حديث المناهي

حديث مناهي رسول الله (ص)

قال أمير المؤمنين (ع): نهى رسول الله (ص) 

 

ونهى أن يمشي الرجل في فرد نعل أو يتنعل وهو قائم, ونهى أن يبول الرجل وفرجه باد للشمس أو للقمر, وقال: إذا دخلتم الغائط فتجنبوا القبلة, ونهى عن الرنة عند المصيبة, ونهى عن النياحة والاستماع إليها, ونهى عن اتباع النساء الجنائز, ونهى أن يمحى شي‏ء من كتاب الله عز وجل بالبزاق أو يكتب منه, ونهى أن يكذب الرجل في رؤياه متعمدا وقال: يكلفه الله يوم القيامة أن يعقد شعيرة وما هو بعاقدها, ونهى عن التصاوير وقال: من صور صورة كلف به يوم القيامة أن ينفخ فيها وليس بنافخ, ونهى أن يحرق شي‏ء من الحيوان بالنار, ونهى عن سب الديك وقال: إنه يوقظ للصلاة, ونهى أن يدخل الرجل في سوم أخيه المسلم, ونهى أن يكثر الكلام عند المجامعة وقال: منه يكون خرس الولد, وقال: لا تبيتوا القمامة في بيوتكم وأخرجوها نهارا فإنها مقعد الشيطان, وقال: لا يبيتن أحدكم ويده غمرة فإن فعل فأصابه لمم الشيطان فلا يلومن إلا نفسه, ونهى أن يستنجي الرجل بالروث, ونهى أن تخرج المرأة من بيتها بغير إذن زوجها فإن خرجت لعنها كل ملك في السماء وكل شي‏ء تمر عليه من الجن والإنس حتى ترجع إلى بيتها, ونهى أن تتزين المرأة لغير زوجها فإن فعلت كان حقا على الله عز وجل أن يحرقها بالنار, ونهى أن تتكلم المرأة عند غير زوجها وغير ذي محرم منها أكثر من خمس كلمات مما لا بد لها منه, ونهى أن تباشر المرأة المرأة ليس بينهما ثوب, ونهى أن تحدث المرأة المرأة مما تخلو به مع زوجها, ونهى أن يجامع الرجل مستقبل القبلة وعلى طريق عامر فمن فعل ذلك فعليه‏ {لعنة الله والملائكة والناس أجمعين},‏ ونهى أن يقول الرجل للرجل: زوجني أختك حتى أزوجك أختي, ونهى من إتيان العراف وقال: من أتاه وصدقه فقد برأ مما أنزل الله على محمد (ص), ونهى عن اللعب بالنرد والشطرنج والكوبة والعرطبة  يعني الطبل والطنبور والعود, ونهى عن الغيبة والاستماع إليها, ونهى عن النميمة والاستماع إليها وقال: لا يدخل الجنة قتات يعني نماما, ونهى عن إجابة الفاسقين إلى طعامهم, ونهى عن اليمين الكاذبة وقال: إنها تترك الديار بلاقع, وقال: من حلف بيمين كاذبة صبرا ليقطع بها مال امرئ مسلم لقي الله عز وجل وهو عليه غضبان إلا أن يتوب ويرجع, ونهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر, ونهى أن يدخل الرجل حليلته إلى الحمام, وقال: لا يدخلن أحدكم الحمام إلا بمئزر, ونهى عن المحادثة التي تدعو إلى غير الله ونهى عن تصفيق الوجه, ونهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة, ونهى عن لبس الحرير والديباج والقز للرجال فأما للنساء فلا بأس, ونهى أن تباع الثمار حتى تزهو يعني تصفر أو تحمر, ونهى عن المحاقلة يعني بيع التمر بالرطب والزبيب بالعنب وما أشبه ذلك, ونهى عن بيع النرد والشطرنج وقال: من فعل ذلك فهو كأكل لحم الخنزير, ونهى عن بيع الخمر وأن تشترى الخمر وأن تسقى الخمر وقال: لعن الله الخمر وعاصرها وغارسها وشاربها وساقيها وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها وحاملها والمحمولة إليه, وقال: من شربها لم