صفاته ص

* صفات جسده الشريف |:

عن أبي عبد الله × قال: استأذنت زليخا على يوسف ×, فقيل لها: إنا نكره أن نقدم بك عليه لما كان منك إليه, قالت: إني لا أخاف من يخاف الله, فلما دخلت قال لها: يا زليخا ما لي أراك قد تغير لونك؟ قالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا, وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا, قال لها: ما الذي دعاك يا زليخا إلى ما كان منك؟ قالت: حسن‏ وجهك‏ يا يوسف,‏ فقال: كيف لو رأيت نبيا يقال له محمد؟ يكون في آخر الزمان أحسن مني وجها, وأحسن مني خلقا, وأسمح مني كفا, قالت: صدقت, قال: وكيف علمت أني صدقت؟ قالت: لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي, فأوحى الله عز وجل إلى يوسف ×: أنها قد صدقت وأني قد أحببتها لحبها محمدا, فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها. 

 

عن علي بن محمد النوفلي, عن أبي الحسن ×‏, قال: ذكرت الصوت عنده فقال: إن علي بن الحسين × كان يقرأ, فربما يمر به المار فصعق من حسن صوته, وإن الإمام لو أظهر من ذلك‏ شيئا لما احتمله الناس من حسنه, قلت: ولم يكن رسول الله | يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إن رسول الله | كان يحمل الناس من خلقه ما يطيقون. 

 

عن إسماعيل بن عمار, عن أبي عبد الله × قال: كان رسول الله | إذا رئي في الليلة الظلماء رئي له نور كأنه شقة قمر. 

 

قالت عائشة: فقدت إبرة ليلة فما كان في منزلي سراج, فدخل النبي | فوجدت الإبرة بنور وجهه. 

 

حمزة بن عمر الأسلمي قال:‏ نفرنا مع النبي | في ليلة ظلماء, فأضاءت أصابعه عرفه. 

 

عن أمير المؤمنين × أنهم قالوا: يا علي صف لنا نبينا | كأننا نراه فإنا مشتاقون إليه. قال: كان نبي الله | أبيض‏ اللون‏، مشربا حمرة، أدعج‏ العين، سبط الشعر كث اللحية، ذا وفرة، دقيق‏ المسربة، كأن عنقه ابريق فضة، يجري في تراقيه‏ الذهب، له شعر من لبته‏ إلى سرته، كقضيب خيط إلى السرة، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره. شئن‏ الكفين والقدمين، شئن الكعبين، إذا مشى كأنما يتقلع‏ من الصخر، إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب‏، إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كله، ليس بالقصير المتردد، ولا بالطويل الممغط، وكان في الوجه تدوير، إذا كان في الناس غمرهم‏، كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ، عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز ولا باللئيم. أكرم الناس عشرة، وألينهم عريكة، وأجودهم كفا، من خالطه بمعرفة أحبه، من رآه بديهة هابه، عزه‏ بين عينيه، يقول باغته‏: لم أر قبله ولا بعده مثله |. 

 

عن إبراهيم بن محمد من ولد علي × قال: كان علي × إذا نعت النبي | قال: لم يك بالطويل الممغط ولا وكان ربعة من القوم, ولم يك بالجعد القطط ولا السبط كان جعدا رجلا, ولم يك بالمطهم ولا المكلثم وكان في الوجه تدويرا أبيض مشرب, أدعج العين, أهدب الأشفار, جليل المشاش والكتد, أجرد ذا مسربة, شثن الكفين والقدمين, إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب, وإذا التفت التفت معا, بين كتفيه خاتم النبوة وهو خاتم النبيين, أجود الناس كفا, وأجرأ الناس صدرا, وأصدق الناس لهجة, وأوفى الناس ذمة, وألينهم عريكة  وأكرمهم عشيرة, بأبي من لم يشبع ثلاثا متوالية من خبز بر حتى فارق الدنيا, ولم ينخل دقيقة. 

 

عن جابر قال: قلت لأبي جعفر ×: صف لي نبي الله |، قال: كأن نبي الله | أبيض مشرب حمرة، أدعج العينين، مقرون الحاجبين، شئن الأطراف‏، كأن الذهب أفرغ على براثنه‏، عظيم مشاشة المنكبين، إذا التفت يلتفت جميعا من شدة استرساله، سربته‏ سائلة من لبته‏ إلى سرته كأنها وسط الفضة المصفاة، وكأن عنقه إلى كاهله‏ إبريق فضة، يكاد أنفه إذا شرب أن يرد الماء، وإذا مشى تكفأ كأنه ينزل في صبب، لم ير مثل نبي الله | قبله ولا بعده |. 

 

عن عبد الملك بن هارون, عن الصادق, عن آبائه ع‏ليهم السلام: أن ملك الروم عرض على الحسن بن علي × صور الأنبياء, فعرض عليه صنما يلوح, فلما نظر إليه بكى بكاء شديدا فقال له الملك: ما يبكيك؟ فقال: هذه صفة جدي محمد |, كث اللحية, عريض الصدر, طويل العنق, عريض الجبهة, أقنى الأنف, أفلج الأسنان‏, حسن الوجه, قطط الشعر, طيب الريح, حسن الكلام, فصيح اللسان, كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر, بلغ عمره ثلاثا وستين سنة, ولم يخلف بعده إلا خاتم مكتوب عليه: لا إله إلا الله محمد رسول الله, وكان يتختم في يمينه, وخلف سيفه ذا الفقار, وقضيبه وجبة صوف, وكساء صوف كان يتسرول به, لم يقطعه ولم يخطه‏ حتى لحق بالله. 

 

عن أبي جعفر ×:‏ جاء أعرابي أحد بني عامر فسأل عن النبي | فلم يجده قالوا: هو بقزح, فطلبه فلم يجده, قالوا: هو بمنى, قال فطلبه فلم يجده, فقالوا: هو بعرفة, فطلبه فلم يجده, قالوا: هو بالمشاعر, قال: فوجده في الموقف, قال: حلوا لي النبي |, فقال الناس: يا أعرابي ما أنكرك إذا وجدت النبي | وسط القوم وجدته مفخما, قال: بل حلوه لي حتى لا أسأل عنه أحدا, قالوا: فإن نبي الله أطول من الربعة, وأقصر من الطويل الفاحش, كأن لونه فضة وذهب, أرجل الناس جمة وأوسع الناس جبهة, بين عينيه غرة, أقنى الأنف, واسع الجبين, كث اللحية, مفلج الأسنان, على شفته السفلى خال, كأن رقبته إبريق فضة, بعيد ما بين مشاشة المنكبين, كأن بطنه وصدره سبل‏ سبط البنان, عظيم البراثن, إذا مشى مشى متكفئا, وإذا التفت التفت بأجمعه, كأن يده من لينها متن أرنب, إذا قام مع إنسان لم ينفتل حتى ينفتل صاحبه, وإذا جلس لم يحل حبوته‏ حتى يقوم جليسه, فجاء الأعرابي فلما نظر إلى النبي | عرفه قال قام بمحجنه  على رأس ناقة رسول الله | عند ذنب ناقته, فأقبل الناس تقول: ما أجرأك يا أعرابي, قال النبي |: دعوه فإنه أرب ثم قال: ما حاجتك؟ قال: جاءتنا رسلك أن‏ تقيموا الصلاة وتؤتوا الزكاة وتحجوا البيت وتغتسلوا من الجنابة, وبعثني قومي إليك رائدا أبغي أن أستحلفك وأخشى أن تغضب, قال: لا أغضب إني أنا الذي سماني الله في التوراة والإنجيل محمدا رسول الله المجتبى المصطفى, ليس‏ بفحاش ولا سخاب في الأسواق, ولا يتبع السيئة السيئة, ولكن يتبع السيئة الحسنة, فسلني عما شئت, وأنا الذي سماني الله في القرآن‏ {ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك‏} فسل عما شئت قال: إن الله‏ {الذي رفع السماوات بغير عمد} هو أرسلك؟ قال: نعم هو أرسلني, قال: بالله الذي قامت السماوات بأمره هو الذي أنزل عليك الكتاب وأرسلك بالصلاة المفروضة والزكاة المعقولة؟ قال: نعم, قال: وهو أمرك بالاغتسال من الجنابة وبالحدود كلها؟ قال: نعم, قال: فإنا آمنا بالله ورسله وكتابه واليوم الآخر والبعث والميزان والموقف والحلال والحرام صغيره وكبيره, قال: فاستغفر له النبي | ودعا. 

 

عن عبد الله بن سليمان، وكان قارئا للكتب، قال: قرأت في الانجيل: يا عيسى جد أمري، ولا تهزل، واسمع وأطع، يا ابن الطاهرة الطهر البكر البتول، أنت من غير فحل أنا خلقتك رحمة للعالمين، فإياي فاعبد، وعلي فتوكل، خذ الكتاب بقوة، فسر لأهل السوريا بالسريانية، بلغ من بين يديك أني أنا الله الدائم الذي لا أزول، صدقوا النبي الأمي، صاحب‏ الجمل‏، والمدرعة، والتاج، وهي العمامة، والنعلين، والهراوة وهي القضيب. الأنجل‏ العينين، الصلت‏ الجبين، الواضح الخدين، الأقنى‏ الأنف‏، مفلج الثنايا، كأن عنقه إبريق فضة، كأن الذهب يجري في تراقيه‏، له شعرات من صدره إلى سرته، ليس على بطنه ولا على صدره شعر. أسمر اللون، دقيق المسربة، شثن الكف والقدم‏، إذا التفت التفت جميعا وإذا مشى كأنما يتقلع من الصخرة، وينحدر من صبب، وإذا جاء مع القوم بذهم‏، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، وريح المسك تنفخ منه، لم ير قبله مثله ولا بعده. طيب الريح، نكاح النساء، ذو النسل القليل، إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لا صخب‏ فيه، ولا نصب‏، يكفلها في آخر الزمان، كما كفل زكريا أمك. لها فرخان مستشهدان، كلامه القرآن، ودينه الاسلام وأنا السلام، طوبى لمن أدرك زمانه، شهد أيامه، وسمع كلامه. ‏ قال عيسى: يا رب، وما طوبى؟ قال: شجرة في الجنة، أنا غرستها، تظل الجنان، أصلها من رضوان، وماؤها من تسنيم، برده برد الكافور، وطعمه طعم الزنجبيل، من يشرب من تلك العين شربة لا يظمأ بعدها أبدا. فقال عيسى: اللهم اسقني منها, قال: حرام يا عيسى على البشر أن يشربوا منها حتى يشرب ذلك النبي، وحرام على الأمم أن يشربوا منها حتى‏ تشرب أمة ذلك النبي، أرفعك إلي ثم أهبطك في آخر الزمان لترى من أمة ذلك النبي العجائب، ولتعينهم على اللعين الدجال، أهبطك في وقت الصلاة لتصلي معهم، إنهم أمة مرحومة. ‏

 

عن أنس بن مالك، قال: إن رسول الله | كان أزهر اللون، كأن لونه اللؤلؤ، وإذا مشى تكفأ، وما شممت رائحة مسك ولا عنبر أطيب من رائحته، ولا مسست ديباجا ولا حريرا ألين من كف رسول الله |. 

 

قال أمير المؤمنين ×: ما رأيت أحدا أبعد ما بين المنكبين من رسول الله |.‏ 

 

البراء بن عازب‏ كان رسول الله | يضرب شعره كتفيه. 

 

عن أيوب بن هارون, عن أبي عبد الله ×, قال: قلت له: أكان رسول الله | يفرق شعره؟ قال: لا, إن رسول الله | كان إذا طال شعره كان إلى شحمة أذنه‏. 

 

عن عمرو بن ثابت, عن أبي عبد الله ×, قال: قلت: إنهم يروون أن الفرق من السنة, قال: من السنة؟ قلت: يزعمون أن النبي | فرق, قال: ما فرق النبي |, ولا كانت الأنبياء تمسك الشعر.

 

عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبد الله ×: الفرق من السنة؟ قال: لا, قلت: فهل فرق رسول الله |؟ قال: نعم, قلت: كيف فرق رسول الله | وليس من السنة؟ قال: من أصابه ما أصاب رسول الله | يفرق كما فرق رسول الله | فقد أصاب سنة رسول الله |, وإلا فلا, قلت له: كيف ذلك؟ قال: إن رسول الله | حين صد عن البيت وقد كان ساق الهدي وأحرم أراه الله الرؤيا التي أخبره الله بها في كتابه إذ يقول {لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون} فعلم رسول الله | أن الله سيفي‏ له‏ بما أراه,‏ فمن‏ ثم وفر ذلك الشعر الذي كان على رأسه حين أحرم انتظارا لحلقه في الحرم حيث وعده الله عز وجل, فلما حلقه لم يعد في توفير الشعر ولا كان ذلك من قبله |. 

