم والتفضيل خلفاء النبي الكريم وأبناء الرؤف الرحيم وأمناء العلي العظيم، {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}.

 

* إبراهيم بن محمد الثقفي في الغارات, روي أن عليا × كتب الى معاوية: ...{ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم} فنحن أهل هذه الدعوة, ورسول الله | منا ونحن منه, بعضنا من بعض, وبعضنا أولى ببعض في الولاية والميراث, {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} وعلينا نزل الكتاب، وفينا بعث الرسول، وعلينا تليت الآيات، ونحن المنتحلون للكتاب والشهداء عليه والدعاة إليه والقوام, به فبأي حديث بعده يؤمنون... 

 

* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى, أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري بقراءتي عليه في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×، قال: حدثنا أبو طالب محمد بن الحسين بن عتبة، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن أحمد، قال: أخبرنا محمد بن وهبان الدبيلي، قال: حدثني علي بن أحمد بن بشر العسكري، قال: حدثني أحمد بن المفضل أبو سلمة الإصفهاني، قال: أخبرني راشد بن علي بن وائل القرشي، قال: حدثني عبد الله بن حفص المدني، قال: أخبرني محمد بن إسحاق، عن سعيد بن زيد بن أرطأة, قال: لقيت كميل بن زياد وسألته عن فضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×، فقال: ألا أخبرك بوصية أوصاني بها يوما هي خير لك من الدنيا بما فيها فقلت: بلى، قال: قال لي علي ×: ...يا كميل ما من علم إلا وأنا أفتحه، وما من سر إلا والقائم × يختمه، يا كميل {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}, يا كميل لا تأخذ إلا عنا تكن منا... 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أحمد بن محمد, عن الرضا, عن أبي جعفر ×: من زعم أنه قد فرغ من الامر فقد كذب لان المشية لله في خلقه يريد ما يشاء ويفعل ما يريد، قال الله {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} آخرها من أولها وأولها من آخرها، فإذا أخبرتم بشئ منها بعينه انه كائن وكان في غيره منه فقد وقع الخبر على ما أخبرتم عنه. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, موسى بن جعفر × قال: دخلت ذات يوم من المكتب ومعي لوحي, قال: فأجلسني أبي × بين يديه وقال: يا بني اكتب: تنح عن القبيح ولا ترده, ثم قال: أجزه, فقلت: ومن أوليته حسنا فزده, ثم قال: ستلقى من عدوك كل كيد, فقلت: إذا كاد العدو فلا تكده, قال: فقال: {ذرية بعضها من بعض}.

 

* العلامة المجلسي في البحار, مصباح الزائر, صفة صلاة لزيارة الحسين بن علي × ... تدعو بعدها وتقول: ...وأشهد أن {ولينا الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون}، وأن ذريتهما أولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض، {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. وأشهد أنهم إعلام الدين، وأولوا الأرحام على الورى، والحجة على أهل الدنيا، انتجبتهم واصطفيتهم واختصصتهم، وأطلعتهم على سرك... 

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, قال أبو حنيفة: دخلت المدينة، فرأيت أبا عبد الله الصادق × فسلمت عليه، وخرجت من عنده فرأيت ابنه موسى × في دهليز وهو صغير السن، فقلت له: أين يحدث الغريب إذا كان عندكم وأراد ذلك؟ فنظر إلي ثم قال: يتجنب شطوط الأنهار، مساقط الثمار، وأفنية الدور والطرق النافذة، والمساجد، ولا يستقبل القبلة ولا يستدبرها ويرفع ويضع بعد ذلك حيث شاء. قال: فلما سمعت هذا القول منه نبل في عيني، وعظم في قلبي، فقلت له: جعلت فداك، ممن المعصية؟ فنظر إلي ثم قال: اجلس حتى أخبرك. فجلست، فقال: إن المعصية لا بد أن تكون من العبد أو من ربه، أو منهما جميعا، فإن كانت من الله فهو أعدل وأنصف من أن يظلم عبده ويأخذه بما لم يفعله. وإن كانت منهما فهو شريكه، والقوي أولى بإنصاف عبده الضعيف. وإن كانت من العبد فعليه وقع الأمر، وإليه توجه النهي، وله حق الثواب والعقاب، ووجبت الجنة والنار. قال أبو حنيفة: فلما سمعت ذلك قلت: {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. 

 

* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى, حدثنا أبو أحمد يحيى بن يحيى المقري الفتى الظريف قال: وجدت في كتاب عمي الفضل فيما كتبه عن أبي منصور أحمد بن العباس, عن أبيه الفضل بن يحيى، عن أبو جعفر محمد بن علي ’ في حديث طويل: {إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون} قال: إيانا عنى. 

 

* الحميري القمي في قرب الإسناد, محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن عيسى شلقان قال: دخلت على أبي عبد الله × وأنا أريد أن أساله عن أبي الخطاب، فقال لي مبتدئا قبل أن أجلس: يا عيسى، ما منعك ان تلقى ابني فتسأله عن جميع ما تريد؟ قال عيسى: فذهبت إلى العبد الصالح × وهو قاعد في الكتاب وعلى شفتيه اثر المادد، فقال مبتدئا: يا عيسى، إن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق النبيين على النبوة فلم يتحولوا عنها أبدا، وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية، فلم يتحولوا عنها أبدا، وأعار قوما الايمان زمانا ثم سلبهم إياه، وإن أبا الخطاب ممن أعير الايمان ثم سلبه الله. فضممته إلي وقبلت بين عينيه، ثم قلت: بأبي أنت وأمي، {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. ثم رجعت إلى أبي عبد الله × فقال لي: ما صنعت يا عيسى؟ فقلت له: بأبي أنت وأمي أتيته فأخبرني مبتدئا من غير أن أسأله، عن جميع ما أردت أن أسأله عنه, فعلمت والله عند ذلك أنه صاحب هذا الامر. فقال: يا عيسى، إن ابني هذا الذي رأيت، لو سألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم. ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب، فعلمت ذلك اليوم أنه صاحب هذا الامر. 

 

* الشيخ الطبرسي في إعلا الورى, عن أبو عبد الله أحمد بن محمد بن عياش قال: حدثني أبو علي أحمد بن محمد ابن يحيى. العطار، وأبو جعفر محمد بن أحمد بن مصقلة القميان قالا: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف قال: حدثنا داود بن القاسم الجعفري، أبو هاشم، قال: كنت عند أبي محمد × فاستؤذن لرجل من أهل اليمن، فدخل عليه رجل جميل طويل جسيم، فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول، وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي، فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا، فقال أبو محمد ×: هذا من ولد الاعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي فيها, ثم قال: هاتها, فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس، فأخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع، وكأني أقرأ الخاتم الساعة: "الحسن بن علي" فقلت لليماني: رأيته قط قبل هذا؟ فقال: لا والله، وإني منذ دهر لحريص على رؤيته، حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه فقال: قم فادخل، فدخلت، ثم نهض وهو يقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت، {ذرية بعضها من بعض}، أشهد أن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والأئمة من بعده، وإليك انتهت الحكمة والإمامة، وإنك ولي الله الذي لا عذر لاحد في الجهل به. فسألت عن اسمه، فقال: اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن أم غانم، وهي الاعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين ×. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني محمد بن الحسن، عن محمد بن عون النصيبي في حديث طويل عن زواج الإمام الجواد ×, ثم قال (المأمون): ويحكم ان أهل هذا البيت خلو من هذا الخلق, أوما علمتم ان رسول الله | بايع للحسن والحسين ’ وهما صبيان غير بالغين ولم؟ يبايع طفلا غيرهما, أو ما علمتم ان أباه عليا × آمن بالنبي | وهو ابن اثني عشر سنة, وقبل الله ورسوله | منه ايمانه ولم يقبل من طفل غيره، ولا دعا رسول الله | طفلا غيره إلى الايمان, أو ما علمتم انها {ذرية بعضها من بعض} يجري لآخرهم مثل ما يجري لأولهم. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, عن الشيخ الطوسي، قال: روى أبو جعفر القلانسي، قال: حدثنا الحسين بن الحسن، قال: حدثنا عمرو بن أبي المقدام، عن يونس بن حباب، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب × قال: قال رسول الله |: ما بال أقوام إذا ذكروا آل إبراهيم وآل عمران استبشروا، وإذا ذكروا آل محمد اشمأزت قلوبهم؟ والذي نفس محمد بيده، لو أن أحدهم وافى بعمل سبعين نبيا يوم القيامة ما قبل الله منه حتى يوافي بولايتي وولاية علي بن أبي طالب ×. 

 

* محمد بن جرير الطبري في نوادر المعجزات, حدثنا سفيان، عن عمارة بن زيد، عن إبراهيم بن سعيد قال: رأيت محمد بن علي × وله شعر أو قال وفرة مثل حلك الغراب مسح يده عليها فاصفرت، ثم مسح بظاهر كفه فاحمرت، ثم مسح بباطن كفه عليها فصارت سوداء كما كانت، فقال لي: يا بن سعيد، هكذا تكون آيات الامامة, فقلت: هكذا رأيت أباك عليه السلام وما أشك أنكم {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم} فضرب بيده إلى التراب فجعله دنانيراً, فقال: في مصرك يزعمون أن الامام يحتاج إلى مال, فبلغهم أن كنوز الارض بيد الامام. 

 

{فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} (37)

 

* ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب, عن زينب بنت علي ÷، قالت: صلى رسول الله | صلاة الفجر، ثم أقبل بوجهه الكريم على علي ×، فقال: هل عندكم طعام؟ فقال: لم آكل منذ ثلاثة أيام طعاما، وما تركت في منزلي طعاما . قال: امض بنا إلى فاطمة ÷ فدخلا عليها وهي تتلوى من الجوع، وابناها معها، فقال: يا فاطمة، فداك أبوك، هل عندك طعام؟ فاستحيت فقالت: نعم فقامت وصلت، ثم سمعت حسا فالتفتت فإذا بصحفة ملاى ثريدا ولحما، فاحتملتها فجاءت بها ووضعتها بين يدي رسول الله |، فجمع عليا وفاطمة والحسن والحسين ، وجعل علي يطيل النظر إلى فاطمة ÷، ويتعجب، ويقول: خرجت من عندها وليس عندها طعام، فمن أين هذا؟ ثم أقبل عليها فقال: يا بنت رسول الله، {أنى لك هذا} قالت: {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} فضحك النبي | وقال: الحمد لله الذي جعل في أهلي نظير زكريا ومريم إذ قال لها: {أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يزرق من يشاء بغير حساب}. فبينما هم يأكلون إذ جاء سائل بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل البيت، أطعموني مما تأكلون. فقال |: إخسا إخسا ففعل ذلك ثلاثا، وقال علي ×: أمرتنا أن لا نرد سائلا، من هذا الذي أنت تخساه؟ فقال: يا علي، إن هذا إبليس، علم أن هذا طعام الجنة، فتشبه بسائل لنطعمه منه. فأكل النبي | وعلي وفاطمة والحسن والحسين حتى شبعوا، ثم رفعت الصحفة، فأكلوا من طعام الجنة في الدنيا. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سيف, عن نجم, عن أبي جعفر × قال: ان فاطمة ÷ ضمنت لعلى × عمل البيت والعجين والخبز وقم البيت, وضمن لها علي × ما كان خلف الباب من نقل الحطب وأن يجئ بالطعام، فقال لها يوما: يا فاطمة هل عندك شئ؟ قالت: لا والذي عظم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شئ نقريك به, قال: أفلا أخبرتني؟ قالت: كان رسول الله | نهاني ان أسئلك شيئا, فقال |: لا تسألي ابن عمك شيئا, ان جاءك بشئ عفو والا فلا تسئليه. قال: فخرج الإمام × فلقي رجلا فاستقرض منه دينارا، ثم أقبل به وقد أمسى فلقي مقداد بن الأسود، فقال للمقداد: ما أخرجك في هذه الساعة؟ قال: الجوع والذي عظم حقك يا أمير المؤمنين قال: قلت لأبي جعفر ×: ورسول الله | حي؟ قال: ورسول الله | حي قال: فهو أخرجني وقد استقرضت دينارا وسأوثرك به، فدفعه إليه فاقبل فوجد رسول الله | جالسا وفاطمة ÷ تصلى وبينهما شئ مغطى، فلما فرغت أحضرت ذلك الشئ فإذا جفنة من خبز ولحم، قال: يا فاطمة انى لك هذا؟ قالت: {هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب}، فقال رسول الله | ألا أحدثك بمثلك ومثلها؟ قال: بلى قال: مثل زكريا إذا دخل على مريم المحراب فوجد عندها رزقا، قال: {يا مريم انى لك هذا قالت هو من عند الله ان الله يرزق من يشاء بغير حساب}، فأكلوا منها شهرا, وهي الجفنة التي يأكل منها القائم × وهي عندنا. 

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا عبد الرزاق بن سليمان بن غالب الأزدي بأرتاح، قال: حدثنا أبو عبد الغني الحسن بن علي الأزدي المعاني، قال: حدثنا عبد الوهاب بن همام الحميري، قال: حدثنا جعفر ابن سليمان الضبعي البصري قدم علينا اليمن، قال: حدثنا أبو هارون العبدي، عن ربيعة السعدي، قال: عن حذيفة بن اليمان، قال: لما خرج جعفر بن أبي طالب من أرض الحبشة إلى النبي | أرسل معه النجاشي بقدح من غالية وقطيفة منسوجة بالذهب هدية إلى النبي |. فقدم جعفر × والنبي بأرض خيبر، فأتاه بالقدح من الغالية والقطيفة، فقال النبي |: لأدفعن هذه القطيفة إلى رجل يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. فمد أصحاب النبي | أعناقهم إليها، فقال النبي |: أين علي؟ فلما جاءه قال له النبي: يا علي، خذ هذه القطيفة إليك. فأخذها علي × وأمهل، حتى قدم إلى المدينة، فانطلق إلى البقيع - وهو سوق المدينة - فأمر صائغا ففصل القطيفة سلكا سلكا، فباع الذهب، وكان ألف مثقال، ففرقه علي × في فقراء المهاجرين والأنصار، ثم رجع إلى منزله ولم يبق له من الذهب قليل ولا كثير، فلقيه النبي | من غد في نفر من أصحابه فيهم حذيفة وعمار، فقال: يا علي، إنك أفدت بالأمس ألف مثقال، فاجعل غداي اليوم وأصحابي هؤلاء عندك. ولم يكن علي × يرجع يومئذ إلى شئ من العروض ذهب أو فضة، فقال حياء منهم وتكرما: نعم يا رسول الله، ادخل يا نبي الله وفي الرحب والسعة أنت ومن معك. قال: فدخل النبي |، ثم قال لنا: ادخلوا. قال حذيفة: وكنا خمسة نفر: أنا، وعمار، وسلمان، وأبو ذر، والمقداد فدخلنا ودخل علي × على فاطمة ÷ يبتغي عندها شيئا من زاد، فوجد في وسط البيت جفنة من ثريد تفور، وعليها عراق كثير، وكأن رائحتها المسك. فحملها علي × حتى وضعها بين يدي النبي | ومن حضر، فأكلنا منها حتى تملأنا ولم ينقص منها قليل ولا كثير. فقام النبي | حتى دخل على فاطمة ÷، فقال: أنى لك هذا الطعام يا فاطمة؟ فردت عليه، ونحن نسمع قولها، فقالت: {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}. فخرج النبي | إلينا مستبشرا، وهو يقول: الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيت لابنتي ما رأى زكريا لمريم، كان إذا دخل عليها المحراب وجد عندها رزقا فيقول لها: يا مريم، أنى لك هذا؟ فتقول: {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}. 

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, عن جابر بن عبد الله قال: إن رسول الله | أقام أياما ولم يطعم طعاما حتى شق ذلك عليه، فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عند أحدهن شيئا، فأتى فاطمة ÷، فقال: يا بنية هل عندك شئ آكله، فاني جائع؟ قالت: لا والله بنفسي وأمي. فلما خرج عنها بعثت جارة لها رغيفين وبضعة لحم، فأخذته، ووضعته في جفنة، وغطت عليها، وقالت: والله لأوثرن بهذا رسول الله | على نفسي ومن غيري - وكانوا محتاجين إلى شبعة طعام - فبعثت حسنا أو حسينا ’ إلى رسول الله | فرجع إليها، فقالت: قد أتانا الله بشئ، فخبأته لك. فقال: هلمي يا بنية، فكشفت الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما، فلما نظرت إليه بهتت، وعرفت أنه من عند الله، فحمدت الله، وصلت على نبيه - أبيها - وقدمته إليه، فلما رآه حمد الله، وقال: من أين لك هذا؟ قالت: {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}. فبعث رسول الله | إلى علي × فدعاه، وأحضره، وأكل رسول الله | وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، وجميع أزواج النبي حتى شبعوا. قالت فاطمة ÷: وبقيت الجفنة كما هي، فأوسعت منها على جميع جيراني، وجعل الله فيها بركة، وخيرا كثيرا. 

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, أن عليا × أصبح يوما فقال لفاطمة ÷: عندك شئ تغدينيه؟ قالت: لا. فخرج واستقرض دينارا ليبتاع ما يصلحهم، فإذا المقداد في جهد، وعياله جياع، فأعطاه الدينار، ودخل المسجد، وصلى الظهر والعصر مع رسول الله | ثم أخذ النبي بيد علي × وانطلقا، ودخلا على فاطمة ’ وهي في مصلاها وخلفها جفنة تفور. فلما سمعت كلام رسول الله |، خرجت فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه فرد السلام، ومسح بيده على رأسها، ثم قال: عشينا غفر الله لك، وقد فعل. فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله |. قال: يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذي لم أنظر إلى مثل لونه قط، ولم أشم مثل رائحته قط، ولم آكل أطيب منه؟ ووضع كفه بين كتفي علي وقال: هذا بدل دينارك {إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, عن بعض كتب المناقب القديمة, عن أبي الفرج محمد بن أحمد المكي, عن المظفر بن أحمد بن عبد الواحد, عن محمد بن علي الحلواني, عن كريمة بنت أحمد بن محمد المروزي.‏ وأخبرني به أيضا عاليا قاضي القضاة محمد بن الحسين البغدادي, عن الحسين بن محمد بن علي الزينبي, عن الكريمة فاطمة بنت أحمد بن محمد المروزية بمكة حرسها الله تعالى, عن أبي علي زاهر بن أحمد, عن معاذ بن يوسف الجرجاني, عن أحمد بن محمد بن غالب, عن عثمان بن أبي شيبة, عن نمير, عن مجالد, عن ابن عباس في حديث طويل‏ أن النبي | دخل على فاطمة ÷ فنظر إلى صفار وجهها وتغير حدقتيها فقال لها: يا بنية ما الذي أراه من صفار وجهك وتغير حدقتيك؟ فقالت: يا أبه إن لنا ثلاثا ما طعمنا طعاما, - إلى أن قال - ثم وثبت ÷ حتى دخلت إلى مخدع لها, فصفت قدميها فصلت ركعتين, ثم رفعت باطن كفيها إلى السماء وقالت: إلهي وسيدي هذا محمد نبيك, وهذا علي ابن عم نبيك, وهذان الحسن والحسين سبطا نبيك, إلهي {أنزل علينا مائدة من السماء} كما أنزلتها على بني إسرائيل, أكلوا منها وكفروا بها, اللهم أنزلها علينا فإنا بها مؤمنون,‏ قال ابن عباس: والله ما استتمت الدعوة فإذا هي بصحفة من ورائها, يفور قتارها, وإذا قتارها أزكى من المسك الأذفر, فاحتضنتها ثم أتت بها إلى النبي | وعلي والحسن والحسين, فلما أن نظر إليها علي بن أبي طالب × قال لها: يا فاطمة من أين لك هذا؟ ولم يكن عهد عندها شيئا, فقال له النبي | كل يا أبا الحسن ولا تسأل, الحمد لله الذي لم يمتني حتى رزقني ولدا مثلها مثل مريم بنت عمران ×‏ {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}‏ قال فأكل النبي | وعلي وفاطمة والحسن والحسين‏ عليهم السلام. 

 

بمصادر العامة:

 

روي عن النبي | أنه جاع في زمن قحط فأهدت له فاطمة ÷ رغيفين وبضعة لحم آثرته بها فرجع بها إليها وقال: هلمي يا بنية فكشفت عن الطبق فإذا هو مملوء خبزا ولحما فبهتت وعلمت أنها نزلت من عند الله فقال لها | أنى لك هذا فقالت: {هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} فقال النبي | الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل ثم جمع رسول الله | علي بن أبي طالب والحسن والحسين وجميع أهل بيته عليه حتى شبعوا وبقي الطعام كما هو فأوسعت فاطمة ÷ على جيرانها. 

 

عن أبي سعيد قال: قال علي × ذات يوم: يا فاطمة هل عندك من شئ تغدينيه؟ قالت: لا والذي أكرم أبى بالنبوة, ما أصبح عندي شئ أغديكه ولا أكلنا بعدك شيئا ولا كان لنا شئ بعدك منذ يومين, الا شئ أوثرك به على بطني وعلى ابني هذين, قال: يا فاطمة ألا أعلمتيني حتى أبغيكم شيئا, قالت: إني أستحى من الله أن أكلفك مالا تقدر عليه, فخرج من عندها واثقا بالله حسن الظن به, فاستقرض دينارا فبينا الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته, فلما رآه أنكره فقال: يا مقداد ما أزعجك من رحلك هذه الساعة, قال: يا أبا حسن خل سبيلي ولا تسألني عما ورائي, وقال: يا ابن أخي انه لا يحل لك ان تكتمني حالك, قال: أما إذا أبيت فوالذي أكرم محمدا | بالنبوة ما أزعجني من رحلي إلا الجهد, ولقد تركت أهلي يبكون جوعا, فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموما راكبا رأسي فهذه حالتي وقصتي, فهملت عينا على بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته, ثم قال: احلف بالذي حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك ولقد اقترضت دينارا فهاك وأوثرك به على نفسي, فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي | فصلى الظهر والعصر والمغرب, فلما قضى النبي | صلاة المغرب, مر بعلى × في الصف الأول فغمزه برجله فسار خلف النبي | حتى لحقه عند باب المسجد, ثم قال: يا أبا الحسن هل عندك شئ تعشينا به؟ فأطرق علي × لا يحر جوابا حياء من النبي | قد عرف الحال الذي خرج عليها, فقال له النبي |: إما أن تقول لا فننصرف عنك أو نعم فنجئ معك, فقال له: حبا وتكريما اذهب بنا, وكأن الله سبحانه وتعالى قد أوحى إلى نبيه | أن تعش عندهم فأخذ النبي | بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة ÷ في مصلاها وخلفها جفنة تفور دخانا, فلما سمعت كلام النبي | خرجت من المصلى فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه فرد عليها السلام, ومسح بيده على رأسها, وقال: كيف أمسيت عشينا غفر الله لك وقد فعل, فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه فلما نظر على ذلك وشم ريحه رمى فاطمة ÷ ببصره رميا شحيحا, فقالت: ما أشح نظرك وأشده, سبحان الله هل أذنبت فيما بيني وبينك ما أستوجب به السخطة, قال: وأي ذنب أعظم من ذنب أصبتيه اليوم, أليس عهدي بك اليوم وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما يومين؟ فنضرت إلى السماء فقالت ÷: إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه, إني لم أقل إلا حقا, قال: فأنى لك هذا, الذي لم أر مثله ولم أشم مثل رائحته ولم آكل أطيب منه, فوضع النبي | كفه المباركة بين كتفي علي × ثم هزها, وقال: يا علي هذا ثواب الدينار وهذا جزاء الدينار, {هذا من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب} ثم استعبر النبي | باكيا وقال: الحمد لله كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذي أجرى فيه زكريا, ويجريك يا فاطمة في المجرى الذي أجرى فيه مريم, {كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا}. 

 

عن جابر بن عبد الله: أن رسول الله | أقام أياما لم يطعم طعاما، حتى شق ذلك عليه فطاف في منازل أزواجه، فلم يصب في بيت أحد منهن شيئا، فأتى فاطمة ÷ فقال: يا بنية هل عندك شيء آكل فإني جائع؟ فقالت: لا والله بأبي أنت وأمي، فلما خرج رسول الله | من عندها، بعثت إليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم، فأخذته منها ووضعته في جفنة وغطت عليه وقالت: لأوثرن بها رسول الله | على نفسي ومن عندي، وكانوا جميعا محتاجين إلى شبعة من طعام، فبعثت حسنا وحسينا ’ إلى جدهما رسول الله | فرجع إليها، فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله قد أتانا الله بشيء فخبأته لك، قال: فهلمي به، فأتي به فكشف عن الجفنة فإذا هي مملوءة خبزا ولحما، فلما نظرت إليه بهتت وعرفت أنها من بركة الله، فحمدت الله تعالى وصلت على نبيه، فقال |: من أين لك هذا يا بنية؟ قالت: {هو من عند الله إن الله يزرق من يشاء بغير حساب}، فحمد رسول الله | وقال: الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل، فإنها كانت يرزقها الله رزقا حسنا فسئلت عنه {قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب}. فبعث رسول الله | إلى علي ×، ثم أكل رسول الله | وعلي وفاطمة والحسن والحسين وجميع أزواج النبي | وأهل بيته جميعا حتى شبعوا. قالت فاطمة ÷: وبقيت الجفنة كما هي فأوسعت منها على جميع جيراني فجعل الله فيها بركة وخيرا. 

 

{قال رب أنى يكون لي غلام وقد بلغني الكبر وامرأتي عاقر قال كذلك الله يفعل ما يشاء (40) قال رب اجعل لي آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشي والإبكار (41)}

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين وتمام النعمة, حدثنا محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي المعروف بالكرماني قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عيسى الوشاء البغدادي قال: حدثنا أحمد بن طاهر القمي قال: حدثنا محمد بن بحر بن سهل الشيباني قال: حدثنا أحمد بن مسرور، عن سعد بن عبد الله القمي قال في حديث طويل مع القائم × قلت: فأخبرني يا ابن رسول الله عن تأويل {كهيعص} قال هذه الحروف من أنباء الغيب, أطلع الله عليها عبده زكريا, ثم قصها على محمد | وذلك أن زكريا سأل ربه أن يعلمه أسماء الخمسة فأهبط عليه جبرئيل فعلّمه إياها, فكان زكريا إذا ذكر محمداً وعلياً وفاطمة والحسن والحسين سري عنه همه, وانجلى كربه, وإذا ذكر الحسين خنقته العبرة, ووقعت عليه البهرة, فقال ذات يوم: يا إلهي ما بالي إذا ذكرت أربعاً منهم تسليت بأسمائهم من همومي, وإذا ذكرت الحسين تدمع عيني وتثور زفرتي؟! فأنبأه الله تعالى عن قصته, وقال: {كهيعص} فالكاف: اسم كربلاء, والهاء: هلاك العترة, والياء: يزيد وهو ظالم الحسين ×, والعين: عطشه, والصاد: صبره, فلما سمع ذلك زكريا لم يفارق مسجده ثلاثة أيام ومنع فيها الناس من الدخول عليه, وأقبل على البكاء والنحيب وكانت ندبته: إلهي أتفجع خير خلقك بولده! إلهي أتنزل بلوى هذه الرزية بفنائه! إلهي أتلبس علياً وفاطمة ثياب هذه المصيبة! إلهي أتحل كربة هذه الفجيعة بساحتهما!! ثم كان يقول: اللهم ارزقني ولداً تقر به عيني على الكبر, وأجعله وارثاً وصياً, واجعل محله مني محل الحسين, فإذا رزقتنيه فافتني ب حبه, ثم فجعني به كما تفجع محمداً حبيبك بولده فرزقه الله يحيى وفجعه به, وكان حمل يحيى ستة أشهر وحمل الحسين × كذلك. 

 

{وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين (42) يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين (43)}

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا الحسن بن علي السكري، عن محمد بن زكريا الجوهري قال: حدثنا شعيب بن واقد قال: حدثني إسحاق بن جعفر بن محمد بن عيسى بن زيد بن علي قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إنما سميت فاطمة ÷ محدثه لان الملائكة كانت تهبط من السماء فتناديها كما تنادي مريم بنت عمران فتقول: يا فاطمة {الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين} يا فاطمة {إقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}، فتحدثهم ويحدثونها, فقالت لهم ذات ليلة: أليست المفضلة على نساء العالمين مريم بنت عمران؟ فقالوا: إن مريم كانت سيدة نساء عالمها، وان الله عز وجل جعلك سيدة نساء عالمك وعالمها وسيدة نساء الأولين والآخرين. 

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا علي بن أحمد بن موسى الدقاق، قال: حدثنا محمد ابن أبي عبد الله الكوفي، قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس في حديث طويل رواه عن النبي | أنه قال في فاطمة÷ وما يصيبها من الظلم بعده: ثم ترى نفسها ذليلة بعد أن كانت في أيام أبيها عزيزة, فعند ذلك يؤنسها الله تعالى ذكره بالملائكة، فنادتها بما نادت به مريم بنت عمران، فتقول: يا فاطمة ÷ {إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين}، يا فاطمة {اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين}. ثم يبتدئ بها الوجع فتمرض، فيبعث الله عز وجل إليها مريم بنت عمران، تمرضها وتؤنسها في علتها. 

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني، قال: حدثنا علي ابن إبراهيم بن هاشم، قال: حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي، قال: حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي، عن إبراهيم بن موسى ابن أخت الواقدي، قال: حدثنا أبو قتادة الحراني، عن عبد الرحمن بن العلاء الحضرمي، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عباس، عن رسول الله | في حديث طويل: فأيما امرأة صلت في اليوم والليلة خمس صلوات، وصامت شهر رمضان، وحجت بيت الله الحرام، وزكت مالها، وأطاعت زوجها، ووالت عليا × بعدي، دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة ÷، وإنها لسيدة نساء العالمين. فقيل له: يا رسول الله، أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال النبي| : ذاك لمريم بنت عمران، فأما ابنتي فاطمة ÷  فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين، وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون: يا فاطمة {إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين}. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, وروى أبو الهذيل, عن مقاتل, عن محمد بن الحنفية, عن أبيه ×: ان رسول الله | قرأ: {ان الله اصطفاك وطهرك} الآية، فقال: يا علي خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، وخديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد ’، وآسية بنت مزاحم. 

 

* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, {واصطفاك على نساء العالمين} أي على نساء عالمي زمانك, لأن فاطمة بنت رسول الله | سيدة نساء العالمين. قال: وهو قول أبي جعفر ×. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, قال أبو جعفر ×: {واصطفاك على نساء العالمين} نساء عالميها, قال: وكانت فاطمة (ع) سيدة نساء العالمين. 

 

بمصادر العامة:

 

قال رسول الله |: حسبك من نساء العالمين أربع: مريم, وآسية, وخديجة, وفاطمة ÷. 

 

عن عائشة ان النبي | قال وهو في مرضه الذي توفي فيه: يا فاطمة الا ترضين ان تكوني سيدة نساء العالمين, وسيدة نساء هذه الأمة, وسيدة نساء المؤمنين. 

 

قال رسول الله | للسيدة فاطمة ÷: يا فاطمة الا ترضين ان تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة. 

 

{إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين} (45)

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا الحفار، قال: حدثني ابن الجعابي، قال: حدثني أبو الحسن علي بن أحمد العجلي، قال: حدثنا عباد بن يعقوب، قال: حدثنا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن علي (ع)، قال: جاء رسول الله | ذات ليلة يطلبني، فقال: أين أخي يا أم أيمن؟ قالت: ومن أخوك؟ قال: علي. قالت: يا رسول الله، تزوجه ابنتك وهو أخوك؟ قال: نعم، أما والله يا أم أيمن، زوجتها كفؤا شريفا {وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين}. 

