سورة الأنعام

سورة الأنعام

 

{فقد كذبوا بالحق لما جاءهم فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤن} (5)

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال: أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن علي بن علي الدعبلي قال: حدثني أبي أبو الحسن علي بن علي بن رزين بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد الله بن بديل بن ورقاء أخو دعبل بن علي الخزاعي ببغداد سنة اثنتين وسبعين ومائتين، قال: حدثنا سيدي أبو الحسن علي بن موسى الرضا بطوس سنة ثمان وتسعين ومائة قال: حدثني أبي موسى بن جعفر قال: حدثنا أبي جعفر بن محمد قال: حدثنا أبي محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام، عن النزال بن سبرة, عن علي ×، عن النبي |: أنه تلا هذه الآية {فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} قيل: يا رسول الله من أصحاب النار قال: من قاتل عليا بعدي، أولئك هم أصحاب النار مع الكفار فقد كفروا {بالحق‏ لما جاءهم}‏، ألا وإن عليا مني فمن حاربه فقد حاربني وأسخط ربي، ثم دعا عليا × فقال: يا علي حربك حربي، وسلمك سلمي، وأنت العلم فيما بيني وبين أمتي بعدي.

 

{وقالوا لو لا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون (8) ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا وللبسنا عليهم ما يلبسون (9)}

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا القاسم بن الربيع الوراق, عن محمد بن سنان, عن صباح المدائني, عن المفضل‏ أنه كتب إلى أبي عبد الله × فجاءه هذا الجواب من أبي عبد الله × - الى أن قال -  {قالوا لو لا أنزل عليك ملك} فقال:‏ {قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس} ثم قال في آية أخرى:‏ {ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ولو جعلناه ملكا لجعلناه رجلا} تبارك الله تعالى إنما أحب أن يعرف بالرجال وأن يطاع بطاعتهم, فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه, لا يقبل الله من العباد غير ذلك,‏ {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون‏}. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, الشيخ أبو جعفر الطوسي, عن الشيخ أبي محمد الفضل بن شاذان, بإسناده عن رجاله, عن جابر بن يزيد الجعفي, عن الإمام العالم موسى بن جعفر الكاظم × قال: إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد | من نور اخترعه من نور عظمته وجلاله, وهو نور لاهوتيته الذي ابتدأ من لاه أي من إلهيته من أينيته الذي ابتدأ منه,‏ وتجلى لموسى بن عمران ع به في طور سيناء فما استقر له ولا طاق موسى لرؤيته ولا ثبت له حتى خر صاعقا مغشيا عليه, وكان ذلك النور محمدا |,‏ فلما أراد الله أن يخلق محمدا منه قسم ذلك النور شطرين, فخلق من الشطر الأول محمدا | ومن الشطر الآخر علي بن أبي طالب × ولم يخلق من ذلك النور غيرهما, خلقهما الله بيده ونفخ فيهما بنفسه من نفسه لنفسه, وصورهما على صورتهما, وجعلهما أمناء له وشهداء على خلقه وخلفاء على خليقته وعينا له عليهم ولسانا له إليهم, قد استودع فيهما علمه وعلمهما البيان واستطلعهما على غيبه, وجعل أحدهما نفسه والآخر روحه, لا يقوم واحد بغير صاحبه, ظاهرهما بشرية وباطنهما لاهوتية, ظهرا للخلق على هياكل الناسوتية حتى يطيقوا رؤيتهما, وهو قوله تعالى‏ {وللبسنا عليهم ما يلبسون‏} فهما مقام رب العالمين, وحجاب‏ خالق الخلائق أجمعين, بهما فتح الله بدء الخلق وبهما يختم الملك والمقادير. ثم اقتبس من نور محمد وفاطمة ابنته كما اقتبس نوره من نوره, واقتبس من نور فاطمة وعلي والحسن والحسين كاقتباس المصابيح, هم خلقوا من الأنوار, وانتقلوا من ظهر إلى ظهر, وصلب إلى صلب, ومن رحم إلى رحم, في الطبقة العليا من غير نجاسة, بل نقلا بعد نقل, لا من ماء مهين ولا من نطفة خثرة كسائر خلقه, بل أنوار انتقلوا من أصلاب الطاهرين إلى أرحام المطهرات, لأنهم صفوة الصفوة اصطفاهم لنفسه وجعلهم خزان علمه وبلغاء عنه إلى خلقه, أقامهم مقام نفسه لأنه لا يرى ولا يدرك ولا تعرف كيفيته ولا إنيته‏, فهؤلاء الناطقون المبلغون عنه المتصرفون في أمره ونهيه, فيهم‏ يظهر قدرته ومنهم ترى آياته ومعجزاته, وبهم ومنهم عرف عباده نفسه, وبهم يطاع أمره, ولولاهم ما عرف الله ولا يدرى كيف يعبد الرحمن, فالله يجري أمره كيف شاء فيما يشاء {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون}‏. 

 

{وله ما سكن في الليل والنهار وهو السميع العليم‏} (13)

 

* الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام, علي بن حاتم, عن محمد بن أحمد قال: حدثني علي بن إسحاق بن عمارة, عن عبد الرحمن, عن حماد بن عيسى, عن إبراهيم بن عمر, عنهم عليهم السلام - الى أن قال - سبحان من استعبد أهل السماوات والأرضين بولاية محمد وآل محمد, سبحان من خلق الجنة لمحمد وآل محمد, سبحان من يورثها محمدا وآل محمد وشيعتهم, سبحان من خلق النار من أجل‏ أعداء محمد وآل محمد, سبحان من يملكها محمدا وآل محمد وشيعتهم, سبحان من خلق الدنيا والآخرة و{ما سكن في الليل والنهار} لمحمد وآل محمد. 

 

{قل أي شي‏ء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني‏ وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ أإنكم لتشهدون أن مع الله آلهة أخرى‏ قل لا أشهد قل إنما هو إله واحد وإنني‏ بري‏ء مما تشركون} (19)

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن أحمد بن النضر, عن أبي نجران, عن أبي جميلة, عن مالك الجهني قال: قلت لأبي جعفر × {وأوحي‏ إلي‏ هذا القرآن‏ لأنذركم‏ به‏ ومن‏ بلغ‏ أإنكم‏ لتشهدون}‏ قال: الإمام منا أنذر به كما أنذر به رسول الله |. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة وحمران, عن أبي جعفر وأبي عبد الله × في قوله {وأوحي‏ إلي‏ هذا القرآن‏ لأنذركم‏ به‏ ومن‏ بلغ‏} يعني الأئمة من بعده، وهم ينذرون به الناس. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الله بن بكير, عن محمد, عن أبي جعفر × في قول الله‏ {لأنذركم به ومن بلغ‏} قال: علي × ممن بلغ‏. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي خالد الكابلي قال‏: قلت لأبي جعفر ×: {وأوحي‏ إلي‏ هذا القرآن‏ لأنذركم‏ به‏ ومن‏ بلغ} حقيقة أي شي‏ء عنى بقوله {من‏ بلغ‏} قال: فقال: من بلغ أن يكون إماما من ذرية الأوصياء فهو ينذر بالقرآن كما أنذر به رسول الله |. 

 

* الشيخ الكليتي في الكافي, أحمد, عن عبد العظيم, عن ابن أذينة, عن مالك الجهني قال: قلت لأبي عبد الله × {وأوحي‏ إلي‏ هذا القرآن‏ لأنذركم‏ به‏ ومن‏ بلغ‏} قال: من بلغ أن يكون إماما من آل محمد ينذر بالقرآن كما ينذر به رسول الله |. 

 

{الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون‏} (20)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن حريز، عن أبي عبد الله × قال: نزلت هذه الآية في اليهود والنصارى، يقول الله تبارك وتعالى: {الذين آتيناهم الكتاب}‏ يعني التوراة والإنجيل‏{يعرفونه كما يعرفون أبناءهم‏} يعني رسول الله | لأن الله جل وعز قد أنزل عليهم في التوراة والإنجيل والزبور صفة محمد | وصفة أصحابه ومبعثه ومهاجره، وهو قوله: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل‏} فهذه صفة رسول الله | وصفة أصحابه في التوراة والإنجيل، فلما بعثه الله عز وجل عرفه أهل الكتاب كما قال الله جل جلاله: {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به}.

 

* العلامة المجلسي في البحار, قال أبو حمزة الثمالي: لما قدم النبي | المدينة قال عمر لعبد الله بن سلام: إن الله أنزل على نبيه أن أهل الكتاب‏ {يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}‏ فكيف هذه المعرفة؟ قال: نعرف نبي الله بالنعت الذي نعته الله إذا رأينا فيكم كما يعرف أحدنا ابنه إذا رآه بين الغلمان, وايم الله الذي يحلف به ابن سلام لأنا بمحمد | أشد معرفة مني بابني, فقال له: كيف؟ قال عبد الله: عرفته بما نعته الله لنا في كتابنا, فأشهد أنه هو, فأما ابني فإني لا أدري ما أحدثت أمه, فقال: قد وفقت وصدقت وأصبت‏. 

 

{ثم لم تكن فتنتهم إلا أن قالوا والله ربنا ما كنا مشركين‏} (23)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن علي بن العباس, عن الحسن بن عبد الرحمن, عن عاصم بن حميد, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × في حديث طويل: قوله عز وجل {والله ربنا ما كنا مشركين‏} قال: يعنون بولاية علي ×. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, أخبرنا الحسين بن محمد, عن المعلى بن محمد, عن علي بن أسباط, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله ×‏ في قوله {والله ربنا ما كنا مشركين‏} بولاية علي ×.‏ 

 

{بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون‏} (28)

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, عن جابر بن عبد الله قال: رأيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × وهو خارج من الكوفة فتبعته من ورائه حتى إذا صار إلى جبانة اليهود ووقف في وسطها ونادى: يا يهود يا يهود, فأجابوه من جوف القبور: لبيك لبيك مطلاع‏, يعنون بذلك: يا سيدنا, فقال: كيف ترون العذاب؟ فقالوا: بعصياننا لك كهارون, فنحن ومن عصاك في العذاب إلى يوم القيامة, ثم صاح صيحة كادت السماوات ينقلبن, فوقعت مغشيا على وجهي من هول ما رأيت, فلما أفقت رأيت أمير المؤمنين × على سرير من ياقوتة حمراء, على رأسه إكليل من الجوهر, وعليه حلل خضر وصفر ووجهه كدارة القمر, فقلت: يا سيدي هذا ملك عظيم, قال: نعم يا جابر إن ملكنا أعظم من ملك سليمان بن داود, وسلطاننا أعظم من سلطانه, ثم رجع ودخلنا الكوفة ودخلت خلفه إلى المسجد, فجعل يخطو خطوات وهو يقول: لا والله لا فعلت, لا والله لا كان ذلك أبدا, فقلت: يا مولاي لمن تكلم ولمن تخاطب وليس أرى أحدا؟ فقال: يا جابر كشف لي عن برهوت, فرأيت شنبويه وحبتر  وهما يعذبان في جوف تابوت في برهوت, فنادياني: يا أبا الحسن يا أمير المؤمنين ردنا إلى الدنيا نقر بفضلك ونقر بالولاية لك, فقلت: لا والله لا فعلت لا والله لا كان ذلك أبدا, ثم قرأ هذه الآية {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}‏ يا جابر وما من أحد خالف وصي نبي إلا حشره الله أعمى يتكبكب في عرصات القيامة. 

 

{ولو ترى إذ وقفوا على ربهم قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} (30)

 

* ابن حمزة الطوسي في الثاقب في المناقب, عن الحسن بن علي بن فضال, عن موسى بن عطية النيسابوري‏, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: يا موسى بن عطية، يا أيها الوافدون من خراسان، أرسلكم أهل بلدكم لتعرفوا الإمام وتطالبوه بسيف الله ذي الفقار الذي فضل به رسول الله | ونصر به أمير المؤمنين × وأيده، - الى أن قال - ثم أومى بيده إلى فص خاتم له، فقلعه، ثم قال: سبحان الله، الذي أودع الذخائر وليه والنائب عنه في خليقته، ليريهم قدرته، ويكون الحجة عليهم حتى إذا عرضوا على النار بعد المخالفة لأمره، ف{قال أليس هذا بالحق قالوا بلى وربنا قال فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون}, قال: ثم أخرج لنا من وسط الخاتم البردة والقضيب واللوح الذي فيه تثبيت الأئمة عليهم السلام، ثم قال: سبحان الذي سخر للإمام كل شي‏ء وجعل له مقاليد السماوات والأرض لينوب عن الله في خلقه ويقيم فيهم حدوده كما تقدم إليه ليثبت حجة الله على خلقه، فإن الإمام حجة الله تعالى في خلقه. 

 

{قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون} (33)

 

* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى, حدثنا أحمد بن أبي الطيب بن شعيب, عن أبي الفضل, عن أحمد بن هاشم: أخبرنا مالك بن سليمان, عن أبيه, عن عمرو بن شمر, عن الأحلج, عن الشعبي, عن الحسن بن علي × في حديث طويل: لما نزلت هذه الآية {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}‏ فقال بعض القوم: ما أنزل الله هذا, إنما يريد أن يرفع بضبع ابن عمه, قالوها حسدا وبغضا لأهل بيت النبي |, فأنزل الله تعالى‏ {أم يقولون افترى على الله كذبا فإن يشإ الله يختم على قلبك}‏ ولا تعتد هذه المقال ولا يشق عليك ما قالوا قبل, فإن  الله يمحو {الباطل ويحق الحق بكلماته إنه عليم بذات الصدور} فشق ذلك على رسول الله | وحزن على ما قالوا, وعلم أن القوم غير تاركين الحسد والبغضاء, فنزلت هذه الآية {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون‏}. 

 

{إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون} (36)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, عن الإمام الباقر ×‏ في قوله‏ {إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون‏} نزلت في علي × لأنه أول من سمع, والميت الوليد بن عقبة. 

 

{وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء ثم إلى ربهم يحشرون} (38)

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, روى الحسن بن معاذ الرضوي قال: حدثنا لوط بن يحيى الأزدي، عن عمارة بن زيد الواقدي, عن أبي عبد الله × في حديث طويل ان هشام قال للإمام الباقر ×‏: إن عليا كان يدعي علم الغيب، والله لم يطلع على غيبه أحدا فمن أين ادعى ذلك؟ فقال أبي ×: إن الله أنزل على نبيه كتابا بين فيه ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، في قوله: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شي‏ء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين} وفي قوله: {كل شي‏ء أحصيناه في إمام مبين} وفي قوله: {ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء} وفي قوله: {وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين} وأوحى الله إلى نبيه | أن لا يبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلا يناجي به عليا ×. 

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أبو أحمد هاني بن‏ محمد بن محمود العبدي قال: حدثنا محمد بن محمود بإسناده رفعه إلى موسى بن جعفر × أنه قال: لما دخلت على الرشيد سلمت عليه, فرد علي السلام ثم قال‏ - الى أن قال - وأنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه  بشي‏ء ألف ولا واو إلا وتأويله عندكم, واحتججتم بقوله عز وجل‏ {ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء} وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم‏. 

 

{والذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم} (39)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة قال‏ سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل {الذين كذبوا بآياتنا صم وبكم في الظلمات من يشأ الله يضلله ومن يشأ يجعله على صراط مستقيم} فقال أبو جعفر ×: نزلت في الذين كذبوا بأوصيائهم، {صم وبكم‏}، كما قال الله‏ {في الظلمات}‏، من كان من ولد إبليس فإنه لا يصدق بالأوصياء, ولا يؤمن بهم أبدا وهم الذين أضلهم الله، ومن كان من ولد آدم آمن بالأوصياء فهم على صراط مستقيم‏. 

قال وسمعته × يقول:‏ كذبوا بآياتنا كلها في بطن القرآن: أن كذبوا بالأوصياء كلهم‏. 

 

{فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شي‏ء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون (44) فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين (45)} 

 

* الكشي في رجاله, حدثني محمد بن مسعود قال حدثني علي بن قيس القومسي قال حدثني أحكم بن يسار، عن أبي الحسن صاحب العسكر ×: أن قنبرا مولى أمير المؤمنين × أدخل على الحجاج بن يوسف، فقال له: ما الذي كنت تلي من علي بن أبي طالب ×؟ فقال: كنت أوضئه، فقال له: ما كان‏ يقول إذا فرغ من وضوئه؟ فقال: كان يتلو هذه الآية {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شي‏ء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين‏}, فقال الحجاج: أظنه كان يتأولها علينا، قال نعم. فقال ما أنت صانع إذا ضربت‏ علاوتك؟ قال إذا أسعد وتشقى، فأمر به. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي جعفر × في قول الله {فلما نسوا ما ذكروا به‏} قال: لما تركوا ولاية علي × وقد أمروا بها {أخذناهم‏ بغتة فإذا هم‏ مبلسون‏ فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين‏} قال: نزلت في ولد العباس. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن منصور بن يونس, عن رجل, عن أبي عبد الله ×‏ في قول الله {فلما نسوا ما ذكروا به‏} إلى قوله {فإذا هم‏ مبلسون} قال: أخذ بني أمية بغتة، ويؤخذ بني العباس جهرة. 

 

* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, عن أبي علي النهاوندي قال: حدثنا محمد بن أحمد القاساني قال: حدثنا علي بن سيف‏ قال: حدثني أبي، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله × قال: نزلت في بني فلان ثلاث آيات: قوله عز وجل: {حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أو نهارا} يعني القائم × بالسيف‏{ فجعلناها حصيدا كأن لم تغن بالأمس}. وقوله عز وجل: {فتحنا عليهم أبواب كل شي‏ء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} قال أبو عبد الله ×: بالسيف. وقوله عز وجل: {فلما أحسوا بأسنا إذا هم منها يركضون لا تركضوا وارجعوا إلى ما أترفتم فيه ومساكنكم لعلكم تسئلون‏} يعني القائم ×، يسأل بني‏ فلان عن كنوز بني أمية. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم, عن محمد بن علي, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة قال:‏ سألت أبا جعفر × عن قول الله عز وجل‏ {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شي‏ء} قال: أما قوله {فلما نسوا ما ذكروا به‏} يعني فلما تركوا ولاية علي أمير المؤمنين × وقد أمروا به {فتحنا عليهم أبواب كل شي‏ء} يعني دولتهم في الدنيا وما بسط لهم فيها,  وأما قوله {حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون‏} يعني بذلك قيام القائم ×, حتى كأنهم لم يكن لهم سلطان قط، فذلك قوله‏ {بغتة} فنزلت بخبره هذه الآية على محمد |.

 

{وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على‏ نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم‏} (54)

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن الحكم الحبري قال: حدثنا حسن بن حسين قال: حدثنا حبان, عن الكلبي, عن أبي صالح‏, عن ابن عباس في قوله تعالى في كتابه‏ {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة} الآية, قال: نزلت الآية في علي بن أبي طالب‏ ×, وحمزة وجعفر وزيد. 

 

* حسن بن محمد الديلمي في غرر الأخبار, أبو الجارود، عن أبي جعفر × في قوله تعالى: {وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم} قال: نزلت في: سلمان والمقداد وعمار وأبي ذر وأصحابهم‏. 

 

بمصادر العامة:

 

عن ابن عباس‏ في‏ قوله: {وإذا جاءك‏ الذين‏ يؤمنون‏ بآياتنا} الآية قال: نزلت في علي بن أبي طالب × وحمزة وجعفر وزيد صلوات الله عليهم أجمعين. 

 

{قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم والله أعلم بالظالمين} (58)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عن علي بن محمد، عن علي بن العباس، عن علي بن حماد، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر × في حديث طويل: قال الله عز وجل لمحمد |: {قل لو أن عندي ما تستعجلون به لقضي الأمر بيني وبينكم}‏ قال: لو أني أمرت أن أعلمكم الذي أخفيتم في صدوركم من استعجالكم بموتي لتظلموا أهل بيتي من بعدي، فكان مثلكم كما قال الله عز وجل: {كمثل الذي استوقد نارا فلما أضاءت ما حوله} يقول: أضاءت الأرض بنور محمد | كما تضي‏ء الشمس،  فضرب الله مثل محمد | الشمس، ومثل الوصي القمر، وهو قول الله عز وجل: {هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا} وقوله: {وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون‏} وقوله عز وجل: {ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون‏} يعني قبض محمد | فظهرت الظلمة فلم يبصروا فضل أهل بيته، وهو قول الله عز وجل: {وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون}. 

 

{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين } (59)

 

* الميرزا محمد تقي المامقاني في صحيفة الأبرار, عن كتاب سرور الموالي لبعض أصحابنا, عن المعلى بن خنيس عن أبي عبد الله × في حديث طويل:{وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} أليس قد رده كله إلى الكتاب؟ فهذا هو الكتاب الذي قال الله تعالى: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينآ آل إبراهيم الكتاب والحكمة} نحن والله آل إبراهيم, قلت: يا ابن رسول الله كأني لم أقرأ هذا القرآن قبل اليوم, قال: يا ابن خنيس هذا والله الكتاب الذي قال الله: {وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان} فأخبر أنه لم يدر ما الكتاب حتى علمه هذا الكتاب قال الله: {تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا}. 

 

* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن محمد بن أبي عمير الكوفي,‏ عن عبد الله بن الوليد السمان‏ قال: قال أبو عبد الله ×‏: ما يقول الناس في أولي العزم وصاحبكم أمير المؤمنين ×؟ قال: قلت: ما يقدمون على أولي العزم أحدا, قال: فقال أبو عبد الله ×: إن الله تبارك وتعالى قال لموسى ×‏ {وكتبنا له في الألواح من كل شي‏ء موعظة} ولم يقل كل شي‏ء موعظة, وقال لعيسى ×‏ {ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه‏} ولم يقل كل شي‏ء,  وقال لصاحبكم أمير المؤمنين ×‏ {قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}‏ وقال الله عز وجل‏ {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} وعلم هذا الكتاب عنده. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي في كتابه مصباح الأنوار, بإسناده عن رجاله مرفوعا إلى المفضل بن عمر قال: دخلت على الصادق × ذات يوم فقال لي: يا مفضل هل عرفت محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام كنه معرفتهم؟ قلت: يا سيدي وما كنه معرفتهم؟ قال: يا مفضل تعلم أنهم في طرف‏ عن الخلائق بجنب الروضة الخضرة, فمن عرفهم كنه معرفتهم كان مؤمنا في السنام الأعلى, قال: قلت: عرفني ذلك يا سيدي, قال: يا مفضل تعلم أنهم علموا ما خلق الله عز وجل وذرأه وبرأه, وأنهم كلمة التقوى وخزناء السماوات والأرضين والجبال والرمال والبحار, وعرفوا كم في السماء نجم وملك ووزن الجبال وكيل ماء البحار وأنهارها وعيونها, {وما تسقط من ورقة} إلا علموها {ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}‏ وهو في علمهم, وقد علموا ذلك, فقلت: يا سيدي قد علمت ذلك وأقررت به وآمنت, قال: نعم يا مفضل, نعم يا مكرم, نعم يا محبور, نعم يا طيب طبت وطابت لك الجنة ولكل مؤمن بها. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد, جميعا عن النضر بن سويد, عن يحيى الحلبي, عن عبد الله بن مسكان, عن زيد بن الوليد الخثعمي,‏ عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}‏ قال نزلت في ولاية علي ×, قال: وسألته عن قول الله عز وجل: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في‏ ظلمات الأرض‏ ولا رطب ولا يابس‏ إلا في كتاب‏ مبين} قال: فقال: الورقة: السقط, والحبة: الولد, وظلمات الأرض: الأرحام, والرطب: ما يحيى من الناس, واليابس: ما يقبض, وكل ذلك في إمام مبين‏. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الحسين بن خالد قال‏: سألت أبا الحسن × عن‏ قول الله {ما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} فقال: الورقة السقط يسقط من بطن أمه من قبل أن يهل الولد، قال: فقلت وقوله: {ولا حبة}؟ قال: يعني الولد في بطن أمه، إذا أهل ويسقط من قبل الولادة، قال: قلت قوله: {ولا رطب‏}؟ قال: يعني المضغة إذا أسكنت في الرحم قبل أن يتم خلقها قبل أن ينتقل، قال قلت قوله: {ولا يابس‏} قال: الولد التام، قال: قلت {في كتاب مبين}» قال: في إمام مبين‏. 

 

بمصادر العامة:

 

قال أبو عبد الله ×: إن الله تبارك وتعالى قال لموسى ×: {وكتبنا له في الألواح من كل شئ موعظة} بمن التبعيض. وقال في عيسى ×: ولأبين لكم بعض الذي تختلفون فيه} بكلمة البعض. وقال في علي ×: {ومن عنده علم الكتاب} أي الكتاب، وقال {ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين} وعلم هذا الكتاب عنده. 

 

{ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين} (62)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن علي بن معمر, عن محمد بن علي بن عكاية التميمي, عن الحسين بن النضر الفهري, عن أبي عمرو الأوزاعي, عن عمرو بن شمر, عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: أنزل الله تبارك وتعالى اختصاصا لي وتكرما نحلنيه وإعظاما وتفصيلا من رسول الله | منحنيه‏ وهو قوله تعالى {ثم ردوا إلى الله مولاهم الحق‏ ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين} في مناقب لو ذكرتها لعظم بها الارتفاع, فطال لها الاستماع, ولئن تقمصها دوني الأشقيان, ونازعاني فيما ليس لهما بحق وركباها ضلالة واعتقداها جهالة, فلبئس ما عليه وردا ولبئس ما لأنفسهما مهدا يتلاعنان‏ في دورهما, ويتبرأ كل واحد منهما من صاحبه, يقول لقرينه إذا التقيا: {يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين‏ فبئس القرين}‏ فيجيبه الأشقى على رثوثة: يا ليتني لم أتخذك خليلا, لقد أضللتني‏ {عن الذكر بعد إذ جاءني‏ وكان الشيطان‏ للإنسان خذولا} فأنا الذكر الذي عنه ضل, والسبيل الذي عنه مال, والإيمان الذي به كفر, والقرآن الذي إياه هجر, والدين الذي به كذب, والصراط الذي عنه نكب‏. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن داود بن فرقد, عن أبي عبد الله × قال:‏ دخل مروان بن الحكم المدينة قال: فاستلقى على السرير، وثم مولى للحسين، فقال: {ردوا إلى الله مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين} قال: فقال الحسين × لمولاه: ما ذا قال هذا حين دخل؟ قال: استلقى على السرير فقرأ {ردوا إلى‏ الله‏ مولاهم} إلى قوله {الحاسبين} قال: فقال الحسين ×: نعم والله, رددت أنا وأصحابي إلى الجنة، ورد هو وأصحابه إلى النار. 

 

{قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون} (65)

 

* السيد ابن طاووس في سعد السعود, حدثنا محمد بن أحمد قال: حدثنا أحمد بن الحسين قال: حدثنا الحسن بن دينار, عن عبد الله بن موسى, عن أبيه, عن جده جعفر بن محمد الصادق, عن أبيه محمد بن علي عليهم السلام, عن جابر بن عبد الله الأنصاري, عن رسول الله | في حديث طويل: والذي بعثني بالحق نبيا, لقد أمرت أن آمركم ببيعته - يعني أمير المؤمنين ×- وطاعته, فبايعوه وأطيعوه بعدي, ثم تلا هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}‏ يعني علي بن أبي‏ طالب ×, قالوا: يا رسول الله قد بايعناه, وشهد أهل الكهف علينا, فقال النبي |: إن صدقتم فقد أسقيتم‏ ماء غدقا وأكلتم‏ {من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا} وتسلكون طريق بني إسرائيل, فمن تمسك بولاية علي بن أبي طالب × لقيني يوم القيامة وأنا عنه راض. 

 

* تفسير القمي, في رواية أبي الجارود, عن أبي جعفر × في قوله {هو القادر على‏ أن‏ يبعث‏ عليكم‏ عذابا من‏ فوقكم} هو الدخان والصيحة {أو من‏ تحت‏ أرجلكم} وهو الخسف {أو يلبسكم‏ شيعا} وهو اختلاف في الدين, وطعن بعضكم على بعض, {ويذيق‏ بعضكم‏ بأس‏ بعض} وهو أن يقتل بعضكم بعضا, وكل هذا في أهل القبلة. 

 

* تاج الدين الشعيري في جامع الأخبار, عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: حججت مع رسول الله | حجة الوداع, فلما قضى النبي | ما افترض عليه من الحج, أتى مودع الكعبة فلزم حلقة الباب ونادى برفيع صوته: أيها الناس, فاجتمع أهل المسجد وأهل السوق, فقال |: اسمعوا أني قائل ما هو بعدي كائن فليبلغ شاهدكم غائبكم, ثم بكى رسول الله | حتى بكى لبكائه الناس أجمعون, فلما سكت من بكائه قال: اعلموا رحمكم الله أن مثلكم في هذا اليوم كمثل ورق لا شوك فيه إلى أربعين ومائة سنة, ثم يأتي من بعد ذلك شوك وورق إلى مائتي سنة, ثم يأتي من بعد ذلك شوك لا ورق فيه, حتى لا يرى فيه إلا سلطان جائر أو غني بخيل أو عالم راغب في المال أو فقير كذاب أو شيخ فاجر أو صبي وقح أو امرأة رعناء, ثم بكى رسول الله |,‏ فقام إليه سلمان الفارسي وقال: يا رسول الله أخبرنا متى يكون ذلك, فقال |: يا سلمان إذا قلت علماؤكم, وذهبت قراؤكم, وقطعتم زكاتكم, وأظهرتم منكراتكم, وعلت أصواتكم في مساجدكم, وجعلتم الدنيا فوق رءوسكم, والعلم تحت أقدامكم, والكذب حديثكم, والغيبة فاكهتكم, والحرام غنيمتكم, ولا يرحم كبيركم صغيركم, ولا يوقر صغيركم كبيركم, فعند ذلك تنزل اللعنة عليكم, ويجعل بأسكم بينكم, وبقي الدين بينكم لفظا بألسنتكم, فإذا أتيتم هذه الخصال توقعوا الريح الحمراء أو مسخا أو قذفا بالحجارة, وتصديق ذلك في كتاب الله عز وجل {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بأس بعض انظر كيف نصرف الآيات لعلهم يفقهون‏}. 

 

{لكل نبإ مستقر وسوف تعلمون} (67)

 

* العلامة المجلسي في البحار, لما بلغ فاطمة ÷ اجماع أبي بكر على منعها فدك، لاثت خمارها، وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها، تطأ في ذيولها، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله |، حتى دخلت على أبي بكر وقد حشد الناس من المهاجرين والأنصار، فضرب بينها وبينهم ربطة بيضاء، - وقال بعضهم: قبطية، وقالوا: قبطية بالكسر والضم، - ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء، ثم مهلت طويلا حتى سكنوا من فورتهم، ثم قالت - الى أن قالت ÷ - أفي الكتاب أن ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت‏ شيئا فريا, فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك, فنعم الحكم الله والزعيم محمد, والموعد القيامة وعند الساعة {يخسر المبطلون‏} و{لكل‏ نبإ مستقر وسوف‏ تعلمون‏}. 

 

بمصادر العامة:

 

قالت السيدة الزهراء ÷ إحتجاجا على أبو بكر في منع حقها: أبى الله أن ترث يا ابن أبي قحافة أباك ولا أرث أبي, لقد جئت شيئا فريا, فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك, فنعم الحكم الله والزعيم محمد, والموعد القيامة وعند الساعة {يخسر المبطلون}‏ و{لكل‏ نبإ مستقر وسوف‏ تعلمون‏ْ} {من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم‏}. 

 

{وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين} (68)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, أخبرنا أحمد بن إدريس, عن أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن فضالة بن أيوب, عن سيف بن عميرة, عن عبد الأعلى بن أعين قال: قال رسول الله |:‏ من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس في مجلس يسب فيه إمام, أو يغتاب فيه مسلم, إن الله يقول في كتابه {وإذا رأيت‏ الذين‏ يخوضون‏ في‏ آياتنا}‏. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن علي بن محمد بن سعد, عن محمد بن مسلم, عن إسحاق بن موسى قال: حدثني أخي وعمي, عن أبي عبد الله × قال: ثلاثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم: مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه, ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث‏, ومجلسا فيه من يصد عنا وأنت تعلم, قال: ثم تلا أبو عبد الله × ثلاث آيات من كتاب الله كأنما كن في فيه - أو قال في كفه- {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله‏ فيسبوا الله عدوا بغير علم} {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم‏ حتى يخوضوا في حديث غيره} {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم‏ الكذب‏ هذا حلال وهذا حرام‏ لتفتروا على الله الكذب‏}. 

 

{وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين} (75)

 

* كتاب سليم بن قيس, أبان بن أبي عياش, عن سليم بن قيس, عن المقداد, عن رسول الله | في حديث طويل: والذي نفسي بيده ما استوجب آدم أن يخلقه الله وينفخ‏ {فيه من روحه}‏ وأن يتوب عليه ويرده إلى جنته إلا بنبوتي والولاية لعلي بعدي, والذي نفسي بيده ما أري إبراهيم‏ {ملكوت‏ السماوات‏ والأرض}‏ ولا اتخذه خليلا إلا بنبوتي والإقرار لعلي بعدي, والذي نفسي بيده ما {كلم الله موسى تكليما} ولا أقام عيسى‏ {آية للعالمين}‏ إلا بنبوتي ومعرفة علي بعدي, والذي نفسي بيده ما تنبأ نبي قط إلا بمعرفته والإقرار لنا بالولاية, ولا استأهل خلق من الله النظر إليه إلا بالعبودية له والإقرار لعلي بعدي‏. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن إسماعيل بن ضرار, عن يونس بن عبد الرحمن, عن هشام, عن أبي عبد الله × قال:‏ كشط له عن الأرض ومن عليها, وعن السماء ومن فيها, والملك الذي يحملها, والعرش ومن عليه، وفعل ذلك برسول الله | وأمير المؤمنين ×. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الرحيم القصير, عن أبي جعفر ×‏ في قول الله {وكذلك‏ نري‏ إبراهيم‏ ملكوت‏ السماوات‏ والأرض‏} قال: كشط له السماوات السبع حتى نظر إلى السماء السابعة وما فيها، والأرضين السبع وما فيهن، وفعل بمحمد | كما فعل بإبراهيم ×، وإني لأرى صاحبكم - يعني أمير المؤمنين × - قد فعل به مثل ذلك. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد, عن عبد الله بن محمد بن حجال, عن ثعلبة, عن عبد الرحيم, عن أبي جعفر ×‏ في هذه الآية {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين}‏ قال: كشط له عن الأرض حتى رآها ومن فيها, وعن السماء حتى رآها ومن فيها والملك الذي يحملها, والعرش ومن عليه, وكذلك أري صاحبكم - يعني أمير المؤمنين ×. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, أحمد بن محمد, عن البرقي, عن النضر بن سويد, عن يحيى الحلبي, عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله ×: هل رأى محمد | ‏{ملكوت‏ السماوات‏ والأرض}‏ كما رأى إبراهيم ×؟ قال: نعم وصاحبكم - يعني أمير المؤمنين ×.  

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن أبيه, عن عبد الله بن المغيرة, عن عبد الله بن مسكان قال: قال أبو عبد الله ×‏ {وكذلك‏ نري‏ إبراهيم‏ ملكوت‏ السماوات‏ والأرض‏ وليكون‏ من‏ الموقنين}‏ قال: كشط لإبراهيم × السماوات السبع حتى نظر إلى ما فوق العرش, وكشط له الأرض حتى رأى ما في الهواء, وفعل بمحمد | مثل ذلك, وإني لأرى صاحبكم - يعني أمير المؤمنين × - والأئمة من بعده قد فعل بهم مثل ذلك. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الحسن بن علي بن النعمان, عن أبيه, عن ابن مسكان, عن أبي بصير, عن أحدهما ‘, قال: قلت له‏: {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض}‏ قال: كشفت‏ له السماوات والأرض حتى رآها ورأى ما فيها, والعرش ومن عليه, قال: قلت: فأوتي محمد | مثل ما أوتي إبراهيم ×؟ قال: نعم وصاحبكم هذا - يعني أمير المؤمنين ×. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن محمد, عن أبيه, عن عبد الله بن المغيرة, عن منصور بن حازم, عن عبد الرحيم القصير, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين}‏ قال: كشط السماوات والأرض حتى رآها وما فيها, وحتى رأى العرش ومن عليها, وفعل ذلك برسول الله |. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن عيسى, عن أبي عبد الله المؤمن, عن علي بن حسان بن علي الجمال, عن أبي داود السبعي, عن بريدة الأسلمي, عن رسول الله |, قال: قال رسول الله‏ |: يا علي إن الله أشهدك معي سبع مواطن - حتى ذكر الموطن الثاني - أتاني جبرئيل × فأسرى بي إلى السماء, فقال: أين أخوك؟ فقلت: ودعته خلفي, قال: فقال: فادع الله يأتيك به, قال: فدعوت فإذا أنت معي, فكشط لي‏ على السماوات السبع, والأرضين السبع, حتى رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك منها, فلم أر من ذلك شيئا إلا وقد رأيته كما رأيته. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم أو غيره, عن سيف بن عميرة, عن بشار, عن أبي داود, عن بريدة قال: كنت جالسا مع رسول الله | وعلي × معه, إذ قال: يا علي ألم أشهدك معي سبع مواطن - حتى ذكر موطن الرابع - ليلة الجمعة أريت ملكوت السماوات والأرض, رفعت لي حتى نظرت إلى ما فيها, فاشتقت إليك فدعوت الله, فإذا أنت معي, فلم أر من ذلك شيئا إلا وقد رأيت. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, محمد بن المثنى, عن أبيه, عن عثمان بن زيد, عن جابر, عن أبي جعفر ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل‏ {وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض}‏ قال: فكنت مطرقا إلى الأرض فرفع يده إلى فوق ثم قال لي: ارفع رأسك, فرفعت رأسي فنظرت‏ إلى السقف قد انفجر حتى خلص بصري إلى نور ساطع حار بصري دونه, قال: ثم قال لي: رأى إبراهيم × ملكوت السماوات والأرض هكذا, ثم قال لي: أطرق, فأطرقت, ثم قال لي: ارفع رأسك, فرفعت رأسي فإذا السقف على حاله.  قال: ثم أخذ بيدي وقام وأخرجني من البيت الذي كنت فيه وأدخلني بيتا آخر, فخلع ثيابه التي كانت عليه ولبس ثيابا غيرها, ثم قال لي: غض بصرك, فغضضت بصري وقال لي: لا تفتح عينك, فلبثت ساعة ثم قال لي: أتدري أين أنت؟ قلت: لا جعلت فداك, فقال لي: أنت في الظلمة التي سلكها ذو القرنين, فقلت له: جعلت فداك أتأذن لي أن أفتح عيني؟ فقال لي: افتح فإنك لا ترى شيئا, ففتحت عيني فإذا أنا في ظلمة لا أبصر فيها موضع قدمي, ثم صار قليلا ووقف, فقال لي: هل تدري أين أنت؟ قلت: لا, قال: أنت واقف على عين الحياة التي شرب عنها الخضر ×, وخرجنا من ذلك العالم إلى عالم آخر, فسلكنا فيه فرأينا كهيئة عالمنا في بنائه ومساكنه وأهله, ثم خرجنا إلى عالم ثالث كهيئة الأول والثاني, حتى وردنا خمسة عوالم, قال: ثم قال: هذه ملكوت الأرض ولم يرها إبراهيم ×, وإنما رأى ملكوت السماوات وهي اثنا عشر عالما, كل عالم كهيئة ما رأيت, كلما مضى منا إمام سكن أحد هذه العوالم حتى يكون آخرهم القائم × في عالمنا الذي نحن ساكنوه, قال: ثم قال: غض بصرك, فغضضت بصري ثم أخذ بيدي فإذا نحن بالبيت الذي خرجنا منه, فنزع تلك الثياب ولبس الثياب التي كانت عليه وعدنا إلى مجلسنا, فقلت: جعلت فداك كم مضى من النهار؟ قال ×: ثلاث ساعات. 

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثني أحمد بن الحسين بن سعيد قال: حدثني أحمد بن إبراهيم وأحمد بن زكريا, عن محمد بن نعيم, عن يزداد بن إبراهيم, عمن حدثه من أصحابنا, عن أبي عبد الله ×, قال: سمعته يقول: قال أمير المؤمنين ×: والله لقد أعطاني الله تبارك وتعالى تسعة أشياء لم يعطها أحدا قبلي خلا النبي |, لقد فتحت لي السبل, وعلمت الأنساب, وأجرى لي‏ السحاب, وعلمت المنايا والبلايا وفصل الخطاب, ولقد نظرت في الملكوت بإذن ربي, فما غاب عني ما كان قبلي وما يأتي بعدي‏. 

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا محمد بن أحمد بن السناني وعلي بن أحمد بن محمد الدقاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب وعلي بن عبد الله الوراق قالوا: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي الأسدي, عن موسى بن عمران النخعي, عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي, عن علي بن سالم, عن أبيه‏,  عن ثابت بن دينار أنه سأل الإمام زين العابدين × في حديث: لم اسرى نبيه محمد | الى السماء؟ قال ×: ليريه ملكوت السموات وما فيها من عجائب صنعه وبدايع خلقه‏. 

 

{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} (82)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن أبي زاهر, عن الحسن بن موسى الخشاب, عن علي بن حسان, عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله ×‏ في قول الله عز وجل و{الذين‏ آمنوا ولم‏ يلبسوا إيمانهم‏ بظلم}‏ قال: بما جاء به محمد | من الولاية, ولم يخلطوها بولاية فلان وفلان, فهو الملبس بالظلم. 

 

* كتاب سليم بن قيس, قال سليم بن قيس الهلالي: سألت علي بن أبي طالب × قلت: أصلحك الله، من لقي الله مؤمنا عارفا بإمامه مطيعا له، من أهل الجنة هو؟ قال: نعم، إذا لقى الله وهو مؤمن من الذين قال الله تعالى: {الذين آمنوا وعملوا الصالحات} {الذين آمنوا وكانوا يتقون‏} {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم}. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, عن أبان بن تغلب قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي × في قول الله تعالى‏ {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}‏ قال أبو جعفر ×: يا أبان أنتم تقولون هو الشرك بالله, ونحن نقول هذه الآية نزلت في أمير المؤمنين‏ علي بن أبي طالب × لأنه لم يشرك بالله طرفة عين قط ولم يعبد اللات والعزى, وهو أول من صلى مع النبي | وهو أول‏ من صدقه, فهذه الآية نزلت فيه. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن أبي مريم قال: سألت جعفر بن محمد × عن قول الله جل ذكره تعالى {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}‏ قال: يا أبا مريم هذه والله نزلت‏ في علي بن أبي طالب ×  خاصة, ما ألبس إيمانه بشرك ولا ظلم ولا كذب ولا سرقة ولا خيانة. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, الإحتجاج بإسناده‏ عن أبي جعفر ×, عن النبي |‏ في خطبة الغدير, قال بعد أن ذكر عليا × وأوصياءه: ألا إن أولياءهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال‏ {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}. 

 

* ابن شهرآشوب‏ في المناقب, سفيان الثوري, عن منصور, عن مجاهد, عن ابن عباس‏ في قوله‏ {الذين‏ آمنوا} يا محمد الذين صدقوا بالتوحيد, قال: هو أمير المؤمنين ×‏ {ولم‏ يلبسوا إيمانهم‏ بظلم}‏ أي ولم يخلطوا. 

 

* ابن شهرآشوب‏ في المناقب, قال ابن عباس:‏ والله ما من أحد إلا أسلم بعد شرك ما خلا أمير المؤمنين ×‏ {أولئك لهم الأمن وهم مهتدون‏} يعني عليا ×. 

 

بمصادر العامة:

 

عن ابن عباس‏ في قول الله تعالى: {الذين آمنوا} يعني صدقوا بالتوحيد هو علي بن أبي طالب ×‏{ ولم يلبسوا} يعني لم يخلطوا، نظيرها: {لم تلبسون الحق بالباطل‏} يعني لم تخلطون. ولم يخلطوا إيمانهم‏ {بظلم}‏ يعني الشرك، قال ابن عباس: والله ما آمن أحد إلا بعد شرك ما خلا عليا × فإنه آمن بالله من غير أن يشرك به طرفة عين‏, {أولئك لهم الأمن}‏ من النار والعذاب‏ {وهم مهتدون}‏ يعني مرشدون إلى الجنة يوم القيامة بغير حساب، فكان علي × أول من آمن به وهو من أبناء سبع سنين‏. 

 

{وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم} (83)

 

* العلامة المجلسي في البحار, أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني, عن أبي شعيب ومحمد بن نصير, عن عمرو بن الفرات, عن محمد بن المفضل, عن المفضل بن عمر في حديث طويل بينه وبين الإمام الصادق ×, قال المفضل: يا مولاي‏ فإمامتكم ثابتة عند شيعتكم, ونحن نعلم أنكم اختيار الله في قوله‏ {نرفع درجات من نشاء} وقوله‏ {الله أعلم حيث يجعل رسالته}‏ وقوله‏ {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}‏ قال ×: يا مفضل فأين نحن من هذه الآية؟ قال: يا مفضل قول الله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}‏ وقوله: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل‏} وقول إبراهيم: رب‏ {اجنبني وبني أن نعبد الأصنام}‏ وقد علمنا أن رسول الله | وأمير المؤمنين × ما عبدا صنما ولا وثنا ولا أشركا بالله طرفة عين, وقوله: {إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}‏ والعهد هو الإمامة. قال المفضل: يا مولاي لا تمتحني ولا تختبرني ولا تبتليني فمن علمكم علمت, ومن فضل الله عليكم أخذت, قال: صدقت يا مفضل‏. 

 

{ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين (84) وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين (85) وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين (86) ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم (87) ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون (88) أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين (89)}

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحسين بن إبراهيم بن يحيى بن عجلان المروزي المقرئ قال: حدثنا أبو بكر محمد بن إبراهيم الجرجاني قال: حدثنا أبو بكر عبد الصمد بن يحيى الواسطي قال: حدثنا الحسن بن علي المدني,‏ عن عبد الله بن المبارك, عن سفيان الثوري, عن جعفر بن محمد الصادق, عن‏ أبيه, عن جده, عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: إن الله تبارك وتعالى خلق نور محمد | قبل أن خلق السماوات والأرض والعرش والكرسي واللوح والقلم والجنة والنار, وقبل أن خلق آدم ونوحا وإبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب وموسى وعيسى وداود وسليمان, وكل من قال الله عز وجل في قوله‏ {ووهبنا له إسحاق ويعقوب‏} إلى قوله‏ {وهديناهم إلى صراط مستقيم‏} وقبل أن خلق الأنبياء كلهم بأربعمائة ألف وأربع وعشرين ألف سنة. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن الحسن بن محبوب, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × في حديث طويل: {ونوحا هدينا من قبل‏ ومن ذريته‏ داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون‏ وكذلك نجزي المحسنين‏ وزكريا ويحيى وعيسى‏ وإلياس‏ كل من الصالحين‏ وإسماعيل واليسع‏ ويونس‏ ولوطا وكلا فضلنا على العالمين‏ ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم‏ واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم‏ أولئك‏ الذين‏ آتيناهم‏ الكتاب‏ والحكم‏ والنبوة فإن‏ يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين‏} فإنه وكل بالفضل من أهل بيته والإخوان والذرية, وهو قول الله تبارك وتعالى: إن تكفر به أمتك فقد وكلت أهل بيتك بالإيمان الذي أرسلتك به فلا يكفرون به أبدا, ولا أضيع الإيمان الذي أرسلتك به من أهل بيتك من بعدك, علماء أمتك وولاة أمري بعدك, وأهل استنباط العلم الذي ليس فيه كذب ولا إثم ولا زور ولا بطر ولا رياء. 

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن ابن فضال, عن أبي إسحاق ثعلبة بن ميمون, عن بشير الدهان قال: قال لي أبو عبد الله ×: إن هذه المرجئة وهذه القدرية وهذه الخوارج ليس منهم أحد إلا وهو يرى أنه على الحق, وإنكم إنما أحببتمونا في الله, ثم تلا {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}‏ {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} {من يطع الرسول فقد أطاع الله}‏ {إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم‏} ثم قال: والله لقد نسب الله عيسى ابن مريم في القرآن إلى إبراهيم من قبل النساء, ثم قال:‏ {ومن ذريته داود وسليمان‏} إلى قوله‏ {ويحيى وعيسى}.‏ 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن ظريف بن ناصح, عن عبد الصمد بن بشير, عن أبي الجارود, عن أبي جعفر ×, قال:‏ قال لي أبو جعفر ×: يا أبا الجارود ما يقولون في الحسن والحسين ‘؟ قلت: ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله |, قال: فبأي شي‏ء احتججتم عليهم؟ قلت: يقول الله عز وجل في عيسى ابن مريم {ومن ذريته داود وسليمان}‏ إلى قوله‏ {وكذلك نجزي المحسنين}» فجعل عيسى ابن مريم من ذرية إبراهيم, قال: فبأي شي‏ء قالوا لكم؟ قلت: قالوا: قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب، قال: فبأي شي‏ء احتججتم عليهم؟ قال: قلت: احتججنا عليهم بقول الله {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم‏}, قال: فأي شي‏ء قالوا لكم؟ قلت: قالوا: قد يكون في كلام العرب أبناء رجل والآخر يقول أبناؤنا, قال: فقال أبو جعفر ×: والله يا أبا الجارود لأعطينك من كتاب الله أنهما من صلب رسول الله | ولا يردها إلا كافر، قال: قلت: جعلت فداك وأين؟ قال: من حيث قال الله {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم} الآية إلى أن ينتهي إلى قوله {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} فسلهم يا أبا الجارود: هل حل لرسول الله | نكاح حليلتيهما؟ فإن قالوا: نعم, فكذبوا والله وفجروا, وإن قالوا: لا, فهما والله أبناؤه لصلبه وما حرمتا عليه إلا للصلب. 

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أبو أحمد هاني بن‏ محمد بن محمود العبدي قال: حدثنا محمد بن محمود بإسناده رفعه إلى موسى بن جعفر × أنه قال: لما دخلت على الرشيد سلمت عليه, فرد علي السلام ثم قال‏ - الى أن قال - كيف قلتم: إنا ذرية النبي |, والنبي | لم يعقب, وإنما العقب للذكر لا للأنثى, وأنتم ولد البنت‏ ولا يكون لها عقب, فقلت: أسألك‏ يا أمير المؤمنين بحق القرابة والقبر ومن فيه إلا ما أعفيتني‏ عن هذه المسألة, فقال: لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي, وأنت يا موسى يعسوبهم وإمام زمانهم كذا أنهي إلي ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله تعالى, وأنتم تدعون معشر ولد علي أنه لا يسقط عنكم منه بشي‏ء ألف ولا واو إلا وتأويله عندكم, واحتججتم بقوله عز وجل‏ {ما فرطنا في الكتاب من شي‏ء} وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم, فقلت: تأذن لي في الجواب؟ قال: هات, قلت‏: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏, بسم الله الرحمن الرحيم, {ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس}, من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟ فقال: ليس لعيسى أب, فقلت: إنما ألحقناه بذراري الأنبياء من طريق مريم ÷, وكذلك ألحقنا بذراري النبي | من قبل أمنا فاطمة ÷‏. 

 

* الشيخ المفيد في الإختصاص, محمد بن الحسن بن أحمد, عن أحمد بن إدريس, عن محمد بن أحمد بن محمد بن إسماعيل العلوي قال: حدثني محمد بن الزبرقان الدامغاني الشيخ قال: قال أبو الحسن موسى بن جعفر ×: لما أمرهم هارون الرشيد بحملي دخلت عليه, فسلمت فلم يرد السلام, ورأيته‏ مغضبا فرمى إلي بطومار فقال‏ - الى أن قال - لم لا تنهون شيعتكم عن قولهم لكم: يا ابن رسول الله, وأنتم ولد علي ×, وفاطمة ÷ إنما هي وعاء, والولد ينسب إلى الأب لا إلى الأم, فقلت: إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة فعل, فقال: لست أفعل أو أجبت, فقلت: فأنا في أمانك ألا تصيبني من آفة السلطان شيئا, فقال: لك الأمان, قلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏, بسم الله الرحمن الرحيم,‏ {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى‏} فمن أبو عيسى؟ فقال: ليس له أب إنما خلق من كلام الله عز وجل وروح القدس, فقلت: إنما ألحق عيسى بذراري الأنبياء من قبل مريم ÷, وألحقنا بذراري الأنبياء من قبل فاطمة ÷ لا من قبل علي ×, فقال أحسنت يا موسى. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي حرب بن أبي الأسود قال‏: أرسل الحجاج إلى يحيى بن معمر, قال: بلغني أنك تزعم أن الحسن والحسين ‘ من ذرية النبي | تجدونه في كتاب الله, وقد قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أجده، قال: أليس تقرأ سورة الأنعام {ومن ذريته داود وسليمان} حتى بلغ {ويحيى وعيسى}» قال: أليس عيسى من ذرية إبراهيم وليس له أب؟ قال: صدقت‏. 

 

* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, الشعبي قال: كنت بواسط، وكان يوم أضحى, فحضرت صلاة العيد مع الحجاج‏، فخطب خطبة بليغة، فلما انصرف، جاءني رسوله، فأتيته، فوجدته جالسا مستوفزا. فقال: يا شعبي، هذا يوم الاضحى، وقد أردت أن اضحي فيه برجل من أهل العراق، فأحببت أن تسمع قوله، فتعلم أني قد أصبت الرأي‏ فيما أفعل به. فقلت: أيها الأمير، أفترى أن تستن بسنة رسول الله |، وتضحي بما أمر أن يضحى به، وتفعل مثل ما فعله، وتدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم الى غيره. قال: يا شعبي، إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه لكذبه على الله وعلى رسوله | وإدخاله الشبهة في الإسلام. قلت: أفيرى الأمير أن يعفيني عن ذلك؟ قال: لا بد من ذلك. ثم أمر بنطع، فبسط، وبسياف، فاحضر. وقال: أحضروا الشيخ. فأتوا به، فاذا هو يحيى بن يعمر, فاغتممت غما شديدا، وقلت في نفسي: وأي شي‏ء يقول يحيى مما يوجب قتله. فقال له الحجاج: أنت تزعم أنك زعيم العراق؟ قال يحيى: الزعم كذب‏ ولكني أقول إني فقيه من فقهاء أهل العراق. قال: فمن أي فقهك زعمت الحسن والحسين ‘ من ذرية رسول الله |؟ قال: ما أنا زاعم لذلك بل أنا قائله بحق. قال: وبأي حق قلت ذلك؟ قال: بكتاب الله عز وجل. فنظر إلي الحجاج، فقال: اسمع ما يقول, فإن هذا مما لم يكن سمعته عنه, أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل دليلا بأن الحسن والحسين ‘ من ذرية محمد |؟  - وساق الحديث - فقال يحيى للحجاج: قول الله عز وجل‏ {ومن ذريته داود وسليمان} من عني بذلك؟ قال الحجاج: إبراهيم. قال يحيى: فداود وسليمان من ذريته؟ قال الحجاج‏: نعم. قال يحيى: ومن نص الله عز وجل عليه بعد هذا أنه من ذريته؟ فقرأ الحجاج. {وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين}. قال يحيى: ومن؟ فقرأ الحجاج: {وزكريا ويحيى وعيسى}, قال يحيى: ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم ولا أب له من صلبه؟ قال: من قبل أمه. قال يحيى: فمن أقرب رحما: مريم من إبراهيم, أم فاطمة ÷ من محمد |, أم الحسن والحسين ‘ منه, أم عيسى من إبراهيم ‘؟ قال الشعبي: فكأنما لقمه حجرا. 

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بن علي قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب, عن أحمد بن علي الأصبهاني, عن إبراهيم بن محمد الثقفي, عن علي بن هلال الأحمسي قال: حدثنا شريك عن عبد الملك بن عمير قال: بعث الحجاج إلى يحيى بن يعمر فقال له: أنت الذي تزعم أن ابني علي ابنا رسول الله |؟ قال: نعم وأتلو عليك بذلك قرآنا, قال: هات, قال: أعطني الأمان, قال: لك الأمان, قال: أليس الله عز وجل يقول: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين}‏ ثم قال:‏ {وزكريا ويحيى وعيسى},‏ أفكان لعيسى أب؟ قال: لا, قال: فقد نسبه الله عز وجل في الكتاب إلى إبراهيم ×, قال: ما حملك على أن تروي مثل هذا الحديث, قال: ما أخذ الله على العلماء في علمهم: أن لا يكتموا علما علموه. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, وجدت في بعض كتب المناقب:‏ أخبرنا أبو الحسن بن بشران العدل ببغداد, عن أبي عمرو بن السماك, عن حنبل بن إسحاق, عن داود بن عمرو, عن صالح بن موسى, عن عاصم بن بهدلة, عن يحيى بن يعمر العامري قال: بعث إلي الحجاج فقال: يا يحيى أنت الذي تزعم أن ولد علي من فاطمة ولد رسول الله |؟ قلت له: إن أمنتني تكلمت, قال: فأنت آمن, قلت له: نعم أقرأ عليك كتاب الله, إن الله يقول‏ {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا} إلى أن قال‏ {وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين} وعيسى × كلمة الله وروحه ألقاها إلى العذراء البتول وقد نسبه الله تعالى إلى إبراهيم ×, قال: ما دعاك إلى نشر هذا وذكره؟ قلت: ما استوجب الله عز وجل على أهل العلم في علمهم‏ {لتبيننه للناس ولا تكتمونه}‏ الآية, قال صدقت ولا تعودن‏ لذكر هذا ولا نشره. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, عن عامر الشعبي أنه قال: بعث إلي الحجاج ذات ليلة فخشيت, فقمت فتوضأت وأوصيت ثم دخلت عليه, فنظرت فإذا نطع منشور والسيف مسلول, فسلمت عليه فرد علي السلام, فقال: لا تخف فقد آمنتك الليلة وغدا إلى الظهر, وأجلسني عنده, ثم أشار فأتي برجل مقيد بالكبول والأغلال, فوضعوه بين يديه فقال: إن هذا الشيخ يقول إن الحسن والحسين ‘ كانا ابني رسول الله |, ليأتيني بحجة من القرآن وإلا لأضربن عنقه, فقلت: يجب أن تحل قيده, فإنه إذا احتج فإنه لا محالة يذهب, وإن لم يحتج فإن السيف لا يقطع هذا الحديد, فحلوا قيوده وكبوله, فنظرت فإذا هو سعيد بن جبير, فحزنت بذلك وقلت: كيف يجد حجة على ذلك من القرآن؟ فقال له الحجاج: ائتني بحجة من القرآن على ما ادعيت وإلا أضرب عنقك, فقال له: انتظر, فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك, فقال: انتظر, فسكت ساعة ثم قال له مثل ذلك, فقال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏, بسم الله الرحمن الرحيم,‏ ثم قال:‏ {ووهبنا له إسحاق ويعقوب‏} إلى قوله‏ {وكذلك نجزي المحسنين‏} ثم سكت وقال للحجاج: اقرأ ما بعده, فقرأ {وزكريا ويحيى وعيسى‏} فقال سعيد: كيف يليق هاهنا عيسى ×؟ قال: إنه كان من ذريته, قال: إن كان عيسى من ذرية إبراهيم ولم يكن له أب بل كان ابن ابنته فنسب إليه مع بعده, فالحسن والحسين ‘ أولى أن ينسبا إلى رسول الله | مع قربهما منه, فأمر له بعشرة آلاف دينار وأمر بأن يحملوها معه إلى داره, وأذن له في الرجوع, قال الشعبي: فلما أصبحت قلت في نفسي: قد وجب علي أن آتي هذا الشيخ فأتعلم منه معاني القرآن, لأني كنت أظن أني أعرفها فإذا أنا لا أعرفها, فأتيته فإذا هو في المسجد وتلك الدنانير بين يديه يفرقها عشرا عشرا ويتصدق بها, ثم قال: هذا كله ببركة الحسن والحسين × لئن كنا أغممنا واحدا لقد أفرحنا ألفا, وأرضينا الله ورسوله |. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن ابن سنان, عن سليمان بن هارون قال‏: قال: والله لو أن أهل السماء والأرض اجتمعوا على أن يحولوا هذا الأمر من موضعه الذي وضعه الله فيه ما استطاعوا، ولو أن الناس كفروا جميعا حتى لا يبقى أحد لجاء لهذا الأمر بأهل يكونون هم أهله، ثم قال: أما تسمع الله يقول: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه} الآية. وقال في آية أخرى {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين‏}, ثم قال: أما إن أهل هذه الآية هم أهل تلك الآية. 

 

* محمد بن إبراهيم‏ النعماني في الغيبة, أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثنا علي بن الحسن بن فضال قال: حدثنا محمد بن حمزة ومحمد بن سعيد قالا: حدثنا حماد بن عثمان, عن سليمان بن هارون العجلي قال: قال سمعت أبا عبد الله × يقول: إن صاحب هذا الأمر محفوظة له أصحابه, لو ذهب الناس جميعا أتى الله له بأصحابه, وهم الذين قال الله عز وجل {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين} وهم الذين قال الله فيهم {فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}. 

 

* كتاب سليم بن قيس, من كتاب أمير المؤمنين × الى معاوية: قال الله عز وجل {فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا} فالملك العظيم أن جعل الله فيهم أئمة من أطاعهم‏ أطاع الله‏ ومن عصاهم عصى الله, والكتاب والحكمة والنبوة, فلم تقرون بذلك في آل‏ إبراهيم وتنكرونه في آل محمد؟ يا معاوية فإن تكفر بها أنت وصاحبك‏ ومن قبلك من طغاة الشام واليمن والأعراب أعراب ربيعة ومضر جفاة الأمة فقد وكل الله‏ {بها قوما ليسوا بها بكافرين‏}. 

 

بمصادر العامة:

 

عن سليمان بن هارون العجلي قال: سمعت جعفر الصادق ×: إن صاحب هذا الامر - يعني القائم المهدي × - محفوظ, لو ذهب الناس جميعا اتى الله بأصحابه، وهم الذين قال الله فيهم: {فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين}، وهم الذين قال الله فيهم: {يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين}. 

 

{أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسئلكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين} (90)

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن النضر, عن عبد الغفار, عن أبي عبد الله × قال: إن الله تعالى قال لنبيه |: ولقد وصيناك بما وصينا به آدم ونوحا وإبراهيم من قبلك‏ {أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه}‏ إنا يعني الولاية {كبر على المشركين ما تدعوهم إليه}‏ يعني كبر على قومك يا محمد ما تدعوهم من تولية علي ×, قال: إن الله قد أخذ ميثاق كل نبي وكل مؤمن ليؤمنن بمحمد | وعلي × وبكل نبي وبالولاية, ثم قال لمحمد |:‏ {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده}‏ يعني آدم ونوحا وكل نبي بعده. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن العباس بن هلال, عن الرضا ×‏ أن رجلا أتى عبد الله بن الحسن‏ هو إمام‏ بالسبالة, فسأله عن الحج، فقال له: هذاك جعفر بن محمد × قد نصب نفسه لهذا فاسأله, فأقبل الرجل إلى جعفر × فسأله, فقال له: لقد رأيتك واقفا على عبد الله بن الحسن فما قال لك؟ قال: سألته فأمرني أن آتيك, وقال: هذاك جعفر بن محمد نصب نفسه لهذا، فقال جعفر ×: نعم أنا من الذين قال الله في كتابه {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده‏} سل عما شئت، فسأله الرجل فأنبأه عن جميع‏ ما سأله. 

 

{وهذا كتاب أنزلناه مبارك مصدق الذي بين يديه ولتنذر أم القرى ومن حولها والذين يؤمنون بالآخرة يؤمنون به وهم على صلاتهم يحافظون} (92)

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن أبي عبد الله البرقي, عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أبا جعفر × محمد بن علي الرضا × وقلت له: يا ابن رسول الله لم سمي النبي |: الأمي؟ قال: ما يقول الناس؟ قال: قلت له: جعلت فداك يزعمون إنما سمي النبي الأمي لأنه لم يكتب‏, فقال: كذبوا عليهم لعنة الله, أنى يكون ذلك والله تبارك وتعالى يقول في محكم‏ كتابه‏ {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة}, فكيف كان يعلمهم ما لا يحسن؟ والله لقد كان رسول الله | يقرأ ويكتب باثنين وسبعين - أو بثلاثة وسبعين - لسانا, وإنما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة ومكة من أمهات القرى, وذلك قول الله تعالى في كتابه‏ {لتنذر أم القرى ومن حولها}. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن محمد, عن الحسن بن موسى الخشاب, عن علي بن أسباط أو غيره قال: قلت لأبي جعفر ×: إن الناس يزعمون أن رسول الله | لم يكن يكتب ولا يقرأ, فقال: كذبوا لعنهم الله, أنى ذلك وقد قال الله‏ {هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}‏ فيكون أن يعلمهم الكتاب والحكمة وليس يحسن أن يقرأ ويكتب؟  قال قلت: فلم سمي النبي أميا؟ قال: نسب إلى مكة, وذلك قول الله عز وجل‏ {لتنذر أم القرى ومن حولها} فأم القرى‏ مكة فقيل أمي لذلك. 

 

{ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شي‏ء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون} (93)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير, عن أبي جعفر ×‏ {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شي‏ء ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله‏} قال: من ادعى الإمامة دون الإمام ×.‏ 

 

{ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون} (94)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن أبيه, عن بعض أصحابنا, عن أبي عبد الله × أنه قال:‏ نزلت هذه الآية في معاوية وبني أمية وشركائهم وأئمتهم‏. 

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, أن عليا × بكى يوما وقال: ماتت أمي, فنهض النبي | فقال: هي والله أمي حقا, ما رأيت من عمي شيئا إلا وقد رأيت منها أكثر منه, ثم صاح: يا أم سلمة هذه بردتي فأزريها فيها, وهذه قميصي فدرعيها فيها, وهذا ردائي فأدرجيها فيه, فإذا فرغت من غسلها فأعلميني.‏ فأعلمته أم سلمة فحملها على سريرها, ثم صلى عليها, ثم نزل لحدها فلبث‏ ما شاء الله لا يسمع له إلا همهمة, ثم صاح: يا فاطمة, قالت: لبيك يا رسول الله, قال: هل رأيت ما ضمنت لك؟ قالت: نعم فجزاك الله عني في المحيا والممات أفضل الجزاء, فلما سوى عليها وخرج سئل عنها, فقال:  قرأت عليها يوما {ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة} فقالت: يا رسول الله وما فرادى؟ قلت: عراة, قالت: واسوأتاه! فسألت الله ألا تبدى عورتها, ثم سألتني عن منكر ونكير, فأخبرتها بحالهما بأنهما كيف يجيئان, قالت: واغوثاه بالله منهما! فسألت الله أن لا يريهما إياها, وأن يفسح لها في قبرها, وأن يحشرها في أكفانها. 

 

{وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون} (97)

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال أمير المؤمنين ×‏ مثل آل محمد كمثل النجوم, إذا خوى نجم طلع نجم‏. 

 

بمصادر العامة:

 

قال أمير المؤمنين ×:‏ مثل آل محمد كمثل النجوم, إذا خوى نجم طلع نجم‏. 

 

{وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون} (98)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن إسماعيل بن مرار, عن يونس, عن بعض أصحابنا, عن أبي الحسن × قال: إن الله خلق النبيين على النبوة فلا يكونون إلا أنبياء, وخلق المؤمنين على الإيمان فلا يكونون إلا مؤمنين, وأعار قوما إيمانا فإن شاء تممه لهم وإن شاء سلبهم إياه, قال: وفيهم جرت {فمستقر ومستودع}, وقال لي: إن فلانا كان مستودعا إيمانه, فلما كذب علينا سلب إيمانه ذلك‏. 

 

{ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون} (108)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن علي بن محمد بن سعد, عن محمد بن مسلم, عن إسحاق بن موسى قال: حدثني أخي وعمي, عن أبي عبد الله × قال: ثلاثة مجالس يمقتها الله ويرسل نقمته على أهلها فلا تقاعدوهم ولا تجالسوهم: مجلسا فيه من يصف لسانه كذبا في فتياه, ومجلسا ذكر أعدائنا فيه جديد وذكرنا فيه رث‏, ومجلسا فيه من يصد عنا وأنت تعلم, قال: ثم تلا أبو عبد الله × ثلاث آيات من كتاب الله كأنما كن في فيه - أو قال في كفه- {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله‏ فيسبوا الله عدوا بغير علم} {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم‏ حتى يخوضوا في حديث غيره} {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم‏ الكذب‏ هذا حلال وهذا حرام‏ لتفتروا على الله الكذب‏}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمر الطيالسي, عن أبي عبد الله ×, قال:‏ سألته عن قول الله {ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم} قال: فقال: يا عمر هل‏ رأيت أحدا يسب الله؟ قال: فقلت: جعلني الله فداك فكيف؟ قال: من سب ولي الله فقد سب الله‏. 

 

* كتاب سليم بن قيس, قال أمير المؤمنين ×: إنما الناس ثلاثة: مؤمن يعرف حقنا ويسلم لنا ويأتم بنا: فذلك ناج محب لله ولي, وناصب لنا العداوة: يتبرأ منا ويلعننا ويستحل دماءنا ويجحد حقنا ويدين الله بالبراءة منا, فهذا كافر مشرك وإنما كفر وأشرك من حيث لا يعلم كما يسبوا {الله‏ عدوا بغير علم‏} كذلك يشرك بالله بغير علم, ورجل آخذ بما لا يختلف فيه ورد علم ما أشكل عليه إلى الله مع ولايتنا ولا يأتم بنا ولا يعادينا ولا يعرف حقنا: فنحن نرجو أن يغفر الله له ويدخله الجنة, فهذا مسلم ضعيف‏. 

 

{وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون} (112)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن الحسين بن سعيد, عن بعض رجاله, عن أبي عبد الله × قال:‏ ما بعث الله نبيا إلا وفي {أمته‏ شيطانان‏ يؤذيانه}‏ ويضلان الناس بعده، فأما صاحبا نوح × فقيطفوص وخرام، وأما صاحبا إبراهيم × فمكثل‏ ورزام، وأما صاحبا موسى × فالسامري ومرعتيبا، وأما صاحبا عيسى × فبولس‏ ومرتيون‏، وأما صاحبا محمد | فحبتر وزريق. 

 

* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرب الحسيني المرعشي‏ قال: أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن بن الشيخ السعيد أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي قال: أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر قال: أخبرني جماعة, عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري‏ قال: أخبرنا أبو علي محمد بن همام‏ قال: أخبرنا علي السوري‏ قال: أخبرنا أبو محمد العلوي‏ من ولد الأفطس وكان من عباد الله الصالحين قال: حدثنا محمد بن موسى الهمداني‏ قال: حدثنا محمد بن خالد الطيالسي‏ قال: حدثنا سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا, عن قيس بن سمعان,‏ عن علقمة بن محمد الحضرمي, عن أبي جعفر محمد بن علي ×, عن رسول الله | في خطبة الغدير: معاشر الناس أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم باتباعه, ثم علي × من بعدي, ثم ولدي‏ من‏ صلبه‏ أئمة يهدون إلى الحق‏ وبه يعدلون,‏ ثم قرأ {الحمد لله رب العالمين}‏ إلى آخرها, وقال: في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمت وإياهم خصت, أولئك {أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}‏ ألا إن‏ {حزب الله هم الغالبون‏} ألا إن أعداء علي × هم أهل الشقاق والنفاق والحادون, وهم العادون وإخوان الشياطين الذين‏ {يوحي بعضهم إلى‏ بعض زخرف القول غرورا}, ألا إن أولياءهم الذين ذكرهم الله في كتابه فقال عز وجل{لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله} إلى آخر الآية. 

 

* محمد بن علي الطبري في بشارة المصطفى, أخبرنا الشيخ أبو البقاء إبراهيم بن الحسين بن إبراهيم البصري بقراءتي عليه في المحرم سنة ست عشرة وخمسمائة بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×‏ قال: حدثنا أبو طالب محمد بن الحسن بن عتبة قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن أحمد قال: أخبرنا محمد بن وهبان الدبيلي قال: حدثنا علي بن أحمد بن كثير العسكري قال: حدثني أحمد بن المفضل أبو سلمة الأصفهاني قال: أخبرني راشد بن علي بن وائل القرشي قال: حدثني عبد الله بن حفص المدني قال: أخبرني محمد بن إسحاق, عن سعيد بن زيد بن أرطاة, عن كميل بن زياد, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: يا كميل إن الله عز وجل كريم رحيم عظيم حليم دلنا على الخلافة وأمرنا بالأخذ بها وحمل الناس عليها فقد أديناها غير مختلفين, وأرسلناها غير منافقين, وصدقناها غير مكذبين, وقبلناها غير مرتابين, لم يكن لنا والله شياطين نوحي إليها وتوحي إلينا كما وصف الله تعالى قوما ذكرهم الله عز وجل في كتابه, فاقرأ كما أنزل‏ {شياطين‏ الإنس‏ والجن‏ يوحي‏ بعضهم‏ إلى‏ بعض‏ زخرف‏ القول‏ غرورا} يا كميل الويل لهم فسوف يلقون غيا.

 

* علي بن يونس العاملي في الصراط المستقيم, قال أبو حمزة: قال الصادق ×: ما بعث الله نبيا إلا وفي زمانه شيطانان يؤذيانه ويضلان الناس من بعده, وصاحبا محمد | حبتر ودلام.

ونحوه عن الباقر ×‏ وتلا {وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا} الآية. 

 

{وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم } (115)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, فحدثني أبي, عن ابن أبي عمير, عن ابن مسكان, عن أبي‏ عبد الله × قال:‏ إذا خلق الله الإمام في بطن أمه يكتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن حميد بن شعيب, عن الحسن بن راشد قال: قال أبو عبد الله ×‏: إن الله إذا أحب أن يخلق الإمام أخذ شربة من تحت العرش من ماء المزن,  أعطاها ملكا فسقاها إياه فمن ذلك يخلق الإمام، فإذا ولد بعث الله ذلك الملك إلى الإمام أن يكتب بين عينيه {وتمت‏ كلمة ربك‏ صدقا وعدلا لا مبدل‏ لكلماته‏ وهو السميع‏ العليم‏}, فإذا مضى ذلك الإمام الذي قبله رفع له منارا يبصر به أعمال العباد، فلذلك يحتج به على خلقه. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن أبي داود المسترق, عن محمد بن مروان, عن أبي عبد الله ×, قال: سمعته يقول‏: إن الله إذا أراد الله أن يخلق الإمام أنزل قطرة من ماء المزن, فيقع على كل شجرة, فيأكل منه, ثم يواقع فيخلق الله الإمام, فيسمع الصوت في بطن أمه, فإذا وقع على الأرض رفع له منار من نور يرى أعمال العباد, فإذا ترعرع كتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏}. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن محمد بن مروان قال: قال أبو جعفر ×:‏ إذا دخل أحدكم على الإمام فلينظر ما يتكلم به, فإن الإمام يسمع الكلام في بطن أمه, فإذا هي وضعته سطع لها نور ساطع إلى السماء وسقط, وفي عضده الأيمن مكتوب‏ {وتمت‏ كلمة ربك‏ صدقا وعدلا لا مبدل‏ لكلماته‏ وهو السميع‏ العليم‏} فإذا هو تكلم رفع الله له عمودا ويشرف به على الأرض يعلم به أعمالهم. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن سيف بن عميرة, عن إسحاق بن عمار قال: قال أبو عبد الله ×:‏ الإمام يسمع الصوت في بطن أمه, فإذا سقط إلى الأرض كتب على عضده الأيمن‏ {وتمت‏ كلمة ربك‏ صدقا وعدلا لا مبدل‏ لكلماته‏ وهو السميع‏ العليم}‏ فإذا ترعرع نصب له عمود من نور من السماء إلى الأرض يرى به أعمال العباد. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسن بن محبوب, عن صالح بن سهل الهمداني وغيره, رواه عن يونس بن ظبيان, عن أبي عبد الله × قال: إذا أراد الله أن يقبض روح إمام ويخلق من بعده إماما أنزل قطرة من ماء تحت العرش إلى الأرض فيلقيها على ثمرة أو على بقلة, فيأكل تلك الثمرة أو تلك البقلة الإمام الذي يخلق الله منه نطفة الإمام الذي يقوم من بعده, قال: فيخلق الله من تلك القطرة نطفة في الصلب, ثم يصير إلى الرحم, فيمكث فيها أربعين ليلة, فإذا مضى له أربعون ليلة سمع الصوت, فإذا مضى له أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏}, فإذا خرج إلى الأرض أوتي الحكمة وزين بالعلم والوقار وألبس الهيبة وجعل‏ له مصباح من نور يعرف به الضمير ويرى به أعمال العباد. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن الحسين, عن موسى بن سعدان, عن عبد الله بن القاسم, عن الحسن بن راشد قال: سمعت أبا عبد الله × يقول‏: إن الله تبارك وتعالى إذا أحب أن يخلق الإمام أمر ملكا أن يأخذ شربة من ماء تحت العرش فيسقيها إياه, فمن ذلك يخلق الإمام, ويمكث أربعين يوما وليلة في بطن أمه لا يسمع الصوت ثم يسمع بعد ذلك الكلام, فإذا ولد بعث ذلك الملك فيكتب بين عينيه‏ {وتمت‏ كلمة ربك‏ صدقا وعدلا لا مبدل‏ لكلماته‏ وهو السميع‏ العليم‏}, فإذا مضى الإمام الذي كان من قبله رفع لهذا منارا من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق, فبهذا يحتج الله على خلقه. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا الهيثم بن أبي المسروق, عن محمد بن فضيلة, عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر × يقول: إن الإمام منا يسمع الكلام في بطن أمه, فإذا وقع على الأرض بعث الله ملكا فكتب على عضده‏ {وتمت‏ كلمة ربك‏ صدقا وعدلا لا مبدل‏ لكلماته‏ وهو السميع‏ العليم‏} ثم يرفع له عمودا من نور يرى به أعمال العباد. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد, عن مقاتل, عن الحسين بن أحمد المنقري, عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد الله × يقول‏: إن الله إذا أراد خلق إمام أنزل قطرة من تحت عرشه على بقلة من بقل الأرض أو ثمرة من ثمارها, فأكل منها الإمام فتكون نطفة من تلك القطرة, فإذا مكث في بطن أمه أربعين يوما سمع الصوت, فإذا تمت له أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏} فإذا وضعته أمه على الأرض زين بالحكمة وجعل له مصباح من نور يرى به أعمالهم. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن الحسين, عن أبي الحسين‏ أحمد بن الحصين الحسيني والمختار بن زياد جميعا, عن علي بن أبي سكينة, عن بعض رجاله, عن إسحاق بن عمار قال: دخلت على أبي عبد الله × أودعه فقال: اجلس, شبه المغضب ثم قال: يا إسحاق كأنك ترى أنا من هذا الخلق, أما علمت أن الإمام منا بعد الإمام يسمع في بطن أمه, فإذا وضعته أمه كتب الله على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏} فإذا شب وترعرع نصب له عمود من السماء إلى الأرض ينظر به إلى أعمال‏ العباد. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن الحسين, عن أبيه, عن عبد الرحمن بن أبي نجران, عن الحسين بن أحمد المنقري, عن يونس, عن أبي عبد الله ×, قال: سمعت أبا عبد الله × يقول:‏ إن الله إذا أراد خلق إمام أنزل قطرة من تحت عرشه على بقلة من بقل الأرض أو ثمرة من ثمارها, فأكلها الإمام الذي يكون منه الإمام, فكانت النطفة من تلك القطرة, فإذا مكث في بطن أمه أربعين يوما سمع الصوت فإذا مضى أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏} فإذا سقط من بطن أمه أوتي الحكمة وجعل له مصباح يرى به أعمالهم. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن محمد بن سنان, عن خالد الجوائي, عن أحدهما ‘ قال: إن الإمام ليسمع الصوت في بطن أمه, فإذا فصل من أمه كتب على عضده الأيمن‏ {وتمت‏ كلمة ربك‏ صدقا وعدلا لا مبدل‏ لكلماته‏ وهو السميع‏ العليم‏} فإذا قضيت إليه الأمور رفع له عمود من نور يرى به أعمال الخلائق. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا معاوية بن حكيم عن أبي داود المسترق, عن محمد بن مروان, عن أبي عبد الله × قال: إن الإمام يسمع الصوت في بطن أمه, فإذا بلغ أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته‏} فإذا وضعته‏ سطع له نور ما بين‏ السماء والأرض, فإذا درج رفع له عمود من نور يرى به ما بين المشرق والمغرب. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عبد الله بن عامر, عن أبي عبد الله البرقي, عن الحسن بن عثمان, عن محمد بن فضل,‏ عن أبي حمزة الثمالي قال: قال أبو جعفر ×: إن الإمام منا ليسمع الكلام في بطن أمه, حتى إذا سقط على الأرض أتاه ملك فيكتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏} حتى إذا شب رفع الله له عمودا من نور يرى فيه الدنيا وما فيها لا يستر عنه منها شي‏ء. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن علي بن حديد, عن جميل بن دراج قال: روى غير واحد من أصحابنا, أنه قال: لا تتكلموا في الإمام, فإن الإمام يسمع الكلام وهو في بطن أمه, فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم} فإذا قام بالأمر رفع له في كل بلدة منار ينظر منه إلى أعمال العباد.  

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عمران بن موسى, عن أيوب بن نوح, عن عبد السلام بن سالم, عن الحسين, عن يونس بن ظبيان, عن أبي عبد الله × قال: إن الإمام يسمع في بطن أمه, فإذا ولد خط على منكبيه خط, ثم قال هكذا بيده, فذلك قول الله تعالى‏ {وتمت‏ كلمة ربك‏ صدقا وعدلا لا مبدل‏ لكلماته‏} وجعل له في كل قرية عمود من نور يرى به ما يعمل أهلها فيها. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن أحمد بن محمد, عن ابن محبوب, عن الربيع بن محمد المسلي, عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن الإمام ليسمع في بطن أمه, فإذا ولد خط بين كتفيه {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}, فإذا صار الأمر إليه جعل الله له عمودا من نور يبصر به ما يعمل أهل كل بلدة. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عمار بن يونس, عن أيوب بن نوح, عن العباس بن عامر الربيع بن محمد المسلمي, عن محمد بن مروان قال: قال أبو عبد الله ×: يا محمد إن الإمام يسمع الصوت في بطن أمه, فإذا ولد خط على منكبه خط, ثم قال هكذا بيده, وذلك قول الله‏ {وتمت‏ كلمة ربك‏ صدقا وعدلا لا مبدل‏ لكلماته‏ وهو السميع‏ العليم‏}. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسن بن علي الخزاز, عن الحسين بن أحمد المنقري, عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد الله × يقول:‏ إذا أراد الله أن يحبل بإمام أوتي بسبع ورقات من الجنة فأكلهن قبل أن يقع, فإذا وقع في الرحم سمع الكلام في بطن أمه, فإذا وضعته رفع له عمود من نور فيما بين السماء والأرض, وكتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏}. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد بن‏ عمرو بن عبد العزيز, عن الحميري‏, عن يونس بن ظبيان قال: قال أبو عبد الله ×: {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}‏ ثم قال: هذا حرف في الأئمة خاصة, ثم قال: يا يونس إن الإمام يخلقه الله بيده لا يليه أحد غيره وهو جعله يسمع ويرى في بطن أمه, حتى إذا صار إلى الأرض خط بين كتفيه‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع‏ العليم‏}. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عباد بن سليمان, عن محمد بن سليمان الديلمي, عن أبيه, عن أبي عبد الله ×: إذا استقرت نطفة الإمام في الرحم أربعين ليلة نصب الله له عمودا من نور في بطن أمه, فإذا تم له أربعة أشهر في بطن أمه أتاه ملك يقال له: حيوان, فيكتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏}. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عمران بن موسى, عن محمد بن الحسين, عن عيسى بن هشام, عن الحسين بن يونس, عن أبي عبد الله × قال: إذا أراد الله أن يخلق إماما أخذ الله بيده شربة من تحت عرشه, فدفعه إلى ملك من ملائكته فأوصلها إلى الإمام, فكان الإمام من بعده منها, فإذا مضت عليه أربعون يوما سمع الصوت وهو في بطن أمه, فإذا ولد أوتي الحكمة, وكتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏}, فإذا كان الأمر يصل إليه أعانه الله بثلاث مائة وثلاثة عشر ملكا, بعدد أهل بدر, وكانوا معه, ومعهم سبعون رجلا واثنا عشر نقيبا, فأما السبعون فيبعثهم إلى الآفاق يدعون الناس إلى ما دعوا إليه, ويجعل الله له في كل موضع مصباحا يبصر به أعمالهم. 

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن الوشاء, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: حججنا مع أبي عبد الله × في السنة التي ولد فيها ولده موسى ×, فلما نزلنا الأبواء وضع لنا الغداء وكان إذا وضع الطعام لأصحابه أكثره وأطابه, قال: فبينا نحن نأكل إذ أتاه رسول حميدة فقال: إن حميدة تقول لك: إني قد أنكرت نفسي وقد وجدت ما كنت أجد إذا حضرتني ولادتي, وقد أمرتني أن لا أسبقك بابني هذا, قال: فقام أبو عبد الله × فانطلق مع الرسول, فلما انطلق قال له أصحابه: سرك الله وجعلنا فداك ما صنعت حميدة؟ قال: قد سلمها الله وقد وهب لي غلاما وهو خير من برأ الله في خلقه, ولقد أخبرتني حميدة ظنت أني لا أعرفه, ولقد كنت أعلم به منها, فقلت: وما أخبرتك به حميدة عنه؟ فقال: ذكرت أنه لما سقط من بطنها سقط واضعا يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء, فأخبرتها أن تلك أمارة رسول الله | وأمارة الوصي من بعده, فقلت: وما هذا من علامة رسول الله | وعلامة الوصي من بعده؟ فقال ×: يا أبا محمد إنه لما أن كانت الليلة التي علقت فيها بابني هذا المولود أتاني آت فسقاني كما سقاهم وأمرني بمثل الذي أمرهم به, فقمت بعلم الله مسرورا بمعرفتي ما يهب الله‏ لي, فجامعت فعلقت بابني هذا المولود, فدونكم فهو والله صاحبكم من بعدي, إن نطفة الإمام مما أخبرتك فإنه إذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وأنشأ فيه الروح بعث الله تبارك وتعالى إليه ملكا يقال له حيوان يكتب في عضده الأيمن {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته‏}, فإذا وقع من بطن أمه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء, فلما وضع يده على الأرض فإن مناديا يناديه من بطنان العرش من قبل رب العزة من الأفق الأعلى باسمه واسم أبيه: يا فلان بن فلان اثبت مليا لعظيم خلقتك, أنت صفوتي من خلقي وموضع سري وعيبة علمي وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي, ولمن تولاك أوجبت رحمتي ومنحت جناني وأحللت جواري, ثم وعزتي لأصلين من عاداك أشد عذابي وإن أوسعت عليهم في الدنيا من سعة رزقي, قال: فإذا انقضى صوت المنادي أجابه هو وهو واضع يده على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ويقول:‏ {شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم‏} فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأول والعلم الآخر, واستحق زيارة الروح في ليلة القدر, قلت: والروح ليس هو جبرئيل؟ قال: لا, الروح خلق أعظم من جبرئيل, إن جبرئيل من الملائكة وإن الروح خلق أعظم من الملائكة, أليس يقول الله تبارك وتعالى‏ {تنزل الملائكة والروح‏}. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن أحمد, عن محمد بن موسى, عن محمد بن أسد الخزاز, عن محمد بن إسماعيل, عن عبد الله الخراساني مولى جعفر بن محمد, عن بنان الجوزي, عن إسحاق القمي قال: قلت لأبي جعفر ×: جعلت فداك ما قدر الإمام؟ قال: يسمع في بطن أمه, فإذا وصل إلى الأرض كان على منكبه الأيمن مكتوبا {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏} ثم يبعث أيضا له عمودا من نور تحت بطنان العرش إلى الأرض يرى فيه أعمال الخلائق كلها, ثم يتشعب له عمود آخر من عند الله إلى أذن الإمام كلما احتاج إلى مزيد أفرغ فيه إفراغا. 

 

* السيد هاشم البحراني في حلية الأبرار, الحسين بن حمدان الحضيني‏ في هدايته قال: حدثني هارون‏ بن مسلم بن سعدان البصري، ومحمد بن أحمد البغدادي‏، وأحمد بن إسحاق، وسهل بن زياد الأدمي وعبد الله بن جعفر، عن عدة من المشايخ الثقات الذين كانوا مجاورين للإمامين ‘, عن سيدنا أبي الحسن وأبي محمد ‘ قال: إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق الإمام أنزل قطرة من ماء الجنة في ماء من‏ المزن, فتسقط في ثمار الأرض‏ فيأكلها الحجة في الزمان, فإذا استقرت في الموضع الذي تستقر فيه فيمضي له أربعون يوما يسمع الصوت، فإذا تمت له أربعة أشهر وقد كتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏}, فاذا ولد قام بأمر الله ورفع له عمود من نور في كل مكان ينظر فيه إلى الخلائق وأعمالهم, وينزل أمر الله إليه في ذلك العمود نصب عينيه حيث تولى ونظر. 

 

* علي بن الحسين المسعودي في إثبات الوصية, عن العالم × انه قال: لما أراد الله عز وجل أن يظهر سيدنا محمدا | أنزل قطرة من تحت العرش فألقاها على ثمرة من ثمار الأرض فأكلها أبوه, فلما واقع آمنة وصارت في الموضع الذي خلقه الله جل وعلا فيه ومضى لها أربعون يوما سمع الصوت في بطن امه, فلما مضى له أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم}، فلما ظهر بأمر الله جل وعز رفع له في كل بلدة عمود من نور ينظر به الى أعمال العباد. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن علي بن حديد, عن منصور بن يونس, عن يونس بن ظبيان قال: سمعت أبا عبد الله × يقول:‏ إن الله عز وجل إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكا فأخذ شربة من ماء تحت العرش, ثم أوقعها أو دفعها إلى الإمام فشربها, فيمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ثم يسمع الكلام بعد ذلك, فإذا وضعته أمه بعث الله إليه ذلك الملك الذي أخذ الشربة فكتب على عضده الأيمن‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته‏}, فإذا قام بهذا الأمر رفع الله له في كل بلدة منارا ينظر به إلى أعمال العباد. 

 

* قطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح, عن محمد بن سنان, عن الباقر ×: أن للإمام عشر دلائل: أولها أنه يولد مختونا, وثانيها أول ما يقع على الأرض ينظر إلى السماء ويشهد الشهادتين, وثالثها أنه على عضده الأيمن مكتوب‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم‏}, ورابعها أنه لا يتمطى,‏ وخامسها أنه لا يتثاءب, وسادسها أنه لا يحتلم أبدا والشيطان لا يقربه, وسابعها أن رائحة نجوه‏ مثل المسك والأرض تستره بابتلاعه كله, وثامنها أنه لا يكون له ظل إذا قام في الشمس لأنه نور من النور ليس له ظل, وتاسعها أنه يختم على الحجر مثل ما كان يفعل آباؤه, وعاشرها أنه يكون مستجاب الدعوة. 

 

* الحافظ رجب البرسي في مشارق أنوار اليقين، طارق بن شهاب, عن أمير المؤمنين × أنه قال: يا طارق الإمام كلمة الله وحجة الله ووجه الله ونور الله وحجاب الله وآية الله, يختاره الله ويجعل فيه ما يشاء ويوجب له بذلك الطاعة والولاية على جميع خلقه, فهو وليه في سماواته وأرضه, أخذ له بذلك العهد على جميع عباده, فمن تقدم عليه كفر بالله من فوق عرشه, فهو يفعل ما يشاء وإذا شاء الله شاء, ويكتب على عضده‏ {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا}, فهو الصدق والعدل, وينصب له عمود من نور من الأرض إلى السماء يرى فيه أعمال العباد, ويلبس الهيبة وعلم الضمير ويطلع على الغيب‏, ويعطى التصرف على الإطلاق, ويرى ما بين المشرق والمغرب فلا يخفى‏ عليه شي‏ء من عالم الملك والملكوت‏. 

 

بمصادر العامة:

 

عن الإمامين الهادي والعسكري ‘: إن الله تبارك وتعالى إذا أراد أن يخلق الامام أنزل قطرة من ماء الجنة في ماء المزن، فتسقط في ثمار الأرض وبقلتها، فيأكلها أبو الامام وتكونت نطفته منها فإذا استقرت النطفة في الرحم، فيمضي لها أربعة أشهر يسمع الصوت، وكتب على عضده {وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم} فإذا ولد قام بأمر الله، ورفع له عمود من نور ينظر منه الخلائق وأعمالهم وسرائرهم، والعمود نصبت بين عينه حيث تولى ونظر. 

 

{أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون} (122)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن محمد بن إسماعيل, عن منصور بن يونس, عن بريد قال: سمعت أبا جعفر × يقول‏ في قول الله تبارك وتعالى {أومن‏ كان‏ ميتا فأحييناه‏ وجعلنا له‏ نورا يمشي‏ به‏ في‏ الناس}‏ فقال: ميت لا يعرف شيئا و{نورا يمشي‏ به‏ في‏ الناس}‏ إماما يؤتم به {كمن‏ مثله‏ في‏ الظلمات‏ ليس‏ بخارج‏ منها} قال: الذي لا يعرف الإمام. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بريد العجلي, عن أبي جعفر ×, قال: قال‏ {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس‏} قال: الميت الذي لا يعرف هذا الشأن، قال: أتدري ما يعني‏ {ميتا}؟ قال: قلت: جعلت فداك لا, قال: الميت الذي لا يعرف شيئا {فأحييناه‏} بهذا الأمر، {وجعلنا له نورا يمشي به في الناس}‏، قال: إماما يأتم به، قال: {كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} قال: كمثل هذا الخلق الذي لا يعرفون الإمام‏. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بريد العجلي قال:‏ سألت أبا جعفر × عن قول الله {أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس} قال: الميت الذي لا يعرف هذا الشأن، يعني هذا الأمر {وجعلنا له نورا} إماما يأتم به يعني علي بن أبي طالب ×، قلت: فقوله: {كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها} فقال بيده هكذا, هذا الخلق الذي لا يعرفون شيئا. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, قال الصادق ×‏ {أومن كان ميتا} عنا {فأحييناه}‏ بنا. 