 

عن‏ ابن مالك قال: إن رسول الله | كان أزهر اللون كان لونه اللؤلؤ, وإذا مشى تكفأ, وما شممت رائحة مسك ولا عنبر أطيب من رائحته, ولا مسست ديباجة ولا حريرا ألين من كف رسول الله |, كان أخف الناس صلاة في تمام. 

 

عن ربيعة قال: سمعت أنسا يقول‏: ما كان  في رأس رسول الله | ولحيته عشرون طاقة بيضاء. 

 

عن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله, أسرع إليك الشيب؟ قال |: شيبتني هود والواقعة والمرسلات و{عم يتساءلون}‏. 

 

 

* صفاته العامة و جمع مكارم أخلاق |: 

فقال رسول الله |:‏ إنما بعثت‏ لأتمم‏ مكارم الأخلاق. 

 

قال الإمام الصادق ×: إن الله تعالى خص رسول الله | بمكارم الأخلاق، فامتحنوا أنفسكم، فإن كانت فيكم فاحمدوا الله عز وجل وارغبوا إليه في الزيادة منها. فذكرها عشرة: اليقين، والقناعة، والصبر، والشكر، والحلم، وحسن الخلق، والسخاء، والغيرة والشجاعة، والمروة. 

 

قال أمير المؤمنين ×: ما صافح رسول الله أحدا قط فنزع | يده حتى يكون هو الذي ينزع يده، وما فاوضه أحد قط في حاجة أو حديث فانصرف حتى يكون الرجل هو الذي ينصرف، وما نازعه أحد الحديث فيسكت حتى يكون هو الذي يسكت، وما رئي مقدما رجله بين يدي جليس له قط، ولا خير بين أمرين إلا أخذ بأشدهما، وما انتصر لنفسه من مظلمة حتى ينتهك محارم الله فيكون حينئذ غضبه لله تبارك وتعالى، وما أكل متكئا قط حتى فارق الدنيا، وما سئل شيئا قط فقال لا، وما رد سائل حاجة قط إلا بها أو بميسور من القول، وكان أخف الناس صلاة في تمام، وكان أقصر الناس خطبة وأقلهم هذرا,  وكان يعرف بالريح الطيب إذا أقبل، وكان إذا أكل مع القوم كان أول من يبدأ وآخر من يرفع يده، وكان إذا أكل أكل مما يليه، فإذا كان الرطب والتمر جالت يده  وإذا شرب شرب ثلاثة أنفاس، وكان يمص الماء مصا ولا يعبه عبا, وكان يمينه لطعامه وشرابه وأخذه وإعطائه، فكان لا يأخذ إلا بيمينه، ولا يعطي إلا بيمينه، وكان شماله لما سوى ذلك من بدنه، وكان يحب التيمن في كل أموره: في لبسه وتنعله وترجله، وكان إذا دعا دعا ثلاثا، وإذا تكلم تكلم وترا وإذا استأذن استأذن ثلاثا، وكان كلامه فصلا يتبينه كل من سمعه، وإذا تكلم رئي كالنور يخرج من بين ثناياه، وإذا رأيته قلت: أفلج الثنيتين وليس بأفلج, وكان نظره اللحظ بعينه، وكان لا يكلم أحدا بشئ يكرهه، وكان إذا مشى كأنما ينحط من صبب، وكان يقول: إن خياركم أحسنكم أخلاقا، وكان لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا يتنازع أصحابه الحديث عنده، وكان المحدث عنه يقول: لم أر بعيني مثله قبله ولا بعده |. 

 

قال الإمام الحسين (ع): اتفق في بعض سني أمير المؤمنين × الجمعة والغدير, فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم, فحمد الله وأثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله وأثنى عليه ثناء لم يتوجه إليه غيره - إلى أن يقول -: وأشهد أن محمدا عبده ورسوله استخلصه في القدم على سائر الأمم على علم منه, انفرد عن التشاكل والتماثل من أبناء الجنس, وانتجبه آمرا وناهيا عنه, أقامه في سائر عالمه في الأداء مقامه, إذ كان لا تدركه الابصار ولا تحويه خواطر الافكار ولا تمثله غوامض الظنن في الاسرار, لا إله إلا هو الملك الجبار, قرن الاعتراف بنبوته بالاعتراف بلاهوتيته, واختصه من تكرمته بما لم يلحقه فيه أحد من بريته, فهو أهل ذلك بخاصته وخلته إذ لا يختص من يشوبه التغيير ولا يخالل من يلحقه التظنين, وأمر بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته وطريقا للداعي إلى إجابته فصلى الله عليه وكرم وشرف وعظم مزيدا لا يلحقه التنفيد ولا ينقطع على التأبيد. 

 

عن أمير المؤمنين ×‏ كان إذا وصف رسول الله | قال: كان أجود الناس كفا, وأجرأ الناس صدرا, وأصدق الناس لهجة, وأوفاهم ذمة, وألينهم عريكة, وأكرمهم عشرة, ومن رآه بديهة هابه, ومن خالطه فعرفه أحبه, لم أر مثله قبله ولا بعده. 

 

عن سالم بن أبي حفصة العجلي، عن أبي جعفر × قال: كان في رسول الله | ثلاثة لم تكن في أحد غيره: لم يكن له فيئ, وكان لا يمر في طريق فيمر فيه بعد يومين أو ثلاثة إلا عرف أنه قد مر فيه لطيب عرفه, وكان لا يمر بحجر ولا بشجر إلا سجد له. 

 

عن جابر بن عبد الله قال: كان في‏ رسول الله | خصال: لم يكن في طريق فيتبعه أحد إلا عرف أنه قد سلكه من طيب عرفه - أو ريح عرقه - ولم يكن يمر بحجر ولا مدر إلا سجد له. 

 

جابر بن عبد الله‏ إن رسول الله | كان لا يمر في طريق فيمر فيه إنسان بعد يومين إلا عرف أنه عبر فيه. 

 

قال أمير المؤمنين × واصفا رسول الله |: اختاره من شجرة الأنبياء، ومشكاة الضياء، وذؤابة العلياء، وسرة البطحاء، ومصابيح الظلمة، وينابيع الحكمة, طبيب دوار بطبه، قد أحكم مراهمه، وأحمى مواسمه، يضع ذلك حيث الحاجة إليه من قلوب عمي، وآذان صم، وألسنة بكم, متتبع بدوائه مواضع الغفلة، ومواطن الحيرة. 

 

قال الحسين ×: سألت أبي × عن مدخل رسول الله | فقال: كان دخوله في نفسه مأذونا في ذلك، فإذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء لله، وجزء لأهله، وجزء لنفسه. ثم جزأ جزءه بينه وبين الناس، فيرد ذلك بالخاصة على العامة ولا يدخر عنهم منه شيئا، وكان من سيرته في جزء الامة إيثار أهل الفضل بأدبه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين فمنهم ذو الحاجة ومنهم ذو الحاجتين ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم. والامة من مسألته عنهم وبأخبارهم بالذي ينبغي ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيامة، لا يذكر عنده إلا ذلك، ولا يقبل من أحد غيره، يدخلون روادا، ولا يفترقون إلا عن ذواق ويخرجون أدلة. وسألته × عن مخرج رسول الله | كيف كان يصنع فيه ؟ فقال ×: كان رسول الله | يخزن لسانه إلا عما كان يعنيه، ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم، ويحذر الناس، ويحترس منهم من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه، ويتفقد أصحابه. ويسأل الناس عما في الناس، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهنه. معتدل الأمر غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا ويميلوا، ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه، الذين يلونه من الناس خيارهم. أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة ومؤازرة. قال: فسألته × عن مجلسه، فقال: كان لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر لا يوطن الأماكن وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك. ويعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو ميسور من القول. قد وسع الناس منه خلقه فصار لهم أبا، وصاروا عنده في الخلق سواء، مجلسه مجلس حلم وحياء، وصدق وأمانة. ولا ترفع فيه الأصوات ولا تؤبن فيه الحرم. ولا تثنى فلتاته، متعادلين متواصلين فيه بالتقوى، متواضعين، يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب. فقلت: كيف كان سيرته في جلسائه ؟ فقال ×: كان دائم البشر سهل الخلق، لين الجانب ليس بفظ ولا غليظ، ولا ضحاك، ولا فحاش، ولا عياب، ولا مداح. يتغافل عما لا يشتهي. فلا يؤيس منه، ولا يخيب فيه مؤمليه. قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه. وترك اناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا، ولا يعيره، ولا يطلب عثراته ولا عورته. ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه، كأن على رؤوسهم الطير. فإذا سكت تكلموا، ولا يتنازعون عنده الحديث. من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ. حديثهم عنده حديث أولهم. يضحك مما يضحكون منه. ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه، حتى إن كان أصحابه يستجلبونهم، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه. ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام. قال: فسألته × عن سكوت رسول الله |، فقال ×: كان سكوته على أربع: على الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكير. فأما التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس. وأما تفكره ففيما يبقى ويفنى. وجمع له الحلم والصبر، فكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه، وجمع له الحذر في أربع: أخذه بالحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاده الرأي في صلاح امته، والقيام فيما جمع له خير الدنيا والآخرة. 

 

عن أنس بن مالك قال: صحبت رسول الله | عشر سنين, وشممت العطر كله فلم أشم نكهة أطيب من نكهته, وكان إذا لقيه أحد من أصحابه قام معه فلم ينصرف حتى يكون الرجل ينصرف عنه, وإذا لقيه أحد من أصحابه فتناول يده ناولها إياه فلم ينزع عنه حتى يكون الرجل هو الذي ينزع عنه, وما أخرج ركبتيه بين جليس‏ له قط, وما قعد إلى رسول الله | رجل قط فقام حتى يقوم. 

 

قال أمير المؤمنين ×: فتأس بنبيك الأطيب الأطهر - إلى أن قال: - قضم الدنيا قضما ولم يعرها طرفا، أهضم أهل الدنيا كشحا وأخمصهم من الدنيا بطنا، عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها، وعلم أن الله سبحانه أبغض شيئا فأبغضه، وحقر شيئا فحقره، وصغر شيئا فصغره. ولو لم يكن فينا إلا حبنا ما أبغض الله ورسوله، وتعظيمنا لما صغر الله ورسوله لكفى به شقاقا لله ومحادة عن أمر الله ولقد كان رسول الله | يأكل على الأرض، ويجلس جلسة العبد، ويخصف بيده نعله، ويرقع بيده ثوبه، ويركب الحمار العاري ويردف خلفه ويكون الستر على باب بيته فتكون فيه التصاوير فيقول: " يا فلانة - لإحدى أزواجه - غيبيه عني، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدنيا وزخارفها ". فأعرض عن الدنيا بقلبه، وأمات ذكرها من نفسه، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه، لكي لا يتخذ منها رياشا ولا يعتقدها قرارا، ولا يرجو فيها مقاما. فأخرجها من النفس، وأشخصها عن القلب، وغيبها عن البصر، وكذلك من أبغض شيئا أبغض أن ينظر إليه وأن يذكر عنده. 

 

عن محمد بن عرفة, عن أبي عبد الله | قال: قال النبي |: ألا اخبركم بأشبهكم بي؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: أحسنكم خلقا، وألينكم كنفا، وأبركم بقرابته، وأشدكم حبا لإخوانه في دينه، وأصبركم على الحق، وأكظمكم للغيظ، وأحسنكم عفوا، وأشدكم من نفسه إنصافا في الرضا والغضب. 

 

عن هند بن أبي هالة وكان وصافا للنبي |، قال: كان رسول الله | فخما مفخما، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر. أطول من المربوع‏، وأقصر من المشذب‏، عظيم الهامة، رجل‏ الشعر إن تفرقت عقيقته‏ فرق، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه، إذا هو وفرة. أزهر اللون‏، واسع الجبين، أزج الحواجب‏، سوابغ في غير قرن‏، بينهما له‏ عرق يدره الغضب‏. أقنى العرنين‏، له نور يعلوه يحسبه من لم يتأمله أشم‏، كث اللحية، سهل الخدين ضليع الفم‏، أشنب‏ مفلج الأسنان‏، دقيق المسربة، كأن عنقه جيد دمية في صفاء الفضة معتدل الخلق، بادنا متماسكا سواء البطن والصدر، بعيد ما بين المنكبين. ضخم الكراديس‏، أنور المتجرد، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك. أشعر الذراعين والمنكبين وأعالي الصدر، طويل الزندين‏، رحب الراحة شثن الكفين والقدمين، سائل الأطراف‏، سبط القصب‏، خمصان الأخمصين‏ مسيح القدمين‏، ينبو عنهما الماء، إذا زال زال قلعا، يخطو تكفؤا ويمشي هونا، ذريع المشية، إذا مشى كأنه ينحط في صبب‏، وإذا التفت التفت جميعا، خافض الطرف، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء، جل نظره الملاحظة، يبدر من لقيه بالسلام. قال: فقلت له: صف لي منطقه. قال: كأن | متواصل الأحزان، دائم الفكر، ليست له راحة، ولا يتكلم في غير حاجة، يفتتح الكلام ويختمه بالثناء، يتكلم بجوامع الكلم فصلا لا فضول فيه ولا تقصير، رؤوفا ليس بالجافي‏ ولا بالمهين‏، تعظم عنده النعمة وإن دقت، لا يذم منها شيئا، غير أنه لا يذم ذواقا ولا يمدحه، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها. فإذا تعوطي الحق‏ لم يعرفه أحد، ولم يقم لغضبه شي‏ء حتى ينتصر له، إذا أشار أشار بكفه وإذا تعجب قلبها، وإذا تحدث اتصل بها يضرب‏ براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى، وإذا غضب أعرض وأشاح‏، وإذا فرح غض طرفه، جل ضحكه التبسم، يفتر عن مثل حب الغمام‏. ‏

 

قال الحسين ×: سألت أبي × عن مدخل رسول الله، فقال: كان دخوله لنفسه مأذونا له في ذلك، فإذا آوى إلى منزله جزأ دخوله ثلاثة أجزاء: جزء. لله تعالى، وجزء لأهله، وجزء لنفسه. ثم جزء جزءه بينه وبين الناس، فيرد ذلك بالخاصة على العامة، ولا يدخر عنهم منه شيئا. وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل باذنه، وقسمه على قدر فضلهم في الدين، فمنهم ذو الحاجة، ومنهم ذو الحاجتين، ومنهم ذو الحوائج، فيتشاغل بهم، ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم وإخبارهم بالذي ينبغي، ويقول: ليبلغ الشاهد منكم الغائب، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته، فإنه من أبلغ سلطانا حاجة من لا يقدر على إبلاغها ثبت الله قدميه يوم القيمة، لا يذكر عنده إلا ذلك، ولا يقيد من أحد عشرة، يدخلون روادا، ولا يفترقون إلا عن ذواق‏، ويخرجون أذلة، فسألته عن مخرج رسول الله | كيف كان يصنع فيه؟ فقال: كان رسول الله | يخزن لسانه إلا عما يعنيه، ويؤلفهم ولا ينفرهم، ويكرم كريم كل قوم، ويوليه عليهم، ويحذر الناس ويحترس منهم، من غير أن يطوى عن أحد بشره ولا خلقه. ويتفقد أصحابه، ويسأل عما في الناس‏، ويحسن الحسن ويقويه، ويقبح القبيح ويوهنه.معتدل الأمر، غير مختلف، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يميلوا، ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه الذين يلونه من الناس: خيارهم أفضلهم عنده وأعمهم نصيحة للمسلمين، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مواساة وموازرة. قال: فسألته عن مجلسه، فقال: كان × لا يجلس فلا يقوم إلا على ذكر، ولا يوطن الأماكن‏، وينهى عن إيطانها، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ويأمر بذلك، ويعطي كل جلسائه نصيبه، ولا يحسب أحد من جلسائه أن أحدا أكرم عليه منه، من جالسه صابره‏ حتى يكون هو المنصرف عنه، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول. قد وسع الناس منه خلقه، وصار لهم أبا وصاروا عنده في الحق سواء. مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة، لا ترفع فيه الأصوات، ولا تؤبن فيه الحرم‏ «و لا تنثى فلتاته»، ولا يسي‏ء جلسائه، متعادلون متواصون بالتقوى‏، متواضعين يوقرون الكبير، ويرحمون الصغير، ويؤثرون ذا الحاجة، ويحفظون الغريب. فقلت: كيف كان سيرته في جلسائه؟ فقال: كان دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب: ليس بفظ ولا غليظ ولا صخاب‏ ولا فحاش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهي، فلا يؤيس منه ولا يخيب مؤمله. قد ترك نفسه من ثلاث: المراء، والإكثار، وما لا يعنيه، وترك الناس من ثلاث: كان لا يذم أحدا، ولا يعيره، ولا يطلب عثراته ولا عوراته، ولا يتكلم إلا فيما رجا ثوابه، إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير، وإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث‏، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ‏، حديثهم عنده حديث أولهم‏. يضحك مما يضحكون منه، ويتعجب مما يتعجبون منه، ويصبر على الغريب‏ على الجفوة في مسألته ومنطقه حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم‏، ويقول: إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فأرفدوه‏، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ‏، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز فيقطعه بنهي أو قيام. قال: فسألته عن سكوت رسول الله | فقال: كان سكوته على أربع: على الحلم، والحذر، والتقدير، والتفكر، فأما التقدير: ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس، وأما تفكره فيما يبقى ويفنى، وجمع له الحلم في الصبر، فكان لا يغضبه شي‏ء ولا ينفره‏. وجمع له الحذر في أربع: أخذه الحسن ليقتدى به، وتركه القبيح لينتهى عنه، واجتهاده الوافي في إصلاح أمته، والقيام فيما جمع لهم خير الدنيا والآخرة، صلوات الله عليه وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما. ‏

 

عن موسى بن جعفر, عن أبيه, عن جده, عن علي بن الحسين, عن أبيه ,عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: كان رسول الله | مكفرا لا يشكر معروفه, ولقد كان معروفه على القرشي والعربي والعجمي, ومن كان أعظم معروفا من رسول الله | على هذا الخلق؟ وكذلك نحن أهل البيت مكفرون ولا يشكر معروفنا, وخيار المؤمنين مكفرون لا يشكر معروفهم. 

 

 

* آدابه:

فقال رسول الله |‏: أدبني ربي فأحسن تأديبي. 

 

عن ابن عباس, عن النبي | قال: أنا أديب الله, وعلي أديبي, أمرني ربي بالسخاء والبر, ونهاني عن البخل والجفاء, وما شي‏ء أبغض إلى الله عز وجل من البخل وسوء الخلق, وإنه ليفسد العمل كما يفسد الطين العسل. 

 

قال أمير المؤمنين ×: كان رسول الله | أجود الناس كفا, وأكرمهم عشرة, من خالطه فعرفه أحبه. 

 

عن زيد الشحام, عن جعفر بن محمد × قال‏ ما سئل‏ رسول‏ الله‏ | شيئا قط فقال: لا, إن كان عنده أعطاه وإن لم يكن عنده قال: يكون إن شاء الله، ولا كافي بالسيئة قط، وما ألقى سرية منذ نزلت عليه {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك‏} إلا ولى بنفسه. ‏

 

عن أنس بن مالك قال: خدمت النبي | تسع سنين فما أعلمه قال لي قط: هلا فعلت كذا وكذا, ولا عاب علي شيئا قط. 

 

عن ابن عمر قال: ما رأيت أحدا أجود ولا أنجد ولا أشجع ولا أوضأ من رسول الله |. 

 

عن أنس قال: كان رسول الله | إذا فقد الرجل من إخوانه ثلاثة أيام سأل عنه فإن كان غائبا دعا له, وإن كان شاهدا زاره, وإن كان مريضا عاده. 

 

عن أبي عبد الله × قال: كان رسول الله | إذا دخل منزلا قعد في أدنى المجلس إليه حين يدخل. 

 

عن أبي عبد الله × قال: كان رسول الله | أكثر ما يجلس تجاه القبلة. 

 

عن ابن عباس قال: كان رسول الله | إذا حدث الحديث أو سئل‏ عن الأمر كرره ثلاثا ليفهم ويفهم عنه. 

 

عن زيد بن ثابت:‏ أن النبي | كنا إذا جلسنا إليه إن أخذنا بحديث في ذكر الآخرة أخذ معنا, وإن أخذنا في الدنيا أخذ معنا, وإن أخذنا في ذكر الطعام والشراب أخذ معنا, فكل هذا أحدثكم عن رسول الله |. 

 

عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله | يعود المريض, ويتبع الجنازة, ويجيب دعوة المملوك, ويركب الحمار, وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم‏ بحبل من ليف تحته إكاف من ليف. 

 

عن عبد العظيم بن عبد الله بن الحسن العلوي رفعه قال: كان النبي | يجلس ثلاثا القرفصا وهو أن يقيم ساقيه ويستقبلهما بيديه‏ ويشد يده في ذراعه, وكان يجثو على ركبتيه, وكان يثني رجلا واحدة ويبسط عليها الأخرى, ولم ير | متربعا قط. 

 

عن أبي أمامة قال: كان رسول الله | إذا جلس جلس القرفصاء. 

 

عن زرارة, عن أبي جعفر × قال: دخل يهودي على رسول الله | وعائشة عنده فقال: السام‏ عليكم, فقال رسول الله |: عليك, ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد عليه كما رد على صاحبه, ثم دخل آخر فقال مثل ذلك فرد رسول الله | كما رد على صاحبه‏, فغضبت عائشة فقالت: السام عليك والغضب واللعنة يا معشر اليهود يا إخوة القردة والخنازير, فقال لها رسول الله |: يا عائشة إن الفحش لو كان ممثلا لكان مثال سوء, إن الرفق لم يوضع على شي‏ء قط إلا زانه ولم يرفع عنه قط إلا شانه, قال: قالت: يا رسول الله أما سمعت إلى قولهم: السام عليكم؟ فقال: بلى, أما سمعت ما رددت عليهم؟ قلت: عليكم, فإذا سلم عليكم مسلم فقولوا: السلام عليكم, وإذا سلم‏ عليكم كافر: فقولوا: عليك‏. 

 

 

* حيائه:

عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله | أشد حياء من العذراء في خدرها, وكان إذا كره شيئا عرفناه في وجهه. 

عن ابن عمر قال: كان رسول الله | يعرف رضاه وغضبه في وجهه, كان إذا رضي فكأنما تلاحك الجدر وجهه,  وإذا غضب خسف لونه واسود. 

 

عن كعب بن مالك قال: كان رسول الله | إذا سره الأمر استنار وجهه كأنه دارة القمر. 

 

عن عبد الله بن مسعود قال:‏ كان النبي | إذا غضب احمر وجهه. 

 

عن أنس بن مالك قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله |, وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته لذلك. 

 

عن أبي سعيد الخدري قال:‏ كان رسول الله | حييا, لا يسأل شيئا إلا أعطاه. 

 

 

 

* زهده وصبره:

عن أبي أسامة، عن أبي عبد الله × قال: بلغنا أن رسول الله | لم يشبع من خبز بر ثلاثة أيام قط، قال: فقال أبو عبد الله ×: ما أكله قط، قلت: فأي شي‏ء كان يأكل؟ قال: كان طعام رسول الله | الشعير إذا وجده، وحلواه التمر، ووقوده السعف‏. 

 

عن العيص بن القاسم‏، قال: قلت للصادق جعفر بن محمد ×: حديث يروى عن أبيك × أنه قال: ما شبع رسول الله | من خبز بر، أهو صحيح؟ فقال ×: ما أكل رسول الله | خبز بر قط، ولا شبع من خبز شعير قط. 

 

قال أمير المؤمنين ×: ما شبع النبي | من خبز بر ثلاثة أيام حتى مضى لسبيله. 

 

عن عمرو بن سعيد بن هلال‏ قال: قلت: لأبي عبد الله ×: أوصني، فقال: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد، واعلم أنه لا ينفع اجتهاد ولا ورع فيه، وانظر إلى ما دونك ولا تنظر إلى من فوقك، فكثيرا ما قال الله عز وجل لرسوله |: {فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم‏} وقال عز ذكره: {ولا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا}. فإن نازعتك نفسك إلى شي‏ء من ذلك، فاعلم أن رسول الله | كان قوته الشعير وحلواه التمر، ووقوده السعف‏، وإذا أصبت بمصيبة فاذكر مصابك برسول الله |، فإن الناس لم يصابوا بمثله ولن يصابوا بمثله أبدا. 

 

عن محمد بن مسلم‏، قال: دخلت على أبي جعفر × ذات يوم، وهو يأكل متكئا، وقد كان يبلغنا أن ذلك يكره، فجعلت أنظر إليه، فدعاني إلى طعامه، فلما فرغ قال: يا محمد لعلك ترى أن رسول الله | رأته عين وهو يأكل‏ متكئا منذ بعثه الله إلى أن قبضه؟ ثم رد على نفسه فقال: لا والله ما رأته عين وهو يأكل متكئا منذ بعثه الله إلى أن قبضه‏، ثم قال: يا محمد لعلك ترى أنه شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية منذ أن بعثه الله إلى أن قبضه؟، ثم إنه رد على نفسه، ثم قال: لا والله ما شبع من خبز البر ثلاثة أيام متوالية إلى أن قبضه الله، أما إني لا أقول: إنه لم يجد، لقد كان يجيز الرجل الواحد بالمائة من الابل، ولو أراد أن يأكل لأكل ولقد أتاه جبرئيل × بمفاتيح خزائن الأرض ثلاث مرات فخيره من غير أن ينقصه الله تبارك وتعالى مما أعد له يوم القيامة شيئا، فيختار التواضع لربه جل وعز، وما سئل شيئا قط فيقول: لا، إن كان أعطى، وإن لم يكن قال: يكون إن شاء الله، وما أعطى على الله شيئا قط إلا سلم الله له ذلك، حتى إن كان ليعطي الرجل الجنة، فيسلم الله ذلك له. ثم تناولني بيده فقال: وإن كان صاحبكم‏ × ليجلس جلسة العبد، ويأكل أكلة العبد، ويطعم الناس خبز البر واللحم‏، ويرجع إلى أهله‏ فيأكل الخل والزيت، وإن كان ليشتري القميصين السنبلانيين، ثم يخير غلامه خيرهما، ثم يلبس الآخر، فإذا جاز أصابعه قطعه، وإن جاز كعبه حذفه. وما ورد عليه أمران قط كلاهما لله رضا إلا أخذ بأشدهما على بدنه، ولقد ولى الناس خمس سنين ما وضع آجرة على آجرة، ولا لبنة على لبنة، ولا أقطع قطيعة، ولا أورث بيضاء ولا حمراء إلا سبعمائة درهم، فضلت من عطائه، أراد أن يبتاع بها لأهله خادما، وما أطاق عمله منا أحد، ولقد كان علي بن الحسين × ينظر في كتاب من كتب علي × فيضرب به‏ الأرض ويقول من يطيق هذا. 

 

عن جعفر, عن أبيه ‘:‏ أن رسول الله | لم يورث دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا وليدة ولا شاة ولا بعيرا, ولقد قبض رسول الله | وإن درعه مرهونة عند يهودي من يهود المدينة بعشرين صاعا من شعير, استسلفها نفقة لأهله. 

 

قال رسول الله |: أتاني ملك فقال: يا محمد إن ربك يقرئك السلام ويقول: إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا قال: فرفعت رأسي إلى السماء وقلت: يا رب أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فأسئلك‏. 

 

عن أبي عبد الله × قال: نزل جبرئيل × على رسول الله | فقال له: ربك يقرئك السلام, ويقول لك: هذه بطحاء مكة تكون‏ لك‏ رضراضه‏ ذهب ولا تنقص مما ادخرت لك شيئا, قال: فنظر رسول الله | إلى البطحاء فقال: لا يا رب, ولكن أشبع يوما فأحمدك وأجوع يوما فأسألك. 

 

عن فضالة بن أيوب، عن أبي المغرا، عن زيد الشحام‏، عن عمرو بن سعيد بن هلال‏، قال: قلت لأبي عبد الله ×: إني لا ألقاك إلا في السنين، فأوصني بشي‏ء حتى آخذ به، قال: أوصيك بتقوى الله والورع والاجتهاد، إياك أن تطمح إلى من فوقك، وكفى بما قال الله عز وجل لرسوله: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم‏ وقال: و لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا. فإن خفت شيئا من ذلك فاذكر عيش رسول الله |، فإنما كان قوته من الشعير، وحلواه من التمر، ووقوده من السعف إذا وجده، وإذا أصبت بمصيبة في نفسك أو مالك أو ولدك فاذكر مصابك برسول الله |، فإن الخلايق لم يصابوا بمثله قط. 

 

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله × قال: خرج النبي | وهو محزون فأتاه ملك ومعه مفاتيح خزائن الأرض، فقال: يا محمد | هذه مفاتيح خزائن الأرض‏ يقول لك ربك: افتح وخذ منها ما شئت من غير أن ينقص‏ شيئا عندي، فقال رسول الله |: الدنيا دار من لا دار له, ولها يجمع من لا عقل له، فقال الملك: والذي بعثك بالحق‏ لقد سمعت هذا الكلام من ملك يقول في السماء الرابعة حتى أعطيت المفاتيح‏. 

 

عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله × قال كان رسول الله | يعجبه العسل‏. 

 

عن أبي خديجة عن أبي عبد الله × أنه كان يجلس جلسة العبد، ويضع يده على الأرض، ويأكل بثلاث أصابع، وأن رسول الله | كان يأكل هكذا، ليس كما يفعل الجبارون أحدهم يأكل بإصبعيه‏.

 

عن أبي بصير, عن أبي عبد الله × قال: كان رسول الله | يأكل أكل العبد, ويجلس جلوس العبد, ويعلم أنه عبد. 

 

عن جابر، عن أبي جعفر × قال: كان رسول الله | يأكل أكل العبد، ويجلس جلسة العبد، وكان يأكل على الحضيض‏ وينام على الحضيض‏. 

 

عن السكوني، عن أبي عبد الله × قال: قال‏ رسول الله |: اللهم ارزق محمدا وآل محمد ومن أحب محمدا وآل محمد العفاف والكفاف، وارزق من أبغض محمدا وآل محمد المال والولد. 

 

عن أبي خديجة، قال: سأل بشير الدهان‏ أبا عبد الله × وأنا حاضر، فقال: هل كان رسول الله | يأكل متكئا على يمينه وعلى يساره؟ فقال: ما كان رسول الله | يأكل متكئا على يمينه ولا على يساره، ولكن كان يجلس جلسة العبد، قلت: ولم ذلك؟ قال: تواضعا لله عز وجل‏. 

 

عن المعلى بن خنيس‏، قال: قال أبو عبد الله ×: ما أكل نبي الله | وهو متكئ منذ بعثه الله عز وجل، وكان يكره أن يتشبه بالملوك، ونحن لا نستطيع أن نفعل‏. 

 

عن علي بن الريان‏، رفعه قال: قلت لأبي عبد الله ×: لم كان رسول الله | يحب الذراع أكثر من حبه لسائر أعضاء الشاة؟ فقال ×: لأن آدم × قرب قربانا عن الأنبياء من ذريته، فسمى لكل‏ نبي من ذريته عضوا، وسمى لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذراع، فمن ثم كان | يحبها ويشتهيها ويفضلها. 

 

عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، قال: رأيت أبا الحسن × يعمل في أرض له قد استنقعت قدماه في العرق، فقلت: جعلت فداك أين الرجال؟ فقال: يا علي قد عمل باليد من هو خير مني في أرضه ومن أبي، فقلت: ومن هو؟ قال: رسول الله | وأمير المؤمنين × كلهم كانوا قد عملوا بأيديهم، وهو من عمل النبيين والمرسلين والأوصياء والصالحين‏. 

 

عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله × قال: كان أمير المؤمنين × يضرب بالمر, ويستخرج الأرضين، وكان رسول الله | يمص النوى بفيه، ويغرسه فيطلع من ساعته، وأن أمير المؤمنين × أعتق ألف مملوك من ماله و كد يده‏. 

 

عن حفص بن غياث‏، قال: قال أبو عبد الله ×: يا حفص إن من صبر صبر قليلا، وإن من جزع جزع قليلا، ثم قال: عليك بالصبر في جميع أمورك، فإن الله عز وجل بعث محمدا |، فأمره بالصبر والرفق فقال: {واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا وذرني والمكذبين أولي النعمة} وقال تبارك وتعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم} فصبر رسول الله | حتى نالوه بالعظائم، ورموه بها، فضاق صدره، فأنزل الله عز وجل‏ {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين}‏. ثم كذبوه ورموه، فحزن لذلك، فأنزل الله عز وجل: {قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا وأوذوا حتى أتاهم نصرنا} فألزم النبي | نفسه الصبر، فتعدوا فذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه، فقال: قد صبرت في نفسي وأهلي وعرضي، ولا صبر لي على ذلك إلهي، فأنزل الله عز وجل: {ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب فاصبر على ما يقولون}‏. فصبر النبي | في جميع أحواله، ثم بشر في عترته بالأئمة ووصفوا بالصبر فقال جل ثناؤه: {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون‏} فعند ذلك قال |: الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد، فشكر الله عز وجل ذلك له فأنزل الله عز وجل: {وتمت كلمت ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا يعرشون‏} فقال |: إنه بشرى وانتقام فأباح الله عز وجل له قتال المشركين، فأنزل الله: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم‏ كل مرصد واقتلوهم حيث ثقفتموهم} فقتلهم الله على يدي رسول الله | وأحبآئه، وجعل له ثواب صبره، مع ما ادخر له في الآخرة، فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتى يقر الله له عينه في أعدائه، مع ما يدخر له في الآخرة. 

 

ابن شهر اشوب، عن الفضيل بن عياض‏، أن قريشا لما نالت من رسول الله | ما نالت من الأذى، أتى ملك فقال: يا محمد | أنا الموكل بالجبال، أرسلني الله إليك إن أحببت أن أطبق عليهم الأخشبين‏ فعلت، فقال |: لا إن قومي لا يعلمون‏. 

 

عن أبان الأحمر, عن الصادق جعفر بن محمد × قال: جاء رجل إلى رسول الله |، وقد بلي ثوبه، فحمل إليه اثني عشر درهما، فقال: يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه، قال علي ×: فجئت إلى السوق، فاشتريت له قميصا باثني عشر درهما، وجئت به إلى رسول الله فنظر إليه، فقال: غير هذا أحب ألي، أترى صاحبه يقيلنا؟ فقلت: لا أدري، فقال: انظر، فجئت إلى صاحبه فقلت: إن رسول الله | قد كره هذا، يريد ثوبا دونه، فأقلنا فيه، فرد علي الدراهم، وجئت به إلى رسول الله | فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي، فقال لها رسول الله |: ما شأنك؟ قالت: يا رسول الله إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت، فلا أجسر أن أرجع إليهم، فأعطاها رسول الله | أربعة دراهم، وقال: ارجعي إلى أهلك، ومضى رسول الله | إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم ولبسه وحمد الله وخرج، فرأى رجلا عريانا يقول: من كساني كساه الله من ثياب الجنة، فخلع رسول الله | قميصه الذي اشتراه، وكساه السائل، ثم رجع إلى السوق فاشترى بالأربعة التي بقيت قميصا آخر فلبسه وحمد الله ورجع إلى منزله، وإذا الجارية قاعدة على الطريق، فقال لها رسول الله |: مالك لا تأتين أهلك؟ قالت: يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني، فقال لها رسول الله |: مري بين يدي ودليني على أهلك، فجاء رسول الله | حتى وقف على باب دارهم، ثم قال: السلام عليكم يا أهل الدار، فلم يجيبوه، فأعاد السلام فلم يجيبوه، فأعاد السلام، فقالوا: عليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال لهم: مالكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني؟ قالوا: يا رسول الله سمعنا سلامك فأحببنا أن نستكثر منه فقال رسول الله |: إن هذه الجارية أبطئت عليكم فلا تؤاخذوها، فقالوا: يا- رسول الله هي حرة لممشاك، فقال رسول الله |: الحمد الله ما رأيت اثني عشر درهما أعظم بركة من هذه، كسا الله بها عريانين، وأعتق بها نسمة. 

 

عن عبد الله بن سنان‏، قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: دخل على النبي | رجل، وهو على حصير قد أثر في جسمه، ووسادة ليف قد أثرت في خده، فجعل يمسح‏ ويقول: ما رضي بهذا كسرى ولا قيصر، إنهم ينامون على الحرير والديباج، وأنت على هذا الحصير؟ قال: فقال له رسول الله |: لأنا خير منهما والله، لأنا أكرم منهما والله، ما أنا والدنيا، إنما مثل الدنيا كمثل رجل راكب مر على شجرة ولها في‏ء، فاستظل تحتها، فلما أن مال الظل عنها ارتحل فذهب وتركها. 

 

عن ابن عباس، قال: كان رسول الله | يجلس على الأرض، ويأكل على الأرض، ويعتقل الشاة، ويجيب دعوة المملوك على خبز الشعير. 

 

عن أبي عبد الله × قال: ما زال طعام رسول الله | الشعير حتى قبضه الله إليه. 

 

عن أمير المؤمنين ×: كان فراش رسول الله | عباءة، وكان مرفقته أدم حشوها ليف، فثنيت له ذات ليلة، فلما أصبح قال: لقد منعني الفراش الليلة الصلاة، فأمر رسول الله | أن يجعل بطاق واحد. 

 

عن عبد الله بن أبي‏ يعفور، قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن رجلا من الأنصار أهدى إلى رسول الله | صاعا من رطب، فقال رسول الله | للخادم التي جاءت به: أدخلي فانظري هل تجدين في البيت قصعة أو طبقا فتأتيني به، فدخلت ثم خرجت إليه، فقالت ما أصبت قصعة ولا طبقا، فكنس رسول الله | مكانا من الأرض، ثم قال لها: ضعيه ههنا على الحضيض، ثم قال: والذي نفسي بيده لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما أعطى كافرا ولا منافقا منها شيئا. 

 

عن أبي سعيد الخدري‏، قال: إن رسول الله | مكث بمكة يوما وليلة يطوي‏.  

 

عن عايشة قالت: ما شبع آل محمد | ثلاثة أيام تباعا حتى لحق بالله عز وجل‏. 

 

عن طلحة بن زيد, عن أبي عبد الله × قال: ما أعجب رسول الله | شي‏ء من الدنيا إلا أن يكون فيها جايعا خائفا. 

 

قال رسول الله |: خمس لا أدعهن حتى الممات: الأكل على الحضيض مع العبيد، وركوب الحمار موكفا، وحلب العنزبيدي، ولبس الصوف والتسليم على الصبيان ليكون ذلك سنة من بعدي‏.

 

قال رسول الله |: خمس لست بتاركهن حتى الممات: لباسي الصوف, وركوبي الحمار مؤكفا, وأكلي مع العبيد, وخصفي النعل بيدي, وتسليمي على الصبيان لتكون سنة من بعدي‏. 

 

قال رسول الله |: لست أدع ركوب الحمار مؤكفا، والاكل على الحصير مع العبيد، ومناولة السائل بيدى. 

 

قال رسول الله |: ما لي وللدنيا, إنما مثلي ومثلها كمثل الراكب رفعت له شجرة في يوم صائف, فقال تحتها ثم راح و تركها.‏ 

 

قال أبو عبد الله ×: لقد كان رسول الله | يداعب الرجل يريد أن يسره‏. 

 

عن زرارة، عن أبي جعفر ×، قال: كان رسول الله | يعجبه الذراع. 

 

عن جميل بن دراج‏، عن أبي عبد الله × قال: كان رسول الله | يقسم لحظاته بين أصحابه، فينظر إلى ذا وينظر إلى ذا بالسوية، قال: ولم يبسط رسول الله | رجليه بين أصحابه قط، وإن كان ليصافحه الرجل فما يترك رسول الله | يده من يده حتى يكون هو التارك، فلما فطنوا لذلك كان الرجل إذا صافحه قال‏ بيده فنزعها من يده‏. 

 

عن معاوية بن وهب‏، عن أبي عبد الله × قال: ما أكل رسول الله | متكئا منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبضه، تواضعا لله عز وجل، ولا رؤي ركبته أمام جليسه في مجلس قط، ولا صافح رسول الله | رجلا قط فنزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده‏. ولا كافئ رسول الله بسيئة قط قال الله له: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة} وما منع سائلا قط، إن كان عنده أعطى، وإلا قال: يأتي الله عز وجل، ولا أعطي على الله عز وجل شيئا قط إلا أجازه الله، إنه ليعطي الجنة فيجيز الله، له ذلك. وكان أخوه‏ من بعده والذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قط حتى خرج منها، والله إنه كان ليعرض له أمران كان كلاهما لله عز وجل طاعة فيأخذ بأشدهما على بدنه، والله لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله عز وجل، دبرت‏ فيهم يداه، والله ما أطاق عمل رسول الله | من بعده أحد غيره، والله ما نزلت برسول الله | نازلة قط إلا قدمه فيها ثقة منه به، وإنه كان رسول الله | ليبعثه برايته، فيقاتل جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم ما يرجع حتى يفتح الله عز وجل له‏. 

 

عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله × قال: أتى النبي | رجلان: رجل من الأنصار، ورجل من ثقيف، فقال الثقفي: يا رسول الله | حاجتي، فقال: سبقك أخوك الأنصاري، فقال: يا رسول الله | إني على ظهر سفر، وإني عجلان. فقال الأنصاري: إني قد أذنت له، فقال: إن شئت سألتني وإن شئت نبأتك، فقال: نبئني يا رسول الله، فقال |: جئت تسألني عن الصلاة، وعن الوضوء، وعن السجود، فقال الرجل: إي والذي بعثك بالحق، فقال |: أسبغ الوضوء، واملأ يديك من ركبتيك، وعفر جبينك في الصلاة، وصل صلاة مودع. وقال الأنصاري يا رسول الله حاجتي، قال: إن شئت سألتني، وإن شئت نبأتك، فقال: يا رسول الله نبأني، قال: جئت تسألني عن الحج، وعن الطواف بالبيت، وعن السعي بين الصفا والمروة، ورمي الجمار، وحلق الرأس، ويوم عرفة. فقال الرجل: إي والذي بعثك بالحق نبيا، قال: لا ترفع ناقتك خفا إلا كتب الله به لك حسنة، ولا تضع خفا إلا حط به عنك سيئة، وطواف البيت، والسعي بين الصفا والمروة ينقيك كما ولدتك أمك من الذنوب، ورمي الجمار ذخر يوم القيامة، وحلق الرأس لك بكل شعرة نور يوم القيامة، ويوم عرفة يوم يباهي الله عز وجل به الملائكة، فلو حضرت ذلك اليوم برمل عالج وقطر السماء وأيام العالم ذنوبا، فإنه تبت ذلك اليوم. وفي حديث آخر له بكل خطوة إليها يكتب له حسنة، ويمحى عنه سيئة، ويرفع له بها درجة. 

 

عن معاوية بن وهب، عن أبي عبد الله × قال: ما أكل رسول الله | متكئا منذ بعثه الله عز وجل إلى أن قبضه تواضعا لله عز وجل، وما رؤي ركبتاه‏ أمام جليسه في مجلس قط. و لا صافح رسول الله | رجلا قط فنزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع يده، ولا كافئ رسول الله بسيئة قط قال الله له: {ادفع بالتي هي أحسن السيئة} وما منع سائلا قط، إن كان عنده أعطى، وإلا قال: يأتي الله عز وجل، ولا أعطي على الله عز وجل شيئا قط إلا أجازه الله، إنه ليعطي الجنة فيجيز الله، له ذلك. و كان أخوه‏ من بعده والذي ذهب بنفسه ما أكل من الدنيا حراما قط حتى خرج منها، والله إنه كان ليعرض له أمران كان كلاهما لله عز وجل طاعة فيأخذ بأشدهما على بدنه، والله لقد أعتق ألف مملوك لوجه الله عز وجل، دبرت‏ فيهم يداه، والله ما أطاق عمل رسول الله | من بعده أحد غيره، والله ما نزلت برسول الله | نازلة قط إلا قدمه فيها ثقة منه به، وإنه كان رسول الله | ليبعثه برايته، فيقاتل جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، ثم ما يرجع حتى يفتح الله عز وجل له‏. 

 

عن بحر السقاء، قال لي أبو عبد الله ×: يا بحر حسن الخلق يسر، ثم قال: ألا أخبرك بحديث ما هو في أيدي أحد من أهل المدينة؟ قلت: بلى. قال: بينا رسول الله | ذات يوم جالس في المسجد إذ جاءت جارية لبعض الأنصار، وهو قاعد، فأخذت بطرف ثوبه، فقام لها النبي | فلم تقل شيئا، ولم يقل لها النبي | شيئا، حتى فعل ذلك ثلاث مرات، فقام لها النبي | في الرابعة وهي خلفه، فأخذت هدبة من ثوبه ثم‏ رجعت، فقال لها الناس: فعل الله بك‏ وفعل، حبست رسول الله | ثلاث مرات لا تقولين له شيئا ولا هو يقول لك شيئا ما كانت حاجتك إليه؟ قالت: إن لنا مريضا فأرسلني أهلي لآخذ هدبة من ثوبه ليستشفى بها، فلما أردت أخذها رآني فقام، فاستحييت أن آخذها وهو يراني، وأكره أن أستأمره في أخذها فأخذتها. 

 

عن أبي قتادة القمي‏، عن أبي عبد الله × قال: كان فيما خاطب الله تعالى نبيه | أن قال له يا محمد: {وإنك لعلى‏خلق عظيم‏} قال: السخاء وحسن الخلق‏. 

 

عن عمار بن حيان‏، قال: خبرت أبا عبد الله × ببر إسمعيل ابني بي، فقال: لقد كنت أحبه فقد ازددت له حبا، إن رسول الله | أتته أخت له من الرضاعة فلما نظر إليها سر بها، وبسط ملحفته‏ لها، فأجلسها عليها، ثم أقبل يحدثها ويضحك في وجهها. ثم قامت وذهبت وجاء أخوها، فلم يصنع به ما صنع بها، فقيل له: يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل؟ فقال: لأنها كانت أبر بوالديها منه‏. 

 

عن ابن عباس قال: إن رسول الله | توفي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعا من شعير أخذها رزقا لعياله. 

 

عن ابن مسكان، قال الحسن يعني الصيقل‏: سمعنا أبا عبد الله × يقول: مرت برسول الله | امرأة وهي بذية، وهو يأكل، فقالت: يا محمد إنك لتأكل أكل العبد، وتجلس جلوسه؟! فقال لها: ويحك وأي عبد أعبد مني؟ فقالت: أما تناولني لقمة من طعامك؟ فناولها رسول الله | لقمة من طعامه، فقالت: لا والله إلا إلى فمي‏ من فيك. قال: فأخرج اللقمة من فيه فناولها إياها فأكلتها، قال أبو عبد الله ×: فما أصابتها بذاء حتى فارقت الدنيا. 

 

قال أمير المؤمنين ×:‏ كنا مع النبي | في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة ÷ ومعها كسرة خبز, فدفعتها إلى النبي | فقال النبي |: عليه الصلاة والسلام ما هذه الكسرة؟ قالت: قرصا خبزتها للحسن والحسين جئتك منه بهذه الكسرة, فقال النبي |: أما إنه أول طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث. 

 

عن ابن القداح, عن أبي عبد الله × قال‏:  لما مات إبراهيم‏ ابن رسول الله | هملت‏ عين رسول الله | بالدموع, ثم قال النبي |: تدمع‏ العين‏ ويحزن‏ القلب ولا نقول‏ ما يسخط الرب, وإنا بك يا إبراهيم لمحزونون‏. 

 

 

* عبادته:

عن أبي بصير، عن أبي عبد الله، وأبي جعفر ‘ قالا: كان رسول الله | إذا صلى قام على أصابع رجليه حتى تورم، فأنزل الله تبارك وتعالى: {طه‏} بلغة يا محمد |، {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى إلا تذكرة لمن يخشى}‏. 

 

عن أبي بصير، عن أبي جعفر × قال: كان رسول الله | عند عايشة ليلتها، فقالت: يا رسول الله لم تتعب نفسك، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: يا عايشة ألا أكون عبدا شكورا؟ قال: وكان رسول الله | يقوم على أطراف أصابع رجليه، فأنزل الله سبحانه‏ {طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى‏}. 

 

عن بكر بن عبد الله‏: أن عمر بن الخطاب دخل على النبي | وهو موقوذ - أو قال محموم - فقال له عمر: يا رسول الله ما أشد وعكك - أو حماك -؟ قال: ما منعني ذلك أن قرأت الليلة ثلاثين سورة فيهن السبع الطوال‏ فقال عمر: يا رسول الله غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر وأنت تجتهد هذا الاجتهاد؟ فقال: يا عمر أفلا أكون عبدا شكورا. 

 

عن أبي جعفر × قال: ما استيقظ رسول الله | من نوم إلا خر لله عز وجل ساجدا. 

 

عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي، عن أبي جعفر محمد بن علي ×: أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري. فقالت له: يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا، من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين، بقية أبيه الحسين ×، قد انخرم أنفه، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه إدآبا منه لنفسه في العبادة. فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين ×، وبالباب أبو جعفر محمد بن علي × في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر إليه مقبلا، فقال: هذه مشية رسول الله | وسجيته، فمن أنت يا غلام؟ قال: فقال: أنا محمد بن علي بن الحسين. فبكى جابر رضي الله عنه ثم قال: أنت والله الباقر عن العلم حقا، ادن مني بأبي أنت وأمي، فدنا منه، فحل جابر أزراره، ووضع يده على صدره فقبله، وجعل عليه خده ووجهه، وقال له: أقرئك عن جدك رسول الله | السلام، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت، وقال لي: يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد، يبقر العلم بقرا، وقال لي: إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك. ثم قال لي: إئذن لي على أبيك، فدخل أبو جعفر × على أبيه فأخبره الخبر، وقال: إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت، فقال: يا بني ذلك جابر بن عبد الله ثم قال: أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل؟ قال: نعم، قال: أبى الله‏ أنه لم يقصدك فيه بسوء ولقد أشاط بدمك. ثم أذن لجابر فدخل عليه، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة، فنهض ‏علي × فسأله عن حاله سؤالا حفيا ثم أجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول: يابن رسول الله أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له علي بن الحسين ×: يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد بأبي هو وأمي حتى انتفح الساق وورم القدم، وقيل له أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا. فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين × وليس يغني فيه قول من يستميله من الجهد والتعب إلى القصد، قال له: يابن رسول الله | البقياء على نفسك، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء ويسأل كشف اللأواء، وبهم يستمطر السماء، فقال: يا جابر لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتى ألقاهما، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم: والله ما أرى في أولاد الأنبياء بمثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب ‘ والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب، إن منهم من يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. 

 

عن حماد بن عثمان، عن أبي عبد الله × قال: سمعته يقول: صام رسول الله | حتى قيل: ما يفطر، ثم أفطر حتى قيل: ما يصوم، ثم صام صوم داود × يوما ويوما لا، ثم قبض | على صيام ثلاثة أيام في الشهر وقال: يعدلن صوم الدهر ويذهبن بوحر الصدر. قال حماد: فقلت ما الوحر؟ قال: الوحر: الوسوسة. قال حماد: فقلت: أي الأيام هي؟ قال: أول خميس في الشهر، وأول أربعاء بعد العشر، وآخر خميس فيه، فقلت: لم صارت هذه الأيام التي تصام؟ فقال: إن من قبلنا من الأمم كان إذا نزل على أحدهم العذاب نزل في هذه الأيام المخوفة. 

 

عن محمد بن مروان، قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: كان رسول الله | يصوم حتى يقال لا يفطر، ثم صام يوما وأفطر يوما، ثم صام الاثنين والخميس، ثم آل من ذلك إلى صيام ثلاثة أيام في الشهر: الخميس في أول الشهر، وأربعاء في وسط الشهر، وخميس في آخر الشهر، وكان عليه السلام يقول: ذلك صوم الدهر، وقد كان أبي × يقول: ما من أحد أبغض إلي من رجل يقال له: كان رسول الله | يفعل كذا وكذا فيقول: لا يعذبني الله على أن أجتهد في الصلاة والصوم، كأنه يرى أن رسول الله | ترك شيئا من الفضل عجزا عنه‏. 

 

عن معاوية بن وهب، قال: سمعت أبا عبد الله × يقول وذكر صلاة النبي | قال: كان يأتي‏ بطهور فيخمر عند رأسه، ويوضع سواكه تحت فراشه، ثم ينام ما شاء الله، فإذا استيقظ جلس، ثم قلب بصره في السماء، ثم تلى الآيات من آل عمران: {إن في خلق السماوات والأرض}‏ الآية، ثم يستن‏ ويتطهر ثم يقوم إلى المسجد، فيركع أربع ركعات على قدر قراءة ركوعه، وسجوده على قدر ركوعه، يركع حتى يقال: متى يرفع رأسه؟ ويسجد حتى يقال: متى يرفع رأسه؟ ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله. ثم يستيقظ فيجلس، فيتلوا الآيات من آل عمران، ويقلب بصره إلى السماء، ثم يستن ويتطهر، ويقوم إلى المسجد، فيصلي أربع ركعات كما ركع‏ قبل ذلك، ثم يعود إلى فراشه فينام ما شاء الله، ثم يستيقظ فيجلس فيتلو الآيات من آل عمران ويقلب بصره في السماء ثم يستن ويتطهر، ويقوم إلى المسجد فيوتر ويصلي الركعتين، ثم يخرج إلى الصلاة. 

 

عن زرارة، عن أبي جعفر × قال: كان رسول الله | يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة، منها الوتر وركعتا الفجر في السفر والحضر. 

 

عن عبد الله بن مسكان، عن أبي عبد الله × أن رسول الله | كان في سفر يسير على ناقته إذ نزل، فسجد خمس سجدات، فلما ركب قالوا: يا رسول الله إنا رأيناك صنعت شيئا لم تصنعه، فقال: نعم إستقبلني جبرئيل × فبشرني ببشارات من الله عزوجل، فسجدت لله شكرا لكل بشرى سجدة. 

 

عن أبو عبد الرحمن‏، عن جعفر بن محمد ×، قال: بينا رسول الله | في سفر، إذ نزل فسجد خمس سجدات، فلما ركب قال بعض أصحابه: رأيناك يا رسول الله | صنعت ما لم تكن تصنعه؟! قال: نعم أتاني جبرئيل، فبشرني أن عليا × في الجنة فسجدت لله شكرا، فلما رفعت رأسي قال: وفاطمة ÷ في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى، فلما رفعت رأسي قال:والحسنوالحسين سيدا شباب أهل الجنة، فسجدت لله تعالى شكرا، فلما رفعت رأسي قال:ومن يحبهم في الجنة، فسجدت شكرا لله تعالى، فلما رفعت رأسي قال: ومن يحب محبهم في الجنة. 

 

 

* خوفه من الله:

عن أبي ذر في تفسير قوله تعالى‏ {وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم‏} كان سبب نزولها في أبي ذر، وعثمان بن عفان‏، لما أمر عثمان بنفي أبي ذر رحمه الله إلى الربذة، دخل عليه أبو ذر وكان عليلا متوكيا على عصاه، وبين يدي عثمان مائة ألف درهم، قد حملت إليه من بعض النواحي، وأصحابه حوله ينظرون إليه، ويطمعون أن يقسمها فيهم. فقال أبو ذر لعثمان: ما هذا المال؟ فقال عثمان: مائة ألف درهم حملت إلي من بعض النواحي أريد أن أضم إليها مثلها ثم أرى فيها رأيي، فقال أبو ذر: يا عثمان أيما أكثر، مائة ألف أو أربعة دنانير؟ فقال عثمان: بل مائة ألف درهم، فقال: أما تذكر أنا وأنت وقد دخلنا على رسول الله | عشيا، فرأيناه كئيبا حزينا فسلمنا عليه، فلم يرد علينا السلام، فلما أصبحنا أتيناه، فرأيناه ضاحكا مستبشرا، فقلنا له: بآبائنا وأمهاتنا دخلنا عليك البارحة فرأيناك كئيبا حزينا، ثم عدنا إليك اليوم فرأيناك فرحا مستبشرا؟ فقال: نعم كان قد بقي عندي من في‏ء المسلمين أربعة دنانير لم أكن قسمتها، وخفت أن يدركني الموت وهي عندي، وقد قسمتها اليوم فاسترحت منها. 

 

عن أمير المؤمنين × أن رسول الله | كان إذا قام إلى الصلاة، يسمع لصدره وجوفه أزيز كأزيز المرجل‏ على الأثافي من شدة البكاء، وقد آمنه الله عز وجل من عقابه، فأراد أن يتخشع لربه ببكائه، ويكون إماما لمن اقتدى به. 

 

عن ابن ميمون القداح, عن أبي جعفر × قال: قال رسول الله | إني لأعجب كيف لا أشيب إذا قرأت القرآن. 

 

عن غياث بن إبراهيم, عن الصادق, عن أبيه, عن جده عليهم السلام قال:‏ كان رسول الله | إذا خطب حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد, فإن أصدق الحديث كتاب الله, وأفضل الهدي هدي محمد |, وشر الأمور محدثاتها, وكل بدعة ضلالة, ويرفع صوته وتحمار وجنتاه ويذكر الساعة وقيامها حتى كأنه منذر جيش يقول: صبحتكم الساعة, مستكم الساعة, ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين, ويجمع بين سبابتيه, من ترك مالا فلأهله ومن ترك دينا فعلي وإلي. 

 

أبو جعفر أحمد القمي في كتاب "زهد النبي" |، أن جبرئيل × جاءه عند الزوال في ساعة لم يأته فيها، وهو متغير اللون، وكان النبي | يسمع حسه وجرسه فلم يسمعه يومئذ، فقال له النبي |: يا جبرائيل مالك جئتني في ساعة لم تكن تجيئني فيها؟ وأرى لونك متغيرا، وكنت أسمع حسك وجرسك فلم أسمعه؟ فقال: إني جئت حين أمر الله بمنافخ النار فوضعت على النار. فقال النبي |: فأخبرني عن النار يا أخي جبرئيل حين خلقها الله تعالى، فقال: إنه سبحانه أوقد عليها ألف عام فاحمرت، ثم أوقد عليها ألف عام فابيضت، ثم أوقد عليها ألف عام فاسودت، فهي سوداء مظلمة لا يضي‏ء جمرها، ولا ينطفئ لهبها، والذي بعثك بالحق نبيا، لو أن مثل خرق إبرة خرج منها على أهل الأرض لاحترقوا عن آخرهم، ولو أن رجلا دخل جهنم ثم أخرج منها لهلك أهل الأرض جميعا حين ينظرون إليه لما يرون به، ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله في كتابه وضع على جميع جبال الدنيا لذابت عن آخرها، ولو أن بعض خزان جهنم التسعة عشر نظر إليه أهل الأرض لماتوا حين ينظرون إليه، ولو أن ثوبا من ثياب أهل جهنم أخرج إلى الأرض لمات أهل الأرض من نتن ريحه، فانكب النبي | وأطرق يبكي، وكذلك جبرئيل، فلم يزالا يبكيان حتى ناداهما ملك من السماء: يا جبرئيل ويا محمد إن الله قد أمنكما من أن تعصياه فيعذبكما. 

 

عن جابر بن عبد الله أن رسول الله | قال في خطبته: إن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. وكان إذا خطب قال في خطبته: أما بعد، فإذا ذكر الساعة اشتد صوته واحمرت وجنتاه، ثم يقول: صحبتكم الساعة، أو مستكم، ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهذه من هذه، ويشير بأصبعه‏. 

 

 

* شغله: 

قال أبو عبد الله ×: كان رسول الله | يحلب عنز أهله‏. 

 

عن جابر بن عبد الله‏ قال: كنا مع رسول الله | بمر الظهران يرعى الغنم‏ وإن رسول الله | قال: عليكم بالأسود منه فإنه أطيبه: قالو:ا ترعى الغنم؟ قال: نعم, وهل نبي إلا رعاها. 

 

قال عمار رضي الله عنه‏: كنت أرعى غنيمة أهلي وكان محمد | يرعى أيضا, فقلت: يا محمد هل لك في فخ فإني تركتها روضة برق؟ قال: نعم, فجئتها من الغد وقد سبقني محمد | وهو قائم يذود غنمه عن الروضة, قال: إني كنت واعدتك فكرهت أن أرعى قبلك‏. 

 

عن عائشة: أحب العمل إلى رسول الله | الخياطة. 

 

 

* تواضعه:

عن أبي ذر قال: كان رسول الله | يجلس بين ظهراني أصحابه فيجي‏ء الغريب فلا يدري أيهم هو حتى يسأل, فطلبنا إلى النبي | أن يجعل مجلسا يعرفه الغريب إذا أتاه فبنينا له دكان من طين وكان يجلس عليه ونجلس بجانبيه. 

 

روي‏ أن رسول الله | لا يدع أحدا يمشي معه إذا كان راكبا حتى يحمله معه, فإن أبى قال: تقدم أمامي وأدركني في المكان الذي تريد, ودعاه | قوم من أهل المدينة إلى طعام صنعوه له ولأصحاب له خمسة فأجاب دعوتهم, فلما كان في بعض الطريق أدركهم سادس فماشاهم, فلما دنوا من بيت القوم قال | للرجل السادس: إن القوم لم يدعوك فاجلس حتى نذكر لهم مكانك ونستأذنهم بك‏. 

 

عن أنس بن مالك قال: إن رسول الله | مر على صبيان فسلم عليهم وهو مغذ. 

 

عن أسماء بنت يزيد: أن النبي | مر بنسوة فسلم عليهن. 

 

عن ابن مسعود قال: أتى النبي | رجل يكلمه فأرعد فقال: هون عليك فلست بملك, إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد. 

 

عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: إن رسول الله | وعد رجلا إلى صخرة فقال: أنى لك هاهنا حتى تأتي, قال: فاشتدت الشمس عليه فقال أصحابه: يا رسول الله لو أنك تحولت إلى الظل, قال: قد وعدته إلى هاهنا وإن لم يجئ كان منه المحشر. 

 

عن عمرو بن جميع, عن أبي عبد الله × قال: دخل رسول الله | على عائشة فرأى كسرة كاد أن يطأها, فأخذها وأكلها وقال: يا حميراء, أكرمي جوار نعم الله عليك فإنها لم تنفر من قوم فكادت تعود إليهم. 

 

عن عبد الرحمن بن الحجاج, عن أبي عبد الله × قال: أفطر رسول الله | عشية خميس في مسجد قباء, فقال: هل من شراب؟ فأتاه أوس بن خولي الأنصاري بعس‏ مخيض بعسل فلما وضعه على فيه نحاه ثم قال: شرابان يكتفى بأحدهما من صاحبه, لا أشربه ولا أحرمه, ولكن أتواضع لله فإن من تواضع لله رفعه الله, ومن تكبر خفضه الله, ومن اقتصد في معيشته رزقه الله, ومن بذر حرمه الله, ومن أكثر ذكر الموت أحبه الله‏. 

 

 

* شجاعته:

عن عيص. عن أبي عبد الله × قال: رسول الله | كلف ما لم يكلف أحد أن يقاتل في سبيل الله وحده، وقال: {حرض المؤمنين على القتال} وقال: إنما كلفتم اليسير من الأمر أن تذكروا الله. 

 

قال أمير المؤمنين ×: لقد رأيتني يوم بدر ونحن نلوذ بالنبي | وهو أقربنا إلى العدو وكان من أشد الناس يومئذ بأسا. 

 

قال أمير المؤمنين ×: كنا إذا احمر البأس ولقي القوم القوم اتقينا برسول الله |, فما يكون أحد أقرب إلى العدو منه. 

 

عن أنس بن مالك قال: كان بالمدينة فزع فركب النبي | فرسا لأبي طلحة فقال: ما رأينا من شي‏ء وإن وجدناه لبحرا. 

 

عن أنس قال: كان رسول الله | أشجع الناس وأحسن الناس وأجود الناس قال: فزع أهل المدينة ليلة فانطلق الناس قبل الصوت قال: فتلقاهم رسول الله | وقد سبقهم وهو يقول: لم تراعوا, وهو على فرس لأبي طلحة وفي عنقه السيف قال: فجعل يقول للناس: لم تراعوا وجدناه بحرا أو إنه لبحر. 

 

 

 

 

* اذكاره:

عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله ×، قال: إن الله يحب المقر التواب، قال: وكان رسول الله | يتوب إلى الله في كل يوم سبعين مرة من غير ذنب، قلت: يقول أستغفر الله وأتوب إليه؟ قال: كان يقول: أتوب إلى الله‏. 

 

عن طلحة بن زيد، عن أبي عبد الله × أن رسول الله | كان لا يقوم من مجلس وإن خف، حتى يستغفر الله خمسا وعشرين مرة. 

 

أبي بصير، قال: قلت له: {المستغفرين بالأسحار}؟ فقال: استغفر رسول الله | في الوتر سبعين مرة. 

 

عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله ×، قال: إن رسول الله | كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مرة من غير ذنب‏. 

 

عن أبي الحسن الأنباري، عن أبي عبد الله ×، قال: كان رسول الله | يحمد الله في كل يوم ثلاثمائة وستين مرة، عدد عروق الجسد، يقول: الحمد لله كثيرا على كل حال‏. 

 

عن يعقوب بن شعيب‏، قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: كان رسول الله | إذا أصبح قال: الحمد لله رب العالمين كثيرا على كل حال، ثلاثمائة وستين مرة، وإذا أمسى قال مثل ذلك‏. 

 

عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله ×، قال: كان رسول الله | في سفره إذا هبط سبح، وإذا صعد كبر. 

 

عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب × قال: كان رسول الله | إذا أتاه أمر يسره قال: الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، وإذا أتاه أمر يكرهه قال: الحمد لله على كل حال‏. 

 

عن السيدة الزهراء ÷ قالت: كان رسول الله | إذا دخل المسجد يصلي على النبي |، وقال: "اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك،" فإذا خرج صلى على النبي |، وقال: "اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك‏." 

 

عن الفضل بن أبي قرة، عن أبي عبد الله ×، قال: ثلاث تناسخها الأنبياء من آدم × حتى وصلن إلى رسول الله |، كان إذا أصبح يقول: "اللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي، ويقينا حتى أعلم أنه لا يصيبني إلا ما كتبت لي، ورضني بما قسمت لي‏." 

 

عن محمد بن مروان‏، قال: قال أبو عبد الله ×: ألا أخبركم بما كان رسول الله | يقوله إذا أوى إلى فراشه؟ قلت: بلى، قال ×: كان يقرأ آية الكرسي، ويقول: بسم الله، آمنت بالله، وكفرت بالطاغوت، اللهم احفظني في منامي ويقظتي‏. 

 

عن ابن القداح‏، عن أبي عبد الله ×، قال: كان رسول الله | إذا أوى إلى فراشه قال: "اللهم باسمك أحيى وباسمك أموت،" فإذا قام من نومته‏ قال: "الحمد لله الذي أحياني بعد ما أماتني، وإليه النشور." 

 

عن أحمد بن الحسن الميثمي، رفعه قال: كان رسول الله | إذا وضعت المائدة بين يديه قال: سبحانك اللهم ما أحسن ما ابتلينا به، سبحانك ما أكثر ما تعطينا، سبحانك ما أكثر ما تعافينا، اللهم أوسع علينا، وعلى فقراء المؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات‏. 

 

عن السكوني، عن أبي عبد الله ×، قال: كان رسول الله | إذا أطعم عند أهل البيت قال لهم: طعم عندكم الصائمون، وأكل عندكم الأبرار، وصلت عليكم الملائكة الأخيار. 

 

عن عبد الله بن سليمان‏، عن أبي جعفر × قال: لم يكن رسول الله | يأكل طعاما ولا يشرب شرابا إلا قال: "اللهم بارك لنا فيه، وأبدلنا خيرا منه،" إلا اللبن فإنه كان يقول: "اللهم بارك لنا فيه، وزدنا منه." 

 

عن إبن القداح, عن أبي عبد الله × قال: كان رسول الله | إذا شرب الماء قال: الحمد لله الذي سقانا عذبا زلالا، ولم يسقنا ملحا أجاجا، ولم يؤاخذنا بذنوبنا. 

 

عن أمير المؤمنين × قال: كان رسول الله | إذا رأى الفاكهة الجديدة قبلها ووضعها على عينيه وفمه، ثم قال: اللهم كما أريتنا أولها في عافية، فأرنا آخرها في عافية. 

 

 

* رحمته وكرمه:

عن ابن عباس, عن النبي | قال: أنا أديب الله, وعلي أديبي, أمرني ربي بالسخاء والبر, ونهاني عن البخل والجفاء, وما شي‏ء أبغض إلى الله عز وجل من البخل وسوء الخلق, وإنه ليفسد العمل كما يفسد الطين العسل. 

 

قال أمير المؤمنين ×: كان رسول الله | أجود الناس كفا, وأكرمهم عشرة, من خالطه فعرفه أحبه. 

 

عن أبي عبد الله ×، قال: جاء رجل موسر إلى رسول الله |، نقي الثوب، فجلس إلى رسول الله |، فجاء رجل معسر، درن الثوب، فجلس إلى جنب الموسر، فقبض الموسر ثيابه من تحت فخذيه، فقال له رسول الله |: أخفت أن يمسك من فقره شي‏ء؟ قال: لا، قال: فخفت أن يصيبه من غناك شي‏ء؟ قال: لا، قال: فخفت أن يوسخ ثيابك؟ قال: لا، قال: فما حملك على ما صنعت؟ فقال: يا رسول الله | إن لي قرينا يزين لي كل قبيح، ويقبح لي كل حسن، وقد جعلت له نصف مالي، فقال رسول الله | للمعسر: أتقبل؟ قال: لا، فقال له الرجل: ولم؟ قال: أخاف أن يدخلني ما دخلك‏. 

 

عن زيد الشحام, عن جعفر بن محمد × قال‏ ما سئل‏ رسول‏ الله‏ | شيئا قط فقال: لا, إن كان عنده أعطاه وإن لم يكن عنده قال: يكون إن شاء الله. ‏

 

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله × قال: صلى رسول الله | بالناس الظهر، فخفف في الركعتين الأخيرتين، فلما انصرف قال له الناس: هل حدث في الصلاة حدث؟ قال: وما ذاك؟ قالوا: خففت في الركعتين الأخيرتين, فقال لهم: أما سمعتم صراخ الصبي‏. 

 

عن ابن القداح، عن أبي عبد الله × قال: كان رسول الله | إذا أكل مع القوم طعاما كان أول من يضع يده، وآخر من يرفعها ليأكل القوم. 

 

عن جرير بن عبد الله‏: أن النبي | دخل بعض بيوته فامتلأ البيت ودخل جرير فقعد خارج البيت, فأبصره النبي | فأخذ ثوبه فلفه فرمى به إليه وقال: اجلس على هذا, فأخذه جرير فوضعه على وجهه فقبله. 

 

عن أنس بن مالك قال: إن النبي | أدركه أعرابي فأخذ بردائه فجبذه جبذة شديدة حتى نظرت إلى صفحة عنق رسول الله | وقد أثرت به حاشية الرداء من شدة جبذته, ثم قال له: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك, فالتفت إليه رسول الله | فضحك وأمر له بعطاء. 

 

عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى × أن رسول الله | كان إذا أتاه الضيف أكل‏ معه، ولم يرفع يده من الخوان حتى يرفع الضيف يده. 

 

عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا ×، قال: سمعته يقول: إن النجاشي‏ لما خطب لرسول الله | أم حبيبة بنت أبي سفيان فزوجه دعا بطعام وقال: إن من سنن المرسلين الإطعام عند التزويج‏. 

 

عن سلمان الفارسي المحمدي قال: دخلت على رسول الله | وهو متكئ على وسادة, فألقاها إلي ثم قال: يا سلمان ما من مسلم دخل على أخيه المسلم فيلقي له الوسادة إكراما له إلا غفر الله له‏. 

 

عن مسعدة بن صدقة، عن الصادق × قال: علم الله نبيه | كيف ينفق، وذلك أنه كانت عنده أوقية من الذهب، فكره أن تبيت عنده فتصدق بها، فأصبح وليس عنده شي‏ء، وجاءه من يسأله فلم يكن عنده ما يعطيه، فلامه السائل، واغتم هو حيث لم يكن عنده ما يعطيه، وكان رحيما رقيقا | فأدب الله عز وجل نبيه | بأمره فقال له: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} يقول: إن الناس قد يسألونك ولا يعذرونك، وإذا أعطيت جميع ما عندك من المال قد كنت قد حسرت من المال‏. 

 

عن عجلان‏، قال: كنت عند أبي عبد الله × فجاءه سائل، فقام إلى مكتل‏ فيه تمر، فملأ يده فناوله، ثم جاء آخر فسأله، فقام فأخذ بيده فناوله، ثم جاء آخر فسأله، فقام فأخذ بيده فناوله ثم جاء آخر فسأله فقام فأخذه بيده فناوله ثم جاء آخر، فقال ×: الله رازقنا وإياك. ثم قال: إن رسول الله | كان لا يسأله أحد من الدنيا شيئا إلا أعطاه، فأرسلت إليه امرأة ابنا لها فقالت: انطلق إليه فاسأله، فإن قال: ليس عندنا شي‏ء، فقل أعطني قميصك، قال: فأخذ قميصه فرماه إليه. - وفي نسخة أخرى: وأعطاه - فأدبه الله تبارك وتعالى على القصد، فقال: {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا} صلوات الله عليه وعلى آله الطاهرين‏. 

 

عن أبي قتادة القمي‏، عن أبي عبد الله × قال: كان فيما خاطب الله تعالى نبيه | أن قال له يا محمد: {وإنك لعلى‏خلق عظيم‏} قال: السخاء وحسن الخلق‏. 

 

روي أن رسول الله | بذل جميع ماله حتى قميصه، وبقي في داره عريانا على حصير، إذ أتاه بلال وقال: يا رسول الله | الصلاة فنزل‏ {ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} وأتاه بحلة فردوسية. 

 

عن جابر بن عبد الله قال: غزا رسول الله | إحدى وعشرين غزوة بنفسه, شهدت منها تسعة عشر وغبت عن اثنتين, فبينا أنا معه في بعض غزواته إذ أعيا ناضحي تحتي بالليل فبرك وكان رسول الله | في آخرنا في أخريات الناس فيزجي الضعيف ويردفه ويدعو لهم, فانتهى إلي وأنا أقول: يا لهف أماه, وما زال لنا ناضح سوء فقال: من هذا؟ فقلت: أنا جابر بأبي أنت وأمي يا رسول الله, قال: ما شأنك؟ قلت: أعيا ناضحي, فقال: أمعك عصا؟ فقلت: نعم, فضربه ثم بعثه ثم أناخه ووطئ على ذراعه وقال: اركب, فركبت فسايرته فجعل جملي يسبقه فاستغفر لي تلك الليلة خمسا وعشرين مرة فقال لي: ما ترك عبد الله من الولد؟ يعني أباه, قلت: سبع نسوة, قال: أبوك عليه دين؟ قلت: نعم, قال: فإذا قدمت المدينة فقاطعهم فإن أبوا فإذا حضر جذاذ نخلكم فآذني وقال: هل تزوجت؟ قلت: نعم, قال: بمن؟ قلت: بفلانة بنت فلان بأيم‏ كانت بالمدينة, قال: فهلا فتاة تلاعبها وتلاعبك؟ قلت: يا رسول الله كن عندي نسوة خرق يعني أخواته فكرهت أن آتيهن بامرأة خرقاء, فقلت: هذه أجمع لأمري, قال: أصبت ورشدت, فقال: بكم اشتريت جملك؟ فقلت: بخمس أواق من ذهب, قال: بعنيه ولك ظهره إلى المدينة فلما قدم المدينة أتيته بالجمل فقال: يا بلال أعطه خمس أواق من ذهب يستعين بها في دين عبد الله وزده ثلاثا ورد عليه جمله,‏ قال: هل قاطعت غرماء عبد الله؟ قلت: لا يا رسول الله, قال: أترك وفاء؟ قلت: لا, قال: لا عليك إذا حضر جذاذ نخلكم فآذني, فآذنته فجاء فدعا لنا فجذذنا واستوفى كل غريم ما كان يطلب تمرا وفاء وبقي لنا ما كنا نجذ وأكثر, فقال رسول الله |: ارفعوا ولا تكيلوا, فرفعناه وأكلنا منه زمانا. 

 

 

كرمه:

عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله ×، قال: إن رسول الله | حين تزوج ميمونة بنت الحرث أو لم عليها وأطعم الناس الحيس ‏

 

عن أنس، أن رجلا سأل رسول الله | فأمر بالصعود في سفح واختياره كيف شاء، فلما صعد الرجل قال: كم أسوق؟ قال: كله، فامتلأت بين جبلين، فلما رجع إلى قبيلته قال: يا قوم آمنوا بمحمد | فإنه يعطي عطاء لا يخاف معه الفقر. ‏

 

عن أمير المؤمنين × قال: إن يهوديا كان له على رسول الله | دنانير فتقاضاه، فقال له: يا يهودي ما عندي ما أعطيك، فقال: فأني لا أفارقك يا محمد | حتى تعطيني‏ فقال |: إذا أجلس معك، فجلس | معه، حتى صلى في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله يتهددونه ويتواعدونه. فنظر رسول الله | إليهم فقال: ما الذي تصنعون به؟ فقالوا: يا رسول الله يهودي يحبسك؟ فقال |: لم يبعثني ربي عز وجل بأن أظلم معاهدا ولا غيره. فلما علا النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وشطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت بك الذي فعلت إلا لأنظر إلى نعتك في التوراة، فإني قرأت نعتك في التوراة: محمد بن عبد الله مولده بمكة، ومهاجره بطيبة، ولا بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب‏، ولا متزين بالفحش‏، ولا قول الخناء، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله |، وهذا مالي فاحكم فيه بما أنزل الله عز وجل، وكان اليهودي كثير المال. ثم قال ×: كان فراش رسول الله | عبآءة، وكان مرفقته‏ أدم‏ حشوها ليف، فثنيت له ذات ليلة، فلما أصبح قال: لقد منعني الفراش الليلة الصلوة، فأمر رسول الله | أن يجعل بطاق واحد. ‏

 

أبو البختري, عن جعفر, عن أبيه ‘:‏ أن المساكين كانوا يبيتون في المسجد على عهد رسول الله |, فأفطر النبي | مع المساكين الذين في المسجد ذات ليلة عند المنبر في برمة, فأكل منها ثلاثون رجلا ثم ردت إلى أزواجه شبعهن. ‏

 

روي عن النبي | أنه أعطى يوم هوازن من العطايا ما قوم بخمسمائة ألف ألف‏. ‏

 

عن الصادق ×: أن رسول الله | أقبل إلى الجعرانة‏ فقسم فيها الأموال, وجعل الناس يسألونه فيعطيهم حتى ألجئوه إلى الشجرة فأخذت برده وخدشت ظهره حتى جلوه عنها وهم يسألونه فقال: أيها الناس ردوا علي بردي, والله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم ما ألفيتموني جبانا ولا بخيلا, ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة قال: فما رأيت تلك الشجرة إلا خضراء كأنما يرش عليها الماء.

وفي رواية أخرى:‏ حتى انتزعت الشجرة رداءه وخدشت الشجرة ظهره. ‏

 

عن أبان الأحمر, عن الصادق جعفر بن محمد × قال: جاء رجل إلى رسول الله |، وقد بلي ثوبه، فحمل إليه اثني عشر درهما، فقال: يا علي خذ هذه الدراهم فاشتر لي ثوبا ألبسه، قال علي ×: فجئت إلى السوق، فاشتريت له قميصا باثني عشر درهما، وجئت به إلى رسول الله فنظر إليه، فقال: غير هذا أحب ألي، أترى صاحبه يقيلنا؟ فقلت: لا أدري، فقال: انظر، فجئت إلى صاحبه فقلت: إن رسول الله | قد كره هذا، يريد ثوبا دونه، فأقلنا فيه، فرد علي الدراهم، وجئت به إلى رسول الله | فمشى معي إلى السوق ليبتاع قميصا فنظر إلى جارية قاعدة على الطريق تبكي، فقال لها رسول الله |: ما شأنك؟ قالت: يا رسول الله إن أهل بيتي أعطوني أربعة دراهم لأشتري لهم بها حاجة فضاعت، فلا أجسر أن أرجع إليهم، فأعطاها رسول الله | أربعة دراهم، وقال: ارجعي إلى أهلك، ومضى رسول الله | إلى السوق فاشترى قميصا بأربعة دراهم ولبسه وحمد الله وخرج، فرأى رجلا عريانا يقول: من كساني كساه الله من ثياب الجنة، فخلع رسول الله | قميصه الذي اشتراه، وكساه السائل، ثم رجع إلى السوق فاشترى بالأربعة التي بقيت قميصا آخر فلبسه وحمد الله ورجع إلى منزله، وإذا الجارية قاعدة على الطريق، فقال لها رسول الله |: مالك لا تأتين أهلك؟ قالت: يا رسول الله إني قد أبطأت عليهم وأخاف أن يضربوني، فقال لها رسول الله |: مري بين يدي ودليني على أهلك، فجاء رسول الله | حتى وقف على باب دارهم، ثم قال: السلام عليكم يا أهل الدار، فلم يجيبوه، فأعاد السلام فلم يجيبوه، فأعاد السلام، فقالوا: عليك السلام يا رسول الله ورحمة الله وبركاته، فقال لهم: مالكم تركتم إجابتي في أول السلام والثاني؟ قالوا: يا رسول الله سمعنا سلامك فأحببنا أن نستكثر منه فقال رسول الله |: إن هذه الجارية أبطئت عليكم فلا تؤاخذوها، فقالوا: يا- رسول الله هي حرة لممشاك، فقال رسول الله |: الحمد الله ما رأيت اثني عشر درهما أعظم بركة من هذه، كسا الله بها عريانين، وأعتق بها نسمة. ‏

 

عن ابن علوان, عن جعفر, عن أبيه ‘ قال: جاء إلى النبي | سائل يسأله فقال رسول الله |: هل من أحد عنده سلف؟ فقام رجل من الأنصار من بني الجبلي فقال: عندي يا رسول الله, قال: فأعط هذا السائل أربعة أوساق تمر, قال: فأعطاه, قال: ثم جاء الأنصاري بعد إلى النبي | يتقاضاه فقال له: يكون إن شاء الله, ثم عاد إليه الثانية فقال: يكون إن شاء الله, ثم عاد إليه الثالثة فقال: يكون إن شاء الله, فقال: قد أكثرت يا رسول الله من قول يكون إن شاء الله, قال: فضحك رسول الله وقال: هل من رجل عنده سلف؟ قال: فقام رجل فقال له: عندي‏ يا رسول الله, قال: وكم عندك؟ قال: ما شئت, قال: فأعط هذا ثمانية أوسق من تمر, فقال الأنصاري: إنما لي أربعة يا رسول الله, قال رسول الله |: وأربعة أيضا. ‏

 

عن جابر بن عبد الله قال: لم يكن يسأل رسول الله | شيئا قط فيقول: لا. ‏

 

عن جرير بن عبد الله قال: لما بعث النبي | أتيته لأبايعه, فقال لي: يا جرير لأي شي‏ء جئت؟ قال قلت: جئت لأسلم على يديك يا رسول الله, فألقى لي كساءه ثم أقبل على أصحابه فقال: إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه. ‏

 

عن داود بن عبد الله بن محمد الجعفري, عن أبيه:‏ أن رسول الله | كان في بعض مغازيه فمر به ركب وهو يصلي, فوقفوا على أصحاب رسول الله | وسائلوهم عن رسول الله | ودعوا وأثنوا وقالوا: لو لا أنا عجال لانتظرنا رسول الله | فأقرءوه منا السلام, ومضوا فانفتل‏ رسول الله | مغضبا ثم قال لهم: يقف عليكم الركب ويسألونكم عني ويبلغوني السلام ولا تعرضون عليهم الغداء؟ ليعز على قوم فيهم خليلي جعفر‏ أن يجوزوه حتى يتغدوا عنده‏. ‏

 

عن زرارة, عن أبي جعفر × قال: إن رسول الله | أتي باليهودية التي سمت الشاة للنبي | فقال لها: ما حملك على ما صنعت؟ فقالت: قلت: إن كان نبيا لم يضره وإن كان ملكا أرحت الناس منه, قال: فعفا رسول الله | عنها. ‏

 

* اسعماله السواك والحجامة:

عن أبي جميلة، قال: قال لي أبو عبد الله ×: نزل جبرئيل على رسول الله | بالسواك والخلال والحجامة. ‏

 

عن جميل بن دراج، جميعا عن أبي عبد الله ×، قال: قال رسول الله |: أوصاني جبرئيل بالسواك، حتى خفت على أسناني‏. ‏

 

عن ابن القداح، عن أبي عبد الله ×، قال: قال رسول الله |: ما زال جبرئيل × يوصيني بالسواك حتى‏ خشيت أن أدرد أو أحفى‏. ‏

 

عن إسحاق بن عمار، قال: قال أبو عبد الله ×: من أخلاق الأنبياء السواك‏.‏ ‏

 

روي‏ أنه | كان لا ينام‏ إلا والسواك عند رأسه, فإذا نهض بدأ بالسواك وقال |: لقد أمرت بالسواك حتى خشيت أن يكتب علي. ‏

 

عن وهب بن‏ عبد ربه‏، قال: رأيت أبا عبد الله × يتخلل فقال: إن رسول الله | كان يتخلل وهو يطيب الفم‏. ‏

 

عن محمد بن الحسين‏، قال: حدثنا فضالة بن أيوب، عن إسماعيل‏، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق ×، عن أبي جعفر ×، قال: ما اشتكى رسول الله | وجعا إلا كان مفزعه إلى الحجامة. ‏

 

حدثنا صفوان‏، عن أبي عبد الله ×، قال: كان رسول الله | يحتجم ثلاثا: واحدة في الرأس، يسميها المنقذة، وواحدة في الكتفين يسميها النافعة، وواحدة بين الوركين يسميها المغيثة. ‏

 

عن فضيل الرسان‏، قال: قال أبو عبد الله ×: من دواء الأنبياء الحجامة. ‏

 

 

* استعماله الطيب والخضاب والكحل:

عن إسحاق الطويل العطار، عن أبي عبد الله ×، قال: كان رسول الله | ينفق في الطيب أكثر مما ينفق في الطعام‏. ‏

 

عن السكن الخزاز، قال: سمعت أبا عبد الله × يقول: حق على كل محتلم‏ في كل جمعة أخذ شاربه وأظفاره، ومس الشي‏ء من الطيب، وكان رسول الله | إذا كان يوم الجمعة وليس‏ عنده طيب، دعا ببعض خمر نسائه فبلها بالماء، ثم وضعها على وجهه |. ‏

 

قال أمير المؤمنين ×: أن النبي | كان لا يرد الطيب والحلواء‏. ‏

 

قال الإمام الباقر ‘:‏ كان | لا يعرض عليه طيب إلا تطيب به ويقول: هو طيب ريحه خفيف محمله, وإن لم يتطيب وضع إصبعه في ذلك الطيب ثم لعق منه, وكان | يقول: جعل‏ الله لذتي في النساء والطيب وجعل قرة عيني في الصلاة والصوم. ‏

 

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله ×، قال: كان لرسول الله | ممسكة، إذا هو توضأ أخذها بيده، وهي رطبة، فكان إذا خرج عرفوا أنه رسول الله | برائحته. ‏

 

عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله ×، قال: خضب النبي |، ولم يمنع عليا × إلا قول رسول الله | تخضب هذه من هذه، وقد خضب الحسين ×، وأبو جعفر ×. ‏

 

أتت فاطمة ÷ بماء ورد، فسألت أم سلمة عن ذلك، فقالت: هذا عرق رسول الله | كنت أجده عند قيلولة النبي | عندي. ‏

 

عن الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله × عن خضاب الشعر، فقال: قد خضب النبي |، والحسين بن علي، وأبو جعفر × بالكتم‏. ‏

 

عن الأصبغ بن نباتة، قال: قلت لأمير المؤمنين ×: ما منعك من الخضاب؟ وقد اختضب رسول الله |، قال: أنتظر أشقاها أن يخضب لحيتي من دم رأسي بعهد معهود أخبرني به حبيبي‏. ‏

 

عن أبي عبد الله × قال: كان رسول الله | يكتحل بالإثمد إذا أوى إلى فراشه وترا وترا. ‏

 

عن زرارة، عن أبي عبد الله ×، قال: إن رسول الله | كان يكتحل قبل أن ينام، أربعا في اليمنى، وثلاثا في اليسرى‏. ‏

 

عن ربيعة قال: سمعت أنسا يقول: ما كان في رأس رسول الله | ولحيته عشرون طاقة بيضاء. ‏

 

قال أمير المؤمنين ×: لما أمر الله عز وجل رسوله بإظهار الإسلام، وظهر الوحي، رأى قلة المسلمين، وكثرة المشركين، فاهتم رسول الله | هما شديدا، فبعث الله إليه جبرائيل بسدر من سدرة المنتهى، فغسل به رأسه فجلى به همه‏. ‏