 

{ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل (48) ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله و أبرئ الأكمه والأبرص وأحي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين (49)}

 

* الشيخ الطبرسي في الأحتجاج, روي عن موسى بن جعفر, عن أبيه, عن آبائه , عن الحسين بن علي × قال: إن يهوديا من يهود الشام وأحبارهم كان قد قرأ التوراة والإنجيل والزبور وصحف الأنبياء عليهم السلام وعرف دلائلهم، جاء إلى مجلس فيه أصحاب رسول الله | وفيهم علي بن أبي طالب، وابن عباس، وابن مسعود، وأبو سعيد الجهني. فقال: يا أمة محمد ما تركتم لنبي درجة، ولا لمرسل فضيلة، إلا أنحلتموها نبيكم، فهل تجيبوني عما أسألكم عنه؟ فكاع القوم عنه. فقال علي بن أبي طالب ×: نعم ما أعطى الله نبيا درجة، ولا مرسلا فضيلة إلا وقد جمعها لمحمد | وزاد محمدا على الأنبياء أضعافا مضاعفة. فقال له اليهودي: فهل أنت مجيبي؟ قال له: نعم سأذكر لك اليوم من فضائل رسول الله | ما يقر الله به عين المؤمنين، ويكون فيه إزالة لشك الشاكين في فضائله |، إنه كان إذا ذكر لنفسه فضيلة قال: "ولا فخر" وأنا أذكر لك فضائله غير مزر بالأنبياء، ولا منتقص لهم، ولكن شكرا لله على ما أعطى محمدا | مثل ما أعطاهم، وما زاده الله وما فضله عليهم. قال له اليهودي: إني أسألك فأعد له جوابا. قال له علي ×: هات. - وساق الحديث الى ان - قال له اليهودي: هذا يحيى بن زكريا × يقال: إنه أوتي الحكم صبيا، والحلم، والفهم، وإنه كان يبكي من غير ذنب، وكان يواصل الصوم؟ قال له علي ×: لقد كان كذلك، ومحمد | أعطي ما هو أفضل من هذا: إن يحيى بن زكريا كان في عصر لا أوثان فيه ولا جاهلية، ومحمد | أوتي الحكم والفهم صبيا بين عبدة الأوثان، وحزب الشيطان، فلم يرغب لهم في صنم قط، ولم ينشط لأعيادهم، ولم ير منه كذب قط، وكان أمينا، صدوقا، حليما، وكان يواصل الصوم الأسبوع والأقل والأكثر فيقال له في ذلك فيقول: إني لست كأحدهم، إني أظل عند ربي، فيطعمني، ويسقيني، وكان يبكي | حتى تبتل مصلاه خشية من الله عز وجل من غير جرم.  قال له اليهودي فإن هذا عيسى بن مريم × يزعمون أنه: تكلم في المهد صبيا؟ قال له علي ×: لقد كان كذلك، ومحمد | سقط من بطن أمه واضعا يده اليسرى على الأرض، ورافعا يده اليمنى إلى السماء، يحرك شفتيه بالتوحيد وبدا من فيه نور رأى أهل مكة منه: قصور بصرى من الشام وما يليها، والقصور الحمر من أرض اليمن وما يليها، والقصور البيض من اسطخر وما يليها، ولقد أضائت الدنيا ليلة ولد النبي | حتى فزعت الجن والإنس والشياطين، وقالوا حدث في الأرض حدث، ولقد رأي الملائكة ليلة ولد تصعد، وتنزل، وتسبح، وتقدس، وتضطرب النجوم وتتساقط، علامة لميلاده، ولقد هم إبليس بالظعن في السماء لما رأى من الأعاجيب في تلك الليلة، وكان له مقعد في السماء الثالثة، والشياطين يسترقون السمع، فلما رأوا العجائب أرادوا أن يسترقوا السمع، فإذا هم قد حجبوا من السماوات كلها، ورموا بالشهب، دلالة لنبوته |. قال له اليهودي: فإن عيسى × يزعمون أنه قد أبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله؟ فقال له علي ×: لقد كان كذلك، ومحمد | أعطي ما هو أفضل من ذلك: أبرأ ذا العاهة من عاهته، بينما هو جالس | إذ سأل عن رجل من أصحابه فقالوا: يا رسول الله إنه قد صار من البلاء كهيئة الفرخ الذي لا ريش عليه، فأتاه | فإذا هو كهيئة الفرخ من شدة البلاء، فقال له: قد كنت تدعو في صحتك دعاء؟ قال: نعم كنت أقول: "يا رب أيما عقوبة أنت معاقبي بها في الآخرة فعجلها لي في الدنيا" فقال له النبي |: ألا قلت: {اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار} فقالها الرجل فكأنما نشط من عقال، وقام صحيحا وخرج معنا، ولقد أتاه رجل من جهينة أجذم يتقطع من الجذام فشكا إليه |، فأخذ قدحا من ماء فتفل عليه، ثم قال: امسح به جسدك ففعل فبرأ حتى لم يوجد عليه شئ، ولقد أتي النبي بأعرابي أبرص فتفل | من فيه عليه فما قام من عنده إلا صحيحا، ولئن زعمت أن عيسى × أبرأ ذا العاهات من عاهاتهم، فإن محمدا | بينما هو في أصحابه إذ هو بامرأة فقالت: يا رسول الله إن ابني قد أشرف على حياض الموت كلما أتيته بطعام وقع عليه التثاؤب، فقام النبي | وقمنا معه فلما أتيناه قال له: جانب يا عدو الله ولي الله، فأنا رسول الله، فجانبه الشيطان فقام صحيحا وهو معنا في عسكرنا، ولئن زعمت أن عيسى × أبرأ العميان، فإن محمدا قد فعل ما هو أكبر من ذلك: إن قتادة بن ربيع كان رجلا صحيحا، فلما أن كان يوم أحد أصابته طعنة في عينه فبدرت حدقته، فأخذها بيده ثم أتى بها إلى النبي | فقال: يا رسول الله إن امرأتي الآن تبغضني، فأخذها رسول الله | من يده ثم وضعها مكانها فلم تكن تعرف إلا بفضل حسنها وفضل ضوئها على العين الأخرى، ولقد جرح عبد الله بن عبيد وبانت يده يوم حنين، فجاء إلى النبي | فمسح عليه يده فلم تكن تعرف من اليد الأخرى، ولقد أصاب محمد ابن مسلم يوم كعب بن أشرف مثل ذلك في عينه ويده، فمسحه رسول الله | فلم تستبينا، ولقد أصاب عبد الله بن أنيس مثل ذلك في عينه، فمسحها فما عرفت من الأخرى، فهذه كلها دلالة لنبوته |. قال له اليهودي: فإن عيسى × يزعمون: أنه أحيى الموتى بإذن الله؟ قال له علي ×: لقد كان كذلك، ومحمد | سبحت في يده تسع حصيات تسمع نغماتها في جمودها، ولا روح فيها لتمام حجة نبوته، ولقد كلمه الموتى من بعد موتهم، واستغاثوه مما خافوا تبعته، ولقد صلى بأصحابه ذات يوم فقال: ما هاهنا من بني النجار أحد وصاحبهم محتبس على باب الجنة بثلاثة دراهم لفلان اليهودي، وكان شهيدا، ولئن زعمت أن عيسى × كلم الموتى فلقد كان لمحمد | ما هو أعجب من هذا: إن النبي لما نزل بالطايف وحاصر أهلها، بعثوا إليه بشاة مسلوخة مطلية بسم، فنطق الذراع منها فقالت: يا رسول الله لا تأكلني فإني مسمومة فلو كلمته البهيمة وهي حية لكانت من أعظم حجج الله على المنكرين لنبوته، فكيف وقد كلمته من بعد ذبح وسلخ وشي! ولقد كان رسول الله | يدعو بالشجرة فتجيبه، وتكلمه البهيمة، وتكلمه السباع، وتشهد له بالنبوة، وتحذرهم عصيانه، فهذا أكثر مما أعطي عيسى ×. قال له اليهودي: إن عيسى × يزعمون أنه أنبأ قومه بما يأكلون وما يدخرون في بيوتهم؟ قال له علي ×: لقد كان كذلك، ومحمد | كان له أكثر من هذا: إن عيسى × أنبأ قومه بما كان من وراء الحايط ومحمد | أنبأ عن مؤتة وهو عنها غائب ووصف حربهم ومن استشهد منهم وبينة وبينهم مسيرة شهر، وكان يأتيه الرجل يريد أن يسأله عن شئ فيقول |: تقول أو أقول: فيقول: بل قل يا رسول الله فيقول: جئتني في كذا وكذا حتى يفرغ من حاجته، ولقد كان | يخبر أهل مكة بأسرارهم بمكة حتى لا يترك من أسرارهم شيئا، منها: ما كان بين صفوان بن أمية وبين عمير بن وهب، إذ أتاه عمير فقال: جئت في فكاك ابني فقال له: كذبت بل قلت لصفوان بن أمية وقد اجتمعتم في الحطيم وذكرتم قتلى بدر وقلتم: والله للموت أهون علينا من البقاء مع ما صنع محمد بنا، وهل حياة بعد أهل القليب، فقلت أنت: لولا عيالي، ودين علي لأرحتك من محمد، فقال صفوان: علي أن أقضي دينك، وأن أجعل بناتك مع بناتي يصيبهن ما يصيبهن من خير أو شر، فقلت أنت: فاكتمها علي وجهزني حتى أذهب فأقتله، فجئت لقتلي، فقال: صدقت يا رسول الله فأنا أشهد: أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، وأشباه هذا مما لا يحصى.  قال له اليهودي: فإن عيسى × يزعمون: أنه خلق من الطين كهيئة الطير فنفخ فيه فكان طيرا بإذن الله؟ فقال له علي ×: لقد كان كذلك، ومحمد | قد فعل ما هو شبيه لهذا إذ أخذ يوم حنين حجرا فسمعنا للحجر تسبيحا وتقديسا، ثم قال للحجر: انفلق فانفلق ثلاث فلق، يسمع لكل فلقة منها تسبيحا لا يسمع للأخرى، ولقد بعث إلى شجرة يوم البطحاء فأجابته، ولكل غصن منها تسبيح وتهليل وتقديس، ثم قال لها: انشقي، فانشقت نصفين، ثم قال لها: التزقي، فالتزقت، ثم قال لها: اشهدي لي بالنبوة فشهدت، ثم قال لها ارجعي إلى مكانك بالتسبيح والتهليل والتقديس ففعلت، وكان موضعها حيث الجزارين بمكة. 

 

* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, عن النبي |: أوتيت القرآن ومثليه. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثني أحمد بن محمد, عن عمر بن عبد العزيز, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة الثمالي في حديث طويل أنه سئل علي بن الحسين ×:الأئمة يحيون الموتى ويبرؤون الأكمه والأبرص ويمشون على الماء؟ قال: ما أعطى الله نبيا شيئا قط الا وقد أعطاه محمدا |, وأعطاه ما لم يكن عندهم, قلت: وكل ما كان عند رسول الله | فقد أعطاه أمير المؤمنين ×؟ قال: نعم, ثم الحسن والحسين ’, ثم من بعد كل امام إماما إلى يوم القيامة, مع الزيادة التي تحدث في كل سنة وفى كل شهر, ثم قال: أي والله في كل ساعة. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثني أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن مثنى الحناط, عن أبي بصير قال: دخلت على أبى عبد الله × وأبى جعفر × وقلت لهما: أنتما ورثة رسول الله | قال: نعم, قلت: فرسول الله | وارث الأنبياء علم كلما علموا؟ فقال لي: نعم, فقلت: أنتم تقدرون على أن تحيوا الموتى وتبرئ الأكمه والأبرص؟ فقال لي: نعم بإذن الله, ثم قال: ادن منى يا أبا محمد, فمسح يده على عيني ووجهي وأبصرت الشمس والسماء والأرض والبيوت وكل شئ في الدار, قال: أتحب أن تكون هكذا ولك ما للناس وعليك ما عليهم يوم القيمة؟ أو تعود كما كنت ولك الجنة خالصا؟ قلت: أعود كما كنت, قال: فمسح على عيني فعدت كما كنت. قال علي: فحدثت به ابن أبي عمي, فقال: اشهد ان هذا حق كما أن النهار حق. 

 

{فلما أحس عيسى منهم الكفر قال من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا مسلمون} (52)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن ابن محبوب، عن أبي يحيى كوكب الدم، عن أبي عبد الله × قال: إن حواري عيسى × كانوا شيعته وإن شيعتنا حواريونا, وما كان حواري عيسى × بأطوع له من حوارينا لنا, وإنما قال عيسى × الحواريين: {من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله} فلا والله ما نصروه من اليهود ولا قاتلوهم دونه, وشيعتنا والله لم يزالوا منذ قبض الله عز ذكره رسوله | ينصرونا ويقاتلون دوننا, ويحرقون ويعذبون ويشردون في البلدان، جزاهم الله عنا خيرا. 

 

{ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} (53)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, عن الكاظم × في قوله تعالى {فاكتبنا مع الشاهدين} قال: نحن هم, نشهد للرسل على أممها. 

 

{إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون (59) الحق من ربك فلا تكن من الممترين (60) فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين (61)}

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن النضر بن سويد, عن ابن سنان, عن أبي عبد الله ×: ان نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله | وكان سيدهم الاهتم والعاقب والسيد, وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا، فقال أصحاب رسول الله |: هذا في مسجدك, فقال: دعوهم, فلما فرغوا دتوا من رسول الله | فقالوا: إلى ما تدعون؟ فقال إلى شهادة ان لا إله إلا الله, واني رسول الله, وان عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث, قالوا: فمن أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله | فقال: قل لهم ما تقولون في آدم ×؟ أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب وينكح؟ فسألهم النبي | فقالوا: نعم، فقال: فمن أبوه؟ فبهتوا فبقوا ساكتين, فأنزل الله {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} الآية الى قوله {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فقال رسول الله |: فباهلوني, فان كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم, وان كنت كاذبا نزلت علي، فقالوا: أنصفت فتواعدوا للمباهلة، فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السيد والعاقب والاهتم: ان باهلنا بقومه باهلناه، فإنه ليس بنبي, وان باهلنا باهل بيته خاصة فلا نباهله فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق، فلما أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله | ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ، فقال النصارى: من هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب وهذه بنته فاطمة وهذان ابناه الحسن والحسين ، فعرفوا وقالوا لرسول الله |: نعطيك الرضى فاعفنا من المباهلة، فصالحهم رسول الله | على الجزية وانصرفوا. 

 

* السيد ابن طاوس في سعد الصعود, المنكدر بن عبد الله، عن أبيه، حدثنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سعيد البزاز قال: حدثنا محمد بن الفيض بن فياض أبو الحسن بدمشق، قال: حدثني عبد الرزاق بن همام الصنعاني، قال حدثنا عمر بن راشد، قال: حدثنا محمد بن المنكدر، عن أبيه قال: لما قدم السيد والعاقب أسقفا نجران في سبعين راكبا وفدا على النبي | كنت معهم وكرز يسير - وكرز صاحب نفقاتهم - فعثرت بغلته فقال: تعس من نأتيه، يريد بذلك النبي | فقال له صاحبه وهو العاقب: بل تعست وانتكست، فقال: ولم ذاك؟ فقال: لأنك أتعست النبي الأمي أحمد، قال: وما علمك بذلك؟ قال: أما تقرأ المصباح الرابع من الوحي إلى المسيح: أن قل لبني إسرائيل ما أجهلكم تتطيبون بالطيب لتطيبوا به في الدنيا عند أهلها وأهلكم وأجوافكم عندي جيف الميتة، يا بني إسرائيل آمنوا برسولي النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان صاحب الوجه الأقمر، والجمل الأحمر المشرب بالنور، ذي الجناب الحسن، والثياب الخشن، سيد الماضين عندي، وأكرم الباقين علي، المستن بسنتي والصابر في ذات نفسي، والمجاهد بيده المشركين من أجلي، فبشر به بني إسرائيل، ومر بني إسرائيل أن يعزروه وينصروه، قال عيسى: قدوس، من هذا العبد الصالح الذي قد أحبه قلبي ولم تره عيني؟ قال: هو منك وأنت منه، وهو صهرك على أمك، قليل الأولاد، كثير الأزواج، يسكن مكة من موضع أساس وطئ إبراهيم × نسله من مباركة وهي ضرة أمك في الجنة، له شأن من الشأن، تنام عيناه ولا ينام قلبه، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، له حوض من شفير زمزم إلى معرب الشمس حيث يعرف، فيه شرابان من الرحيق والتسنيم، فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لا يظمأ بعده أبدا وذلك بتفضيلي إياه على سائر المرسلين، يوافق قوله فعله وسريرته علانيته، فطوباه وطوبى أمته، الذين على ملته يحيون، وعلى سنته يموتون، ومع أهل بيته يميلون آمنين مؤمنين مطمئنين مباركين، يكون في زمن قحط وجدب فيدعوني فيرخي السماء عزاليها حتى يرى أثر بركاتها في أكنافها، وأبارك فيما يصنع يده فيه، قال: إلهي سمه، قال: نعم هو أحمد، وهو محمد رسولي إلى الخلق كافة أقربهم مني منزلة، وأخصهم مني شفاعة، لا يأمر إلا بما أحب، ولا ينهى إلا عما أكره. قال له صاحبه: فأني تقدم بنا على من هذه صفته قال: نشهد أقواله وننظر آياته، فإن يكن هو هو ساعدناه بالمسالمة ونكفه بأموالنا عن أهل ديننا من حيث لا يشعر بنا، وإن يكن كذابا كفيناه بكذبه على الله، قال له صاحبه: ولم إذا رأيت العلامة لا تتبعه؟ قال: أما رأيت ما فعل بنا هؤلاء القوم؟ كرمونا ومولونا ونصبوا لنا كنايسنا، وأعلوا فيها ذكرنا، فكيف تطيب النفس بدين يستوي فيه الشريف والوضيع؟ فلما قدموا المدينة قال من يراهم من أصحاب رسول الله |: ما رأينا وفدا من وفود العرب كانوا أجمل من هؤلاء، لهم شعور وعليهم ثياب الحبر، وكان رسول الله | متناء عن المسجد فحضرت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجد رسول الله | تلقاء المشرق، فهم رجال من أصحاب رسول الله | بمنعهم، فأقبل رسول الله | فقال: دعوهم، فلما قضوا صلاتهم جلسوا إليه وناظروه فقالوا: يا أبا القاسم حاجنا في عيسى، فقال: عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فقال أحدهم بل هو ولده وثاني اثنين، وقال آخر بل ثالث ثلاثة: أب، وابن، وروح قدس، وقد سمعنا في قرآن نزل عليك يقول: فعلنا، وجعلنا، وخلقنا، ولو كان واحدا لقال: خلقت وجعلت، وفعلت، فتغشى النبي | الوحي ونزل على صدره سورة آل عمران إلى قوله رأس الستين منها: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} الآية، فقص عليهم رسول الله | القصة وتلا عليهم القرآن، فقال بعضهم لبعض: قد والله أتاكم بالفصل من خبر صاحبكم. وقال لهم رسول الله |: إن الله قد أمرني بمباهلتكم، إذا كان غدا باهلناك، فقال القوم بعضهم لبعض: حتى ننظر بمن يباهلنا غدا؟ بكثرة أتباعه من أوباش الناس، أم بأهله من أهل الصفوة والطهارة؟ فإنهم وشيج الأنبياء وموضع بهلهم فلما كان من غد، غدا رسول الله | بيمينه علي، وبيساره الحسن والحسين، ومن ورائهم فاطمة ÷ عليهم الحلل النجرانية، وعلى كتف رسول الله | كساء قطواني رقيق خشن ليس بكثيف ولا لين، فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما ونشر الكساء عليهما وأدخلهم تحت الكساء وأدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا على قوسه النبع، ورفع يده اليمنى إلى السماء للمباهلة وأشرف الناس ينظرون، واصفر لون السيد والعاقب وزلزلا حتى كاد أن يطيش عقولهما فقال أحدهما لصاحبه: أنباهله؟ قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيا فنشأ صغيرهم وبقي كبيرهم، ولكن أره أنك غير مكترث، وأعطه من المال والسلاح ما أراد، فإن الرجل محارب، وقل له، أبهؤلاء تباهلنا لئلا يرى أنه قد تقدمت معرفتنا بفضله وفضل أهل بيته، فلما رفع النبي | يده إلى السماء للمباهلة قال أحدهما لصاحبه: أي رهبانية ؟ دارك الرجل، فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلى أهل ولا مال، فقالا: يا أبا القاسم أبهؤلاء تباهلنا؟ قال: نعم، هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدي إلى الله وجهة، وأقربهم إليه وسيلة، قال: فبصبصا يعني ارتعدا وكرا، وقالا له: يا أبا القاسم نعطيك ألف سيف، وألف درع، وألف حجفة وألف دينار كل عام، على أن الدرع والسيف والحجف عندك إعارة حتى نأتي من وراءنا من قومنا فنعلمهم بالذي رأينا وشاهدنا، فيكون الامر على ملاء منهم فإما الاسلام وإما الجزية وإما المقاطعة في كل عام فقال النبي |: قد قبلت منكما، أما والذي بعثني بالكرامة لو باهلتموني بمن تحت الكساء لأضرم الله عليكم الوادي نارا تأجج ثم ساقها إلى من وراءكم في أسرع من طرف العين فحرقتهم تأججا فهبط عليه جبرئيل الروح الأمين فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك: وعزتي وجلالي لو باهلت بمن تحت الكساء أهل السماء وأهل الأرض لتساقطت عليهم السماء كسفا متهافتة: ولتقطعت الأرضون زبرا سايحة فلم يستقر عليها بعد ذلك، فرفع النبي | يديه حتى رئي بياض إبطيه ثم قال: على من ظلمكم حقكم وبخسني الاجر الذي افترضه الله عليهم فيكم بهلة الله تتابع إلى يوم القيامة. 

 

* الفتال النيسابوري في روضة الواعظين, قال ابن عباس في قوله تعالى: {قل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم}، قال: وقد وفد نجران على نبي الله |، وفيهم السيد والعاقب، وأبو الحرث وهو عبد المسيح ابن نونان أسقف نجران سادة أهل نجران، فقالوا: لم تذكر صاحبنا؟ قال: ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى بن مريم تزعم إنه عبد الله، قال أجل هو عبد الله, قالوا: فأرنا فيمن خلق الله عبدا مثله, فأعرض النبي | عنهم فنزل جبرئيل × بقوله تعالى: {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} إلى قوله {فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فقال لهم: {تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونساءنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} قالوا: نعم نلاعنك, فخرج رسول الله | فاخذ بيد علي ومعه فاطمة، والحسن والحسين ، فقال: رسول الله هؤلاء أبنائنا ونسائنا وأنفسنا فهموا ان يلاعنوه، ثم إن السيد قال لابن الحارث والعاقب: ما تصنعون بملاعنة هذا لأنه إن كان كاذبا ما نصنع بملاعنته شيئا، وإن كان صادقا لتهلكن, فصالحوه على الجزية, فقال رسول الله |: اما والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم بشر. قال الصادق ×: ان الأسقف قال لهم: ان غدا فجاء بولده وأهل بيته فاحذروا مباهلته وان جاء بأصحابه، فليس بشئ, فغدا رسول الله | اخذا بيد علي والحسن والحسين بين يديه، وفاطمة تتبعه وتقدم رسول الله | فجثا لركبتيه, فقال الأسقف: جثا والله محمد كما تجيئوا الأنبياء للمباهلة، وكاع عن التقدم - وكاع الكلب في الرمل أي: مشى على كوعه. وقال رسول الله |: لو لاعنوني - يعنى النصارى - لقطعت دابر كل نصراني في الدنيا. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, أحمد بن جعفر معنعنا, عن علي × قال: لما قدم وفد نجران على النبي | قدم فيهم ثلاثة من النصارى من كبارهم: العاقب ومحسن والأسقف فجاؤوا إلى اليهود وهم في بيت المدارس فصاحوا بهم يا إخوة القردة والخنازير، هذا الرجل بين ظهرانيكم قد غلبكم أنزلوا إلينا، فنزل إليهم منصور اليهودي وكعب بن الأشرف اليهودي، فقالوا لهم: احضروا غدا نمتحنه، قال: وكان النبي | إذا صلى الصبح قال: ههنا من الممتحنة أحد؟ فان وجد أحدا أجابه وإن لم يجد أحدا قرأ على أصحابه ما نزل عليه في تلك الليلة, فلما صلى الصبح جلسوا بين يديه فقال له الأسقف: يا أبا القاسم, فذاك موسى من أبوه؟ قال: عمران، قال: فيوسف من أبوه؟ قال: يعقوب، قال: فأنت فداك أبي وأمي, من أبوك؟ قال: عبد الله بن عبد المطلب, قال: فعيسى من أبوه؟ قال: فسكت النبي |، وكان رسول الله | وما احتاج إلى شئ من المنطق فينقض عليه جبرئيل × من السماء السابعة فيصل له منطقه في أسرع من طرفة العين، فذاك قول الله تعالى: {وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر} قال: فجاء جبرئيل × فقال: هو روح الله وكلمته، فقال له الأسقف: يكون روح بلا جسد؟ قال: فسكت النبي |، قال: فأوحي إليه: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} قال: فنزا الأسقف نزوة إعظاما لعيسى أن يقال له "من تراب". ثم قال: ما نجد هذا يا محمد في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور، ولا تجد هذا عندك، قال: فأوحى الله إليه: {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} فقالوا: أنصفتنا يا أبا القاسم، فمتى موعدك؟ قال: بالغداة إنشاء الله، قال: فانصرف وهم يقولون: لا إله إلا الله ما نبالي أيهما أهلك الله: النصرانية والحنيفية إذا هلكوا غدا, قال علي بن أبي طالب ×: فلما صلى النبي | الصبح أخذ بيدي فجعلني بين يديه، وأخذ فاطمة ÷ فجعلها خلف ظهره، وأخذ الحسن والحسين ’ عن يمينه وعن شماله، ثم برك لهم باركا، فلما رأوه قد فعل ذلك ندموا وتؤامروا فيما بينهم وقالوا: والله إنه لنبي، ولئن باهلنا ليستجيبن الله له علينا فيهلكنا ولا ينجينا شئ منه إلا أن نستقيله، قال: فأقبلوا حتى جلسوا بين يديه، ثم قالوا: يا أبا القاسم أقلنا، قال: نعم قد أقلتكم، أما والذي بعثني بالحق لو باهلتكم ما ترك الله على ظهر الأرض نصرانية إلا أهلكه. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد, وأحمد بن الحسن معنعنا: عن الشعبي, قال: جاء العاقب والسيد النجرانيان إلى رسول الله | فدعاهم إلى الاسلام فقالا: اننا مسلمان. فقال إنه يمنعكما من الاسلام ثلاث أكل الخنزير, وتعليق الصليب, وقولكم في عيسى بن مريم, فقالا: ومن أبو عيسى؟ فسكت فنزل القرآن: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} الآية ثم نبتهل{فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فقالا: نباهلك. فتواعدوا لغد, فقال أحدهما لصاحبه: لا تلاعنه فوالله لان كان نبيا لا ترجع إلى أهلك ولك على وجه الأرض أهل ولا مال. فلما أصبح النبي | أخذ بيد علي والحسن والحسين وقدمهم وجعل فاطمة ÷ وراءهم, ثم قال لهما: تعاليا فهذا أبناءنا الحسن والحسين, وهذا نساءنا فاطمة وأنفسنا علي. فقالا: لا نلاعنك. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح معنعنا, عن شهر بن حوشب, قال: قدم على رسول الله | عبد المسيح بن أبقى ومعه العاقب وقيس أخوه، ومعه حارث بن عبد المسيح، وهو غلام، ومعه أربعون حبرا، فقال: يا محمد كيف تقول في المسيح؟ فوالله إنا لننكر ما تقول، قال: فأوحى الله تعالى إليه {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} فقال إجلالا له مما يقول: بل هو الله، فأنزل الله: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع} إلى آخر الآية، فلما سمع ذكر الأبناء غضب غضبا شديدا ودعا الحسن والحسين وعليا وفاطمة ÷ فأقام الحسن × عن يمينه، والحسين × عن يساره، وعلي × إلى صدره، وفاطمة ÷ إلى ورائه فقال: هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا وأنفسنا فائتيا لهم بأكفاء، قال: فوثب العاقب فقال: أذكرك الله أن تلا عن هذا الرجل، فوالله إن كان كاذبا مالك في ملاعنته خير، وإن كان صادقا لا يحول الحول ومنكم نافخ ضرمة، قال: فصالحوه كل الصلح. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن حريز, عن أبي عبد الله × قال: ان أمير المؤمنين × سئل عن فضائله فذكر بعضها، ثم قالوا له: زدنا فقال: ان رسول الله | أتاه حبران من أحبار النصارى من أهل نجران, فتكلما في أمر عيسى، فأنزل الله هذه الآية {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم} إلى آخر الآية, فدخل رسول الله | فأخذ بيد على والحسن والحسين و فاطمة ÷، ثم خرج ورفع كفه إلى السماء وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة. قال: وقال أبو جعفر × وكذلك المباهلة يشبك يده في يده يرفعها إلى السماء، فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه: والله لئن كان نبيا لنهلكن وإن كان غير نبي كفانا قومه فكفا وانصرفا. 

 

* الشريف المرتضى في الفصول المختارة, قال: وحدثني الشيخ أدام الله عزه قال: قال المأمون يوما للرضا × أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين × يدل عليها القرآن، قال: فقال له الرضا ×: فضيلة في المباهلة، قال الله جل جلاله: {فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فدعا رسول الله | الحسن والحسين ’ فكانا ابنيه، ودعا فاطمة ÷ فكانت في هذا الموضع نساؤه، ودعا أمير المؤمنين × فكان نفسه بحكم الله عز وجل، فقد ثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله | و أفضل، فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله | بحكم الله تعالى. قال: فقال له المأمون: أليس قد ذكر الله تعالى الأبناء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله ابنيه خاصة؟ وذكر النساء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله | ابنته وحدها؟ فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين × ما ذكرت من الفضل؟ قال: فقال له الرضا ×: ليس يصح ما ذكرت يا أمير المؤمنين، وذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره، كما أن الآمر آمر لغيره، ولا يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة، كمالا يكون آمرا لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول الله | رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين × فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه وجعل حكمه ذلك في تنزيله، قال: فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال. 

 

* أبو الفتح الكراجكي في كنز الفوائد, قال الشعبي: كنت بواسط وكان يوم أضحى فحضرت صلاة العيد مع الحجاج، فخطب خطبة بليغة فلما انصرف جاءني رسوله فأتيته فوجدته جالسا مستوفزا قال: يا شعبي هذا يوم أضحى وقد أردت أن أضحي فيه برجل من أهل العراق، وأحببت أن تسمع قوله فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به. فقلت: أيها الأمير أو ترى أن تستن بسنة رسول الله | وتضحي بما أمر أن يضحى به وتفعل مثل فعله وتدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره؟ فقال: يا شعبي إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه، لكذبه على الله وعلى رسوله وإدخاله الشبهة في الاسلام قلت: أفيرى الأمير أن يعفيني من ذلك؟ قال: لابد منه، ثم أمر بنطع فبسط وبالسياف فاحضر وقال: أحضروا الشيخ فأتوا به، فإذا هو يحيى بن يعمر، فاغتممت غما شديدا وقلت في نفسي: وأي شئ يقوله يحيى مما يوجب قتله؟ فقال له الحجاج: أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق؟ قال يحيى: أنا فقيه من فقهاء أهل العراق. قال: فمن أي فقهك زعمت أن الحسن والحسين ’ من ذرية رسول الله |؟ قال: ما أنا زاعم ذلك بل قائله بحق. قال: وأي حق قلته؟ قال: بكتاب الله عز وجل, فنظر إلي الحجاج وقال: اسمع ما يقول، فإن هذا مما لم أكن سمعته عنه، أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل أن الحسن والحسين ’ من ذرية محمد رسول الله |؟ فجعلت أفكر في ذلك فلم أجد في القرآن شيئا يدل على ذلك, وفكر الحجاج مليا ثم قال ليحيى: لعلك تريد قول الله عز وجل: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} وأن رسول الله | خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين ؟ قال الشعبي: فكأنما أهدى إلى قلبي سرورا، وقلت في نفسي: وقد خلص يحيى، وكان الحجاج حافظا للقرآن. 