 

{وإذا جاءتهم آية قالوا لن نؤمن حتى نؤتى مثل ما أوتي رسل الله الله أعلم حيث يجعل رسالته سيصيب الذين أجرموا صغار عند الله وعذاب شديد بما كانوا يمكرون} (124)

 

* العلامة المجلسي في البحار, أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني, عن أبي شعيب ومحمد بن نصير, عن عمرو بن الفرات, عن محمد بن المفضل, عن المفضل بن عمر في حديث طويل بينه وبين الإمام الصادق ×, قال المفضل: يا مولاي‏ فإمامتكم ثابتة عند شيعتكم, ونحن نعلم أنكم اختيار الله في قوله‏ {نرفع درجات من نشاء} وقوله‏ {الله أعلم حيث يجعل رسالته}‏ وقوله‏ {إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}‏ قال ×: يا مفضل فأين نحن من هذه الآية؟ قال: يا مفضل قول الله تعالى: {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}‏ وقوله: {ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل‏} وقول إبراهيم: رب‏ {اجنبني وبني أن نعبد الأصنام}‏ وقد علمنا أن رسول الله | وأمير المؤمنين × ما عبدا صنما ولا وثنا ولا أشركا بالله طرفة عين, وقوله: {إذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين}‏ والعهد هو الإمامة. قال المفضل: يا مولاي لا تمتحني ولا تختبرني ولا تبتليني فمن علمكم علمت, ومن فضل الله عليكم أخذت, قال: صدقت يا مفضل‏. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن صفوان, عن ابن سنان قال: سمعته × يقول‏: أنتم أحق الناس بالورع, عودوا المرضى وشيعوا الجنائز، إن الناس ذهبوا كذا وكذا وذهبتم حيث ذهب الله، {الله أعلم حيث يجعل رسالته‏}. 

 

* الأصول الستة عشر, جعفر, عن ابى الصباح, عن ابى عبد الله × قال‏: نظرتم حيث نظر الله, واخترتم حيث اختار الله, واحببتمونا وابغضنا الناس, ووصلتمونا وقطعنا الناس, انتم والله شيعتنا, وانتم شيعة رسول الله |, وهو والله قول الله‏ {الله أعلم حيث يجعل رسالته‏}. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, جعفر بن أحمد معنعنا, عن زيد بن علي‏ × قال: أيها الناس إن الله بعث في كل زمان خيرة ومن كل خيرة منتجبا حبوة منه قال:‏ {الله أعلم حيث يجعل رسالته}‏ فلم يزل الله يتناسخ خيرته حتى أخرج محمدا | من أفضل تربة وأطهر عترة أخرجت للناس, فلما قبض محمدا | افتخرت قريش على سائر الأنبياء بأن محمدا | كان قرشيا, ودانت العجم للعرب بأن محمدا | كان عربيا, حتى ظهرت الكلمة وتمت النعمة, فاتقوا الله عباد الله وأجيبوا إلى الحق وكونوا أعوانا لمن دعاكم إليهم, ولا تأخذوا سنة بني إسرائيل كذبوا أنبياءهم وقتلوا أهل بيت نبيهم. 

 

{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون} (125)

 

* الحميري القمي في قرب الإسناد, أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر, عن الإمام الرضا × في كتاب له: ولعمري ما يسمع الصم ولا يهدي العمي إلا الله‏ {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون} {إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين‏} قد قال أبو جعفر ×: لو استطاع الناس لكانوا شيعتنا أجمعين, ولكن الله تبارك وتعالى أخذ ميثاق شيعتنا يوم أخذ ميثاق النبيين‏. 

 

{ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين}(144)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, حذيفة بن اليمان, عن النبي | في خبر: أن الله فرض على الخلق خمسة فأخذوا أربعة وتركوا واحدا, فسئل عن ذلك قال: الصلاة والصوم والزكاة والحج, قالوا: فما الواحد الذي تركوا؟ قال: ولاية علي بن أبي طالب ×, قالوا: هي واجبة من الله؟ قال: نعم, قال الله تعالى: {فمن‏ أظلم‏ ممن‏ افترى‏ على‏ الله‏ كذبا} الآيات. 

 

{قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} (149)

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن الحسين بن سعيد وأبي عبد الله البرقي, عن أبي طالب, عن سدير قال: قلت: جعلت فداك ما أنتم؟ قال: نحن خزان الله على علم الله, ونحن تراجمة وحي الله,  نحن {الحجة البالغة} على‏ من‏ دون‏ السماء فوق الأرض. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد, عن البرقي, عن أبي طالب, عن سدير, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: نحن خزان علم الله, نحن تراجمة أمر الله, نحن قوم معصومون أمر الله‏ تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا, نحن {الحجة البالغة} على‏ من‏ دون‏ السماء وفوق الأرض. 

 

* الحر العاملي في إثباة الهداة, عن أمير المؤمنين ×‏ في حديث قال: لن يؤمن بالله إلا من آمن برسوله وحججه في أرضه, قال الله تعالى: {من يطع الرسول فقد أطاع الله‏}, وما كان الله ليجعل لجوارح الجسد إماما في جسده ينفي عنها الشكوك ويثبت لها اليقين، ويهمل في ذلك الحجج, وهو قوله تعالى: {فلله الحجة البالغة}. 

 

{قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون} (151)

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثني محمد بن عبد الله قال: حدثني علي بن حسان, عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله × قال: إن الكبائر سبع فينا نزلت ومنا استحلت, فأولها الشرك بالله العظيم, وقتل النفس‏ {التي حرم الله},‏ وأكل مال اليتيم, وعقوق الوالدين, وقذف المحصنات, والفرار من الزحف, وإنكار حقنا. وأما الشرك بالله: فقد أنزل الله فينا ما أنزل, وقال رسول الله | فينا ما قال, فكذبوا الله وكذبوا رسوله فأشركوا بالله عز وجل. وأما قتل النفس‏ {التي حرم الله}‏: فقد قتلوا الحسين بن علي × وأصحابه. وأما أكل مال اليتيم: فقد ذهبوا بفيئنا الذي جعله الله لنا, فأعطوه غيرنا. وأما عقوق الوالدين: فقد أنزل الله عز وجل في كتابه‏ {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}‏ فعقوا رسول الله | في ذريته, وعقوا أمهم خديجة ÷ في ذريتها. وأما قذف المحصنة: فقد قذفوا فاطمة ÷ على منابرهم‏. وأما الفرار من الزحف: فقد أعطوا أمير المؤمنين × بيعتهم طائعين غير مكرهين ففروا عنه وخذلوه. وأما إنكار حقنا فهذا مما لا يتنازعون فيه. 

 

* الشيخ الطوسي في التهذيب, أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الحافظ الهمداني, عن أبي جعفر محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري قال: حدثنا الحسن بن علي بن زياد وهو الوشاء الخزاز وهو ابن بنت إلياس وكان وقف ثم رجع فقطع, عن عبد الكريم بن عمر الخثعمي, عن عبد الله بن أبي يعفور ومعلى بن خنيس, عن أبي الصامت, عن أبي عبد الله × قال: أكبر الكبائر سبع: الشرك بالله العظيم, وقتل النفس‏ {التي حرم الله} عز وجل‏ {إلا بالحق}, وأكل أموال اليتامى, وعقوق الوالدين, وقذف المحصنات, والفرار من الزحف, وإنكار ما أنزل الله عز وجل. فأما الشرك بالله العظيم: فقد بلغكم ما أنزل الله فينا, وما قال رسول الله |, فردوه على الله وعلى رسوله. وأما قتل النفس الحرام: فقتل الحسين × وأصحابه. وأما أكل أموال اليتامى: فقد ظلمنا فيئنا وذهبوا به. ‏وأما عقوق الوالدين: فإن الله عز وجل قال في كتابه: {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم},‏ وهو أب لهم فعقوه في ذريته وفي قرابته. وأما قذف المحصنات: فقد قذفوا فاطمة ÷ على منابرهم. وأما الفرار من الزحف: فقد أعطوا أمير المؤمنين × البيعة طائعين غير مكرهين ثم فروا عنه وخذلوه. وأما إنكار ما أنزل الله عز وجل: فقد أنكروا حقنا وجحدوا له, وهذا مما لا يتعاجم فيه أحد, والله يقول‏ {إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما}. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, الفردوس, قال علي ×: قال النبي |:‏ إنا أهل بيت قد أذهب الله عنا {الفواحش ما ظهر منها وما بطن‏}. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, عن الصادقين عليهم السلام‏ في زيارة جامعة: فأنا أشهد الله خالقي وأشهد ملائكته وأنبياءه وأشهدكم يا موالي بأني مؤمن بولايتكم، معتقد لإمامتكم، مقر بخلافتكم، عارف بمنزلتكم، مؤمن بعصمتكم، خاضع لولايتكم، متقرب إلى الله بحبكم وبالبراءة من أعدائكم، عالم بأن الله قد طهركم من {الفواحش ما ظهر منها وما بطن}، ومن كل ريبة ونجاسة ودنية ورجاسة. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال محمد بن العباس‏: حدثنا عبد العزيز بن يحيى, عن محمد بن زكريا, عن جعفر بن محمد بن عمارة قال: حدثني أبي, عن جعفر بن محمد, عن أبيه عليهم السلام قال: قال علي بن أبي طالب ×:‏ إن الله عز وجل فضلنا أهل البيت, وكيف لا يكون كذلك والله عز وجل يقول في كتابه: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} فقد طهرنا الله من {الفواحش‏ ما ظهر منها وما بطن}‏ فنحن على منهاج الحق. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا القاسم بن الربيع الوراق, عن محمد بن سنان, عن صباح المدائني, عن المفضل‏ أنه كتب إلى أبي عبد الله × فجاءه هذا الجواب من أبي عبد الله ×: - الى أن قال - لم يبعث الله نبيا قط إلا بالبر والعدل والمكارم ومحاسن الأعمال, والنهي عن {الفواحش‏ ما ظهر منها وما بطن}‏, فالباطن منه ولاية أهل الباطل, والظاهر منه فروعهم‏. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد بن عبد الله, عن إبراهيم بن إسحاق, عن عبد الله بن حماد, عن ابن مسكان, عن أبي عبد الله × قال: نحن‏ أصل‏ كل‏ خير ومن فروعنا كل بر, فمن البر التوحيد والصلاة والصيام وكظم الغيظ والعفو عن المسي‏ء ورحمة الفقير وتعهد الجار والإقرار بالفضل لأهله, وعدونا أصل كل شر ومن فروعهم كل قبيح وفاحشة, فمنهم الكذب والبخل والنميمة والقطيعة وأكل الربا وأكل مال اليتيم بغير حقه وتعدي الحدود التي أمر الله وركوب {الفواحش‏ ما ظهر منها وما بطن} والزنا والسرقة وكل ما وافق ذلك من القبيح, فكذب من زعم أنه معنا وهو متعلق بفروع غيرنا. 

 

* محمد بن جرير الطبري الكبير في المسترشد, روى يزيد بن هارون, عن المسعودي, عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنا عند رسول الله |، وأصحابه عنده حفل مجتمعون، وفيهم علي بن أبي طالب ×, فخط رسول الله | خطا بين يديه، وخطا إلى جانبه فقال: هذا السبيل - وأشار إلى علي × - وهذه السبل - وأشار إليهم -‏ {فتفرق بكم عن سبيله} -‏ وأشار إليه × -‏ {ذلكم‏ وصاكم‏ به‏} - وأشار إلى السماء - {لعلكم‏ تعقلون}‏. 

 

{وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}(153)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, أخبرنا حسن بن علي, عن أبيه, عن الحسين بن سعيد, عن محمد بن سنان, عن أبي خالد القماط, عن أبي بصير, عن أبي جعفر × في قوله {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله‏}, قال: نحن السبيل فمن أبى فهذه السبل فقد كفر، ثم قال‏ {ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون}‏ يعني كي تتقوا. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بريد العجلي, عن أبي جعفر × قال:‏ {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله‏} قال: أتدري ما يعني ب{صراطي مستقيما}؟ قلت: لا، قال: ولاية علي والأوصياء، قال: وتدري ما يعني‏ {فاتبعوه‏}؟ قال: قلت: لا, قال: يعني علي بن أبي طالب ×، قال: وتدري ما يعني {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}؟ قلت: لا، قال: ولاية فلان وفلان والله، قال: وتدري ما يعني {فتفرق بكم عن سبيله}؟ قلت: لا, قال: يعني سبيل علي ×‏. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سعد, عن أبي جعفر ×‏ {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه‏} قال: آل محمد | الصراط الذي دل عليه‏. 

 

* محمد بن جرير الطبري الكبير في المسترشد, روى يزيد بن هارون, عن المسعودي, عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مسعود، قال: كنا عند رسول الله |، وأصحابه عنده حفل مجتمعون، وفيهم علي بن أبي طالب ×, فخط رسول الله | خطا بين يديه، وخطا إلى جانبه فقال: هذا السبيل - وأشار إلى علي × - وهذه السبل - وأشار إليهم -‏ {فتفرق بكم عن سبيله} -‏ وأشار إليه × -‏ {ذلكم‏ وصاكم‏ به‏} - وأشار إلى السماء - {لعلكم‏ تعقلون}‏. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا عمران بن موسى, عن موسى بن جعفر, عن علي بن أسباط, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة الثمالي, عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل‏ {وأن‏ هذا صراطي‏ مستقيما فاتبعوه}‏ قال: هو والله علي × الميزان والصراط. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, إبراهيم الثقفي بإسناده إلى أبي برزة الأسلمي قال: قال رسول الله |:‏ {وأن‏ هذا صراطي‏ مستقيما فاتبعوه‏ ولا تتبعوا السبل‏ فتفرق‏ بكم}‏ قال: سألت الله أن يجعلها لعلي × ففعل. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, جابر بن عبد الله‏, أن النبي | هيأ أصحابه عنده, إذ قال - وأشار بيده إلى علي × - هذا صراط مستقيم‏ {فاتبعوه}‏ الآية. 

 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, عن أبي عبد الله ×‏ في قوله تعالى‏ {ولا تتبعوا السبل}:‏ نحن السبيل لمن اقتدى بنا, ونحن الهداة إلى الجنة, ونحن عرى الإسلام. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, قال أبو عبد الله ×‏ وقد ذكر عنده الحسين ×:‏ {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم}‏ وقال عز وجل:‏ {وأن هذا صراطي مستقيما} وقال {وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين}‏ أي الأئمة. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا, عن حمران قال: سمعت أبا جعفر × يقول في قول الله تعالى‏ {وأن‏ هذا صراطي‏ مستقيما فاتبعوه‏ ولا تتبعوا السبل‏ فتفرق‏ بكم‏ عن‏ سبيله‏ ذلكم‏ وصاكم‏ به‏ لعلكم‏ تتقون}‏ قال: علي بن أبي طالب × والأئمة من ولد فاطمة ÷ هم صراط الله, فمن أباهم سلك السبل‏. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا, عن أبي مالك الأسدي قال: قلت لأبي جعفر × أسأله عن قول الله تعالى‏ {وأن‏ هذا صراطي‏ مستقيما فاتبعوه‏ ولا تتبعوا السبل}‏ إلى آخر الآية, قال: فبسط أبو جعفر × يده اليسار ثم دور فيها يده اليمنى, ثم قال: نحن صراطه المستقيم {فاتبعوه‏ ولا تتبعوا السبل‏ فتفرق‏ بكم‏ عن‏ سبيله}‏ يمينا وشمالا ثم خط بيده. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, فرات بن إبراهيم, محمد بن الحسن بن إبراهيم معنعنا, عن أبي برزة قال: بينما نحن عند رسول الله | إذ قال - وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب × -‏ {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل‏} إلى آخر الآية, فقال رجل: أليس إنما يعني الله فضل هذا الصراط على ما سواه؟ فقال النبي |: هذا جفاؤك يا فلان, أما قولك فضل الإسلام على ما سواه فكذلك, وأما قول الله‏ {هذا صراطي مستقيما} فإني قلت لربي مقبلا عن غزوة تبوك الأولى: اللهم إني جعلت عليا بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة له من بعدي, فصدق كلامي وأنجز وعدي واذكر عليا × كما ذكرت هارون, فإنك قد ذكرت اسمه في القرآن, فقرأ آية,  فأنزل تصديق قولي‏ {هذا صراط علي مستقيم} وهو هذا جالس عندي, فاقبلوا نصيحته واسمعوا قوله, فإنه من يسبني يسبه الله ومن سب عليا فقد سبني‏. 

 

* الشيخ عبد الله البحراني‏ في العوالم, عن أبي بصير, عن أبي جعفر الباقر × في حديث طويل: نحن جنب الله جل وعز، نحن صفوة الله، نحن خيرة الله، نحن امناء الله، نحن مستودع مواريث الأنبياء صلى الله عليهم، نحن حجج الله، نحن حبل الله المتين، نحن صراط الله المستقيم، قال الله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل}‏ نحن رحمة الله على المؤمنين، بنا يفتح الله وبنا يختم الله من تمسك بنا نجا، ومن تخلف عنا غوى، نحن القادة الغر المحجلين. ثم قال ×: فمن عرفنا وعرف حقنا، وأخذ بأمرنا، فهو منا وإلينا.

 

* العلامة المجلسي في زاد المعاد, روي بسند معتبر عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام‏ في زيارة أمير المؤمنين × يوم الغدير: وأشهد أنك المعني بقول العزيز الرحيم: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله‏}، ضل والله وأضل من اتبع سواك، وعند عن الحق‏ من عاداك. 

 

بمصادر العامة:

 

عن أبي بردة الأسلمي قال: قال رسول الله |:‏ {وأن‏ هذا صراطي‏ مستقيما فاتبعوه‏ ولا تتبعوا السبل‏ فتفرق‏ بكم}‏ قال: سألت الله أن يجعلها لعلي × ففعل. 

 

عن الحسن البصري أنه كان يقرأ الحرف {هذا صراط مستقيم}، قلت للحسن: وما معناه؟ فقال: هذا طريق علي بن أبي طالب × وذريته طريق ودين مستقيم، فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه. 

 

{هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون} (158)

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام العسكري ×: قال موسى بن جعفر ×‏ في حديث طويل: فقال له - لرسول الله | - الأعرابي: أخبرني عن التوبة, إلى متى تقبل؟ فقال رسول الله |: يا أخا العرب إن بابها مفتوح لابن آدم لا يسد حتى تطلع الشمس من مغربها، وذلك قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك، يوم يأتي بعض آيات ربك‏} وهو طلوع الشمس من مغربها {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن القاسم بن محمد, عن سليمان بن داود المنقري, عن حفص بن غياث, عن أبي عبد الله, عن أبي جعفر ‘ في حديث طويل: لن تضع الحرب أوزارها حتى تطلع الشمس من مغربها, فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلهم في ذلك اليوم، فيومئذ {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا}. 

 

* الشيخ الصدوق في التوحيد, حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا أحمد بن يحيى, عن بكر بن‏ عبد الله بن حبيب قال: حدثني أحمد بن يعقوب بن مطر قال: حدثنا محمد بن الحسن بن عبد العزيز الأحدب الجند بنيسابور قال: وجدت في كتاب أبي بخطه: حدثنا طلحة بن يزيد, عن عبيد الله بن عبيد, عن أبي معمر السعداني‏, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: {يوم‏ يأتي‏ بعض‏ آيات‏ ربك‏ لا ينفع‏ نفسا إيمانها لم‏ تكن‏ آمنت‏ من‏ قبل‏ أو كسبت‏ في‏ إيمانها خيرا} يعني من قبل أن تجي‏ء هذه الآية، وهذه الآية طلوع الشمس من مغربها. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة وحمران ومحمد بن مسلم, عن أبي جعفر وأبي عبد الله ‘‏ في قوله: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها} قال: طلوع الشمس من المغرب، وخروج الدابة والدجال، والرجل يكون مصرا ولم يعمل على‏ الإيمان ثم تجي‏ء الآيات فلا ينفعه إيمانه‏. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا أحمد بن محمد, عن علي بن الحكم, عن ربيع بن محمد المسلمي, عن عبد الله بن سليمان العامري, عن أبي عبد الله × قال: ما زالت الأرض إلا ولله الحجة يعرف الحلال والحرام ويدعو إلى سبيل الله, ولا ينقطع الحجة من الأرض إلا أربعين يوما قبل يوم القيامة, فإذا رفعت الحجة أغلق باب التوبة و{لا ينفع‏ نفسا إيمانها لم‏ تكن‏ آمنت‏ من قبل} أن ترفع الحجة, أولئك شرار من خلق الله وهم الذين عليهم تقوم القيامة. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن حمدان بن سليمان, عن عبد الله بن محمد اليماني, عن منيع بن الحجاج, عن يونس, عن هشام بن الحكم, عن أبي عبد الله ×‏ في قول الله عز وجل‏ {لا ينفع‏ نفسا إيمانها لم‏ تكن‏ آمنت‏ من‏ قبل}‏ يعني في الميثاق‏ {أو كسبت‏ في‏ إيمانها خيرا} قال: الإقرار بالأنبياء والأوصياء وأمير المؤمنين × خاصة, قال: لا ينفع إيمانها لأنها سلبت. 

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن الحسن بن محبوب, عن علي بن رئاب, عن أبي عبد الله × أنه قال في قول الله عز وجل‏ {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل‏} فقال: الآيات هم الأئمة, والآية المنتظرة هو القائم ×, فيومئذ {لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام. 

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن مسعود وحيدر بن محمد بن نعيم السمرقندي جميعا, عن محمد بن‏ مسعود العياشي قال: حدثني علي بن محمد بن شجاع, عن محمد بن عيسى, عن يونس بن عبد الرحمن, عن علي بن أبي حمزة, عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد ×‏ في قول الله عز وجل‏ {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} يعني خروج القائم × المنتظر منا, ثم قال ×: يا أبا بصير طوبى لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته, والمطيعين له في ظهوره, أولئك أولياء الله الذين‏ {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون‏}. 

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال: حدثنا الحسين بن معاذ قال: حدثنا قيس بن حفص قال: حدثنا يونس بن أرقم, عن أبي سيار الشيباني, عن الضحاك بن مزاحم, عن النزال بن سبرة, عن أمير المؤمنين × حديث طويل‏ يذكر فيه خروج الدجال وقاتله وفي آخره, يقول: خرج دابة من الأرض‏ من عند الصفا معها خاتم سليمان وعصى موسى ‘, تضع الخاتم على وجه كل مؤمن فيطبع فيه: هذا مؤمن حقا, وتضعه على وجه كل كافر فيكتب فيه: هذا كافر حقا، حتى ان المؤمن لينادي: الويل لك يا كافر، وان الكافر ينادى: طوبى لك يا مؤمن وددت انى اليوم مثلك فأفوز فوزا عظيما, ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله جل جلاله, وذلك بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة, فلا توبة تقبل ولا عمل يرفع و{لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} ثم قال ×: لا تسألونى عما تكون بعد هذا فانه عهد الى حبيبي رسول الله |ان لا أخبر به غير عترتي. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا, عن أبي جعفر × في قوله تعالى‏ {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها} إلى آخر الآية قال: يعني مودتنا ونصرتنا, قلت: إنما قدر الله منه باللسان واليدين والقلب, قال: يا خيثمة نصرتنا باللسان كنصرتنا بالسيف ونصرتنا باليدين أفضل,‏ يا خيثمة إن القرآن نزلت أثلاثا: فثلث فينا, وثلث في عدونا, وثلث فرائض وأحكام, ولو أن آية نزلت في قوم ثم ماتوا أولئك ماتت الآية إذا ما بقي من القرآن شي‏ء, إن القرآن يجري من أوله إلى آخره ما قامت السماوات والأرض, فلكل قوم آية يتلونها, يا خيثمة إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى‏ للغرباء, يا خيثمة سيأتي على الناس زمان لا يعرفون الله ما هو والتوحيد حتى يكون خروج الدجال وحتى ينزل عيسى بن مريم ‘ من السماء ويقتل الله الدجال على يديه, ويصلي بهم رجل منا أهل البيت, ألا ترى أن عيسى يصلي خلفنا وهو نبي؟ ألا ونحن أفضل منه. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, فيما خرج من الناحية إلى محمد الحميري: أشهد أنك حجة الله أنتم الأول والآخر, وأن رجعتكم حق لا ريب فيها, يوم {لا ينفع‏ نفسا إيمانها لم‏ تكن‏ آمنت‏ من‏ قبل‏ أو كسبت‏ في‏ إيمانها خيرا}. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, قول أمير المؤمنين ×: ما لله‏ آية أكبر مني‏‏. 

 

بمصادر العامة:

 

عن علي بن رباب، عن جعفر الصادق × في قوله تعالى: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنا منتظرون}. قال: الآيات الأئمة من أهل البيت، وبعض آيات ربك القائم المنتظر ×، فلا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل عند قيامه بالسيف، وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام. 

 

{من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون} (160)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا محمد بن سلمة قال: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثنا يحيى بن زكريا اللؤلؤي, عن علي بن حسان, عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله ×‏ في قوله: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} قال: هي للمسلمين عامة والحسنة الولاية, فمن عمل من حسنة كتبت له عشرا, فإن لم تكن له ولاية رفع عنه بما عمل من حسنة في الدنيا {وما له في الآخرة من خلاق}. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, قال محمد بن عيسى في رواية شريف, عن محمد بن علي × -‏ وما رأيت محمديا مثله قط -: الحسنة التي عنى الله ولايتنا أهل البيت، والسيئة عداوتنا أهل البيت‏. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة, عن أبي عبد الله × {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} قال: من ذكرهما فلعنهما كل غداة كتب الله له سبعين حسنة، ومحا عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات‏. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, ابن زاذان وأبو داود السبيعي, عن أبي عبد الله الجدلي:‏ قال أمير المؤمنين × في قوله‏ {من جاء بالحسنة فله خير منها} {ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها}: يا أبا عبد الله الحسنة حبنا والسيئة بغضنا. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, قال زيد بن علي وأبو عبد الله الجدلي: قال علي × {من‏ جاء بالحسنة} قال: حبنا, {ومن‏ جاء بالسيئة} قال: بغضنا. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, عن أبي عبد الله ×‏ في قوله تعالى‏ {من جاء بالحسنة} قال: الحسنة حبنا ومعرفة حقنا, والسيئة بغضنا وانتقاص حقنا. 

 

* ابن أبي الفتح الإربلي في كشف الغمة, قوله تعالى‏ {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} عن علي × قال: الحسنة حبنا أهل البيت, والسيئة بغضنا, من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار. 

 

* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, محمد بن زيد، عن أبيه، قال: سألت أبا جعفر × عن قول الله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}، أهي للمسلمين عامة؟ قال: الحسنة ولاية علي أمير المؤمنين ×. 

 

* أحمد بن محمد بن خالد البرقي في المحاسن, عن أبيه, عن النضر, عن يحيى الحلبي, عن ابن مسكان, عن زرارة قال: سئل أبو عبد الله × وأنا جالس عن قول الله عز وجل‏ {من‏ جاء بالحسنة فله‏ عشر أمثالها} يجري لهؤلاء ممن لا يعرف منهم هذا الأمر؟ فقال: إنما هذه للمؤمنين خاصة, قلت له: أصلحك الله أرأيت من صام وصلى واجتنب المحارم وحسن ورعه ممن لا يعرف ولا ينصب؟ فقال: إن الله يدخل أولئك الجنة برحمته. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, أبو علي الأشعري, عن محمد بن عبد الجبار, عن علي بن حديد, عن مرازم, عن أبي عبد الله ×‏ في حديث طويل: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} وجعلت الصلاة على رسول الله | بعشر حسنات. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا, عن أبي عبد الله ×,‏ أنه قرأ {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} فقال: إذا جاء بها مع الولاية فله عشر أمثالها, وإذا {جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها} وأما قوله‏ {من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون}‏ فالحسنة ولايتنا وحبنا {ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار} فهي بغضنا أهل البيت, لا يقبل الله لهم عملا ولا صرفا ولا عدلا وهم في نار جهنم‏ {لا يخرجون منها ولا يخفف عنهم العذاب‏}. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال: قال لي أبو عبد الله × في قول الله تعالى‏ {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها} فما الحسنة والسيئة؟ قال: قلت: أخبرني يا ابن رسول الله, قال: الحسنة الستر والسيئة إذاعة حديثنا. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره,حدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن أبي حنيفة سائق الحاج قال: سمعت عبد الله بن الحسين يقول‏ {وأحاطت به خطيئته}‏ قال: الإذاعة علينا حديثنا, {من‏ جاء بالحسنة} حبنا أهل البيت, والسيئة بغضنا أهل البيت. 

 

بمصادر العامة:

 

عن أبي عبد الله الجدلي قال دخلت على علي بن أبي طالب × فقال: يا أبا عبد الله ألا أنبئك بالحسنة التي من جاء بها أدخله الله الجنة، وبالسيئة التي من جاء بها أكبه الله في النار، ولم يقبل له معها عملا؟ قلت: بلى يا أمير المؤمنين, قال: الحسنة: حبنا، والسيئة: بغضنا. 

 

عن علي × في قوله تعالى: {من جآء بالحسنة فله عشر أمثالها}، قال: الحسنة حبنا أهل البيت، والسيئة بغضنا، من جاء بها أكبه الله على وجهه في النار. 

 

{قل أغير الله أبغي ربا وهو رب كل شي‏ء ولا تكسب كل نفس إلا عليها ولا تزر وازرة وزر أخرى ثم إلى ربكم مرجعكم فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون} (164)

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم, عن أبيه, عن عبد السلام بن صالح الهروي قال: قلت لأبي الحسن الرضا ×: يا بن رسول الله, ما تقول في حديث روى عن الصادق ×: أنه قال: إذا خرج القائم × قتل ذراري قتلة الحسين × بفعال آبائهم؟ فقال ×: هو كذلك فقلت: وقول الله عز وجل: {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ما معناه؟ قال: صدق الله في جميع أقواله, ولكن ذراري قتله الحسين × يرضون بأفعال آبائهم ويفتخرون بها, ومن رضى شيئا كان كمن اتاه, ولو أن رجلا قتل بالمشرق فرضى بقتله رجل في المغرب لكان الراضي عند الله عز وجل شريك القاتل, وإنما يقتلهم القائم × إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم قال: فقلت له: بأي شئ يبدأ القائم × منكم إذا قام؟ قال: يبدأ ببني شيبه فيقاطع أيديهم لأنهم سراق بيت الله عز وجل. 

 

* تفسير الإمام العسكري ×, قال الإمام العسكري ×: قال الباقر × حديث طويل ان على بن الحسين × كان يذكر حال من مسخهم الله قردة من بنى إسرائيل ويحكى قصتهم, وفيه: قال الباقر ×: فلما حدث على بن الحسين × بهذا الحديث قال له بعض من في مجلسه: يا ابن رسول الله كيف يعاتب الله ويوبخ هؤلاء الأخلاف على قبايح أتاها أسلافهم وهو يقول {ولا تزر وازرة وزر أخرى}، فقال زين العابدين ×: ان القرآن نزل بلغة العرب فهو يخاطب فيه أهل اللسان بلغتهم، يقول الرجل لتميمى قد أغار قومه على بلد وقتلوا من فيه: أغرتم على بلد كذا أو فعلتم كذا؟ ويقول العرب نحن فعلنا ببني فلان، ونحن سبينا آل فلان، ونحن خربنا بلد كذا لا يريد انهم باشروا ذلك، ولكن يريد هؤلاء بالعذل وأولئك بالامتحان ان قومهم فعلوا كذا، فقول الله عز وجل في هذه الآيات انما هو توبيخ لاسلافهم وتوبيخ العذل على هؤلاء الموجودين، لان ذلك هو اللغة التي نزل بها القرآن، ولان هؤلاء الأخلاف أيضا راضون بما فعل أسلافهم، مصوبون ذلك لهم، فجاز أن يقال أنتم فعلتم اى رضيتم قبيح فعلهم.