سورة الأنفال

سورة الأنفال

 

{يسئلونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين‏} (1)

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, الحسين بن سعيد معنعنا, عن زيد بن الحسن الأنماطي قال: سمعت أبان بن تغلب قال: سألت جعفر بن محمد × عن قول الله تعالى‏ {يسئلونك‏ عن‏ الأنفال‏ قل‏ الأنفال‏ لله‏ والرسول}‏ فيمن نزلت؟ قال: فينا والله نزلت خاصة, ما شركنا فيها أحد, قلت: فإن أبا الجارود روى عن زيد بن علي بن أبي طالب × أنه قال: الخمس لنا ما احتجنا إليه, فإذا استغنينا عنه فليس لنا أن نبني الدور والقصور, قال: فهو كما قال زيد, وإنما  سألت عن الأنفال فهي لنا خاصة. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن حفص بن البختري, عن أبي عبد الله × قال: الأنفال ما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب, أو قوم صالحوا, أو قوم أعطوا بأيديهم, وكل أرض خربة, وبطون الأودية, فهو لرسول الله | وهو للإمام من بعده, يضعه حيث يشاء. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, أبي, عن فضالة بن أيوب, عن أبان بن عثمان, عن إسحاق بن عمار قال:‏ سألت أبا عبد الله × عن الأنفال, فقال: هي القرى التي قد خربت وانجلى أهلها, فهي لله وللرسول, وما كان‏ للملوك‏ فهو للإمام‏. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن الثمالي قال‏: سألت أبا جعفر × عن قول الله: {يسئلونك عن الأنفال‏} قال: ما كان للملوك فهو للإمام‏. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بشير الدهان قال‏: كنا عند أبي عبد الله × والبيت غاص بأهله، فقال لنا: أحببتم وأبغضنا الناس, ووصلتم وقطعنا الناس, وعرفتم وأنكرنا الناس, وهو الحق، وإن الله اتخذ محمدا | عبدا قبل أن يتخذه رسولا، وإن عليا × عبد نصح لله فنصحه، وأحب الله فأحبه, وحبنا بين في كتاب الله، لنا صفو المال ولنا الأنفال، ونحن قوم فرض الله طاعتنا، وأنكم لتأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته, وقد قال رسول الله |: من مات وليس له إمام يأتم به فميتته جاهلية، فعليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي ×. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن داود بن فرقد قال‏: قلت لأبي عبد الله ×: بلغنا أن رسول الله | أقطع عليا × ما سقى الفرات, قال: نعم وما سقى الفرات، الأنفال أكثر ما سقى الفرات، قلت: وما الأنفال؟ قال: بطون الأوديةو ورءوس الجبال, والآجام والمعادن، وكل أرض لم يوجف عليها خيل ولا ركاب، وكل أرض ميتة قد جلا أهلها, وقطائع الملوك‏. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن بشير الدهان، قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن الله فرض طاعتنا في كتابه, فلا يسع الناس جهلنا، لنا صفو المال، ولنا الأنفال، ولنا كرائم القرآن. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي بصير قال: سمعت أبا جعفر × يقول: لنا الأنفال, قلت: وما الأنفال؟ قال: منها المعادن والآجام، وكل أرض لا رب لها، وكل أرض باد أهلها، فهي لنا. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا يعقوب بن يزيد, عن ابن أبي عمير, عن سيف بن عميرة, عن أبي الصباح الكناني قال: قال أبو عبد الله ×:‏ يا أبا الصباح, نحن قوم فرض الله طاعتنا, لنا الأنفال‏ ولنا صفو المال, ونحن الراسخون في العلم, ونحن المحسودون الذين قال الله‏ {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله‏}. 

 

* الشبخ الطوسي في التهذيب, علي بن الحسن بن فضال, عن محمد بن علي, عن أبي جميلة

وحدثني محمد بن الحسن, عن أبيه, عن أبي جميلة, عن محمد بن علي الحلبي, عن أبي عبد الله ×, قال: سألته عن الأنفال فقال: ما كان من الأرضين باد أهلها, وفي غير ذلك الأنفال هو لنا. 

 

* الشبخ الطوسي في التهذيب, سعد بن عبد الله, عن أبي جعفر, عن محمد بن خالد البرقي, عن إسماعيل بن سهل, عن حماد بن عيسى, عن حريز بن عبد الله, عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا عبد الله × يقول وسئل عن الأنفال, فقال: كل قرية يهلك أهلها أو يجلون عنها فهي نفل لله عز وجل, نصفها يقسم بين الناس ونصفها لرسول الله |, فما كان لرسول الله | فهو للإمام. 

 

* الشبخ الطوسي في التهذيب, سعد بن عبد الله, عن أبي جعفر, عن عثمان بن عيسى, عن سماعة بن مهران, قال: سألته عن الأنفال, فقال: كل أرض خربة أو شي‏ء كان للملوك فهو خالص للإمام, ليس للناس فيها سهم, وقال: ومنها البحرين لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب. 

 

* الشبخ الطوسي في التهذيب, علي بن الحسن, عن سندي بن محمد, عن علاء, عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر ×, قال: سمعته يقول: الفي‏ء والأنفال ما كان من أرض لم يكن فيها هراقة الدماء, وقوم صولحوا وأعطوا بأيديهم, وما كان من أرض خربة, أو بطون أودية, فهو كله من الفي‏ء, فهذا لله ولرسوله |, فما كان لله فهو لرسوله | يضعه حيث شاء, وهو للإمام × بعد الرسول |.  وقوله {وما أفاء الله على رسوله منهم فما أوجفتم عليه من خيل ولا ركاب} قال: ألا ترى هو هذا, وأما قوله {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى} فهذا بمنزلة المغنم, كان أبي × يقول ذلك, وليس لنا فيه غير سهمين: سهم الرسول, وسهم القربى, ثم نحن شركاء الناس فيما بقي. 

 

{أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم} (4)

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, الباقر ×‏ في قوله‏ {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون}‏ إلى قوله‏ {راجعون}‏ نزل في علي × ثم جرت في المؤمنين وشيعته‏ {هم‏ المؤمنون‏ حقا}. 

 

{كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون} (5)

 

* محمد بن إبراهيم‏ النعماني في الغيبة, علي بن أحمد, عن عبيد الله بن موسى العلوي قال: حدثنا علي بن الحسن ,عن علي بن حسان, عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله × في قول الله عز وجل {أتى أمر الله فلا تستعجلوه‏} قال: هو أمرنا, أمر الله عز وجل أن لا تستعجل به حتى يؤيده الله بثلاثة أجناد: الملائكة والمؤمنين والرعب. وخروجه # كخروج رسول الله | وذلك قوله تعالى {كما أخرجك‏ ربك‏ من‏ بيتك‏ بالحق‏}. 

 

{وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين (7) ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون (8)}

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر قال:‏ سألت أبا جعفر × عن تفسير هذه الآية في قول الله: {يريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين} قال أبو جعفر ×: تفسيرها في الباطن {يريد الله} فإنه شي‏ء يريده ولم يفعله بعد، وأما قوله {يحق الحق بكلماته} فإنه يعني يحق حق آل محمد، وأما قوله: {بكلماته‏} قال: كلماته في الباطن علي × هو كلمة الله في الباطن، وأما قوله: {ويقطع دابر الكافرين}» فهم بنو أمية، هم الكافرون يقطع الله دابرهم،  وأما قوله: {ليحق الحق}» فإنه يعني ليحق حق آل محمد حين يقوم القائم #، وأما قوله: {ويبطل الباطل‏} يعني القائم #, فإذا قام يبطل باطل بني أمية، وذلك قوله: {ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون}. 

 

{إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطان وليربط على قلوبكم ويثبت به الأقدام} (11)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جابر, عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ×, قال:‏ سألته عن هذه الآية في البطن {وينزل‏ عليكم‏ من‏ السماء ماء ليطهركم‏ به‏ ويذهب‏ عنكم‏ رجز الشيطان‏ وليربط على‏ قلوبكم‏ ويثبت‏ به‏ الأقدام‏} قال: السماء في الباطن رسول الله |، والماء علي ×, جعل الله عليا من رسول الله | فذلك قوله: {ماء ليطهركم‏ به‏} فذلك علي × يطهر الله به قلب من والاه، وأما قوله: {ويذهب‏ عنكم‏ رجز الشيطان} من والى عليا يذهب الرجز عنه، ويقوى قلبه و{ليربط على‏ قلوبكم‏ ويثبت‏ به‏ الأقدام‏} فإنه يعني عليا ×، من والى عليا يربط الله على قلبه بعلي فثبت على ولايته. 

 

{يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار (15) ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير (16)}

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, سئل أبي جعفر ×:‏ ما شأن أمير المؤمنين × حين ركب منه ما ركب لم يقاتل؟ فقال ×: للذي سبق في علم الله أن يكون ما كان لأمير المؤمنين ×, أن يقاتل وليس معه إلا ثلاثة رهط, فكيف يقاتل؟ ألم تسمع قول الله جل وعز {يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا} إلى {وبئس‏ المصير} فكيف يقاتل أمير المؤمنين × بعد هذا؟ وإنما هو يومئذ ليس معه مؤمن غير ثلاثة رهط. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي أسامة زيد الشحام قال‏ قلت لأبي الحسن ×: جعلت فداك, إنهم يقولون ما منع عليا × إن كان له حق أن يقوم بحقه؟ فقال: إن الله لم يكلف هذا أحدا إلا نبيه |, قال له: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك} وقال لغيره {إلا متحرفا لقتال‏ أو متحيزا إلى‏ فئة} فعلي لم يجد فئة، ولو وجد فئة لقاتل،  ثم قال: لو كان جعفر وحمزة ‘ حيين إنما بقي رجلان. قال {متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة} قال: متطردا يريد الكرة عليهم، أو متحيزا يعني متأخرا إلى أصحابه من غير هزيمة، فمن انهزم حتى يجوز صف أصحابه‏ {فقد باء بغضب من الله‏}. 

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا أحمد بن زياد الهمداني والحسين بن إبراهيم بن ناتانة قالا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم, عن أبيه, عن محمد بن أبي عمير قال: أخبرني علي الأسواري,‏ عن هشام في إحتجاج طوبل في الإمامة, قيل له: فمن أين قلت إنه – الإمام - أشجع الناس؟ قال: لأنه فئة للمسلمين الذي يرجعون إليه في الحروب, وقال الله عز وجل‏: {ومن‏ يولهم‏ يومئذ دبره‏ إلا متحرفا لقتال‏ أو متحيزا إلى‏ فئة فقد باء بغضب‏ من‏ الله‏} فإن لم يكن شجاعا فر فيبوء بغضب من الله, ولا يجوز أن يكون من يبوء بغضب من الله عز وجل حجة الله على خلقه‏. 

 

{فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى وليبلي المؤمنين منه بلاء حسنا إن الله سميع عليم} (17)

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا أحمد بن الحسن القطان ومحمد بن أحمد السناني وعلي بن موسى الدقاق والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب وعلي بن عبد الله الوراق قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال: حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال: حدثنا تميم بن بهلول قال: حدثنا سليمان بن حكيم, عن ثور بن يزيد, عن مكحول, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل يعدد فيها مناقبه: وأما الخامسة والثلاثون: فإن رسول الله | وجهني يوم بدر فقال: ائتني بكف حصيات مجموعة في مكان واحد, فأخذتها ثم شممتها فإذا هي طيبة تفوح منها رائحة المسك, فأتيته بها فرمى بها وجوه المشركين, وتلك الحصيات أربع: منها كن من الفردوس, وحصاة من المشرق, وحصاة من المغرب, وحصاة من تحت العرش, مع كل حصاة مائة ألف ملك مددا لنا, لم يكرم الله عز وجل بهذه الفضيلة أحدا قبل ولا بعد. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن محمد بن كليب الأسدي, عن أبيه قال:‏ سألت أبا عبد الله × عن قول الله: {وما رميت‏ إذ رميت‏ ولكن‏ الله‏ رمى} قال: علي × ناول رسول الله | القبضة التي رمى بها.

في خبر آخر عنه‏: أن عليا × ناوله قبضة من تراب فرمى بها. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمرو بن أبي المقدام, عن علي بن الحسين × قال‏ ناول رسول الله | علي بن أبي طالب × قبضة من تراب التي رمى بها في وجوه المشركين، فقال الله: {وما رميت‏ إذ رميت‏ ولكن‏ الله‏ رمى‏}. 

 

* الشيخ الطبرسي في الاحتجاج, عن أمير المؤمنين × في إحتجاج طويل: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى} فسمى فعل النبي | فعلا له, ألا ترى تأويله على غير تنزيله؟ 

 

بمصادر العامة:

 

عن عكرمة, عن بن عباس أن النبي | قال لعلي ×: ناولني كفا من حصباء, فناوله, فرمى به وجوه القوم, فما بقي أحد من القوم إلا امتلأت عيناه من الحصباء, فنزلت {وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}. 

 

عن السدي قال: قال رسول الله | حين التقى الجمعان يوم بدر لعلي ×: أعطني حصا من الأرض, فناوله حصى عليه تراب, فرمى به وجوه القوم، فلم يبق مشرك إلا دخل في عينيه من ذلك التراب شئ. ثم ردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم. فذكر رمية النبي | فقال: {فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى}. 

 

{يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم واعلموا أن الله يحول بين المرء وقلبه وأنه إليه تحشرون} (24)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا أحمد بن محمد, عن جعفر بن عبد الله, عن كثير بن عياش, عن أبي الجارود, عن أبي جعفر ×‏ في قوله {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} يقول ولاية علي بن أبي طالب ×,  فإن اتباعكم إياه وولايته أجمع لأمركم, وأبقى للعدل فيكم‏. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى, عن أحمد بن محمد بن عيسى, عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد جميعا, عن النضر بن سويد, عن يحيى الحلبي, عن عبد الله بن مسكان, عن زيد بن الوليد الخثعمي, عن أبي الربيع الشامي قال: سألت أبا عبد الله × عن قول الله عز وجل {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم} قال: نزلت في ولاية علي ×. 

 

بمصادر العامة:

 

عن أبي جعفر الباقر × في قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييك} قال: إلى ولاية علي ابن أبي طالب ×. 

 

{واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب} (25)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الرحمن بن سالم, عنه‏ × في قوله: {واتقوا فتنة لا تصيبن‏ الذين‏ ظلموا منكم‏ خاصة} قال: أصابت الناس فتنة بعد ما قبض الله نبيه حتى تركوا عليا × وبايعوا غيره، وهي الفتنة التي فتنوا بها، وقد أمرهم رسول الله | باتباع علي × والأوصياء من آل محمد. 

 

* الشيخ الصدوق في إعتقادات الإمامية, لما نزلت هذه الآية {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} قال النبي |: من ظلم عليا × مقعدي هذا بعد وفاتي، فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي. 

 

* السيد ابن طاووس في الطرائف, من كتاب أبي عبد الله محمد بن علي السراج في تأويل هذه الآية بإسناده إلى عبد الله بن مسعود أنه قال: قال النبي |: يا ابن مسعود إنه قد أنزلت علي آية {واتقوا فتنة} الآية, وأنا مستودعكها ومسم لك خاصة الظلمة, فكن لما أقول لك واعيا, وعني له مؤديا, من ظلم عليا × مجلسي هذا كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي.  فقال له الراوي: يا أبا عبد الرحمن, أسمعت هذا من رسول الله |؟ قال: نعم, قال: قلت فكيف وليت للظالمين؟ قال: لا جرم, جلبت عقوبة عملي, وذلك أني لم أستأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان, وأنا أستغفر الله وأتوب إليه. 

 

بمصادر العامة:

 

عن سعيد بن المسيب, عن ابن عباس قال: لما نزلت: {واتقوا فتنة لا تصيبن‏ الذين‏ ظلموا منكم‏ خاصة} قال رسول الله |: من ظلم عليا × مقعدي هذا بعد وفاتي فكأنما جحد نبوتي ونبوة الأنبياء قبلي. 

 

عن ابن عباس‏ في قوله: {واتقوا فتنة لا تصيبن‏ الذين}‏ الآية، قال: حذر الله أصحاب محمد | أن يقاتلوا عليا ×. 

 

عن عبد الله بن مسعود قال: قال النبي |: يا بن مسعود، إنه قد نزلت في علي × آية: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خآصة} وأنا مستودعكها ومسم لك خاصة الظلمة، لكن لا أقول واعيا وعني له مؤديا، من ظلم عليا × مجلسي هذا فهو كمن جحد نبوتي، ونبوة من كان قبلي. فقال له الراوي: يا أبا عبد الرحمان، أسمعت هذا من رسول الله |؟ قال: نعم, قلت له: كيف وأتيت الظالمين؟ قال: لاجرم، جنيت عقوبة عملي، وذلك أني لم استأذن إمامي كما استأذنه جندب وعمار وسلمان، وأنا استغفر الله وأتوب إليه. 

 

{يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} (27)

 

بمصادر العامة:

 

عن يونس بن بكار، عن أبيه, عن أبي جعفر محمد بن علي ‘‏ في قوله تعالى ذكره: {يا أيها الذين‏ آمنوا لا تخونوا الله‏ والرسول‏ وتخونوا أماناتكم}‏ في آل محمد {وأنتم‏ تعلمون‏}. 

 

{وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين} (30)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة وحمران, عن أبي جعفر وأبي عبد الله ‘‏ قوله {والله‏ خير الماكرين‏} قال: إن رسول الله | قد كان لقي من قومه بلاء شديدا, حتى أتوه ذات يوم وهو ساجد حتى طرحوا عليه رحم شاة، فأتته ابنته ÷ وهو ساجد لم يرفع رأسه، فرفعته عنه ومسحته، ثم أراه الله بعد ذلك الذي يحب، أنه كان ببدر وليس معه غير فارس واحد، ثم كان معه يوم الفتح اثنا عشر ألفا, حتى جعل أبو سفيان والمشركون يستغيثون. ثم لقي أمير المؤمنين × من الشدة والبلاء والتظاهر عليه, ولم يكن معه أحد من قومه بمنزلته، أما حمزة فقتل يوم أحد، وأما جعفر فقتل يوم موتة. 

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله، وأحمد بن عبدون، وأبو طالب بن غرور، وأبو الحسن الصقال، وأبو علي الحسن بن إسماعيل بن أشناس قالوا: حدثنا أبو المفضل محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال: حدثنا أحمد بن سفيان بن العباس النحوي قال: حدثنا أحمد بن عبيد بن ناصح قال: حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي الشرقية قال: حدثني إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة يعني الأشهلي، عن داود بن الحصين، عن أبي غطفان، عن ابن عباس، قال: اجتمع المشركون في دار الندوة ليتشاوروا في أمر رسول الله |، فأتى جبرئيل رسول الله | وأخبره الخبر، وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة، فلما أراد رسول الله | المبيت أمر عليا × أن يبيت في مضجعه تلك الليلة، فبات علي × وتغشى ببرد أخضر حضرمي كان رسول الله | ينام فيه، وجعل السيف إلى جنبه، فلما اجتمع أولئك النفر من قريش يطوفون ويرصدونه ويريدون قتله، فخرج رسول الله | وهم جلوس على‏ الباب، عددهم خمسة وعشرون رجلا، فأخذ حفنة من البطحاء ثم جعل يذرها على رؤوسهم هو يقرأ {يس والقرآن الحكيم} حتى بلغ‏ {فأغشيناهم فهم لا يبصرون} فقال لهم قائل: ما تنظرون قد والله خبتم وخسرتم، والله لقد مر بكم وما منكم رجل إلا وقد جعل على رأسه ترابا. فقالوا: والله ما أبصرناه. قال: فأنزل الله عز وجل {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين}. 

 

* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن عبيد الله بن عمار الثقفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة قال: حدثنا علي بن محمد بن سليمان النوفلي سنة خمسين ومائتين قال: حدثني الحسن بن حمزة أبو محمد النوفلي قال: حدثني أبي وخالي يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب، عن الزبير بن سعيد الهاشمي قال: حدثنيه أبو عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر بين القبر والروضة، عن أبيه وعبيد الله بن أبي رافع جميعا، عن عمار بن ياسر وأبي رافع مولى النبي |, في حديث طويل عن الهجرة, وفيه ذكر القوم الذين من قريش الذين اجتمعوا في دار الندوة، ليمكروا برسول الله |, قال في الحديث: فخرج القوم، يعني من دار الندوة، عزين، وسبقهم بالوحي بما كان من كيدهم جبرئيل ×، فتلا هذه الآية على رسول الله |: {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين‏}. فلما أخبره جبرئيل × بأمر الله في ذلك، ووحيه، وما عزم له من الهجرة، دعا رسول الله | علي بن أبي طالب × لوقته، فقال له: يا علي إن الروح هبط علي بهذه الآية آنفا يخبرني أن قريشا اجتمعت على المكر بي وقتلي، وإنه أوحى إلي ربي عز وجل أن أهجر دار قومي، وأن أنطلق إلى غار ثور تحت ليلتي، وأنه أمرني أن آمرك بالمبيت على ضجاعي، أو قال: مضجعي، ليخفي بمبيتك عليه‏ أثري، فما أنت قائل وصانع؟ فقال علي ×: أو تسلمن بمبيتي هناك يا نبي الله؟ قال: نعم. فتبسم علي × ضاحكا، وأهوى إلى الأرض ساجدا شكرا لما أنبأه | من سلامته‏. فكان علي × أول من سجد لله شكرا، وأول من وضع وجهه على الأرض بعد سجدته من هذه الأمة بعد رسول الله |، فلما رفع رأسه، قال له: امض لما أمرت, فداك سمعي وبصري وسويداء قلبي، ومرني بما شئت أكن فيه لمشيئتك‏، وأقع منه بحيث مرادك، وإن توفيقي‏ إلا بالله وقال: وأن ألقي عليك شبه مني، أو قال: شبهي, قال: إن يمنعني نعم، قال: فارقد على فراشي واشتمل ببردي الحضرمي. ثم إني أخبرك يا علي إن الله تعالى، يمتحن أولياءه على قدر إيمانهم، ومنازلهم من دينه، فاشد بلاء الأنبياء ثم الأوصياء ثم الأمثل فالأمثل، وقد امتحنك يا ابن‏ عم وامتحنني فيك بمثل ما امتحن به خليله إبراهيم ×، والذبيح إسماعيل ×، فصبرا صبرا فإن رحمة الله قريب من المحسنين، ثم ضمه النبي | إلى صدره، وبكى إليه وجدا، وبكى علي × جشعا لفراق رسول الله |، واستتبع رسول الله أبا بكر ابن أبي قحافة، وهند ابن أبي هالة، فأمرهما أن يقعدا له بمكان ذكره لهما من طريقه إلى الغار، ولبث رسول الله | بمكانه مع علي × يوصيه ويأمره في ذلك بالصبر حتى صلى العشائين. ثم خرج | في فحمة العشاء الآخرة والرصد من قريش قد أطافوا بداره، ينتظرون أن ينتصف الليل، وتنام الأعين، فخرج وهو يقرأ هذه الآية {وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون} وأخذ بيده قبضة من تراب فرمى بها على رؤوسهم, فما شعر القوم به، حتى تجاوزهم، ومضى حتى أتى إلى هند، وأبي بكر فأنهضهما فنهضا معه حتى وصلوا إلى الغار. ثم رجع هند إلى مكة بما أمره به رسول الله |، ودخل رسول الله |، وأبو بكر الغار، فلما خلق الليل وانقطع الأثر، أقبل القوم على علي ×، قذفا بالحجارة والحلم، فلا يشكون أنه رسول الله |، حتى إذا برق الفجر، وأشفقوا أن يفضحهم الصبح، هجموا على علي ×، وكانت دور مكة يومئذ سوائب‏، لا أبواب لها، فلما بصر بهم علي × قد انتضوا السيوف، وأقبلوا عليه بها، يقدمهم خالد بن الوليد بن المغيرة، وثب به علي × فختله‏، وهمز يده‏، فجعل خالد يقمص قماص البكر وإذا له رغاء وابذعر الصبح، وهم في عرج الدار من خلفه، وشد عليهم علي × بسيفه، يعني: سيف خالد، فأجفلوا أمامه إجفال النعم إلى ظاهر الدار وتبصروه، فإذا هو علي ×، فقالوا: إنك لعلي؟! قال: أنا علي، قالوا: فإنا لم نردك، فما فعل صاحبك؟ قال: لا علم لي به، وقد كان علم يعني: عليا إن الله تعالى قد أنجى نبيه | بما كان أخبره من مضيه إلى الغار، واختبائه فيه. 

 

بمصادر العامة:

 

عن ابن عباس في قوله‏ {وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك‏} قال: تشاورت قريش ليلة بمكة، فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق، يريدون النبي |، وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل اخرجوه، فاطلع الله نبيه | على ذلك، فبات علي × على فراش النبي | تلك الليلة وخرج النبي | حتى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون عليا، يحسبونه النبي |، فلما أصبحوا ثاروا إليه، فلما رأوا عليا × رد الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري فاقتصوا أثره‏, فاقتصوا أثره, فلما بلغوا الجبل خلط عليهم, فصعدوا في الجبل فمروا بالغار, فرأوا على بابه نسج العنكبوت, فقالوا: لو دخل ههنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه, فمكث فيه ثلاث ليال. 

 

عن عكرمة في قوله: {وإذ يمكر بك الذين كفروا} قال: لما خرج النبي | وأبو بكر إلى الغار، أمر عليا × فنام في مضجعه, وبات المشركون يحرسونه, فلما رأوه نائما حسبوا أنه النبي وتركوه، فلما أصبح وثبوا إليه وهم يحسبون أنه النبي | فإذا هم بعلي ×، قالوا: أين صاحبك؟ قال: لا أدري.,فركبوا الصعب والذلول في طلبه. 

 

عن مجاهد بن جبر, عن ابن عباس قال: لما اجتمعوا لذلك واتعدوا أن يدخلوا دار الندوة ويتشاوروا فيها في أمر رسول الله |, غدوا في اليوم الذي اتعدوا، وكان ذلك اليوم يسمى يوم الرحمة، فاعترضهم إبليس في هيئة شيخ جليل عليه بت فوقف على باب الدار، فلما رأوه واقفا على بابها قالوا: من الشيخ؟ قال: شيخ من أهل نجد سمع بالذي اتعدتم له, فحضر معكم ليسمع ما تقولون, وعسى أن لا يعدمنكم منه رأي ونصح, قالوا: أجل فادخل‏, فدخل معهم وقد اجتمع فيها أشراف قريش كلهم من كل‏ قبيلة، - الى أن قال - فقال بعضهم لبعض: إن هذا الرجل قد كان من أمره ما قد رأيتم, وإنا والله ما نأمنه على الوثوب علينا بمن قد اتبعه من غيرنا، فأجمعوا فيه رأيا وتشاوروا، ثم قال قائل منهم: احبسوه في الحديد وغلقوا عليه بابا، ثم تربصوا به ما أصاب أشباهه من الشعراء الذين كانوا قبله مثل‏ زهير، ونابغة ومن مضى منهم من هذا الموت حتى يصيبه منه ما أصابهم, فقال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي, والله لئن حبستموه كما تقولون لخرج أمره من وراء الباب الذي أغلقتم دونه إلى أصحابه، فلأوشكوا أن يثبوا عليكم فينتزعونه من أيديكم, ثم يكابروكم به حتى يغلبوكم على أمركم، ما هذا لكم برأي فانظروا في غيره, ثم تشاوروا، ثم قال قائل منهم: نخرجه من بين أظهرنا فننفيه من بلدنا، فإذا خرج عنا فو الله ما نبالي أين يذهب ولا حيث وقع إذا غاب عنا أذاه وفرغنا منه وأصلحنا أمرنا وألفتنا كما كانت, قال الشيخ النجدي: لا والله ما هذا لكم برأي, ألم تروا إلى حسن حديثه وحلاوة منطقه وغلبته على قلوب الرجال بما يأتي به، والله لو فعلتم ذلك ما أمنتم‏ على أن يحل على حي من العرب فيغلب عليهم بذلك من قوله وحديثه حتى يبايعوه عليه، ثم يسير بهم إليكم حتى يطأكم بهم, فيأخذ أمركم من أيديكم ثم يفعل بكم ما أراد, دبروا فيه رأيا غير هذا. فقال أبو جهل بن هشام: والله إن لي فيه لرأيا, ما أراكم وقفتم عليه بعد. قالوا: وما هو يا أبا الحكم؟ قال: أرى أن تأخذوا من كل قبيلة فتى, شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا، ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما، ثم يعمدون إليه، ثم يضربون بها ضربة رجل واحد فيقتلونه فنستريح منه، فإنهم إذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل كلها, فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا، ورضوا عنا بالعقل فعقلناه لهم, قال: فقال لهم الشيخ النجدي: القول ما قال هذا الرجل، هذا هو الرأي لا رأي لكم غيره‏. فتفرق القوم عنه على ذلك وهم مجمعون له. فأتى جبرئيل رسول الله | فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه, قال: فلما كان عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله | مكانهم قال لعلي ×: نم على فراشي, واتشح ببردي هذا الحضرمي الأخضر, فنم فيه فإنه لا يخلص إليك شر وكراهة منهم، وكان رسول الله | ينام في برده ذلك إذا نام. 

زاد يونس بن بكير، عن ابن إسحاق:‏ ثم دعا رسول الله | علي بن أبي طالب ×, فأمره أن يبيت على فراشه ويتشح ببرد له أخضر, ففعل علي × ذلك‏. ثم خرج رسول الله | على القوم وهم على بابه, فخرج ومعه حفنة من تراب‏, فجعل ينثرها على رءوسهم, وأخذ الله عز وجل بأبصارهم عن رؤية نبيه, وهو يقرأ: {يس والقرآن الحكيم}‏ إلى قوله: {فأغشيناهم فهم لا يبصرون}‏. فلما أصبح رسول الله | أذن الله له بالخروج إلى المدينة, وكان آخر من قدم إلى المدينة من الناس فيمن لم يفتن في دينه, أو لم يحبس علي بن أبي طالب × وذلك أن رسول الله | أخره بمكة, وأمره أن ينام على فراشه وأجله ثلاثا, وأمره أن يؤدي إلى كل ذي حق حقه, ففعل ثم لحق برسول الله |, واطمأن الناس, ونزلوا إلى أرض أمن مع إخوانهم من الأنصار. 

 

{وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم (32) وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون (33)}

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, عن سهل بن زياد, عن محمد بن سليمان, عن أبيه, عن أبي بصير قال: بينا رسول الله | ذات يوم جالسا إذ أقبل أمير المؤمنين ×, فقال له رسول الله |: إن فيك شبها من عيسى ابن مريم‏ ×, ولو لا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم, لقلت فيك قولا لا تمر بملإ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك يلتمسون بذلك البركة, قال: فغضب الأعرابيان والمغيرة بن شعبة وعدة من قريش معهم, فقالوا: ما رضي أن يضرب لابن عمه مثلا إلا عيسى ابن مريم ×, فأنزل الله على نبيه | فقال: {ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك‏ منه‏ يصدون‏ وقالوا أ آلهتنا خير أم هو ما ضربوه‏ لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون‏ إن هو إلا عبد أنعمنا عليه‏ وجعلناه مثلا لبني إسرائيل‏ ولو نشاء لجعلنا منكم}‏ يعني من بني هاشم {ملائكة في الأرض يخلفون‏} قال: فغضب الحارث بن عمرو الفهري فقال:‏ {اللهم‏ إن كان هذا هو الحق من عندك}‏ أن بني هاشم يتوارثون هرقلا بعد هرقل‏ {فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم‏} فأنزل الله عليه مقالة الحارث ونزلت هذه الآية {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم‏ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون‏} ثم قال له: يا ابن عمرو إما تبت وإما رحلت؟ فقال: يا محمد, بل تجعل لسائر قريش شيئا مما في يديك, فقد ذهبت بنو هاشم بمكرمة العرب والعجم, فقال له النبي |: ليس ذلك إلي, ذلك إلى الله تبارك وتعالى, فقال: يا محمد, قلبي ما يتابعني على التوبة, ولكن أرحل عنك, فدعا براحلته فركبها, فلما صار بظهر المدينة أتته جندلة فرضخت هامته. 

 

* تفسير الإمام العسكري ×: قال الإمام العسكري ×: فقال رسول الله |‏: أما كفاكم نور علي × المشرق في الظلمات الذي رأيتموه ليلة خروجه من عند رسول الله إلى منزله؟ أما كفاكم أن عليا × جاز والحيطان بين يديه، ففتحت له وطرقت، ثم عادت‏ والتأمت؟ أما كفاكم يوم غدير خم أن عليا × لما أقامه رسول الله رأيتم أبواب السماء مفتحة، والملائكة منها مطلعين تناديكم: هذا ولي الله فاتبعوه، وإلا حل بكم عذاب الله فاحذروه؟ أما كفاكم رؤيتكم علي بن أبي طالب × وهو يمشي والجبال تسير بين يديه لئلا يحتاج إلى الانحراف عنها، فلما جاز رجعت الجبال إلى أماكنها؟ ثم قال: اللهم زدهم آيات، فإنها عليك سهلات يسيرات لتزيد حجتك عليهم تأكيدا, قال: فرجع القوم إلى بيوتهم، فأرادوا دخولها فاعتقلتهم الأرض ومنعتهم، ونادتهم: حرام عليكم دخولها حتى تؤمنوا بولاية علي ×, قالوا: آمنا, ودخلوا. ثم ذهبوا ينزعون ثيابهم ليلبسوا غيرها، فثقلت عليهم، ولم يقلوها ونادتهم: حرام عليكم سهولة نزعنا حتى تقروا بولاية علي ×, فأقروا، ونزعوها. ثم ذهبوا يلبسون ثياب الليل، فثقلت عليهم ونادتهم: حرام عليكم لبسنا حتى تعترفوا بولاية علي ×, فاعترفوا. ثم ذهبوا يأكلون، فثقلت عليهم اللقمة، وما لم يثقل منها استحجر في أفواههم، ونادتهم: حرام عليكم أكلنا حتى تعترفوا بولاية علي ×, فاعترفوا. ثم ذهبوا يبولون ويتغوطون، فتعذبوا وتعذر عليهم، ونادتهم بطونهم ومذاكيرهم: حرام عليكم السلامة منا حتى تعترفوا بولاية علي بن أبي طالب ×, فاعترفوا ثم ضجر بعضهم وقال: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}‏ قال الله عز وجل: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم‏} فإن عذاب الاصطلام العام إذا نزل، نزل بعد خروج النبي | من بين أظهرهم، ثم قال الله عز وجل: {وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون‏} يظهرون التوبة والإنابة، فإن من حكمه في الدنيا أن يأمرك بقبول الظاهر، وترك التفتيش عن الباطن، لأن الدنيا دار إمهال وإنظار، والآخرة دار الجزاء بلا تعبد. قال: {وما كان الله معذبهم‏} وفيهم من يستغفر, لأن هؤلاء لو أن فيهم من علم الله أنه سيؤمن, أو أنه سيخرج من نسله ذرية طيبة, يجود ربك على أولئك بالإيمان وثوابه، ولا يقتطعهم باخترام آبائهم الكفار، ولو لا ذلك لأهلكهم. فذلك قول رسول الله |: كذلك اقترح الناصبون آيات في علي × حتى اقترحوا ما لا يجوز في حكم الله‏، جهلا بأحكام الله، واقتراحا للأباطيل على الله‏. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسين بن محمد بن مصعب البجلي قال: حدثنا أبو عمارة محمد بن أحمد المهتدي قال: حدثنا محمد بن معشر المدني, عن سعيد بن أبي سعيد المقبري‏, عن أبي هريرة قال: طرحت الأقتاب لرسول الله | يوم غدير خم قال: فعلا عليها فحمد الله تعالى وأثنى عليه, ثم أخذ بعضد أمير المؤمنين علي‏ بن أبي طالب × فشالها ورفعها, ثم قال: اللهم من كنت مولاه فهذا علي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله, فقام إليه أعرابي من أوسط الناس فقال: يا رسول الله, دعوتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله, ونشهد أنك رسول الله فصدقنا, وأمرتنا بالصلاة فصلينا, وبالصيام فصمنا, وبالجهاد فجاهدنا, وبالزكاة فأدينا, قال‏: ولم يقنعك إلا أن أخذت بيد هذا الغلام على رءوس الأشهاد؟ فقلت: اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه, فهذا عن الله أم عنك؟ قال |: هذا عن الله لا عني, قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟ قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عني, وأعاد ثالثا, فقام الأعرابي مسرعا إلى بعيره وهو يقول‏ {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}‏ واقع قال: فما استتم الأعرابي الكلمات حتى نزلت عليه نار من السماء فأحرقته, وأنزل الله في عقب ذلك‏ {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج}. 

 

* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, قال محمد بن العباس: حدثنا علي بن محمد بن مخلد, عن الحسن بن القاسم, عن عمر بن الحسن, عن آدم بن حماد, عن حسين بن محمد قال: سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل‏ {سأل سائل}‏ فيمن نزلت؟ فقال: يا ابن أخي, لقد سألتني عن شي‏ء ما سألني عنه أحد قبلك, لقد سألت جعفر بن محمد × عن مثل الذي قلت, فقال: أخبرني أبي, عن جدي, عن أبيه, عن ابن عباس قال: لما كان يوم غدير خم قام رسول الله | خطيبا, فأوجز في خطبته, ثم دعا علي بن أبي طالب ×, فأخذ بضبعيه ثم رفع بيديه حتى رئي بياض إبطيه, وقال للناس: ألم أبلغكم الرسالة؟ ألم أنصح لكم؟ قالوا: اللهم نعم, قال: فمن كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, قال: ففشت هذه في الناس, فبلغ ذلك الحارث بن نعمان الفهري, فرحل راحلته, ثم استوى عليها, ورسول الله | إذ ذاك بالأبطح, فأناخ ناقته ثم عقلها, ثم أتى النبي | فسلم, ثم قال: يا عبد الله, إنك دعوتنا إلى أن نقول: لا إله‏ إلا الله ففعلنا, ثم دعوتنا إلى أن نقول إنك رسول الله ففعلنا, وفي القلب ما فيه, ثم قلت لنا صلوا فصلينا, ثم قلت لنا صوموا فصمنا, ثم قلت لنا حجوا فحججنا, ثم قلت لنا: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, فهذا عنك أم عن الله؟ فقال له: بل عن الله, فقالها ثلاثا, فنهض وإنه لمغضب وإنه ليقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا {فأمطر علينا حجارة من السماء} تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا, وإن كان ما يقول محمد كذبا فأنزل به نقمتك, ثم أثار ناقته واستوى عليها, فرماه الله بحجر على رأسه فسقط ميتا, فأنزل الله تبارك وتعالى‏ {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج}‏. 

 

* تاج الدين الشعيري في جامع الأخبار, حدثنا الحاكم الرئيس الإمام مجد الحكام أبو منصور علي بن عبد الله الزيادي إملاء في داره يوم الأحد الثاني من شهر الله الأعظم رمضان سنة ثمان وخمس ومائة قال: حدثني الشيخ الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي إملاء ورد القصة مجتازا في أواخر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربع مائة قال: حدثني أبو محمد بن أحمد قال: حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال: حدثني أبي قال: حدثني سعيد بن عبد الله قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن أبيه, عن محمد بن سنان, عن زرارة بن أعين الشيباني قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد ×‏ في حديث طويل عن الغدير: فلما كان بعد ثلاثة أيام – من بيعة الغدير - فجلس  - رسول الله | - مجلسه, أتاه رجل من بني مخزوم ويسمى عمر بن عتبة, - وفي خبر آخر حارث بن نعمان الفهري – فقال: يا محمد, أسألك عن ثلاث مسائل, فقال: سل عما بدا لك, فقال: أخبرني عن شهادة أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسول الله, أمنك أم من ربك؟ قال النبي |: الوحي إلي من الله, والسفير جبرائيل ×, والمؤذن أنا, وما أذنت إلا من أمر ربي, قال: وأخبرني عن الصلاة والزكاة والحج والجهاد, أمنك أم من ربك؟ قال‏ النبي | مثل ذلك, قال: فأخبرني عن هذا الرجل - يعني علي بن أبي طالب × - وقولك فيه: من كنت مولاه فهذا علي مولاه, إلى آخره, أمنك أم من ربك؟ قال النبي |: الوحي من الله, والسفير جبرئيل ×, والمؤذن أنا, وما أذنت إلا ما أمر أمرني‏ ربي. فرفع المخزومي رأسه إلى السماء فقال: اللهم إن كان محمد صادقا فيما يقول فأرسل علي شواظا من نار - وفي خبر آخر في التفسير فقال‏: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من ا لسماء أو ائتنا بعذاب أليم} -‏ وولى فو الله ما سار غير بعيد حتى أظلته سحابة سوداء, فأرعدت وأبرقت فأصعقت فأصابته الصاعقة, فأحرقته النار, فهبط جبرئيل × وهو يقول: اقرأ يا محمد {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج}‏ فقال النبي | لأصحابه: رأيتم؟ قالوا: نعم, قال: وسمعتم؟ قالوا: نعم, قال: طوبى لمن والاه, والويل لمن عاداه, كأني أنظر لعلي × وشيعته يوم القيامة يزفون على نوق بين رياض الجنة, شباب جعامور متوجون مكحلون‏ {لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}‏ قد أيدوا برضوان من الله الأكبر {ذلك هو الفوز العظيم}‏ حتى سكنوا في حضيرة القدس من جوار رب العالمين, لهم فيها ما تشتهي‏ {الأنفس وتلذ الأعين}‏ وهم فيها خالدون, وتقول لهم الملائكة {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار}. 

 

* السيد هاشم البحراني في البرهان, العلامة الحلي في كتاب الكشكول, عن أحمد بن عبد الرحمن الناوردي يوم الجمعة في شهر رمضان سنة عشرين وثلاث مائة قال: قال الحسين بن العباس، عن المفضل الكرماني قال: حدثني‏ محمد بن صدقة قال: قال محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت مولاي جعفر بن محمد الصادق × عن قول الله عز وجل: {فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين}. فقال جعفر بن محمد ‘: لحجة البالغة التي تبلغ الجاهل من أهل الكتاب فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، لأن الله تعالى أكرم وأعدل من أن يعذب أحدا إلا بحجة. ثم قال جعفر بن محمد ‘: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} ثم أنشأ جعفر بن محمد ‘ محدثا، - وذكر حديثا طويلا - وقال ‘ فيه: أقبل النضر بن الحارث فسلم، فرد عليه النبي |، فقال: يا رسول الله، إذا كنت سيد ولد آدم وأخوك سيد العرب، وابنتك فاطمة سيدة نساء العالمين، وابناك الحسن والحسين سيدي شباب أهل الجنة، وعمك حمزة سيد الشهداء، وابن عمك ذا جناحين يطير بهما في الجنة حيث يشاء، وعمك العباس جلدة بين عينيك وصنو أبيك، وبنو شيبة لهم السدانة، فما لسائر قومك من قريش وسائر العرب؟ فقد أعلمتنا في بدء الإسلام أنا إذا آمنا بما تقول كان لنا ما لك، وعلينا ما عليك. فأطرق رسول الله طويلا، ثم رفع رأسه، ثم قال: ما أنا والله فعلت بهم هذا، بل الله فعل بهم، فما ذنبي؟ فولى النضر بن الحارث وهو يقول: اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم. فأنزل الله عليه مقالة النضر بن الحارث، وهو يقول: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}‏ ونزلت هذه: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}‏ إلى قوله تعالى: {وهم يستغفرون}‏. فبعث رسول الله | إلى النضر بن الحارث الفهري، وتلا عليه الآية، فقال: يا رسول الله، إني قد أسررت ذلك جميعه، أنا ومن لم تجعل له ما جعلته لك ولأهل بيتك من الشرف والفضل في الدنيا والآخرة، فقد أظهر الله ما أسررنا، أما أنا فأسألك أن تأذن لي فأخرج من المدينة، فإني لا أطيق المقام. فوعظه النبي | فقال: إن ربك كريم، فإن أنت صبرت وتصابرت لم يخلك من مواهبه، فارض وسلم، فإن الله يمتحن خلقه بضروب من المكاره، ويخفف عمن يشاء، وله الأمر والخلق، مواهبه وعظيمة، وإحسانه واسع. فأبي النضر بن الحارث وسأله الإذن، فأذن له رسول الله |. فأقبل إلى بيته، وشد على راحلته راكبا متعصبا، وهو يقول: اللهم، إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم. فلما مر بظهر المدينة، وإذا بطير في مخلبه حجر فجدله، فأرسله إليه، فوقع على هامته، ثم دخل في دماغه، وخرت في بطنه حتى خرجت من دبره، ووقعت على ظهر راحلته وخرت حتى خرجت من بطنها فاضطربت الراحلة وسقطت وسقط النضر بن الحارث من عليها ميتين، فأنزل الله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين}‏ بعلي وفاطمة والحسن والحسين وآل محمد {ليس له دافع من الله ذي المعارج} فبعث رسول الله | عند ذلك إلى المنافقين الذين اجتمعوا ليلا مع النضر بن الحارث، فتلا عليهم الآية، وقال: اخرجوا إلى صاحبكم الفهري، حتى تنظروا إليه، فلما رأوه انتحبوا وبكوا، وقالوا: من أبغض عليا وأظهر بغضه قتله بسيفه، ومن خرج من المدينة بغضا لعلي أنزل الله ما ترى. 

 

* يوسف بن حاتم‏ الشامي في الدر النظيم, روي أنه لما بلغ الحارث بن النعمان الفهري قيام النبي | بغدير خم وأخذه بيد علي × وقوله فيه: من كنت مولاه فعلي مولاه, أتى إلى رسول الله | وهو في‏ ملأ من أصحابه, فقال: يا رسول الله, أمرتنا عن الله تعالى بأن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك محمد رسول الله فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثم لم ترض حتى رفعت بضبع ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه, فهذا شي‏ء منك أو من الله عز وجل؟ فقال |: والذي لا إله غيره أنه أمر من الله تعالى, فولى الحارث يريد راحلته وهو يقول: {إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}، فلما ركب راحلته وخرج الى ظاهر المدينة رماه الله بحجر من السماء فسقط على هامته فخرج من دبره، فوقع يفحص الأرض برجله. فقال النبي | لجماعة من الصحابة: اخرجوا انظروا الى الحارث ما صنع الله به. فخرجوا إليه فوجدوه مطروحا يفحص الأرض برجله، فقال واحد من الجماعة وقد رأى ضبا: والله لولاية هذا الضب علينا أجود من ولاية علي بن أبي طالب، ثم رجعوا الى رسول الله | وأخبروه خبر الحارث. فقال لهم: إنه يأتي يوم القيامة قوم وإمامهم ضب‏. 

 

* السيد هاشم البحراني في مدينة المعاجز, عيون المعجزات, حدث ابو عبد الله محمد بن احمد قال: حدثنا ابي قال: حدثني علي بن فروخ السمان قال: حدثني بن زكريا المنقري، قال: حدثني سفيان بن عيينة، قال: حدثني عمر بن أبي سليم العبسي, عن جعفر بن محمد الصادق, عن ابيه ‘ قال: لما نصب رسول الله | عليا × يوم غدير خم، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله، وطار ذلك في البلاد، ثم قام على رسول الله | النعمان بن الحرث الفهري على قعود له، وقال: يا محمد، امرتنا عن الله عز وجل، ان نشهد ان لا إله الا الله وانك محمد رسول الله، فقبلنا ذلك منك، وامرتنا بالصلاة الخمس‏ فقبلناها منك‏، وامرتنا بالزكاة فقبلناها منك، وامرتنا بالحج فقبلناه منك، وامرتنا بالجهاد فقبلناه منك، ثم لم ترض حتى نصبت هذا الغلام وقلت: من كنت مولاه فهذا مولاه، هذا شي‏ء منك او من الله عز وجل؟ فقال |: بل بامر الله تعالى، ثم قال للنعمان: والله الذي لا إله الا هو ان هذا هو من عند الله عز وجل اسمه؛ فولى النعمان بن الحرث يريد راحلته وهو يقول: {اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو أتنا بعذاب‏ أليم}، فما وصل إليها حتى امطره الله تعالى بحجر على رأسه فقتله، فانزل الله تعالى {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين} الآية. 

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن حنان بن سدير, عن أبيه, عن أبي جعفر × قال: قال رسول الله |:‏ مقامي بين أظهركم خير لكم فإن الله يقول {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم} ومفارقتي إياكم خير لكم, فقالوا: يا رسول الله, مقامك بين أظهرنا خير لنا, فكيف تكون مفارقتك خيرا لنا؟ قال: أما إن مفارقتي إياكم خير لكم, فإن أعمالكم تعرض علي كل خميس وإثنين, فما كان من حسنة حمدت الله عليها, وما كان من سيئة استغفرت الله لكم‏. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا محمد بن عبد الحميد, عن حيان, عن أبيه, عن أبي جعفر × قال: قال رسول الله | وهو في نفر من أصحابه: إن مقامي بين أظهركم ومفارقتي خير لكم, فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري وقال: يا رسول الله, أما مقامك بين أظهرنا فهو خير لنا, فكيف يكون مفارقتك إيانا خير لنا؟ قال: أما مقامي بين أظهركم إن الله يقول‏ {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}‏ يعذبهم بالسيف, وأما مفارقتي إياكم فإنه خير لكم فإن أعمالكم تعرض علي كل إثنين وكل خميس, فما كان من حسن حمدت الله عليه, وما كان من سيئ استغفرت الله لكم. 

 

* محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات, حدثنا يعقوب بن يزيد, عن ابن أبي عمير, عن غير واحد من أصحابنا, عن أبي عبد الله × قال: قال رسول الله × لأصحابه: حياتي خير لكم ومماتي خير لكم, قالوا: أما حياتك يا رسول الله فقد عرفنا, فما في وفاتك؟ قال: أما حياتي فإن الله يقول‏ {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون}‏ وأما وفاتي فتعرض علي أعمالكم فأستغفر لكم. 

 

* الشيخ الصدوق في الفقيه, قال النبي |: حياتي خير لكم ومماتي خير لكم, قالوا: يا رسول الله وكيف ذلك؟ فقال |: أما حياتي فإن الله عز وجل يقول‏ {وما كان‏ الله‏ ليعذبهم‏ وأنت‏ فيهم‏}  وأما مفارقتي إياكم فإن أعمالكم تعرض علي كل يوم, فما كان من حسن استزدت الله لكم, وما كان من قبيح استغفرت الله لكم, قالوا: وقد رممت يا رسول الله, - يعنون صرت رميما – فقال: كلا, إن الله تبارك وتعالى حرم لحومنا على الأرض, أن تطعم منها شيئا. 

 

* الشيخ الصدق في علل الشرائع, حدثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا عبد العزيز بن يحيى قال: حدثنا المغيرة بن محمد قال: حدثنا رجاء بن سلمة, عن عمرو بن شمر, عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قلت لأبي جعفر محمد بن علي الباقر ×: لأي شي‏ء يحتاج إلى النبي والإمام؟ فقال: لبقاء العالم على صلاحه, وذلك أن الله عز وجل يرفع العذاب عن أهل الأرض إذا كان فيها نبي أو إمام, قال الله عز وجل‏ {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}‏ وقال النبي |: النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأهل الأرض,  فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يكرهون,  وإذا ذهب أهل بيتي أتى أهل الأرض ما يكرهون. يعني بأهل بيته الأئمة الذين قرن الله عز وجل طاعتهم بطاعته  فقال‏ {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم‏}. 

 

بمصادر العامة:

 

سئل سفيان بن عيينة عن قول الله سبحانه: {سأل سائل} فيمن نزلت؟ فقال: لقد سألتني عن مسألة ما سألني أحد قبلك. حدثني أبي, عن جعفر بن محمد, عن آبائه، فقال: لما كان رسول الله | بغدير خم، نادى بالناس فاجتمعوا، فأخذ بيد علي × فقال: {من كنت مولاه فعلي مولاه}. فشاع ذلك وطار في البلاد، فبلغ ذلك الحرث بن النعمان القهري فأتى رسول الله | على ناقة له حتى أتى الأبطح، فنزل عن ناقته وأناخها وعقلها، ثم أتى النبي | وهو في ملأ من أصحابه فقال: يا محمد أمرتنا عن الله أن نشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله فقبلناه منك، وأمرتنا أن نصلي خمسا فقبلناه منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم شهرا فقبلنا، ثم لم ترض بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمك ففضلته علينا وقلت: من كنت مولاه فعلي مولاه، فهذا شيء منك أم من الله تعالى؟ فقال: والذي لا إله إلا هو هذا من الله, فولى الحرث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللهم إن كان ما يقوله حقا {فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم}، فما وصل إليها حتى رماه الله بحجر فسقط على هامته وخرج من دبره فقتله، وأنزل الله سبحانه: {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع}. 

 

عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله | بعضد علي بن أبي طالب × يوم غدير خم, ثم قال: من كنت مولاه فهذا مولاه، فقام إليه أعرابي فقال: دعوتنا أن نشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله فصدقناك, وأمرتنا بالصلاة والصيام فصلينا وصمنا، وبالزكاة فأدينا فلم تقنعك إلا أن تفعل هذا, فهذا عن الله أم عنك؟ قال: عن الله لا عني, قال: الله الذي لا إله إلا هو لهذا عن الله لا عنك؟ قال: نعم, ثلاثا فقام الأعرابي مسرعا إلى بعيره وهو يقول: {اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك}‏ الآية، فما استتم الكلمات حتى نزلت نار من السماء فأحرقته, وأنزل الله في عقب ذلك‏ {سأل سائل}‏ إلى قوله {دافع}‏. 

 

{وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلا المتقون ولكن أكثرهم لا يعلمون} (34)

 

بمصادر العامة:

 

عن عبد الله بن عباس‏ في قوله تعالى‏: {وما كانوا} يعني كفار مكة {أولياءه‏ إن‏ أولياؤه}‏ يعني ما أولياؤه‏ {إلا المتقون‏} يعني عن الشرك والكبائر، يعني علي بن أبي طالب × وحمزة وجعفرا وعقيلا، هؤلاء هم أولياؤه‏ {ولكن‏ أكثرهم‏ لا يعلمون}‏. 

 

{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله فإن انتهوا فإن الله بما يعملون بصير} (39)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة قال: قال أبو عبد الله ×: سئل أبي × عن قول الله: {قاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة} {حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله‏} فقال: إنه لم يجئ تأويل هذه الآية، ولو قد قام قائمنا # بعده سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية،  وليبلغن دين محمد | ما بلغ الليل, حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض كما قال الله‏. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن عمر بن أذينة, عن محمد بن مسلم قال: قلت لأبي جعفر ×: قول الله عز وجل {وقاتلوهم‏ حتى‏ لا تكون‏ فتنة ويكون‏ الدين‏ كله‏ لله‏} فقال: لم يجئ تأويل هذه الآية بعد, إن رسول الله | رخص لهم لحاجته وحاجة أصحابه, فلو قد جاء تأويلها لم يقبل منهم, لكنهم يقتلون حتى يوحد الله عز وجل وحتى لا يكون شرك. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الأعلى الحلبي, عن  أبو جعفر × في حديث طويل عن ظهور صاحب الزمان #:  ولا تبقى أرض إلا نودي فيها شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له, وأن محمدا رسول الله، وهو قوله: {وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها وإليه يرجعون‏} ولا يقبل صاحب هذا الأمر الجزية كما قبلها رسول الله | وهو قول الله: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله‏}. قال أبو جعفر ×: يقاتلون والله حتى يوحد الله ولا يشرك به شيئا. 

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران قال: حدثنا محمد بن عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي, عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي, عن الحسن بن علي بن أبي حمزة, عن أبيه, عن أبي بصير قال: سمعت أبا عبد الله × يقول:‏ إن سنن الأنبياء بما وقع بهم من الغيبات حادثة في القائم # منا أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة, قال أبو بصير: فقلت: يا ابن رسول الله, ومن القائم منكم أهل البيت؟ فقال: يا أبا بصير, هو الخامس من ولد ابني موسى ×, ذلك ابن سيدة الإماء, يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون, ثم يظهره الله عز وجل فيفتح الله على يده مشارق الأرض ومغاربها, وينزل روح الله عيسى ابن مريم × فيصلي خلفه, وتشرق الأرض بنور ربها, ولا تبقى‏ في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عز وجل إلا عبد الله فيها, ويكون‏ {الدين كله لله‏ ولو كره المشركون‏}. 

 

* حسن بن سليمان الحلي في مختصر البصائر, الحسين بن حمدان، عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسنيين، عن أبي شعيب محمد بن نصر، عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل عن ظهرو صاحب الزمان #:  قال: يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين، فيعلو ذكره، ويظهر أمره، وينادى باسمه وكنيته ونسبه، ويكثر ذلك على أفواه المحقين والمبطلين، والموافقين والمخالفين، لتلزمهم الحجة بمعرفتهم‏ به، على أنه قد قصصنا ودللنا عليه، ونسبناه وسميناه وكنيناه، وقلنا: سمي جده رسول الله | وكنيه لئلا يقول الناس: ما عرفنا له اسما ولا كنية ولا نسبا, والله ليتحقق الإيضاح به وباسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم، حتى ليسميه بعضهم لبعض، كل ذلك للزوم الحجة عليهم، ثم يظهره الله كما وعده به جده ص في قوله عز وجل‏ {هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون} قال المفضل: يا مولاي فما تأويل قوله تعالى‏ {ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون}؟ قال ×: هو قوله تعالى‏ {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله‏}. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, أقول روي في بعض مؤلفات أصحابنا عن الحسين بن حمدان, عن محمد بن إسماعيل وعلي بن عبد الله الحسني, عن أبي شعيب ومحمد بن نصير, عن عمرو بن الفرات, عن محمد بن المفضل, عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل عن ظهور صاحب الزمان # والرجعة, قال المفضل: يا مولاي فقوله‏ {ليظهره على الدين كله}‏ ما كان رسول الله | ظهر على الدين كله؟ قال: يا مفضل, لو كان رسول الله | ظهر على الدين كله ما كانت مجوسية ولا يهودية, ولا صابئية ولا نصرانية, ولا فرقة ولا خلاف, ولا شك‏ ولا شرك, ولا عبدة أصنام, ولا أوثان, ولا اللات والعزى, ولا عبدة الشمس والقمر ولا النجوم ولا النار ولا الحجارة, وإنما قوله‏ {ليظهره على الدين كله}‏ في هذا اليوم, وهذا المهدي # وهذه الرجعة وهو قوله‏ {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله‏}. 

 

بمصادر العامة:

 

عن زرارة قال: سئل الباقر × عن قوله تعالى: {وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة} حتى لا يكون شركا {ويكون الدين كله لله}. قال: لم يجئ تأويل هذه الآية، وإذا قام قائمنا # بعد يرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية، وليبلغن دين محمد | ما بلغ الليل والنهار، حتى لا يكون شرك على ظهر الأرض, كما قال الله عز وجل. 

 

{واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان والله على كل شي‏ء قدير} (41)

 

* كتاب سليم بن قيس, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: بؤسى لما لقيت من هذه الأمة بعد نبيها من الفرقة وطاعة أئمة الضلال والدعاة إلى النار, ولم أعط سهم ذوي القربى إلا لمن أمر الله بإعطائه الذين قال الله‏ {إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان‏} فنحن الذين عنى الله بذي‏ {القربى واليتامى والمساكين وابن‏ السبيل‏} كل هؤلاء منا خاصة, لأنه لم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا, وأكرم الله نبيه | وأكرمنا  أن يطعمنا أوساخ أيدي الناس‏. 

 

* كتاب سليم بن قيس, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل يحكي عن أبو بكر وعمر:  ألا تعجبون من حبسه وحبس صاحبه عنا سهم ذي القربى الذي فرضه الله لنا في القرآن, وقد علم الله أنهم سيظلموناه وينتزعونه منا فقال‏ {إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان‏}. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن الوشاء, عن أبان, عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر ×‏ في قول الله تعالى {واعلموا أنما غنمتم‏ من‏ شي‏ء فأن‏ لله‏ خمسه‏ وللرسول‏ ولذي‏ القربى}‏ قال: هم قرابة رسول الله |  والخمس لله وللرسول ولنا. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن الحسين وغيره, عن سهل, عن محمد بن عيسى ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا, عن محمد بن سنان, عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو, عن عبد الحميد بن أبي الديلم, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: فلم يزل – روسل الله | - يلقي فضل أهل بيته بالكلام ويبين لهم بالقرآن {إنما يريد الله‏ ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} وقال عز ذكره {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه‏ وللرسول ولذي القربى} ثم قال‏ {وآت ذا القربى حقه‏} فكان علي ×, وكان حقه الوصية التي جعلت له, والاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن محمد بن أورمة ومحمد بن عبد الله, عن علي بن حسان, عن عبد الرحمن بن كثير, عن أبي عبد الله × في قول الله تعالى {واعلموا أنما غنمتم‏ من‏ شي‏ء فأن‏ لله‏ خمسه‏ وللرسول‏ ولذي‏ القربى} قال: أمير المؤمنين والأئمة عليهم السلام. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, عدة من أصحابنا, أحمد, عن أحمد بن محمد بن أبي نصر, عن الرضا ×, قال: سئل عن قول الله عز وجل {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى‏} فقيل له: فما كان لله فلمن هو؟ فقال: لرسول الله |, وما كان لرسول الله فهو للإمام‏. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن محمد, عن علي بن العباس, عن الحسن بن عبد الرحمن, عن عاصم بن حميد, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر × في حديث طويل: يا أبا حمزة, كتاب الله المنزل يدل عليه إن الله تبارك وتعالى جعل لنا أهل البيت سهاما ثلاثة في جميع الفي‏ء, ثم قال عز وجل‏ {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل} فنحن أصحاب الخمس‏ والفي‏ء, وقد حرمناه على جميع الناس ما خلا شيعتنا. 

 

* الشيخ الصدوق في الخصال, حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار, عن محمد بن أحمد, عن علي بن إسماعيل, عن صفوان بن يحيى, عن عبد الله بن مسكان, عن أبي العباس, عن زكريا بن مالك الجعفي, عن أبي عبد الله ×‏ أنه سأله عن قول الله عز وجل‏ {واعلموا أنما غنمتم‏ من‏ شي‏ء فأن‏ لله‏ خمسه‏ وللرسول‏ ولذي‏ القربى‏ واليتامى‏ والمساكين‏ وابن‏ السبيل}‏ قال: أما خمس الله عز وجل فللرسول يضعه حيث يشاء, وأما خمس الرسول فلأقاربه, وخمس ذوي القربى فهم أقرباؤه, واليتامى يتامى أهل بيته, فجعل هذه الأربعة الأسهم فيهم, وأما المساكين وأبناء السبيل فقد علمت أنا لا نأكل الصدقة ولا تحل لنا فهي للمساكين وأبناء السبيل. 

 

* الشيخ الطوسي في الإستبصار, أخبرني أحمد بن عبدون, عن أبي الحسن علي بن محمد بن الزبير, عن علي بن الحسن بن فضال, عن الحسن بن علي بن يوسف, عن محمد بن سنان, عن عبد الصمد بن بشير, عن حكيم مؤذن بني عبس, عن أبي عبد الله ×, قال: قلت له: قوله تعالى‏ {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول‏} قال: هي والله الإفادة يوما بيوم, إلا أن أبي جعل شيعتنا من ذلك في حل ليزكوا. 

 

* الشيخ الطوسي في التهذيب, سعد بن عبد الله, عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال, عن أبيه, عن عبد الله بن بكير, عن بعض أصحابه, عن أحدهما ‘‏ في قول الله تعالى‏ {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل‏} قال: خمس الله وخمس الرسول للإمام, وخمس ذي القربى لقرابة الرسول | والإمام, واليتامى يتامى آل الرسول, والمساكين منهم وأبناء السبيل منهم فلا يخرج منهم إلى غيرهم. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن محمد بن مسلم عن أحدهما ‘, قال‏ سألته عن قول الله: {واعلموا أنما غنمتم‏ من‏ شي‏ء فأن‏ لله‏ خمسه‏ وللرسول‏ ولذي‏ القربى} قال: هم أهل قرابة رسول الله |، فسألته: منهم اليتامى والمساكين وابن السبيل؟ قال: نعم. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة ومحمد بن مسلم وأبي بصير أنهم قالوا له ×: ما حق الإمام في أموال الناس؟ قال: الفي‏ء والأنفال والخمس، وكل ما دخل منه في‏ء أو أنفال أو خمس‏ أو غنيمة فإن لهم خمسه، فإن الله يقول: {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين} وكل شي‏ء في الدنيا فإن لهم فيه نصيبا, فمن وصلهم بشي‏ء مما يدعون له أكثر مما يأخذون منه‏.

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن محمد بن الفضيل, عن أبي الحسن الرضا ×, قال:‏ سألته عن قول الله: {واعلموا أنما غنمتم‏ من‏ شي‏ء فأن‏ لله‏ خمسه‏ وللرسول‏ ولذي‏ القربى‏} قال: الخمس لله وللرسول وهو لنا. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن سدير، عن أبي جعفر ×, قال: قال: يا أبا الفضل، لنا حق في كتاب الله في الخمس، فلو محوه فقالوا: ليس من الله، أو لم يعلموا به، لكان سواء. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن المنهال بن عمرو، عن علي بن الحسين ×، قال: قال: ليتامانا ومساكيننا وأبناء سبيلنا. 

 

* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري, عن أبيه, عن الريان بن الصلت‏, عن الإمام الرضا × في إحتجاج طويل مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة: وأما الثامنة فقول الله عز وجل‏ {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} فقرن سهم ذي القربى بسهمه وبسهم رسول الله |, فهذا فضل أيضا بين الآل والأمة, لأن الله تعالى جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك, ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه, فبدأ بنفسه ثم ثنى برسوله ثم بذي القربى, في كل ما كان‏ من الفي‏ء والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه فرضي لهم‏, فقال وقوله الحق‏ {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى}‏ فهذا تأكيد مؤكد وأثر قائم‏ لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي‏ {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}. 

 

* قطب الدين الراوندي‏ في فقه القرآن, قال الصادق ×:‏ إن الله لما حرم علينا الزكاة أنزل لنا الخمس, قال الله تعالى‏ {واعلموا أنما غنمتم‏ من‏ شي‏ء} الآية, فالصدقة علينا حرام والخمس لنا فريضة, والكرامة لنا حلال. 

 

* العلامة المجلسي في البحار, روى العلامة في كشكوله المنسوب إليه,‏ عن المفضل بن عمر, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: قال: قال علي لفاطمة ‘: صيري إلى أبي بكر وذكريه فدكا، فصارت فاطمة ÷ إليه وذكرت له فدكا مع الخمس والفي‏ء، فقال: هاتي بينة يا بنت رسول الله, فقالت: أما فدك، فإن الله عز وجل أنزل على نبيه قرآنا يأمر فيه بأن يؤتيني وولدي حقي‏، قال الله تعالى: {فآت ذا القربى حقه‏} فكنت أنا وولدي أقرب الخلائق إلى رسول الله | فنحلني وولدي‏ فدكا، فلما تلا عليه جبرئيل ×: {والمسكين وابن السبيل}، قال رسول الله |: ما حق المسكين وابن السبيل؟ فأنزل الله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل‏}, فقسم الخمس على خمسة أقسام، فقال: {ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الأغنياء} فما لله‏ فهو لرسوله، وما لرسول الله فهو لذي القربى، ونحن ذو القربى. قال الله تعالى: {قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}. فنظر أبو بكر بن أبي قحافة إلى عمر بن الخطاب‏ وقال: ما تقول؟ فقال عمر: ومن اليتامى والمساكين وأبناء السبيل؟ فقالت فاطمة ÷: اليتامى الذين يؤمنون بالله وبرسوله وبذي القربى، والمساكين الذين أسكنوا معهم في الدنيا والآخرة، وابن السبيل الذي يسلك مسلكهم. قال عمر: فإذا الخمس والفي‏ء كله لكم ولمواليكم وأشياعكم؟ فقالت فاطمة ÷: أما فدك فأوجبها الله لي ولولدي دون موالينا وشيعتنا، وأما الخمس فقسمه الله لنا ولموالينا وأشياعنا كما يقرأ في كتاب الله. 

 

* أحمد بن عبد العزيز الجوهري في السقيفة وفدك, أخبرني أبو زيد عمر بن شبة قال: حدثني هارون بن عمير قال: حدثنا الوليد بن مسلم قال: حدثني صدقة بن أبي معاوية، عن محمد بن عبد الله، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر، عن يزيد الرقاشي، عن أنس بن مالك، أن فاطمة ÷ أتت أبا بكر فقالت: لقد علمت الذي ظلمتنا عنه أهل البيت من الصدقات، وما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذوي القربى، ثم قرأت عليه قوله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} الآية، فقال لها أبو بكر: بأبي أنت وأمي ووالد ولدك، وأنا اقرأ من كتاب الله الذي تقرئين منه، ولم يبلغ علمي منه أن هذا السهم من الخمس يسلم اليكم كاملا، قالت: أفلك هو ولأقربائك؟ ثم قال: لا، بل أنفق عليكم منه، وأصرف الباقي في مصالح المسلمين. قالت: ليس هذا حكم الله تعالى، قال: هذا حكم الله، فان كان رسول الله عهد اليك في هذا عهدا أو أوجبه لكم حقا صدقتك وسلمته كله اليك والى أهلك، قالت: ان رسول الله |‏ لم يعهد الي في ذلك بشي‏ء، ألا اني سمعته يقول لما انزلت هذه الآية: أبشروا آل محمد فقد جاءكم الغنى. قال أبو بكر: لم يبلغ علمي من هذه الآية ان أسلم اليكم هذا السهم كله كاملا، ولكن لكم الغنى الذي يغنيكم، ويفضل عنكم، وهذا عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، فأسأليهم عن ذلك، وانظري هل يوافقك على ما طلبت أحد منهم، فأنصرفت الى عمر فقالت له مثل ما قالت لأبي بكر، فقال لها مثل ما قاله لها أبو بكر، فعجبت فاطمة ÷ من ذلك، وتظنت انهما كانا قد تذاكرا ذلك واجتمعا عليه‏. 

 

* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن ديلم بن عمر قال: كنت بالشام حتى أتي بسبايا آل محمد | فأقيموا على باب المسجد حيث تقام السبايا, وفيهم علي بن الحسين ×, فأتاهم شيخ من أشياخ أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم وأهلككم وقطع قرون الفتنة, فلم يأل عن سبهم وشتمهم, فلما انقضى كلامه قال له علي بن الحسين ×: إني قد أنصت لك حتى فرغت من منطقك, وأظهرت ما في نفسك من العداوة والبغضاء, فأنصت لي كما أنصت لك, فقال له: هات, قال علي × ا الى أن قال - فهل قرأت هذه الآية {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى‏}؟ فقال له الشامي: بلى, فقال علي ×: فنحن‏ ذو القربى – اى أن قال - فرفع الشامي يده إلى السماء ثم قال: اللهم إني أتوب إليك, ثلاث مرات, اللهم إني أتوب إليك من عداوة آل محمد, وأبرأ إليك ممن قتل أهل بيت محمد, ولقد قرأت القرآن منذ دهر فما شعرت بها قبل اليوم. 

 

* إبراهيم بن محمد الثقفي في الغارات, من كتاب أميرالمؤمنين × الى معاوية: ألا وقد عرفناك قبل اليوم وعداوتك وحسدك وما في قلبك من المرض الذي أخرجه الله, والذي أنكرت من قرابتي وحقي فإن سهمنا وحقنا في كتاب الله قسمه لنا مع نبينا فقال: {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى‏} وقال‏ {فآت ذا القربى حقه‏} أوليس وجدت سهمنا مع سهم الله ورسوله, وسهمك مع الأبعدين لا سهم لك‏؟ 

 

بمصادر العامة:

 

قال المنهال بن عمرو: سألت عبد الله بن محمد بن علي وعلي بن الحسين ‘ عن الخمس فقال: هو لنا, قلت لعلي ×: إن الله تعالى يقول: {واليتامى والمساكين وابن السبيل} فقال: أيتامنا ومساكيننا. 

 

عن ابن الديلمي قال: قال علي بن الحسين × لرجل من أهل الشأم: أما قرأت في الأنفال: {واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول} الآية؟ قال: نعم، قال: فإنكم لأنتم هم؟ قال: نعم. 

 

عن علي بن أبي طالب ×‏ في قول الله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء} الآية قال: لنا خاصة، ولم يجعل لنا في الصدقة نصيبا، كرامة أكرم الله تعالى نبيه وآله بها، وأكرمنا عن أوساخ أيدي المسلمين. 

 

عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: سمعت أمير المؤمنين عليا × يقول:‏ اجتمعت أنا وفاطمة والعباس وزيد بن حارثة عند رسول الله | فقال العباس: يا رسول الله كبرت سني ودق عظمي وكثرت مئونتي, فإن رأيت يا رسول الله أن تأمر لي بكذا وكذا وسقا من الطعام فافعل. فأجابه النبي |، فقالت فاطمة ÷: يا رسول الله إن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمك فافعل. فقال رسول الله |: نعم, ثم قال زيد بن حارثة: يا رسول الله كنت أعطيتني أرضا كانت معيشتي منها، ثم قبضتها فإن رأيت أن تردها علي فافعل, فقال: نعم, فقلت أنا: إن رأيت أن توليني هذا الحق الذي جعله الله لنا في كتابه من هذا الخمس, فأقسمه في حياتك كيلا ينازعنيه أحد بعدك, فقال النبي |: فافعل، فولانيه رسول الله | فقسمته في حياته. 

 

عن يزيد بن هرمز، عن ابن عباس‏ وسئل عن سهم ذوي القربى فقال: هو لقربى رسول الله |, قسمه لهم رسول الله بينهم‏. 

 

عن خصيف, عن مجاهد قال: علم الله أن في بني هاشم فقراء فجعل لهم الخمس مكان الصدقة. 

 

عبد الله بن عبيد الله بن العباس, عن عكرمة أن فاطمة ÷ قالت‏ لما اجتمع علي والعباس وفاطمة وأسامة بن زيد، عند النبي | فقال: سلوني, فقال العباس: أسألك كذا وكذا من المال. قال: هو لك. وقالت فاطمة ÷: أسألك مثل ما سأل عمي العباس, فقال: هو لك. وقال أسامة: أسألك أن ترد علي أرض كذا وكذا - أرضا كان له انتزعه منه - فقال: هو لك, فقال لعلي ×: سل, فقال: أسألك الخمس, فقال: هو لك، فأنزل الله تعالى: {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه‏} الآية، فقال النبي |: قد نزلت في الخمس كذا كذا, فقال علي ×: فذاك أوجب لحقي, فأخرج الرمح الصحيح والرمح المكسر، والبيضة الصحيحة والبيضة المكسورة, فأخذ رسول الله | أربعة أخماس وترك في يده خمسا. 

 

عن خصيف, عن مجاهد في قوله تعالى‏: {ولذي القربى}‏ قال: هم أقارب النبي الذين لم يحل لهم الصدقة. 

 

عن خصيف، عن مجاهد، قال: كان النبي | وأهل بيته لا تحل لهم الصدقة فجعل لهم الخمس. 

 

عن سعيد، عن قتادة قال: سهم ذوي القربى طعمة كانت لقرابة رسول الله |. 

 

عن الريان بن الصلت, عن الإمام الرضا × في إحتجاج طويل مع المأمون في الفرق بين العترة والأمة: ثامنها آية {أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} فقرن سهم ذي القربى بسهمه وبسهم رسوله |, فهذا فضل أيضا للآل دون الأمة، لان الله تعالى جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك، ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه، فبدأ بنفسه، ثم ثنى برسوله، ثم بذي القربى، في كل ما كان من النبي والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه فرضي لهم فقال وقوله الحق: في {واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى}. فهذا تأكيد مؤكد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي في {لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد}. 

 

عن يزيد الرقاشي, عن أنس بن مالك‏ أن فاطمة × أتت أبا بكر فقالت: لقد علمت الذي ظلمتنا عنه أهل البيت من الصدقات وما أفاء الله علينا من الغنائم في القرآن من سهم ذوي القربى, ثم قرأت عليه قوله تعالى‏ {واعلموا أنما غنمتم من شي‏ء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى} الآية فقال لها أبو بكر: بأبي أنت وأمي ووالد ولدك, السمع والطاعة لكتاب الله, ولحق رسول الله وحق قرابته وأنا أقرأ من كتاب الله الذي تقرءين منه ولم يبلغ علمي منه أن هذا السهم من الخمس يسلم إليكم كاملا, قالت: أفلك هو ولأقربائك؟ قال: لا, بل أنفق عليكم منه وأصرف الباقي في مصالح المسلمين, قالت: ليس هذا حكم الله تعالى. 

 

{وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بري‏ء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب} (48)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمرو بن أبي مقدام, عن أبيه, عن علي بن الحسين × قال‏ لما عطش القوم يوم بدر انطلق علي × بالقربة يستقي, وهو على القليب‏ إذ جاءت ريح شديدة ثم مضت, فلبث ما بدا له ثم جاءت ريح أخرى ثم مضت, ثم جاءته أخرى كاد أن تشغله وهو على القليب, ثم جلس حتى مضى، فلما رجع إلى رسول الله | أخبره بذلك، فقال رسول الله |: أما الريح الأولى فيها جبرئيل مع ألف من الملائكة، والثانية فيها ميكائيل مع ألف من الملائكة، والثالثة فيها إسرافيل مع ألف من الملائكة، وقد سلموا عليك وهم مدد لنا، وهم الذين رآهم إبليس ف{نكص على عقبيه}‏ يمشي القهقرى حتى يقول: {إني أرى ما لا ترون‏ وإني أخاف الله والله شديد العقاب‏}. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان, عن سفيان الثوري, عن الأعمش, عن أبي صالح, عن ابن عباس‏ أنه لما تمثل إبليس لكفار مكة يوم بدر على صورة سراقة بن مالك, وكان سائق عسكرهم إلى قتال النبي, فأمر الله تعالى جبرئيل فهبط إلى رسول الله | ومعه ألف من الملائكة, فقام جبرئيل عن يمين أمير المؤمنين ×, فكان إذا حمل علي حمل معه جبرئيل, فبصر به إبليس فولى هاربا وقال‏ {إني‏ أرى‏ ما لا ترون}‏. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, قال ابن مسعود: والله ما هرب إبليس إلا حين رأى أمير المؤمنين ×, فخاف أن يأخذه ويستأسره ويعرفه الناس, فهرب فكان أول منهزم وقال‏ {إني‏ أرى‏ ما لا ترون‏ إني‏ أخاف‏ الله}‏ في قتاله {والله‏ شديد العقاب}‏ لمن حارب أمير المؤمنين ×. 

 

{إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون} (55)

 

* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, حدثنا جعفر بن أحمد قال: حدثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم, عن محمد بن علي, عن محمد بن الفضيل, عن أبي حمزة, عن أبي جعفر ×‏ في قوله‏ {إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون‏} قال أبو جعفر ×: نزلت في بني أمية فهم شر خلق الله, هم الذين كفروا في باطن القرآن, فهم لا يؤمنون‏. 

 

{وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم} (61)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, الحسين بن محمد, عن معلى بن محمد, عن محمد بن جمهور, عن صفوان عن, ابن مسكان, عن الحلبي, عن أبي عبد الله ×‏ في قوله تعالى {وإن‏ جنحوا للسلم‏ فاجنح‏ لها} قال: قلت: ما السلم؟ قال: الدخول في أمرنا. 

 

{وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} (62)

 

* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا جعفر بن سلمة الأهوازي, عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال: حدثنا العباس بن بكار قال: حدثنا عبد الواحد بن أبي عمرو, عن الكلبي, عن أبي صالح, عن أبي هريرة, عن رسول الله | قال: مكتوب على العرش‏ {أنا الله لا إله إلا أنا} وحدي لا شريك لي, ومحمد عبدي ورسولي أيدته بعلي, فأنزل الله عز وجل‏ {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين}‏ فكان النصر عليا ×, ودخل مع المؤمنين, فدخل‏ في الوجهين جميعا. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, أبو معاوية الضرير, عن الأعمش, عن مجاهد في قوله‏ {هو الذي أيدك بنصره‏} أي قواك بأمير المؤمنين × وجعفر وحمزة وعقيل‏. 

 

بمصادر العامة:

 

عن أبي صالح, عن أبي هريرة قال: قال رسول الله |:‏ رأيت ليلة أسري بي إلى السماء على العرش مكتوبا: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، ومحمد عبدي ورسولي أيدته بعلي. فذلك قوله: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين‏}. 

 

عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: مكتوب على العرش: لا إله إلا الله وحدي لا شريك لي، ومحمد عبدي ورسولي أيدته بعلي، وذلك قوله في كتابه: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} علي × وحده. 

 

{يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين} (64)

 

بمصادر العامة:

 

محمد بن الحسين بن زيد، عن أبيه, عن جعفر بن محمد، عن أبيه‏ عليهم السلام في قوله تعالى‏: {يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين‏} قال: نزلت في علي بن أبي طالب ×. 

 

{يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون} (65)

 

* كتاب سليم بن قيس, عن رسول الله | في حديث طويل بينه وبين أمير المؤمنين ×, قال رسول الله |:‏ {حرض‏ المؤمنين‏ على‏ القتال}‏ فكنت أنا وأنت المجاهدين‏. 

 

{الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين} (66)

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن فرات بن أحنف, عن بعض أصحابه, عن علي × أنه قال‏ ما نزل بالناس أزمة قط إلا كان شيعتي فيها أحسن حالا، وهو قول الله: {الآن‏ خفف‏ الله‏ عنكم‏ وعلم‏ أن‏ فيكم‏ ضعفا}. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا الحسن بن العباس معنعنا, عن أصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ×:‏ لا يكون الناس في حال شدة إلا كان شيعتي أحسن الناس حالا, أما سمعتم الله يقول في كتابه المبين‏ {الآن‏ خفف‏ الله‏ عنكم‏ وعلم‏ أن‏ فيكم‏ ضعفا} فخفف عنهم ما لا يخفف عن غيرهم.

 

{والذين آمنوا من بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله إن الله بكل شي‏ء عليم} (75)

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن محمد بن عيسى, عن يونس, عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة, عن أبي عبد الله × قال: لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين ‘ أبدا, إنما جرت من علي بن الحسين × كما قال الله تبارك وتعالى {وأولوا الأرحام‏ بعضهم‏ أولى ببعض في كتاب الله‏} فلا تكون بعد علي بن الحسين × إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن محمد بن عيسى, عن يونس وعلي بن محمد, عن سهل بن زياد أبي سعيد, عن محمد بن عيسى, عن يونس, عن ابن مسكان, عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × في حديث طويل: {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس‏ أهل البيت‏ ويطهركم‏ تطهيرا} فكان علي والحسن والحسين وفاطمة, فأدخلهم رسول الله | تحت الكساء في بيت أم سلمة, ثم قال: اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي, فقالت أم سلمة: ألست من أهلك؟ فقال: إنك إلى خير, ولكن هؤلاء أهلي وثقلي, فلما قبض رسول الله | كان علي × أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول الله | وإقامته للناس وأخذه بيده, فلما مضى علي لم يكن يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا واحدا من ولده إذا لقال الحسن والحسين ‘: إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك, فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك, وبلغ فينا رسول الله | كما بلغ فيك, وأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك, فلما مضى علي  كان الحسن ‘ أولى بها لكبره, فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك, والله عز وجل يقول {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}‏ فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين ×: أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك, وبلغ في رسول الله | كما بلغ فيك وفي أبيك, وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك, فلما صارت إلى الحسين × لم يكن أحد من‏ أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه, ولم يكونا ليفعلا, ثم صارت حين أفضت إلى الحسين × فجرى تأويل هذه الآية {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله‏} ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ‘, ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي ×, وقال: الرجس هو الشك, والله لا نشك في ربنا أبدا. 

 

* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن الحسن, عن سهل بن زياد, عن محمد بن عيسى, عن صفوان بن يحيى, عن صباح الأزرق, عن أبي بصير قال: قلت لأبي جعفر ×: إن رجلا من المختارية لقيني فزعم أن محمد بن الحنفية إمام, فغضب أبو جعفر × ثم قال: أفلا قلت‏ له؟ قال: قلت: لا والله ما دريت ما أقول, قال: أفلا قلت له: إن رسول الله | أوصى إلى علي والحسن والحسين, فلما مضى علي × أوصى إلى الحسن والحسين ‘, ولو ذهب يزويها عنهما لقالا له: نحن وصيان مثلك, ولم يكن ليفعل ذلك, وأوصى الحسن إلى الحسين ‘, ولو ذهب يزويها عنه لقال: أنا وصي مثلك من رسول الله | ومن أبي, ولم يكن ليفعل ذلك, قال الله عز وجل {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض}‏ هي فينا وفي أبنائنا. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن أبي عمرو الزبيري, عن أبي عبد الله ×, قال:‏ قلت له: أخبرني عن خروج الإمامة من ولد الحسن إلى ولد الحسين, كيف ذلك؟ وما الحجة فيه؟ قال: لما حضر الحسين × ما حضره من أمر الله, لم يجز أن يردها إلى ولد أخيه ولا يوصي بها فيهم، يقول الله: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله‏} فكان ولده أقرب رحما إليه من ولد أخيه، وكانوا أولى بالإمامة, وأخرجت هذه الآية ولد الحسن منها، فصارت الإمامة إلى الحسين، وحكمت بها الآية لهم فهي فيهم إلى يوم القيمة. 

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله, عن الحسن بن موسى الخشاب, عن علي بن حسان الواسطي, عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال: قلت لأبي عبد الله ×: ما عنى الله عز وجل بقوله‏ {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا} قال: نزلت في النبي وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة, فلما قبض الله عز وجل نبيه كان أمير المؤمنين |, ثم الحسن ثم الحسين ‘, ثم وقع تأويل هذه الآية {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}‏ وكان علي بن الحسين × إماما, ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء, فطاعتهم طاعة الله, ومعصيتهم معصية الله عز وجل. 

 

* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله, عن محمد بن عيسى بن عبيد, عن حماد بن عيسى, عن عبد العلي بن أعين قال: سمعت أبا عبد الله × يقول:‏ إن الله عز وجل خص عليا × بوصية رسول الله | وما يصيبه له, فأقر الحسن والحسين ‘ له بذلك, ثم‏ وصيته‏ للحسن,‏ وتسليم الحسين للحسن ‘ ذلك, حتى أفضى الأمر إلى الحسين ×, لا ينازعه فيه أحد, له من السابقة مثل ما له, واستحقها علي بن الحسين × لقول الله عز وجل‏ {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله‏} فلا تكون بعد علي بن الحسين × إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب. 

 

* الشيخ الصدوق في كمال الدين, حدثنا محمد بن محمد بن عصام الكليني قال: حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال: حدثنا القاسم بن العلاء قال: حدثنا إسماعيل بن علي القزويني قال: حدثني علي بن إسماعيل, عن عاصم بن حميد الحناط, عن محمد بن قيس, عن ثابت الثمالي, عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أنه قال: فينا نزلت هذه الآية {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله}  وفينا نزلت هذه الآية {وجعلها كلمة باقية في عقبه} والإمامة في عقب الحسين بن علي بن أبي طالب × إلى يوم القيامة. 

 

* الخزاز القمي في كفاية الأثر, أخبرنا محمد بن عبد الله بن المطلب الشيباني قال: حدثنا محمد أبو بكر بن هارون الدينوري قال: حدثنا محمد بن العباس المصري قال: حدثنا عبد الله بن إبراهيم الغفاري قال: حدثنا حريز بن عبد الله الحذاء قال: إسماعيل بن عبد الله قال: قال الحسين بن علي × قال: لما أنزل الله تبارك وتعالى هذه الآية {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض‏} سألت رسول الله | عن تأويلها, فقال: والله ما عنى غيركم, وأنتم أولو الأرحام, فإذا مت فأبوك علي أولى بي وبمكاني, فإذا مضى أبوك فأخوك الحسن أولى به, فإذا مضى الحسن فأنت أولى به, قلت: يا رسول الله فمن بعدي أولى بي؟ فقال: ابنك علي أولى بك من بعدك, فإذا مضى فابنه محمد أولى به من بعده, فإذا مضى فابنه جعفر أولى به من بعده بمكانه, فإذا مضى جعفر فابنه موسى أولى به من بعده, فإذا مضى موسى فابنه علي أولى به من بعده, فإذا مضى علي فابنه محمد أولى به من بعده, فإذا مضى محمد فابنه علي أولى به من بعده, فإذا مضى علي فابنه الحسن أولى به من بعده, فإذا مضى الحسن وقعت الغيبة في التاسع من ولدك, فهذه الأئمة التسعة من صلبك,  أعطاهم علمي وفهمي, طينتهم من طينتي, ما لقوم يؤذوني فيهم, لا أنالهم الله شفاعتي. 

 

* فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثنا إسماعيل بن إبراهيم معنعنا,. عن زيد بن علي بن أبي طالب عليهم السلام في قوله {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} قال: أرحام رسول الله | أولى بالملك والإمرة. 

 

* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عبد الله بن سنان, عن أبي عبد الله عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال‏: دخل علي × على رسول الله | في مرضه وقد أغمي عليه ورأسه في حجر جبرئيل, وجبرئيل في صورة دحية الكلبي، فلما دخل علي × قال له جبرئيل: دونك رأس ابن عمك, فأنت أحق به مني، لأن الله يقول في كتابه: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله‏} فجلس علي × وأخذ رأس رسول الله | فوضعه في حجره، فلم يزل رأس رسول الله | في حجره حتى غابت الشمس، وإن رسول الله | أفاق فرفع رأسه فنظر إلى علي × فقال: يا علي أين جبرئيل؟ فقال: يا رسول الله ما رأيت إلا دحية الكلبي دفع إلي رأسك, قال: يا علي دونك رأس ابن عمك فأنت أحق به مني، لأن الله يقول في كتابه: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} فجلست وأخذت رأسك, فلم تزل في حجري حتى غابت الشمس. 

 

* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: قال الله عز وجل {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي}‏ وقال‏ {وأولوا الأرحام‏ بعضهم‏ أولى‏ ببعض‏ في‏ كتاب‏ الله} فنحن أولى الناس بإبراهيم ×, ونحن ورثناه, ونحن أولو الأرحام الذين ورثنا الكعبة, ونحن آل إبراهيم, أفترغبون عن ملة إبراهيم؟ 

 

* نهج البلاغة, من كتاب أمير المؤمنين × الى معاوية: وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا, وهو قوله سبحانه وتعالى {وأولوا الأرحام‏ بعضهم‏ أولى‏ ببعض‏ في‏ كتاب‏ الله}‏ وقوله تعالى‏ {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين‏} فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة أولى بالطاع. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, زيد بن علي ×‏ في قوله‏ {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض}‏ قال: ذلك علي بن أبي طالب × كان مهاجرا ذا رحم. 

 

* ابن شهر آشوب في المناقب, تفسير جابر بن يزيد, عن الإمام ×:‏ أثبت الله بهذه الآية ولاية علي بن أبي طالب ×, لأن عليا × كان أولى برسول الله | من غيره, لأنه كان أخاه] في الدنيا والآخرة, لأنه حاز ميراثه‏ وسلاحه‏ ومتاعه‏ وبغلته الشهباء وجميع ما ترك, وورث كتابه من بعده, قال الله تعالى‏ {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا} وهو القرآن كله نزل على رسول الله |. 

 

* الشيخ الطبرسي في الإحتجاج, روى عبد الله بن الحسن‏ بإسناده عن آبائه, عن السيدة الزهراء عليهم السلام في إحتجاج طويل مع من منعها ارثها من رسول الله |, قالت ÷: يا ابن أبي قحافة أفي كتاب الله ترث أباك ولا أرث أبي؟ لقد جئت‏ شيئا فريا, أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم, إذ يقول‏ {وورث سليمان داود} وقال فيما اقتص من خبر يحيى بن زكريا إذ قال {فهب لي من لدنك وليا يرثني ويرث من آل يعقوب}‏  وقال‏ {وأولوا الأرحام‏ بعضهم‏ أولى‏ ببعض‏ في‏ كتاب‏ الله}‏ وقال‏ {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين}‏ وقال‏ {إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقا على المتقين‏} وزعمتم أن لا حظوة لي. ولا أرث من أبي. ولا رحم بيننا. 

 

بمصادر العامة:

 

من كتاب أمير المؤمنين × الى معاوية: وكتاب الله يجمع لنا ما شذ عنا, وهو قوله سبحانه وتعالى {وأولوا الأرحام‏ بعضهم‏ أولى‏ ببعض‏ في‏ كتاب‏ الله}‏ وقوله تعالى‏ {إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين‏} فنحن مرة أولى بالقرابة وتارة أولى بالطاع. 

 

زيد بن علي ×‏ في قوله‏ {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض}‏ قال: ذلك علي بن أبي طالب × كان مهاجرا ذا رحم.