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن الحسن القطان، ومحمد بن أحمد السناني، وعلي بن موسى الدقاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، وعلي بن عبد الله الوراق قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا سليمان بن حكيم، عن ثور بن يزيد، عن مكحول, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل يعدد به مناقبه: واما الرابعة والثلاثون, فان النصارى ادعوا أمرا فأنزل عز وجل فيه: {فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} فكانت نفسي نفس رسول الله |, والنساء فاطمة، والأبناء الحسن والحسين، ثم ندم القوم فسألوا رسول الله | الاعفاء فعفا عنهم, وقال: والذي انزل التوراة على موسى والفرقان على محمد لو باهلونا لمسخهم الله قردة وخنازير.

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام العسكري ×: قال رسول الله | فألحق الله فاطمة بمحمد وعلي في الشهادة، وألحق الحسن والحسين بهم ’، قال الله عز وجل: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين}. فكان الأبناء الحسن والحسين ’ جاء بهما رسول الله |، فأقعدهما بين يديه كجروي الأسد وأما النساء فكانت فاطمة ÷ جاء بها رسول الله | وأقعدها خلفه كلبوة الأسد وأما الأنفس فكان علي بن أبي طالب × جاء به رسول الله، فأقعده عن يمينه كالأسد، وربض هو | كالأسد، وقال لأهل نجران: هلموا الآن نبتهل، فنجعل لعنة الله على الكاذبين. فقال رسول الله |: اللهم هذا نفسي وهو عندي عدل نفسي، اللهم هذه نسائي أفضل نساء العالمين، وقال: اللهم هذان ولداي وسبطاي، فأنا حرب لمن حاربوا، وسلم لمن سالموا، ميز الله بذلك الصادقين من الكاذبين. فجعل محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين أصدق الصادقين وأفضل المؤمنين، فأما محمد فأفضل رجال العالمين، وأما علي فهو نفس محمد أفضل رجال العالمين بعده، وأما فاطمة فأفضل نساء العالمين. وأما الحسن والحسين فسيدا شباب أهل الجنة. 

 

* الشيخ المفيد في الأختصاص, محمد بن الحسن بن أحمد، عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل العلوي قال: حدثني محمد بن الزبرقان الدامغاني الشيخ, عن أبو الحسن موسى بن جعفر × في حديث طويل: ...فقال الله تبارك وتعالى {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} فكان تأويل أبناءنا: الحسن والحسين ’, ونساءنا: فاطمة ÷, وأنفسنا: علي بن أبي طالب ×... 

 

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, أبو أحمد هاني بن محمد العبدي قال: حدثني أبو محمد رفعه الى موسى بن جعفر × في حديث طويل بينه وبين هارون:...ثم قال (هارون): كيف قلتم انا ذرية النبي والنبي | لم يعقب وانما العقب للذكر لا للأنثى وأنتم ولد لابنته ولا يكون لها عقب؟ فقلت: أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه الا ما أعفتني من هذه المسألة فقال: لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد على وأنت يا موسى يعسوبهم وامام زمانهم كذا انهى إلى ولست أعفيك في كل ما أسئلك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله وأنتم تدعون معشر ولد على أنه لا يسقط عنكم منه شئ لا الف ولا واو الا تأويله عندكم، واحتججتم بقوله عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شئ} واستغنيتم عن رأى العلماء وقياسهم، فقلت تأذن لي في الجواب؟ قال: هات، فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: {ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى} من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟ قال: ليس لعيسى أب، فقلت: انما ألحقنا بذراري الأنبياء من طريق مريم ÷، وكذلك ألحقنا بذراري النبي | من قبل أمنا فاطمة (ع), أزيدك يا أمير المؤمنين؟ قال: هات قلت: قول الله عز وجل: {فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} ولم يدع أحد أنه أدخله النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب (ع) وفاطمة، والحسن والحسين أبنائنا الحسن والحسين ونسائنا فاطمة، وأنفسنا علي بن أبي طالب (ع).

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن الحسن بن ظريف، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر × قال: قال لي أبو جعفر ×: يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين ’؟ قلت: ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله |. قال: فأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت: احتججنا عليهم بقول الله عز وجل في عيسى ابن مريم ×: {ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى} فجعل عيسى ابن مريم من ذرية نوح ×. قال: فأي شئ قالوا لكم؟ قلت: قالوا: قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب. قال: فأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت: احتججنا عليهم بقول الله تعالى لرسوله |: {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} قال: فأي شئ قالوا؟ قلت: قالوا: قد يكون في كلام العرب أبناء رجل وآخر يقول: أبناؤنا. قال: فقال أبو جعفر ×: يا أبا الجارود لأعطينكها من كتاب الله جل وتعالى أنهما من صلب رسول الله | لا يردها إلا الكافر. قلت: وأين ذلك جعلت فداك؟ قال: من حيث قال الله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم} الآية إلى أن انتهى إلى قوله تبارك تعالى: {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} فسلهم يا أبا الجارود هل كان يحل لرسول الله | نكاح حليلتيهما؟ فإن قالوا: نعم كذبوا وفجروا وإن قالوا: لا فهما ابناه لصلبه. 

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة وسألته، قال: حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري، قال . حدثنا علي بن حسان الواسطي، قال: حدثنا عبد الرحمن بن كثير، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين ×، عن الحسن بن علي × في حديث طويل: ...فقال الله لمحمد | حين جحده كفرة أهل الكتاب وحاجوه: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين} فأخرج رسول الله | من الأنفس معه أبي، ومن البنين إياي وأخي، ومن النساء أمي فاطمة من الناس جميعا، فنحن أهله ولحمه ودمه ونفسه، ونحن منه وهو منا... 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن المنذر قال: حدثنا علي × قال: لما نزلت هذه الآية {تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم} الآية قال: أخذ بيد علي وفاطمة وابنيهما , فقال رجل من اليهود: لا تفعلوا فتصيبكم عنت فلم يدعوه. 

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي، قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور، قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، عن الإمام الرضا في احتجاج طويل له مع علماء أهل العراق وخراسان, قال ×: فحين ميز الله الطاهرين من خلقه، فأمر نبيه | بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عز وجل: قل يا محمد {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين} فأبرز النبي | عليا والحسن والحسين وفاطمة وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عز وجل: {وأنفسنا وأنفسكم}؟ قالت العلماء: عنى به نفسهم. فقال أبو الحسن ×: غلطتم، إنما عنى بها علي بن أبي طالب ×، ومما يدل على ذلك، قول النبي | حين قال: لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يعني علي بن أبي طالب ×، فهذه خصوصية لا يتقدمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل نفس علي كنفسه... 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي معنعنا, عن أبي رافع قال: قدم صهيب مع أهل نجران فذكر لرسول الله | ما خاصموه به من أمر عيسى بن مريم × وأنهم دعوه ولد الله، فدعاهم رسول الله | فخاصمهم وخاصموه فقال: {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فدعا رسول الله | عليا × فأخذ بيده فتوكأ عليه ومعه إبناه الحسن والحسين وفاطمة ÷ خلفهم, فلما رأى النصارى ذلك, أشار عليهم رجل منهم فقال: ما أرى لكم أن تلاعنوه, فإن كان نبيا هلكتم ولكن صالحوه. قال: فصالحوه. قال: قال رسول الله |: لولا عنوني ما وجد لهم أهل ولا ولد ولا مال. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني أحمد بن يحيى معنعنا, عن الشعبي قال: لما نزلت {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} أخذ رسول الله | يتكأ على علي والحسن والحسين , وتبعتهم فاطمة ÷ قال: فقال: هؤلاء أبناءنا, وهذه نساءنا, وهذا أنفسنا. فقال رجل لشريك: يا أبا عبد الله {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى} إلى الآخر الآية. قال: يلعنهم كل شئ حتى الخنافس في جحرها. ثم غضب شريك واستشاط فقال: يا معافا, فقال له رجل يقال له ابن المقعد: يا أبا عبد الله أنه لم يعنك, فقال: أنت أيقع, إنما أرادني, تركت ذكر علي بن أبي طالب ×. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, عن الصقعب بن زهير انه سئل أمير المؤمنين × عن التختم في اليمين؟ فقال: لما أنزل الله على نبيه: {قل تعالوا ندع أبناءنا} الآية، قال جبرئيل: يا رسول الله ما من نبي إلا وأنا بشيره ونذيره, فما افتخرت بأحد من الأنبياء إلا بكم أهل البيت. فقال النبي |: يا جبرئيل أنت منا, فقال جبرئيل: أنا منكم. فقال رسول الله |: أنت منا يا جبرئيل، فقال: يا رسول الله بين لي ليكون لي فرج لامتك. فأخذ النبي | خاتمه بشماله فقال: أنا رسول الله أولكم وثانيكم علي وثالثكم فاطمة ورابعكم الحسن وخامسكم الحسين وسادسكم جبرئيل، وجعل خاتمة في إصبعه اليمنى، فقال: أنت سادسنا يا جبرئيل، فقال جبرئيل: يا رسول الله ما من أحد تختم بيمينه وأراد بذلك سنتك ورأيته يوم القيامة متحيرا إلا أخذت بيده وأوصلته إليك وإلى أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن أبي جعفر × في قوله: {أبناءنا وأبناءكم} يعني الحسن والحسين ’, {وأنفسنا وأنفسكم} رسول الله | وعلي × {ونساءنا ونساءكم} فاطمة الزهراء ÷. 

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, حدثنا أبو الفتح محمد بن أحمد بن أبي الفوارس، قال: أخبرنا أبو حامد أحمد بن محمد الصائغ، قال: حدثنا محمد بن إسحاق السراج، قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا حاتم عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله | يقول لعلي × ثلاثا، فلان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله | يقول لعلي ×، وخلفه في بعض مغازيه، فقال: يا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله |: أما ترض أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ وسمعته | يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها، قال: ادعوا لي عليا، فاتى علي × أرمد العينين، فبصق في عينيه، ودفع إليه الراية ففتح عليه، ولما نزلت هذه الآية {ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله | عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: اللهم هؤلاء أهلي. 

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي، قال: حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي، قال: حدثنا الربيع ابن يسار، قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، يرفعه إلى أبي ذر: أن عليا × وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص، أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه، ويتشاوروا في أمرهم، وأجلهم ثلاثة أيام، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم، قتل ذلك الرجل، وإن ترافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد، قال لهم علي بن أبي طالب ×: إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول، فإن يكن حقا فاقبلوه، وإن يكن باطلا فأنكروه. قالوا: قل. - وذكر فضائله عليهم وهم يعترفون به. فمما قال لهم -: فهل فيكم أحد أنزل الله عز وجل فيه وفي زوجته وولديه آية المباهلة، وجعل الله عز وجل نفسه نفس رسوله غيري؟ قالوا: لا. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الأحول، عن أبي عبد الله × قال: قلت له شيئا مما أنكرته الناس، فقال : قل لهم: إن قريشا قالوا: نحن أولو القربى الذين هم لهم الغنيمة. فقل لهم: كان رسول الله | لم يدع للبراز يوم بدر غير أهل بيته، وعند المباهلة جاء بعلي والحسن والحسين وفاطمة ، أفيكون لنا المر، ولهم الحلو؟ 

 

بمصادر العامة:

 

عن الريان بن الصلت، عن الإمام الرضا × في احتجاج طويل له مع علماء أهل العراق وخراسان, قال ×: فحين ميز الله الطاهرين من خلقه، فأمر نبيه | بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عز وجل: قل يا محمد {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين} فأبرز النبي | عليا والحسن والحسين وفاطمة وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عز وجل: {وأنفسنا وأنفسكم}؟ قالت العلماء: عنى به نفسهم. فقال أبو الحسن ×: غلطتم، إنما عنى بها علي بن أبي طالب ×، ومما يدل على ذلك، قول النبي | حين قال: لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يعني علي بن أبي طالب ×، فهذه خصوصية لا يتقدمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل نفس علي كنفسه... 

 

عن ابن عباس: ان وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله | وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم, منهم السيد وهو الكبير, والعاقب وهو الذي يكون بعده, وصاحب رأيهم, فقال رسول الله | لهما: أسلما, قالا: أسلمنا, قال: ما أسلمتما, قالا: بلى, قد أسلمنا قبلك, قال: كذبتما, يمنعكم من الاسلام ثلاث فيكما: عبادتكما الصليب, وأكلكما الخنزير, وزعمكما ان لله ولدا, ونزل {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} الآية, فلما قرأها عليهم قالوا: ما نعرف ما تقول, ونزل {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} يقول: من جادلك في أمر عيسى × من بعدما جاءك من العلم من القرآن {فقل تعالوا} إلى قوله {ثم نبتهل} يقول: نجتهد في الدعاء, ان الذي جاء به محمد | هو الحق, وان الذي يقولون هو الباطل, فقال لهم: ان الله قد أمرني ان لم تقبلوا هذا أن أباهلكم, فقالوا: يا أبا القاسم, بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك, فخلا بعضهم ببعض وتصادقوا فيما بينهم, قال السيد للعاقب: قد والله علمتم ان الرجل نبي مرسل, ولئن لاعنتموه انه ليستأصلكم, ومالا عن قوم قط نبيا فبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم, فان أنتم ان تتبعوه وأبيتم الا الف دينكم فوادعوه, وارجعوا إلى بلادكم, وقد كان رسول الله | خرج ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة , فقال رسول الله |: ان أنا دعوت فأمنوا أنتم. فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية. 

 

عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: ولما نزلت هذه الآية: {ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله | عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي. 

 

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص, عن أبيه قال: امر معاوية بن أبي سفيان سعدا, فقال: ما منعك ان تسب أبا التراب, فقال: اما ما ذكرت ثلاثا, قالهن له رسول الله |, فلن أسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم. سمعت رسول الله | يقول له خلفه في بعض مغازيه, فقال له علي ×: يا رسول الله, خلفتني مع النساء والصبيان, فقال له رسول الله |: اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى, الا انه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله, ويحبه الله ورسوله, قال: فتطاولنا لها, فقال: ادعوا لي عليا, فاتى به أرمد, فبصق في عينه ودفع الراية إليه, ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله | عليا وفاطمة وحسنا وحسينا , فقال: اللهم هؤلاء أهلي. 

 

عن السدي: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} الآية، فأخذ - يعني النبي | - بيد الحسن والحسين وفاطمة ، وقال لعلي ×: اتبعنا! فخرج معهم، فلم يخرج يومئذ النصارى، وقالوا: إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي |، وليس دعوة النبي كغيرها، فتخلفوا عنه يومئذ. فقال النبي |: لو خرجوا لاحترقوا. فصالحوه على صلح على أن له عليهم ثمانين ألفا فما عجزت الدراهم ففي العروض الحلة بأربعين، وعلى أن له عليهم ثلاثا وثلاثين درعا، وثلاثا وثلاثين بعيرا، وأربعة وثلاثين فرسا غازية كل سنة، وأن رسول الله | ضامن لها حتى نؤديها إليهم. 

 

عن جابر بن عبد الله قال: قدم وفد من هل نجران على النبي | فهم لعاقب والسيد فدعاهما إلى الاسلام فقالا: أسلمنا قبلك. قال: كذبتما إن شئتما أخبرتكما بما يمنعكما من الاسلام. فقالا: هات أنبئنا. قال: حب الصليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير، فدعاهما إلى الملاعنة فوعداه أن يغاديانه بالغداة فغدا رسول الله وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيئا، وأقرا له بالخراج فقال النبي: والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر الوادي عليهما نارا قال جابر: فنزلت هذه الآية: {ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}. 

 

عن ابن عباس في قوله عز وجل:{ فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين}. قال نزلت في رسول الله | وعلي × {أنفسنا} و{نساءنا} فاطمة ÷ و{أبناءنا} حسن وحسين ’. والدعاء {على الكاذبين} نزلت في العاقب والسيد وعبد المسيح وأصحابهم.

 

عن علباء بن أحمر اليشكري، قال: لما نزلت هذه الآية: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم} الآية، أرسل رسول الله | إلى علي وفاطمة وابنيهما الحسن والحسين ، ودعا اليهود ليلاعنهم فقال شاب من اليهود: ويحكم أليس عهدكم بالأمس إخوانكم الذين مسخوا قردة وخنازير؟ لا تلاعنوا! فانتهوا. 

 

عن قتادة، قال: ذكر لنا أن نبي الله | دعا وفدا من وفد نجران من النصارى، وهم الذين حاجوه في عيسى، فنكصوا عن ذلك وخافوا. وذكر لنا أن نبي الله | كان يقول: والذي نفس محمد بيده، إن كان العذاب لقد تدلى على أهل نجران، ولو فعلوا لاستؤصلوا عن جديد الأرض. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة في قوله: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} قال: بلغنا أن نبي الله | خرج ليلا عن أهل نجران، فلما رأوه خرج، هابوا وفرقوا، فرجعوا. قال معمر، قال قتادة: لما أراد النبي | أهل نجران أخذ بيد حسن وحسين وقال لفاطمة: اتبعينا، فلما رأى ذلك أعداء الله رجعوا. 

 

عن ابن زيد، قال: قيل لرسول الله |: لو لاعنت القوم بمن كنت تأتي حين قلت {أبناءنا وأبناءكم}؟ قال: حسن وحسين. 

 

عن زيد بن علي في قوله: {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} الآية. قال: كان النبي | وعلي وفاطمة والحسن والحسين . 

 

عن عمرو بن سعد بن معاذ قال: قدم وفد نجران العاقب والسيد فقالا: يا محمد إنك تذكر صاحبنا؟ فقال النبي |: ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى بن مريم. فقال النبي: هو عبد الله ورسوله فقال النبي |: هو عبد الله ورسوله. قالا: فأرنا فيمن خلق الله مثله وفيما رأيت وسمعت. فأعرض النبي | عنهما يومئذ ونزل عليه جبرئيل بقوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} وقالا: يا محمد هل سمعت بمثل صاحبنا قط؟ قال: نعم. قالا: من هو؟ قال: آدم، ثم قرأ رسول الله |: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} الآية. قالا: فإنه ليس كما تقول. فقال لهم رسول الله |: {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم} الآية، فأخذ رسول الله | بيد علي ومعه فاطمة وحسن وحسين وقال: هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤنا. فهما أن يفعلا، ثم إن السيد قال للعاقب ما تصنع بملاعنته؟ لئن كان كاذبا ما تصنع بملاعنته، ولئن كان صادقا لنهلكن! فصالحوه على الجزية، فقال النبي | يومئذ: والذي نفسي بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم أحد. 

 

عن جابر بن عبد الله قال: قدم على النبي | العاقب والسيد، فدعاهما إلى الاسلام فتلاحيا وردا عليه، فدعاهما إلى الملاعنة، فواعداه على أن يغادياه بالغداة فغدا رسول الله | وأخذ بيد علي وفاطمة والحسن والحسين ثم أرسل إليهما فأبيا أن يجيئا وأقرا له بالخراج فقال رسول الله |: والذي بعثني بالحق لو فعلا لأمطر عليهما الوادي نارا. وفيهم نزلت: {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم}. قال الشعبي: قال جابر: {أنفسنا} رسول الله | وعلي بن أبي طالب ×، و {أبناءنا} الحسن والحسين ’، و {نساءنا} فاطمة ÷. 

 

عن حذيفة بن اليمان قال: جاء العاقب والسيد أسقفا نجران يدعوان النبي | إلى الملاعنة، فقال العاقب للسيد: إن لاعن بأصحابه فليس بنبي وإن لاعن بأهل بيته فهو نبي؟! فقام رسول الله | فدعا عليا × فأقامه عن يمينه ثم دعا الحسن × فأقامه عن يساره ثم دعا الحسين × فأقامه عن يمين علي ثم دعا فاطمة ÷ فأقامها خلفه فقال العاقب للسيد: لا تلاعنه إنك إن لاعنته لا نفلح نحن ولا أعقابنا؟! فقال رسول الله |: لو لاعنوني ما بقيت بنجران عين تطرف. 

 

عن ابن عباس في قوله تعالى: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم} الآية، فزعم أن وفد نجران قدموا على محمد نبي الله | المدينة منهم السيد والحارث وعبد المسيح فقالوا: يا محمد لم تذكر صاحبنا؟ قال: ومن صاحبكم؟ قالوا: عيسى بن مريم تزعم أنه عبد. فقال رسول الله |: هو عبد الله ورسوله. فقالوا: هل رأيت أو سمعت فيمن خلق الله عبدا مثله؟! فأعرض نبي الله عنهم ونزل عليه جبرئيل فقال: {إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} الآية. فغدوا إلى نبي الله فقالوا: هل سمعت بمثل صاحبنا؟ قال: نعم نبي الله آدم خلقه الله من تراب ثم قال له: كن فكان قالوا: ليس كما قلت. فأنزل الله فيه: {فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} الآيات. قالوا: نعم نلاعنك. فأخذ رسول الله | بيدي ابن عمه علي وفاطمة وحسن وحسين وقال: هؤلاء أبناؤنا ونساؤنا وأنفسنا. فهموا أن يلاعنوه ثم إن الحرث قال لعبد المسيح: ما نصنع بملاعنته هذا شيئا لئن كان كاذبا ما ملاعنته بشئ ولئن كان صادقا لنهلكن إن لاعناه، فصالحوه على ألفي حلة كل عام، فزعم أن رسول الله | قال: والذي نفس محمد بيده لو لاعنوني ما حال الحول وبحضرتهم أحد إلا أهلكه الله عز وجل. 

 

عن ابن عباس قال: لما قرأ رسول الله | هذه الآية على وفد نجران ودعاهم إلى المباهلة، قالوا له: حتى نرجع وننظر في أمرنا ونأتيك غدا، فخلا بعضهم إلى بعض، فقالوا للعاقب وكان ديانهم: يا عبد المسيح ما ترى؟ فقال: والله، لقد عرفتم يا معشر النصارى أن محمدا | نبي مرسل، ولقد جاءكم بالفضل من عند ربكم، والله ما لاعن قوم قط نبيا فعاش كبيرهم ولا نبت صغيرهم، ولئن فعلتم لتهلكن، وإن أبيتم إلا الف دينكم والإقامة على ما أنتم عليه من القول في صاحبكم، فوادعوا الرجل وانصرفوا إلى بلادكم، فأتوا رسول الله |، وقد غدا رسول الله محتضنا للحسن × وآخذا بيد الحسين ×، وفاطمة ÷ تمشي خلفه، وعلي × خلفها، وهو يقول لهم: إذا أنا دعوت فأمنوا. فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إني لأرى وجوها لو سألوا الله أن يزيل جبلا لأزاله من مكانه، فلا تبتهلوا فتهلكوا، ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة. فقالوا: يا أبا القاسم قد رأينا ألا نلاعنك، وأن نتركك على دينك، ونثبت على ديننا، فقال رسول الله |: إن أبيتم المباهلة فأسلموا، يكن لكم ما للمسلمين وعليكم ما عليهم، فاتوا فقال: فإني أنابذكم الحرب. فقالوا: مالنا بحرب العرب طاقة، ولكنا نصالحك على أن لا تغزونا ولا تخيفنا ولا تردنا عن ديننا، على أن نؤدي إليك في كل عام ألفي حلة: ألف في صفر وألف في رجب، فصالحهم النبي | على ذلك. 

 

{ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين} (67)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبيد الله الحلبي, عن أبي عبد الله × قال: قال أمير المؤمنين ×: {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا} لا يهوديا يصلى إلى المغرب, ولا نصرانيا يصلى إلى المشرق، {ولكن كان حنيفا مسلما} يقول: كان على دين محمد |. 

 

{إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} (68)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن الوشاء، عن مثنى، عن عبد الله ابن عجلان، عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا} قال: هم الأئمة عليهم السلام ومن اتبعهم. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي,أبو محمد القاسم بن العلاء رفعه, عن عبد العزيز بن مسلم, عن الرضا × في حديث طويل: ...إن الإمامة أجل قدرا وأعظم شأنا وأعلا مكانا وأمنع جانبا وأبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا إماما باختيارهم، إن الإمامة خص الله عز وجل بها إبراهيم الخليل × بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة، وفضيلة شرفه بها وأشاد بها ذكره، فقال: {إني جاعلك للناس إماما} فقال الخليل × سرورا بها: {ومن ذريتي} قال الله تبارك وتعالى: {لا ينال عهدي الظالمين}. فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم إلى يوم القيامة وصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال: {ووهبنا له إسحاق و يعقوب نافلة وكلا جعلنا صالحين وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين}. فلم تزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا حتى ورثها الله تعالى النبي |، فقال جل وتعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} فكانت له خاصة فقلدها | عليا × بأمر الله تعالى على رسم ما فرض الله، فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان، بقوله تعالى: {قال الذين أوتوا العلم والايمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث} فهي في ولد علي × خاصة إلى يوم القيامة، إذ لا نبي بعد محمد |...

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرني محمد بن محمد، قال: أخبرني أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن المغيرة، قال: أخبرني حيدر بن محمد السمرقندي، قال: حدثني محمد بن عمر الكشي، قال: حدثني محمد بن مسعود العياشي، قال: حدثني جعفر بن معروف، قال: حدثني يعقوب بن يزيد، عن محمد بن عذافر، عن عمر بن يزيد، قال: قال أبو عبد الله ×. يا ابن يزيد، أنت والله منا أهل البيت. قلت: جعلت فداك، من آل محمد؟ قال: إي والله من أنفسهم. قلت: من أنفسهم، جعلت فداك؟ قال: أي والله من أنفسهم يا عمر، أما تقرأ كتاب الله عز وجل: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولى المؤمنين} وما تقرأ قول الله عز وجل: {فمن تبعني فإنه منى ومن عصاني فإنك غفور رحيم}. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن ابن أبي عمير, عن منصور بن يونس, عن عمر بن يزيد, قال: أبو عبد الله ×: أنتم والله من آل محمد, فقلت: من أنفسهم, جعلت فداك؟ قال: نعم والله, من أنفسهم, - ثلاثا - ثم نظر إلي ونظرت إليه, فقال: يا عمر, إن الله يقول في كتابه {ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}. 

 

* نهج البلاغة, من كتب أمير المؤمنين × إلى معاوية: ...وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا وهو قوله سبحانه: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}، وقوله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة بالطاعة... 

 

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, قال أمير المؤمنين ×: ألا ونحن أهل البيت الذين أذهب الله عنا الرجس, ونحن المحسودون كما حسد آباؤنا, قال الله عز وجل: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي} وقال: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}. فنحن أولى الناس بإبراهيم ×, ونحن ورثناه, ونحن أولوا الأرحام الذين ورثنا الكعبة, ونحن آل إبراهيم, أفترغبون عن ملة إبراهيم ×؟ وقد قال الله تعالى: {فمن تبعني فإنه مني}. 

 

* إبراهيم بن محمد الثقفي في الغارات, من كتاب أمير المؤمنين × الى معاوية: ...ألم تعلم يا معاوية {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا} ونحن أولو الأرحام... 

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان، عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل, قال المفضل للصادق ×: يا مولاي نحن نعلم أنكم اختيار الله في قوله تعالى: {نرفع درجات من نشاء} وقوله: {الله أعلم حيث يجعل رسالاته} وقوله: {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}. قال الصادق ×: يا مفضل فأين نحن في هذه الآية؟ قال المفضل: فوالله {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} وقوله: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين} وقوله: عن إبراهيم {واجنبني وبني أن نعبد الأصنام} وقد علمنا أن رسول الله | وأمير المؤمنين × ما عبدا صنما ولا وثنا ولا أشركا بالله طرفة عين. وقوله: {وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين} والعهد عهد الإمامة لا يناله ظالم. قال: يا مفضل وما علمك بأن الظالم لا ينال عهد الإمامة؟ قال المفضل: يا مولاي لا تمتحني بما لا طاقة لي به، ولا تختبرني ولا تبتلني، فمن علمكم علمت ومن فضل الله عليكم أخذت. قال الصادق ×: صدقت يا مفضل ولولا اعترافك بنعمة الله عليك في ذلك لما كنت هكذا. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي الصباح الكناني قال: سمعت أبا عبد الله × يقول في قول الله: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} ثم قال: علي × والله على دين إبراهيم × ومنهاجه, وأنتم أولى الناس به. 

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن سليمان الصيرفي، قال: سمعت أبا جعفر × يقول: {ان أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا} ثم قال: أنتم والله على دين إبراهيم × ومنهاجه، وأنتم أولى الناس به. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, محمد بن العباس، عن حميد بن زياد، عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبد الله × قال: إن القائم إذا خرج دخل المسجد الحرام فيستقبل الكعبة، ويجعل ظهره إلى المقام، ثم يصلي ركعتين، ثم يقوم فيقول: يا أيها الناس أنا أولى الناس بآدم ، يا أيها الناس أنا {أولى الناس بإبراهيم}، يا أيها الناس أنا أولى الناس بإسماعيل، يا أيها الناس أنا أولى الناس بمحمد |، ثم يرفع يديه إلى السماء، فيدعو ويتضرع حتى يقع على وجهه، وهو قوله عز وجل {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون}. 

 

 

* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, حدثنا عبد الواحد بن عبد الله الموصلي، عن أبي علي أحمد بن محمد بن أبي ناشر، عن أحمد بن هلال، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (ع) في حديث طويل عن الظهور: فينادي (يعني القائم): يا أيها الناس، إنا نستنصر الله فمن أجابنا من الناس فإنا أهل بيت نبيكم محمد (ص)، ونحن أولى الناس بالله وبمحمد (ص)، فمن حاجني في آدم فأنا أولى الناس بآدم، ومن حاجني في نوح فأنا أولى الناس بنوح، ومن حاجني في إبراهيم فأنا {أولى الناس بإبراهيم}، ومن حاجني في محمد (ص) فأنا أولى الناس بمحمد (ص)، ومن حاجني في النبيين فأنا أولى الناس بالنبيين.

 

بمصادر العامة:

 

من كتب أمير المؤمنين × إلى معاوية: ...وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا وهو قوله سبحانه: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}، وقوله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة بالطاعة... 

 

{يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وأنتم تعلمون} (71)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, عن الباقر × في قوله تعالى: {يا أهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل} من عادى أمير المؤمنين × {وتكتمون الحق} الذي أمرهم به رسول الله | في علي ×. 

 

بمصادر العامة:

 

عن ابن عباس في قول الله تعالى: {الذين آمنوا} يعني صدقوا بالتوحيد هو علي بن أبي طالب × {ولم يلبسوا} يعني لم يخلطوا نظيرها: {لم تلبسون الحق بالباطل} يعني لم تخالطون. ولم يخالطوا إيمانهم {بظلم} يعني الشرك، قال ابن عباس: والله ما آمن أحد إلا بعد شرك ما خلا عليا فإنه آمن بالله من غير أن أشرك به طرفة عين. {أولئك لهم الأمن} من النار والعذاب {وهم مهتدون} يعني مرشدون إلى الجنة يوم القيامة بغير حساب، فكان علي × أول من آمن به وهو من أبناء سبع سنين. 

