بلسان نفسه

من خطبة لأمير المؤمنين (ع) قال: أنا عندي مفاتيح الغيب, لا يعلمها بعد رسول الله إلا أنا, أنا ذو القرنين المذكور في الصحف الأولى, أنا صاحب خاتم سليمان, أنا ولي الحساب, أنا صاحب الصراط والموقف, قاسم الجنة والنار بأمر ربي, أنا آدم الأول, أنا نوح الأول, أنا آية الجبار, أنا حقيقة الأسرار, أنا مورق الأشجار, أنا مونع الثمار, أنا مفجر العيون, أنا مجري الأنهار, أنا خازن العلم, أنا طود الحلم, أنا أمير المؤمنين, أنا عين اليقين, أنا حجة الله في السماوات والأرض, أنا الراجفة, أنا الصاعقة, أنا الصيحة بالحق, أنا الساعة لمن كذب بها, أنا ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه, أنا الأسماء الحسنى التي أمر أن يدعى بها, أنا ذلك النور الذي اقتبس منه الهدى, أنا صاحب الصور, أنا مخرج من في القبور, أنا صاحب يوم النشور, أنا صاحب نوح ومنجيه, أنا صاحب أيوب المبتلى وشافيه, أنا أقمت السماوات بأمر ربي, أنا صاحب إبراهيم, أنا سر الكليم, أنا الناظر في الملكوت, أنا أمر الحي الذي لا يموت, أنا ولي الحق على سائر الخلق, أنا الذي لا يبدل القول لدي, وحساب الخلق إليّ, أنا المفوض إلي أمر الخلائق, أنا خليفة الإله الخالق, أنا سر الله في بلاده, وحجته على عباده, أنا أمر الله والروح, كما قال سبحانه: {ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي}. 

أنا أرسيت الجبال الشامخات, وفجرت العيون الجاريات, أنا غارس الأشجار, ومخرج الألوان والثمار, أنا مقدر الأقوات, أنا ناشر الأموات, أنا منزل القطر, أنا منور الشمس والقمر والنجوم, أنا قيم القيامة, أنا القيم الساعة, أنا الواجب له من الله الطاعة, أنا سر الله المخزون, أنا العالم بما كان وما يكون, أنا صلوات المؤمنين وصيامهم, أنا مولاهم وإمامهم, أنا صاحب النشر الأول والآخر, أنا صاحب المناقب والمفاخر, أنا صاحب الكواكب, أنا عذاب الله الواصب, أنا مهلك الجبابرة الأول, أنا مزيل الدول, أنا صاحب الزلازل والرجف, أنا صاحب الكسوف والخسوف, أنا مدمر الفراعنة بسيفي هذا, أنا الذي أقامني الله في الأظلة ودعاهم إلى طاعتي, فلما ظهرت أنكروا, فقال الله سبحانه: {فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به}, أنا نور الأنوار, أنا حامل العرش مع الأبرار, أنا صاحب الكتب السالفة, أنا باب الله الذي لا يفتح لمن كذب به ولا يذوق الجنة, أنا الذي تزدحم الملائكة على فراشي, وتعرفني عباد أقاليم الدنيا, أنا رُدت لي الشمس مرتين, وسلمت عليّ كرتين, وصليت مع رسول الله القبلتين, وبايعت البيعتين, أنا صاحب بدر وحنين, أنا الطور, أنا الكتاب المسطور, أنا البحر المسجور, أنا البيت المعمور, أنا الذي دعا الله الخلائق إلى طاعتي, فكفرت, وأصرت, فمسخت, وأجابت أمة فنجت, وأزلفت, أنا الذي بيدي مفاتيح الجنان, ومقاليد النيران, كرامة من الله, أنا مع رسول الله في الأرض وفي السماء, أنا المسيح حيث لا روح يتحرك ولا نفس يتنفس غيري, أنا صاحب القرون الأولى, أنا الصامت ومحمد الناطق, أنا جاوزت بموسى في البحر, وأغرقت فرعون وجنوده, وأنا أعلم هماهم البهائم, ومنطق الطير, أنا الذي أجوز السماوات السبع والأرضين السبع في طرفة عين, أنا المتكلم على لسان عيسى في المهد, أنا الذي يصلي عيسى خلفي, أنا الذي أنقلب في الصور كيف شاء الله, أنا مصباح الهدى, أنا مفتاح التقى, أنا الآخرة والأولى, أنا الذي أرى أعمال العباد, أنا خازن السماوات والأرض بأمر رب العالمين, أنا القائم بالقسط, أنا ديان الدين, أنا الذي لا تقبل الأعمال إلا بولايتي, ولا تنفع الحسنات إلا بحبي, أنا العالم بمدار الفلك الدوار, أنا صاحب مكيال وقطرات الأمطار, ورمل القفار بإذن الملك الجبار, ألا أنا الذي أقتل مرتين وأحيى مرتين وأظهر كيف شئت, أنا محصي الخلائق وإن كثروا, أنا محاسبهم بأمر ربي, أنا الذي عندي ألف كتاب من كتب الأنبياء, أنا الذي جحد ولايتي ألف أمة فمسخوا, أنا المذكور في سالف الأزمان والخارج في آخر الزمان, أنا قاصم الجبارين في الغابرين, ومخرجهم ومعذبهم في الآخرين, يغوث ويعوق ونسراً عذاباً شديداً, أنا المتكلم بكل لسان, أنا الشاهد لأعمال الخلائق في المشارق والمغارب, أنا صهر محمد, أنا المعنى الذي لا يقع عليه اسم ولا شبه, أنا باب حطة, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

---------------

مشارق أنوار اليقين ص269

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

خطبة الافتخار, رواها الأصبغ بن نباتة قال: خطب أمير المؤمنين (ع) فقال في خطبه: أنا أخو رسول الله ووارث علمه, ومعدن حكمه, وصاحب سره, وما أنزل الله حرفاً في كتاب من كتبه إلا وقد صار إليّ, وزاد لي علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة, أعطيت علم الأنساب والأسباب, وأعطيت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب, ومددت بعلم القدر, وإن ذلك يجري في الأوصياء من بعدي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها, وهو خير الوارثين, أعطيت الصراط والميزان واللواء والكوثر, أنا المقدم على بني آدم يوم القيامة, أنا المحاسب للخلق, أنا منزلهم منازلهم, أنا عذاب أهل النار, ألا كل ذلك من فضل الله علي, ومن أنكر أن لي في الأرض كرة بعد كرة وعوداً بعد رجعة, حديثاً كما كنت قديماً, فقد رد علينا, ومن رد علينا فقد رد على الله. 

أنا صاحب الدعوات, أنا صاحب الصلوات, أنا صاحب النقمات, أنا صاحب الدلالات, أنا صاحب الآيات العجيبات, أنا عالم أسرار البريات, أنا قرن من حديد, أنا أبداً جديد, أنا منزل الملائكة منازلها, أنا آخذ العهد على الأرواح في الأزل, أنا المنادي لهم ألست بربكم بأمر قيوم لم يزل, أنا كلمة الله الناطقة في خلقه, أنا آخذ العهد على جميع الخلائق في الصلوات, أنا غوث الأرامل واليتامى, أنا باب مدينة العلم, أنا كهف الحلم, أنا عامة الله القائمة, أنا صاحب لواء الحمد, أنا صاحب الهبات بعد الهبات ولو أخبرتكم لكفرتم, أنا قاتل الجبابرة, أنا الذخيرة في الدنيا والآخرة, أنا سيد المؤمنين, أنا علم المهتدين, أنا صاحب اليمين, أنا اليقين, أنا إمام المتقين, أنا السابق إلى الدين, أنا حبل الله المتين, أنا الذي أملأها عدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً بسيفي هذا, أنا صاحب جبريل, أنا تابع ميكائيل, أنا شجرة الهدى, أنا علم التقى, أنا حاشر الخلق إلى الله بالكلمة التي بها يجمع الخلايق, أنا منشئ الأنام, أنا جامع الأحكام, أنا صاحب القضيب الأزهر والجمل الأحمر, أنا باب اليقين, أنا أمير المؤمنين. 