تقبل له صلاة أربعين يوما, وإن مات وفي بطنه شي‏ء من ذلك كان حقا على الله أن يسقيه من طينة خبال وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة, فيجتمع ذلك في قدور جهنم فيشربها أهل النار, ف{يصهر به ما في بطونهم والجلود} ونهى عن أكل الربا وشهادة الزور وكتابة الربا, وقال: إن الله عز وجل لعن آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه, ونهى عن بيع وسلف, ونهى عن بيعين في بيع, ونهى عن بيع ما ليس عندك, ونهى عن بيع ما لم يضمن, ونهى مصافحة الذمي, ونهى أن ينشد الشعر أو تنشد الضالة في المسجد, ونهى أن يسل السيف في المسجد, ونهى عن ضرب وجوه البهائم, ونهى أن ينظر الرجل إلى عورة أخيه المسلم وقال: من تأمل عورة أخيه لعنه سبعون ألف ملك, ونهى المرأة أن تنظر إلى عورة المرأة, ونهى أن ينفخ في طعام أو في شراب أو ينفخ في موضع السجود, ونهى أن يصلي الرجل في المقابر والطرق والأرحية والأودية ومرابط الخيل وعلى ظهر الكعبة, ونهى عن قتل النحل, ونهى عن الوسم في وجوه البهائم, ونهى أن يحلف الرجل بغير الله وقال: من حلف بغير الله فليس من الله في شي‏ء, ونهى أن يحلف الرجل بسورة من كتاب الله وقال: من حلف بسورة من كتاب الله فعليه بكل آية منها يمين فمن شاء بر ومن شاء فجر, ونهى أن يقول الرجل للرجل: لا وحياتك وحياة فلان, ونهى أن يقعد الرجل في المسجد وهو جنب, ونهى عن التعري بالليل والنهار, ونهى عن الحجامة يوم الأربعاء والجمعة, ونهى عن الكلام يوم الجمعة والإمام يخطب فمن فعل ذلك فقد لغي ومن لغي فلا جمعة له, ونهى عن التختم بخاتم صفر أو حديد, ونهى أن ينقش شي‏ء من الحيوان على الخاتم, ونهى عن الصلاة في ثلاث ساعات عند طلوع الشمس وعند غروبها وعند استوائها, ونهى عن صيام ستة أيام: يوم الفطر ويوم الشك ويوم النحر وأيام التشريق, ونهى أن يشرب الماء كرعا كما تشرب البهائم وقال: اشربوا بأيديكم فإنها أفضل أوانيكم, ونهى عن البزاق في البئر التي يشرب منها, ونهى أن يستعمل أجير حتى يعلم ما أجرته, ونهى عن الهجران فإن كان لا بد فاعلا فلا يهجر أخاه أكثر من ثلاثة أيام, فمن كان مهاجرا لأخيه أكثر من ذلك النار أولى به, ونهى عن بيع الذهب والفضة بالنسية, ونهى عن بيع الذهب بالذهب زيادة إلا وزنا بوزن, ونهى عن المدح وقال: احثوا في وجوه المداحين التراب, وقال: من تولى خصومة ظالم أو أعان عليها ثم نزل به ملك الموت قال له: أبشر بلعنة الله ونار جهنم‏ {وبئس المصير}, وقال: من مدح سلطانا جائرا وتخفف وتضعضع له طمعا فيه كان قرينه إلى النار, وقال رسول الله (ص) قال الله عز وجل: {ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار} وقال (ص): من دل جائرا على جور كان قرين هامان في جهنم, ومن بنى بنيانا رياء وسمعة حمله يوم القيامة من الأرض السابعة وهو نار تشتعل ثم يطوق في عنقه ويلقى في النار فلا يحبسه شي‏ء منها دون قعرها إلا أن يتوب, قيل: يا رسول الله كيف يبني رياء وسمعة؟ قال: يبني فضلا على ما يكفيه استطالة منه على جيرانه ومباهاة لإخوانه, وقال: من ظلم أجيرا أجره أحبط الله عمله وحرم عليه ريح الجنة, وإن ريحها لتوجد من مسيرة خمسمائة عام, ومن خان جاره شبرا من الأرض جعلها الله طوقا في عنقه من تخوم الأرضين السابعة حتى يلقى الله يوم القيامة مطوقا إلا أن يتوب ويرجع, ألا ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمدا لقي الله يوم القيامة مغلولا يسلط الله عليه بكل آية منها حية تكون قرينه إلى النار إلا أن يغفر الله له, وقال: من قرأ القرآن ثم شرب عليه حراما أو آثر عليه حبا للدنيا وزينتها استوجب عليه سخط الله إلا أن يتوب ألا وإنه إن مات على غير توبة حاجه القرآن يوم القيامة فلا يزاله إلا مدحوضا, ألا ومن زنى بامرأة مسلمة أو يهودية أو نصرانية أو مجوسية حرة أو أمة ثم لم يتب ومات مصرا عليه فتح الله له في قبره ثلاثمائة باب تخرج منه حيات وعقارب وثعبان النار فهو يحترق إلى يوم القيامة, فإذا بعث من قبره تأذى الناس من نتن ريحه فيعرف بذلك وبما كان يعمل في دار الدنيا حتى يؤمر به إلى النار, ألا إن الله حرم الحرام وحد الحدود وما أحد أغير من الله ومن غيرته حرم الفواحش, ونهى أن يطلع الرجل في بيت جاره وقال: من نظر إلى عورة أخيه المسلم أو عورة غير أهله متعمدا أدخله الله مع المنافقين الذين كانوا يبحثون عن عورات المسلمين, ولم يخرج من الدنيا حتى يفضحه الله إلا أن يتوب, وقال: من لم يرض بما قسم الله له من الرزق وبث شكواه ولم يصبر ولم يحتسب لم ترفع له حسنة ويلقى الله وهو عليه غضبان إلا أن يتوب, ونهى أن يختال الرجل في مشيته, وقال: من لبس ثوبا فاختال فيه خسف الله به من شفير جهنم وكان قرين قارون لأنه أول من اختال فخسف الله‏ {به وبداره الأرض‏}, ومن اختال فقد نازع الله في جبروته, فقال (ص): من ظلم امرأة مهرها فهو عند الله زان, يقول الله عز وجل يوم القيامة: عبدي زوجتك أمتي على عهدي فلم توف بعهدي وظلمت أمتي, فيؤخذ من حسناته فيدفع إليها بقدر حقها فإذا لم تبق له حسنة أمر به إلى النار بنكثه للعهد {إن العهد كان مسؤلا}, ونهى عن كتمان الشهادة وقال: من كتمها أطعمه الله لحمه على رءوس الخلائق وهو قول الله عز وجل {ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه}‏ وقال رسول الله (ص): من آذى جاره حرم الله عليه ريح الجنة {ومأواه جهنم وبئس المصير} ومن ضيع حق جاره فليس منا, وما زال جبرئيل (ع) يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه, وما زال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل لهم وقتا إذا بلغوا ذلك الوقت أعتقوا, وما زال يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سيجعله فريضة, وما زال يوصيني بقيام الليل حتى‏ ظننت أن خيار أمتي لن يناموا, ألا ومن استخف بفقير مسلم فقد استخف بحق الله والله يستخف به يوم القيامة إلا أن يتوب, وقال: من أكرم فقيرا مسلما لقي الله يوم القيامة وهو عنه راض, وقال: من عرضت له فاحشة أو شهوة فاجتنبها من مخافة الله عز وجل حرم الله عليه النار وآمنه من الفزع الأكبر وأنجز له ما وعده في كتابه في قوله {ولمن خاف مقام ربه جنتان},‏ ألا ومن عرضت له دنيا وآخرة فاختار الدنيا على الآخرة لقي الله يوم القيامة وليست له حسنة يتقي بها النار, ومن اختار الآخرة على الدنيا وترك الدنيا رضي الله عنه وغفر له مساوي عمله, ومن ملأ عينه من حرام ملأ الله عينه يوم القيامة من النار إلا أن يتوب ويرجع, وقال: من صافح امرأة تحرم عليه فقد {باء بسخط من الله}‏ ومن التزم امرأة حراما قرن في سلسلة من النار مع الشيطان فيقذفان في النار, ومن غش مسلما في شراء أو بيع فليس منا ويحشر يوم القيامة مع اليهود لأنهم أغش الخلق للمسلمين, ونهى رسول الله (ص) أن يمنع أحد الماعون, وقال: من منع الماعون جاره منعه الله خيره يوم القيامة ووكله إلى نفسه ومن وكله إلى نفسه فما أسوأ حاله, وقال: أيما امرأة آذت زوجها بلسانها لم يقبل الله منها صرفا ولا عدلا ولا حسنة من عملها حتى ترضيه وإن صامت نهارها وقامت ليلها وأعتقت الرقاب وحملت على جياد الخيل في سبيل الله وكانت أول من يرد النار وكذلك الرجل إذا كان لها ظالما, ألا ومن لطم خد مسلم أو وجهه بدد الله عظامه يوم القيامة وحشر مغلولا حتى يدخل جهنم إلا أن يتوب, ومن بات وفي قلبه غش لأخيه المسلم بات في سخط الله وأصبح كذلك حتى يتوب, ونهى عن الغيبة وقال: من اغتاب امرأ مسلما بطل صومه ونقض وضوؤه وجاء يوم القيامة يفوح من فيه رائحة أنتن من الجيفة يتأذى به أهل الموقف, فإن مات قبل أن يتوب مات مستحلا لما حرم الله, وقال: من كظم غيظا وهو قادر على إنفاذه وحلم عنه أعطاه الله أجر شهيد, ألا ومن تطول على أخيه في غيبة سمعها فيه في مجلس فردها عنه رد الله عنه ألف باب من السوء في الدنيا والآخرة, فإن هو لم يردها وهو قادر على ردها كان عليه كوزر من اغتابه سبعين مرة, ونهى رسول الله (ص) عن الخيانة وقال: من خان أمانة في الدنيا ولم يردها إلى أهلها ثم أدركه الموت مات على غير ملتي ويلقى الله وهو عليه غضبان, وقال: من شهد شهادة زور على أحد من الناس علق بلسانه مع‏ {المنافقين في الدرك الأسفل من النار}, ومن اشترى خيانة وهو يعلم فهو كالذي خانها, ومن حبس عن أخيه المسلم شيئا من حق حرم الله عليه بركة الرزق إلا أن يتوب, ألا ومن سمع فاحشة فأفشاها فهو كالذي أتاها, ومن احتاج إليه أخوه المسلم في قرض وهو يقدر عليه فلم يفعل حرم الله عليه ريح الجنة, ألا ومن صبر على خلق امرأة سيئة الخلق واحتسب في ذلك الأجر أعطاه الله ثواب الشاكرين في الآخرة, ألا وأيما امرأة لم ترفق بزوجها وحملته على ما لا يقدر عليه وما لا يطيق لم تقبل منها حسنة وتلقى الله‏ وهو عليها غضبان, ألا ومن أكرم أخاه المسلم فإنما يكرم الله عز وجل, ونهى رسول الله (ص) أن يؤم الرجل قوما إلا بإذنهم وقال: من أم قوما بإذنهم وهم به راضون فاقتصد بهم في حضوره وأحسن صلاته بقيامه وقراءته وركوعه وسجوده وقعوده فله مثل أجر القوم ولا ينقص من أجورهم شي‏ء, ألا ومن أم قوما بأمرهم ثم لم يتم بهم الصلاة ولم يحسن في ركوعه وسجوده وخشوعه وقراءته ردت عليه صلاته ولم تجاوز ترقوته وكانت منزلته كمنزلة إمام جائر معتد لم يصلح إلى رعيته ولم يقم فيهم بحق ولا قام فيهم بأمر, وقال: من مشى إلى ذي قرابة بنفسه وماله ليصل رحمه أعطاه الله عز وجل أجر مائة شهيد وله بكل خطوة أربعون ألف حسنة ويمحى عنه أربعون ألف سيئة ويرفع له من الدرجات مثل ذلك وكأنما عبد الله مائة سنة صابرا محتسبا, ومن كفى ضريرا حاجة من حوائج الدنيا ومشى له فيها حتى يقضي الله له حاجته أعطاه الله براءة من النفاق وبراءة من النار وقضى له سبعين حاجة من حوائج الدنيا ولا يزال يخوض في رحمة الله عز وجل حتى يرجع, ومن مرض يوما وليلة فلم يشك إلى عواده بعثه الله يوم القيامة مع خليله إبراهيم (ع) خليل الرحمن حتى يجوز الصراط كالبرق اللامع, ومن سعى لمريض في حاجة قضاها أو لم يقضها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه, فقال رجل من الأنصار: بأبي أنت وأمي يا رسول الله, فإن كان المريض من أهل بيته أوليس ذاك‏ أعظم أجرا إذا سعى في حاجة من أهل بيته؟ قال: نعم, ألا ومن فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه اثنتين وسبعين كربة من كرب الآخرة, واثنتين وسبعين كربة من كرب الدنيا أهونها المغص المعض, قال: ومن يبطل على ذي حق حقه وهو يقدر على أداء حقه فعليه كل يوم خطيئة عشار, ألا ومن علق سوطا بين يدي سلطان جائر جعل الله ذلك السوط يوم القيامة ثعبانا من النار طوله سبعون ذراعا يسلط الله عليه في نار جهنم {وبئس المصير}, ومن اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به أحبط الله عمله وثبت وزره ولم يشكر له سعيه, ثم قال يقول الله عز وجل: حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات وهو النمام, ألا ومن تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل أحد من نعيم الجنة, ومن مشى بصدقة إلى محتاج كان له كأجر صاحبها من غير أن ينقص من أجره شي‏ء, ومن صلى على ميت صلى عليه سبعون ألف ملك وغفر الله له ما تقدم من ذنبه, فإن أقام حتى يدفن ويحثى عليه التراب كان له بكل قدم نقلها قيراط من الأجر, والقيراط مثل جبل أحد, ألا من ذرفت عيناه من خشية الله كان له بكل قطرة قطرت من دموعه قصر في الجنة مكلل بالدر والجوهر, فيه ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر, ألا ومن مشى إلى مسجد يطلب فيه الجماعة كان له بكل خطوة سبعون ألف حسنة ويرفع له من الدرجات مثل ذلك, وإن مات وهو على ذلك وكل الله به سبعين ألف ملك يعودونه في قبره ويؤنسونه في وحدته ويستغفرون له حتى يبعث, ألا ومن‏ أذن محتسبا يريد بذلك وجه الله عز وجل أعطاه الله ثواب أربعين ألف شهيد وأربعين ألف صديق ويدخل في شفاعته أربعون ألف مسي‏ء من أمتي إلى الجنة, ألا وإن المؤذن إذا قال: أشهد أن لا إله إلا الله, صلى عليه تسعون ألف ملك واستغفروا له, وكان يوم القيامة في ظل العرش حتى يفرغ من حساب الخلائق, ويكتب ثواب قوله: أشهد أن محمدا رسول الله, أربعون ألف ملك, ومن حافظ على الصف الأول والتكبيرة الأولى لا يؤذي مسلما أعطاه الله من الأجر ما يعطى المؤذنون في الدنيا والآخرة, ألا ومن تولى عرافة قوم حبسه الله عز وجل على شفير جهنم بكل يوم ألف سنة وحشر يوم القيامة ويداه مغلولتان إلى عنقه, فإن قام فيهم بأمر الله أطلقه الله وإن كان ظالما هوي به في نار جهنم‏ {وبئس المصير}, وقال: لا تحقروا شيئا من الشر وإن صغر في أعينكم, ولا تستكثروا الخير وإن كثر في أعينكم, فإنه لا كبير مع الاستغفار ولا صغير مع الإصرار.