 

{إن الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} (77)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن أبي داود المسترق, عن علي ابن ميمون, عن ابن أبي يعفور قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: ثلاثة {لا ينظر} الله {إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم}: من ادعى إمامة من الله ليست له, ومن جحد إماماً من الله, ومن زعم أن لهما في الإسلام نصيباً. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي حمزة الثمالي, عن علي بن الحسين × قال: ثلاثة {لا يكلمهم الله} يوم القيمة {ولا ينظر إليهم} {ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم}: من جحد اماما من الله، أو ادعى اماما من غير الله, أو زعم أن لفلان وفلان في الاسلام نصيبا. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, ما ذكره الشيخ أبو جعفر الطوسي في كتابه مصباح الأنوار قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو الحسن المثنى قال: حدثنا علي بن مهرويه، قال: حدثنا داود بن سليمان الغازي، قال: حدثنا علي بن موسى، عن أبيه، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمد، عن أبيه علي, عن أبيه الحسين، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: قال رسول الله |. حرم الله الجنة على ظالم أهل بيتي وقاتلهم وشانئهم والمعين عليهم. ثم تلا هذه الآية {أولئك لأخلاق لهم في الآخرة} الآية. 

 

* ابن شعبة الحراني في تحف العقول, قال الصادق ×: ثلاثة {لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيمة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} من أنبت شجرة لم ينبته الله يعني من نصب إماما لم ينصبه الله، أو جحد من نصبه الله. ومن زعم أن لهذين سهما في الاسلام. 

 

* الكشي في رجاله, محمد بن الحسن، قال: حدثني أبو علي، قال: حدثنا محمد بن الصباح، قال: حدثنا إسماعيل بن عامر، عن أبان، عن حبيب الخثعمي، عن ابن أبي يعفور، قال: كنت عند الصادق × إذ دخل موسى × فجلس، فقال أبو عبد الله ×: يا ابن أبي يعفور هذا خير ولدي وأحبهم إلي، غير أن الله عز وجل يضل قوما من شيعتنا، فاعلم أنهم قوم‏ {لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله} {يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم‏}، قلت: جعلت فداك قد أزغت قلبي عن هؤلاء؟ قال: يضل به قوم من شيعتنا بعد موته‏ جزعا عليه,‏ فيقولون لم يمت وينكرون الأئمة من بعده, ويدعون الشيعة إلى ضلالهم، وفي ذلك إبطال حقوقنا وهدم دين الله، يا ابن أبي يعفور فالله ورسوله منهم بري‏ء ونحن منهم براء. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي عن أبي خالد كنكر الكابلي, عن زين العابدين × في حديث طويل: ثلاثة{لا ينظر} الله {إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم} المدخل فينا من ليس منا, والمخرج منا من هو منا, والقائل أن لهما في الإسلام نصيبا أعني هذين الصنفين. 

 

{ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون (79)‏ ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون‏ (80)}

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثني أبي قال: حدثنا أحمد بن علي الأنصاري, عن الحسن بن الجهم, عن الإمام الرضا × في حديث طويل: قال رسول الله |: لا ترفعوني فوق حقي, فإن الله تبارك تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا, قال الله تبارك وتعالى‏ {ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون‏}. 

 

{وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} (81)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ابن سنان قال: قال أبو عبد الله ×: أول من سبق من الرسل إلى بلى رسول الله |، وذلك أنه كان أقرب الخلق إلى الله تبارك وتعالى، وكان بالمكان الذي قال له جبرئيل لما أسري به إلى السماء: تقدم يا محمد, فقد وطأت موطئا لم تطأه ملك مقرب ولا نبي مرسل. ولولا أن روحه ونفسه كانت من ذلك المكان لما قدر أن يبلغه، فكان من الله عز وجل كما قال الله: {قاب قوسين أو أدنى} أي بل أدنى فلما خرج الامر من الله وقع إلى أوليائه عليهم السلام, فقال الصادق ×: كان الميثاق مأخوذا عليهم لله بالربوبية، ولرسوله بالنبوة، ولأمير المؤمنين والأئمة بالإمامة، فقال: ألست بربكم، ومحمد نبيكم، وعلي إمامكم، والأئمة الهادون أئمتكم؟ فقالوا: بلى، فقال الله: {شهدنا أن تقولوا يوم القيمة} أي لئلا تقولوا يوم القيامة {إنا كنا عن هذا غافلين} فأول ما أخذ الله عز وجل الميثاق على الأنبياء بالربوبية، وهو قوله: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم} فذكر جملة الأنبياء، ثم أبرز أفضلهم بالأسامي فقال: {ومنك} يا محمد، فقدم رسول الله | لأنه أفضلهم، {ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم} فهؤلاء الخمسة أفضل الأنبياء، ورسول الله | أفضلهم، ثم أخذ بعد ذلك ميثاق رسول الله | على الأنبياء له بالايمان به، وعلى أن ينصروا أمير المؤمنين ×، فقال: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جائكم رسول مصدق لما معكم} يعني رسول الله | {لتؤمنن به ولتنصرنه} يعني أمير المؤمنين × تخبروا أممكم بخبره وخبر وليه من الأئمة. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن ابن أبي عمير, عن ابن مسكان, عن أبي عبد الله × قال: ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين ×, وهو قوله {لتؤمنن به} يعني رسول الله | {ولتنصرنه} يعني أمير المؤمنين ×. 

 

* الحسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, أحمد بن محمد بن عيسى, عن محمد بن سنان, عن عبد الله بن مسكان, عن فيض بن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله × يقول وتلي هذه الآية {وإذ اخذ الله ميثاق النبيين} الآية, قال: ليؤمنن برسول الله | ولينصرن عليا أمير المؤمنين ×, قلت: ولينصرن أمير المؤمنين ×, قال: نعم والله من لدن آدم × فهلم جرا, فلم يبعث الله نبيا ولا رسولا الا رد جميعهم إلى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ×. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سلام بن المستنير عن أبي عبد الله × قال: لقد تسموا باسم ما سمى الله به أحدا الا علي بن أبي طالب × وما جاء تأويله, قلت: جعلت فداك متى يجيئ تأويله؟ قال: إذا جاء جمع الله امامه النبيين والمؤمنين حتى ينصروه, وهو قول الله {وإذ اخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة} إلى قوله {وانا معكم من الشاهدين} فيومئذ يدفع راية رسول الله | اللواء إلى علي بن أبي طالب × فيكون أمير الخلايق كلهم أجمعين, يكون الخلائق كلهم تحت لوائه ويكون هو أميرهم, فهذا تأويله. 

 

* الحسن بن سليمان الحلي في مختصر بصائر الدرجات, من كتاب الواحدة, روى عن محمد بن الحسن بن عبد الله الأطروش الكوفي قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد البجلي قال: حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي قال: حدثني عبد الرحمن بن أبي نجران, عن عاصم بن حميد, عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر الباقر × قال : قال أمير المؤمنين × : إن الله تبارك وتعالى أحد واحد، تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نورا ثم خلق من ذلك النور محمدا | وخلقني وذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحا فأسكنه الله في ذلك النور، وأسكنه في أبداننا فنحن روح الله وكلماته، فبنا احتج على خلقه، فما زلنا في ظلة خضراء، حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار، ولا عين تطرف، نعبده ونقدسه ونسبحه، وذلك قبل أن يخلق الخلق وأخذ ميثاق الأنبياء بالايمان والنصرة لنا، وذلك قوله عز وجل {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه} يعني لتؤمنن بمحمد | ولتنصرن وصيه، وسينصرونه جميعا . وإن الله أخذ ميثاقي مع ميثاق محمد | بالنصرة بعضنا لبعض، فقد نصرت محمدا وجاهدت بين يديه، وقتلت عدوه، ووفيت لله بما أخذ علي من الميثاق والعهد، والنصرة لمحمد | ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله، وذلك لما قبضهم الله إليه، وسوف ينصرونني،  ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها وليبعثن الله أحياء من آدم إلى محمد | كل نبي مرسل، يضربون بين يدي بالسيف هام الأموات والأحياء والثقلين جميعا. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, لما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي في كتابه باسناده عن فرج ابن أبي شيبة قال: سمعت أبا عبد الله × يقول وقد تلا هذه الآية {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به} يعني رسول الله | {ولتنصرنه} يعني وصيه أمير المؤمنين ×. ولم يبعث الله نبيا ولا رسولا إلا وأخذ عليه الميثاق لمحمد | بالنبوة ولعلي × بالإمامة. 

 

* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في ارشاد القلوب, يرفعه إلى الإمام موسى بن جعفر × قال: قال: حدثني أبي جعفر، عن أبيه، قال: حدثني أبي علي، قال: حدثني أبي الحسين بن علي ابن أبي طالب ×, في حديث طويل عن أمير المؤمنين × في وصف رسول الله |: ...كنا نمر معه | فلا يمر بشعب ولا شجر إلا قالت: السلام عليك يا رسول الله، تحية له، وإقرار بنبوته |، وزاده الله عز وجل تكرمة بأخذ ميثاقه قبل النبيين، وأخذ ميثاق النبيين بالتسليم والرضا والتصديق له، فقال جل ثناؤه: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم} وقال عز وجل: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين} وقال الله عز وجل: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم} وقال الله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك}... 

 

{أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون} (83)

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري بالبصرة، قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي، قال: حدثني أبي، قال: سمعت محمد بن عون بن عبد الله بن الحارث يحدث عن أبيه، عن عبد الله بن العباس في هذه الآية {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} قال: أسلمت الملائكة في السماء، والمؤمنون في الأرض طوعا، أولهم وسابقهم من هذه الأمة علق بن أبي طالب ×، ولكل أمة سابق، وأسلم المنافقون كرها، وكان علي بن أبي طالب × أول الأمة إسلاما، وأولهم من رسول الله | للمشركين قتالا، وقاتل من بعده المنافقين ومن أسلم كرها. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, حدثني شيرويه الديلمي, وعبدوس الهمداني, والخطيب الخوارزمي, من كتبهم وأجازني جدي الكيا شهرآشوب, ومحمد الفتال, من كتب أصحابنا نحو ابن قولويه, والكشي, والعبدكي, وعن سلمان. وأبي ذر. وابن عباس. وعلي بن أبي طالب ×, أنه لما فتح مكة وانتهيا إلى هوازن قال النبي | : قم يا علي وانظر كرامتك على الله، كلم الشمس إذا طلعت، فقام علي × وقال: السلام عليك أيتها العبد الدائب في طاعة الله ربه، فأجابته الشمس وهي تقول: وعليك السلام يا أخا رسول الله ووصيه وحجة الله على خلقه، فانكب علي × ساجدا شكرا لله تعالى، فأخذ رسول الله | يقيمه ويمسح وجهه ويقول: قم حبيبي فقد أبكيت أهل السماء من بكائك، وباهى الله بك حملة عرشه، ثم قال: الحمد لله الذي فضلني على سائر الأنبياء وأيدني بوصية سيد الأوصياء، ثم قرأ {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} الآية. 

 

* الشيخ المفيد في الإرشاد, وروى علي بن عقبة، عن أبيه قال: إذا قام القائم × حكم بالعدل، وارتفع في أيامه الجور، وأمنت به السبل، وأخرجت الأرض بركاتها، ورد كل حق إلى أهله، ولم يبق أهل دين حتى يظهروا الاسلام ويعترفوا بالإيمان، أما سمعت الله تعالى يقول: {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون} وحكم بين الناس بحكم داود وحكم محمد عليهما السلام، فحينئذ تظهر الأرض كنوزها وتبدي بركاتها، فلا يجد الرجل منكم يومئذ موضعا لصدقته ولا لبره لشمول الغنى جميع المؤمنين. ثم قال: إن دولتنا آخر الدول، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا: إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء، وهو قول الله تعالى: {والعاقبة للمتقين}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن رفاعة بن موسى قال: سمعت أبا عبد الله × يقول {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} قال: إذا قام القائم × لا يبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ابن بكير قال: سألت أبا الحسن × عن قوله: {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} قال: أنزلت في القائم × إذا خرج باليهود و النصارى والصابئين والزنادقة وأهل الردة والكفار في شرق الأرض وغربها، فعرض عليهم الاسلام فمن أسلم طوعا أمره بالصلاة والزكاة وما يؤمر به المسلم ويجب لله عليه، ومن لم يسلم ضرب عنقه حتى لا يبقى في المشارق والمغارب أحد الا وحد الله، قلت له: جعلت فداك ان الخلق أكثر من ذلك؟ فقال: ان الله إذا أراد امرا قلل الكثير وكثر القليل. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الأعلى الحلبي, عن أبو جعفر × في حدبث طويل عن صاحب الزمان ×: ...ثم يرجع إلى الكوفة فيبعث الثلثمائة والبضعة عشر رجلا إلى الآفاق كلها، فيمسح بين أكتافهم وعلى صدورهم، فلا يتعايون في فضاء ولا تبقى ارض الا نودي فيها شهادة ان لا إله إلا الله وحده لا شريك له وان محمدا رسول الله، و هو قوله: {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها واليه ترجعون} ولا يقبل صاحب هذا الامر الجزية كما قبلها رسول الله | وهو قول الله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله}... 

 

* الحسن بن سليمان الحلي في مختصر بصائر الدرجات, خطبة لأمير المؤمنين ×: ...وتقبل الروم إلى قرية بساحل البحر, عند كهف الفتية, ويبعث الله الفتية من كهفهم إليهم رجل يقال له: تمليخا, والاخر: كمسلمينا, وهما الشهداء المسلمون للقائم ×, فيبعث أحد الفتية إلى الروم, فيرجع بغير حاجة, ويبعث بالاخر, فيرجع بالفتح, فيومئذ تأويل هذه الآية: {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها}... 

 

بمصادر العامة:

 

عن رفاعة بن موسى قال: سمعت أبا عبد الله × يقول {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها} قال: إذا قام القائم × لا يبقى أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله. 

 

{ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} (85)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, عن الصادق × في قوله تعالى {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} قال ×: غير التسليم لولايتنا. 

 

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني، قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي، قال أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر، قال: أخبرني جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام، قال: أخبرنا علي السوري، قال أخبرنا أبو محمد العلوي من ولد الأفطس، قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني، قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي، قال: حدثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا، عن قيس بن سمعان، عن علقمة بن محمد الحضرمي, عن أبي جعفر محمد بن علي ’, عن رسول الله | في حديث طويل عن يوم غدير خم: ...معاشر الناس, هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب الله عز وجل والداعي إليه والعامل بما يرضاه والمحارب لأعدائه والموالي على طاعته والناهي عن معصيته خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله، أقول ما يبدل القول لدي بأمر ربي، أقول: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه، اللهم إنك أنزلت علي أن الإمامة بعدي لعلي وليك عند تبياني ذلك ونصبي أيام بما أكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم بنعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا، فقلت: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا أني قد بلغت. معاشر الناس إنما أكمل الله عز وجل دينكم بإمامته، فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله عز وجل فأولئك الذين حبطت أعمالهم وفي النار فيها خالدون، لا يخفف عنهم العذاب ولاهم ينظرون... 

 

بمصادر العامة:

 

عن رسول الله | حديث يوم الغدير: ... معاشر الناس هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي, وخليفتي على من آمن بي وعلى تفسير كتاب الله ربي, والدعاء إليه, والعمل بما يرضاه, والمحارب لأعدائه, والدال على طاعته, والناهي عن معصيته، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين، والإمام الهادي من الله بأمر الله، يقول الله عز وجل {ما يبدل القول لدي} بأمرك أقول: اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله، والعن من من أنكره، واغضب على من جحده حقه. اللهم إنك أنزلت الآية في علي × عند تبيين ذلك ونصبك إياه لها {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}. اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا أني قد بلغت... 

 

{لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شي‏ء فإن الله به عليم} (92)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن مفضل بن عمر قال: دخلت على أبى عبد الله × يوما ومعي شئ فوضعته بين يديه، فقال: ما هذا؟ فقلت هذه صلة مواليك وعبيدك، قال: فقال لي: يا مفضل انى لا أقبل ذلك وما اقبله من حاجتي إليه وما أقبله الا ليزكوا به، ثم قال: سمعت أبي × يقول: من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل أو كثر لم ينظر الله إليه يوم القيمة الا أن يعفو الله عنه، ثم قال: يا مفضل انها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه، إذ يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} فنحن البر والتقوى وسبيل الهدى وباب التقوى، ولا يحجب دعاؤنا عن الله، اقتصروا على حلالكم وحرامكم فاسئلوا عنه وإياكم ان تسئلوا أحدا من الفقهاء عما لا يعنيكم وعما ستر الله عنكم. 

 

{قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين} (95)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمر بن أبي ميثم قال: سمعت الحسين بن علي ’ يقول: ما أحد على ملة إبراهيم × إلا نحن وشيعتنا، وسائر الناس منها براء. 

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن أبيه، عن حمزة بن عبد الله، عن جميل بن دراج، عن حسان بن أبي علي العجلي، عن عمران بن ميثم، عن حبابة الوالبية، قال: دخلنا على امرأة قد صفرتها العبادة أنا وعبابة بن ربعي، فقالت: من الذي معك؟ قلت: هذا ابن أخيك ميثم، قالت: ابن أخي والله حقا، أما انى سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي ’ يقول: ما أحد على ملة إبراهيم × الا نحن وشيعتنا, وسائر الناس منها برآء.

 

* الشيخ المفيد في الأمالي, اخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا عمر بن أسلم قال: حدثنا سعيد بن يوسف البصري، عن خالد بن عبد الرحمن المدايني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي ذر الغفاري قال: رأيت رسول الله | وقد ضرب كتف علي بن أبي طالب × بيده وقال: يا علي من أحبنا فهو العربي، ومن أبغضنا فهو العلج، شيعتنا أهل البيوتات والمعادن والشرف ومن كان مولده صحيحا، وما على ملة إبراهيم × إلا نحن وشيعتنا، وساير الناس منها براء، وإن لله ملائكة يهدمون سيئات شيعتنا كما يهدم القدوم البنيان. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة بن أصحابنا, عن سهل بن زياد, عن محمد بن سليمان, عن أبيه, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: ليس على ملة إبراهيم × إلا نحن وشيعتنا, وسائر الناس من ذلك برآء. 

 

* العلامة المجلسي في البحر, عن السجاد ×: ما أحد على ملة إبراهيم × إلا نحن وشيعتنا, وسائر الناس منها براء. 

 

{فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولهو على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين} (97)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن فضال، والحجال، عن ثعلبة، عن أبي خالد القماط، عن عبد الخالق الصيقل قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل: {ومن دخله كان آمنا} فقال: لقد سألتني عن شئ ما سألني أحد إلا من شاء الله قال: من أم هذا البيت وهو يعلم أنه البيت الذي أمره الله عز وجل به وعرفنا أهل البيت حق معرفتنا كان آمنا في الدنيا والآخرة. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن علي بن عبد العزيز قال: قلت لأبي عبد الله × جعلت فداك قول الله {آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا} وقد يدخله المرجئ والقدري و الحروري والزنديق الذي لا يؤمن بالله؟ قال: لا ولا كرامة، قلت: فمن جعلت فداك؟ قال: ومن دخله وهو عارف بحقنا كما هو عارف له خرج من ذنوبه وكفى هم الدنيا والآخرة. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن هشام بن سالم, عن أبي عبد الله × قال: من دخل مكة المسجد الحرام يعرف من حقنا وحرمتنا ما عرف من حقها وحرمتها, غفر الله له ذنبه وكفاه ما أهمه من امر الدنيا والآخرة, وهو قوله {ومن دخله كان آمنا}. 

 

* علي بن يوسف الحلي في العدد القوية, وروي أن أمير المؤمنين × قال للحسن ×: قم فاخطب لأسمع كلامك، فقام وقال: الحمد لله الذي من تكلم سمع كلامه، ومن سكت علم ما في نفسه، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه معاده، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم. أما بعد: فإن القبور محلتنا، والقيامة موعدنا، والله عارضنا, وأن عليا × باب {من دخله كان آمنا}، ومن خرج منه كان كافرا. فقام إليه صلى الله عليهما فالتزمه، وقال: بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم. 

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, عن محمد بن هارون بن موسى, عن أبيه, عن محمد بن همام, عن أحمد بن الحسين المعروف بابن أبي القاسم، عن أبيه، عن بعض رجاله، عن الحسن بن شعيب، عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله × أنه قال: نحن نجلي النور في الظلمات، ونحن البيت المعمور الذي {من دخله كان آمنا}، نحن عزة الله وكبرياؤه. 

 

* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إرشاد القلوب, عن جابر بن عبد الله الأنصاري وعبد الله بن العباس, عن رسول الله | في حديث طويل:يا علي ستغدر بك أمتي من بعدي كما غدرت الأمم بعد مضي الأنبياء بأوصيائها إلا قليل، وسيكون لك ولهم بعدي هناة وهناة، فاصبر، أنت كبيت الله {من دخله كان آمنا} ومن رغب عنه كان كافرا. 

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا أبي ومحمد بن الحسن قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثنا أبو زهير بن شبيب بن أنس, عن بعض أصحابه، عن أبي عبد الله × في حديث طويل بين الإمام × وأبو حنيفة: فقال ×: أخبرني عن قول الله عز وجل: {سيروا فيها ليالي وأياما آمنين} أين ذلك من الأرض؟ قال: حسبه ما بين مكة والمدينة، فالتفت أبو عبد الله × إلى أصحابه فقال: تعلمون ان الناس يقطع عليهم بين المدينة ومكة فتؤخذ أموالهم ولا يؤمنون على أنفسهم ويقتلون؟ قالوا: نعم، قال: فسكت أبو حنيفة، فقال: يا أبا حنيفة إخبرني عن قول الله عز وجل: {ومن دخله كان آمنا} أين ذلك من الأرض؟ قال: الكعبة, قال: أفتعلم ان الحجاج بن يوسف حين وضع المنجنيق على ابن الزبير في الكعبة فقتله كان آمنا فيها؟ قال: فسكت. - الى ان قال - فقال أبو بكر الحضرمي (للصادق ×): جعلت فداك الجواب في المسألتين, فقال: يا أبا بكر {سيروا فيها ليالي وأياما آمنين}، فقال: مع قايمنا أهل البيت، وأما قوله {ومن دخله كان آمنا}. فمن بايعه ودخل معه ومسح على يده ودخل في عقد أصحابه {كان آمنا}. 

 

بمصادر العامة

 

وروي أن أمير المؤمنين × قال للحسن ×: قم فاخطب لأسمع كلامك، فقام وقال: الحمد لله الذي من تكلم سمع كلامه، ومن سكت علم ما في نفسه، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه معاده، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم. أما بعد: فإن القبور محلتنا، والقيامة موعدنا، والله عارضنا, وأن عليا × باب {من دخله كان آمنا}، ومن خرج منه كان كافرا. فقام إليه صلى الله عليهما فالتزمه، وقال: بأبي أنت وأمي ذرية بعضها من بعض، والله سميع عليم. 

 

{وكيف تكفرون وأنتم تتلى عليكم آيات اللَّه وفيكم رسوله ومن يعتصم باللَّه فقد هدي إلى صراط مستقيم} (101)

 

* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا علي بن الفضل بن العباس البغدادي بالري المعروف بأبي الحسن الحنوطي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سليمان بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار، قال: حدثنا حسين الأشقر، قال: قلت لهشام بن الحكم: ما معنى قولكم: إن الامام لا يكون إلا معصوما؟ فقال: سألت أبا عبد الله × عن ذلك فقال: المعصوم هو الممتنع بالله من جميع محارم الله، وقال الله تبارك وتعالى: {ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم}. 

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن علي، عن عمه محمد بن أبي القاسم، عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن سنان، عن المفضل، عن جابر بن يزيد، عن أبي الزبير المكي، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال النبي |: إن الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولا، وأنزل علي سيد الكتب، فقلت: إلهي وسيدي، إنك أرسلت موسى إلى فرعون، فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيرا، تشد به عضده، وتصدق به قوله، وإني أسألك يا سيدي وإلهي أن تجعل لي من أهلي وزيرا، تشد به عضدي. فجعل الله لي عليا × وزيرا وأخا، وجعل الشجاعة في قلبه، وألبسه الهيبة على عدوه، وهو أول من آمن بي وصدقني، وأول من وحد الله معي، وإني سألت ذلك ربي عز وجل فأعطانيه. فهو سيد الأوصياء، اللحوق به سعادة، والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي، وزوجته الصديقة الكبرى ابنتي، وابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي، وهو وهما والأئمة بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيين، وهم أبواب العلم في أمتي، من تبعهم نجا من النار، ومن اقتدى بهم {هدي إلى صراط مستقيم}، لم يهب الله عز وجل محبتهم لعبد إلا أدخله الله الجنة. 

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو أحمد عبيد الله ابن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: سمعت جدي إبراهيم ابن علي يحدث عن أبيه علي بن عبيد الله، قال : حدثني شيخان بران من أهلنا سيدان: موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي أبي جعفر، عن أبيه, في حديث طويل بين رسول الله | وأمير المؤمنين ×: لتهنك الحكمة، ليهنك العلم يا أبا الحسن، وأنت وارث علمي، والمبين لامتي ما اختلفت فيه من بعدي، من أحبك لدينك وأخذ بسبيلك فهو ممن {هدي إلى صراط مستقيم}، ومن رغب عن هواك وأبغضك لقي الله يوم القيامة لأخلاق له. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد قال: حدثنا الحسن بن جعفر بن إسماعيل الأفطس قال: حدثنا الحسين بن محمد بن سواء قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحنظلي: حدثنا عبد الرزاق: حدثنا الحسن بن زيد بن أسلم, عن أبيه, عن جده, عن أبي ذر الغفاري, عن رسول الله |: ... فانا منازل الهدى وأئمة التقى وبنا يستجاب الدعاء ويدفع البلاء وبنا ينزل الغيث من السماء ودون علمنا تكل ألسن العلماء ونحن باب حطة وسفينة نوح، ونحن جنب الله الذي ينادي من فرط فينا يوم القيامة بالحسرة والندامة، ونحن حبل الله المتين الذي من اعتصم به {هدي إلى صراط مستقيم}، ولا يزال محبنا منفيا مؤذيا منفردا مضروبا مطرودا مكذوبا محزونا باكي العين حزين القلب حتى يموت، وذلك في الله قليل. 

 

بمصادر العامة

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: قال النبي |: إن الله تبارك وتعالى اصطفاني واختارني وجعلني رسولا، وأنزل علي سيد الكتب، فقلت: إلهي وسيدي، إنك أرسلت موسى إلى فرعون، فسألك أن تجعل معه أخاه هارون وزيرا، تشد به عضده، وتصدق به قوله، وإني أسألك يا سيدي وإلهي أن تجعل لي من أهلي وزيرا، تشد به عضدي. فجعل الله لي عليا × وزيرا وأخا، وجعل الشجاعة في قلبه، وألبسه الهيبة على عدوه، وهو أول من آمن بي وصدقني، وأول من وحد الله معي، وإني سألت ذلك ربي عز وجل فأعطانيه. فهو سيد الأوصياء، اللحوق به سعادة، والموت في طاعته شهادة، واسمه في التوراة مقرون إلى اسمي، وزوجته الصديقة الكبرى ابنتي، وابناه سيدا شباب أهل الجنة ابناي، وهو وهما والأئمة بعدهم حجج الله على خلقه بعد النبيين، وهم أبواب العلم في أمتي، من تبعهم نجا من النار، ومن اقتدى بهم {هدي إلى صراط مستقيم}، لم يهب الله عز وجل محبتهم لعبد إلا أدخله الله الجنة. 

 

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله |: إن الله جعل عليا وزوجته وأبناءه حجج الله على خلقه, وهم أبواب العلم في أمتي, من اهتدى بهم {هدي إلى صراط مستقيم}. 

 

{يا أيها الذين آمنوا اتقوا اللَّه حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون (102) واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون (103) ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون (104) ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم (105)}

 

* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى, حدثنا أحمد بن أبي الطيب بن شعيب عن أبي الفضل، عن أحمد بن هاشم، أخبرنا مالك بن سليمان، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن الأحلج، عن الشعبي قال: سئل الحسن بن علي ’ عن هذه الآية: {اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} أخاصة هي أم عامة؟ قال: نزلت في قوم خاصة فتعقيب عامة ثم جاء التخفيف بعد: {اتقوا الله ما استطعتم} فقيل: يا بن رسول الله فيمن نزلت هذه الآية؟ فنكت الأرض ساعة ثم رفع بصره ثم نكس رأسه ثم رفع فقال: لما نزلت هذه الآية: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فقال بعض القوم: ما أنزل الله هذا انما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه، قالوها حسدا وبغضا لأهل بيت النبي |: فأنزل الله تعالى: {أم يقولون أفترى على الله كذبا فان يشاء الله يختم على قلبك}، ولا تعتد هذه المقال ولا يشق عليك ما قالوا قبل من فان الله {يمحو الباطل ويحق الحق بكلماته انه عليم بذات الصدور}. فشق ذلك على رسول الله | وحزن على ما قالوا, وعلم أن القوم غير تاركين الحسد والبغضاء، فنزلت هذه الآية {قد نعلم أنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} فلما نزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك}. قال يوم غدير خم: من كنت مولاه فان عليا مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، فوقع في قلوبهم ما وقع تكلموا فيما بينهم سرا حتى قال أحدهما لصاحبه: من يلي بعد النبي | ومن يلي بعدك هذا الأمر لا نجعلها في أهل البيت أبدا فنزل: {ومن يبدل نعمة الله من بعد ما جاءته فان الله شديد العقاب} ثم نزلت: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} إلى قوله {وأولئك لهم عذاب عظيم}. فلما قبض النبي | مضوا على رأيهم في أهل بيت نبيهم وعلى ما تعاقدوا عليه في حياته ونبذوا آيات الله عز وجل ووصي رسوله وأهل بيته وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, تفسير وكيع، حدثنا سفيان بن مرة الهمداني, عن عبد خير قال: سألت علي بن أبي طالب × عن قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته} قال: والله ما عمل بهذا غير أهل بيت رسول الله |, نحن ذكرنا الله فلا ننساه, ونحن شكرناه فلا نكفره, ونحن أطعناه فلا نعصيه، فلما أنزلت هذه الآية قالت الصحابة: لا نطيق ذلك, فأنزل الله {فاتقوا الله ما استطعتم}. 

 

* الشريف الرضي في خصائص الأئمة, حدثني هارون بن موسى، قال: حدثني أحمد بن محمد بن عمار، قال: حدثنا أبو موسى عيسى الضرير البجلي، عن أبي الحسن × في خطبة خطبها رسول الله | في مرضه، وفي الخبر: فقال رسول الله |: ادعوا لي عمي ـ يعني العباس رحمه‌الله ـ فدعي له، فحمله وعلي ×، حتى أخرجاه، فصلى بالناس وإنه لقاعد، ثم حمل فوضع على المنبر بعد ذلك، فاجتمع لذلك جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، حتى برزت العواتق من خدورها، فبين باك وصائح ومسترجع وواجم والنبي | يخطب ساعة ويسكت ساعة، وكان فيما ذكر من خطبته أن قال: يا معاشر المهاجرين والأنصار، ومن حضر في يومي هذا وساعتي هذه من الإنس والجن، ليبلغ شاهدكم غائبكم، ألا إني قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى، والبيان لما فرض الله تبارك وتعالى من شيء، حجة الله عليكم وحجتي وحجة وليي، وخلفت فيكم العلم الأكبر، علم الدين ونور الهدى وضياءه، وهو علي بن أبي طالب، ألا وهو حبل الله {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمت الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون}. أيها الناس، هذا علي، من أحبه وتولاه اليوم وبعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله، ومن عاداه وأبغضه اليوم وبعد اليوم جاء يوم القيامة أصم وأعمى، لا حجة له عند الله. 

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا أبو عمر، قال: حدثنا احمد، قال: حدثنا جعفر بن علي بن نجيح الكندي، قال: حدثنا حسن بن حسين، قال: حدثنا عمر بن راشد، عن جعفر بن محمد × في قوله: {واعتصموا بحبل الله جميعا} قال: نحن الحبل. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, أبان بن تغلب عن الصادق ×: نحن والله الذي قال { واعتصموا بحبل الله جميعا}. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, حمد بن علي العنبري بإسناده عن النبي | أنه سأل أعرابي عن قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله} فأخذ رسول الله | يده فوضعها على كتف علي × فقال: يا أعرابي هذا حبل الله فاعتصم به، فدار الاعرابي من خلف علي × والتزمه، ثم قال: اللهم إني أشهدك أني اعتصمت بحبلك، فقال رسول الله |: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا.