أنا صاحب الخضر, أنا صاحب البيضاء, أنا صاحب الفيحاء, أنا قاتل الأقران, أنا مبيد الشجعان, أنا صاحب القرون الأولين, أنا الصديق الأكبر, أنا الفاروق الأعظم, أنا المتكلم بالوحي, أنا صاحب النجوم, أنا مدبرها بأمر ربي وعلم الله الذي خصني به, أنا صاحب الرايات الصفر, أنا صاحب الرايات الحمر, أنا الغائب المنتظر لأمر العظيم, أنا المعطي, أنا المبذل, أنا القابض يدي على القبض, الواصف لنفسي, أنا الناظر لدين ربي, أنا الحامي لابن عمي, أنا مدرجة في الأكفان, أنا والي الرحمن, أنا صاحب الخضر وهارون, أنا صاحب موسى ويوشع بن نون, أنا صاحب الجنة, أنا صاحب القطر والمطر, أنا صاحب الزلازل والخسوف, أنا مروع الألوف, أنا قاتل الكفار, أنا إمام الأبرار, أنا البيت المعمور, أنا السقف المرفوع, أنا البحر المسجور, أنا باطن الحرم, أنا عماد الأمم, أنا صاحب الأمر الأعظم, هل من ناطق يناطقني؟! 

أنا النار, ولولا أني أسمع كلام الله وقول رسول الله (ص) لوضعت سيفي فيكم وقتلتكم عن آخركم, أنا شهر رمضان, أنا ليلة القدر, أنا أم الكتاب, أنا فصل الخطاب, أنا سورة الحمد, أنا صاحب الصلاة في الحضر والسفر, بل نحن الصلاة والصيام والليالي والأيام والشهور والأعوام,(1)أنا صاحب الحشر والنحر, أنا الواضع عن أمة محمد الوزر, أنا باب السجود, أنا العابد, أنا المخلوق (2), أنا الشاهد, أنا المشهود, أنا صاحب السندس الأخضر, أنا المذكور في السماوات والأرض, أنا الماضي مع رسول الله في السماوات, أنا صاحب الكتاب والقوس, أنا صاحب شيت بن آدم, أنا صاحب موسى وإرم, أنا بي تضرب الأمثال, أنا السماء الخضر, أنا صاحب الدنيا الغبراء, أنا صاحب الغيث بعد القنوط. 

ها أنا ذا فمن ذا مثلي, أنا صاحب الرعد الأكبر, أنا صاحب البحر الأكدر, أنا مكلم الشمس, أنا الصاعقة على الأعداء, أنا غوث من أطاع من الورى والله ربي لا إله غيره, ألا وإن للباطل جولة وللحق دولة, وإني ظاعن عن قريب فارتقبوا الفتنة الأموية والدولة الكسروية, ثم تقبل دولة بني العباس بالفرج والبأس, وتبنى مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة والفرات, ملعون من سكنها, منها تخرج طينة الجبارين, تعلى فيها القصور, وتسبل الستور, ويتعلون بالمكر والفجور, فيتداولها بنو العباس اثنان وأربعون ملكاً على عدد سني الملك, ثم الفتنة الغبراء, والقلادة الحمراء في عنقها قائم الحق, ثم أسفر عن وجهي بين أجنحة الأقاليم كالقمر المضيء بين الكواكب, ألا وإن لخروجي علامات عشرة, أولها تحريف الرايات في أزقة الكوفة, وتعطيل المساجد, وانقطاع الحاج, وخسف وقذف بخراسان, وطلوع الكوكب المذنب, واقتران النجوم, وهرج ومرج وقتل ونهب, فتلك علامات عشرة, ومن العلامة إلى العلامة عجب, فإذا تمت العلامات قام قائمنا قائم الحق, ثم قال: معاشر الناس نزهوا ربكم ولا تشيروا إليه, فمن حد الخالق فقد كفر بالكتاب الناطق, ثم قال: طوبى لأهل ولايتي الذين يقتلون فيّ, ويطردون من أجلي, هم خزان الله في أرضه, لا يفزعون يوم الفزع الأكبر, أنا نور الله الذي لا يطفى, أنا السر الذي لا يخفى.

-----------

(1) من هنا أورد الخطبة في مجمع النورين.

(2) وفي نسخة مجمع النورين: أنا المعبود. 

(3) مشارق أنوار اليقين ص260، مجمع النورين للشيخ أبي الحسن المرندي ص339 بعضها.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

من خطبة لأمير المؤمنين (ع) تسمى التطنجية, ظاهرها أنيق, وباطنها عميق, فليحذر قارئها من سوء ظنه, فإن فيها من تنزيه الخالق ما لا يطيقه أحد من الخلائق, خطبها أمير المؤمنين (ع) بين الكوفة والمدينة, فقال: الحمد لله الذي فتق الأجواء وخرق الهواء, وعلق الأرجاء وأضاء الضياء, وأحيى الموتى وأمات الأحياء, أحمده حمداً سطع فأرفع, وشعشع فلمع, حمداً يتصاعد في السماء إرساله, ويذهب في الجو اعتداله, خلق السماوات بلا دعائم, وأقامها بغير قوائم, وزينها بالكواكب المضيئات, وحبس في الجو سحائب مكفهرات, وخلق البحار والجبال على تلاطم تيار رفيق رئيق, فتق رتجاها فتغطمطت أمواجها, أحمده وله الحمد, وأشهد أن لا إله إلا هو, وأشهد أن محمداً عبده ورسوله, انتجبه من البحبوحة العليا, وأرسله في العرب, وابتعثه هادياً مهدياً حلا حلاً طلسمياً, فأقام الدلائل, وختم الرسائل, بصر به المسلمين, وأظهر به الدين, صلى الله عليه وآله الطاهرين. 

أيها الناس, أنيبوا إلى شيعتي, والتزموا بيعتي, وواظبوا على الدين بحسن اليقين, وتمسكوا بوصي نبيكم الذي به نجاتكم, وبحبه يوم الحشر منجاتكم, فأنا الأمل والمأمول, أنا الواقف على التطنجين, أنا الناظر إلى المغربين والمشرقين, رأيت رحمة الله والفردوس رأي العين, وهو في البحر السابع يجري في الفلك في زخاخيره النجوم والحبك, ورأيت الأرض ملتفة كالتفاف الثوب القصور, وهي في خزف من التطنج الأيمن مما يلي المشرق والتطنجان, خليجان من ماء كأنهما أيسار تطنجين, وما المتولي دائرتها, وما أفردوس؟ وما هم فيه إلا كالخاتم في الإصبع, ولقد رأيت الشمس عند غروبها وهي كالطائر المنصرف إلى وكره, ولولا اصطكاك رأس الفردوس, واختلاط التطنجين, وصرير الفلك, يسمع من في السماوات والأرض رميم حميم دخولها في الماء الأسود, وهي العين الحمئة ولقد علمت من عجائب خلق الله ما لا يعلمه إلا الله, وعرفت ما كان وما يكون وما كان في الذر الأول مع من تقدم من آدم الأول, ولقد كشف لي فعرفت, وعلمني ربي فتعلمت, ألا فعوا ولا تضجوا ولا ترتجوا فلو لا خوفي عليكم أن تقولوا جن أو ارتد لأخبرتكم بما كانوا وما أنتم فيه وما تلقونه إلى يوم القيامة, علم أوعز إليّ فعلمت, ولقد ستر علمه عن جميع النبيين إلا صاحب شريعتكم هذه صلوات الله عليه وآله, فعلمني علمه, وعلمته علمي.

ألا وإنا نحن النذر الأولى, ونحن نذر الآخرة والأولى, ونذر كل زمان وأوان, وبنا هلك من هلك, وبنا نجا من نجا, فلا تستطيعوا ذلك فينا, فوالذي فلق الحبة, وبرأ النسمة, وتفرد بالجبروت والعظمة, لقد سخرت لي الرياح والهواء والطير, وأعرضت عليّ الدنيا, فأعرضت عنها, أنا كاب الدنيا لوجهها فحنى, متى يلحق بي اللواحق, لقد علمت ما فوق الفردوس الأعلى, وما تحت السابعة السفلى, وما في السماوات العلى, وما بينهما وما تحت الثرى, كل ذلك علم إحاطة لا علم أخبار, أقسم برب العرش العظيم, لو شئت أخبرتكم بآبائكم وأسلافكم أين كانوا وممن كانوا وأين هم الآن وما صاروا إليه, فكم من آكل منكم لحم أخيه, وشارب برأس أبيه, وهو يشتاقه ويرتجيه. 

هيهات هيهات, إذا كشف المستور, وحصل ما في الصدور, وعلم أين الضمير, وأيم الله لقد كوزتم كوزات, وكررتم كرات, وكم بين كرة وكرة من آية وآيات, ما بين مقتول وميت, فبعض في حواصل الطيور, وبعض في بطون الوحش, والناس ما بين ماضٍ وزاجٍ, ورايحٍ وغادٍ, ولو كشف لكم ما كان مني في القديم الأول, وما يكون مني في الآخرة, لرأيتم عجائب مستعظمات, وأموراً مستعجبات, وصنايع وإحاطات, أنا صاحب الخلق الأول قبل نوح الأول, ولو علمتم ما كان بين آدم ونوح من عجائب اصطنعتها, وأمم أهلكتها فحق عليهم القول, فبئس ما كانوا يفعلون. 

أنا صاحب الطوفان الأول, أنا صاحب الطوفان الثاني, أنا صاحب سيل العرم, أنا صاحب الأسرار المكنونات, أنا صاحب عاد والجنات, أنا صاحب ثمود والآيات, أنا مدمرها, أنا مزلزلها, أنا مرجعها, أنا مهلكها, أنا مدبرها, أنا بأبيها, أنا داحيها, أنا مميتها, أنا محييها, أنا الأول, أنا الآخر, أنا الظاهر, أنا الباطن, أنا مع الكور قبل الكور, أنا مع الدور قبل الدور, أنا مع القلم قبل القلم, أنا مع اللوح قبل اللوح, أنا صاحب الأزلية الأولية, أنا صاحب جابلقا وجابرسا, أنا صاحب الرفوف وبهرم, أنا مدبر العالم الأول حين لا سماؤكم هذه ولا غبراؤكم, قال: فقام إليه ابن صويرمة فقال: أنت أنت يا أمير المؤمنين؟! 

فقال: أنا أنا لا إله إلا الله ربي ورب الخلائق أجمعين, له الخلق والأمر, الذي دبر الأمور بحكمته, وقامت السماوات والأرض بقدرته, كأني بضعيفكم يقول ألا تسمعون إلى ما يدعيه ابن أبي طالب في نفسه, وبالأمس تكفهر عليه عساكر أهل الشام فلا يخرج إليها؟ وباعث محمد وإبراهيم! لأقتلن أهل الشام بكم قتلات وأي قتلات, وحقي! وعظمتي! لأقتلن أهل الشام بكم قتلات وأي قتلات, ولأقتلن أهل صفين بكل قتلة سبعين قتلة, ولأردن إلى كل مسلم حياة جديدة, ولأسلمن إليه صاحبه وقاتله, إلى أن يشفي غليل صدري منه, ولأقتلن بعمار بن ياسر وبأويس القرني ألف قتيل أولا يقال لا وكيف وأين ومتى وأنى وحتى, فكيف إذا رأيتم صاحب الشام ينشر بالمناشير, ويقطع بالمساطير, ثم لأذيقنه أليم العقاب, ألا فابشروا, فإلي يرد أمر الخلق غداً بأمر ربي, فلا يستعظم ما قلت, فإنا أعطينا علم المنايا والبلايا, والتأويل والتنزيل, وفصل الخطاب وعلم النوازل, والوقايع والبلايا, فلا يعزب عنا شيء, كأني بهذا وأشار إلى الحسين (ع) قد ثار نوره بين عينيه, فأحضره لوقته بحين طويل يزلزلها ويخسفها, وثار معه المؤمنون في كل مكان, وأيم الله لو شئت سميتهم رجلاً رجلاً بأسمائهم وأسماء آبائهم فهم يتناسلون من أصلاب الرجال وأرحام النساء, إلى يوم الوقت المعلوم. 

ثم قال: يا جابر, أنتم مع الحق ومعه تكونون, وفيه تموتون, يا جابر إذا صاح الناقوس, وكبس الكابوس, وتكلم الجاموس, فعند ذلك عجائب وأي عجائب, إذا أنارت النار ببصرى, وظهرت الراية العثمانية بوادي سوداء, واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضاً, وصبا كل قوم إلى قوم, وتحركت عساكر خراسان, وتبع شعيب بن صالح التميمي من بطن الطالقان, وبويع لسعيد السوسي بخوزستان, وعقدت الراية لعماليق كردان, وتغلبت العرب على بلاد الأرمن والسقلاب, وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سينان, فتوقعوا ظهور مكلم موسى من الشجرة على الطور, فيظهر هذا ظاهر مكشوف, ومعاين موصوف, ألا وكم عجائب تركتها, ودلائل كتمتها, لا أجد لها حملة, أنا صاحب إبليس بالسجود, أنا معذبه وجنوده على الكبر والغرور بأمر الله, أنا رافع إدريس مكاناً علياً, أنا منطق عيسى في المهد صبياً, أنا مدين الميادين وواضع الأرض, أنا قاسمها أخماساً, فجعلت خمساً براً, وخمساً بحراً, وخمساً جبالاً, وخمساً عماراً, وخمساً خراباً, أنا خرقت القلزم من الترجيم, وخرقت العقيم من الحيم, وخرقت كلاً من كل, وخرقت بعضاً في بعض, أنا طيرثا, أنا جانبوثا, أنا البارحلون, أنا عليوثوثا, أنا المسترق على البحار في نواليم الزخار عند البيار, حتى يخرج لي ما أعد لي فيه من الخيل والرجل, فخذ ما أحببت, وأترك ما أردت, ثم أسلم إلى عمار بن ياسر اثني عشر ألف أدهم على أدهم, منها محب لله ولرسوله, مع كل واحد اثني عشر كتيبة, لا يعلم عددها إلا الله, ألا فابشروا, فأنتم نعم الإخوان, ألا وإن لكم بعد حين طرفة تعلمون بها بعض البيان, وتنكشف لكم صنايع البرهان, عند طلوع بهرام وكيوان, على دقائق الاقتران, فعندما تتواتر الهزات والزلازل, وتقبل رايات من شاطئ جيحون إلى بيداء بابل, أنا مبرج الأبراج وعاقد الرياح, ومفتح الأفراج وباسط العجاج, أنا صاحب الطور, أنا ذلك النور الظاهر, أنا ذلك البرهان الباهر, وإنما كشف لموسى شقص من شقص الذر من المثقال, وكل ذلك بعلم من الله ذي الجلال, أنا صاحب جنات الخلود, أنا مجري الأنهار أنهاراً من ماء تيار, وأنهاراً من لبن, وأنهاراً من عسل مصفى, وأنهاراً من خمر لذة للشاربين, أنا حجبت جهنم وجعلتها طبقات السعير, وسقير الجير, والأخرى عمقيوس أعددتها للظالمين, وأودعت ذلك كله وادي برهوت, وهو والفلق ورب ما خلق, يخلد فيه الجبت والطاغوت وعبيدهما, ومن كفر بذي الملك والملكوت, أنا صانع الأقاليم بأمر العليم الحكيم, أنا الكلمة التي بها تمت الأمور ودهرت الدهور, أنا جعلت الأقاليم أرباعاً, والجزائر سبعاً, فإقليم الجنوب معدن البركات, وإقليم الشمال معدن السطوات, وإقليم الصبا معدن الزلازل وإقليم الدبور معدن الهلكات, ألا ويل لمداينكم وأمصاركم من طغاة يظهرون فيغيرون ويبدلون إذا تمالت الشدائد من دولة الخصيان, وملكة الصبيان, والنسوان, فعند ذلك ترتج الأقطار بالدعاة إلى كل باطل, هيهات هيهات, توقعوا حلول الفرج الأعظم, وإقباله فوجاً فوجاً, إذا جعل الله حصباء النجف جوهراً, وجعله تحت أقدام المؤمنين, وتبايع به للخلاف والمنافقين, ويبطل معه الياقوت الأحمر, وخالص الدر والجوهر, ألا وإن ذلك من أبين العلامات, حتى إذا انتهى ذلك صدق ضياؤه, وسطع بهاؤه, وظهر ما تريدون, وبلغتم ما تحبون, ألا وكم إلى ذلك من عجائب جمة, وأمور ملمة, يا أشباه الأعثام, وبهام الأنعام, كيف تكونون إذا دهمتكم رايات لبني كنام مع عثمان بن عنبسة من عراص الشام يريد بها أبويه, ويزوج بها أمية, هيهات أن يرى الحق أموي أم عدوي, ثم بكى صلوات الله عليه, وقال: واهاً للأمم, أما شاهدت رايات بني عتبة مع بني كنام السائرين أثلاثاً, المرتكبين جبلاً جبلاً مع خوف شديد, وبؤس عتيد, ألا وهو الوقت الذي وعدتم به, لأحملنهم على نجائب, تحفهم مراكب الأفلاك, كأني بالمنافقين يقولون نص علي على نفسه بالربانية, ألا فاشهدوا شهادة أسألكم بها عند الحاجة إليها, إن علياً نور مخلوق, وعبد مرزوق, ومن قال غير هذا فعليه لعنة الله ولعنة اللاعنين. 

ثم نزل وهو يقول: تحصنت بذي الملك والملكوت, واعتصمت بذي العزة والجبروت, وامتنعت بذي القدرة والملكوت, من كل ما أخاف وأحذر, أيها الناس ما ذكر أحدكم هذه الكلمات عند نازلة أو شدة إلا وأزاحها الله عنه, فقال له جابر: وحدها يا أمير المؤمنين, فقال: نعم وأضيف إليها الثلاثة عشر اسماً وضمني, ثم ركب ومضى.

---------------

مشارق أنوار اليقين ص263، إلزام الناصب ج2 ص210 باختلاف.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر (ع) قال: قال أمير المؤمنين (ع): إن الله تبارك وتعالى أحد واحد تفرد في وحدانيته ثم تكلم بكلمة فصارت نوراً ثم خلق من ذلك النور محمداً (ص) وخلقني وذريتي ثم تكلم بكلمة فصارت روحاً فاسكنه الله في ذلك النور واسكنه في أبداننا فنحن روح الله وكلماته, فبنا احتج على خلقه, فمازلنا في ظلة خضراء حيث لا شمس ولا قمر ولا ليل ولا نهار ولا عين تطرف نعبده ونقدسه ونسبحه وذلك قبل أن يخلق الخلق, وأخذ ميثاق الانبياء بالايمان والنصرة لنا وذلك قوله عز وجل {واذ اخذ الله ميثاق النبيين لما أتيتكم من كتاب وحكمة ثم جائكم رسول الله مصدق لما معكم لتومنن به ولتنصرنه} يعني لتؤمنن بمحمد ولتنصرن وصيه وسينصرونه جميعاً, وإن الله اخذ ميثاقي مع ميثاق محمد (ص) بالنصرة بعضنا لبعض فقد نصرت محمداً (ص) وجاهدت بين يديه وقتلتُ عدوه ووفيت لله بما أُخذ عليّ من الميثاق والعهد والنصرة لمحمد (ص) ولم ينصرني أحد من أنبياء الله ورسله وذلك لما قبضهم الله إليه وسوف ينَصرونني (1) ويكون لي ما بين مشرقها إلى مغربها وليبعثنهم الله احياء من آدم إلى محمد (ص) كل نبي مرسل يضربون بين يديّ بالسيف هام الاموات والأحياء والثقلين جميعاً فيا عجباه وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي الله قد أطلوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ليضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم واتباعهم من جبابرة الأولين والاخرين حتى ينجز الله ما وعدهم في قوله عز وجل {وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفتهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً} أي يعبدونني آمنين لا يخافون أحداً في عبادي ليس عندهم تقية وإن لي الكرة بعد الكرة, والرجعة بعد الرجعة, وأنا صاحب الرجعات والكرات, وصاحب الصولات والنقمات, والدولات العجيبات, وأنا قرن من حديد, وأنا عبد الله واخو رسول الله (ص), وأنا أمين الله وخازنه, وعيبة سره وحجابه, ووجهه وصراطه وميزانه, وأنا الحاشر إلى الله, وأنا كلمة الله التي يجمع بها المفترق ويفرّق بها المجتَمع, وأنا أسماء الله الحسنى وأمثاله العليا وآياته الكبرى, وأنا صاحب الجنة والنار أُسكن أهل الجنة الجنة, وأُسكن أهل النار النار, وإليّ تزويج أهل الجنة, وإليّ عذاب أهل النار وإليّ اياب الخلق جميعاً, وأنا الإياب الذي يؤب إليه كل شيء بعد القضاء, وإليّ حساب الخلق جميعاً, وأنا صاحب الهنات, وأنا المؤذن على الاعراف, وأنا بارز الشمس, وأنا دابة الارض, وأنا قسيم النار, وأنا خازن الجنان وصاحب الاعراف, وأنا أمير المؤمنين ويعسوب المتقين وآية السابقين ولسان الناطقين وخاتم الوصيين ووراث النبيين وخليفة رب العالمين وصراط ربي المستقيم وفسطاطه والحجة على أهل السموات والارضين وما فيهما وما بينهما, وأنا احتجّ الله به عليكم في ابتداء خلقكم وأنا الشاهد يوم الدين, وأنا الذي عُلِّمت علم المنايا والبلايا والقضايا وفصل الخطاب والانساب واستحفظت آيات النبيين المستحقين المستحفظين, وأنا صاحب العصا والميسم وأنا الذي سُخِّرت لي السحاب والرعد والبرق والظلم والأنوار والرياح والجبال والبحار والنجوم والشمس والقمر, وأنا الذي أهلكت عاداً وثموداً واصحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً, وأنا الذي ذَللت الجبابرة وأنا صاحب مدين ومهلك فرعون ومنجي موسى (ع), وأنا القرن الحديد, وأنا فاروق الامة, وأنا الهادي وأنا الذي أحصيت كل شيء عدداً بعلم الله الذي أودعنيه وبسره الذي أسرّه إلى محمد (ص) وأسره النبي (ص) إليّ, وأنا الذي أنحلني ربي اسمه وكلمته وعلمه وفهمه, يا مشعر الناس اسالوني قبل ان تفقدوني اللهم إني أُشهدك واستعد بك عليهم ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم والحمد لله متبعين أمره. (2)

----------------

(1) إلى هنا أورد في مدينة المعاجز وتأويل الآيات.

(2) مختصر البصائر ص32، عنه البحار ج53 ص47، تفسير كنز الدقائق ج2 ص143، مدينة المعاجز ج3 ص105، التفسير الصافي ج1 ص351، تأويل الآيات ج1 ص116, غاية المرام ج4 ص123.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

من خطبة لأمير المؤمنين (ع) بعد انصرافه من قتل الخوارج, فقال فيها بعد حمد الله والصلوات على محمد (ص): 

أنا أول المسلمين, أنا أول المؤمنين, أنا أول المصلين، أنا أول الصائمين, أنا أول المجاهدين, أنا حبل الله المتين, أنا سيف رسول رب العالمين, أنا الصديق الأكبر, أنا الفاروق الأعظم, أنا باب مدينة العلم, أنا رأس الحلم, أنا راية الهدى, أنا مفتي العدل, أنا سراج الدين, أنا أمير المؤمنين, أنا إمام المتقين, أنا سيد الوصيين, أنا يعسوب الدين, أنا شهاب الله الثاقب, أنا عذاب الله الواصب, أنا البحر الذي لا ينزف, أنا الشرف الذي لا يوصف, أنا قاتل المشركين, أنا مبيد الكافرين, أنا غوث المؤمنين, أنا قائد الغر المحجلين, أنا أضراس جهنم القاطعة, أنا رحاها الدائرة, أنا ساق أهلها إليها, أنا ملقي حطبها عليها, أنا اسمي في الصحف عاليا, وفي التوراة بريا, وعند العرب علياً, وإن لي أسماء في القرآن عرفها من عرفها, أنا الصادق الذي أمركم الله باتباعه فقال: {وكونوا مع الصادقين}, أنا صالح المؤمنين, أنا المؤذن في الدنيا والآخرة, أنا المتصدق راكعاً, أنا الفتى ابن الفتى أخو الفتى, أنا الممدوح بـ{هل أتى}, أنا وجه الله, أنا جنب الله, أنا علم الله, أنا عندي علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة, لا يدعي ذلك أحد ولا يدفعني عنه أحد, جعل الله قلبي مضيئاً, وعملي رضياً, لقنني ربي الحكمة وغذاني بها, لم أشرك بالله منذ خلقت, ولم أجزع منذ حملت, قتلت صناديد العرب وفرسانها, وأفنيت ليوثها وشجعانها, أيها الناس, سلوني من علم مخزون وحكمة مجموعة.

---------------

مشارق أنوار اليقين ص259.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع), قال: أنا حجة الله, وأنا خليفة الله, وأنا صراط الله, وأنا باب الله, وأنا خازن علم الله, وأنا المؤتمن على سر الله, وأنا إمام البرية بعد خير الخليقة محمد نبي الرحمة (ص).

---------------

أمالي الصدوق ص 35، روضة الواعظين ص 101, بحار الأنوار ج 39 ص 335، غاية المرام ج 1 ص 168

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الاصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (ع): أنا خليفة رسول الله ووزيره ووارثه, أنا أخو رسول الله ووصيه وحبيبه, أنا صفي رسول الله وصاحبه, أنا ابن عم رسول الله وزوج ابنته وأبو ولده, أنا سيد الوصيين ووصي سيد النبيين, أنا الحجة العظمى والآية الكبرى والمثل الاعلى وباب النبي المصطفى, أنا العروة الوثقى, وكلمة التقوى, وأمين الله تعالى ذكره على أهل الدنيا.

---------------

أمالي الصدوق ص92، عنه البحار ج39 ص335, وغاية المرام ج1 ص108.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

سُئل أمير المؤمنين (ع): كيف أصبحت؟ فقال: أصبحت وأنا الصديق الأول والفاروق الأعظم, وأنا وصي خير البشر, وأنا الأول وأنا الآخر وأنا الباطن وأنا الظاهر وأنا بكل شيء عليم, وأنا عين الله, وأنا جنب الله, وأنا أمين الله على المرسلين, بنا عبد الله ونحن خزان الله في أرضه وسمائه, وأنا أحيي وأميت, وأنا حي لا أموت, فتعجب الأعرابي من قوله!! 

فقال (ع): أنا الأول, أول من آمن برسول الله (ص) وأنا الآخر آخر من نظر فيه لما كان في لحده, وأنا الظاهر, فظاهر الاسلام, وأنا الباطن, بطين من العلم, وأنا بكل شيء عليم, فإني عليم بكل شيء أخبره الله به نبيه فأخبرني به, فأما عين الله, فأنا عينه على المؤمنين والكفرة, وأما جنب الله فأن {تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله} ومن فرط فيَّ فقد فرط في الله, ولم يخبر (1) لنبي نبوة حتى يأخذ ختاماً من محمد فلذلك سمي خاتم النبيين, محمد سيد النبيين فأنا سيد الوصيين, وأما خزان الله في أرضه, فقد عُلمنا ما عَلمنا رسول الله (ص) بقول صادق, وأنا أحيي, أحيي سنة رسول الله, وأنا أميت, أميت البدعة, وأنا حي لا أموت لقوله تعالى {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون}. (2)

---------------

(1) في رواية البحار: ولم يجز.

(2) المناقب ج2 ص205، عنه البحار ج39 ص347.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

ي حديث مفاخرة علي بن أبي طالب (ع) مع ولده الحسين (ع), قال: قال الإمام علي (ع): يا حسين أنا أمير المؤمنين, أنا لسان الصادقين, أنا وزير المصطفى, أنا خازن علم الله ومختاره من خلقه, أنا قائد السابقين إلى الجنة, أنا قاضي الدين عن رسول الله (ص), أنا الذي عمه سيد في الجنة, أنا الذي أخوه جعفر الطيار في الجنة عند الملائكة, أنا قاضي الرسول, أنا آخذ له باليمين, أنا حامل سورة التنزيل إلى أهل مكة بأمر الله تعالى, أنا الذي اختارني الله تعالى من خلقه, أنا حبل الله المتين الذي أمر الله تعالى خلقه أن يعتصموا به, في قوله تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعاً}, أنا نجم الله الزاهر, أنا الذي تزوره ملائكة السموات, أنا لسان الله الناطق, أنا حجة الله تعالى على خلقه, أنا يد الله القوي, أنا وجه الله تعالى في السموات, أنا جنب الله الظاهر, أنا الذي قال الله سبحانه وتعالى فيَّ وفي حقي {بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون}, أنا عروة الله الوثقى التي لا انفصام لها والله سميع عليم, أنا باب الله الذي يؤتى منه, أنا علم الله على الصراط, أنا بيت الله من دخله كان آمناً فمن تمسك بولايتي ومحبتي أمن من النار, وأنا قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين, أنا قاتل الكافرين, أنا أبو اليتامى, أنا كهف الارامل, أنا عم يتسائلون عن ولايتي يوم القيامة قوله تعالى {ثم لتسألن يومئذ عن النعيم}, أنا نعمة الله تعالى التي أنعم الله بها على خلقه, أنا الذي قال الله تعالى فيَّ وفي حقي {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي لكم ورضيت لكم الاسلام ديناً} فمن أحبني كان مسلماً مؤمناً كامل الدين, أنا الذي بي اهتديتم, أنا الذي قال الله تبارك وتعالى فيَّ وفي عدوي {وقفوهم إنهم مسؤلون} أي عن ولايتي يوم القيامة, أنا النبأ العظيم الذي أكمل الله تعالى به الدين يوم غدير خم وخيبر, أنا الذي قال رسول الله (ص) فيَّ من كنت مولاه فعلي مولاه, أنا صلاة المومن, أنا حي على الصلاة, أنا حي على الفلاح, أنا حي على العمل, أنا الذي نزل على أعدائي {سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع} بمعنى من أنكر ولايتي وهو النعمان ابن الحارث اليهودي لعنه الله تعالى. 

أنا داعي الأنام إلى الحوض فهل داعي المؤمنين غيري, أنا أبو الائمة الطاهرين من ولدي, أنا ميزان القسط ليوم القيامة, أنا يعسوب الدين, أنا قائد المؤمنين إلى الخيرات والغفران إلى ربي, أنا الذي أصحاب يوم القيامة من أوليائي المبرؤون من أعدائي وعند الموت لا يخافون ولا يحزنون وفي قبورهم لا يعذبون وهم الشهداء والصديقون وعند ربهم يفرحون, أنا الذي شيعتي متوثقون أن لا يوادوا من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم, أنا الذي شيعتي يدخلون الجنة بغير حساب, أنا الذي عندي ديوان الشيعة بأسمائهم, أنا عون المؤمنين وشفيع لهم عند رب العالمين, أنا الضارب بالسيفين, أنا الطاعن بالرمحين, أنا قاتل الكافرين يوم بدر وحنين, أنا مردي الكماة يوم أُحد, أنا ضارب ابن عبد ود لعنه الله تعالى يوم الاحزاب, أنا قاتل عمرو ومرحب, أنا قاتل فرسان خيبر, أنا الذي قال فيَّ الأمين جبرئيل (ع) لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي, أنا صاحب فتح مكة, أنا كاسر اللات والعزى, أنا الهادم هبل الأعلى ومناة الثالثة الأخرى, أنا علوت على كتف النبي (ص) وكسرت الأصنام, أنا الذي كسرت يغوث ويعوق ونسراً, أنا الذي قاتلت الكافرين في سبيل الله, أنا الذي تصدق بالخاتم, أنا الذي نمت على فراش النبي (ص) ووقيته بنفسي من المشركين, أنا الذي يخاف الجن من بأسي, أنا الذي به يُعبد الله, أنا ترجمان الله, أنا علم الله, أنا عيبة علم رسول الله (ص), أنا قاتل أهل الجمل وصفين بعد رسول الله, أنا قسيم الجنة والنار, [...] الخبر.

---------------

الفضائل لابن شاذان ص83، حلية الأبرار ج2 ص123.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الشيخ علي اليزدي الحائري في إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب, الخطبة التي خطبها أمير المؤمنين (ع) في البصرة المعروفة بخطبة البيان - ولما كانت نسختها مختلفة ذكرنا النسخة الثانية من هذا الكتاب: 

محمد بن أحمد الأنباري قال: حدثنا محمد بن أحمد الجرجاني قاضي الري قال: حدثنا طوق بن مالك, عن أبيه, عن جده, عن عبد الله‌ بن مسعود رفعه إلى علي بن أبي طالب (ع) لما تولى الخلافة بعد الثلاثة أتى إلى البصرة فرقى جامعها وخطب الناس خطبة تذهل منها العقول وتقشعر منها الجلود, فلما سمعوا منه ذلك أكثروا البكاء والنحيب وعلا الصراخ! قال: وكان رسول الله (ص) قد أسرَّ إليه السر الخفي الذي بينه وبين الله عز وجل فلأجل ذلك انتقل النور الذي كان في وجه رسول الله (ص) إلى وجه علي بن أبي طالب (ع) قال: ومات النبي (ص) في مرضه الذي أوصى فيه لعلي أمير المؤمنين (ع) وكان قد أوصى أمير المؤمنين (ع) أن يخطب الناس خطبة البيان فيها علم ما كان وما يكون إلى يوم القيامة, قال: فأقام أمير المؤمنين (ع) بعد موت النبي (ص) صابراً على ظلم الامة إلى أن قرب أجله وحان وصاية النبي (ص) بالخطبة التي تسمى خطبة البيان فقام أمير المؤمنين (ع) بالبصرة ورقى المنبر وهي آخر خطبة خطبها فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي (ص) - إلى أن يقول - فقال: 

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بديع السماوات وفاطرها, وساطح المدحيات وقادرها, وموطد الجبال وثاغرها, ومفجر العيون وباقرها, ومرسل الرياح وزاجرها, وناهي القواصف وآمرها, ومزين السماء وزاهرها, ومدبر الأفلاك ومسيرها, ومقسم المنازل ومقدرها, ومولج الحنادس ومنورها, ومحدث الأجسام ومقررها, وبارىء النسم ومصورها, ومنشئ السحاب ومسخرها, ومكور الدهور ومكررها, ومورد الامور ومصدرها, وضامن الأرزاق ومدبرها, ومنشئ الرفاة ومنشرها, أحمده على آلائه وتوافرها وأشكره على نعمائه وتواترها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تؤدي إلى الإسلام ذاكرها, ويؤمن من العذاب ذاخرها, وأشهد أن محمداً عبده الخاتم لما سبق من الرسالة وفاخرها, ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها, صلى الله عليه وآله أرسله إلى أمة قد شغل بعبادة الأوثان سايرها, واعلنكس بضلالة دعاة الصلبان ظاهرها, وتفحم لحج في الجهالة سايرها, وفجر بعمل الشبهات فاجرها, وأن بعيان ذل الخسران متجر تاجرها, وهدر عن لسان الشيطان بقبول نقم طائرها, والتثم آكام لجام الأحجام بزخرف الشقائق مكرماً كرهاً فأبلغ (ص) في النصيحة وافرها, وأغاص بحار الضلالة وغامرها, وأنار من منار أعلام الهداية دوائرها ومنابرها, ومحا بمعجزات القرآن دعوة الشيطان ومكاثرها, وأرغم معاطس غواة العرب وكافرها, حتى أصبحت دعوته بالحق ينطق ناصرها, والشريعة المطهرة للعباد إلى المعاد يفخر فاخرها (ص) درجة العليا وطيب عناصرها. 

أيها الناس سار المثل, وحقق العمل, وكثر الوجل, واقترب الأجل, وصمت الناطق, وزهق الزاهق, وحقق الحقائق, ولحق اللاحق, وثقلت الظهور, وتفاقمت الامور, وحجب المستور, وأحجم المغرور, وأرغم المالك, ومنعت المسالك, وسلك المالك, وهلك الهالك, وعمت الفترات, ووكدت الحسرات, وبغت العثرات, وكثرت الغمرات, وقصر الأمد, وتأود الأود, ودهش العدد, وأوجس الفند, وهيجت الوساوس, وذهبت الهواجس, وعيطل العساعس, وخذل الناقس, ومجت الأمواج, وخفت العجاج, وضعفت الحجاج, واطرح المنهاج, واشتد الغرام, والحف العوام, ودلف القيام, وازدلف الخصام, وتفرقت العرب, وامتد الطلب, وصحب الوصب, ونكص الهرب, وطلبت الديون, وبكت العيون, وغبن المغبون, وأردحت المنون, وشاط الشطاط, وهاط الهياط, وامتط العلاط, وعجز المطاع, ولظد الدفاع, واظلم الشعاع, وصمت الأسماع, وذهب العفاف, ووعد الخلاف, وسمج الإنصاف, وامتزج النفاف, واستحوذ الشيطان, وعظم العصيان, وتلقب الخصيان, وحكمت النسوان, وفدحت الحوادث, ونفث النافث, وعبث العابث, وعجم الوابث, ووهدت الاصرار, ومجست الأفكار, وعطل اللزار, ونافر الإعجاز, واختلفت الأهواء, وعظمت البلوى, واشتدت الشكوى, واستمرت الدعوى, وقرض القارض, ولحظ اللاحظ, ولمظ اللامظ, وعض الشاقظ, وتلاحم الشداد, ونفذ الإحاد, وعز النفاذ, وبل الرذاذ, وعجت الفلاة, وسبسب الغلاة, وجعجع الولاة, وبخست المقلاة, ونصل الباذخ, ووهم الناسخ, وتهجرم السابخ, ولعج النافخ, وزلزلت الأرض, واجتلى الغض, وضبضب الغرض, وكثر المخض, وكبتت الأمانة, وبدت الخيانة, وعزت الديانة, وخبثت الصيانة, وأنجد العيص, وأراع القنيص, وكثر القميص, وكثكث المحيص, وقام الأدعياء, وقعد الأولياء, واخسبت الأغنياء, ونالت الأشقياء, ومالت الجبال, واشكل الإشكال, وشبع الكربال, ومنع الكمال, وساهم الشحيح, وقهقر الجريح, وأمعن الفصيح, واخرنطم الصحيح, وكفكف النزوع, وحدحد البلوغ, وتفتق المربوع, وتكتك المولوع, وفدفد الموعور, وندند الديجور, وآزر المأزور, وانكب المستور, وعبس العبوس, وكسكس الهموس, ونافس المفلوس, واحلب الناموس, وزعزع الشقيق, وجرسم الأنيق, وصحب الطريق, وثور الفريق, وزاد الزائد, وماد المائد, وقاد القائد, وغاد الغايد, وحد الحدود, ومد المدود, وسد السدود, وكد الكدود, وأظل الظليل, ونال المنيل, وغل الغليل, وفصل الفصيل, وشت الشتات, ونصح النيات, وشمت الشمات, وأصر الديات, ووكد الهرم, وقصم القصم, وسبب الوصم, وسدم الندم, وأرب الذاهب, وذاب الذائب, ونجم الثاقب, ووصب الواصب, وازور القران, واحمر الدبران, وسدس السرطان, وربع الزبرقان, وثلث الحمل, وساهم الزحل, وينبه الثول, وأقل الفرار, ومنع الوخار, وابت الأقدار, ومنع الوجار, وكملت الفترة, وسدت الهجرة, وعذت الكسرة, وغمرت الغمرة, وظهرت الأفاطس, وفحم الملابس, ويؤمهم الكساكس, ويقدمهم العبابس, فيكدحون الجزائر, ويقدحون العشائر, ويملكون السرائر, ويهتكون الحرائر, ويحدثون الكيسان, ويخربون خراسان, ويفرقون الحليسان, ويلحون الرويسان, ويهدمون الحصون, ويظهرون المصون, ويقطفون الغصون, ويفرأون الحصون, ويفتحون العراق, ويمتحون الشقاق, ويسيرون النفاق, بدم يراق, فآه!! ثم آه! لتعريض الأفواه, وذبول الشفاه! 

قال سلمان: ثم إن مولانا علي بن أبي طالب (ع) التفت يميناً وشمالاً وتنفس الصعداء وتأوه أنيناً وتململ حزيناً فقام إليه سويد بن نوفل الهلالي وكان من لفيف الخوارج وقال: يا أمير المؤمنين أنت حاضر بما تقول وعالم بما أخبرت؟؟! 

فالتفت إليه فرمقه بعين الغضب!! فظننا أن السماء قد انفطرت والأرض قد زلزلت! 

- وفي النسخة الأولى قال: فالتفت إليه الإمام (ع) ورمقه بعينه رمقة الغضب فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة من عظم نازلة نزلت به فمات من وقته وساعته فأخرجوه من المسجد وقد تقطع إرباً إرباً!! -

ثم قال له: ثكلتك الثواكل, ونزلت بك النوازل يابن الجبان الجابث, والمكذب الناكث, عقرك الفشل, ولاح لك الهبل, أما والله ما آمنت بالرسول ولن تؤمن بوصيه, بك تصدر عن الدخول, سيقصر بك الطول, ويغلبك الغول, فلتعتبر العقول, تأويل ما أقول: 

أنا آية الجبار, أنا حقيقة الأسرار, أنا دليل السماوات, أنا أنيس المسبحات, أنا خليل جبرئيل, أنا صفي ميكائيل, أنا قائد الأملاك, أنا سمندل الأفلاك, أنا سائق الرعد, أنا شاهد العهد, أنا شين الصراح, أنا حفيظ الألواح, أنا قطب الديجور, أنا بقيل بيت المعمور, أنا رمية القواصف, أنا مفتاح العواصف, أنا منزل الكرامة, أنا أصل الإمامة, أنا شرف الدوائر, أنا مؤثر المآثر, أنا كيوان المكان, أنا شأن الامتحان, أنا شهاب الإحراق, أنا مواثق الميثاق, أنا عصام الشواهد, أنا عتيد الفراقد, أنا شعاع العساعس, أنا جون الشوامس, أنا فلك اللجج وأنا حجة الحجج, أنا سماك البهو, أنا مطية العفو, أنا خير الامم, أنا فضل ذي الهمم, أنا باب الأبواب, أنا مسبب الأسباب, أنا ميزان الحساب, أنا المخبر عن الذات, أنا المبرهن بالآيات, أنا الأول في الدين, أنا الآخر في اليقين, أنا الباطن على الكفار, أنا الظاهر في الأسرار, أنا البرق اللموع, أنا السقف المرفوع, أنا مقبل الحساب, أنا مسدد الخلائق, أنا محقق الحقائق, أنا جوهر القدم, أنا مرتب الحكم, أنا نصب الأمل, أنا عامل العوامل, أنا مولج اللذات, أنا مجمع الشتات, أنا الأول والآخر, أنا الباطن والظاهر, أنا قمر السرطان, أنا شعر الذبرقان, أنا أسد النثرة, أنا سعد الزهرة, أنا مشتري الكواكب, أنا زحل الثواقب, أنا غفران الشرطين, أنا ميزان البطين, أنا حمل الإكليل, أنا عطارد التفضيل, أنا قوس العراك, أنا فرقد السماك, أنا مريخ القران, أنا عيون الميزان, أنا حارس الإشراق, أنا جناح البراق, أنا جامع الآيات, أنا سر الخفيات, أنا زاجر البحر, أنا قسطاس القطر, أنا صاحب الجديدين, أنا أمير النيرين, أنا آية النصرة, أنا خلاصة العصرة, أنا عروة الجديدين, أنا خيرة النيرين, أنا محط القصاص, أنا جوهر الإخلاص, أنا سماك الجبال, أنا معدم الآمال, أنا مفجر الأنهار, أنا معذب الثمار, أنا حام الأنف, أنا شارف الشرف, أنا مفيض الفرات, أنا معرب التوراة, أنا هداية الملك, أنا عذوبة الأنهار, أنا لذيذ الثمار, أنا عفيف الطوية, أنا نمحك البرية, أنا نجاة الفلك, أنا غياث الملك, أنا مبين الصحف, أنا يافث الكثف, أنا ثاقب الكسف, أنا ذخيرة الشور, أنا مصفح الزبور, أنا مؤول التأويل, أنا مفسر الإنجيل, أنا أم الكتاب, أنا فصل الخطاب, أنا صراط الحمد, أنا أساس المجد, أنا محيي البررة, أنا فصول البقرة, أنا مثقل الميزان, أنا صفوة آل عمران, أنا علم الأعلام, أنا جملة الأنعام, أنا خامس الكساء, أنا تبيان النساء, أنا صاحب الإيلاف, أنا رجال الأعراف, أنا محجة الفال, أنا صاحب الأنفال, أنا مدير مائدة الكرم, أنا توبة الندم, أنا الصاد والميم, أنا ثعبان الكليم, أنا سر إبراهيم, أنا محكم الرعد, أنا سعادة الجد, أنا علانية المعبود, أنا مستنبط هود, أنا نخلة الجليل, أنا آية بني إسرائيل, أنا مخاطب أهل الكهف, أنا محبوب الصف, أنا الطريق الأقوم, أنا موضع مريم, أنا سورة لمن تلاها, أنا تذكرة أول طه, أنا ولي الأولياء, أنا الظاهر مع الأنبياء, أنا ولي الأنبياء, أنا مفضل ولد الأنبياء, أنا صاحب النهج, أنا عصمة المحج, أنا موصوف النون, أنا نور المسجون, أنا مكر الفرقان, أنا آلاء الرحمن, أنا محكم الطواسين, أنا إمام الياسين, أنا حاء الحواميم, أنا قسم {ألم}, أنا سائق الزمر, أنا آية القمر, أنا راقب المرصاد, أنا ترجمة الصاد, أنا صاحب النجم, أنا راصد الرجم, أنا جانب الطور, أنا باطن الصور, أنا عتيد قاف, أنا واضع الأحقاف, أنا مؤيد الصافات, أنا مساهم الذاريات, أنا متلو سبأ والواقعة, أنا أمان الأحزاب, أنا مكنون الحجاب, أنا بر القسم, أنا {كهيعص}, أنا فاطر النافعة, أنا الرحمة النافعة, أنا باب الحجرات, أنا حاوي المفصلات, أنا وعد الوعيد, أنا مثال الحديد, أنا وفق الأوفاق, أنا علامة الطلاق, أنا ضياع البراق, أنا {ن والقلم}, أنا مصباح الظلم, أنا سؤال متى, أنا الممدوح بـ{هل أتى}, أنا {النبأ العظيم}, أنا الصراط المستقيم, أنا زمان المطول, أنا محكم الفصل, أنا عذوبة القطر, أنا مأمون السور, أنا جامع الآيات, أنا مؤلف الشتات, أنا حافظ القرآن, أنا تبيان البيان, أنا شقيق الرسول, أنا بعل البتول, أنا سيف الله المسلول, أنا عمود الإسلام, أنا منكس الأصنام, أنا صاحب الاذن, أنا قاتل الجن, أنا ساقي العطاش, أنا النائم على الفراش, أنا شيث البراهمة, أنا يافث الأراكمة, أنا كون المفارق, أنا سروخ الجماهرة, أنا أزهور البطارق, أنا سندس الروم, أنا هرقل الكرامة, أنا سيد الأشموس, أنا حقيق الأري, أنا عرعدن الكرهى, أنا شبير الترك, أنا شملاس الشرك, أنا أجثياء الزنج, أنا جرجيس الفرنج, أنا بتريك الحبش, أنا كلوع الوحش, أنا مورق العود, أنا كمرد الهنود, أنا عقد الإيمان, أنا قسيم الجنان, أنا زبركم الغيلان, أنا شبشاب رزكم العلان, أنا برسوم الروس, أنا كركس السدوس, أنا شملة الحطاء, أنا بدر البروج, أنا شبشاب الكروج, أنا كبور الفارق, أنا ذربيس الخطاء, أنا خاتم الأعاجم, أنا دوسار البراجم, أنا أبرياء الزبور, أنا وسيم حجاب الغفور, أنا صفوة الجليل, أنا ايليأ إنجيل, أنا استمساك العرات, أنا أبرياء التوراة, أنا سهل الطباع, أنا منون الرضاع, أنا سر الأسرار, أنا خيرة الأخيار, أنا حيدر الأصلع, أنا مواخي اليوشع, أنا مؤمن رضاع عيسى, أنا در فلاح الفرس, أنا ظهر قبائل الأنس, أنا سمير المحراب, أنا سؤال الطلاب, أنا ذرماج العرش, أنا ظهير الفرش, أنا شديد القوى, أنا حامل اللواء, أنا سابق المحشر, أنا ساقي الكوثر, أنا قسيم الجنان, أنا مشاطر النيران, أنا مغيث الدين, أنا إمام المتقين, أنا طهر الأطهار, أنا وارث المختار, أنا مبيد الكفرة, أنا أبو الأئمة البررة, أنا قالع الباب, أنا عبد أواب, أنا صاحب اليقين, أنا سيد بدر وحنين, أنا حافظ الآيات, أنا مخاطب الأموات, أنا مكلم الثعبان, أنا حاطم الأديان, أنا ليث الزحام, أنا أنيس الهوام, أنا رحيب الباع, أنا أوفر الأسماع, أنا مهلك الحجاب, أنا مفرق الأحزاب, أنا وارث العلوم, أنا هيولى النجوم, أنا النقطة والخطة, أنا باب الحطة, أنا أول الصديقين, أنا صالح المؤمنين, أنا عقاب الكفور, أنا مشكاة النور, أنا دافع الشقاء, أنا مبلغ الأنباء, أنا والله وجه الله, أنا مفرج الكرب, أنا سيد العرب, أنا كاشف الكربات, أنا صاحب المعجزات, أنا غياث الضنك, أنا صريع الفتك, أنا موضح القضايا, أنا مستودع الوصايا, أنا حقيقة الأديان, أنا عين الأعيان, أنا منحة المانح, أنا صلاح الصالح, أنا سور المعارف, أنا معارف العوارف, أنا كاشف الردى, أنا بعيد المدى, أنا محلل المشكلات, أنا مزيل الشبهات, أنا عصمة العوامظ, أنا لحظ اللواحظ, أنا غرام الغليل, أنا شفاء العليل, أنا صلة الآصال, أنا أمر الصلصال, أنا تكسير الغسق, أنا بشير الفلق, أنا معطل القياس, أنا طبأ الأرماس, أنا حبل الله المتين, أنا دعائم الدين, أنا ناسخ المري, أنا عصمة الورى, أنا دوحة الأصيلة, أنا مفضال الفضيلة, أنا طود الأطواد, أنا جود الأجواد, أنا عيبة العلم, أنا آية الحلم, أنا حلية المخلد, أنا بيضة البلد, أنا محل العفاف, أنا معدن الإنصاف, أنا فخار الأفخر, أنا الصديق الأكبر, أنا الطريق الأقوم, أنا الفاروق الأعظم, أنا زهرة النور, أنا حكمة الامور, أنا الشاهد المشهود, أنا العهد المعهود, أنا بصيرة البصائر, أنا ذخيرة الذخاير, أنا عصام العصمة, أنا حكمة الحكمة, أنا صمصمام الجهاد, أنا جلسة الآساد, أنا زكي الوغاء, أنا قاتل من بغى, أنا قرن الأقران, أنا مذل الشجعان, أنا فارس الفوارس, أنا نفيس النفايس, أنا ضيغم الغزوات, أنا بريد المهمات, أنا سؤال المسائل, أنا أول الأسباط, أنا نجحة الوسائل, أنا جواز الصراط, أنا صواب الخلاف, أنا رجال الأعراف, أنا صحيفة المؤمن, أنا خيرة المهيمن, أنا ممجد الأحساب, أنا جدول الحساب, أنا لواء الراكز, أنا أمن المفاوز, أنا سميدع البسالة, أنا خليفة الرسالة, أنا مرهوب الشذى, أنا أسمل القذى, أنا صفوة الصفا, أنا كفو الوفاء, أنا إرث الموارث, أنا أنفث النافث, أنا الإمام المبين, أنا الدرع الحصين, أنا موضح الحقيقة, أنا حافظ الطريقة, أنا واضع الشريعة, أنا مظنة الوديعة, أنا بشارة البشير, أنا ابرعم النذير, أنا الشفيع بالمحشر, أنا الصادع بالحق, أنا الباطن بالصدق, أنا مبطل الأبطال, أنا مذل الاقبال, أنا الضارب بذي الفقار, أنا النقم على الكفار, أنا مخمد الفتن, أنا مصدر المحن, فعندها صاح سويد بن نوفل الهلالي صيحة عظيمة! وجلت منه القلوب واقشعرت منه الأجساد من نازلة نزلت به فهلك في وقته وساعته!!

فأعقب (ع) في كلامه (ع) قال: حمداً مؤيداً وشكراً سرمداً لخالق الامم وبارئ النسم, وجعل يكرر ذلك مراراً فقام إليه الفضلاء, وأحدق به العلماء, يُقَبِّلون مواطئ قدميه ويكررون القسم الأعظم عليه بإتمام كلامه الذي انتهى إليه, فقال (ع): 

معاشر المؤمنين أبمثلي يستهزئ المستهزئون أم علي يتعرض المتعرضون! أيليق لعلي أن يتكلم بما لا يعلم أو يدعي ما ليس له بحق! وأيم الله لو شئت لما تركت عليها كافراً بالله, ولا منافقاً برسول الله, ولا مكذباً بوصيه, إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم والله ما لا تعلمون, قال: فقام إليه المقداد بن الأسود الكندي وقال: يا مولاي أقسمت عليك بالهيكل العاصم وبنور أبي القاسم (ص) ألا أتممت لنا باقي كلامك الذي انتهيت بنا إليه, فخطب الإمام خطبة عن علامات آخر الزمان ولم نذكرها واكتفينا إلى هنا.

---------------

إلزام الناصب ج2 ص184، نفحات الأزهار ج12 ص79 أورد بعضها نقلاً عن أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي وهو من أكابر علماء أهل العامة وقد ذكرها في كتابه الدر المنظم في السر الأعظم, ينابيع المودة ج3 ص205  باختصار واختلاف.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الأصبغ بن نباتة، قال: قال أمير المؤمنين (ع) ذات يوم على منبر الكوفة: أنا سيد الوصيين، ووصي سيد النبيين، أنا إمام المسلمين، وقائد المتقين، وولي المؤمنين، وزوج سيدة نساء العالمين، أنا المتختم باليمين، والمعفر للجبين، أنا الذي هاجرت الهجرتين، وبايعت البيعتين، أنا صاحب بدر وحنين، أنا الضارب بالسيفين‏، والحامل على فرسين، أنا وارث علم الأولين، وحجة الله على العالمين بعد الأنبياء ومحمد بن عبد الله خاتم النبيين. أهل موالاتي مرحومون، وأهل عداوتي ملعونون، ولقد كان حبيبي رسول الله (ص) كثيرا ما يقول لي: يا علي حبك تقوى وإيمان، وبغضك كفر ونفاق، وأنا بيت الحكمة وأنت مفتاحه، كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك‏.

--------------

الأمالي للصدوق ص 25, روضة الواعظين ج 1 ص 111, بشارة المصطفى ص 155, حلية الأبرار ج 2 ص 438, بهجة النظر ص 48, بحار الأنوار ج 39 ص 341

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية