{يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم غير محلي الصيد وأنتم حرم إن الله يحكم ما يريد} (1)
* علي بن ابراهيم القمي في تفسيره, أخبرنا الحسين بن محمد بن عامر, عن المعلى بن محمد البصري, عن ابن أبي عمر, عن أبي جعفر الثاني × في قوله {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} قال: إن رسول الله | عقد عليهم لعلي × في الخلافة في عشرة مواطن, ثم أنزل الله {يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود} التي عقدت عليكم لأمير المؤمنين ×.
{حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} (3)
* شرف الدين الحسيني في تأويل الآيات, الشيخ أبو جعفر الطوسي باسناده إلى الفضل بن شاذان، عن داود بن كثير، عن أبي عبد الله × في حديث طويل: وعدونا في كتاب الله عز وجل: الفحشاء والمنكر والبغي والخمر والميسر والأنصاب والأزلام والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت والميتة والدم ولحم الخنزير.
* ابن شهر آشوب في المناقب, في الخبر أن النبي | كان يخبر عن وفاته بمدة. ويقول: قد حان مني خفوق من بين أظهركم, وكانت المنافقون يقولون: لئن مات محمد ليخرب دينه, فلما كان موقف الغدير قالوا: بطل كيدنا, فنزلت {اليوم يئس الذين كفروا} الآية.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن عمرو بن شمر, عن جابر قال: قال أبو جعفر × في هذه الآية {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون} يوم يقوم القائم # يئس بنو أمية, فهم الذين كفروا, يئسوا من آل محمد |.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن زرارة, عن أبي جعفر × قال: آخر فريضة أنزلها الله الولاية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فلم ينزل من الفرائض شيء بعدها حتى قبض الله رسوله |.
* محمد بن مسعود العياشي في تفسيره, عن جعفر بن محمد الخزاعي, عن أبيه قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: لما نزل رسول الله | عرفات يوم الجمعة, أتاه جبرئيل × فقال له: يا محمد إن الله يقرئك السلام, ويقول لك قل لأمتك {اليوم أكملت لكم دينكم} بولاية علي بن أبي طالب × {وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} ولست أنزل عليكم بعد هذا، قد أنزلت عليكم الصلاة والزكاة والصوم والحج وهي الخامسة, ولست أقبل هذه الأربعة إلا بها.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن أبيه, عن ابن أبي عمير, عن عمر بن أذينة, عن زرارة, والفضيل بن يسار, وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية قالوا جميعا: قال أبو جعفر ×: وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى، وكانت الولاية آخر الفرائض, فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال أبو جعفر ×: يقول الله عز وجل: لا انزل عليكم بعد هذه فريضة، قد أكملت لكم الفرايض.
* الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا ×, حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني قال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني قال: حدثني أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم, عن الحسن بن القاسم الرقام قال: حدثني القاسم بن مسلم, عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال: كنا في أيام علي بن موسى الرضا ’ بمرو, فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم الجمعة في بدء مقدمنا, فإذا رأى الناس أمر الإمامة وذكروا كثره اختلاف الناس فيها, فدخلت على سيدي ومولاي الرضا × فأعلمته ما خاض الناس فيه, فتبسم × ثم قال: يا عبد العزيز جهل القوم وخدعوا عن أديانهم, ان الله تبارك وتعالى لم يقبض نبيه | حتى أكمل له الدين, وانزل عليه القرآن فيه تفصيل كل شئ, بين فيه الحلال والحرام والحدود والاحكام وجميع ما يحتاج إليه كملا, فقال عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شئ} وانزل في حجه الوداع وفي آخر عمره | {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} وأمر الإمامة في تمام الدين, ولم يمض | حتى بين لامته معالم دينهم, وأوضح لهم سبيلهم, وتركهم على قصد الحق, وأقام لهم عليا × علما واماما, وما ترك شيئا يحتاج إليه الأمة إلا بينه, فمن زعم أن الله عز وجل لم يكمل دينه فقد رد كتاب الله عز وجل, ومن رد كتاب الله فهو كافر, هل يعرفون قدر الإمامة ومحلها من الأمة فيجوز فيها اختيارهم؟
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا، عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر × قال: سمعت أبا جعفر × يقول: فرض الله عز وجل على العباد خمسا، أخذوا أربعا وتركوا واحدا، قلت: أتسميهن لي جعلت فداك؟ فقال: الصلاة - وعد الفرائد الى ان قال - ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة، أنزل الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} وكان كمال الدين بولاية علي ابن أبي طالب × فقال عند ذلك رسول الله |: أمتي حديثوا عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في ابن عمي يقول قائل، ويقول قائل - فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني - فأتتني عزيمة من الله عز وجل بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني، فنزلت {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين} فأخذ رسول الله | بيد علي × فقال: أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمره الله، ثم دعاه فأجابه، فأوشك أن ادعى فأجيب وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا: نشهد أنك قد بلغت ونصحت، وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين، فقال: اللهم اشهد - ثلاث مرات - ثم قال: يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب. قال أبو جعفر ×: كان والله علي × أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه.
* الشيخ الكليني في الكافي, محمد بن علي بن معمر, عن محمد بن علي بن عكاية التميمي, عن الحسين بن النضر الفهري, عن أبي عمرو الأوزاعي, عن عمرو بن شمر, عن جابر بن يزيد, عن أبي جعفر ×, عن أمير المؤمنين × في حديث طويل: نحن موالي رسول الله |, فخرج رسول الله | إلى حجة الوادع, ثم صار إلى غدير خم, فأمر فأصلح له شبه المنبر ثم علاه وأخذ بعضدي حتى رئي بياض إبطيه رافعا صوته قائلا في محفله: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وآل من والاه وعاد من عاداه. فكانت على ولايتي ولاية الله, وعلى عداوتي عداوة الله, وأنزل الله عز وجل في ذلك اليوم {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} فكانت ولايتي كمال الدين ورضا الرب جل ذكره.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا أبي قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال: حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن خلف بن حماد الأسدي، عن أبي الحسن العبدي، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، عن عبد الله بن عباس، قال: إن رسول الله | لما أسري به إلى السماء، انتهى به جبرئيل إلى نهر يقال له النور، وهو قول الله عز وجل: {خلق الظلمات والنور}، فلما انتهى به إلى ذلك النهر قال: له جبرئيل ×: يا محمد، اعبر على بركة الله، فقد نور الله لك بصرك، ومد لك أمامك، فإن هذا نهر لم يعبره أحد، لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه، ثم أخرج منه، فأنفض أجنحتي، فليس من قطرة تقطر من أجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا، له عشرون ألف وجه وأربعون ألف لسان، كل لسان يلفظ بلغة لا يفقهها اللسان الآخر. فعبر رسول الله |، حتى انتهى إلى الحجب، والحجب خمسمائة حجاب، من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام، ثم قال: تقدم يا محمد. فقال له: يا جبرئيل، ولم لا تكون معي؟ قال: ليس لي أن أجوز هذا المكان. فتقدم رسول الله | ما شاء الله أن يتقدم، حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى: أنا المحمود، وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتلته, انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا وزيرك. فهبط رسول الله |، فكره أن يحدث الناس بشئ كراهية أن يتهموه، لأنهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية، حتى مضى لذلك ستة أيام، فأنزل الله تبارك وتعالى: {فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك}، فاحتمل رسول الله | ذلك حتى كان يوم الثامن، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس}، فقال رسول الله |: تهديد بعد وعيد، لأمضين أمر الله عز وجل، فإن يتهموني ويكذبوني، فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة. قال: وسلم جبرئيل على علي × بإمرة المؤمنين، فقال علي ×: يا رسول الله، أسمع الكلام ولا أحس الرؤية. فقال: يا علي، هذا جبرئيل، أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني. ثم أمر رسول الله | رجلا فرجلا من أصحابه حتى سلموا عليه بإمرة المؤمنين، ثم قال: يا بلال، ناد في الناس أن لا يبقى غدا أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم، فلما كان من الغد خرج رسول الله | بجماعة أصحابه، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى أرسلني إليكم برسالة، وإني ضقت بها ذرعا مخافة ان تتهموني وتكذبوني حتى أنزل الله علي وعيدا بعد وعيد، فكان تكذيبكم إياي أيسر علي من عقوبة الله إياي، إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال: يا محمد، أنا المحمود، وأنت محمد، شققت اسمك من اسمي، فمن وصلك وصلته، ومن قطعك بتلته، انزل إلى عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا، وأنك رسولي، وأن عليا × وزيرك. ثم أخذ | بيدي علي بن أبي طالب ×، فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيهما، ولم ير قبل ذلك، ثم قال: أيها الناس، إن الله تبارك وتعالى مولاي، وأنا مولى المؤمنين، فمن كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله. فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيع: نبرأ إلى الله من مقالة ليس بحتم، ولا نرضى أن يكون علي وزيره، هذه منه عصبية. فقال سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار بن ياسر: والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}، فكرر رسول الله | ذلك ثلاثا، ثم قال: إن كمال الدين وتمام النعمة ورضا الرب بإرسالي إليكم، بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب ×. وصلى الله على محمد وآله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
* الحسن بن أبي الحسن الديلمي في إعلام الدين, عن الصادق × في حديث طويل: ولما قضى رسول الله | نسكه, وقفل إلى المدينة, وانتهى إلى الموضع المعروف: "بغدير خم" وليس بموضع للنزول لعدم الماء والمرعى, فنزل عليه جبرئيل × وأمره أن يقيم عليا × وينصبه إماما للناس, فقال: إن أمتي حديثو عهد بالجاهلية, فنزل عليه: أنها عزيمة لا رخصة فيها, ونزلت الآية {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فنزل رسول الله | بالمكان الذي ذكرنا ونزل المسلمون حوله. إلى أن قال: ثم نادى بأعلى صوته: ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا: بلى, فقال لهم على النسق وقد أخذ بضبعي علي × فرفعهما فقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله, إلى أن قال: ثم أمر عليا × أن يجلس في خيمة له, ثم أمر المسلمين أن يدخلوا عليه فوجا فوجا فيهنئوه بالخلافة ويسلموا عليه بإمرة المؤمنين, ففعل الناس ذلك فنزلت: {اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي}.
* القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار, قال جعفر بن محمد, عن أبيه, عن آبائه صلوات الله عليهم أجمعين: إن آخر ما أنزل الله عز وجل من الفرائض ولاية علي ×, فخاف رسول الله | إن بلغها الناس أن يكذبوه ويرتد أكثرهم حسدا له لما علمه في صدور كثير منهم له، فلما حج حجة الوداع وخطب بالناس بعرفة، وقد اجتمعوا من كل افق لشهود الحج معه، علمهم في خطبته معالم دينهم وأوصاهم وقال في خطبته: أني خشيت ألا أراكم ولا تروني بعد يومي هذا في مقامي هذا, وقد خلفت فيكم ما إن تمسكتم به بعدي لن تضلوا، كتاب الله وعترتي أهل بيتى, فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، حبل ممدود من السماء إليكم، طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم، وأجمل | ذكر الولاية في أهل بيته إذ علم أن ليس فيهم أحد ينازع فيها عليا ×, وأن الناس إن سلموها لهم سلمو بما هم لعلي ×، واتقى عليه وعليهم أن يقيمه هو بنفسه، فلما قضى حجه، وانصرف وصار الى غدير خم، أنزل الله عز وجل عليه: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فقام بولاية علي × ونص عليه كما أمر الله تعالى فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
* تاج الدين الشعيري في جامع الأخبار, حدثنا الحاكم الرئيس الإمام مجد الحكام أبو منصور علي بن عبد الله الزيادي إملاء في داره يوم الأحد الثاني من شهر الله الأعظم رمضان سنة ثمان وخمس ومائة قال: حدثني الشيخ الإمام أبو عبد الله جعفر بن محمد الدوريستي إملاء ورد القصة مجتازا في أواخر ذي الحجة سنة أربع وسبعين وأربع مائة قال: حدثني أبو محمد بن أحمد قال: حدثني الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين رض قال: حدثني أبي قال: حدثني سعيد بن عبد الله قال: حدثني محمد بن الحسين بن أبي الخطاب, عن أبيه, عن محمد بن سنان, عن زرارة بن أعين الشيباني قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد × قال: لما خرج رسول الله | إلى مكة في حجة الوداع فلما انصرف منها - وفي خبر آخر: وقد شيعه من مكة اثنا عشر ألف رجل من اليمن وخمسة ألف رجل من المدينة - جاءه جبرئيل × في الطريق فقال له: يا رسول الله إن الله تعالى يقرؤك السلام، وقرأ هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك} فقال له رسول الله |: يا جبرئيل إن الناس حديثو عهد بالاسلام فأخشى أن يضطربوا ولا يطيعوا، فعرج جبرئيل × إلى مكانه ونزل عليه في يوم الثاني، وكان رسول الله | نازلا بغدير، فقال له: يا محمد {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته} فقال له: يا جبرئيل أخشى من أصحابي أن يخالفوني، فعرج جبرئيل × ونزل عليه في اليوم الثالث وكان رسول الله | بموضع يقال له غدير خم وقال له: {يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فلما سمع رسول الله | هذه المقالة قال للناس: أنيخوا ناقتي فوالله ما أبرح من هذا المكان حتى أبلغ رسالة ربي، وأمر أن ينصب له منبر من أقتاب الإبل، وصعدها وأخرج معه عليا × وقام قائما وخطب خطبة بليغة وعظ فيها وزجر، ثم قال في آخر كلامه: يا أيها الناس ألست أولى بكم منكم؟ فقالوا: بلى يا رسول الله ثم قال: قم يا علي، فقام علي × فأخذ بيده فرفعها حتى رئي بياض إبطيهما، ثم قال: ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه، وانصر من نصره, واخذل من خذله، ثم نزل من المنبر، وجاء أصحابه إلى أمير المؤمنين × وهنؤوه بالولاية، وأول من قال له عمر بن الخطاب، فقال له: يا علي أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، ونزل جبرئيل × بهذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا}.
* كتاب سليم ين قيس, عن أمير المؤمنين × في احتجاج طوبل على المهاجرين والأنصار: فأمر الله عز وجل أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم. فنصبني للناس بغدير خم، ثم خطب وقال: أيها الناس، إن الله أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس تكذبني فأوعدني لأبلغها أو ليعذبني. ثم أمر فنودي بالصلاة جامعة، ثم خطب فقال: أيها الناس، أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم؟ قالوا: بلى، يا رسول الله. قال: قم، يا علي. فقمت، فقال: من كنت مولاه فعلي هذا مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه. فقام سلمان فقال: يا رسول الله، ولاء كما ذا؟ فقال: ولاء كولايتي، من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه. فأنزل الله تعالى ذكره: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. فكبر النبي | وقال: الله أكبر، تمام نبوتي وتمام دين الله ولاية علي بعدي. فقام أبو بكر وعمر فقالا: يا رسول الله، هذه الآيات خاصة في علي؟ قال: بلى، فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة. قالا: يا رسول الله، بينهم لنا. قال: علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي، ثم ابني الحسن، ثم ابني الحسين، ثم تسعة من ولد ابني الحسين واحد بعد واحد، القرآن معهم وهم مع القرآن، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي حوضي. فقالوا كلهم: اللهم نعم، قد سمعنا ذلك وشهدنا كما قلت سواء. وقال بعضهم: قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظه كله، وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا. فقال علي ×: صدقتم، ليس كل الناس يستوون في الحفظ. أنشد الله من حفظ ذلك من رسول الله | لما قام فأخبر به. فقام زيد بن أرقم والبراء بن عازب وأبو ذر والمقداد وعمار فقالوا: نشهد لقد حفظنا قول النبي | وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول: يا أيها الناس، إن الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي، وأمركم فيه بولايته. وإني راجعت ربي خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم، فأوعدني لتبلغنها أو ليعذبني. أيها الناس، إن الله أمركم في كتابه بالصلاة فقد بينتها لكم، وبالزكاة والصوم والحج فبينتها لكم وفسرتها، وأمركم بالولاية وإني أشهدكم أنها لهذا, خاصة ووضع يده على علي بن أبي طالب ×, ثم لابنيه بعده ثم للأوصياء من بعدهم من ولدهم، لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا علي حوضي. أيها الناس، قد بينت لكم مفزعكم بعدي وإمامكم بعدي ووليكم وهاديكم، وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم. فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع أموركم، فإن عنده جميع ما علمني الله من علمه وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم، فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم. ثم جلسوا.
* محمد بن سليمان الكوفي في مناقب أمير المؤمنين ×, محمد بن سليمان قال: حدثنا أحمد بن حازم الغفاري ومحمد بن منصور المرادي وخضر بن أبان قالوا: حدثنا يحي بن عبد الحميد الحماني عن قيس عن أبي هارون العبدي: عن أبي سعيد الخدري قال: إن رسول الله | لما دعا الناس إلى علي × في غدير خم أمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم وذلك يوم الخميس, ثم دعا الناس إلى علي × فأخذ بضبعه حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول الله | ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} الآية. فقال رسول الله |: الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وبالولاية لعلي من بعدي. ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه, اللهم وال من والاه, وعاد من عاداه, وانصر من نصره, واخذل من خذله. فقال حسان بن ثابت الأنصاري: يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في علي أبيات شعر؟ قال: قل على بركة الله. فقام حسان فقال: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله | فقال:
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالنبي مناديا
يقول فمن مولاكم ووليكم * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت نبينا * ولا تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له: قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
* السيد هاشم البحراني في البرهان, العلامة الحلي في الكشكول: عن أحمد بن عبد الرحمن الناوردي، يوم الجمعة في شهر رمضان، سنة عشرين وثلاث مائة، قال: قال الحسين بن العباس، عن المفضل الكرماني، قال: حدثني محمد بن صدقة، قال: قال محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر الجعفي، قال: سألت مولاي جعفر بن محمد الصادق × عن قول الله عز وجل: {قل فلله الحجة البالغة فلو شاء لهداكم أجمعين} فقال جعفر بن محمد ×: الحجة البالغة: التي تبلغ الجاهل من أهل الكتاب فيعلمها بجهله كما يعلمها العالم بعلمه، لأن الله تعالى أكرم وأعدل من أن يعذب أحدا إلا بحجة. ثم تلا جعفر بن محمد ×: {وما كان الله ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون}. ثم أنشأ جعفر بن محمد × محدثا يقول: ما مضى رسول الله | إلا بعد إكمال الدين وإتمام النعمة ورضا الرب، وأنزل الله على نبيه | بكراع الغميم: {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} لأن رسول الله | خاف الارتداد من المنافقين الذين كانوا يسرون عداوة علي ×، ويعلنون موالاته خوفا من القتل، فلما صار النبي | بغدير خم بعد انصرافه من حجة الوداع، انتصب للمهاجرين والأنصار قائما يخاطبهم، فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه: معاشر المهاجرين والأنصار، أ لست أولى بكم من أنفسكم؟ فقالوا: اللهم نعم. فقال رسول الله |: اللهم اشهد. ثلاثا. ثم قال: يا علي. فقال: لبيك يا رسول الله. فقال له: قم، فإن الله أمرني أن أبلغ فيك رسالاته، أنزل بها جبرئيل {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته}. فقام إليه علي ×، فأخذ رسول الله | بضبعه فشاله، حتى رأى الناس بياض إبطيهما، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله- فأول قائم قام من المهاجرين والأنصار عمر بن الخطاب، فقال: بخ بخ لك يا علي، أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة. فنزل جبرئيل × بقول الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} فبعلي أمير المؤمنين × في هذا اليوم أكمل الله لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم، وأتم عليكم نعمته، ورضي لكم الإسلام دينا، فاسمعوا له وأطيعوا له تفوزوا. واعلموا أن مثل علي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، ومن تقدمها مرق، ومثل علي فيكم كمثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله كان آمنا ونجا، ومن تخلف عنه هلك وغوى. فما مر على المنافقين يوم كان أشد عليهم منه.
* السيد هاشم البحراني في البرهان, السيد الرضي في كتاب المناقب: عن محمد بن إسحاق، عن أبي جعفر، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال: لما انصرف رسول الله | من حجة الوداع نزل أرضا يقال لها: ضوجا، فنزلت هذه الآية {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} فلما نزلت عصمته من الناس، نادى: الصلاة جامعة. فاجتمع الناس إليه وقال |: من أولى منكم بأنفسكم؟ فضجوا بأجمعهم، وقالوا: الله ورسوله. فأخذ بيد علي بن أبي طالب ×، وقال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فإنه مني وأنا منه، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. وكانت آخر فريضة فرضها الله تعالى على امة محمد |، ثم أنزل الله تعالى على نبيه {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}. قال أبو جعفر ×: فقبلوا من رسول الله | كل ما أمرهم الله من الفرائض في الصلاة والصوم والزكاة والحج، وصدقوه على ذلك. قال ابن إسحاق: قلت لأبي جعفر ×: متى كان ذلك؟ قال: لسبع عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة عشر، عند منصرفه من حجة الوداع، وكان بين ذلك وبين وفاة النبي | مائة يوم، وكان سمع رسول الله | بغدير خم اثنا عشر رجلا.
* السيد ابن طاووس في كشق اليقين, قال أبو عبد الله جعفر الصادق ×: لم يمض بعد كمال الدين وتمام النعمة ورضى الرب إلا أنزل الله تبارك وتعالى على نبيه | بكراع الغميم {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك} في علي {وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس} - فذكر قيام رسول الله | بالولاية بغدير خم - قال: ونزل جبرئيل × بقول الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} بعلي أمير المؤمنين ×, في هذا اليوم أكمل لكم معاشر المهاجرين والأنصار دينكم, وأتم عليكم نعمته, ورضي لكم الإسلام دينا, فاسمعوا له وأطيعوا تفوزوا وتغنموا.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, فحدثني الحسين بن سعيد معنعنا, عن جعفر × {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال: بعلي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, حدثني الحسين بن سعيد قال: حدثنا علي بن حفص العوسي قال: حدثنا يقطين الجواليقي, عن جعفر, عن أبيه ’ في قوله {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال: نزلت في علي بن أبي طالب × خاصة دون الناس.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري معنعنا, عن أبي الجارود قال: سمعت أبا جعفر × يقول: حين أنزل الله تعالى {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} قال: فكان كمال الدين بولاية علي بن أبي طالب ×.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, حدثني عبيد بن عبد الواحد معنعنا, عن ابن عباس في تفسير الآية: {اليوم أكملت لكم دينكم} بالنبي | {وأتممت عليكم نعمتي} بعلي × {ورضيت لكم الإسلام دينا} بعرفات.
* ابن شاذان القمي في الفضائل, في حديث المفاخرة بين الإمام الحسين × وأمير المؤمنين ×, قال أمير المؤمنين ×: انا نعمة الله تعالى التي أنعم الله بها على خلقه. انا الذي قال الله تبارك وتعالى في، وفى حقي: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} فمن أجنى كان مسلما مؤمنا كامل الدين.
* علي بن إبراهيم القمي في تفسيره, حدثني أبي, عن صفوان بن يحيى, عن العلاء, عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر × قال: آخر فريضة أنزلها الله تعالى الولاية, ثم لم ينزل بعدها فريضة, ثم نزل {اليوم أكملت لكم دينكم} بكراع الغميم, فأقامها رسول الله | بالجحفة, فلم ينزل بعدها فريضة.
* الشيخ الطبرسي في مجمع البيان, المروي عن الإمامين أبي جعفر وأبي عبد الله ’:أنه إنما أنزل بعد أن نصب النبي | عليا × للأنام، يوم غدير خم منصرفه عن حجة الوداع، قالا: وهو آخر فريضة أنزلها الله تعالى، ثم لم ينزل بعدها فريضة.
* الشيخ الطوسي في الأمالي, أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال: حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز بن محمد أبو موسى المجاشعي قال: حدثنا محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه أبي عبد الله ×.
قال المجاشعي: وحدثناه الرضا علي بن موسى، عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر بن محمد عليهم السلام.
وقالا جميعا عن آبائهما، عن أمير المؤمنين ×، قال: سمعت رسول الله | يقول: بني الإسلام على خمس خصال: على الشهادتين والقرينتين, قيل له: أما الشهادتان فقد عرفناهما، فما القرينتان؟ قال: الصلاة والزكاة، فإنه لا يقبل أحدهما إلا بالأخرى، والصيام، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، وختم ذلك بالولاية، فأنزل الله عز وجل: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا}.
* الشيخ الكليني في الكافي, علي بن إبراهيم, عن صالح بن السندي, عن جعفر بن بشير, عن أبان, عن فضيل, عن أبي جعفر × قال: بني الإسلام على خمس: الصلاة والزكاة والصوم والحج والولاية, ولم يناد بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير.
* الشيخ الصدوق في علل الشرائع, حدثنا علي بن أحمد قال: حدثنا محمد بن يعقوب, عن علي بن محمد, عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري ان العالم كتب إليه يعنى الحسن بن علي ’: ان الله تعالى بمنه ورحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه بل رحمة منه إليكم لا إله إلا هو ليميز الخبيث من الطيب وليبتلي ما في صدوركم, وليمحص ما في قلوبكم, ولتتسابقوا إلى رحمته، ولتتفاضل منازلكم في جنته, ففوض عليكم الحج والعمرة وإيقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية, وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرايض، ومفتاحا إلى سبيله، ولولا محمد | والأوصياء من ولده كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرايض, وهل تدخل قرية إلا من بابها، فلما من الله عليكم بإقامة الأولياء بعد نبيكم | قال الله عز وجل {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} وفرض عليكم لأوليائه حقوقا, فأمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ما وراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومأكلكم ومشربكم, ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة, وليعلم من يطيعه منكم بالغيب, وقال الله تبارك وتعالى {قل لا أسئلكم عليه اجرا إلا المودة في القربى} فاعلموا ان من يبخل فإنما يبخل على نفسه, ان الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه, لا إله إلا هو, فاعملوا من بعد ما شئتم {فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون} ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة, فينبئكم بما كنتم تعملون, والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا محمد بن علي ماجيلويه, عن عمه محمد بن أبي القاسم, عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي, عن أبي الحسن علي بن الحسين البرقي, عن عبد الله بن جبلة, عن معاوية بن عمار, عن الحسن بن عبد الله, عن أبيه, عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب × قال: جاء نفر من اليهود الى رسول الله | - الى ان قال - قال اليهودي: فأخبرني عن فضلكم أهل البيت. قال النبي |: لي فضل على النبيين، فما من نبي إلا دعا على قومه بدعوة، وأنا أخرت دعوتي لامتي لأشفع لهم يوم القيامة، وأما فضل أهل بيتي وذريتي على غيرهم كفضل الماء على كل شئ، وبه حياة كل شئ وحب أهل بيتي وذريتي استكمال الدين، وتلا رسول الله | هذه الآية {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} إلى آخر الآية.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, علي بن أحمد بن خلف الشيباني معنعنا, عن ابن عباس قال: بينما النبي | وعلي بن أبي طالب ×بمكة أيام الموسم إذا التفت النبي | إلى علي × وقال: هنيئا لك وطوبى لك يا أبا الحسن، إن الله قد أنزل علي آية محكمة غير متشابهة، ذكري وإياك فيها سواء، فقال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} بيوم عرفة ويوم جمعة، هذا جبرئيل × يخبرني عن الله تعالى أن الله يبعثك وشيعتك يوم القيامة ركبانا غير رجال على نجائب رحائلها من النور، فتناخ عند قبورهم، فيقال لهم: اركبوا يا أولياء الله، فيركبون صفا معتدلا أنت أمامهم إلى الجنة، حتى إذا صاروا إلى الفحص ثارت في وجوههم ريح يقال لها المثيرة، فتذري في وجوههم المسك الأذفر، فينادون بصوت لهم: نحن العلويون فيقال لهم: إن كنتم العلويون فأنتم الآمنون، ولاخوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون.
* محمد بن جرير الطبري في دلائل الإمامة, روى الحسن بن معاذ الرضوي قال: حدثنا لوط بن يحيى الأزدي، عن عمارة بن زيد, عن الإمام الصادق, عن أبي ’ في حديث طويل: إنا نحن نتوارث الكمال والتمام اللذين أنزلهما الله على نبيه | في قوله {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} والأرض لا تخلو ممن يكمل هذه الأمور التي يقصر غيرنا عنها.
* الشيخ الصدوق في الأمالي, حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال: حدثنا فرات ابن إبراهيم بن فرات الكوفي قال: حدثنا محمد بن ظهير قال: حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه, عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول |: يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي, وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لأمتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ورضي لهم الإسلام دينا, ثم قال |: معاشر الناس علي مني وأنا من علي, خلق من طينتي وهو إمام الخلق بعدي, يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي، وهو أمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين، وخير الوصيين، وزوج سيدة نساء العالمين ÷، وأبو الأئمة المهديين. معاشر الناس من أحب عليا أحببته، ومن أبغض عليا أبغضته، ومن وصل عليا وصلته، ومن قطع عليا قطعته، ومن جفا عليا جفوته، ومن والى عليا واليته، ومن عادى عليا عاديته. معاشر الناس أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ولن تؤتي المدينة إلا من قبل الباب، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا. معاشر الناس والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لأمتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته وأوجب ولايته على جميع ملائكته.
* فرات بن إبراهيم الكوفي في نتفسيره, حدثني جعفر بن محمد الأزدي قال: حدثنا محمد يعني ابن الحسين الصائغ قال: حدثنا الحسن بن علي الصيرفي, عن محمد بن البزاز, عن فرات بن أحنف, عن أبي عبد الله × قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟ قال: فقال لي: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند الله منزلة، وهو اليوم الذي أكمل الله فيه الدين، وأنزل على نبيه محمد | {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا} قال: قلت: وأي يوم هو؟ قال: فقال لي: إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والإمامة من بعده ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيدا، وإنه اليوم الذي نصب فيه رسول الله | عليا × للناس علما، وانزل فيه ما انزل، وكمل فيه الدين، وتمت فيه النعمة على المؤ