وروى نحوا من ذلك الباقر والصادق ’. 

 

* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, حدثنا محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدثني أبي، قال: حدثني علي بن هاشم والحسين بن السكن معا، قالا: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرني أبي، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: وفد على رسول الله | أهل اليمن، فقال النبي |: جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا، فلما دخلوا على رسول الله | قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك. فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟ فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فقالوا: يا رسول الله، بين لنا ما هذا الحبل؟ فقال: هو قول الله: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي. فقالوا: يا رسول الله، من وصيك؟ فقال: هو الذي أنزل الله فيه: {أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله}. فقالوا: يا رسول الله، وما جنب الله هذا؟ فقال: هو الذي يقول الله فيه: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} هو وصيي، والسبيل إلي من بعدي. فقالوا: يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق نبيا أرناه فقد اشتقنا إليه. فقال: هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لأن الله عز وجل يقول في كتابه: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} أي: إليه وإلى ذريته ×. ثم قال: فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان، وعثمان بن قيس في بني قيس، وعرنة الدوسي في الدوسيين، ولاحق بن علاقة، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا، يا رسول الله. فقال النبي |: أنتم نجبة الله حين عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون ويقولون: يا رسول الله، نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم قلوبنا، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا، وانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وانثلجت صدورنا، حتى كأنه لنا أب ونحن له بنون. فقال النبي |: {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعدون. قال: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين × الجمل وصفين، فقتلوا في صفين رحمهم الله، وكان النبي | بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب ×. 

 

* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, أخبرنا محمد بن همام بن سهيل، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد الحسني، قال: حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الخيبري ، قال: حدثنا محمد بن يزيد بن عبد الرحمن التيمي، عن الحسن بن الحسين الأنصاري، عن محمد بن الحسين الأنصاري، عن أبيه، عن جده، قال: قال علي بن الحسين ’: كان رسول الله | ذات يوم جالسا ومعه أصحابه في المسجد، فقال: يطلع عليكم من هذا الباب رجل من أهل الجنة يسأل عما يعنيه، فطلع رجل طويل يشبه برجال مضر، فتقدم فسلم على رسول الله | وجلس، فقال: يا رسول الله، إني سمعت الله عز وجل يقول فيما أنزل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فما هذا الحبل الذي أمرنا الله بالاعتصام به وأن لا نتفرق عنه؟ فأطرق رسول الله | مليا، ثم رفع رأسه وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب ×، وقال: هذا حبل الله الذي من تمسك به عصم به في دنياه، ولم يضل به في آخرته. فوثب الرجل إلى علي × فاحتضنه من وراء ظهره وهو يقول: اعتصمت بحبل الله وحبل رسوله، ثم قام فولى وخرج، فقام رجل من الناس، فقال: يا رسول الله، ألحقه فأسأله أن يستغفر لي؟ فقال رسول الله: إذا تجده موفقا، فقال: فلحقه الرجل فسأله أن يستغفر الله له، فقال له: أفهمت ما قال لي رسول الله | وما قلت له؟ قال: نعم. قال: فإن كنت متمسكا بذلك الحبل يغفر الله لك وإلا فلا يغفر الله لك. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, روى جابر عن أبي جعفر × قال: السلم هو آل محمد, أمر الله بالدخول فيه، وهم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به, قال الله {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ابن يزيد قال: سألت أبا الحسن (الكاظم) × عن قوله {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} قال: علي بن أبي طالب × حبل الله المتين. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن محمد قال: حدثنا محمد بن مروان قال: حدثنا أبو حفص الأعشى, عن أبي الجارود: عن أبي جعفر, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال: جاء رجل في هيئة أعرابي إلى النبي | فقال: يا رسول الله, بأبي أنت وأمي ما معنى: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فقال له النبي |: أنا نبي الله, وعلي بن أبي طالب × حبله. فخرج الأعرابي وهو يقول: آمنت بالله وبرسوله واعتصمت بحبله. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسن بن العباس البجلي معنعنا: عن أبان بن تغلب قال قال أبو جعفر ×: ولاية علي بن أبي طالب × الحبل الذي قال الله تعالى فيه {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فمن تمسك به كان مؤمنا, ومن تركه خرج من الايمان. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي معنعنا: عن جعفر بن محمد × قال: نحن حبل الله الذي قال: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} وولاية علي × البر, فمن استمسك به كان مؤمنا, ومن تركها خرج من الايمان. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا: عن جعفر بن محمد × قال: بينا رسول الله | جالس في جماعة من أصحابه إذ ورد عليه أعرابي فبرك بين يديه فقال: يا رسول الله إني سمعت الله تعالى يقول في كتابه: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فهذا الحبل الذي أمرنا بالاعتصام به ما هو؟ قال: فضرب النبي | يده على كتف علي بن أبي طالب × فقال: ولاية هذا. قال: فقام الأعرابي وضبط بإصبعيه جميعا ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله, وأشهد أن محمدا رسول الله, واعتصمت بحبل الله. قال: وشد أصابعه. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, عن عيسى بن المستفاد, عن الكاظم ×, عن رسول الله | في حديث طويل: ...ألا قد خلفت فيكم كتاب الله، فيه النور والهدى والبيان، ما فرط الله فيه من شئ ، حجة الله لي عليكم، وخلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيي علي بن أبي طالب، ألا هو حبل الله فاعتصموا به جميعا ولا تفرقوا عنه، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا... 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن أبي هارون المكفوف، عن أبي عبد الله × قال (المكفوف): كان أبو عبد الله × إذا ذكر رسول الله | قال: بأبي وأمي وقومي وعشيرتي، عجب للعرب كيف لا تحملنا على رؤوسها والله عز وجل يقول في كتابه: {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} فبرسول الله | أنقذوا. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن محمد بن سليمان الصري, عن أبيه, عن أبي عبد الله × {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} بمحمد |. 

 

* علي بن إبراهيم القمي في تفسيره, في رواية أبي الجارود, عن أبي جعفر ÷ في قوله {ولا تفرقوا} قال: إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيفترقون بعد نبيهم ويختلفون, فنهاهم الله عن التفرق, كما نهى من كان قبلهم, فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد | ولا يتفرقوا. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, في رواية أبي الجارود, عن أبي جعفر × في قوله {ولتكن منكم أمّة يدعون إلى الخير} فهذه الآية لآل محمد |, ومن تابعهم يدعون إلى الخير, ويأمرون بالمعروف, وينهون عن المنكر. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, روي عن أبي عبد الله × أنه قال: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} نحن هم. 

 

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, عن محمد ويحيى ابني عبد الله بن الحسن, عن أبيهما, عن جدهما, عن علي × قال: لما خطب أبو بكر قام أبي بن كعب فقال: يا معاشر المهاجرين - ثم ذكر خطبته الطويلة في الاحتجاج على أبي بكر في خلافة علي ×, الى أن قال -: وأيم الله ما أهملتم، لقد نصب لكم علم يحل لكم الحلال، ويحرم عليكم الحرام، ولو أطعتموه ما اختلفتم، ولا تدابرتم ولا تقاتلتم، ولا برئ بعضكم من بعض، فوالله إنكم بعده لمختلفون في أحكامكم, وإنكم بعده لناقضو عهد رسول الله |، وإنكم على عترته لمختلفون، إن سئل هذا عن غير من يعلم أفتى برأيه فقد أبعدتم وتجاريتم وزعمتم الاختلاف رحمة، هيهات أبى الكتاب ذلكم يقول الله تبارك وتعالى: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم} ثم أخبرنا باختلافكم فقال: {ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم} أي للرحمة، وهم آل محمد |, سمعت رسول الله | يقول: يا علي أنت وشيعتك على الفطرة، والناس منها براء، فهلا قبلتم من نبيكم كيف وهو خبركم بانتكاصتكم عن وصيه علي بن أبي طالب وأمينه، ووزيره ، وأخيه، ووليه، دونكم أجمعين... 

 

* علي بن عيسى الإربلي في كشق الغمة, قال علي بن الحسين ×: قد انتحلت طوائف من هذه الأمة بعد مفارقتها أئمة الدين والشجرة النبوية إخلاص الديانة، وأخذوا أنفسهم في مخائل الرهبانية، وتعالوا في العلوم ووصفوا الايمان بأحسن صفاتهم وتحلوا بأحسن السنة، حتى إذا طال عليهم الأمد وبعدت عليهم الشقة وامتحنوا بمحن الصادقين رجعوا على أعقابهم ناكصين عن سبيل الهدى وعلم النجاة، يتفسخون تحت أعباء الديانة تفسخ حاشية الإبل تحت أوراق البزل.

ولا تحرز السبق الروايا وإن جرت ... ولا يبلغ الغايات إلا سبوقها

وذهب الآخرون إلى التقصير في أمرنا واحتجوا بمتشابه القرآن فتأولوا بآرائهم واتهموا مأثور الخبر مما استحسنوا يقتحمون في أغمار الشبهات ودياجير الظلمات بغير قبس نور من الكتاب ولا أثره علم من من مظان العلم بتحذير مثبطين، زعموا أنهم على الرشد من غيهم، وإلى من يفزع خلف هذه الأمة وقد درست أعلام الملة ودانت الأمة بالفرقة والاختلاف، يكفر بعضهم بعضا, والله تعالى يقول: {ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءتهم البينات} فمن الموثوق به على إبلاغ الحجة وتأويل الحكمة إلا أهل الكتاب وأبناء أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين احتج الله بهم على عباده، ولم يدع الخلق سدى من غير حجة؟ هل تعرفونهم أو تجدونهم إلا من فروع الشجرة المباركة، وبقايا الصفوة الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا وبرأهم من الآفات وافترض مودتهم في الكتاب؟

هم العروة الوثقى وهم معدن التقى ... وخير جبال العالمين ونيقها 

 

بمصادر العامة

 

عن أبو حفص الصائغ، عن جعفر بن محمد × قال: نحن حبل الله الذي قال فيه {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}. 

 

محمد بن علي العنبري بإسناده عن النبي | أنه سأل أعرابي عن قوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله} فأخذ رسول الله | يده فوضعها على كتف علي × فقال: يا أعرابي هذا حبل الله فاعتصم به، فدار الاعرابي من خلف علي × والتزمه، ثم قال: اللهم إني أشهدك أني اعتصمت بحبلك، فقال رسول الله |: من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا. 

 

قال رسول الله |: فاطمة ÷ بهجة قلبي، وابناها ثمرة فؤادي، وبعلها نور بصري، والأئمة من ولدها أمناء ربى وحبله الممدود وبينه و بين خلقه، ومن اعتصم بهم نجاء، ومن تخلف عنهم هوى. 

 

قال رسول الله |: من أحب أن يركب سفينة النجاة, ويتمسك بالعروة الوثقى, ويعتصم بحبل الله المتين, فليوال عليا ×, وليأتم بالهداة من ولده. 

 

عن أبان بن تغلب, عن جعفر بن محمد × قال: نحن حبل الله الذي قال الله: {واعتصموا بحبل الله جميعا} الآية, فالمستمسك بولاية علي بن أبي طالب × المستمسك بالبر, كذا فمن تمسك به كان مؤمنا، ومن تركه كان خارجا من الايمان. 

 

عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: كنا عند النبي | إذ جاء أعرابي فقال: يا رسول الله سمعتك تقول {واعتصموا بحبل الله} فما حبل الله الذي نعتصم به؟ فضرب النبي | يده في يد علي × وقال: تمسكوا بهذا، هو حبل الله المتين. 

 

{يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (106) واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون (107)}

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن صفوان بن يحيى, عن أبي الجارود, عن عمران بن هيثم, عن مالك بن ضمرة, عن أبي ذر قال: لما نزلت هذه الآية يوم {تبيض وجوه وتسود وجوه} قال رسول الله |: يرد علي أمتي يوم القيامة على خمس رايات، فراية مع عجل هذه الأمة, فأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: اما الأكبر فخرفناه ونبذناه وراء ظهورنا, واما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه، فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم يرد علي راية مع فرعون هذه الأمة، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: اما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه, واما الأصغر فعاديناه وقاتلناه، فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي رأيه مع سامري هذه الأمة, فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: اما الأكبر فعصيناه وتركناه, واما الأصغر فخذلناه وضيعناه وصنعنا به كل قبيح, فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم, ثم ترد علي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم, فأسألهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: اما الأكبر فمزقناه وبرئنا منه, واما الأصغر فقاتلناه وقتلناه، فأقول: ردوا النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم، ثم ترد علي راية مع امام المتقين وسيد الوصيين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين، فأقول لهم: ما فعلتم بالثقلين من بعدي؟ فيقولون: اما الأكبر فاتبعناه وأطعناه, واما الأصغر فأحببناه وواليناه ووازرناه ونصرناه حتى أهرقت فيهم دماؤنا، فأقول: ردوا الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم, ثم تلا رسول الله | {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فاما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون واما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون}. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, الحسين بن سعيد معنعنا, عن جعفر بن محمد × قال: يحشر يوم القيامة شيعة علي × رواءا مرويين مبيضة وجوههم، ويحشر أعداء علي × يوم القيامة وجوههم مسودة ظامئين، ثم قرأ: {يوم تبيض وجوه وتسود وجوه}. 

 

{كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون} (108)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, أبو حمزة, عن الباقر ×: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال: نحن هم. 

 

* الحافظ رجب البرسي في مشارك أنوار اليقين, عن جابر بن عبد الله في تفسير قوله: {كنتم خير أمة أخرجت للناس}، قال رسول الله | : أول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته فأقبل يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة، ثم سجد لله تعظيما فتفتق منه نور علي × فكان نوري محيطا بالعظمة، ونور علي × محيطا بالقدرة، ثم خلق العرش، واللوح، والشمس، والقمر، والنجوم، وضوء النهار، وضوء الأبصار، والعقل والمعرفة، وأبصار العباد، وأسماعهم وقلوبهم، من نوري، ونوري مشتق من نوره، فنحن الأولون، ونحن الآخرون، ونحن السابقون، ونحن الشافعون، ونحن كلمة الله ونحن خاصة الله، ونحن أحباء الله، ونحن وجه الله، ونحن أمناء الله، ونحن خزنة وحي الله، وسدنة غيب الله، ونحن معدن التنزيل، وعندنا معنى التأويل، وفي آياتنا هبط جبرائيل، ونحن مختلف أمر الله، ونحن منتهى غيب الله، ونحن محال قدس الله، ونحن مصابيح الحكمة، ومفاتيح الرحمة، وينابيع النعمة، ونحن شرف الأمة، وسادة الأئمة، ونحن الولاة والهداة، والدعاة والسقاة، والحماة، وحبنا طريق النجاة، وعين الحياة، ونحن السبيل والسلسبيل، والمنهج القويم، والصراط المستقيم، من آمن بنا آمن بالله، ومن رد علينا رد على الله، ومن شك فينا شك في الله، ومن عرفنا عرف الله، ومن تولى عنا تولى عن الله، ومن تبعنا أطاع الله، ونحن الوسيلة إلى الله، والوصلة إلى رضوان الله، ولنا العصمة والخلافة والهداية، وفينا النبوة والإمامة والولاية، ونحن معدن الحكمة وباب الرحمة، ونحن كلمة التقوى والمثل الأعلى والحجة العظمى، والعروة الوثقى، التي من تمسك بها نجا وتمت البشرى. 

 

* الميرزا النوري في مستدرك الوسائل, الشيخ فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين: في مناجاة موسى × قال: يا رب لم فضلت أمه محمد | على سائر الأمم؟ فقال الله تعالى: فضلتهم لعشر خصال، قال موسى: وما تلك الخصال التي يعملونها حتى آمر بني إسرائيل يعملونها؟ قال الله تعالى: الصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، والجهاد، والجمعة، والجماعة، والقرآن، والعلم، والعاشوراء، قال موسى ×: يا رب وما العاشوراء؟ قال: البكاء والتباكي على سبط محمد |، والمرثية والعزاء على مصيبة ولد المصطفى، يا موسى ما من عبد من عبيدي في ذلك الزمان، بكى أو تباكى وتعزى على ولد المصطفى |: إلا وكانت له الجنة ثابتا فيها، وما من عبد أنفق من ماله في الدرهم بسبعين درهما، وكان معافا في الجنة، وغفرت له ذنوبه، وعزتي وجلالي، ما من رجل أو امرأة سال دمع عينيه في يوم عاشوراء وغيره، قطرة واحدة إلا وكتب له أجر مائة شهيد. 

 

{ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباؤ بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} (112)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن يونس بن عبد الرحمن, عن عدة من أصحابنا رفعوه إلى أبي عبد الله × في قوله {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} قال الحبل من الله كتاب الله, والحبل من الناس هو علي بن أبي طالب ×. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد قال: حدثنا محمد بن مروان قال: حدثنا إسماعيل بن أبان, عن سلام بن أبي عمرة, عن أبان بن تغلب قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي ’ عن قول الله تعالى {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس} قال: ما يقول الناس فيها, قال: قلت: يقولون: حبل من الله كتابه, وحبل من الناس عهده الذي عهد إليهم, قال: كذبوا قال: قلت: ما تقول فيها؟ قال: فقال لي: حبل من الله كتابه, وحبل من الناس علي بن أبي طالب ÷. 

 

* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, حدثنا محمد بن عبد الله بن المعمر الطبراني بطبرية سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، قال: حدثني أبي، قال: حدثني علي بن هاشم والحسين بن السكن معا، قالا: حدثنا عبد الرزاق بن همام، قال: أخبرني أبي، عن مينا مولى عبد الرحمن بن عوف، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: وفد على رسول الله | أهل اليمن، فقال النبي |: جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا، فلما دخلوا على رسول الله | قال: قوم رقيقة قلوبهم، راسخ إيمانهم، منهم المنصور، يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك. فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟ فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} فقالوا: يا رسول الله، بين لنا ما هذا الحبل؟ فقال: هو قول الله: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي... 

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أحمد بن محمد الصائغ العدل قال: حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال: حدثنا أبو عوانة قال: حدثنا محمد بن سليمان بن بزيع الخزاز قال: حدثنا إسماعيل بن أبان، عن سلام بن أبي عمرة الخراساني، عن معروف بن خربوذ المكي، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، قال: قال رسول الله |: يا حذيفة، إن حجة الله عليكم بعدي علي بن أبي طالب، الكفر به كفر بالله، والشرك به شرك بالله، والشك فيه شك في الله، والالحاد فيه إلحاد في الله، والانكار له إنكار لله، والايمان به إيمان بالله، لأنه أخو رسول الله، ووصيه، وإمام أمته ومولاهم، وهو حبل الله المتين، وعروته الوثقى التي لا انفصام لها... 

 

بمصادر العامة:

 

عن الباقر × في قوله {ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس} قال: حبل من الله كتاب من الله, وحبل من الناس علي بن أبي طالب ×. 

 

{ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون} (123)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, الصادق والباقر ’: نزلت في علي × {ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة}. 

 

{بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} (125)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الأعلى الجبلي, عن أبو جعفر × فب حدبث طويل عن صاحب الزمان ×... لكأني أنظر إليهم مصعدين من نجف الكوفة ثلاثمائة و بضعة عشر رجلا، كأن قلوبهم زبر الحديد جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره، يسير الرعب امامه شهرا وخلفه شهرا، أمده الله {بخمسة آلاف من الملائكة مسومين} حتى إذا صعد النجف، قال لأصحابه: تعبدوا ليلتكم هذه فيبيتون بين راكع وساجد يتضرعون إلى الله... 

 

* العلامة المجلسي في البحار, الصلاة على صاحب الزمان ×: ...اللهم صل عليه وقرب بعده، وأنجز وعده، وأوف عهده، واكشف عن بأسه حجاب الغيبة، وأظهر بظهوره صحائف المحنة، وقدم أمامه الرعب، وثبت به القلب، وأقم به الحرب، وأيده بجند {من الملائكة مسومين}، وسلطه على أعداء دينك أجمعين... 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ضريس بن عبد الملك، عن أبي جعفر ×، قال : إن الملائكة الذين نصروا محمدا | يوم بدر في الأرض ما صعدوا بعد ولا يصعدون حتى ينصروا صاحب هذا الأمر، وهم خمسة آلاف. 

 

{ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} (128)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر الجعفي قال: قرأت عند أبي جعفر × قول الله {ليس لك من الامر شئ} قال: بلى والله ان له من الامر شيئا وشيئا وشيئا، وليس حيث ذهبت و لكني أخبرك ان الله تبارك وتعالى لما أمر نبيه × ان يظهر ولاية على فكر في عداوة قومه له ومعرفته بهم، وذلك الذي فضله الله به عليهم في جميع خصاله، كان أول من آمن برسول الله | وبمن أرسله، وكان أنصر الناس لله ولرسوله، وأقتلهم لعدوهما وأشدهم بغضا لمن خالفهما، وفضل علمه الذي لم يساوه أحد، ومناقبه التي لا تحصى شرفا، فلما فكر النبي | في عداوة قومه له في هذه الخصال، وحسدهم له عليها ضاق عن ذلك صدره فأخبر الله انه ليس له من هذا الامر شئ إنما الامر فيه إلى الله ان يصير عليا × وصيه وولى الامر بعده، فهذا عنى الله، وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه ان جعل ما أحل فهو حلال، وما حرم فهو حرام، قوله: {ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر قال: قلت لأبي جعفر × قوله لنبيه {ليس لك من الامر شئ} فسره لي، قال: فقال أبو جعفر ×: لشئ قاله الله ولشئ أراده الله يا جابر، ان رسول الله | كان حريصا على أن يكون علي × من بعده على الناس وكان عند الله خلاف ما أراد رسول الله | قال: قلت: فما معنى ذلك؟ قال: نعم عنى بذلك قول الله لرسوله × {ليس لك من الامر شئ} يا محمد الأمر في علي أو وفى غيره، ألم اتل عليك يا محمد فيما أنزلت من كتابي إليك {آلم احسب الناس أن يتركوا ان يقولوا آمنا وهم لا يفتنون} إلى قوله {فليعلمن} قال: فوض رسول الله | الامر إليه. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن عامر، عن أبي عبد الله البرقي، عن الحسن بن عثمان، عن محمد بن الفضيل، عن الثمالي قال: قرأت هذه الآية على أبي جعفر × : {ليس لك من الامر شئ} قول الله لنبيه |، وأنا أريد أن أسأله عنها، فقال أبو جعفر × : بلى، وشئ وشئ مرتين، وكيف لا يكون له من الامر شئ وقد فوض الله إليه دينه فقال: {ما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فما أحل رسول الله × فهو حلال، وما حرم فهو حرام. 

 

* الشيخ المفيد في الأختصاص, محمد بن خالد الطيالسي، ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن سنان، عن عمار ابن مروان، عن المنخل بن جميل، عن جابر بن يزيد قال: تلوت على أبي جعفر × هذه الآية من قوله الله تعالى: {ليس لك من الأمر شئ} قال: إن رسول الله |حرص أن يكون علي × ولي الأمر من بعده وذلك الذي عنى الله {ليس لك من الأمر شئ}, وكيف لا يكون له من الأمر شئ وقد فوض إليه فقال: ما أحل النبي | فهو حلال, وما حرم النبي | فهو حرام. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, محمد بن العباس، عن جعفر بن محمد الحسيني، عن إدريس بن زياد عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن ثابت، عن أبي جعفر × قال: قلت له: فسر لي قوله عز وجل لنبيه |: {ليس لك من الامر شئ} فقال: إن رسول الله | كان حريصا على أن يكون علي بن أبي طالب × من بعده على الناس، وكان عند الله خلاف ذلك، فقال: وعنى بذلك قوله عز وجل {ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} قال: فرضي رسول الله | بأمر الله عز وجل. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا: عن جابر قال: قرأت عند أبي جعفر ×: {ليس لك من الامر شئ} قال: فقال أبو جعفر ×: بلى والله لقد كان له من الامر شئ وشئ . فقلت له: جعلت فداك فما تأويل قوله: {ليس لك من الامر شئ}؟ قال: إن رسول الله | حرص على أن يكون الامر لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب × من بعده فأبى الله. ثم قال: وكيف لا يكون لرسول الله | من الامر شئ وقد فوض إليه فما أحل كان حلالا إلى يوم القيامة, وما حرم كان حراما إلى يوم القيامة. 

 

{وللّه ما في السماوات وما في الأرض يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء واللّه غفور رحيم} (129)

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني أبي، عن الحسين بن الحسن بن ابان، عن محمد بن أورمة، عن أبي عبد الله المؤمن، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد الله ×، قال: سمعته يقول: ان لله في كل يوم وليلة مائة الف لحظة إلى الأرض, {يغفر لمن يشأ} منه {ويعذب من يشأ} منه، ويغفر لزائري قبر الحسين × خاصة ولأهل بيتهم, ولمن يشفع له يوم القيامة كائنا من كان، قلت: وإن كان رجلا قد استوجبه النار؟ قال: وإن كان, ما لم يكن ناصبيا. 

 

{وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين} (133)

 

* العلامة المجلسي في البحار, كتاب صفوة الاخبار, عن إبراهيم بن محمد النوفلي, عن أبيه، وكان خادما لأبي الحسن الرضا × أنه قال: حدثني العبد الصالح الكاظم موسى بن جعفر عن آبائه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين قال: حدثني أخي وحبيبي رسول الله | قال: من سره أن يلقى الله عز وجل وهو مقبل عليه غير معرض عنه فليتوالك يا علي، ومن سره أن يلقي الله عز وجل وهو راض عنه فليتوال ابنك الحسن ×: ومن أحب أن يلقى الله ولا خوف عليه فليتوال ابنك الحسين ×، ومن أحب أن يلقى الله عز وجل وقد محا الله ذنوبه عنه فليوال علي بن الحسين × فإنه ممن قال الله عز وجل: {سيماهم في وجوههم من أثر السجود}. ومن أحب أن يلقى الله عز وجل وهو قرير العين فليتوال محمد بن علي الباقر ×، ومن أحب أن يلقى الله عز وجل ويعطيه كتابه بيمينه فليتوال جعفر بن محمد الصادق × ومن أحب أن يلقى الله طاهرا مطهرا فليتوال موسى بن جعفر الكاظم ×، ومن أحب أن يلقى الله عز وجل وهو ضاحك فليتوال علي بن موسى الرضا ×، ومن أحب أن يلقى الله عز وجل وقد رفعت درجاته وبدلت سيئاته حسنات فليتوال محمد بن علي الجواد ×. ومن أحب أن يلقى الله عز وجل ويحاسبه حسابا يسيرا ويدخله جنات عدن {عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين} فليتوال علي بن محمد الهادي ×، ومن أحب أن يلقى الله عز وجل وهو من الفائزين فليتوال الحسن بن علي العسكري × ومن أحب أن يلقى الله عز وجل وقد كمل إيمانه وحسن إسلامه فليتوال الحجة بن الحسن المنتظر ×، هؤلاء أئمة الهدى وأعلام التقى، من أحبهم وتوالاهم كنت ضامنا له على الله عز وجل الجنة. 

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني أبي، عن جده أحمد بن أبي عبد الله البرقي قال: حدثني النهيكي قال، حدثنا أبو محمد خلف بن سالم قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا شعبة، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب عن خالد بن سعيد بن العاص في حديث طويل: يا أبا بكر اتق الله فقد علمت ما تقدم لعلي × من رسول الله | ألا تعلم أن رسول الله | قال لنا ونحن محتوشوه في يوم بني قريظة، وقد أقبل على رجال منا ذوي قدر فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار أوصيكم بوصية فاحفظوها وإني مؤد إليكم أمرا فاقبلوه، ألا إن عليا أميركم من بعدي وخليفتي فيكم، أوصاني بذلك ربي وإنكم إن لم تحفظوا وصيتي فيه وتأووه وتنصروه اختلفتم في أحكامكم، واضطرب عليكم أمر دينكم، وولي عليكم الامر شراركم, ألا وإن أهل بيتي هم الوارثون أمري، القائلون بأمر أمتي، اللهم فمن حفظ فيهم وصيتي فاحشره في زمرتي، واجعل له من مرافقتي نصيبا يدرك به فوز الآخرة، اللهم ومن أساء خلافتي في أهل بيتي فأحرمه الجنة التي {عرضها السماوات والأرض}. 

 

{الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واللّه يحب المحسنين} (134)

 

* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف لغمة, روي أن غلام لالحسين × جنى جناية توجب العقاب عليه, فأمر به أن يضرب, فقال: يا مولاي {والكاظمين الغيظ} قال: خلوا عنه, فقال: يا مولاي {والعافين عن الناس} قال: قد عفوت عنك, قال: يا مولاي {والله يحب المحسنين} قال: أنت حر لوجه الله. و لك ضعف ما كنت أعطيك. 

 

* علي الطبرسي في مشكاة الأنوار, وكانت جارية لعلي بن الحسين × تسكب عليه الماء, فسقط الإبريق من يدها فشجه, فرفع رأسه إليها, فقالت له الجارية: إن الله عز وجل يقول {والكاظمين الغيظ} قال: قد كظمت غيظي, قالت: {والعافين عن الناس} قال لها: عفا الله عنك, قالت: {والله يحب المحسنين} قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى. 

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا الحسن بن محمد بن يحيى بن الحسن بن جعفر بن عبيد الله ابن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال: حدثني يحيى بن الحسين بن جعفر، قال: حدثني شيخ من أهل اليمن يقال له عبد الله بن محمد، قال: سمعت عبد الرزاق يقول: جعلت جارية لعلي بن الحسين ’ تسكب الماء عليه وهو يتوضأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه، فرفع علي ابن الحسين ’ رأسه إليها، فقالت الجارية: إن الله عز وجل يقول: {والكاظمين الغيظ}. فقال لها: قد كظمت غيظي، قالت: {والعافين عن الناس}. قال: قد عفا الله عنك. قالت: {والله يحب المحسنين}. قال: اذهبي فأنت حرة. 

 

* الشيخ المفيد في الإرشاد, أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد قال: حدثني جدي قال: حدثني محمد بن جعفر وغيره قالوا: وقف على علي بن الحسين ’ رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه، فلما انصرف قال لجلسائه: قد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا ردي عليه, قال: فقالوا له: نفعل، ولقد كنا نحب أن تقول له ونقول، قال: فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} فعلمنا أنه لا يقول له شيئا، قال: فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال: قولوا له: هذا علي بن الحسين, قال: فخرج إلينا متوثبا للشر، وهو لا يشك أنه إنما جاءه مكافئا له على بعض ما كان منه، فقال له علي بن الحسين ’: يا أخي إنك كنت قد وقفت علي آنفا فقلت وقلت، فإن كنت قلت ما في فأستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك, قال: فقبل الرجل ما بين عينيه وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك، وأنا أحق به. 

 

بمصادر العامة

 

روي أن غلام لالحسين × جنى جناية توجب العقاب عليه, فأمر به أن يضرب, فقال: يا مولاي {والكاظمين الغيظ} قال: خلوا عنه, فقال: يا مولاي {والعافين عن الناس} قال: قد عفوت عنك, قال: يا مولاي {والله يحب المحسنين} قال: أنت حر لوجه الله. و لك ضعف ما كنت أعطيك. 

 

وكانت جارية لعلي بن الحسين × تسكب عليه الماء, فسقط الإبريق من يدها فشجه, فرفع رأسه إليها, فقالت له الجارية: إن الله عز وجل يقول {والكاظمين الغيظ} قال: قد كظمت غيظي, قالت: {والعافين عن الناس} قال لها: عفا الله عنك, قالت: {والله يحب المحسنين} قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى. 

 

عن عبد الرزاق قال: جعلت جارية لعلي بن الحسين ’ تسكب الماء عليه وهو يتوضأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه، فرفع علي ابن الحسين ’ رأسه إليها، فقالت الجارية: إن الله عز وجل يقول: {والكاظمين الغيظ}. فقال لها: قد كظمت غيظي، قالت: {والعافين عن الناس}. قال: قد عفا الله عنك. قالت: {والله يحب المحسنين}. قال: اذهبي فأنت حرة. 

 

روي أن عبدا لموسى بن جعفر × قدم إليه صحفة فيها طعام حار, فعجل فصبها على رأسه ووجهه, فغضب, فقال له: {والكاظمين الغيظ} قال: قد كظمت, قال: {والعافين عن الناس} قال: قد عفوت, قال: {والله يحب المحسنين} قال: أنت حر لوجه الله, وقد نحلتك ضيعتي الفلانية. 

 

{هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين} (138)

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, روى الحسن بن معاذ الرضوي، قال: حدثنا لوط بن يحيى الأزدي، عن عمارة بن زيد الواقدي، عن الصادق × في حديث طويل: فقال له هشام: إن عليا كان يدعي علم الغيب والله لم يطلع على غيبه أحدا، فكيف ادعى ذلك، ومن أين؟ فقال أبي ×: إن الله أنزل على نبيه | كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، في قوله تعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء}، {وهدى وموعظة للمتقين} وفي قوله تعالى: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين}، وفي قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شيء} وفي قوله: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} وأوحى إلى نبيه | أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ×، وأمره أن يؤلف القرآن من بعده، ويتولى غسله وتحنيطه وتكفينه من دون قومه، وقال لأهله وأصحابه: حرام أن تنظروا إلى عورتي غير أخي علي ×، فهو مني وأنا منه، له مالي وعليه ما علي، وهو قاضي ديني ومنجز وعدي. وقال لأصحابه: علي × يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله. ولم يكن عند احد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند علي ×، ولذلك قال لأصحابه: أقضاكم علي ×. وقال عمر بن الخطاب: لو لا علي لهلك عمر. أفيشهد له عمر ويجحد غيره؟!

 

{إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين} (140)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة, عن أبي عبد الله × في قول الله {وتلك الأيام نداولها بين الناس} قال: ما زال منذ خلق الله آدم × دولة لله ودولة لإبليس, فأين دولة الله, أما هو قائم واحد؟ 

 

{وليمحص اللّه الذين آمنوا ويمحق الكافرين (141) أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين (142)}

 

* السيد ابن طاووس في كشف اليقين, الحافظ محمد بن أحمد النطنزي من كتابه، عن الحسن بن أحمد المقري عن علي بن شجاع، عن علي بن محمد بن علي، عن الحسن بن إبراهيم، عن محمد بن جعفر الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن علي بن عثمان، عن محمد بن الفرات، عن ثابت بن دينار، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله |: إن علي بن أبي طالب × وصيي وإمام أمتي وخليفتي عليها بعدي، ومن ولده القائم المنتظر الذي يملا الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا إن الثابتين على القول به في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر، فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال، يا رسول الله وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي و ربي {وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين} يا جابر إن هذا أمر من أمر الله عز وجل, وسر من سر الله, علمه مطوي عن عباد الله، إياك والشك فيه, فإن الشك في أمر الله عز وجل كفر. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الحسن بن علي الوشاء، بإسناد له يرسله إلى أبي عبد الله ×، قال : والله لتمحصن، والله لتميزن، والله لتغربلن, حتى لا يبقى منكم إلا الأندر. قلت: وما الأندر؟ قال: البيدر، وهو أن يدخل الرجل بيته الطعام يطين عليه، ثم يخرجه قد أكل بعضه بعضا، فلا يزال ينقيه، ثم يكن عليه، ثم يخرجه، حتى يفعل ذلك ثلاث مرات، حتى يبقى ما لا يضره شيء. 

 

* الشيخ الطوسي في الغيبة, أحمد بن إدريس, عن علي بن محمد بن قتيبة, عن الفضل بن شاذان, عن أحمد بن محمد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن ×: أما والله لا يكون الذي تمدون إليه أعينكم حتى تميزوا أو تمحصوا، حتى لا يبقى منكم إلا الأندر, ثم تلا {أم حسبتم أن تتركوا ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين}. 

 

* الشيخ الطوسي في الغيبة, روى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري, عن أبيه, عن يعقوب بن يزيد, عن حماد بن عيسى, عن إبراهيم بن عمر اليماني, عن رجل, عن أبي جعفر × أنه قال: والله لتمحصن يا معشر الشيعة شيعة آل محمد كمخيض الكحل في العين, لأن صاحب الكحل يعلم متى يقع في العين ولا يعلم متى يذهب, فيصبح أحدكم وهو يرى أنه على شريعة من أمرنا فيمسي وقد خرج منها, ويمسي وهو على شريعة من أمرنا فيصبح وقد خرج منها. 

 

* محمد بن ابراهيم النعماني في الغيبة, أخبرنا علي بن أحمد قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي العباسي, عن أحمد بن محمد عن الحسن بن علي بن زياد، عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي × يقول: والله لتميزن, والله لتمحصن, والله لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح. 

 

* محمد بن ابراهيم النعماني في كتاب الغيبة, أخبرنا علي بن أحمد قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى, عن رجل، عن العباس بن عامر, عن الربيع بن محمد المسلي, عن مهزم بن أبي بردة الأسدي وغيره, عن أبي عبد الله × أنه قال: والله لتكسرن تكسر الزجاج, وإن الزجاج ليعاد فيعود كما كان, والله لتكسرن تكسر الفخار, فإن الفخار ليتكسر فلا يعود كما كان, ووالله لتغربلن, ووالله لتميزن, ووالله لتمحصن, حتى لا يبقى منكم إلا الأقل, وصعَّر كفه. 

 

بمصادر العامة:

 

عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قال رسول الله |: إن عليا وصيي، ومن ولده القائم المنتظر المهدي، الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، والذي بعثني بالحق بشيرا ونذيرا، إن الثابتين على القول بإمامته في زمان غيبته لأعز من الكبريت الأحمر. فقام إليه جابر بن عبد الله فقال: يا رسول الله، وللقائم من ولدك غيبة؟ قال: إي وربي، {يمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين}. ثم قال: يا جابر، إن هذا أمر من أمر الله، وسر من سر الله، فإياك والشك، فان الشك في أمر الله كفر. 

 

{ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون (143) وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين (144) وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين (145) وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين (146)}

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, أبو القاسم بن حماد معنعنا، عن حذيفة اليماني أن رسول الله | أمر بالجهاد يوم أحد، فخرج الناس سراعا يتمنون لقاء عدوهم وبغوا في منطقهم، وقالوا: والله لئن لقينا عدونا لا نولي حتى يقتل عن آخرنا رجل أو يفتح الله لنا، قال: فلما أتوا إلى القوم ابتلاهم الله بالذي كان منهم ومن بغيهم فلم يلبثوا إلا يسيرا حتى انهزموا عن رسول الله | إلا علي بن أبي طالب × وأبو دجانة سماك بن خرشة الأنصاري، فلما رأى رسول الله | ما قد نزل بالناس من الهزيمة والبلاء رفع البيضة عن رأسه وجعل ينادي: أيها الناس أنا لم أمت ولم اقتل. وجعل الناس يركب بعضهم بعضا لا يلوون على رسول الله | فلا يلتفتون إليه، فلم يزالوا كذلك حتى دخلوا المدينة، فلم يكتفوا بالهزيمة حتى قال أفضلهم رجلا في أنفسهم: قتل رسول الله |، فلما آيس الرسول من القوم رجع إلى موضعه الذي كان فيه فلم ير إلا علي بن أبي طالب × وأبا دجانة الأنصاري رضي الله عنه، فقال رسول الله |: يا أبا دجانة ذهب الناس فالحق بقومك، فقال أبو دجانة: يا رسول الله ما على هذا بايعناك و بايعنا الله، ولا على هذا خرجنا، يقول الله تعالى: {إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم} فقال رسول الله |: يا أبا دجانة أنت في حل من بيعتك فارجع، فقال أبو دجانة: يا رسول الله لا تحدث نساء الأنصار في الخدور أني أسلمتك ورغبت بنفسي عن نفسك، يا رسول الله لا خير في العيش بعدك، قال: فلما سمع رسول الله | كلامه ورغبته في الجهاد انتهى رسول الله | إلى صخرة فاستتر بها ليتقي بها من السهام سهام المشركين، فلم يلبث أبو دجانة إلا يسيرا حتى أثخن جراحة فتحامل حتى انتهى إلى رسول الله | فجلس إلى جنبه وهو مثخن لا حراك به. قال: وعلي × لا يبارز فارسا ولا راجلا إلا قتله الله على يديه حتى انقطع سيفه فلما انقطع سيفه جاء إلى رسول الله | فقال: يا رسول الله | انقطع سيفي ولا سيف لي، فخلع رسول الله | سيفه ذا الفقار فقلد عليا × ومشى إلى جمع المشركين، فكان لا يبرز له أحد إلا قتله، فلم يزل على ذلك حتى وهنت ذراعه فعرف رسول الله | ذلك فيه، فنظر رسول الله | إلى السماء، وقال: اللهم إن محمدا عبدك ورسولك، جعلت لكل نبي وزيرا من أهله لتشد به عضده وتشركه في أمره، وجعلت لي وزيرا من أهلي، علي بن أبي طالب أخي، فنعم الأخ ونعم الوزير، اللهم وعدتني أن تمدني بأربعة آلاف من الملائكة مردفين، اللهم وعدك وعدك، إنك لا تخلف الميعاد، وعدتني أن تظهر دينك على الدين كله ولو كره المشركون. قال: فبينما رسول الله | يدعو ربه ويتضرع إليه إذ سمع دويا من السماء فرفع رأسه فإذا جبرئيل × على كرسي من ذهب، ومعه أربعة آلاف من الملائكة مردفين، وهو يقول: لا فتى ألا علي، ولا سيف إلا ذو الفقار. فهبط جبرئيل × على الصخرة وحفت الملائكة برسول الله | فسلموا عليه، فقال جبرئيل |: يا رسول الله بالذي أكرمك بالهدى لقد عجبت الملائكة المقربون لمواساة هذا الرجل لك بنفسه، فقال: يا جبرئيل وما يمنعه يواسيني بنفسه وهو مني وأنا منه؟ فقال جبرئيل ×: وأنا منكما، حتى قالها ثلاثا، ثم حمل علي بن أبي طالب × وحمل جبرئيل والملائكة ثم إن الله تعالى هزم جمع المشركين وتشتت أمرهم فمضى رسول الله | وعلي بن أبي طالب × بين يديه، ومعه اللواء قد خضبه بالدم، وأبو دجانة رضي الله عنه خلفه فلما أشرف على المدينة فإذا نساء الأنصار يبكين رسول الله | ، فلما نظروا إلى رسول الله | استقبله أهل المدينة بأجمعهم، ومال رسول الله | إلى المسجد، ونظر إلى الناس فتضرعوا إلى الله وإلى رسوله. وأقروا بالذنب وطلبوا التوبة، فأنزل الله فيهم قرآنا يعيبهم بالبغي الذي كان منهم وذلك قوله تعالى: {ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون} يقول: قد عاينتم الموت والعدو، فلم نقضتم العهد وجرعتم من الموت وقد عاهدتم الله أن لا تنهزموا حتى قال بعضكم: قتل محمد، فأنزل الله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل} إلى قوله: {وسيجزي الله الشاكرين} يعني عليا × وأبا دجانة. ثم قال رسول الله |: أيها الناس إنكم رغبتم بأنفسكم عني ووازرني علي × وواساني فمن أطاعه فقد أطاعني، ومن عصاه فقد عصاني وفارقني في الدنيا والآخرة. قال: فقال حذيفة: ليس ينبغي لاحد يعقل أن يشك فمن لم يشرك بالله إنه أفضل ممن أشرك به، ومن لم ينهزم عن رسول الله | أفضل ممن انهزم، وإن السابق إلى الايمان بالله ورسوله أفضل، وهو علي بن أبي طالب. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ; والعدة، عن سهل، جميعا عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر ×: إن العامة يزعمون أن بيعة أبي بكر حيث اجتمع الناس كانت رضا لله عز ذكره وما كان الله ليفتن أمة محمد | من بعده؟ فقال أبو جعفر ×: أو ما يقرؤن كتاب الله؟ أو ليس الله يقول: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزى الله الشاكرين} قال: فقلت له إنهم يفسرون على وجه آخر فقال: أو ليس قد أخبر الله عز وجل عن الذين من قبلهم من الأمم أنهم قد اختلفوا من بعد ما جائتهم البينات حيث قال: {وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ولو شاء الله ما اقتتل الذين من قبلهم من بعدهم من بعد ما جائتهم البينات ولكن اختلفوا فمنهم من آمن ومنهم من كفر ولو شاء الله ما اقتتلوا ولكن الله يفعل ما يريد} وفي هذا ما يستدل به على أن أصحاب محمد | قد اختلفوا من بعده، فمنهم من آمن ومنهم من كفر. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، ومحمد بن يحيى، عن أحمد ابن محمد جميعا، عن الحسن العباس بن الحريش, عن أبي جعفر الثاني ×, عن أبي عبد الله × قال: كان علي بن الحسين × يقول: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} صدق الله عز وجل أنزل الله القرآن في ليلة القدر {وما أدراك ما ليلة القدر} قال رسول الله |: لا أدري، قال الله عز وجل {ليلة القدر خير من ألف شهر} ليس فيها ليلة القدر، قال لرسول الله |: وهل تدري لم هي خير من الف شهر؟ قال لا، قال: لأنها تنزل فيها الملائكة والروح بإذن ربهم من كل أمر، وإذا أذن الله عز وجل بشئ فقد رضيه {سلام هي حتى مطلع الفجر} يقول: تسلم عليك يا محمد ملائكتي وروحي بسلامي من أول ما يهبطون إلى مطلع الفجر. ثم قال: في بعض كتابه: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} في {إنا أنزلناه في ليلة القدر} وقال في بعض كتابه: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}, يقول في الآية الأولى: إن محمدا | حين يموت، يقول أهل الخلاف لأمر الله عز وجل: مضت ليلة القدر مع رسول الله | فهذه فتنة أصابتهم خاصة، وبها ارتدوا على أعقابهم، لأنه إن قالوا: لم تذهب، فلابد أن يكون لله عز وجل فيها أمر، وإذا أقروا بالامر لم يكن له من صاحب بد. 

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قراءة، قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، وحدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي بالري، قال: حدثني أبو زرعة عبد الله بن عبد الكريم، قالا: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد، قال: حدثنا أسباط بن نصر، عن سماك عن عكرمة، عن ابن عباس: أن عليا × كان يقول في حياة رسول الله |: إن الله يقول: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه وابن عمه، ووارثه، فمن أحق به مني؟ 

 

* الكشي في رجاله, حمدويه وإبراهيم ابنا نصير، عن محمد بن عثمان، عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر × قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي | سنة إلا ثلاثة فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود, وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، ثم عرف الناس بعد يسير، وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحى وأبوا أن يبايعوا حتى جاؤوا بأمير المؤمنين × مكرها فبايع، وذلك قول الله عز وجل: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} الآية. 

 

* الميرزا محمد تقي المامقاني في صحيفة الأبرار, {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}، قال المفضل بن عمر للصادق ×: ما تأويل قول الله عز وجل {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} فإن كثيرا من الناس يقولون كان الله لم يعلم يموت محمد | أو يقتل, وبعضهم يقول: فإن مات محمدا وقتل علي؟ قال الصادق ×: لو ردوا ما لا يعلمونه إلينا ولم يفتروا فيه الكذب ولم يتأولوه من عند أنفسهم لبينا لهم الحق فيه، يا مفضل إنما الله عالم لا يعلم وإنما تأويل هذه الآية فإن مات أو قتل بما يموت به العالم, فإنهما ميتتان لا ثالثة لهما: الموت بلا قتل, والقتل بالسيف وبما يقتل به من سائر الأشياء، أما ترى أن الأمة ارتدت ونقضت وغيرت وبدلت فهذا موت رسول الله | وقتل أمير المؤمنين × ثم جرى الآخرون على ما أسس عليه الأولون. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي في بعض مؤلفات أصحابناب, عن الحسين بن حمدان، عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر, عن الصادق × في حديث طويل عن الرجعة, ثم يشكو إليه | أمير المؤمنين ×: ...واحتملت يا رسول الله ما لم يحتمل وصي نبي من سائر الأوصياء من سائر الأمم حتى قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم، وكان الله الرقيب عليهم في نقضهم بيعتي. وخروج طلحة والزبير بعائشة إلى مكة يظهران الحج والعمرة وسيرهم بها إلى البصرة، وخروجي إليهم وتدكيري لهم الله وإياك، وما جئت به يا رسول الله، فلم يرجعا حتى نصرني الله عليهما حتى أهرقت دماء عشرين ألف من المسلمين وقطعت سبعون كفا على زمام الجمل، فما لقيت في غزواتك يا رسول الله وبعدك أصعب يوما منه أبدا، لقد كان من أصعب الحروب التي لقيتها، وأهولها وأعظمها فصبرت كما أدبني الله بما أدبك به يا رسول الله في قوله عز وجل {فاصبر كما صبر أولوا العزم من الرسل} وقوله {واصبر وما صبرك إلا بالله} وحق والله يا رسول الله تأويل الآية التي أنزلها الله في الأمة من بعدك في قوله {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}. يا مفضل ويقوم الحسن × إلى جده | فيقول: يا جداه كنت مع أمير المؤمنين في دار هجرته بالكوفة حتى استشهد بضربة عبد الرحمان ابن ملجم لعنه الله فوصاني بما وصيته يا جداه، وبلغ اللعين معاوية قتل أبي فأنفذ الدعي اللعين زيادا إلى الكوفة في مائة ألف وخمسين ألف مقاتل فأمر بالقبض علي وعلى أخي الحسين وسائر إخواني وأهل بيتي، وشيعتنا وموالينا وأن يأخذ علينا البيعة لمعاوية لعنه الله، فمن يأبى منا ضرب عنقه وسير إلى معاوية رأسه. فلما علمت ذلك من فعل معاوية، خرجت من داري، فدخلت جامع الكوفة للصلاة، ورقأت المنبر واجتمع الناس، فحمدت الله وأثنيت عليه، وقلت: معشر الناس عفت الديار، ومحيت الآثار، وقل الاصطبار، فلا قرار على همزات الشياطين وحكم الخائنين، الساعة والله صحت البراهين، وفصلت الآيات، وبانت المشكلات، ولقد كنا نتوقع تمام هذه الآية تأويلها قال الله عز وجل {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} فلقد مات والله جدي رسول الله | وقتل أبي ×... 

 

* العلامة المجلسي في البحار, قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×: واعلم أن الشياطين اجتمعوا إلى إبليس فقالوا له: ألم تكن أخبرتنا أن محمدا إذا مضى نكثت أمته عهده ونقضت سنته، وأن الكتاب الذي جاء به يشهد بذلك وهو قوله: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} فكيف يتم هذا وقد نصب لامته علما، وأقام لهم إماما، فقال لهم إبليس: لا تجزعوا من هذا فإن أمته ينقضون عهده ويغدرون بوصيه من بعده، ويظلمون أهل بيته، ويهملون ذلك لغلبة حب الدنيا على قلوبهم، وتمكن الحمية والضغائن في نفوسهم، واستكبارهم وعز هم فأنزل الله تعالى {ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت أمير المؤمنين × يقول في كلام له يوم الجمل: يا أيها الناس ان الله تبارك اسمه وعز جنده لم يقبض نبيا قط حتى يكون له في أمته من يهدى بهداه ويقصد سيرته، ويدل على معالم سبيل الحق الذي فرض الله على عباده, ثم قرأ {وما محمد الا رسول قد خلت} الآية. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الصمد بن بشير, عن أبي عبد الله × قال: تدرون مات النبي | أو قتل ان الله يقول: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} فسم قبل الموت, انهما سقتاه قبل الموت, فقلنا: انهما وأبوهما شر من خلق الله. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الحسين بن المنذر قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم} القتل أم الموت؟ قال: يعنى أصحابه الذين فعلوا ما فعلوا. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا إبراهيم بن هاشم، عن جعفر بن محمد، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن أبي عبد الله × قال: سمت اليهودية النبيى | في ذراع، قال: وكان رسول الله | يحب الذراع والكتف، ويكره الورك لقربها من المبال، قال: لما اتي بالشواء أكل من الذراع وكان يحبها، فأكل ما شاء الله ثم قال الذراع: يا رسول الله إني مسموم فتركه، وما زال ينتقض به سمه حتى مات |. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله × قال: سم رسول الله | يوم خيبر فتكلم اللحم فقال: يا رسول الله إني مسموم، قال: فقال النبي | عند موته: اليوم قطعت مطاياي الاكلة التي أكلت بخيبر, وما من نبي ولا وصي إلا شهيد. 

 

* إبراهيم بن محمد الثقفي في الغارات, روي أن علي × كنب إلى معاوية: ...قال عز وجل: {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم}, فأنت وشركاؤك يا معاوية القوم الذين انقلبوا على أعقابهم وارتدوا ونقضوا الأمر والعهد فيما عاهدوا الله ونكثوا البيعة ولم يضروا الله شيئا, ألم تعلم يا معاوية أن الأئمة منا ليست منكم... 

 

* السيد ابن طاووس في كشف اليقين, عن أبي جعفر بن بابويه برجال المخالفين رويناه من كتابه كتاب أخبار الزهراء × عن الحسن بن محمد بن سعيد، عن فرات بن إبراهيم، عن محمد بن علي الهمداني، عن أبي الحسن خلف بن موسى، عن عبد الاعلى الصنعاني، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي يحيى عن مجاهد، عن ابن عباس, عن رسول الله | في حديث طويل: ...إني محدثكم حديثا فعوه واحفظوا مني واسمعوه، فإني مخبركم بما خص الله به أهل البيت، وبما خص به عليا × من الفضل والكرامة، وفضله عليكم، فلا تخالفوه فتنقلبوا على أعقابكم، {ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}. معاشر الناس, إن الله قد اختارني من خلقه فبعثني إليكم رسولا، واختار لي عليا × خليفة ووصيا. معاشر الناس, إني لما أسري بي إلى السماء فما مررت بملا من الملائكة في سماء من السماوات إلا سألوني عن علي بن أبي طالب وقالوا: يا محمد إذا رجعت إلى الدنيا فاقرأ عليا وشيعته منا السلام... 

 

* السيد ابن طاووس في التحصين, أبو المفضل محمد بن عبد الله الشيباني قال: أخبرنا أبو جعفر محمد بن جرير الطبري وهارون بن عيسى بن السكين البلدي قالا: حدثنا حميد بن الربيع الخزاز قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا نوح بن مبشر قال: حدثنا الوليد بن صالح, عن ابن امرأة زيد بن أرقم, وعن زيد بن أرقم عن رسول الله | في حديث طويل: معاشر الناس، النور من الله تعالى في ثم مسلوك في علي × ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق وبكل حق هو لنا، بقتل المقصرين والغادرين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين. معاشر الناس، إني أنذر لكم اني رسول الله، قد خلت من قبلي الرسل فإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم؟ {ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} ألا أن عليا × الموصوف بالصبر والشكر ثم من بعده ولدي من صلبه. معاشر الناس، على الله فينا ما لا يعطيكم الله ويسخط عليكم ويبتليكم بسوط عذاب، إن ربكم لبالمرصاد. معاشر الناس، سيكون بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيمة لا ينصرون. معاشر الناس، إن الله تعالى وأنا بريئان منهم. معاشر الناس، إنهم وأشياعهم وأنصارهم واتباعهم {في الدرك الأسفل من النار وبئس مثوى المتكبرين}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر ×، قال : إن رسول الله | لما قبض صار الناس كلهم أهل جاهلية إلا أربعة: علي ×، والمقداد، وسلمان، وأبو ذر, فقلت: فعمار؟ فقال : إن كنت تريد الذين لم يدخلهم شيء فهؤلاء الثلاثة. 

 

* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, روي أبان بن عثمان, عن أبي جعفر × أنه أصاب عليا × يوم أحد ستون جراحة، وأن النبي | أمر أم سليم وأم عطية أن تداوياه فقالتا: إنا لا نعالج منه مكانا إلا انفتق مكان آخر، وقد خفنا عليه! فدخل رسول الله | والمسلمون يعودونه، وهو قرحة واحدة، فجعل يمسحه بيده، ويقول: إن رأل لم طء رجلا لقي هذا في الله فقد أبلى وأعذر. وكان القرح الذي يمسحه رسول الله | يلتئم. فقال علي ×: الحمد لله إذ لم أفر، ولم أولي الدبر. فشكر الله له ذلك في موضعين من القرآن وهو قوله {وسيجزي الله الشاكرين} من الرزق في الدنيا {وسنجزي الشاكرين}. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, سعيد بن جبير, عن ابن عباس في قوله تعالى {أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين}: يعني بالشاكرين صاحبك علي بن أبي طالب ×، والمرتدين على أعقابهم الذين ارتدوا عنه. 

 

* الشيخ المفيد في الإختصاص, من كتاب ابن دأب في فضل أمير المؤمنين × فيه سبعون منقبة له ليس لأحد فيها نصيب, بسم الله الرحمن الرحيم. حدثنا عبد الله قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان قال: روى لنا أبو الحسين محمد بن علي بن الفضل بن عامر الكوفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الفرزدق فزاري البزاز قراءة عليه قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن علي بن عمرويه الطحان وهو الوراق قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن موسى قال: حدثنا علي بن أسباط، عن غير واحد من أصحاب ابن دأب, وذكر مناقبه × إلى أن قال: ثم ترك الوهن والاستكانة، إنه انصرف من احد وبه ثمانون جراحة، تدخل الفتائل من موضع وتخرج من موضع، فدخل عليه رسول الله | عائدا وهو مثل المضغة على نطع، فلما رآه رسول الله | بكى وقال له: إن رجلا يصيبه هذا في الله تعالى لحق على الله أن يفعل به ويفعل, فقال × مجيبا له وبكى: بأبي أنت وأمي، الحمد لله الذي لم يرني وليت عنك ولا فررت، بأبي أنت وأمي كيف حرمت الشهادة, قال: إنها من ورائك إن شاء الله. قال: فقال له رسول الله |: إن أبا سفيان قد أرسل موعده: بيننا وبينكم حمراء الأسد, فقال: بأبي أنت وأمي، والله لو حملت على أيدي الرجال ما تخلفت عنك, قال: فنزل القرآن: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين} ونزلت الآية فيه قبلها: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين}. ثم ترك الشكاية من ألم الجراحات، وشكت المرأتان (أم عطية نسيبة الأنصارية, وأم سلمة بنت ملحان) إلى رسول الله | ما يلقى، وقالتا: يا رسول الله، قد خشينا عليه مما تدخل الفتائل في موضع الجراحات من موضع إلى موضع، وكتمانه ما يجد من الألم. قال: فعد ما به من أثر الجراحات عند خروجه من الدنيا، فكانت ألف جراحة من قرنه إلى قدمه ×. 

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، عن يزيد بن إسحاق شعر، عن الحسن بن عطية، عن أبي عبد الله × في زيارة سيد الشهداء ×: ...الحمد لله الواحد المتوحد في الأمور كلها، خلق الخلق فلم يغب شئ من أمورهم عن علمه، فعلمه بقدرته، ضمنت الأرض ومن عليها دمك وثارك يا ابن رسول الله، صلى الله عليك اشهد ان لك من الله ما وعدك من النصر والفتح، وان لك من الله الوعد الصادق في هلاك أعدائك، وتمام موعد الله إياك، اشهد ان من تبعك الصادقون، الذين قال الله تبارك وتعالى فيهم: {أولئك هم الصديقون والشهداء عند ربهم لهم اجرهم ونورهم}... 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن نعيم بن الوليد، عن يونس الكناسي، عن أبي عبد الله × في زيارة سيد الشهداء ×: ثم تأتى قبور الشهداء وتسلم عليهم وتقول: السلام عليكم أيها الربانيون أنتم لنا فرط ونحن لكم تبع ونحن لكم خلف وأنصار, أشهد أنكم أنصار الله وسادة الشهداء في الدنيا والآخرة, فإنكم أنصار الله كما قال الله عز وجل: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا} وما ضعفتم وما استكنتم حتى لقيتم الله على سبيل الحق ونصرة كلمة الله التامة، صلى الله على أرواحكم، أبدانكم وسلم تسليما... 

 

* العلامة المجلسي في البحار, في زيارة شهداء كربلاء: ... السلام عليكم يا أنصار الله ورجاله من أهل الحق والبلوى، والمجاهدين على بصيرة في سبيله، أشهد أنكم كما قال الله عز وجل {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين}... 

 

بمصادر العامة

 

عن حذيفة بن اليمان قال: لما التقوا مع رسول الله | بأحد وانهزم أصحاب رسول الله | وأقبل علي × يضرب بسيفه بين يدي رسول الله | مع أبي دجانة الأنصاري حتى كشف المشركين عن رسول الله |، فأنزل الله: {ولقد كنتم تمنون الموت} إلى {وسيجزي الله الشاكرين}. عليا × وأبا دجانة, وأنزل تبارك وتعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير} والكثير عشرة آلاف. إلى قوله: {والله يحب الصابرين} عليا × وأبا دجانة. 

 

عن ابن عباس: أن عليا × كان يقول في حياة رسول الله |: إن الله يقول: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه وابن عمه، ووارثه، فمن أحق به مني؟ 

 

عن أنس بن مالك أن يهودية أتت النبي | بشاة مسمومة فأكل منها فجئ بها، فقيل: ألا نقتلها؟ قال: لا, قال: فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله |. 

 

عن أنس بن مالك يحدث ان يهودية جعلت سما في لحم, ثم أتت به رسول الله | فاكل منه رسول الله |, فقال: إنها جعلت فيه سما قالوا: يا رسول الله ألا نقتلها, قال: لا, قال: فجعلت أعرف ذلك في لهوات رسول الله |. 

 

عن أبي سلمة قال: كان رسول الله | يقبل الهدية ولا يأكل الصدقة، فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها، فأكل رسول الله | منها وأكل القوم، فقال: ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة, فمات بشر بن البراء بن معرور الأنصاري، فأرسل إلى اليهودية: ما حملك على الذي صنعت؟ قالت: إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت، وإن كنت ملكا أرحت الناس منك، فأمر بها رسول الله | فقتلت، ثم قال في وجعه الذي مات فيه: ما زلت أجد من الاكلة التي أكلت بخيبر، فهذا أوان قطعت أبهري. 

 

عن رسول الله | في حديث طويل: معاشر الناس، النور من الله تعالى في ثم مسلوك في علي × ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق وبكل حق هو لنا، بقتل المقصرين والغادرين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين. معاشر الناس، إني أنذر لكم اني رسول الله، قد خلت من قبلي الرسل فإن مت أو قتلت انقلبتم على أعقابكم؟ {ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين} ألا أن عليا × الموصوف بالصبر والشكر ثم من بعده ولدي من صلبه. معاشر الناس، على الله فينا ما لا يعطيكم الله ويسخط عليكم ويبتليكم بسوط عذاب، إن ربكم لبالمرصاد. معاشر الناس، سيكون بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيمة لا ينصرون. معاشر الناس، إن الله تعالى وأنا بريئان منهم. معاشر الناس، إنهم وأشياعهم وأنصارهم واتباعهم {في الدرك الأسفل من النار وبئس مثوى المتكبرين}. 

 

قال ابن عباس: ولقد شكر الله تعالى فعال علي بن أبي طالب × في موضعين من القرآن: {وسيجزي الله الشكرين} و {سنجزي الشاكرين}. 

 

{إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون} (153)

 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن أحمد بن يوسف معنعنا: عن الحسن قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: حين انجفل عنه يوم أحد في قوله تعالى: {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم} فلم يبق معه من الناس غير علي بن أبي طالب × ورجل من الأنصار, فقال النبي |: يا علي قد صنع الناس ما ترى! فقال: لا والله يا رسول الله لا أسأل عنك الخبر من وراء, فقال له النبي | أما لا فاحمل على هذه الكتيبة، فحمل عليها ففضها، فقال جبرئيل × يا رسول الله إن هذه لهي المواساة, فقال النبي |: إني منه وهو مني. فقال جبرئيل ×: وأنا منكما. 

 

{ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شي‏ء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شي‏ء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور} (154)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, ابن عباس في قوله تعالى {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم} نزلت في علي × غشيه النعاس يوم أحد, والخوف مسهر, والأمن منيم. 

 

* السيد ابن طاووس في اللهوف, ذكر المفيد محمد بن محمد بن النعمان في كتاب مولد النبي | ومولد الأوصياء عليهم السلام, بإسناده إلى أبى عبد الله جعفر بن محمد الصادق ’ قال: لما سار أبو عبد الله الحسين بن علي ’ من مكة ليدخل المدينة لقيه أفواج من الملائكة المسومين والمردفين في أيديهم الحراب على نجب من نجب الجنة, فسلموا عليه وقالوا: يا حجة الله على خلقه بعد جده وأبيه وأخيه, إن الله عز وجل أمد جدك رسول الله | بنا في مواطن كثيرة وإن الله أمدك بنا. فقال لهم: الموعد حفرتي وبقعتي التي أستشهد فيها وهي كربلاء, فإذا وردتها فأتوني, فقالوا: يا حجة الله إن الله أمرنا أن نسمع لك ونطيع, فهل تخشى من عدو يلقاك فنكون معك، فقال: لا سبيل لهم على ولا يلقوني بكريهة, أواصل إلى بقعتي. وأتته أفواج من مؤمني الجن فقالوا له: يا مولانا نحن شيعتك وأنصارك, فمرنا بما تشاء, فلو أمرتنا بقتل كل عدو لك وأنت بمكانك لكفيناك ذلك، فجزاهم خيرا, وقال لهم: أما قرأتم كتاب الله المنزل على جدي رسول الله | في قوله تعالى: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم} فإذا أقمت في مكاني فبمن يمتحن هذا الخلق المتعوس, وبماذا يختبرون, ومن ذا يكون ساكن حفرتي, وقد اختارها الله تعالى لي يوم دحا الأرض, وجعلها معقلا لشيعتنا ومحبينا, تقبل أعمالهم وصلواتهم, ويجاب دعاؤهم, وتسكن شيعتنا, فتكون لهم أمانا في الدنيا وفى الآخرة, ولكن تحضرون يوم السبت وهو يوم عاشوراء, - وفى غير هذا الرواية يوم الجمعة - الذي في آخره أقتل, ولا يبقى بعدي مطلوب من أهلي ونسبي وإخواني وأهل بيتي, ويسار رأسي إلى يزيد بن معاوية لعنهما الله, فقالت الجن: والله يا حبيب الله وابن حبيبه, لولا أن أمرك طاعة, وإنه لا يجوز لنا مخالفتك, لخالفناك وقتلنا جميع أعدائك قبل أن يصلوا إليك، فقال لهم: ونحن والله أقدر عليهم منكم, ولكن ليهلك من هلك من بينة, ويحيى من حي عن بينة. 

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي قال: حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله ومحمد بن موسى بن نصر الرازي, عن أبيه والحسين بن عمر الاخباري, عن علي بن الحسين كاتب بقاء الكبير في آخرين أن الرضا ×، حم فعزم على الفصد فركب المأمون وقد كان قال لغلام له: فت هذا بيدك الشئ أخرجه برنية ففته في صينية ثم قال: كن معي ولا تغسل يدك وركب إلى الرضا × فجلس حتى فصد بين يديه وقال عبيد الله: بل اخر فصده وقال المأمون لذلك الغلام: هات من ذلك الرمان وكان الرمان في شجرة في بستان دار الرضا × فقطف منه ثم قال: إجلس ففته ففت منه في جام وأمر بغسله ثم قال للرضا ×: مص منه شيئا فقال: حتى يخرج أمير المؤمنين فقال: لا والله إلا بحضرتي ولولا خوفي أن يرطب معدتي لمصصته معك, فمص منه ملاعق وخرج المأمون, فما صليت العصر حتى قام الرضا × خمسين مجلسا, فوجه إليه المأمون وقال: قد علمت أن هذه آفة وقتار للفصد الذي في يدك, وزاد الامر في الليل, فأصبح × ميتا فكان آخر ما تكلم به: {قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم} {وكان أمر الله قدرا مقدورا} وبكر المأمون من الغد, فأمر بغسله وتكفينه, ومشى خلف جنازته حافيا حاسرا يقول: يا أخي لقد ثلم الاسلام بموتك, وغلب القدر تقديري فيك, وشق لحد الرشيد فدفنه معه فقال: نرجو أن الله تبارك وتعالى ينفعه بقربه. 

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا علي بن أحمد رحمه الله: قال حدثنا محمد بن يعقوب, عن علي بن محمد, عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري, ان العالم كتب إليه يعنى الحسن بن علي ×: ان الله تعالى بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه, بل رحمة منه إليكم, لا إله إلا هو, ليميز الخبيث من الطيب {وليبتلي} {ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم} ولتتسابقوا إلى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنته, ففوض عليكم الحج والعمرة وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية, وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرايض، ومفتاحا إلى سبيله، ولولا محمد | والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرايض... 

 

بمصادر العامة

 

عن أبي صالح: عن ابن عباس في قوله: {ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا} نزلت في علي بن أبي طالب × غشيه النعاس يوم أحد. 

 

{إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم} (155)

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن صبيح معنعنا, عن ابن عباس, قال: ما في القرآن آية {يا أيها الذين آمنوا} إلا وعلي × أميرها وشريفها ومقدمها, ولقد عاتب الله أصحاب النبي | وما ذكر عليا × إلا بخير. قال: قلت: وأين عاتبهم؟ قال: قوله {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان} لم يبق معه أحد غير علي وجبرئيل ’. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله ×، قال : لما انهزم الناس عن النبي | يوم احد، نادى رسول الله |: إن الله قد وعدني أن يظهرني على الدين كله. فقال له بعض المنافقين، وسماهما: فقد هزمنا وتسخر بنا. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, قال علي ×: ولقد رأيتني وانفردت يومئذ منهم فرقة خشناء فيها عكرمة بن أبي جهل, فدخلت وسطهم بالسيف فضربت به, واشتملوا علي حتى أفضيت إلى آخرهم, ثم كررت فيهم الثانية حتى رجعت من حيث جئت, ولكن الأجل استأخر ويقضي الله أمرا كان مفعولا, قال: وكان عثمان من الذين تولى {يوم التقى الجمعان}. 

 

{ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون} (157)

 

* الحسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عبد الله بن المغيرة، عمن حدثه، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر × قال: سئل عن قول الله عز وجل {ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم} فقال: يا جابر أتدري ما سبيل الله؟ قلت: لا والله إلا إذا سمعت منك، فقال: القتل في سبيل علي × وذريته، فمن قتل في ولايته قتل في سبيل الله، وليس من أحد يؤمن بهذه الآية إلا وله قتلة وميتة، إنه من قتل ينشر حتى يموت، ومن مات ينشر حتى يقتل. 

 

* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان، عن عمار بن مروان، عن المنخل، عن جابر، عن أبي جعفر × قال: سألته عن هذه الآية في قول الله عز وجل: {ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم} قال: فقال: أتدري ما سبيل الله؟ قال: قلت: لا والله إلا أن أسمعه منك. قال: سبيل الله هو علي × وذريته، من قتل في ولايته قتل في سبيل الله، ومن مات في ولايته مات في سبيل الله. 

 

{فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين} (159)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن صفوان قال: استأذنت لمحمد بن خالد على الرضا × أبى الحسن وأخبرته انه ليس يقول بهذا القول، وانه قال: والله لا أريد بلقائه الا لانتهى إلى قوله، فقال: ادخله فدخل، فقال له: جعلت فداك انه كان فرط منى شئ وأسرفت على نفسي، وكان فيما يزعمون أنه كان يعيبه فقال: وانا أستغفر الله مما كان منى، فأحب ان تقبل عذري وتغفر لي ما كان منى، فقال: نعم اقبل ان لم اقبل كان ابطال ما يقول هذا وأصحابه - وأشار إلى بيده - ومصداق ما يقول الآخرون يعنى المخالفين، قال الله لنبيه | {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الامر} ثم سأله عن أبيه فأخبره انه قد مضى واستغفر له. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, في رواية صفوان الجمال عن أبي عبد الله × وعن سعد الإسكاف عن أبي جعفر × قال: جاء أعرابي أحد بنى عامر فسأل عن النبي | فلم يجده فقالوا هو يفرج فطلبه فلم يجده قالوا: هو بمنى قال: فطلبه فلم يجده، فقالوا هو بعرفة فطلبه فلم يجده، قالوا هو بالمشعر قال: فوجده في الموقف قال: حلوا لي النبي |، فقال الناس: يا اعرابي ما أنكرك إذا وجدت النبي وسط القوم وجدته مفخما قال: بل حلوه لي حتى لا اسئل عنه أحدا قالوا: فان نبي الله أطول من الربعة واقصر من الطويل الفاحش، كأن لونه فضة وذهب، أرجل الناس جمة وأوسع الناس جبهة، بين عينيه غرة أقنى الانف واسع الجبين، كث اللحية مفلج الأسنان، على شفته السفلى خال، كأن رقبته إبريق فضة، بعيد ما بين مشاشة المنكبين كأن بطنه و صدره سواء سبط البنان عظيم البراثن إذا مشى مشى متكفيا وإذا التفت التفت بأجمعه كأن يده من لينها متن أرنب، إذا قام مع انسان لم ينفتل حتى ينفتل صاحبه و إذا جلس لم يحلل حبوته حتى يقوم جليسه، فجاء الاعرابي فلما نظر إلى النبي | عرفه قال بمحجنه على رأس ناقة رسول الله | عند ذنب ناقته، فأقبل الناس تقول: ما أجرأك يا أعرابي؟ قال النبي |: دعوه فإنه أديب ثم قال: ما حاجتك؟ قال: جائتنا رسلك أن تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة و تحجوا البيت وتغتسلوا من الجنابة، وبعثني قومي إليك رايدا أبغي ان استحلفك و أخشى أن تغضب، قال: لا أغضب انى انا الذي سماني الله في التورية والإنجيل محمد رسول الله المجتبى المصطفى ليس بفاحش ولا سخاب في الأسواق ولا يتبع السيئة السيئة، ولكن يتبع السيئة الحسنة، فسلني عما شئت وانا الذي سماني الله في القرآن {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} فسل عما شئت، قال: ان الله الذي رفع السماوات بغير عمد هو أرسلك؟ قال: نعم هو أرسلني، قال: بالله الذي قامت السماوات بأمره هو الذي انزل عليك الكتاب وأرسلك بالصلاة المفروضة والزكاة المعقولة؟ قال: نعم، قال: وهو أمرك بالاغتسال من الجنابة وبالحدود كلها؟ قال: نعم، قال: فانا آمنا بالله ورسله وكتابه واليوم الآخر والبعث والميزان والموقف والحلال و الحرام، صغيره وكبيره، قال: فاستغفر له النبي | ودعا له. 

 

{وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون} (161)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سماعة قال: قال أبو عبد الله ×: الغلول كل شيء غل عن الإمام، وأكل مال اليتيم شبهة، والسحت شبهة. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وأحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن عمار بن مروان قال: سألت أبا جعفر × عن الغلول، قال: كل شئ غل من الامام فهو سحت...

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أبي، قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة، عن حمدان ابن سليمان، عن نوح بن شعيب، عن محمد بن إسماعيل، عن صالح، عن علقمة، عن الصادق × في حديث طويل: ألم ينسبوا نبينا محمدا | إلى أنه شاعر مجنون؟ ألم ينسبوه إلى أنه هوى امرأة زيد بن حارثة فلم يزل بها حتى استخلصها لنفسه؟ ألم ينسبوه يوم بدر إلى أنه أخذ لنفسه من المغنم قطيفة حمراء؟ حتى أظهره الله عز وجل على القطيفة وبرأ نبيه | من الخيانة، وأنزل بذلك في كتابه: {وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة}... 

 

{أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير (162) هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون (163)}

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمار بن مروان قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله {أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير}. فقال (ع): هم الأئمة والله يا عمار, {درجات} للمؤمنين {عند الله} وبموالاتهم وبمعرفتهم إيانا فيضاعف الله للمؤمنين حسناتهم, ويرفع الله لهم الدرجات العلى، واما قوله يا عمار: {كمن باء بسخط من الله} إلى قوله: {المصير} فهم والله الذين جحدوا حق علي بن أبي طالب (ع) وحق الأئمة منا أهل البيت، فباؤا لذلك سخطا من الله. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل: {أفمن اتبع رضوان الله كمن باء بسخط من الله ومأواه جهنم وبئس المصير هم درجات عند الله} فقال (ع): الذين اتبعوا رضوان الله هم الأئمة (ع), وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين, وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف الله لهم أعمالهم, ويرفع الله لهم الدرجات العلى. 

 

{لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} (164)

 

* إبراهيم بن محمد الثقفي في الغارات, رسالة أمير المؤمنين × إلى أصحابه, عن عبد الرحمن بن جندب, عن أبيه, عن أمير المؤمنين ×: فإن الله بعث محمدا | نذيرا للعالمين، وأمينا على التنزيل، وشهيدا على هذه الأمة، وأنتم يا معشر العرب يومئذ على شر دين وفي شر دار، منيخون على حجارة خشن وحيات صم، وشوك مبثوث في البلاد، تشربون الماء الخبيث، وتأكلون الطعام الجشيب وتسفكون دماءكم، وتقتلون أولادكم، وتقطعون أرحامكم، وتأكلون أموالكم [ بينكم ] بالباطل، سبلكم خائفة، والأصنام فيكم منصوبة، والآثام بكم معصوبة ولا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون فمن الله عليكم بمحمد | فبعثه إليكم رسولا من أنفسكم، وفال فيما أنزل من كتابه: {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين} وقال: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} وقال: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}... 

 

{ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون (169) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (170)}

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون} الآية ، فإنه حدثني أبي، عن ابن محبوب، عن أبي عبيدة الحذاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله × قال: هم والله شيعتنا، إذا دخلوا الجنة واستقبلوا الكرامة من الله استبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من المؤمنين في الدنيا, {ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون} وهو رد على من يبطل الثواب والعقاب بعد الموت. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, روي في بعض مؤلفات أصحابنا، عن الحسين بن حمدان، عن محمد ابن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني، عن أبي شعيب ومحمد بن نصير، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر, عن الصادق (ع) في حديث طويل عن الرجعة: تقوم فاطمة بنت رسول الله | فتقول ÷: اللهم أنجز وعدك وموعدك لي فيمن ظلمني وغصبني، وضربني وجزعني بكل أولادي، فتبكيها ملائكة السماوات السبع وحملة العرش، وسكان الهواء، ومن في الدنيا، ومن تحت أطباق الثرى، صائحين صارخين إلى الله تعالى، فلا يبقى أحد ممن قاتلنا وظلمنا ورضي بما جرى علينا إلا قتل في ذلك اليوم ألف قتلة دون من قتل في سبيل الله، فإنه لا يذوق الموت وهو كما قال الله عز وجل {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. 

 

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, روى شيخ صدوق من مشايخ بني هاشم وغيره من الناس, عن السيدة زينب × في خطبة طويلة في مجلس يزيد لعنه الله:... لعمري لقد نكأت القرحة، واستأصلت الشأفة، بإراقتك دم سيد شباب أهل الجنة، وابن يعسوب العرب، وشمس آل عبد المطلب، وهتفت بأشياخك وتقربت بدمه إلى الكفرة من أسلافك، ثم صرخت بندائك ولعمري قد ناديتهم لو شهدوك ووشيكا تشهدهم ويشهدوك ولتود يمينك كما زعمت شلت بك من مرفقها وأحببت أمك لم تحملك، وأباك لم يلدك، حين تصير إلى سخط الله، ومخاصمك رسول الله | اللهم خذ بحقنا، وانتقم من ظالمنا، واحلل غضبك بمن سفك دماءنا، ونقص ذمامنا، وقتل حماتنا، وهتك عنا سدولنا وفعلت فعلتك التي فعلت، وما فريت إلا جلدك، وما جززت إلا لحمك، وسترد على رسول الله | بما تحملت من ذريته، وانتهكت من حرمته، وسفكت من دماء عترته ولحمته، حيث يجمع به شملهم، ويلم به شعثهم، وينتقم من ظالمهم، ويأخذ لهم بحقهم من أعدائهم، ولا يستفزنك الفرح بقتله {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتيهم الله من فضله} وحسبك بالله وليا وحاكما، وبرسول الله | خصيما، وبجبرئيل ظهيرا، وسيعلم من بوأك ومكنك من رقاب المسلمين أن بئس للظالمين بدلا، وأنكم شر مكانا وأضل سبيلا... 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنتا أحمد بن إسحاق، عن الحسن بن عباس بن حريش، عن أبي جعفر × قال: سأل أبا عبد الله × رجل من أهل بيته عن سورة {إنا أنزلناه في ليلة القدر}. فقال: ويلك! سألت عن عظيم، إياك والسؤال عن مثل هذا، فقام الرجل. قال: فأتيته يوما، فأقبلت عليه فسألته، فقال: {إنا أنزلناه} نور عند الأنبياء والأوصياء، لا يريدون حاجة من السماء ولا من الأرض إلا ذكروها لذلك النور فأتاهم بها. وان مما ذكر علي بن أبي طالب × له من الحوائج: أنه قال لأبي بكر يوما {لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم}: فاشهد أن رسول الله | مات شهيدا، فإياك أن تقول: إنه ميت، والله ليأتينك، فاتق الله إذا جاءك الشيطان غير متمثل به. فعجب به أبو بكر فقال : إن جاءني والله أطعته وخرجت مما أنا فيه. قال: فذكر أمير المؤمنين لذلك النور، فعرج إلى أرواح النبيين، فإذا محمد | قد ألبس وجهه ذلك النور، وأتى وهو يقول: يا أبا بكر آمن بعلي وبأحد عشر من ولده، إنهم مثلي إلا النبوة، وتب إلى الله برد ما في يديك إليهم، فإنه لا حق لك فيه. قال: ثم ذهب فلم ير. فقال أبو بكر: أجمع الناس فأخطبهم بما رأيت، وأبرأ إلى الله مما أنا فيه إليك يا علي، على أن تؤمنني؟ قال: ما أنت بفاعل، ولولا أنك تنسى ما رأيت لفعلت. قال: فانطلق أبو بكر إلى عمر، ورجع نور {إنا أنزلناه} إلى علي، فقال له: قد اجتمع أبو بكر مع عمر. فقلت: أو علم النور؟ قال : إن له لسانا ناطقا وبصرا نافذا يتجسس الاخبار للأوصياء عليهم السلام، ويستمع الاسرار، ويأتيهم بتفسير كل أمر يكتتم به أعداؤهم. فلما أخبر أبو بكر الخبر عمر، قال: سحرك، وانها لفي بني هاشم لقديمة. قال: ثم قاما يخبران الناس، فما دريا ما يقولان. قلت: لما ذا؟ قال: لأنهما قد نسياه. وجاء النور فأخبر عليا × خبرهما، فقال: بعدا لهما كما بعدت ثمود. بيان: لعل المراد بنور {إنا أنزلناه}: الروح المذكور في تلك السورة الكريمة. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، ومحمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد جميعا، عن الحسن بن العباس بن الجريش، عن أبي جعفر الثاني × أن أمير المؤمنين × قال لأبي بكر يوما: {لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} وأشهد أن محمدا | رسول الله مات شهيدا والله ليأتينك، فأيقن إذا جاءك فان الشيطان غير متخيل به فأخذ علي × بيد أبي بكر فأراه النبي | فقال له: يا أبا بكر آمن بعلي وبأحد عشر من ولده، إنهم مثلي إلا النبوة وتب إلى الله مما في يدك، فإنه لا حق لك فيه، قال: ثم ذهب فلم ير. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, سئل أمير المؤمنين ×: كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت وأنا الصديق الأكبر والفاروق الأعظم، وأنا وصي خير البشر، وأنا الأول وأنا الآخر، وأنا الباطن وأنا الظاهر، وأنا بكل شئ عليم، وأنا عين الله، وأنا جنب الله وأنا أمين الله على المرسلين، بنا عبد الله، ونحن خزان الله في أرضه وسمائه، وأنا أحيي وأنا أميت وأنا حي لا أموت. فتعجب الاعرابي من قوله فقال ×: أنا الأول أول من آمن برسول الله | وأنا الآخر آخر من نظر فيه لما كان في لحده، وأنا الظاهر ظاهر الاسلام، وأنا الباطن بطين من العلم، وأنا بكل شئ عليم فإني عليم بكل شئ أخبر الله به نبيه فأخبرني به، فأما عين الله فأنا عينه على المؤمنين و الكفرة، وأما جنب الله فأن تقول نفس: يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله، ومن فرط في فقد فرط في الله، ولم يجز لنبي نبوة حتى يأخذ خاتما من محمد | فلذلك سمي خاتم النبيين، محمد سيد النبيين وأنا سيد الوصيين، وأما خزان الله في أرضه فقد علمنا ما علمنا رسول الله | بقول صادق، وأنا أحيي أحيي سنة رسول الله، وأنا أميت أميت البدعة، وأنا حي لا أموت لقوله تعالى: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون}. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, زيارة أمير المؤمنين ×: ...السلام عليك يا أمير المؤمنين, أنا عبدك وابن عبدك وابن أمتك, جئتك زائرا لائذا بحرمك, متوسلا إلى الله بك في مغفرة ذنوبي كلها, متضرعا إلى الله تعالى وإليك لمنزلتك عند الله, عارفا عالما إنك تسمع كلامي وترد سلامي لقوله تعالى {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون} فيا مولاي إني لو وجدت إلى الله تعالى شفيعا أقرب منك لقصدت إليه... 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن الحارث بن محمد بن النعمان، عن بريد العجلي قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل: {ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون} قال: هم والله شيعتنا حين صارت أرواحهم في الجنة واستقبلوا الكرامة من الله عز وجل، علموا واستيقنوا أنهم كانوا على الحق وعلى دين الله عز وجل واستبشروا بمن لم يلحق بهم من إخوانهم من خلفهم من المؤمنين {ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون}. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, زيارة علي الأكبر بن الحسين ’: ...أشهد أنك من ال{فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أن لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}، وتلك منزلة كل شهيد فكيف منزلة الحبيب إلى الله، القريب إلى رسول الله |، زادك الله من فضله في كل لفظة ولحظة، وسكون وحركة، مزيدا يغبط ويسعد أهل عليين به يا كريم النفس يا كريم الأب، يا كريم الجد إلى أن يتناهى، رفعكم الله من أن يقال رحمكم الله، وافتقر إلى ذلك غيركم من كل من خلق الله... 

 

{الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم (172) الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (173) فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم (174)}

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سالم بن أبي مريم قال: قال لي أبو عبد الله ×: إن رسول الله | بعث عليا × في عشرة {استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح} إلى {أجر عظيم} إنما نزلت في أمير المؤمنين ×. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي عن أبي صالح, عن ابن عباس: وقوله {الذين استجابوا له والرسول من بعد ما أصابهم القرح} يعني الجراحة {للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم} قال نزلت في علي بن أبي طالب ×, وتسعة معه بعثهم رسول الله | في أثر أبي سفيان حين ارتحل, فاستجابوا لله ولرسوله |. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, روي عن أبي رافع بطرق كثيرة انه: لما انصرف المشركون يوم أحد بلغوا الروحاء قالوا: لا للكواعب أردفتم ولا محمدا | قتلتم, ارجعوا. فبلغ ذلك رسول الله | فبعث في آثارهم عليا × في نفر من الخزرج, فجعل لا يرتحل المشركون من منزل إلا نزله علي × فأنزل الله تعالى: {الذين استجابوا الله والرسول من بعد ما أصابهم القرح} وفي خبر أبي رافع: ان النبي | تفل على جراحه ودعا له, وبعثه خلف المشركين, فنزلت فيه الآية. 

 

* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, عن أبي رافع أن النبي | وجه عليا × في نفر معه في طلب أبي سفيان، فلقيهم أعرابي من خزاعة، فقال له: إن القوم قد جمعوا لكم فقالوا {حسبنا الله ونعم الوكيل} فنزلت. 

 

* السيد ابن طاووس في كشف اليقين, من كتاب الأربعين لمحمد بن مسلم بن أبي الفوارس، عن محمد بن عبد اللطيف بشيراز، عن الكيادار بن يوسف الديلمي، عن محمود بن محمد التبريزي عن دانيال بن إبراهيم، عن أبي الرايات بن أحمد البزاز، عن أبي عبد الله السيرافي, عن أبي عبد الله المهروفاني المؤدب، عن سبيب بن سليمان الغنوي، عن العامون بن محمد الصيني، عن مسلم بن أحمد، عن أبن أبي مسلم السمان، عن حبة بنت زريق من بعض حشم الحفية قالت: حدثني زوجي منقذ بن الأبقع الأسدي أحد خواص علي طخ, عن أمير المؤمنين في حديث طويل: معاشر الناس، ما أحبنا رجل فدخل النار وما أبغضنا رجل فدخل الجنة. أنا قسيم الجنة والنار، أقسم بين الجنة والنار، هذه إلى الجنة يمينا وهذه إلى النار شمالا. أقول لجهنم يوم القيامة: هذا لي وهذا لك، حتى تجوز شيعتي على الصراط كالبرق الخاطف والرعد العاصف وكالطير المسرع وكالجواد السابق. فقام الناس إليه بأجمعهم عنقا واحدا وهم يقولون: الحمد لله الذي فضلك على كثير من خلقك. قال: ثم تلا أمير المؤمنين × هذه الآية: {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر, عن محمد بن علي × قال: لما وجه النبي | أمير المؤمنين وعمار بن ياسر إلى أهل مكة قالوا بعث هذا الصبي ولو بعث غيره إلى أهل مكة وفى مكة صناديد قريش ورجالها؟! والله الكفر أولى بنا مما نحن فيه، فساروا و قالوا لهما وخوفوهما بأهل مكة وغلظوا عليهما الامر، فقال علي ×: حسبنا الله ونعم الوكيل ومضيا، فلما دخلا مكة أخبر الله نبيه | بقولهم لعلى وبقول على لهم، فأنزل الله بأسمائهم في كتابه وذلك قول الله: {ألم ترى إلى الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم}. 

 

* جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات, حدثني محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سالم، عن محمد بن خالد، عن عبد الله بن حماد البصري، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم، قال: حدثنا مدلج، عن محمد بن مسلم في حديث طويل، قال: قال لي أبو جعفر محمد بن علي ’: هل تأتي قبر الحسين ×، قلت: نعم على خوف ووجل، فقال: ما كان من هذا أشد فالثواب فيه قدر الخوف، ومن خاف في اتيانه امن الله روعته {يوم يوم يقوم الناس لرب العالمين}، وانصرف بالمغفرة، وسلمت عليه الملائكة وزاره النبي × ودعا له، وانقلب {بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبع رضوان الله}. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, ذكر الفلكي المفسر، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وعن أبي رافع: أنها نزلت في علي ×، وذلك أنه نادى يوم الثاني من احد في المسلمين فأجابوه، وتقدم علي × براية المهاجرين في سبعين رجلا حتى انتهى إلى حمراء الأسد ليرهب العدو، وهي سوق على ثلاثة أميال من المدينة، ثم رجع إلى المدينة يوم الجمعة وخرج أبو سفيان حتى انتهى إلى الروحاء، فلقي معبد الخزاعي، فقال: ما وراءك؟ فأنشده:

كادت تهد من الأصوات راحلتي ... إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل

تردي بأسد كرام لا تنابلة ... عند اللقاء ولا خرق معازيل

فقال أبو سفيان لركب من عبد القيس: أبلغوا محمدا أني قتلت صناديدكم وأردت الرجعة لأستأصلكم. فقال النبي |: {حسبنا الله ونعم الوكيل}. قال أبو رافع: قال ذلك علي × فنزل {الذين قال لهم الناس} الآية.

 

بمصادر العامة

 

عن أبي رافع أن النبي | وجه عليا × في نفر معه في طلب أبي سفيان، فلقيهم أعرابي من خزاعة، فقال له: إن القوم قد جمعوا لكم فقالوا {حسبنا الله ونعم الوكيل} فنزلت فيهم هذه الآية. 

 

عن أبي رافع: إن رسول الله | بعث عليا ÷ في أناس من الخزرج حين انصرف المشركون من أحد، فجعل لا ينزل المشركون منزلا إلا نزله علي × فأنزل الله في ذلك {الذين استجابوا لله والرسول من بعدما أصابهم القرح} يعني الجراحات {الذين قال لهم الناس} هو نعيم بن مسعود الأشجعي {إن الناس} هو أبو سفيان بن حرب {قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم}. 

 

عن ابن عباس في قوله: {الذين استجابوا لله والرسول} إلى قوله {أجر عظيم} نزلت في علي بن أبي طالب × وتسعة نفر معه بعثهم رسول الله | في أثر أبي سفيان حين ارتحل، فاستجابوا لله ورسوله. 

 

عن سالم بن أبي مريم قال: قال لي أبو عبد الله ×: إن رسول الله | بعث عليا × في عشرة {استجابوا لله وللرسول من بعد ما أصابهم القرح} إلى {أجر عظيم} إنما أنزلت في أمير المؤمنين ×. 

 

{ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين} (178)

 

* السيد ابن طاووس في اللهوف, خطبة السيدة زينب ÷ في مجلس يزيد لعنه الله: فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب ’ فقالت: الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين، صدق الله كذلك يقول {ثم كان عاقبة الذين أساؤا السوء أن كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن} أظننت يا يزيد حيث أخذت علينا أقطار الأرض وآفاق السماء، فأصبحنا نساق كما تساق الأسارى أن بنا على الله هوانا وبك عليه كرامة؟ وأن ذلك لعظم خطرك عنده؟ فشمخت بأنفك، ونظرت في عطفك، جذلان مسرورا، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة والأمور متسقة، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا، مهلا مهلا أنسيت قول الله تعالى {ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين}. 

 

{ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله و إن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم} (179)

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, أحمد بن عيسى بن هارون معنعنا, عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: كنا جلوسا عند رسول الله | إذ أقبل على × فلما نظر إليه النبي | قال: الحمد لله رب العالمين لا شريك له، قال: قلنا: صدقت يا رسول الله الحمد لله رب العالمين لا شريك له، قد ظننا أنك لم تقلها إلا لعجب من شئ رأيته، قال: نعم، لما رأيت عليا مقبلا ذكرت حديثا حدثني حبيبي جبرئيل × قال: قال: إني سألت الله أن يجتمع الأمة عليه فأبى عليه إلا أن يبلو بعضهم ببعض {حتى يميز الخبيث من الطيب}، وأنزل علي بذلك كتابا {ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين} أما إنه قد عوضه مكانه بسبع خصال: يلي ستر عورتك، ويقضى دينك وعداتك، وهو معك على عقر حوضك، وهو متكأ لك يوم القيامة، ولن يرجع كافرا بعد إيمان، ولا زانيا بعد إحصان، فكم من ضرس قاطع له في الاسلام مع القدم في الاسلام، والعلم بكلام الله، والفقه في دين الله مع الصهر والقرابة والنجدة في الحرب، وبذل الماعون، والامر بالمعروف، والنهى عن المنكر، والولاية لوليي، والعداوة لعدوي، وبشره يا محمد بذلك. 

 

* السيد ابن طاووس في كشف اليقين, حدثنا أحمد بن محمد الطبري قال: أخبرني محمد بن أبي بكر بن عبد الرحمن قال: حدثني الحسن بن علي أبو محمد الدينوري قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال: حدثنا سيف بن عميرة, عن عقبة, عن قيس بن سمعان, عن علقمة بن محمد الحضرمي, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: ...معاشر الناس، إني أدعها إمامة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب، وعلى من شهد ومن لم يشهد، وولد أم لم يولد، فليبلغ حاضركم غائبكم إلى يوم القيامة. وسيجعلون الإمامة بعدي ملكا واغتصابا. ألا لعن الله الغاصبين والمغتصبين، وعندها {يفرغ لكم أيها الثقلان} من يفرغ فيرسل {عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران}. معاشر الناس، إن الله عز وجل لم يكن ليذركم {على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب}. معاشر الناس، إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها، وكذلك يهلك قريتكم. وهو المواعد كما ذكر الله في كتابه، وهو مني ومن صلبي والله منجز وعده...

 

{ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة ولهر ميراث السماوات والأرض والله بما تعملون خبير} (180)

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, روى الحسن بن معاذ الرضوي، قال: حدثنا لوط بن يحيى الأزدي، عن عمارة بن زيد الواقدي، عن الصادق × في حديث طويل: فقال (هشام بن عبد الملك بن مروان) لأبي ×: ألسنا بنو عبد مناف نسبنا ونسبكم واحد؟ فقال أبي: نحن كذلك، ولكن الله اختصنا من مكنون سره وخالص علمه، بما لم يختص أحدا به غيرنا. فقال: أليس الله بعث محمدا | من شجرة عبد مناف إلى الناس كافة، أبيضها وأسودها وأحمرها، من أين ورثتم ما ليس لغيركم؟ ورسول الله مبعوث إلى الناس كافة، وذلك قول الله {ولله ميراث السماوات والأرض} إلى آخر الآية، فمن أين ورثتم هذا العلم وليس بعد محمد نبي ولا أنتم أنبياء؟ فقال: من قوله تعالى لنبيه |: {لا تحرك به لسانك لتعجل به} فالذي أبداه فهو للناس كافة، والذي لم يحرك به لسانه، أمر الله أن يخصنا به من دون غيرنا. فلذلك كان يناجي أخاه عليا × من دون أصحابه، وأنزل الله بذلك قرآنا في قوله {وتعيها أذن واعية} فقال رسول الله | لأصحابه: سألت الله أن يجعلها أذنك يا علي، فلذلك قال علي بن أبي طالب × بالكوفة: علمني رسول الله | ألف باب من العلم يفتح من كل باب ألف باب. خصه به رسول الله | من مكنون علمه ما خصه الله به، فصار إلينا وتوارثناه من دون قومنا. 

 

{لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق} (181)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, عن الباقر × في قوله تعالى {لقد سمع الله قول الذين قالوا} الآية قال: هم يزعمون أن الإمام يحتاج منهم إلى ما يحملون إليه. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, في رواية الواقدي: أن أبا ذر لما دخل على عثمان قال له: لا أنعم الله بك عينا يا جندب. فقال أبو ذر: أنا جندب وسماني رسول الله | عبد الله، فاخترت اسم رسول الله الذي سماني رسول الله به على اسمي. فقال له عثمان: أنت الذي تزعم أنا نقول إن يد الله مغلولة، و{ان الله فقير ونحن أغنياء}؟!. فقال أبو ذر: لو كنتم لا تزعمون، لأنفقتم مال الله على عباده، ولكني أشهد لسمعت رسول الله | يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا جعلوا مال الله دولا، وعباده خولا، ودينه دخلا. 

 

بمصادر العامة:

 

في رواية الواقدي: أن أبا ذر لما دخل على عثمان قال له: لا أنعم الله بك عينا يا جندب. فقال أبو ذر: أنا جندب وسماني رسول الله | عبد الله، فاخترت اسم رسول الله الذي سماني رسول الله به على اسمي. فقال له عثمان: أنت الذي تزعم أنا نقول إن يد الله مغلولة، و{ان الله فقير ونحن أغنياء}؟!. فقال أبو ذر: لو كنتم لا تزعمون، لأنفقتم مال الله على عباده، ولكني أشهد لسمعت رسول الله | يقول: إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين رجلا جعلوا مال الله دولا، وعباده خولا، ودينه دخلا. 

 

{الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين} (183)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن محمد بن الأرقط, عن أبي عبد الله × قال لي: تنزل الكوفة؟ قلت: نعم, قال: فترون قتلة الحسين × بين أظهركم؟ قال: قلت: جعلت فداك ما رأيت منهم أحدا, قال: فإذا أنت لا ترى القاتل الا من قتل أو من ولى القتل، ألم تسمع إلى قول الله {قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم ان كنتم صادقين} فأي رسول قبل الذي كان محمد | بين أظهركم، ولم يكن بينه و بين عيسى × رسول، إنما رضوا قتل أولئك فسموا قاتلي. 

 

{كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} (185)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد الأشعري، عن معلى بن محمد، عن منصور بن العباس، عن علي بن أسباط، عن يعقوب بن سالم، عن رجل، عن أبي جعفر × قال: لما قبض رسول الله | بات آل محمد عليهم السلام بأطول ليلة حتى ظنوا أن لا سماء تظلهم ولا أرض تقلهم لان رسول الله | وتر الأقربين والأبعدين في الله، فبينا هم كذلك إذ أتاهم آت لا يرونه ويسمعون كلامه، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إن في الله عزاء من كل للمصيبة ونجاة من كل هلكة ودركا لما فات {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} إن الله اختاركم وفضلكم وطهركم وجعلكم أهل بيت نبيه واستودعكم علمه وأورثكم كتابه وجعلكم تابوت علمه وعصا، عزه وضرب لكم مثلا من نوره وعصمكم من الزلل وآمنكم من الفتن، فتعزوا بعزاء الله، فإن الله لم ينزع منكم رحمته ولن يزيل عنكم نعمته، فأنتم أهل الله عز وجل الذين بهم تمت النعمة واجتمعت الفرقة وائتلفت الكلمة وأنتم أولياؤه، فمن تولاكم فاز ومن ظلم حقكم زهق، مودتكم من الله واجبة في كتابه على عباده المؤمنين، ثم الله على نصركم إذا يشاء قدير، فاصبروا لعواقب الأمور، فإنها إلى الله تصير قد قبلكم الله من نبيه وديعة واستودعكم أولياءه المؤمنين في الأرض فمن أدى أمانته أتاه الله صدقه، فأنتم الأمانة المستودعة ولكم المودة الواجبة والطاعة المفروضة وقد قبض رسول الله | وقد أكمل لكم الدين وبين لكم سبيل المخرج، فلم يترك لجاهل حجة، فمن جهل أو تجاهل أو أنكر أو نسي أو تناسى فعلى الله حسابه والله من وراء حوائجكم، وأستودعكم الله والسلام عليكم. فسألت أبا جعفر × ممن أتاهم التعزية، فقال: من الله تبارك وتعالى. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله × قال: لما مات النبي | سمعوا صوتا ولم يروا شخصا يقول : {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز} وقال: إن في الله خلفا من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة، و دركا مما فات، فبالله فثقوا وإياه فارجوا وإنما المحروم من حرم الثواب. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطاب، عن سليمان بن سماعة، عن الحسين ابن المختار، عن أبي عبد الله × قال: لما قبض رسول الله | جاء هم جبرئيل × والنبي مسجى وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} إن في الله عز وجل عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا لما فات، فبالله فثقوا و إياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب، هذا آخر وطئي من الدنيا. قالوا: فسمعنا الصوت ولم نر الشخص. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن سلمة، عن علي بن سيف، عن أبيه، عن أبي أسامة زيد الشحام عن أبي عبد الله × قال: لما قبض رسول الله | جاءت التعزية أتاهم آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} في الله عز وجل عزاء من كل مصيبة وخلف من كل هالك ودرك لما فات، فبالله فثقوا وإياه فارجوا فإن المحروم من حرم الثواب والسلام عليكم. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن سلمة، عن محمد بن عيسى الأرمني، عن الحسين بن علوان، عن عبد الله بن الوليد، عن أبي جعفر × قال: لما قبض رسول الله | أتاهم آت فوقف بباب البيت فسلم عليهم ثم قال: السلام عليكم يا آل محمد {كل نفس ذائقة الموت و إنما توفون أجوركم يوم القيمة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} في الله عز وجل خلف من كل هالك وعزاء من كل مصيبة ودرك لما فات، فبالله فثقوا وعليه فتوكلوا وبنصره لكم عند المصيبة فارضوا فإنما المصاب من حرم الثواب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ولم يروا أحدا فقال بعض من في البيت: هذا ملك من السماء بعثه الله عز وجل إليكم ليعزيكم وقال بعضهم: هذا الخضر × جاء كم يعزيكم بنبيكم |.

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي العمري السمرقندي قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود، عن أبيه محمد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد، عن الحسن بن علي بن فضال قال: قال أبو الحسن علي بن موسى الرضا ’: لما قبض رسول الله | جاء الخضر × فوقف على باب البيت وفيه علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام, ورسول الله | قد سجي بثوبه فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيمة} إن في الله خلفا من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة، ودركا من كل فائت، فتوكلوا عليه، وثقوا به، و أستغفر الله لي ولكم. فقال أمير المؤمنين ×: هذا أخي الخضر ×, جاء يعزيكم بنبيكم |.

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن إبراهيم القزويني، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن وهبان الهنائي البصري، قال: حدثني أحمد بن إبراهيم بن أحمد، قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن علي بن عبد الكريم الزعفراني، قال: حدثني أحمد بن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر، قال: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله × قال: لما قبض رسول الله | سمعوا صوتا من جانب البيت، ولم يروا شخصا، يقول: {كل نقس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز} ثم قال: في الله خلف من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة، ودرك لما فات. قال: فبالله فتقووا وإياه فارجوا، فإن المحروم من يحرم الثواب، واستروا عورة نبيكم، فلما وضعه علي × على سريره نودي. يا علي لا تخلع القميص. قال: فغسله في قميصه. ثم قال: قال رسول الله |: يا علي، إذا أنا مت فغسلني، فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه. قال: فقال له علي ×: يا رسول الله، إنك رجل ثقيل، ولابد لي ممن يعينني؟ قال: فقال له: إن جبرئيل معك يعينك وليناولك الفضل بن عباس الماء، ومره فليعصب عينيه، فإنه لا يرى أحد عورتي غيرك إلا انفقأت عيناه. 

 

* القاضي النعمان المغربي في دعائم الإسلام, روينا عن جعفر بن محمد ’، أنه قال: لما قبض رسول الله |، اتاهم آت يسمعون صوته ولا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} ان في الله عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، فالله فارجوا، وإياه فاعبدوا، واعلموا ان المصاب من حرم الثواب، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. فقيل لجعفر بن محمد ’: من كنتم ترون المتكلم يا بن رسول الله؟ فقال: كنا نراه جبرئيل ×. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر, عن أبي جعفر × قال: ان عليا × لما غمض رسول الله | قال: انا لله وانا إليه راجعون، يا لها من مصيبة خصت الأقربين وعمت المؤمنين لم يصابوا بمثلها قط، ولا عاينوا مثلها، فلما قبر رسول الله | سمعوا مناديا ينادى من سقف البيت: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} والسلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيمة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور} ان في الله خلفا من كل ذاهب وعزاء من كل مصيبة، ودركا من كل ما فات فبالله فثقوا، وعليه فتوكلوا، وإياه فارجوا إنما المصاب من حرم الثواب. 

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق، قال: حدثنا أبو أحمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن عيسى، قال: حدثنا علي بن سعيد بن بشير، قال: حدثنا ابن كاسب، قال: حدثنا عبد الله بن ميمون المكي، قال: حدثنا جعفر ابن محمد، عن أبيه، عن علي بن الحسين عليهم السلام، أنه دخل عليه رجلان من قريش، فقال: ألا أحدثكما عن رسول الله |؟ فقالا: بلى، حدثنا عن أبي القاسم. قال: سمعت أبي × يقول: لما كان قبل وفاة رسول الله | بثلاثة أيام هبط عليه جبرئيل، فقال: يا أحمد، إن الله أرسلني إليك إكراما وتفضيلا لك وخاصة، يسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك يا محمد؟ قال النبي |: أجدني يا جبرئيل مغموما, وأجدني يا جبرئيل مكروبا. فلما كان اليوم الثلاث هبط جبرئيل وملك الموت، ومعهما ملك يقال له: إسماعيل في الهواء علي سبعين ألف ملك، فسبقهم جبرئيل ×، فقال: يا أحمد، إن الله عز وجل أرسلني إليك إكراما لك وتفضيلا لك وخاصة، يسألك عما هو أعلم به منك. فقال: كيف تجدك يا محمد؟ قال: أجدني يا جبرئيل مغموما، وأجدني يا جبرئيل مكروبا. فاستأذن ملك الموت، فقال جبرئيل: يا أحمد، هذا ملك الموت يستأذن عليك، لم يستأذن على أحد قبلك، ولا يستأذن على أحد بعدك. قال: ائذن له. فأذن له جبرئيل ×، فأقبل حتى وقف بين يديه، فقال: يا أحمد، إن الله أرسلني إليك، وأمرني أن أطيعك فيما تأمرني، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها، وإن كرهت تركتها. فقال النبي |: أتفعل ذلك يا ملك الموت؟ قال: نعم، بذلك أمرت أن أطيعك فيما تأمرني. فقال له جبرئيل ×: يا أحمد، أن الله تبارك وتعالى قد اشتاق إلى لقائك. فقال رسول الله |: يا ملك الموت، امض لما أمرت به. فقال جبرئيل ×: هذا آخر وطئي الأرض، إنما كنت حاجتي من الدنيا. فلما توفي رسول الله |، جاءت التعزية، جاءهم آت يسمعون حسه، ولا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة} إن في الله عز وجل عزاء من كل مصيبة، وخلفا من كل هالك، ودركا من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. قال علي بن أبي طالب ×: هل تدرون من هذا؟ هذا الخضر ×. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي، عن سليمان الديلمي، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله × قال إذا كان يوم القيامة دعي محمد | فيكسى حلة وردية ثم يقام عن يمين العرش، ثم يدعى بإبراهيم فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش، ثم يدعى بعلي أمير المؤمنين × فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين النبي، ثم يدعى بإسماعيل فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار إبراهيم، ثم يدعى بالحسن × فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين أمير المؤمنين، ثم يدعي بالحسين × فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين الحسن ×، ثم يدعى بالأئمة فيكسون حللا وردية فيقام كل واحد عن يمين صاحبه، ثم يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم، ثم يدعى بفاطمة ÷ ونسائها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب، ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة والأفق الاعلى: نعم الأب أبوك يا محمد وهو إبراهيم، ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب، ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين، ونعم الجنين جنينك وهو محسن، ونعم الأئمة الراشدون ذريتك وهم فلان وفلان، ونعم الشيعة شيعتك، ألا إن محمدا | ووصيه وسبطيه والأئمة من ذريته هم الفائزون، ثم يؤمر بهم إلى الجنة، وذلك قوله: {فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز}. 

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أبي، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن موسى بن القاسم البجلي، عن جعفر بن محمد بن سماعة، عن عبد الله بن مسكان، عن الحكم بن الصلت، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن آبائه عليهم السلام، قال: قال رسول الله |: خذوا بحجزة هذا الأنزع - يعني عليا × - فإنه الصديق الأكبر، وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل، من أحبه هداه الله، ومن أبغضه أبغضه الله، ومن تخلف عنه محقه الله، ومنه سبطا أمتي الحسن والحسين، وهما ابناي، ومن الحسين أئمة الهدى، أعطاهم الله علمي وفهمي، فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى {وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور}. 

 

بمصادر العامة:

 

عن علي بن أبي طالب × قال: لما قبض النبي | وسجي بثوب، هتف هاتف من ناحية البيت يسمعون صوتا، ولا يرون شخصا: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والسلام عليكم أهل البيت، فردوا عليه، فقال: {كل نفس ذائقة الموت} الآية. إن في الله عز وجل خلفا من كل هالك، وعزاء من كل مصيبة، ودركا من كل ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإن المصاب من حرم الثواب. 

 

عن علي × قال: لما كان قبل وفاة رسول الله | بثلاثة أيام أهبط الله جبريل إليه، فقال: يا أحمد إن الله عز وجل أرسلني إليك إكراما لك، وتفضيلا لك، وخاصة لك، يسألك عما هو أعلم به منك، يقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مكروبا، ثم جاءه اليوم الثاني فقال: يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك، وتفضيلا لك، وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مكروبا، ثم عاد اليوم الثالث فقال: يا أحمد إن الله أرسلني إليك إكراما لك، وتفضيلا لك، وخاصة لك يسألك عما هو أعلم به منك يقول: كيف تجدك؟ قال: أجدني يا جبريل مكروبا، وأجدني يا جبريل مغموما، وهبط مع جبريل ملك في الهواء يقال له: إسماعيل على سبعين ألف ملك، فقال له جبريل: يا أحمد هذا ملك الموت يستأذن عليك، ولم يستأذن على آدمي قبلك، ولا يستأذن على آدمي بعدك، فقال رسول الله |: ايذن له، فأذن له جبريل فدخل، فقال له ملك الموت: يا أحمد إن الله أرسلني إليك وأمرني أن أطيعك، إن أمرتني بقبض نفسك قبضتها، وإن كرهت تركتها، فقال جبريل: يا أحمد إن الله قد اشتاق إلى لقائك، قال رسول الله |: يا ملك الموت امض لما أمرت به، فقال جبريل: يا أحمد عليك السلام هذا آخر وطئي الأرض، إنما كنت أنت حاجتي من الدنيا، فلما قبض رسول الله | وجاءت التعزية جاء آت يسمعون حسه ولا يرون شخصه، فقال: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله، في الله عزاء من كل مصيبة، وخلف من كل هالك، ودرك من كل ما فات، فبالله ثقوا، وإياه فارجوا فان المحروم محروم الثواب، وإن المصاب من حرم الثواب، والسلام عليكم، قال علي ×: هل تدرون من هذا؟ قالوا: لا، قال: هذا الخضر ×. 

 

{لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتقوا فإن ذلك من عزم الأمور} (186)

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن الحكم قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي, عن أبي صالح, عن ابن عباس في قوله تعالى {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا}: نزلت في رسول الله | خاصة وفي أهل بيته. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي خالد الكابلي قال: قال علي بن الحسين ×: لوددت أنه اذن لي فكلمت الناس ثلاثا ثم صنع الله بي ما أحب، قال بيده على صدره ثم قال: ولكنها عزمة من الله أن نصبر, ثم تلا هذه الآية {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا وأن تبصروا وتتقوا فان ذلك من عزم الأمور} وأقبل يرفع يده ويضعها على صدره.  

 

بمصادر العامة:

 

عن ابن عباس في قوله {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب} نزلت في رسول الله | خاصة وأهل بيته. 

 

{وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون} (187)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, في رواية أبي الجارود, عن أبي جعفر × في قوله: {وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه} وذلك أن الله اخذ ميثاق الذين أوتوا الكتاب في محمد لتبيننه للناس إذا خرج ولا يكتمونه {فنبذوه وراء ظهورهم} يقول نبذوا عهد الله وراء ظهورهم {واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × انه إذا كان يوم القيمة يدعى كل بامامه الذي مات في عصره، فان أثبته اعطى كتابه بيمينه، لقوله {يوم ندعو كل أناس بامامهم فمن أوتى كتابه بيمينه فأولئك يقرؤن كتابهم} واليمين اثبات الامام لأنه كتاب يقرئه ان الله يقول: {فمن اوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرأوا كتابيه انى ظننت انى ملاق حسابيه} إلى آخر الآية، والكتاب الامام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال {فنبذوه وراء ظهورهم} ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الذين قال الله: {ما أصحاب الشمال في سموم وحميم وظل من يحموم} إلى آخر الآية. 

 

{الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار (191) ربنا إنك من تدخل النار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصار (192) ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الأبرار (193) ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد (194) فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب (195) لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد (196) متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد (197) لكن الذين اتقوا ربهم لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نزلا من عند الله وما عند الله خير للأبرار (198)}

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي سنة خمسين ومائتين قال: حدثني الحسن بن حمزة أبو محمد النوفلي قال: حدثني أبي وخالي يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عن الزبير بن سعيد الهاشمي قال: حدثنيه أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر بين القبر والروضة، عن أبيه, وعبيد الله بن أبي رافع جميعا، عن عمار بن ياسر وأبي رافع مولى النبي |, في حديث طويل يحكيان فيه ذهاب علي × بالفواطم من مكة إلى المدينة ملتحقا بالنبي | حين هاجر، ومقارعته × الفرسان من قريش، وفيه: ثم سار ظاهرا قاهرا حتى نزل ضجنان فلزم فيها قدر يومه وليلته، ولحق به نفر من المستضعفين من المؤمنين، وفيهم أم أيمن مولاة رسول الله | فصلى ليلته تلك الليلة، والفواطم أمه بنت أسد، وفاطمة بنت رسول الله |، وفاطمة بنت الزبير، يصلون ليلتهم ويذكرونه قياما وقعودا وعلى جنوبهم، فلن يزالوا كذلك حتى طلع الفجر، فصلى × صلاة الفجر ثم سار لوجهه فجعل وهم يصنعون ذلك منزلا بعد منزل، يعبدون الله عز وجل ويرغبون إليه كذلك حتى قدم المدينة، وقد نزل الوحي بما كان من شأنهم قبل قدومهم: {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم} إلى قوله {فاستجاب لهم ربهم انى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} الذكر علي ×، والأنثى فاطمة ÷، {بعضكم من بعض} يقول: على × من فاطمة ÷, الفواطم وهم من علي ×, {فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم ولأدخلنهم جنات تجرى من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب}. 

 

* الشيخ المفيد في الإختصاص, حدثنا عبد الله قال: حدثنا أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان قال: روى لنا أبو الحسين محمد بن علي بن الفضل بن عامر الكوفي قال: أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن الفرزدق فزاري البزاز قراءة عليه قال: حدثنا أبو عيسى محمد بن علي بن عمرويه الطحان وهو الوراق قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن موسى قال: حدثنا علي بن أسباط، عن غير واحد من أصحاب ابن دأب, وذكر حديثا يتضمن أن لأمير المؤمنين × سبعين منقبة لا يشركه فيها أحد من أصحاب رسول الله |، قال ابن دأب: فما الحفيظة والكرم؟ قالوا: مشى على رجليه، وجعل بنات رسول الله | على الظهر، وكمن النهار وسار بهن الليل ما شيا على رجليه، فقدم على رسول الله | وقد تعلقت قدماه دما ومدة، فقال له رسول الله |: أتدري ما نزل فيك؟ فأعلمه بما لا عوض له لو بقي في الدنيا ما كانت الدنيا باقية. قال: يا علي، نزل فيك {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} فالذكر أنت، والإناث بنات رسول الله، يقول الله تبارك وتعالى: {فالذين هاجروا وأخرجوا من ديارهم وأوذوا في سبيلي وقاتلوا وقتلوا لأكفرن عنهم سيئاتهم} إلى قوله: {والله عنده حسن الثواب}. 

 

* السيد هاشم البحراني في تفسير البرهان, روى الشيباني في نهج البيان: عن أبي جعفر وأبي عبد الله ’: أن هذه الآيات التي أواخر آل عمران نزلت في علي × وفي جماعة من أصحابه، وذلك أن النبي | لما أمره الله تعالى بالمهاجرة إلى المدينة بعد موت عمه أبي طالب ×، وكان قد تحالفت عليه قريش بأن يكبسوا عليه ليلا وهو نائم، فيضربوه ضربة رجل واحد، فلم يعلم من قاتله، فلا يؤخذ بثاره، فأمر الله بأن يبيت مكانه ابن عمه عليا ×، ويخرج ليلا إلى المدينة، ففعل ما أمره الله به، وبيت مكانه على فراشه عليا ×، وأوصاه أن يحمل أزواجه إلى المدينة، فجاء المشركون من قريش لما تعاقدوا عليه وتحالفوا، فوجدوا عليا × مكانه فرجعوا القهقرى، وأبطل الله ما تعاقدوا عليه وتحالفوا. ثم إن عليا × حمل أهله وأزواجه إلى المدينة فعلم أبو سفيان بخروجه وسيره إلى المدينة فتبعه ليردهم، وكان معهم عبد له أسود، فيه شدة وجرأة في الحرب، فأمره سيده أن يلحقه فيمنعه عن المسير حتى يلقاه بأصحابه، فلحقه، فقال له: لا تسر بمن معك إلى أن يأتي مولاي. فقال × له: ويلك، ارجع إلى مولاك وإلا قتلتك. فلم يرجع، فشال علي × سيفه وضربه، فأبان عنقه عن جسده، وسار بالنساء والأهل، وجاء أبو سفيان فوجد عبده مقتولا، فتبع عليا × وأدركه، فقال له: يا علي، تأخذ بنات عمنا من عندنا من غير إذننا، وتقتل عبدنا! فقال: أخذتهم بإذن من له الإذن، فامض لشأنك. فلم يرجع، وحاربه على ردهم بأصحابه يومه أجمع، فلم يقدروا على رده، وعجزوا عنه هو وأصحابه، فرجعوا خائبين. وسار علي × بأصحابه وقد كلوا من الحرب والقتال، فأمرهم علي × بالنزول ليستريحوا ويسير بمن معه، فنزلوا وصلوا على ما يتمكنون، وطرحوا أنفسهم عجزا يذكرون الله تعالى في هذه الحالات كلها إلى الصباح، ويحمدونه، ويشكرونه، ويعبد. ثم سار بهم إلى المدينة، إلى النبي |، ونزل جبرئيل × قبل وصولهم، فحكى للنبي | حكايتهم، وتلا عليه الآيات من آخر آل عمران إلى قوله: {إنك لا تخلف الميعاد} فلما وصل × بهم إلى النبي |، قال له: إن الله سبحانه قد أنزل فيك وفي أصحابك قرآنا، وتلا عليه الآيات من آخر آل عمران إلى آخرها, والحمد لله رب العالمين. 

 

* الشيخ الصدوق في معاني الأخبار, حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال: حدثني المغيرة بن محمد، قال: حدثنا رجاء بن سلمة، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي ’, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: ... وأنا الذاكر يقول الله عز وجل {الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم}... 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن يونس بن ظبيان قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله {وما للظالمين من أنصار} قال: ما لهم من أئمة يسموهم بأسمائهم. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمر بن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله × في قوله {ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربكم فآمنا} قال: هو أمير المؤمنين × نودي من السماء أن آمن بالرسول فآمن به. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, عمار بن ياسر في قوله تعالى {فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى} قال: فالذكر علي × والأنثى فاطمة ÷ وقت الهجرة إلى رسول الله | في الليلة.

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ابن نباتة, عن أمير المؤمنين × في قول الله {ثوابا من عند الله} {وما عند الله خير للأبرار} قال: قال رسول الله |: أنت الثواب وأصحابك الأبرار. 

 

بمصادر العامة:

 

عن الأصبغ بن نباتة قال: سمعت عليا × يقول: أخذ رسول الله | بيدي ثم قال: يا أخي قول الله تعالى {ثوابا من عند الله والله عنده حسن الثواب} {وما عند الله خير للأبرار} أنت الثواب و شيعتك الأبرار. 

 

عن الأصبغ بن نباتة, عن علي × في قول الله تعالى {ثوابا من عند الله} قال: قال رسول الله |: أنت الثواب وأصحابك الأبرار. 

 

{يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون} (200)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن حماد بن عيسى، عن أبي السفاتج، عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل: {إصبروا وصابروا ورابطوا} وقال: {اصبروا} على الفرائض, {وصابروا} على المصائب, {ورابطوا} على الأئمة. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبد الله ×: تبقى الأرض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس إليه؟ قال: فقال لي: إذا لا يعبد الله يا أبا يوسف، لا تخلو الأرض من عالم منا، ظاهر يفزع الناس إليه في حلالهم وحرامهم، وان ذلك لمبين في كتاب الله قال الله: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا} على دينكم {وصابروا} عدوكم ممن خالفكم {ورابطوا} امامكم {واتقوا الله} فيما أمركم به وافترض عليكم.

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي عبد الله ×: اصبروا على الأذى فينا، قلت: فصابروا؟ قال: على عدوكم مع وليكم, قلت ورابطوا؟ قال: المقام مع امامكم، {واتقوا الله لعلكم تفلحون} قلت: تنزيل؟ قال: نعم. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن ابن أبي عمير, عن ابن مسكان, عن أبي عبد الله × قال: {اصبروا} على المصائب, {وصابروا} على الفرائض, {ورابطوا} على الأئمة. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, محمد بن عيسى وأحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج قال: قلت لأبي عبد الله ×: تخلو الأرض من عالم منكم حي ظاهر تفزع إليه الناس في حلالهم وحرامهم؟ فقال: يا با يوسف, لا, إن ذلك لبين في كتاب الله تعالى، فقال: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا} عدوكم ممن يخالفكم {ورابطوا} إمامكم {واتقوا الله} فيما يأمركم وفرض عليكم. 

 

* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, علي بن أحمد البندنيجي, عن عبيد الله بن موسى العلوي العباسي, عن هارون بن مسلم, عن القاسم بن عروة, عن بريد, عن أبي جعفر × في قوله عز وجل: {اصبروا وصابروا ورابطوا} فقال: {اصبروا} على أداء الفرائض، {وصابروا} عدوكم، {ورابطوا} إمامكم المنتظر. 

 

* محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة, علي بن أحمد، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى العلوي، عن علي بن إبراهيم ابن هاشم، عن علي بن إسماعيل، عن حماد بن عيسى، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي الطفيل، عن أبي جعفر محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام: أن ابن عباس بعث إليه من يسأله عن هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا} فغضب علي بن الحسين ×، وقال للسائل: وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به، ثم قال: نزلت في أبي وفينا، ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك ذرية من نسلنا المرابط، ثم قال: أما إن في صلبه (يعني ابن عباس) وديعة ذرئت لنار جهنم، سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا، وستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد، تنهض تلك الفراخ في غير وقت، وتطلب غير مدرك، ويرابط الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون حتى يحكم الله، وهو خير الحاكمين. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن مسعدة بن صدقة, عن أبي عبد الله × في قول الله تبارك وتعالى {واصبروا} يقول: عن المعاصي {وصابروا} على الفرايض، {واتقوا الله} يقول: آمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، ثم قال: وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا وقتلهم إيانا {ورابطوا} يقول: في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه، و نحن الرباط الأدنى، فمن جاهد عنا فقد جاهد عن النبي |، وما جاء به من عند الله {لعلكم تفلحون} يقول: لعل الجنة توجب لكم ان فعلتم ذلك، ونظيرها من قول الله {ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال انني من المسلمين} ولو كانت هذه الآية في المؤذنين كما فسرها المفسرون لفاز القدرية وأهل البدع معهم. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, الصادق ×: لا تخلو الأرض من عالم يفزع الناس إليه في حلالهم وحرامهم, ثم فسر قوله {اصبروا} على دينكم {وصابروا} عدوكم ممن خالفكم {ورابطوا} إمامكم {واتقوا الله} فيما أمركم به وفرض عليكم. 

 

بمصادر العامة:

 

عن يزيد بن معاوية العجلي، عن محمد الباقر × في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا}. قال: {اصبروا} على أداء الفرائض، {وصابروا} على أذية عدوكم، {ورابطوا} إمامكم المهدي المنتظر. 

 

عن ابن عباس قال في تفسيره: {يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا} على محبة علي بن أبي طالب × {واتقوا الله} في محبة علي بن أبي طالب × وأولاده. 

 

عن ابن عباس في قوله: {اصبروا} يعني في أنفسكم {وصابروا} يعني مع عدوكم. {ورابطوا} في سبيل الله {واتقوا الله لعلكم تفلحون} نزلت في رسول الله |, وعلي ×, وحمزة بن عبد المطلب ×.