مناظرات محمد بن علي الباقر عليه السلام

تفسير القمي, حدثني أبي عن إسماعيل بن أبان عن عمرو بن عبد الله الثقفي قال أخرج هشام بن عبد الملك أبا جعفر محمد بن علي (ع) من المدينة إلى الشام وكان ينزله معه فكان يقعد مع الناس في مجالسهم فبينا هو قاعد وعنده جماعة من الناس يسألونه إذ نظر إلى النصارى يدخلون في جبل هناك فقال ما لهؤلاء القوم أ لهم عيد اليوم قالوا لا يا ابن رسول الله ولكنهم يأتون عالما لهم في هذا الجبل في كل سنة في هذا اليوم فيخرجونه ويسألونه عما يريدون وعما يكون في عامهم قال أبو جعفر وله علم فقالوا من أعلم الناس قد أدرك أصحاب الحواريين من أصحاب عيسى (ع) قال فهلم أن نذهب إليه فقالوا ذلك إليك يا ابن رسول الله قال فقنع أبو جعفر رأسه بثوبه ومضى هو وأصحابه فاختلطوا بالناس حتى أتوا الجبل قال فقعد أبو جعفر وسط النصارى هو وأصحابه فأخرج النصارى بساطا ثم وضعوا الوسائد ثم دخلوا فأخرجوا ثم ربطوا عينيه فقلب عينيه كأنهما عينا أفعى ثم قصد نحو أبي جعفر (ع) فقال له أ منا أنت أو من الأمة المرحومة فقال أبو جعفر (ع) من الأمة المرحومة قال أ فمن علمائهم أنت أو من جهالهم قال لست من جهالهم قال النصراني أسألك أو تسألني قال أبو جعفر (ع) سلني فقال يا معشر النصارى رجل من أمة محمد يقول سلني إن هذا لعالم بالمسائل ثم قال يا عبد الله أخبرني عن ساعة ما هي من الليل ولا هي من النهار أي ساعة هي قال أبو جعفر (ع) ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس قال النصراني فإذا لم يكن من ساعات الليل ولا من ساعات النهار فمن أي الساعات هي فقال أبو جعفر (ع) من ساعات الجنة وفيها تفيق مرضانا فقال النصراني أصبت فأسألك أو تسألني قال أبو جعفر (ع) سلني قال يا معاشر النصارى إن هذا لملي بالمسائل أخبرني عن أهل الجنة كيف صاروا يأكلون ولا يتغوطون أعطني مثله في الدنيا فقال أبو جعفر (ع) هو هذا الجنين في بطن أمه يأكل مما تأكل أمه ولا يتغوط قال النصراني أصبت أ لم تقل ما أنا من علمائهم قال أبو جعفر (ع) إنما قلت لك ما أنا من جهالهم قال النصراني فاسلك أو تسألني قال يا معشر النصارى والله لأسألنه يرتطم فيها كما يرتطم الحمار في الوحل فقال اسأل قال أخبرني عن رجل دنا من امرأته فحملت بابنين جميعا حملتهما في ساعة واحدة وماتا في ساعة واحدة ودفنا في ساعة واحدة في قبر واحد فعاش أحدهما خمسين ومائة سنة وعاش الآخر خمسين سنة من هما قال أبو جعفر (ع) هما عزير وعزرة كان حمل أمهما ما وصفت ووضعتهما على ما وصفت وعاش عزرة وعزير فعاش عزرة وعزير ثلاثين سنة ثم أمات الله عزيرا مائة سنة وبقي عزرة يحيا ثم بعث الله عزيرا فعاش مع عزرة عشرين سنة قال النصراني يا معشر النصارى ما رأيت أحد قط أعلم من هذا الرجل لا تسألوني عن حرف وهذا بالشام ردوني فردوه إلى كهفه ورجع النصارى مع أبي جعفر (ع) . 

------------------

الكافي ج8 ص122, بحار الانوار ج10 ص149, تفسير القمي ج1 ص98 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الامام الباقر (ع) يبين متى قتل ربع الناس وما صنع بالقاتل ومكانه 

بصائر الدرجات, محمد بن الحسين عن البزنطي عن عبد الكريم عن محمد بن مسلم قال دخلت أنا وأبو جعفر (ع) مسجد الحرام فإذا طاوس اليماني يقول لأصحابه تدرون متى قتل نصف الناس فسمعه أبو جعفر (ع) يقول نصف الناس قال إنما هو ربع الناس إنما هو آدم وحواء وقابيل وهابيل قال صدقت يا ابن رسول الله قال أ تدري ما صنع بالقاتل قال لا قال محمد بن مسلم قلت في نفسي هذه والله مسألة قال فغدوت إليه في منزله فلبس ثيابه وأسرج له قال فبدأني بالحديث قبل أن أسأله فقال يا محمد بن مسلم إن بالهند أو بتلقاء الهند رجل يلبس المسوح مغلولة يده إلى عنقه موكل به عشرة رهط تفني الناس ولا يفنون كلما ذهب واحد جعل مكانه آخر يدور مع الشمس حيث ما دارت يعذب بحر الشمس وزمهرير البرد حتى تقوم الساعة قال وقلت ومن ذا جعلني الله فداك قال ذاك قابيل . 

-----------------

بحار الانوار ج10 ص151, بصائر الدرجات ص508 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

 

الامام الباقر (ع) يجيب شيخا عن مسائل ويبين لعبد الملك ما يحصل اذا قتلت الامة امام زمانها 

الخرائج والجرائح, روي عن الصادق (ع) أن عبد الملك بن مروان كتب إلى عامله بالمدينة في رواية هشام بن عبد الملك أن وجه إلي محمد بن علي فخرج أبي وأخرجني معه فمضينا حتى أتينا مدين شعيب فإذا نحن بدير عظيم وعلى بابه أقوام عليهم ثياب صوف خشنة فألبسني والدي ولبس ثيابا خشنة فأخذ بيدي حتى جئنا وجلسنا عند القوم فدخلنا مع القوم الدير فرأينا شيخا قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر فنظر إلينا فقال لأبي أنت منا أم من هذه الأمة المرحومة قال لا بل من هذه الأمة المرحومة قال من علمائها أو من جهالها قال أبي من علمائها قال أسألك عن مسألة قال سل قال أخبرني عن أهل الجنة إذا دخلوها وأكلوا من نعيمها هل ينقص من ذلك شي‏ء قال لا قال الشيخ ما نظيره قال أبي أ ليس التوراة الإنجيل والزبور والفرقان يؤخذ منها ولا ينقص منها شي‏ء قال أنت من علمائها ثم قال أهل الجنة هل يحتاجون إلى البول والغائط قال أبي لا قال وما نظير ذلك قال أبي أ ليس الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب ولا يبول ولا يتغوط قال صدقت قال وسأل عن مسائل فأجاب أبي ثم قال الشيخ أخبرني عن توأمين ولدا في ساعة وماتا في ساعة عاش أحدهما مائة وخمسين سنة وعاش الآخر خمسين سنة من كانا وكيف قصتهما قال أبي هما عزير وعزرة أكرم الله تعالى عزيرا بالنبوة عشرين سنة وأماته مائة سنة ثم أحياه فعاش بعده ثلاثين سنة وماتا في ساعة واحدة فخر الشيخ مغشيا عليه فقال فقام أبي وخرجنا من الدير فخرج إلينا جماعة من الدير وقالوا يدعوك شيخنا فقال أبي ما لي بشيخكم من حاجة فإن كان له عندنا حاجة فليقصدنا فرجعوا ثم جاءوا به وأجلس بين يدي أبي فقال ما اسمك قال (ع) محمد قال أنت محمد النبي قال لا أنا ابن بنته قال ما اسم أمك قال أمي فاطمة قال من كان أبوك قال اسمه علي قال أنت ابن إليا بالعبرانية وعلي بالعربية قال نعم قال ابن شبر أو شبير قال إني ابن شبير قال الشيخ أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن جدك محمدا ص رسول الله ثم ارتحلنا حتى أتينا عبد الملك فنزل من سريره واستقبل أبي وقال عرضت لي مسألة لم يعرفها العلماء فأخبرني إذا قتلت هذه الأمة إمامها المفروض طاعته عليهم أي عبرة يريهم الله في ذلك اليوم قال أبي إذا كان كذلك لا يرفعون حجرا إلا ويرون تحته دما عبيطا فقبل عبد الملك رأس أبي وقال صدقت إن في يوم قتل فيه أبوك علي بن أبي طالب (ع) كان على باب أبي مروان حجر عظيم فأمر أن يرفعوه فرأينا تحته دما عبيطا يغلي وكان لي أيضا حوض كبير في بستاني وكان حافته حجارة سوداء فأمرت أن ترفع ويوضع مكانها حجارة بيض وكان في ذلك اليوم قتل الحسين (ع) فرأيت دما عبيطا يغلي تحتها أ تقيم عندنا ولك من الكرامة ما تشاء أم ترجع قال أبي بل أرجع إلى قبر جدي فأذن له بالانصراف فبعث قبل خروجنا بريدا يأمر أهل كل منزل أن لا يطعمونا شيئا ولا يمكنونا من النزول في بلد حتى نموت جوعا فكلما بلغنا منزلا طردونا وفني زادنا حتى أتينا مدين شعيب وقد أغلق بابه فصعد أبي جبلا هناك مطلا على البلد أو مكانا مرتفعا عليه فقرأ {و إلى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط ويا قوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين} ثم رفع صوته وقال والله أنا بقية الله فأخبروا الشيخ بقدومنا وأحوالنا فحملوه إلى أبي وكان لهم معهم من الطعام كثير فأحسن ضيافتنا فأمر الوالي بتقييد الشيخ فقيدوه ليحملوه إلى عبد الملك لأنه خالف أمره قال الصادق (ع) فاغتممت لذلك وبكيت فقال والدي ولا بأس من عبد الملك بالشيخ ولا يصل إليه فإنه يتوفى أول منزل ينزله وارتحلنا حتى رجعنا إلى المدينة بجهد 

------------------

بحار الانوار ج10 ص152, الخرائج والجرائح ج1 ص291 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

الامام الباقر (ع) يبين منزلته لقتادة البصري ويجيبه عن سؤاله 

الكافي, عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن محمد بن علي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة الثمالي قال كنت جالسا في مسجد رسول الله ص إذ أقبل رجل فسلم فقال من أنت يا عبد الله فقلت رجل من أهل الكوفة فقلت فما حاجتك فقال لي أ تعرف أبا جعفر محمد بن علي (ع) قلت نعم قال فما حاجتك إليه فقال هيأت له أربعين مسألة أسأله عنها فما كان من حق أخذته وما كان من باطل تركته قال أبو حمزة فقلت هل تعرف ما بين الحق والباطل فقال نعم فقلت له فما حاجتك إليه إذا كنت تعرف ما بين الحق والباطل فقال لي يا أهل الكوفة أنتم قوم ما تطاقون إذا رأيت أبا جعفر (ع) فأخبرني فما انقطع كلامه حتى أقبل أبو جعفر (ع) وحوله أهل خراسان وغيرهم يسألونه عن مناسك الحج فمضى حتى جلس مجلسه وجلس الرجل قريبا منه قال أبو حمزة فجلست بحيث أسمع الكلام وحوله عالم من الناس فلما قضى حوائجهم وانصرفوا التفت إلى الرجل فقال له من أنت فقال أنا قتادة بن دعامة البصري فقال له أبو جعفر (ع) أنت فقيه أهل البصرة قال نعم فقال له أبو جعفر (ع) ويحك يا قتادة إن الله تعالى خلق خلقا من خلقه فجعلهم حججا على خلقه وهم أوتاد في أرضه قوام بأمره نجباء في علمه اصطفاهم قبل خلقه أظلة عن يمين عرشه قال فسكت قتادة طويلا ثم قال أصلحك الله والله لقد جلست بين يدي الفقهاء وقدام ابن عباس فما اضطرب قلبي قدام واحد منهم ما اضطرب قدامك فقال أبو جعفر (ع) أ تدري أين أنت بين يدي{ بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة }فأنت ثم ونحن أولئك فقال قتادة صدقت والله جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين قال قتادة فأخبرني عن الجبن فتبسم أبو جعفر (ع) وقال رجعت مسائلك إلى هذا قال ضلت عني فقال لا بأس به فقال إنه ربما جعلت فيه إنفحة الميت قال ليس بها بأس إن الإنفحة ليست لها عروق ولا فيها دم ولا لها عظم إنما تخرج من بين فرث ودم ثم قال وإنما الإنفحة بمنزلة دجاجة ميتة خرجت منها بيضة فهل تأكل تلك البيضة فقال قتادة لا ولا آمر بأكلها فقال له أبو جعفر (ع) ولم قال لأنها من الميتة قال له فإن حضنت تلك البيضة فخرجت منها دجاجة أ تأكلها قال نعم قال فما حرم عليك البيضة وأحل لك الدجاجة ثم قال فكذلك الإنفحة مثل البيضة فاشتر الجبن من أسواق المسلمين من أيدي المصلين ولا تسأل عنه إلا أن يأتيك من يخبرك عنه 

-----------------

الكافي ج6 ص256, بحار الانوار ج10 ص154 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

الامام الباقر (ع) يفسر آية { يوم تبدل الأرض}

تفسير العياشي, عن محمد بن هاشم عمن أخبره عن أبي جعفر (ع) قال قال له الأبرش الكلبي بلغني أنك قلت في قول الله{ يوم تبدل الأرض} أنها تبدل خبزة فقال أبو جعفر (ع) صدقوا تبدل الأرض خبزة نقية في الموقف يأكلون منها فضحك الأبرش وقال أ ما لهم شغل بما هم فيه عن أكل الخبز فقال ويحك في أي المنزلتين هم أشد شغلا وأسوأ حالا إذا هم في الموقف أو في النار يعذبون فقال لا في النار فقال ويحك وإن الله يقول{ لآكلون من شجر من زقوم فمالؤن منها البطون فشاربون عليه من الحميم فشاربون شرب الهيم }قال فسكت

 وفي خبر آخر عنه فقال وهم في النار لا يشغلون عن أكل الضريع وشرب الحميم وهم في العذاب كيف يشغلون عنه في الحساب

----------------

مستدرك الوسائل ج16 ص262, بحار الانوار ج10 ص156, تفسير العياشي ج2 ص237 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

الامام الباقر يجيب الطاوس اليماني عن اسئلة 

المناقب لابن شهرآشوب, سأل طاوس اليماني الباقر (ع) متى هلك ثلث الناس فقال (ع) يا أبا عبد الرحمن لم يمت ثلث الناس قط يا شيخ أردت أن تقول متى هلك ربع الناس وذلك يوم قتل قابيل هابيل كانوا أربعة آدم وحواء وهابيل وقابيل فهلك ربعهم قال فأيهما كان أبا الناس القاتل أو المقتول قال لا واحد منهما أبوهم شيث وسأله عن شي‏ء قليله حلال وكثيره حرام في القرآن قال نهر طالوت إلا من اغترف غرفة بيده وعن صلاة مفروضة بغير وضوء وصوم لا يحجز عن أكل وشرب فقال (ع) الصلاة على النبي والصوم قوله تعالى{ إني نذرت للرحمن صوما }و عن شي‏ء يزيد وينقص فقال (ع) القمر وعن شي‏ء يزيد ولا ينقص فقال البحر وعن شي‏ء ينقص ولا يزيد فقال العمر وعن طائر طار مرة ولم يطر قبلها ولا بعدها قال (ع) طور سيناء قوله تعالى{ وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة}و عن قوم شهدوا بالحق وهم كاذبون قال (ع) المنافقون حين قالوا {نشهد إنك لرسول الله} 

-----------------

بحار الانوار ج10 ص156, المناقب ج4 ص200, الاحتجاج ج2 ص328 في رواية طويلة 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

الامام الباقر (ع) يعظ محمد بن المنكدر 

محمد بن المنكدر رأيت الباقر (ع) وهو متكئ على غلامين أسودين فسلمت عليه فرد علي على بهر وقد تصبب عرقا فقلت أصلحك الله لو جاءك الموت وأنت على هذه الحال في طلب الدنيا فخلى الغلامين من يده وتساند وقال لو جاءني أنا في طاعة من طاعات الله أكف بها نفسي عنك وعن الناس وإنما كنت أخاف الله لو جاءني وأنا على معصية من معاصي الله فقلت رحمك الله أردت أن أعظك فوعظتني 

---------------

بحار الانوار ج10 ص157, المناقب ج4 ص201 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

الامام الباقر (ع) يرد على ادعاء ظلم امير المؤمنين لاهل النهروان 

و كان عبد الله بن نافع بن الأزرق يقول لو عرفت أن بين قطريها أحدا تبلغني إليه الإبل يخصمني بأن عليا (ع) قتل أهل النهروان وهو غير ظالم لرحلتها إليه قيل له ائت ولده محمد الباقر (ع) فأتاه فسأله فقال (ع) بعد الكلام الحمد لله الذي أكرمنا بنبوته واختصنا بولايته يا معشر أولاد المهاجرين والأنصار من كان عنده منقبة في أمير المؤمنين (ع) فليقم وليحدث فقاموا ونشروا من مناقبه فلما انتهوا إلى قوله لأعطين الراية الخبر سأله أبو جعفر (ع) عن صحته فقال هو حق لا شك فيه ولكن عليا أحدث الكفر بعد فقال أبو جعفر (ع) أخبرني عن الله أحب علي بن أبي طالب (ع) يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان أم لم يعلم إن قلت لا كفرت فقال قد علم قال فأحبه على أن يعمل بطاعته أم على أن يعمل بمعصيته قال على أن يعمل بطاعته فقال أبو جعفر (ع) قم مخصوصا فقام وهو يقول حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود الله أعلم حيث يجعل رسالته 

----------------

بحار الانوار ج10 ص157, المناقب ج4 ص201 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

الامام الباقر (ع) يبين كيفية سؤال النبي محمد ص لعيسى (ع) 

 وفي حديث نافع بن الأزرق أنه سأل الباقر (ع) عن مسائل منها قوله تعالى{ وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أ جعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون} من الذي يسأله محمد وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة قال فقرأ أبو جعفر (ع) {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا} ثم ذكر اجتماعه بالمرسلين والصلاة بهم

----------------

بحار الانوار ج10 ص158, المناقب ج4 ص201 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

تكلم بعض رؤساء الكيسانية مع الباقر (ع) في حياة محمد بن الحنفية

و تكلم بعض رؤساء الكيسانية مع الباقر (ع) في حياة محمد بن الحنفية قال له ويحك ما هذه الحماقة أنتم أعلم به أم نحن قد حدثني أبي علي بن الحسين عليهما السلام أنه شهد موته وغسله وكفنه والصلاة عليه وإنزاله في قبره فقال شبه على أبيك كما شبه عيسى ابن مريم على اليهود فقال له الباقر (ع) أ فنجعل هذه الحجة قضاء بيننا وبينك قال نعم قال أ رأيت اليهود الذين شبه عيسى (ع) عليهم كانوا أولياءه أو أعداءه قال بل كانوا أعداءه قال فكان أبي عدو محمد بن الحنفية فشبه له قال لا وانقطع ورجع عما كان عليه 

------------------

بحار الانوار ج10 ص158, المناقب ج4 ص202 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

بدء خلق البيت الحرام 

و جاءه رجل من أهل الشام وسأله عن بدء خلق البيت فقال (ع) إن الله تعالى لما قال للملائكة{ إني جاعل في الأرض خليفة} فردوا عليه بقولهم{ أ تجعل فيها}و ساق الكلام إلى قوله تعالى{ وما كنتم تكتمون }فعلموا أنهم وقعوا في الخطيئة فعاذوا بالعرش فطافوا حوله سبعة أشواط يسترضون ربهم عز وجل فرضي عنهم وقال لهم اهبطوا إلى الأرض فابنوا لي بيتا يعوذ به من أذنب من عبادي ويطوف حوله كما طفتم أنتم حول عرشي فأرضى عنه كما رضيت عنكم فبنوا هذا البيت فقال له الرجل صدقت يا أبا جعفر فما بدء هذا الحجر قال إن الله تعالى لما أخذ ميثاق بني آدم أجرى نهرا أحلى من العسل وألين من الزبد ثم أمر القلم استمد من ذلك وكتب إقرارهم وما هو كائن إلى يوم القيامة ثم ألقم ذلك الكتاب هذا الحجر فهذا الاستلام الذي ترى إنما هو بيعة على إقرارهم وكان أبي إذا استلم الركن قال اللهم أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته ليشهد لي عندك بالوفاء فقال الرجل صدقت يا أبا جعفر ثم قام فلما ولي قال الباقر (ع) لابنه الصادق (ع) اردده علي فتبعه إلى الصفا فلم يره فقال الباقر (ع) أراه الخضر (ع) 

----------------

بحار الانوار ج10 ص158, المناقب ج4 ص202 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

الامام الباقر (ع) يبهت بعض الرجال 

رجال الكشي, محمد بن قولويه عن محمد بن بندار القمي عن البرقي عن أبيه عن أحمد بن النضر عن عباد بن بشير عن ثوير بن أبي فاختة قال خرجت حاجا فصحبني عمر بن ذر القاضي وابن قيس الماصر والصلت بن بهرام وكانوا إذا نزلوا منزلا قالوا انظر الآن فقد حررنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر (ع) منها عن ثلاثين كل يوم وقد قلدناك ذلك قال ثوير فغمني ذلك حتى إذا دخلنا المدينة فافترقا فنزلت أنا على أبي جعفر فقلت له جعلت فداك إن ابن ذر وابن قيس الماصر والصلت صحبوني وكنت أسمعهم يقولون قد حررنا أربعة آلاف مسألة نسأل أبا جعفر (ع) عنها فغمني ذلك فقال أبو جعفر (ع) ما يغمك من ذلك فإذا جاءوا فأذن لهم فلما كان من غد دخل مولى لأبي جعفر (ع) فقال جعلت فداك إن بالباب ابن ذر ومعه قوم فقال أبو جعفر (ع) يا ثوير قم فأذن لهم فقمت فأدخلهم فلما دخلوا سلموا وقعدوا ولم يتكلموا فلما طال ذلك أقبل أبو جعفر (ع) يستفتيهم الأحاديث وأقبلوا لا يتكلمون فلما رأى ذلك أبو جعفر (ع) قال لجارية له يقال لها سرحة هاتي الخوان فلما جاءت به فوضعته قال أبو جعفر (ع) الحمد لله الذي جعل لكل شي‏ء حدا ينتهي إليه حتى أن لهذا الخوان حدا ينتهي إليه فقال ابن ذر وما حده قال إذا وضع ذكر اسم الله وإذا رفع حمد الله قال ثم أكلوا ثم قال أبو جعفر (ع) اسقيني فجاءته بكوز من أدم فلما صار في يده قال الحمد لله الذي جعل لكل شي‏ء حدا ينتهي إليه حتى أن لهذا الكوز حدا ينتهي إليه فقال ابن ذر وما حده قال يذكر اسم الله عليه إذا شرب ويحمد الله عليه إذا فرغ ولا يشرب من عند عروته ولا من كسر إن كان فيه قال فلما فرغوا أقبل عليهم يستفتيهم الأحاديث فلا يتكلمون فلما رأى ذلك أبو جعفر (ع) قال يا ابن ذر أ لا تحدثنا ببعض ما سقط إليكم من حديثنا قال بلى يا ابن رسول الله قال إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من آخر كتاب الله وأهل بيتي إن تمسكتم بهما لن تضلوا فقال أبو جعفر (ع) يا ابن ذر إذا لقيت رسول الله ص فقال ما خلفتني في الثقلين فما ذا تقول قال فبكى ابن ذر حتى رأيت دموعه تسيل على لحيته ثم قال أما الأكبر فمزقناه وأما الأصغر فقتلناه فقال أبو جعفر (ع) إذا تصدقه يا ابن ذر لا والله لا تزول قدم يوم القيامة حتى يسأل عن ثلاث عن عمره فيما أفناه وعن ماله أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن حبنا أهل البيت قال فقاموا وخرجوا فقال أبو جعفر (ع) لمولى له اتبعهم فانظر ما يقولون قال فتبعهم ثم رجع فقال جعلت فداك قد سمعتهم يقولون لابن ذر ما على هذا خرجنا معك فقال ويلكم اسكتوا ما أقول إن رجلا يزعم أن الله يسألني عن ولايته وكيف أسأل رجلا يعلم حد الخوان وحد الكوز 

-----------------

بحار الانوار ج10 ص159, رجال الكشي ص219 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

جواب الامام الباقر (ع) على اسئلة نافع بن الازرق مولى عمر بن الخطاب 

تفسير القمي, أبي عن ابن محبوب عن الثمالي عن أبي الربيع قال حججت مع أبي جعفر (ع) في السنة التي حج فيها هشام بن عبد الملك وكان معه نافع بن الأزرق مولى عمر بن الخطاب فنظر نافع إلى أبي جعفر في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس فقال لهشام يا أمير المؤمنين من هذا الذي يتكافأ عليه الناس فقال هذا نبي أهل الكوفة هذا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم أجمعين فقال نافع لآتينه ولأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن وصي نبي فقال هشام فاذهب إليه فسله فلعلك أن تخجله فجاء نافع فاتكأ على الناس ثم أشرف على أبي جعفر (ع) فقال يا محمد بن علي إني قد قرأت التوراة والإنجيل والزبور والفرقان وقد عرفت حلالها وحرامها قد جئت أسألك عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو وصي نبي أو ابن وصي نبي فرفع إليه أبو جعفر (ع) رأسه فقال سل فقال أخبرنيكم بين عيسى ومحمد من سنة قال أخبرك بقولي أم بقولك قال أخبرني بالقولين جميعا قال أما بقولي فخمسمائة سنة وأما بقولك فستمائة سنة قال فأخبرني عن قول الله تعالى{و سئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أ جعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون }من الذي سأل محمد ص وكان بينه وبين عيسى خمسمائة سنة قال فتلا أبو جعفر (ع) هذه الآية {سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا} فكان من الآيات التي أراها الله محمدا ص حين أسري به إلى بيت المقدس أن حشر الله الأولين والآخرين من النبيين والمرسلين ثم أمر جبرئيل (ع) فأذن شفعا وأقام شفعا ثم قال في إقامته حي على خير العمل ثم تقدم محمد ص فصلى بالقوم فأنزل الله تعالى عليه{ وسئل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أ جعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون }فقال لهم رسول الله ص علام تشهدون وما كنتم تعبدون قالوا نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله أخذت على ذلك مواثيقنا وعهودنا قال نافع صدقت يا ابن رسول الله يا أبا جعفر أنتم والله أوصياء رسول الله وخلفاؤه في التوراة وأسماؤكم في الإنجيل وفي الزبور وفي القرآن وأنتم أحق بالأمر من غيركم

------------------

بحار الانوار ج10 ص161, تفسير القمي ج2 ص284 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية . 

 

 

الامام الباقر (ع) يبين مسالة في الوراثة 

أقول وروى السيد المرتضى رحمه الله في كتاب الفصول عن الشيخ رحمه الله عن أحمد بن محمد بن الوليد عن أبيه عن سعد عن ابن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن بكير بن أعين قال جاء رجل إلى أبي جعفر (ع) فقال له يا أبا جعفر ما تقول في امرأة تركت زوجها وإخوتها لأمها وأختها لأبيها فقال أبو جعفر (ع) للزوج النصف ثلاثة أسهم من ستة أسهم وللإخوة من الأم الثلث سهمان من ستة وللأخت من الأب ما بقي وهو السدس سهم من ستة فقال له الرجل فإن فرائض زيد وفرائض العامة والقضاة على غير ذلك يا أبا جعفر يقولون للأخت من الأب ثلاثة أسهم من ستة إلى ثمانية فقال له أبو جعفر (ع) ولم قالوا ذلك قال لأن الله تعالى يقول {إن امرؤ هلك ليس له ولد وله أخت فلها نصف ما ترك }فقال أبو جعفر (ع) فإن كان الأخت أخا قال ليس له إلا السدس فقال أبو جعفر (ع) فما لكم نقصتم الأخ إن كنتم تحتجون للأخت بأن الله تعالى قد سمى لها النصف فإن الله تعالى قد سمى للأخ أيضا الكل والكل أكثر من النصف قال الله تعالى { فلها نصف ما ترك وهو يرثها إن لم يكن لها ولد }فلا تعطون الذي جعل الله له الجميع في فرائضكم شيئا وتعطونه السدس في موضع وتعطون الذي جعل الله تعالى له النصف تاما فقال الرجل وكيف نعطي الأخت أصلحك الله النصف ولا نعطي الأخ شيئا فقال أبو جعفر (ع) تقولون في أم وزوج وإخوة لأم وأخت لأب فتعطون الزوج النصف ثلاثة أسهم من ستة تعول إلى تسعة والأم السدس والإخوة من الأم الثلث والأخت من الأب النصف ثلاثة يرتفع من ستة إلى تسعة فقال كذلك يقولون فقال إن كانت الأخت أخا لأب قال ليس له شي‏ء فقال الرجل لأبي جعفر (ع) فما تقول أنت رحمك الله قال فليس للإخوة من الأب والأم ولا للإخوة من الأم ولا للإخوة من الأب مع الأم شي‏ء

-----------------

الكافي ج7 ص102, من لا يحضره الفقيه ج4 ص277, بحار الانوار ج10 ص162, مستدرك الوسائل ج17 ص158 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية .