أسمائه ص

عن الكلبي, عن أبي عبد الله ×, قال: قال لي: كم لمحمد | اسم في القرآن؟ قال: قلت: اسمان أو ثلاث, فقال: يا كلبي له عشرة أسماء: {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل‏} {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} {وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا} و{طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى}‏ و{يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم}‏ و{ن والقلم وما يسطرون ما أنت بنعمة ربك بمجنون}‏ و{يا أيها المزمل‏} و{يا أيها المدثر} و{قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا} فالذكر اسم من أسماء محمد | ونحن أهل الذكر, فسل يا كلبي عما بدا لك, قال: فأنسيت والله القرآن كله فما حفظت منه حرفا أسأله عنه‏. 

 

عن محمد بن مسلم, عن أبي جعفر × قال: إن لرسول الله | عشرة أسماء, خمسة منها في القرآن وخمسة ليست في القرآن, فأما التي في القرآن ف{محمد} و{أحمد} و{عبد الله}‏ و{يس‏} و{ن},‏ وأما التي ليست في القرآن: فالفاتح والخاتم والكاف والمقفي والحاشر. 

 

عن الحسن بن عبد الله, عن آبائه, عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله | فسأله أعلمهم فيما سأله فقال له: لأي شي‏ء سميت محمدا وأحمد وأبا القاسم وبشيرا ونذيرا وداعيا؟ فقال النبي |: أما محمد فإني محمود في الأرض, وأما أحمد فإني محمود في السماء, وأما أبو القاسم فإن الله عز وجل يقسم يوم القيامة قسمة النار فمن كفر بي من الأولين والآخرين ففي النار, ويقسم قسمة الجنة فمن آمن بي وأقر بنبوتي ففي الجنة, وأما الداعي فإني أدعو الناس إلى دين ربي عز وجل, وأما النذير فإني أنذر بالنار من عصاني, وأما البشير فإني أبشر بالجنة من أطاعني. 

 

قال أمير المؤمنين × في حديث طويل: يا سلمان ويا جندب، فصار محمد | {يس والقرآن الحكيم}، وصار محمد {ن والقلم وما يسطرون‏}، وصار محمد {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‏}، وصار محمد صاحب الدلالات، وصرت أنا صاحب المعجزات والآيات، وصار محمد | خاتم النبيين وصرت أنا خاتم الوصيين، وأنا الصراط المستقيم، وأنا النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون، ولا أحد اختلف إلا في ولايتي، وصار محمد | صاحب الدعوة وصرت أنا صاحب السيف، وصار محمد نبيا مرسلا وصرت أنا صاحب أمر النبي |. 

 

عن ابن قيس, عن أبي جعفر × قال: إن اسم رسول الله | في صحف إبراهيم ×: الماحي, وفي توراة موسى ×: الحاد, وفي إنجيل عيسى ×: أحمد, وفي القرآن: محمد, قيل: فما تأويل الماحي؟ فقال: الماحي صورة الأصنام وماحي الأوثان والأزلام وكل معبود دون الرحمن, قيل: فما تأويل الحاد؟ قال: يحاد من حاد الله ودينه قريبا كان أو بعيدا, قيل: فما تأويل أحمد؟ قال: حسن ثناء الله عز وجل عليه في الكتب بما حمد من أفعاله, قيل: فما تأويل محمد؟ قال: إن الله وملائكته وجميع أنبيائه ورسله وجميع أممهم يحمدونه ويصلون عليه, وإن اسمه لمكتوب على العرش محمد رسول الله. 

 

عن سليم بن قيس قال: أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين ×, فنزل العسكر قريبا من دير نصراني إذ خرج علينا من الدير شيخ جميل حسن الوجه حسن الهيئة والسمت معه كتاب في يده حتى أتى أمير المؤمنين × فسلم عليه بالخلافة, فقال له علي ×: مرحبا يا أخي شمعون بن حمون كيف حالك رحمك الله؟ فقال: بخير يا أمير المؤمنين وسيد المسلمين ووصي رسول رب العالمين, إني من نسل رجل من‏ حواري عيسى ابن مريم × من نسل شمعون بن يوحنا وكان أفضل حواري عيسى ابن مريم × الاثني عشر وأحبهم إليه وآثرهم عنده وإليه, أوصى عيسى × وإليه دفع كتبه وعلمه وحكمته, فلم يزل أهل بيته على دينه متمسكين عليه‏ لم يكفروا ولم يبدلوا ولم يغيروا وتلك الكتب عندي إملاء عيسى ابن مريم × وخط أبينا بيده, وفيه كل شي‏ء يفعل الناس من بعده ملك ملك وما يملك وما يكون في زمان كل ملك منهم حتى يبعث الله رجلا من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الله من أرض تدعى تهامة من قرية يقال لها: مكة, يقال له: أحمد, الأنجل العينين المقرون الحاجبين صاحب الناقة والحمار والقضيب والتاج, يعني العمامة, له اثنا عشر اسما - الى أن قال - واسمه |: محمد وياسين والفتاح والختام والحاشر والعاقب والماحي - وفي نسخة أخرى مكان الماحي الفتاح - والقائد وهو نبي الله وخليل الله وحبيب الله وصفيه وأمينه وخيرته يرى تقلبه في الساجدين - وفي نسخة أخرى يراه تقلبه في الساجدين - يعني في أصلاب النبيين ويكلمه برحمته فيذكر إذا ذكر. 

 

عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله |: أنا أشبه الناس بآدم ×, وإبراهيم × أشبه الناس بي خلقه وخلقه, وسماني الله من فوق عرشه عشرة أسماء, وبين الله وصفي وبشرني على لسان كل رسول بعثه إلى قومه, وسماني ونشر في التوراة اسمي, وبث ذكري في أهل التوراة والإنجيل, وعلمني كتابه, ورفعني في سمائه, وشق لي اسما من أسمائه فسماني محمدا وهو محمود, وأخرجني في خير قرن من أمتي, وجعل اسمي في التوراة أحيد فبالتوحيد حرم أجساد أمتي على النار, وسماني في الإنجيل أحمد فأنا محمود في أهل السماء وجعل أمتي الحامدين, وجعل اسمي في الزبور ماحيا محا الله عز وجل بي‏ من الأرض عبادة الأوثان, وجعل اسمي في القرآن محمدا فأنا محمود في جميع أهل القيامة في فصل القضاء لا يشفع أحد غيري, وسماني في القيامة حاشرا يحشر الناس على قدمي, وسماني الموقف أوقف الناس بين يدي الله جل جلاله, وسماني العاقب أنا عقب النبيين ليس بعدي رسول, وجعلني رسول الرحمة ورسول التوبة ورسول الملاحم والمقتفي قفيت النبيين جماعة, وأنا القيم الكامل الجامع ومن على ربي وقال لي: يا محمد صلى الله عليك فقد أرسلت كل رسول إلى أمته بلسانها وأرسلتك إلى كل أحمر وأسود من خلقي, ونصرتك بالرعب الذي لم أنصر به أحدا, وأحللت لك الغنيمة ولم تحل لأحد قبلك, وأعطيتك ولأمتك كنزا من كنوز عرشي فاتحة الكتاب وخاتمة سورة البقرة, وجعلت لك ولأمتك الأرض كلها مسجدا وترابها طهورا, وأعطيت لك ولأمتك التكبير, وقرنت ذكرك بذكري حتى لا يذكرني أحد من أمتك إلا ذكرك مع ذكري, فطوبى لك يا محمد ولأمتك. 

 

عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم, عن أبي الحسن موسى ×‏ في حديث طويل‏ سأله نصراني عن قوله تعالى:‏ {حم والكتاب المبين}‏ إلى قوله‏ {منذرين}‏ ما تفسيرها في الباطن؟ فقال: أما {حم}‏ فهو محمد |, وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه, وهو منقوص الحروف, وأما {الكتاب المبين}‏ فهو أمير المؤمنين علي ×. 

 

قال رسول الله |: يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه، إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره، رأى النور، ولم يتبين الأشباح, فقال: يا رب ما هذه الأنوار قال الله عز وجل: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك، إذ كنت وعاء لتلك الأشباح, فقال آدم ×: يا رب لو بينتها لي, فقال الله عز وجل: انظر يا آدم إلى ذروة العرش, فنظر آدم، ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش، فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الإنسان في المرآة الصافية فرأى أشباحنا, فقال: يا رب ما هذه الأشباح؟ قال الله تعالى: يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي: هذا محمد وأنا المحمود الحميد في أفعالي، شققت له اسما من اسمي. وهذا علي، وأنا العلي العظيم، شققت له اسما من اسمي. وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض، فاطم أعدائي عن رحمتي يوم فصل قضائي، وفاطم أوليائي عما يعرهم ويسيئهم فشققت لها اسما من اسمي. و هذان الحسن والحسين وأنا المحسن والمجمل شققت اسميهما من اسمي, هؤلاء خيار خليقتي وكرام بريتي، بهم آخذ، وبهم أعطي، وبهم أعاقب، وبهم أثيب، فتوسل إلي بهم. يا آدم، وإذا دهتك داهية، فاجعلهم إلي شفعاءك، فإني آليت على نفسي قسما حقا أن‏ لا أخيب بهم آملا، ولا أرد بهم سائلا. فلذلك حين زلت منه الخطيئة، دعا الله عز وجل بهم فتاب عليه وغفر له. 

 

قال رسول الله | في حديث طويل: يا سلمان, خلقني الله من صفوة نوره, ودعاني فأطعته, وخلق من نوري عليا ×, ودعاه فأطاعه, وخلق من نور علي فاطمة ÷, ودعاها فأطاعته, وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسن ×, ودعاه فأطاعه, وخلق مني ومن علي وفاطمة الحسين ×, فدعاه فأطاعه, ثم سمانا بخمسة أسماء من أسمائه, فالله المحمود وأنا محمد, والله العلي وهذا علي, والله الفاطر وهذه فاطمة, والله ذو الاحسان وهذا الحسن, والله المحسن وهذا الحسين, ثم خلق منا ومن نور الحسين, تسعة أئمة, فدعاهم فأطاعوه, قبل أن يخلق سماء مبنية, وأرضا مدحية, ولا ملكا ولا بشرا, وكنا نورا نسبح الله, ونسمع له ونطيع. 

 

روى صاحب الدر الثمين في تفسير قوله تعالى: {فتلقى آدم من ربه كلمات} أنه رأى ساق العرش وأسماء النبي والأئمة, فلقنه جبرئيل × قال: يا حميد بحق محمد, يا عالي بحق علي, يا فاطر بحق فاطمة, يا محسن بحق الحسن والحسين ومنك الاحسان. 

 

قال رسول الله | في حديث المعراج: فالتفت عن يمين العرش، فوجدت على ساق العرش الأيمن مكتوبا: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، محمد رسولي، أيدته بعلي. ثم نوديت: يا أحمد, شققت اسمك من اسمي; أنا الله المحمود الحميد وأنت أحمد، وشققت اسم ابن عمك من اسمي; أنا الأعلى وهو علي. 

 

قال رسول الله |: إن الله خلقني وعليا × من نور واحد, وشق لنا اسمين من أسمائه, فذو العرش محمود وأنا محمد, والله الأعلى وهذا علي. 

 

في أسئلة الشامي الذي سأل أمير المؤمنين × عن ستة من الأنبياء لهم اسمان - الى أن قال × - ومحمد | وهو أحمد. 

 

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، وأبي جعفر ‘ قالا: كان رسول الله | إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {طه‏} بلغة طي يا محمد |، {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى}‏. 

 

عن أبي بصير، عن أبي جعفر × قال: كان رسول الله | عند عايشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: يا عايشة ألا أكون عبدا شكورا؟ قال: وكان رسول الله | يقوم على أطراف أصابع رجليه، فأنزل الله سبحانه‏ {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‏}. 

 

عن أبي عبد الله × في حديث طويل قال: وأما {طه} فاسم من أسماء النبي | ومعناه: يا طالب الحق الهادي إليه {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‏} بل لتسعد به‏. وأما {يس} فاسم من أسماء النبي | معناه: يا أيها السامع لوحيي {والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم}.

 

قال الصادق × {يس} اسم رسول الله | والدليل عليه قوله {إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم} قال: على الطريق الواضح {تنزيل العزيز الرحيم} قال: القرآن‏. 

 

قال أمير المؤمنين ×‏ في قوله تعالى {سلام على ال ياسين} قال:‏ {يس‏} محمد | ونحن آل يس. 

 

أبي جعفر وأبي عبد الله ‘ قال: هذا محمد أذن لهم في التسمية به, فمن أذن لهم في {يس} يعني‏ التسمية وهو اسم النبي |. 

 

عن أمير المؤمنين × وقد سأله بعض الزنادقة عن آي من القرآن، فكان فيما قال له ×: سمى الله النبي بهذا الاسم حيث قال: {يس‏ والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين‏}. 

 

عن الريان بن الصلت, عن الرضا ×‏ في إحتجاج طويل مع العلماء في الفرق بين العترة والأمة وساق الحديث إلى أن قال ×: أخبروني عن قول الله عز وجل‏ {يس والقرآن الحكيم‏} فمن عنى بقوله‏ {يس}‏؟ قالت: العلماء {يس}‏ محمد | لم يشك فيه أحد, قال أبو الحسن ×: فإن الله عز وجل أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله, وذلك أن الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء فقال تعالى:‏ {سلام على نوح في العالمين‏} وقال:‏ {سلام على إبراهيم}‏ وقال:‏ {سلام على موسى وهارون}‏ ولم يقل: سلام على آل نوح, ولم يقل: سلام على آل إبراهيم, ولا قال: سلام على آل موسى وهارون, وقال: {سلام على ال ياسين} يعني آل محمد. ‏

 

محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن موسى ×, قال: سألته عن قول الله عز وجل: {ن‏ والقلم‏ وما يسطرون}‏: فالنون اسم لرسول الله |، والقلم اسم لأمير المؤمنين ×. 

 

عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر × في قوله عز وجل: {يا أيها المدثر قم فأنذر}: يعني بذلك محمدا | وقيامه في الرجعة ينذر فيها,  قوله: {إنها لإحدى الكبر نذيرا} يعني محمدا | {نذيرا للبشر} في الرجعة. 

 

قال الإمام الرضا ×: {قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا} فالذكر رسول الله | ونحن أهله‏. 

 

عن علي بن الحسن بن فضال, عن أبيه قال: سألت الرضا × فقلت له: لم كني النبي | بأبي القاسم؟ فقال: لأنه كان له ابن يقال له قاسم فكني به, قال: فقلت: يا ابن رسول الله فهل تراني أهلا للزيادة؟ فقال: نعم, أما علمت أن رسول الله | قال: أنا وعلي أبوا هذه الأمة؟ قلت: بلى, قال: أما علمت أن رسول الله | أب لجميع أمته وعلي منهم؟ قلت: بلى, قال: أما علمت أن عليا × قاسم الجنة والنار؟ قلت: بلى, قال: فقيل له أبو القاسم لأنه أبو قاسم الجنة والنار, فقلت له: وما معنى ذلك؟ فقال: إن شفقة الرسول على أمته شفقة الآباء على ألأولاد وأفضل أمته علي ×, ومن بعده شفقة علي × عليهم كشفقته لأنه وصيه وخليفته والإمام بعده, فلذلك قال |: أنا وعلي أبوا هذه الأمة, وصعد النبي | المنبر فقال: من ترك دينا أو ضياعا فعلي وإلي ومن ترك مالا فلورثته, فصار بذلك أولى بهم من آبائهم وأمهاتهم, وصار أولى بهم منهم بأنفسهم, وكذلك أمير المؤمنين × بعده جرى له مثل ما جرى لرسول الله |. 

 

 

علة كونه يتيم:

عن الرضا عن آبائه عليهم السلام قال: سئل علي بن الحسين ×: لم أوتم النبي | من أبويه قال: لئلا يجب عليه حق لمخلوق‏. 

 

عن أبي عبد الله × قال: إن الله عز وجل أيتم نبيه | لئلا يكون لأحد عليه طاعة. 

 

عن زرارة, عن أحدهما ‘ في قول الله: {ألم يجدك يتيما فآوى}‏ فآوى إليك الناس‏ {ووجدك ضالا فهدى}‏ أي‏ هدى‏ إليك‏ قوما لا يعرفونك حتى عرفوك‏ {ووجدك عائلا فأغنى‏} أي وجدك تعول أقواما فأغناهم بعلمك. 

 

عن الرضا × في حديث طويل: قال الله عز وجل لنبيه محمد |‏ {ألم يجدك يتيما فآوى‏} يقول: ألم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس‏ {ووجدك ضالا} يعني عند قومك‏ {فهدى}‏ أي هداهم إلى معرفتك‏ {ووجدك عائلا فأغنى}‏ يقول: أغناك بأن جعل دعاءك مستجابا. 

 

عن ابن عباس قال: سئل عن قول الله‏ {ألم يجدك يتيما فآوى}‏ قال: إنما سمي يتيما لأنه لم يكن له نظير على وجه الأرض من الأولين والآخرين, فقال الله عز وجل‏: ممتنا عليه‏ نعمه‏ {ألم يجدك يتيما} أي وحيدا لا نظير لك‏ {فآوى‏} إليك الناس وعرفهم فضلك حتى عرفوك‏ {ووجدك ضالا} يقول: منسوبا عند قومك إلى الضلالة فهداهم بمعرفتك‏ {ووجدك عائلا} يقول: فقيرا عند قومك. يقولون: لا مال لك, فأغناك الله بمال خديجة ÷, ثم زادك من فضله فجعل دعاءك مستجابا حتى لو دعوت على حجر أن يجعله الله لك ذهبا لنقل عينه إلى مرادك, وأتاك بالطعام حيث لا طعام, وأتاك بالماء حيث لا ماء, وأغاثك بالملائكة حيث لا مغيث فأظفرك بهم على أعدائك.‏