حضورها يوم القيامة

عن أبي ذر قال: رأيت سلمان وبلال يقبلان إلى النبي (ص) إذ انكب سلمان على قدم رسول الله (ص) يقبلها فزجره النبي (ص) عن ذلك, ثم قال له: يا سلمان لا تصنع بي ما تصنع الأعاجم بملوكها, أنا عبد من عبيد الله, آكل مما يأكل العبيد, وأقعد كما يقعد العبيد, فقال له سلمان: يا مولاي سألتك بالله إلا أخبرتني بفضائل فاطمة يوم القيامة؟ قال: فأقبل النبي (ص) ضاحكاً مستبشراً, ثم قال: والذي نفسي بيده إنها الجارية التي تجوز في عرصة القيامة على ناقة رأسها من خشية الله, وعيناها من نور الله, وخطامها من جلال الله, وعنقها من بهاء الله, وسنامها من رضوان الله, وذنبها من قدس الله, وقوائمها من مجد الله, إن مشت سبحت وإن رغت قدست, عليها هودج من نور فيه جارية إنسية حورية عزيزة جُمعت فخُلقت وصنعت ومثلت من ثلاثة أصناف: فأولها من مسك أذفر, وأوسطها من العنبر الأشهب, وآخرها من الزعفران الأحمر, عجنت بماء الحيوان, لو تفلت تفلة في سبعة أبحر مالحة لعذبت, ولو أخرجت ظفر خنصرها إلى دار الدنيا لغشي الشمس والقمر, جبرئيل عن يمينها وميكائيل عن شمالها, وعلي أمامها والحسن والحسين وراءها, والله يكلاها ويحفظها, فيجوزون في عرصة القيامة فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: معاشر الخلائق غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم, هذه فاطمة بنت محمد (ص) نبيكم, زوجة علي إمامكم, أم الحسن والحسين. فتجوز الصراط وعليها ريطتان بيضاوان فإذا دخلت الجنة ونظرت إلى ما أعد الله لها من الكرامة قرأت: {بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أذهب عنا الحَزن إن ربنا لغفور شكور الذي أحلنا دار المقامة من فضله لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب} قال: فيوحي الله عز وجل إليها: يا فاطمة سليني أُعطك, وتمني علي أُرضك, فتقول: إلهي أنت المنى وفوق المنى, أسألك أن لا تعذب محبي ومحب عترتي بالنار, فيوحي الله إليها: يا فاطمة وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لقد آليت على نفسي من قبل أن أخلق السماوات والارض بألفي عام أن لا أعذب محبيك ومحبي عترتك بالنار

--------------

 تأويل الآيات ج 2 ص 472، البرهان ج 4 ص 552, بحار الأنوار ج 27 ص 139، تفسير كنز الدقائق ج 10 ص 576, العوالم ج 11 ص 1158

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص) قال: إن الله تعالى إذا بعث الخلائق من الأولين والآخرين نادى منادي ربنا من تحت عرشه: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم لتجوز فاطمة بنت محمد سيدة نساء العاليمن على الصراط، فتغض الخلائق كلهم أبصارهم فتجوز فاطمة على الصراط، لا يبقى أحد في القيامة إلا غض بصره عنها إلا محمد وعلي والحسن والحسين والطاهرين من أولادهم فإنهم محارمها, فإذا دخلت الجنة بقي مرطها (1) ممدوداً على الصراط، طرف منه بيدها وهي في الجنة، وطرف في عرصات القيامة، فينادي منادي ربنا: يا أيها المحبون لفاطمة تعلقوا بأهداب (2) مرط فاطمة سيدة نساء العالمين، فلا يبقى محب لفاطمة (ع) إلا تعلق بهدبة من أهداب مرطها حتى يتعلق بها أكثر من ألف فئام وألف فئام، قالوا: وكم فئام واحد؟ قال: ألف ألف، ينجون بها من النار. (3)

--------

(1) المِراط: كساء من صوف أو غيره تلقيه المرأة على رأسها.

(2) الأهداب جمع هدبة: طرف الثوب.

(3) تفسير الإمام العسكري (ع) ص 434, بحار الأنوار ح 8 ص 68, العوالم ج 11 ص 1154

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن عبد الله الانصاري قال: قال رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة تقبل ابنتي فاطمة (ع) على ناقة من نوق الجنة مدبجت الجنين, خطامها من لؤلؤ رطب, قوائمها من الزمرد الاخضر, ذنبها من المسك الاذفر, عيناها ياقوتتان حمراوان, عليها قبة من نور يرى ظاهرها من باطنها, وباطنها من ظاهرها, داخلها عفو الله, وخارجها رحمة الله, على رأسها تاج من نور, للتاج سبعون ركناً, كل ركن مرصع بالدر والياقوت, يضيء كما يضيء الكوكب الدري في افق السماء, وعن يمينها سبعون ألف ملك, وعن شمالها سبعون ألف ملك, وجبرئيل آخذ بخطام الناقة, ينادي بأعلى صوته: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد, فلا يبقى يومئذ نبي ولا رسول ولا صديق ولا شهيد, إلا غضوا أبصارهم حتى تجوز فاطمة بنت محمد, فتسير حتى تحاذي عرش ربها جل جلاله, فتزج بنفسها عن ناقتها وتقول: إلهي وسيدي, احكم بيني وبين من ظلمني, اللهم احكم بيني وبين من قتل ولديّ, فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: يا حبيبتي وابنة حبيبي, سليني تعطي, واشفعي تشفعي, فوعزتي وجلالي لا جازني ظلم ظالم. فتقول: إلهي وسيدي, ذريتي وشيعتي وشيعة ذريتي, ومحبي ومحبي ذريتي, فإذا النداء من قبل الله جل جلاله: أين ذرية فاطمة وشيعتها ومحبوها ومحبو ذريتها؟ فيقبلون وقد أحاط بهم ملائكة الرحمة, فتقدمهم فاطمة (ع) حتى تدخلهم الجنة.

-----------

الأمالي للصدوق ص 17, الأمالي للمفيد ص 271, روضة الواعظين ج 1 ص 148, بشارة المصطفى ص 18, الفضائل لابن شاذان ص 11, غاية المرام ج6 ص88, تسلية المجالس ج 1 ص 58, بحار الأنوار ج 43 ص 219, العوالم ج 11 ص 1180, مناقب آشوب ج 3 ص 326 بإختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن مسلم الثقفي قال: سمعت أبا جعفر (ع) يقول: لفاطمة (ع) وقفة على باب جهنم، فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل مؤمن أو كافر, فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار, فتقرأ فاطمة بين عينيه محباً فتقول: إلهي وسيدي سميتني فاطمة وفطمت بي من تولاني وتولى ذريتي من النار, ووعدك الحق وأنت لا تخلف الميعاد، فيقول الله عز وجل: صدقت يا فاطمة, إني سميتك فاطمة وفطمت بك من أحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار, ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد، وإنما أمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه فأشفعك وليتبين لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهل الموقف موقفك مني ومكانتك عندي, فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فخذي بيده وادخليه الجنة.

-----------

علل الشرائع ج 1 ص 179, كشف الغمة ج 1 ص 463, الجواهر السنية ص 487, المحتضر ص 132, بحار الأنوار ج 8 ص 50, رياض الأبرار ج 1 ص 15, العوالم ج 11 ص 69

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر أنه قال لأبي جعفر (ع): جعلت فداك يا ابن رسول الله حدثني بحديث في فضل جدتك فاطمة (ع) إذا أنا حدثت به الشيعة فرحوا بذلك, قال أبو جعفر (ع): حدثني أبي, عن جدي, عن رسول الله (ص) قال: إذا كان يوم القيامة نصب للأنبياء والرسل منابر من نور, فيكون منبري أعلا منابرهم يوم القيامة, ثم يقول الله: يا محمد اخطب, فأخطب بخطبة لم يسمع أحد من الانبياء والرسل بمثلها, ثم ينصب للأوصياء منابر من نور وينصب لوصيي علي بن أبي طالب في أوساطهم منبر من نور فيكون منبره أعلى منابرهم ثم يقول الله: يا علي اخطب فيخطب بخطبة لم يسمع أحد من الاصياء بمثلها, ثم ينصب لأولاد الانبياء والمرسلين منابر من نور فيكون لأبنيّ وسبطيّ وريحانتيّ أيام حياتي منبر من نور ثم يقال لهما: اخطبا, فيخطبان بخطبتين لم يسمع أحد من أولاد الانبياء والمرسلين بمثلهما. ثم ينادي المنادي وهو جبرئيل (ع): أين فاطمة بنت محمد؟ أين خديجة بنت خويلد؟ أين مريم بنت عمران؟ أين آسية بنت مزاحم؟ أين أم كلثوم أم يحيى بن زكريا؟ فيقمن, فيقول الله تبارك وتعالى: يا أهل الجمع لمن الكرم اليوم؟ فيقول محمد وعلي والحسن والحسين (1): لله الواحد القهار, فيقول الله جل جلاله: يا أهل الجمع إني قد جعلت الكرم لمحمد وعلي والحسن والحسين وفاطمة, يا أهل الجمع طأطؤا الرؤوس وغضوا الأبصار فإن هذه فاطمة تسير إلى الجنة: فيأتيها جبرئيل بناقة من نوق الجنة مدبجة الجنبين, خطامها من اللؤلؤ المحقق الرطب, عليها رحل من المرجان فتناخ بين يديها فتركبها فيبعث إليها مائة ألف ملك فيصيروا على يمينها, ويبعث إليها مائة ألف ملك يحملونها على أجنحتهم حتى يصيروها عند باب الجنة, فإذا صارت عند باب الجنة تلتفت فيقول الله: يا بنت حبيبي ما التفاتك وقد أمرت بك إلى جنتي؟ فتقول: يا رب أحببت أن يعرف قدري في مثل هذا اليوم, فيقول الله: يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي فأدخليه الجنة. قال أبو جعفر (ع): والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبيها كما يلتقط الطير الحب الجيد من الحب الرديء, فإذا صار شيعتها معها عند باب الجنة يلقي الله في قلوبهم ان يلتفتوا, فإذا التفتوا يقول الله: يا أحبائي ما التفاتكم وقد شفعت فيكم فاطمة بنت حبيبي؟ فيقولون: يا رب أحببنا أن يعرف قدرنا في مثل هذا اليوم, فيقول الله: يا أحبائي ارجعوا وانظروا من أحبكم لحب فاطمة, انظروا من أطعمكم لحب فاطمة, انظروا من كساكم لحب فاطمة, انظروا من سقاكم شربة في حب فاطمة, انظروا من رد عنكم غيبة في حب فاطمة خذوا بيده وأدخلوه الجنة. قال أبو جعفر (ع): والله لا يبقي في الناس إلا شاك أو كافر أو منافق فإذا صاروا بين الطبقات نادوا كما قال الله: {فما لنا من شافعين ولا صديق حميم} فيقولون {فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين}  قال أبو جعفر (ع): هيهات هيهات منعوا ما طلبوا {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون} (2)

-----------

(1) وفي نسخة زاد: وفاطمة.

(2) تفسير فرات ص 298، بحار الأنوار ج 8 ص 51، العوالم ج 11 ص 1160

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) يقول دخل رسول الله (ص) ذات يوم على فاطمة (ع) وهي حزينة فقال لها: ما حزنك يا بنية؟ قالت: يا أبه ذكرت المحشر ووقوف الناس عراة يوم القيامة قال: يا بنية إنه ليوم عظيم ولكن قد أخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أنه قال: أول من تنشق عنه الارض يوم القيامة أنا ثم أبي إبراهيم ثم بعلك علي بن أبي طالب (ع), ثم يبعث الله إليك جبرئيل في سبعين ألف ملك فيضرب على قبرك سبع قباب من نور ثم يأتيك إسرافيل بثلاث حلل من نور فيقف عند رأسك فينادينك: يا فاطمة بنت محمد! قومي إلى محشرك، فتقومين آمنة روعتك، مستورة عورتك، فيناولك إسرافيل الحلل فتلبسينها ويأتيك زوقائيل بنجيبة من نور، زمامها من لؤلؤ رطب عليها محفة من ذهب، فتركبينها ويقود زوقائيل بزمامها، وبين يديك سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التسبيح, فإذا جد بك السير استقبلتك سبعون ألف حوراء، يستبشرون بالنظر إليك بيد كل واحدة منهن مجمرة من نور يسطع منها ريح العود من غير نار، وعليهن أكاليل الجوهر المرصع بالزبرجد الاخضر، فيسرن عن يمينك، فإذا سرت مثل الذي سرت من قبرك إلى أن لقينك، استقبلتك مريم بنت عمران، في مثل من معك من الحور فتسلم عليك وتسير هي ومن معها عن يسارك, ثم تستقبلك أمك خديجة بنت خويلد أول المؤمنات بالله ورسوله، ومعها سبعون ألف ملك بأيديهم ألوية التكبير فإذا قربت من الجمع استقبلتك حواء في سبعين ألف حوراء ومعها آسية بنت مزاحم فتسير هي ومن معها معك, فإذا توسطت الجمع، وذلك أن الله يجمع الخلائق في صعيد واحد، فيستوي بهم الاقدام ثم ينادي مناد من تحت العرش يسمع الخلائق: غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة الصديقة بنت محمد ومن معها، فلا ينظر إليك يومئذ إلا إبراهيم خليل الرحمن وعلي بن أبي طالب، ويطلب آدم حوا فيراها مع أمك خديجة أمامك. ثم ينصب لك منبر من النور فيه سبع مراقي بين المرقاة إلى المرقاة صفوف الملائكة، بأيديهم ألوية النور، ويصطف الحور العين عن يمين المنبر وعن يساره وأقرب النساء معك عن يسارك حواء وآسية فإذا صرت في أعلى المنبر أتاك جبرئيل (ع) فيقول لك: يا فاطمة سلي حاجتك، فتقولين: يا رب أرني الحسن والحسين فيأتيانك وأوداج الحسين تشخب دماً، وهو يقول: يا رب خذ لي اليوم حقي ممن ظلمني, فيغضب عند ذلك الجليل، ويغضب لغضبه جهنم والملائكة أجمعون، فتزفر جهنم عند ذلك زفرة ثم يخرج فوج من النار ويلتقط قتلة الحسين وأبناءهم وأبناء أبنائهم ويقولون: يا رب إنا لم نحضر الحسين، فيقول الله لزبانية جهنم: خذوهم بسيماهم بزرقة الاعين وسواد الوجوه، خذوا بنواصيهم فألقوهم في الدرك الاسفل من النار فإنهم كانوا أشد على أولياء الحسين من آبائهم الذين حاربوا الحسين فقتلوه. ثم يقول جبرئيل (ع): يا فاطمة سلي حاجتك فتقولين: يا رب شيعتي، فيقول الله عز وجل: قد غفرت لهم فتقولين يا رب شيعة ولدي فيقول الله قد غفرت لهم فتقولين: يا رب شيعة شيعتي فيقول الله: انطلقي فمن اعتصم بك فهو معك في الجنة، فعند ذلك يود الخلائق أنهم كانوا فاطميين فتسيرين ومعك شيعتك، وشيعة ولدك، وشيعة أمير المؤمنين آمنة روعاتهم، مستورة عوراتهم، قد ذهبت عنهم الشدائد، وسهلت لهم الموارد، يخاف الناس وهم لا يخافون، ويظمأ الناس وهم لا يظمأون, فإذا بلغت باب الجنة، تلقتك إثنتا عشر ألف حوراء، لم يلتقين أحداً قبلك ولا يتلقين أحداً كان بعدك، بأيديهم حراب من نور، على نجائب من نور رحائلها من الذهب الاصفر والياقوت، أزمتها من لؤلؤ رطب، على كل نجيب نمرقة (1) من سندس منضود, فإذا دخلت الجنة تباشر بك أهلها، ووضع لشيعتك موائد من جوهر على أعمدة من نور، فيأكلون منها والناس في الحساب، وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون وإذا استقر أولياء الله في الجنة زارك آدم ومن دونه النبيين وإن في بطنان الفردوس لؤلؤتان من عرق واحد لؤلؤة بيضاء ولؤلؤة صفراء فيهما قصور ودور في كل واحدة سبعون ألف دار فالبيضاء منازل لنا ولشيعتنا، والصفراء منازل لابراهيم وآل إبراهيم (ع). قالت: يا أبه فما كنت أحب أن أرى يومك ولا أبقى بعدك، قال: يا ابنتي لقد أخبرني جبرئيل عن الله عز وجل أنك أول من تلحقني من أهل بيتي فالويل كله لمن ظلمك، والفوز العظيم لمن نصرك. قال عطاء: كان ابن عباس إذا ذكر هذا الحديث تلا هذه الاية: {والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين} (2)

-----------

(1) النمرقة: الوسادة.

(2) بحار الأنوار ج 43 ص 225, تفسير فرات ص 444, العوالم ج 11 ص 1175

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس, قال: إن رسول الله (ص) كان جالساً ذات يوم وعنده علي وفاطمة والحسن والحسين (ع), فقال: اللهم إنك تعلم أن هؤلاء أهل بيتي وأكرم الناس علي فأحبب من أحبهم, وأبغض من أبغضهم, ووال من والاهم, وعاد من عاداهم, وأعن من أعانهم, واجعلهم مطهرين من كل رجس, معصومين من كل ذنب, وأيدهم بروح القدس. ثم قال (ص): يا علي, أنت إمام أمتي, وخليفتي عليها بعدي, وأنت قائد المؤمنين إلى الجنة, وكأني أنظر إلى ابنتي فاطمة قد أقبلت يوم القيامة على نجيب من نور, عن يمينها سبعون ألف ملك, وعن يسارها سبعون ألف ملك, وبين يديها سبعون ألف ملك, وخلفها سبعون ألف ملك, تقود مؤمنات أمتي إلى الجنة, فأيما امرأة صلَّت في اليوم والليلة خمس صلوات, وصامت شهر رمضان, وحجت بيت الله الحرام, وزكت مالها, وأطاعت زوجها, ووالت علياً بعدي, دخلت الجنة بشفاعة ابنتي فاطمة, وإنها لسيدة نساء العالمين, فقيل له: يا رسول الله, أهي سيدة نساء عالمها؟ فقال النبي (ص): ذاك لمريم بنت عمران, فأما ابنتي فاطمة فهي سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين, وإنها لتقوم في محرابها فيسلم عليها سبعون ألف ملك من الملائكة المقربين, وينادونها بما نادت به الملائكة مريم فيقولون: يا فاطمة {إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين}. ثم التفت إلى علي (ع), فقال: يا علي, إن فاطمة بضعة مني, وهي نور عيني, وثمرة فؤادي, يسوؤني ما ساءها, ويسرني ما سرها, وإنها أول من يلحقني من أهل بيتي فأحسن إليها بعدي, وأما الحسن والحسين فهما ابناي وريحانتاي, وهما سيدا شباب أهل الجنة, فليكرما عليك كسمعك وبصرك, ثم رفع (ص) يده إلى السماء, فقال: اللهم إني أشهدك أني محب لمن أحبهم, ومبغض لمن أبغضهم, وسلم لمن سالمهم, وحرب لمن حاربهم, وعدو لمن عاداهم, وولي لمن والاهم.

-------

أمالي الصدوق ص 486, بشارة المصطفى ص 177, غاية المرام ج 1 ص 182, بحار الأنوار ج 37 ص 84, العوالم ج 11 ص 128

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال رسول الله (ص): أول شخص يدخل الجنة فاطمة (ع).

----------

مناقب آشوب ج 3 ص 329, طرف من الأنباء ص 528, بحار الأنوار ج 37 ص 70, العوالم ج 11 ص 1166

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا كان يوم القيامة جمع الله الأولين والآخرين في صعيد واحد, ثم أمر مناديا فنادى: غضوا أبصاركم ونكسوا رؤوسكم حتى تجوز فاطمة ابنة محمد الصراط, قال: فتغض الخلائق أبصارهم, فتأتي فاطمة (ع) على نجيب من نجب الجنة يشيعها سبعون ألف ملك، فتقف موقفا شريفا من مواقف القيامة، ثم تنزل عن نجيبها فتأخذ قميص الحسين بن علي (ع) بيدها مضمخا بدمه، وتقول: يا رب هذا قميص ولدي وقد علمت ما صنع به, فيأتيها النداء من قبل الله عز وجل: يا فاطمة لك عندي الرضا، فتقول: يا رب انتصر لي من قاتله، فيأمر الله تعالى عنقا من النار فتخرج من جهنم فتلتقط قتلة الحسين بن علي (ع) كما يلتقط الطير الحب، ثم يعود العنق بهم إلى النار فيعذبون فيها بأنواع العذاب، ثم تركب فاطمة (ع) نجيبها حتى تدخل الجنة ومعها الملائكة المشيعون لها، وذريتها بين يديها، وأولياءهم من الناس عن يمينها وشمالها.

---------

الأمالي للمفيد ص 130, بحار الأنوار ج 43 ص 224, العوالم ج 11 ص 1173

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال رسول الله (ص): تحشر ابنتي فاطمة (ع) يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدماء تتعلق بقائمة من قوائم العرش تقول: يا احكم الحاكمين احكم بيني وبين قاتل ولدى, قال رسول الله (ص): ويحكم لابنتي فاطمة (ع) ورب الكعبة.

---------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 11, بحار الأنوار ج 37 ص 70, كشف الغمة ج 3 ص 62, صحيفة الإمام الرضا (ع) ص 44, تسلية المجالس ج 1 ص 60, العوالم ج 11 ص 1173, مناقب آشوب ج 3 ص 327 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الرضا, عن آبائه (ع) قال: قال رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة نادى مناد: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تجوز فاطمة بنت محمد.

----------------

 عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 32، صحيفة الإمام الرضا (ع) ص 63, بحارالأنوار ج 43 ص 220, العوالم ج 11 ص 1153

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال رسول الله (ص): تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة قد عجنت بماء الحيوان, فينظر إليها الخلائق فيتعجبون منها, ثم تكسى أيضا من حلل الجنة ألف حلة, مكتوب على كل حلة بخط أخضر: أدخلوا بنت محمد الجنة على أحسن الصورة وأحسن الكرامة وأحسن منظر, فتزف إلى الجنة كما تزف العروس, ويوكل بها سبعون ألف جارية.

-----------------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 30, دلائل الإمامة ص 155, طرف من الأنباء ص 528, الدر النظيم ص 461, بحار الأنوار ج 43 ص 221, العوالم ج 11 ص 1154

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي, عن علي بن الحسين (ع) قال: إذا كان يوم القيامة نادى مناد {لا خوف عليكم اليوم ولا أنتم تحزنون} فإذا قالها لم يبق أحد إلا رفع رأسه, فإذا قال {الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين} لم يبق أحد إلا طأطأ رأسه إلا المسلمين المحبين, قال: ثم ينادي: هذه فاطمة بنت محمد تمر بكم هي ومن معها إلى الجنة, ثم يرسل الله إليها ملكا فيقول: يا فاطمة سلي حاجتك, فتقول: يا رب حاجتي أن تغفر لمن نصر ولدي.

-------------

تفسير فرات ص 409, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 97, العوالم ج 11 ص 1179

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: إذا كان يوم القيامة دعي محمد (ص) فيكسى حلة وردية ثم يقام عن يمين العرش, ثم يدعى بإبراهيم (ع) فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار العرش, ثم يدعى بعلي (ع) فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين النبي (ص), ثم يدعى بإسماعيل (ع) فيكسى حلة بيضاء فيقام عن يسار إبراهيم (ع), ثم يدعى بالحسن (ع) فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين أمير المؤمنين (ع), ثم يدعى بالحسين (ع) فيكسى حلة وردية فيقام عن يمين الحسن (ع), ثم يدعى بالأئمة (ع) فيكسون حللا وردية فيقام كل واحد عن يمين صاحبه, ثم يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم, ثم يدعى بفاطمة (ع) ونسائها من ذريتها وشيعتها فيدخلون الجنة بغير حساب, ثم ينادي مناد من بطنان العرش من قبل رب العزة: فنعم الأب أبوك يا محمد وهو إبراهيم, ونعم الأخ أخوك وهو علي بن أبي طالب, ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين, ونعم الجنين جنينك وهو محسن, ونعم الأئمة الراشدون ذريتك وهم فلان وفلان, ونعم الشيعة شيعتك, ثم يؤمر بهم إلى الجنة.

----------------

تفسير القمي ج 1 ص 128, البرهان ج 1 ص 719, بحار الأنوار ج 7 ص 328, القصص للجزائري ص 97, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 420, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 283

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* بين السيدة الزهراء والإمام الحسين عليهما السلام يوم القيامة

عن أبي عبد الله (ع) قال: قال رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة نصب لفاطمة (ع) قبة من نور, وأقبل الحسين (ع) رأسه على يده, فإذا رأته شهقت شهقة لا يبقى في الجمع ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن إلا بكى لها, فيمثل الله عز وجل رجلا لها في أحسن صورة وهو يخاصم قتلته بلا رأس, فيجمع الله قتلته والمجهزين عليه ومن شرك في قتله فيقتلهم, حتى أتى على آخرهم, ثم ينشرون فيقتلهم أمير المؤمنين (ع), ثم ينشرون فيقتلهم الحسن (ع), ثم ينشرون فيقتلهم الحسين (ع), ثم ينشرون فلا يبقى من ذريتنا أحد إلا قتلهم قتلة, فعند ذلك يكشف الله الغيظ وينسي الحزن. ثم قال أبو عبد الله (ع): رحم الله شيعتنا, شيعتنا والله المؤمنون, فقد والله شركونا في المصيبة بطول الحزن والحسرة.

--------------

ثواب الأعمال ص 216, رياض الأبرار ج 1 ص 70, اللهوف ص 81, بحار الأنوار ج 43, 221, مثير الأحزان ص 62

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة جاءت فاطمة (ع) في لمة من نسائها, فيقال لها: ادخلي الجنة, فتقول: لا أدخل حتى أعلم ما صنع بولدي من بعدي, فيقال لها: انظري في قلب القيامة, فتنظر إلى الحسين (ع) قائما وليس عليه رأس, فتصرخ صرخة وأصرخ لصراخها وتصرخ الملائكة لصراخها, فيغضب الله عز وجل عند ذلك, فيأمر نارا يقال لها هبهب قد أوقد عليها ألف عام حتى اسودت لا يدخلها روح أبدا ولا يخرج منها غم أبدا, فيقال: التقطي قتلة الحسين (ع) وحملة القرآن (1), فتلتقطهم فإذا صاروا في حوصلتها صهلت وصهلوا بها, وشهقت وشهقوا بها, وزفرت وزفروا بها, فينطقون بألسنة ذلقة طلقة: يا ربنا فيما أوجبت لنا النار قبل عبدة الأوثان؟ فيأتيهم الجواب عن الله تعالى: أن من علم ليس كمن لا يعلم. (2)

---------

(1) المراد بحملة القرآن الذين ضيعوه وحرفوا تفسيره وستأكلوا الناس به

(2) ثواب الأعمال ص 217, مثير الأحزان ص 81, اللهوف ص 139, بحار الأنوار ج 43 ص 127, العوالم ج 11 ص 1174

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جبير, عن علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله (ص): يمثل لفاطمة (ع) رأس الحسين (ع) متشحطا بدمه, فتصيح: وا ولداه! وا ثمرة فؤاداه! فتصيح الملائكة لصيحة فاطمة (ع), وينادون أهل القيامة: قتل الله قاتل ولدك يا فاطمة, قال: فيقول الله عز وجل: أفعل به ولشيعته وأحبائه وأتباعه, (1) وإن فاطمة (ع) في ذلك اليوم على ناقة من نوق الجنة, مدبجة الجنبين‏, واضحة الخدين, شهلاء العينين, رأسها من الذهب المصفى, وأعناقها من المسك والعنبر, خطامها من الزبرجد الأخضر, رحائلها مفضضة بالجوهر, على الناقة هودج غشاوته من نور الله, وحشوها من رحمة الله, خطامها فرسخ من فراسخ الدنيا, يحف بهودجها سبعون ألف ملك بالتسبيح والتمجيد والتهليل والتكبير والثناء على رب العالمين, ثم ينادي مناد من بطنان العرش: يا أهل القيامة غضوا أبصاركم فهذه فاطمة بنت محمد رسول الله تمر على الصراط, فتمر فاطمة (ع) وشيعتها على الصراط كالبرق الخاطف, قال النبي (ص) ويلقى أعداؤها وأعداء ذريتها في جهنم. (2)

--------------

(1) قال العلامة المجلسي بعد ذكر الحديث: توضيح ذلك أفعل به أي بالحسين (ع) أي أقتل قاتليه وقاتلي شيعته وأحبائه ويحتمل إرجاع الضمائر جميعا إلى القاتل

(2) ثواب الأعمال ص 219, بحار الأنوار ج 43 ص 222, العوالم ج 17 ص 1178

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ع): إن الله تبارك وتعالى إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو واف لي به إذا كان يوم القيامة نصب لي منبر له ألف درجة لا كمراقيكم فأصعد حتى أعلو فوقه فيأتيني جبرئيل (ع) بلواء الحمد فيضعه في يدي ويقول: يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله [تعالى] فأقول لعلي: اصعد, فيكون أسفل مني بدرجة فأضع لواء الحمد في يده ثم يأتي رضوان بمفاتيح الجنة فيقول: يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله [تعالى] فيضعها في يدي فأضعها في حجر علي بن أبي طالب, ثم يأتي مالك خازن النار فيقول: يا محمد هذا المقام المحمود الذي وعدك الله [تعالى] هذه مفاتيح النار ادخل عدوك وعدو ذريتك وعدو أمتك النار فأخذها وأضعها في حجر علي بن أبي طالب فالنار والجنة يومئذ أسمع لي ولعلي من العروس لزوجها فهو قول الله تبارك وتعالى في كتابه: {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد} ألق يا محمد ويا علي عدوكما في النار. ثم أقوم فأثني على الله ثناء لم يثن عليه أحد قبلي ثم أثني على الملائكة المقربين ثم أثني على الانبياء [و] المرسلين ثم أنثي على الامم الصالحين ثم أجلس فيثني الله ويثني عليّ ملائكته ويثني عليّ أنبياءه ورسله ويثني عليّ الامم الصالحة, ثم ينادي مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق غضوا أبصاركم حتى تمر بنت حبيب الله إلى قصرها, فتمر فاطمة (ع) بنتي عليها ريطتان خضراوان حولها سبعون ألف حوراء فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائماً والحسين نائماً مقطوع الرأس فتقول للحسن: من هذا؟ فيقول هذا أخي إن أمة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه, فيأتيها النداء من عند الله: يا بنت حبيب الله إني إنما أريتك ما فعلت به أمة أبيك لأني ادخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه, إني جعلت لتعزيتك بمصيبتك فيه أني لا أنظر في محاسبة العباد حتى تدخلي الجنة أنت وذريتك وشيعتك ومن أولاكم معروفاً ممن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد, فتدخل فاطمة ابنتي الجنة وذريتها وشيعتها ومن والاها معروفاً ممن ليس هو من شيعتها فهو قول الله تعالى في كتابه: {لا يحزنهم الفزع الأكبر} [و]قال: هو يوم القيمة {وهم فيما اشتهت أنفسهم خالدون} هي والله فاطمة وذريتها وشيعتها ومن أولاهم معروفاً ممن ليس هو من شيعتها.

------------------

تفسير فرات ص 437، بحار الأنوار ج 7 ص 335

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية