صفاته

* صفاته العامة:

عن أبيه حمران بن أعين، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) قال: كان علي ابن الحسين (ع) يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، كما كان يفعل أمير المؤمنين (ع) كانت له خمسمائة نخلة، فكان يصلي عند كل نخلة ركعتين، وكان إذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر، وكان قيامه في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل، كانت أعضاؤه ترتعد من خشية الله عز وجل، وكان يصلي صلاة مودع يرى أنه لا يصلي بعدها أبدا، ولقد صلى ذات يوم فسقط الرداء عن أحد منكبيه فلم يسوه حتى فرغ من صلاته، فسأله بعض أصحابه عن ذلك، فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت؟ إن العبد لا تقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه، فقال الرجل: هلكنا، فقال: كلا إن الله عز وجل متمم ذلك بالنوافل، وكان (ع) ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره، وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي بابا بابا فيقرعه، ثم يناول من يخرج إليه وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي (ع) فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان علي بن الحسين (ع), ولما وضع على المغتسل نظروا إلى ظهره وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين، ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فتعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضى وتركه، وكان يشتري الخز في الشتاء وإذا جاء الصيف باعه فتصدق بثمنه، ولقد نظر (ع) يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس فقال: ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيدا, ولقد كان (ع) يأبى أن يواكل أمه، فقيل له: يا ابن رسول الله أنت أبر الناس وأوصلهم للرحم, فكيف لا تواكل أمك؟ فقال: إني أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت عينها إليه، ولقد قال له رجل: يا ابن رسول الله إني لأحبك في الله حبا شديدا، فقال: اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي مبغض، ولقد حج على ناقة له عشرين حجة فما قرعها بسوط، فلما نفقت أمر بدفنها لئلا يأكلها السباع، ولقد سئلت عنه مولاة له فقالت: أطنب وأختصر؟ فقيل لها: بل اختصري، فقالت: ما أتيته بطعام نهارا قط، وما فرشت له فراشا بليل قط، ولقد انتهى ذات يوم إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم، فقال لهم: إن كنتم صادقين فغفر الله لي، وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم، وكان (ع) إذا جاءه طالب علم فقال: مرحبا بوصية رسول الله (ص)، ثم يقول: إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجليه على رطب ولا يابس من الأرض إلا سبحت له إلى الأرضين السابعة، ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة، وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والأضراء والزمني والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده، ومن كان منهم له عيال حمل له إلى عياله من طعامه، وكان لا يأكل طعاما حتى يبدأ فيتصدق بمثله، ولقد كان تسقط منه كل سنة سبع ثفنات من مواضع سجوده لكثرة صلاته وكان يجمعها فلما مات دفنت معه.

----------

الخصال ج 2 ص 517, بحار الأنوار ج 46 ص 61, العوالم ج 18 ص 87

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* عبادته:

عن أبي عبد الله (ع)، قال: ينادي مناد يوم القيامة: أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى علي بن الحسين (ع) يخطو بين الصفوف.

---------------

علل الشرائع ج 1 ص 230, حلية الأبرار ج 3 ص 231, بحار الأنوار ج 46 ص 3, مدينة المعاجز ج 4 ص 241, العوالم ج 18 ص 17

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال رسول الله (ص): إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين زين العابدين؟ فكأني أنظر إلى ولدي علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) يخطر (1) بين الصفوف‏. (2)

--------------

(1) قال العلامة المجلسي في البحار بعد ذكر الحديث: يقال يخطر في مشيته: أي يتمايل ويمشي مشية المعجب‏

(2) الأمالي للصدوق ص 331, علل الشرائع ج 1 ص 230, مناقب آشوب ج 4 ص 167, حلية الأبرار ج 3 ص 232, مدينة المعاجز ج 4 ص 242, بحار الأنوار ج 46 ص 3, رياض الأبرار ج 2 ص 11, العوالم ج 18 ص 16, خاتمة المستدرك ج 4 ص 33

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه (ع) قال: دخلت عليه طائفة من شيعة الكوفة، فقالوا: يا بن رسول الله كلهم عبيد الله؟ فكيف سمي جدك علي بن الحسين زين العابدين؟ قال لهم الصادق (ع): ويحكم اما سمعتم الله عز وجل يقول: {هم درجات عند الله}‏ ويقول: {نرفع درجات من نشاء} {ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض}‏ فقالوا: بلى يا بن رسول الله (ص)، قال: فما أنكرتم؟ قالوا: أحببنا أن نعلم ما سألنا عنه، قال: ويحكم إن إبليس ناجى ربه فقال: رب إني قد رأيت العابدين لك من عبادك منذ أول الدهر إلى عهد علي بن الحسين (ع) فلم أر منهم أعبد لك ولا أخشع منه، فأذن لي يا إلهي أن أكيده وأبتليه لأعلم كيف صبره، فنهاه الله عنه فلم ينته، وتصور لعلي بن الحسين (ع) وهو يصلي في صورة أفعى لها عشرة أرؤس، محددة الأنياب، منقلبة الأعين بالحمرة، وطلع عليه من الأرض من موضع سجوده ثم تطاول في قبلته، فلم يرعه‏ ذلك، ولم يكسر طرفه إليه، فانخفض إلى الأرض إبليس في صورة الأفعى وقبض على أنامل رجلي علي بن الحسين (ع) فأقبل يكدمهما بأنيابه وينفخ عليهما من نار جوفه، وكل ذاك لا يكسر طرفه إليه، ولا يحول قدميه عن مقامه، ولا يختلجه شك ولا وهم في صلاته ولا قراءته. فلم يلبث إبليس لعنه الله حتى انقض عليه شهاب محرق من السماء فلما أحس به صرخ، وقام إلى جانب علي بن الحسين (ع) في صورته الاولى، ثم قال: يا سيد العابدين كما سميت، وأنا إبليس والله لقد شهدت عبادة النبيين والمرسلين من عهد أبيك إليك فما رأيت مثلك ولا مثل عبادتك، ولوددت أنك استغفرت لي الله فإن الله كان يغفر لي، ثم تركه وولى وهو في صلاته ولا يشغله كلامه حتى قضى صلاته على تمامها.

------------

حلية الأبرار ج 3 ص 235, الهداية الكبرى ص 214, مدينة المعاجز ج 4 ص 409

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن علي الباقر (ع) قال: كان لأبي (ع) في موضع سجوده آثار ناتئة، وكان يقطعها في السنة مرتين، في كل مرة خمس ثفنات، فسمي ذا الثفنات لذلك‏.

-----------

علل الشرائع ج 1 ص 233, مناقب آشوب ج 4 ص 167, وسائل الشيعة ج 6 ص 377, هداية الأمة ج 3 ص 162, حلية الأبرار ج 4 ص 246, مدينة المعاجز ج 4 ص 242

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

يروى أن علي بن الحسين (ع) كان قائماً يصلي حتى وقف ابنه محمد (ع) وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر فسقط فيها فنظرت إليه أمه فصرخت وأقبلت نحو البئر تضرب بنفسها حذاء البئر وتستغيث وتقول: يا ابن رسول الله غرق ولدك محمد, وهو لا ينثني عن صلاته وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر, فلما طال عليها ذلك قالت حزناً على ولدها: ما أقسى قلوبكم يا آل بيت رسول الله! فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها, ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها وكانت لا تنال إلا برشاء طويل فأخرج ابنه محمداً (ع) على يديه يناغي ويضحك, لم يبتل له ثوب ولا جسد بالماء فقال: هاك يا ضعيفة اليقين بالله! فضحكت لسلامة ولدها, وبكت لقوله: يا ضعيفة اليقين بالله, فقال: لا تثريب عليك اليوم لو علمت أني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني, أفمن يرى راحماً بعده.

-------------

مناقب آشوب ج3 ص278، بحار الأنوار ج46 ص34، مستدرك الوسائل ج4 ص96، دلائل الإمامة ص197، الهداية الكبرى ص215، مدينة المعاجز ج4 ص254، العدد القوية ص61, حلية الأبرار ج 3 ص 236, العوالم ج 18 ص 75

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جعفر بن محمد الصادق‏ (ع) قال: كان أبي علي بن الحسين (ع) إذا حضرت الصلاة يقشعر جلده، ويصفر لونه، وترتعد فرائصه، ويقف تحت السماء ودموعه على خديه وهو يقول: لو علم العبد من يناجي ما انفتل‏. ولقد برز يوما إلى الصحراء فتبعه مولى له، فوجده وقد سجد على حجارة خشنة. قال مولاه: فوقفت وأنا أسمع شهيقه وبكائه فأحصيت ألف مرة وهو يقول: لا إله إلا الله تعبدا ورقا، لا إله إلا الله إيمانا وصدقا، ثم رفع من سجوده وإن وجهه ولحيته قد غمرا بالتراب‏، ودموع عينيه منحدرة على خديه، فقال له مولاه: اما آن لحزنك أن ينقضي، ولبكائك أن يقل؟ فقال: إن يعقوب بن إسحاق ابن إبراهيم (ع) كان نبيا ابن نبي، كان له أحد عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم فشاب رأسه من الحزن، واحدودب‏ ظهره من الحزن، وذهب بصره‏ من البكاء، وابنه حي في دار الدنيا وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة عشر من أهلي مقتولين صرعى، فكيف ينقضي حزني ويقل بكائي‏.

-------------

حلية الأبرار ج 3 ص 243

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم‏ قال: سمعت أبا حازم يقول: ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين (ع)، وكان  يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة حتى خرج بجبهته وآثار سجوده مثل كركرة البعير.

-----------

علل الشرائع ج 1 ص 232, وسائل الشيعة ج 4 ص 98, حلية الأبرار ج 3 ص 252, بحار الأنوار ج 46 ص 67, العوالم ج 18 ص 102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن محمد القرشي، قال: كان علي بن الحسين (ع) إذا توضأ اصفر لونه فيقول له أهله: ما هذا الذي يغشاك؟ فيقول: اتدرون لمن أتأهب للقيام بين يديه‏.

---------------

الإرشاد ج 2 ص 142, إعلام الورى ص 260, مكارم الأخلاق ص 318, مناقب آشوب ج 4 ص 148, الدر النظيم ص 584, حلية الأبرار ج 3 ص 239, مدينة المعاجز ج 4 ص 250, بحار الأنوار ج 46 ص 73, العوالم ج 18 ص 126

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبان بن تغلب، قال: قلت لأبي عبد الله (ع): إني رأيت علي بن الحسين (ع) إذا قام في الصلاة غشي لونه لون آخر، فقال لي: والله إن علي بن الحسين (ع) كان يعرف الذي يقوم بين يديه‏.

-------------

علل الشرائع ج 1 ص 231, وسائل الشيعة ج 5 ص 474, حلية الأبرار ج 3 ص 241, مدينة المعاجز ج 4 ص 249, بحار الأنوار ج 46 ص 66, العوالم ج 18 ص 128

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن جهم بن حميد، عن أبي عبد الله (ع) قال: كان أبي يقول: كان علي بن الحسين (ع) إذا قام إلى الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شي‏ء إلا ما حركت الريح منه‏.

----------------

الكافي ج 3 ص 300, فلاح السائل ص 161, وسائل الشيعة ج 5 ص 474, حلية الأبرار ج 3 ص 240, مرآة العقول ج 15 ص 77, بحار الأنوار ج 46 ص 64, العوالم ج 18 ص 128

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله (ع) قال: كان علي بن الحسين (ع) إذا قام في الصلاة تغير لونه, فإذا سجد لم يرفع رأسه حتى يرفض عرقا.

-------------

الكافي ج 3 ص 300, التهذيب ج 2 ص 286, مناقب آشوب ج 4 ص 150, فلاح السائل ص 117, الوافي ج 8 ص 846, وسائل الشيعة ج 5 ص 474, هداية الأمة ج 3 ص 24, حلية الأبرار ج 3 ص 240, ملاذ الأخيار ج 4 ص 397, مرآة العقول ج 15 ص 77, بحار الأنوار ج 46 ص 64, العوالم ج 18 ص 128,ة مستدرك الوستائل ج 4 ص 44

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

*عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (ع): إن أبي علي بن الحسين (ع) ما ذكر نعمة لله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد. ولا دفع الله عز وجل عنه سوءا يخشاه، أو كيد كائد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك‏.

------------

علل الشرائع ج 1 ص 232, مناقب آشوب ج 4 ص 167, وسائل الشيعة ج 7 ص 20, حلية الأبرار ج 3 ص 245, بحار الأنوار ج 46 ص 6, رياض الأبرار ج 2 ص 13, العوالم ج 18 ص 18

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الزهري، قال: قال علي بن الحسين (ع): لو مات من بين المشرق والمغرب لما استوحشت بعد أن يكون القرآن معي، وكان إذا قرأ {مالك يوم الدين}‏ يكررها حتى كاد أن يموت.

------------

تفسير العياشي ج 1 ص 23, الكافي ج 2 ص 603, الوافي ج 9 ص 1708, البرهان ج 1 ص 116, حلية الأبرار ج 3 ص 253, مرآة العقول ج 12 ص 484, بحار الأنوار ج 46 ص 107, رياض الأبرار ج 2 ص 50, العوالم ج 18 ص 135

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حصين، عن أبي عبد الله  قال: كان علي بن الحسين (ع) إذا كان شهر رمضان لم يتكلم إلا بالدعاء والتسبيح والاستغفار والتكبير، فإذا أفطر قال: اللهم إن شئت أن تفعل فعلت‏.

-----------

الكافي ج 7 ص 440, الوافي ج 11 ص 406, وسائل الشيعة ج 10 ص 309, حلية الأبرار ج 3 ص 254, مرآة العقول ج 16 ص 250, بحار الأنوار ج 46 ص 65, العوالم ج 18 ص 132

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن المفضل بن عمر، عن أبي‏ عبد الله (ع) قال: كان علي بن الحسين (ع) يصل ما بين شعبان ورمضان، ويقول: صوم شهرين متتابعين توبة من الله‏.

----------

الكافي ج 4 ص 92, الفقيه ج 2 ص 93, ثواب لأعمال ص 60, الوافي ج 11 ص 63, وسائل الشيعة ج 10 ص 496, حلية الأبرار ج 3 ص 343, مرآة العقول ج 16 ص 255, بحار الأنوار ج 94 ص 75

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن علي بن محمد النوفلي، عن أبي الحسن (ع) قال: ذكرت الصوت عنده، فقال: إن علي بن الحسين (ع) كان يقرأ فربما مر به المار فصعق من حسن صوته، وإن الإمام (ع) لو أظهر من ذلك شيئا لما احتمله الناس من حسنه، قلت: أو لم يكن رسول الله (ص) يصلي بالناس ويرفع صوته بالقرآن؟ فقال: إن رسول الله (ص) كان يحمل الناس خلفه‏ ما يطيقون‏.

-------------

الكافي ج 2 ص 615, الإحتجاج ج 2 ص 395, الوافي ج 9 ص 1741, تفسير الصافي ج1 ص 71, إثبات الهداة ج 4 ص 65, حلية الأبرار ج 3 ص 339, مرآة العقول ج 12 ص 500, بحار الأنوار ج 25 ص 164, رياض الأبرار ج 2 ص 40, العوالم ج 18 ص 135مستدرك الوسائل ج 4 ص 274

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن علي بن عقبة، عن رجل، عن أبي عبد الله (ع)، قال: كان علي بن الحسين (ع) أحسن الناس صوتا بالقرآن، وكان السقاءون يمرون فيقفون ببابه يسمعون قراءته‏

-----------

الكافي ج 2 ص 616, الوافي ج 9 ص 1741, وسائل الشيعة ج 6 ص 211, حلية الأبرار ج 3 ص 339, مرآة العقول ج 12 ص 502, بحار الأنوار ج 46 ص 70, العوالم ج 18 ص 135

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عمرو بن عبد الله بن هند الجملي، عن أبي جعفر محمد بن علي (ع): أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لما نظرت إلى ما يفعل ابن أخيها علي بن الحسين بنفسه من الدأب في العبادة، أتت جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري. فقالت له: يا صاحب رسول الله إن لنا عليكم حقوقا، من حقنا عليكم أن إذا رأيتم أحدنا يهلك نفسه اجتهادا أن تذكروه الله وتدعوه إلى البقيا على نفسه، وهذا علي بن الحسين، بقية أبيه الحسين (ع)، قد انخرم أنفه، وثفنت جبهته وركبتاه وراحتاه إدآبا منه لنفسه في العبادة. فأتى جابر بن عبد الله باب علي بن الحسين (ع)، وبالباب أبو جعفر محمد بن علي (ع) في أغيلمة من بني هاشم قد اجتمعوا هناك، فنظر جابر إليه مقبلا، فقال: هذه مشية رسول الله (ص) وسجيته، فمن أنت يا غلام؟ قال: فقال: أنا محمد بن علي بن الحسين. فبكى جابر رضي الله عنه ثم قال: أنت والله الباقر عن العلم حقا، ادن مني بأبي أنت وأمي، فدنا منه، فحل جابر أزراره، ووضع يده على صدره فقبله، وجعل عليه خده ووجهه، وقال له: أقرئك عن جدك رسول الله (ص) السلام، وقد أمرني أن أفعل بك ما فعلت، وقال لي: يوشك أن تعيش وتبقى حتى تلقى من ولدي من اسمه محمد، يبقر العلم بقرا، وقال لي: إنك تبقى حتى تعمى ثم يكشف لك عن بصرك. ثم قال لي: إئذن لي على أبيك، فدخل أبو جعفر (ع) على أبيه فأخبره الخبر، وقال: إن شيخا بالباب وقد فعل بي كيت وكيت، فقال: يا بني ذلك جابر بن عبد الله ثم قال: أمن بين ولدان أهلك قال لك ما قال وفعل بك ما فعل؟ قال: نعم، قال: أبى الله‏ أنه لم يقصدك فيه بسوء ولقد أشاط بدمك. ثم أذن لجابر فدخل عليه، فوجده في محرابه قد أنضته العبادة، فنهض‏علي (ع) فسأله عن حاله سؤالا حفيا ثم أجلسه بجنبه، فأقبل جابر عليه يقول: يابن رسول الله أما علمت أن الله تعالى إنما خلق الجنة لكم ولمن أحبكم، وخلق النار لمن أبغضكم وعاداكم، فما هذا الجهد الذي كلفته نفسك؟ قال له علي بن الحسين (ع): يا صاحب رسول الله أما علمت أن جدي رسول الله قد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فلم يدع الاجتهاد له، وتعبد بأبي هو وأمي حتى انتفح الساق وورم القدم، وقيل له أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا. فلما نظر جابر إلى علي بن الحسين (ع) وليس يغني فيه قول من يستميله من الجهد والتعب إلى القصد، قال له: يابن رسول الله (ص) البقياء على نفسك، فإنك لمن أسرة بهم يستدفع البلاء ويسأل كشف اللأواء، وبهم يستمطر السماء، فقال: يا جابر لا أزال على منهاج أبوي مؤتسيا بهما صلوات الله عليهما حتى ألقاهما، فأقبل جابر على من حضر فقال لهم: والله ما أرى في أولاد الأنبياء بمثل علي بن الحسين إلا يوسف بن يعقوب (ع) والله لذرية علي بن الحسين أفضل من ذرية يوسف بن يعقوب، إن منهم من يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.

------------

الأمالي للطوسي ص 636, بشارة لمصطفى ص 66, حلية الأبرار ج 1 ص 246, مدينة المعاجز ج 4 ص 243, بحار الأنوار ج 46 ص 60, رياض الأبرار ج 2 ص 36, العوالم ج 18 ص 103

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن محمد بن مسلم‏، عن أبي جعفر (ع): لقد كان علي بن الحسين (ع) ينظر في كتاب من كتب علي (ع) فيضرب به‏ الأرض ويقول من يطيق هذا.

------------

الكافي ج 8 ص 129, الأمالي للطوسي ص 692, الوافي ج 3 ص 708, حلية الأبرار ج 1 ص 218, بحار الأنوار ج 16 ص 277

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام الباقر (ع) في حديث عن أمير المؤمنين (ع): وإن‏ كان ليصلي في اليوم والليلة ألف ركعة، وإن كان أقرب الناس شبها به علي بن الحسين (ع) وما أطاق عمله أحد من الناس بعده‏.

---------------

الأمالي للصدوق ص 281, روضة الواعظين ج 1 ص 116, وسائل الشيعة ج 1 ص 89, حلية الأبرار ج 2 ص 173, بحار الأنوار ج 41 ص 102, تفسير نور الثقلين ج 5 ص 16, تفسير كنز الدقائق ج 12 ص 192

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

روي أنه لم يقدر أحد يحكي صلاة رسول الله إلا علي (ع) ولا صلاة علي (ع) إلا علي بن الحسين (ع)‏.

-------------

مناقب آشوب ج 2 ص 20, دعائم الإسلام ج 1 ص 159, شرج الأخبار ج 2 ص 221, حلية الأبرار ج 2 ص 178, بحار الأنوار ج 81 ص 265, مستدرك الوسائل ج 4 ص 104

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن عبد الرحمن بن الحجاج وحفص بن البختري وسلمة بياع السابري، عن أبي عبد الله (ع) قال: كان علي بن الحسين (ع) إذا أخذ كتاب علي (ع) فنظر فيه قال: من يطيق هذا من يطيق ذا؟ قال: ثم يعمل به، وكان إذا قام إلى الصلاة تغير لونه حتى يعرف ذلك في وجهه، وما أطاق أحد عمل علي‏ (ع) من بعده إلا علي بن الحسين (ع)‏.

----------------

الكافي ج 8 ص 163, الوافي ج 3 ص 763, وسائل الشيعة ج 1 ص 85, حلية الأبرار ج 2 ص 175, مرآة العقول ح 26 ص 28

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

أخذ زين العابدين (ع) بعض صحف عباداته – أمير المؤمنين (ع) - فقرأ فيه يسيرا، ثم تركها من يده تضجرا، وقال (ع): من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب (ع)‏؟!

--------------

مناقب آشوب ج 2 ص 125, حلية الأبرار ج 2 ص 178, بحار الأنوار ج 41 ص 17

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

كان علي بن الحسين (ع) حسن الصلاة يصلي في كل يوم وليلة ألف ركعة سوى الفريضة، فيقال له: أين هذا العمل من عمل علي جدك؟ فقال: مه إنني نظرت في عمل علي (ع) يوما واحدا عدلت من الحول إلى الحول‏.

------------

دلائل الإمامة ص 198, حلة الأبرار ج 2 ص 179, مدينة المعاجز ج 4 ص 255

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

حدثنا عبد الله بن موسى، عن أبيه، عن جده قال: كانت امي فاطمة بنت الحسين تأمرني أن أجلس إلى خالي علي بن الحسين (ع) فما جلست إليه قط إلا قمت بخير قد أفدته‏، إما خشية لله تحدث لله في قلبي لما أرى من خشيته لله، أو علم قد استفدته منه (ع)

-----------

الإرشاد ج 2 ص 140, كشف الغمة ج 2 ص 84, حلية الأبرار ج 3 ص 286, مدينة المعاجز ج 4 ص 367, بحار الأنوار ج 46 ص 73, العوالم ج 18 ص 93

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

 

* كرمه:

عن سفيان بن عيينة، قال: رأى الزهري علي بن الحسين (ع) ليلة باردة مطيرة، وعلى ظهره دقيق وحطب وهو يمشي فقال له: يا بن رسول الله ما هذا؟ قال: أريد سفرا اعد له زادا وأحمله إلى موضع حريز، فقال الزهري: فهذا غلامي يحمله عنك فأبى قلت: فأنا أحمله عنك فإني أرفعك عن حمله، فقال علي بن الحسين (ع): لكني لا أرفع نفسي عما ينجيني في سفري، ويحسن ورودي على ما أرد عليه، أسألك بحق الله لما مضيت بحاجتك وتركتني، فانصرفت عنه، فلما كان بعد أيام رآه وقال‏ له: يا بن رسول الله لست أرى لذلك السفر الذي ذكرته أثرا، قال: بلى يا زهري ليس ما ظننت، ولكنه الموت وله أستعد إنما الاستعداد للموت‏ تجنب الحرام، وبذل الندى والخير.

--------------

علل الشرائع ج 1 ص 231, مناقب آشوب ج 4 ص 153, وشائل الشيعة ج 9 ص 401, حلية الأبرار ج 3 ص 257, بحار الأنوار ج 46 ص 65, رياض الأبرار ج 2 ص 39, العوالم ج 18 ص 106

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن الإمام زين العابدين (ع) كان إذا جنه الليل وهدأت العيون قام إلى منزله فجمع ما يبقى فيه عن قوت أهله وجعله في جراب ورمى به على عاتقه وخرج إلى دور الفقراء وهو متلثم, ويفرق عليهم, وكثيرا ما كانوا قياما على أبوابهم ينتظرونه, فإذا رأوه تباشروا به وقالوا: جاء صاحب‏ الجراب‏.

----------

مناقب آشوب ج 4 ص 153, بحار الأنوار ج 46 ص 89, العوالم ج 18 ص 109

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي لما وضع علي بن الحسين (ع) على السرير ليغسل نظر إلى ظهره، وعليه مثل ركب الإبل مما كان يحمل على ظهره إلى منازل الفقراء والمساكين‏.

----------

علل الشرائع ج 1 ص 231, وسائل الشيعة ج 9 ص 402, حلية الأبرار ج 3 ص 258, مدينة المعاجز ج 4 ص 246, بحار الأنوار ج 46 ص 66, العوالم ج 18 ص 107

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: كان علي ابن الحسين (ع) إذا كان اليوم الذي يصوم فيه أمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤها وتطبخ، فإذا كان عند المساء أكب على القدور حتى يجد ريح المرق وهو صائم، ثم يقول هاتوا القصاع‏ اغرفوا لآل فلان واغرفوا لآل فلان حتى يأتي على آخر القدور، ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاؤه.

------------

المحاسن ج 2 ص 396, الكافي ج 4 ص 68, الفقيه ج 2 ص 134, مكارم الأخلاق ص 137, مناقب آشوب ج 4 ص 155, الوافي ج 11 ص 22, وسائل الشيعة ج 10 ص 140, حلية الأبرار ج 3 ص 259, بحار الأنوار ج 46 ص 71, رياض الأبرار ج 2 ص 41, العوالم ج 18 ص 132

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمرو بن دينار، قال: حضرت محمد بن اسامة بن زيد الوفاة فجعل يبكي، فقال له علي بن الحسين (ع): ما يبكيك؟ قال: يبكيني أن علي خمسة عشر ألف دينار، ولم أترك لها وفاء فقال له علي ابن الحسين (ع): لا تبك فهي علي وأنت منها بري‏ء، فقضاها عنه‏.

------------

الإرشاد ج 2 ص 149, روضة الواعظين ج 1 ص 199, الدر النظيم ص 582, العدد القوية ص 63, حلية الأبرار ج 3 ص 261, بحار الأنوار ج 46 ص 56, العوالم ج 18 ص 107, مستدرك الوسائل ج 13 ص 436

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن سعيد بن المسيب، قال: حضرت علي بن الحسين (ع) يوما حين صلى الغداة، فإذا سائل بالباب، فقال علي بن الحسين (ع): أعطوا السائل ولا تردوا سائلا.

------------

الكافي ج 4 ص 15, الوافي ج 10 ص 411, وسائل الشيعة ج 9 ص 420, حلية الأبرار ج 3 ص 259, مرآة العقول ج 16 ص 143, بحار الأنوار ج 46 ص 107, العوالم ج 18 ص 144

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: كان علي بن الحسين (ع) يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم حتى يأتي بابا بابا فيقرعه، ثم ينيل من يخرج إليه، فلما مات علي بن الحسين (ع) فقدوا ذلك، فعلموا أن عليا (ع) كان يفعله‏.

----------

الكافي ج 1 ص 468, علل الشرائع ج 1 ص 231, وسائل الشيعة ج 9 ص 402, حلية الأبرار ج 3 ص 242, مدينة المعاجز ج 4 ص 247, مرآة العقول ج 6 ص 11, بحار الأنوار ج 46 ص 66, العوالم ج 18 ص 106

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي، قال: كان علي بن الحسين (ع) ليخرج في الليلة الظلماء، فيحمل الجراب فيه الصرر من الدراهم والدنانير، حتى يأتي بابا بابا فيقرعه، ثم يناول من يخرج إليه فلما مات علي بن الحسين (ع) فقدوا ذلك، فعلموا أن علي بن الحسين (ع) الذي كان يفعل ذلك‏.

------------

علل الشرائع ج 1 ص 232, الخصال ج 2 ص 517, وسائل الشيعة ج 9 ص 402, حلية الأبرار ج 3 ص 262, مدينة المعاجز ج 4 ص 247, بحار الأنوار ج 46 ص 62, العوالم ج 18 ص 106

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن إسحاق، قال: كان بالمدينة كذا وكذا أهل بيت يأتيهم رزقهم وما يحتاجون إليه، لا يدرون من أين يأتيهم، فلما مات علي ابن الحسين (ع) فقدوا ذلك‏.

-----------

الإرشاد ج 2 ص 149, إعلام الورى ص 262, كشف الغمة ج 2 ص 87, الدر النظيم ص 585, العدد القوية ص 59, حلية الأبرار ج 3 ص 261, بحار الأنوار ج 46 ص 56, العوالم ج 18 ص 107, مستدرك الوسائل ج 7 ص 163

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عمر بن علي بن الحسين (ع): لما قتل الحسين بن علي (ع)، لبسن نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكن لا يشتكين من حر ولا برد، وكان علي بن الحسين (ع) يعمل لهن الطعام للمأتم.

-------------

المحاسن ج 2 ص 420, رياض الأبرار ج 1 ص 259, وسائل الشيعة ج 3 ص 238, هداية الأمة ج 1 ص 324, بحار الأنوار ج 45 ص 188

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* حلمه:

كانت جارية لعلي بن الحسين (ع) تسكب عليه الماء, فسقط الإبريق من يدها فشجه, فرفع رأسه إليها, فقالت له الجارية: إن الله عز وجل يقول {والكاظمين الغيظ} قال: قد كظمت غيظي, قالت: {والعافين عن الناس} قال لها: عفا الله عنك, قالت: {والله يحب المحسنين} قال: اذهبي فأنت حرة لوجه الله تعالى.

--------

مشكاة الأنوار ص 312, كشف الغمة ج 2 ص 299, شرح الأخبار ج 3 ص 259, مناقب آشوب ج 3 ص 296, بحار الأنوار ج 66 ص 348, تفسير مجمع البيان ج 2 ص 393, تفسير الصافي ج 1 ص 381, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 227, إعلام الورى ج 1 ص 491, حلية الأبرار ج 3 ص 276

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الرزاق أنه قال: جعلت جارية لعلي بن الحسين (ع) تسكب الماء عليه وهو يتوضأ للصلاة، فسقط الإبريق من يد الجارية على وجهه فشجه، فرفع علي ابن الحسين (ع) رأسه إليها، فقالت الجارية: إن الله عز وجل يقول: {والكاظمين الغيظ}. فقال لها: قد كظمت غيظي، قالت: {والعافين عن الناس}. قال: قد عفا الله عنك. قالت: {والله يحب المحسنين}. قال: اذهبي فأنت حرة.

------------

الأمالي للصدوق ص 268, روضة الواعظين ص 379, مستدرك الوسائل ج 1 ص 345, بحار الأنوار ج 46 ص 67, حلية الأبرار ج 3 ص 275, رياض الأبرار ج 2 ص 40, العوالم ج 18 ص 111

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن جعفر وغيره قالوا: وقف على علي بن الحسين (ع) رجل من أهل بيته فأسمعه وشتمه، فلم يكلمه، فلما انصرف قال لجلسائه: قد سمعتم ما قال هذا الرجل، وأنا أحب أن تبلغوا معي إليه حتى تسمعوا ردي عليه, قال: فقالوا له: نفعل، ولقد كنا نحب أن تقول له ونقول، قال: فأخذ نعليه ومشى وهو يقول: {والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} فعلمنا أنه لا يقول له شيئا، قال: فخرج حتى أتى منزل الرجل فصرخ به فقال: قولوا له: هذا علي بن الحسين, قال: فخرج إلينا متوثبا للشر، وهو لا يشك أنه إنما جاءه مكافئا له على بعض ما كان منه، فقال له علي بن الحسين (ع): يا أخي إنك كنت قد وقفت علي آنفا فقلت وقلت، فإن كنت قلت ما في فأستغفر الله منه، وإن كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك, قال: فقبل الرجل ما بين عينيه وقال: بل قلت فيك ما ليس فيك، وأنا أحق به. 

-------------

الإرشاد ج 2 ص 145, بحار الأنوار ج 46 ص 54, إعلام الورى ج 1 ص 490, البرهان ج 1 ص 689, حلية الأبرار ج 3 ص 275, رياض الأبرار ج 2 ص 34, العوالم ج 18 ص 112

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن عطا أذنب غلام لعلي بن الحسين (ع) ذنبا استحق به العقوبة، فأخذ له السوط ليضربه، فقال‏ {قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله‏} فقال الغلام: و ما أنا كذلك، إني لأرجو رحمة الله، و أخاف عذابه، فألقى السوط و قال: أنت عتيق‏

-------------

كشف الغمة ج 2 ص 101, حلية الأبرار ج 3 ص 278, بحار الأنوار ج 46 ص 100, العوالم ج 18 ص 116

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان – الإمام زبن العابدين (ع) - يوما خارجا من المسجد فلقيه رجل فسبه فثارت إليه العبيد والموالي، فقال لهم علي (ع): مهلا كفوا، ثم أقبل على ذلك الرجل فقال له: ما ستر عنك من‏ أمرنا أكثر، الك حاجة نعينك عليها؟ فاستحى الرجل ورجع إلى نفسه، فألقى (ع) خميصته‏ كانت عليه وأمر له بألف درهم فكان الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرسل‏.

-----------

حلية الأبرار ج 3 ص 279, كشف الغمة ج 2 ص 81, العدد القوية ص 319, بحار الأنوار ج 46 ص 99, العوالم ج 18 ص 115

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن علي بن الحسين (ع) دعا مملوكه مرتين فلم يجبه، ثم دعاه فأجابه في الثالثة، فقال له: يا بني أ ما سمعت صوتي؟ فقال له: بلى، قال: فمالك لا تجيبني؟ قال: أمنتك، قال: الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنني‏.

-------------

الإرشاد ج 2 ص 147, إعلام الورى ص 261, مناقب آشوب ج 4 ص 157, مشكاة الأنوار ص 178, كشف الغمة ج 2 ص 87, حلية الأبرار ج 3 ص 277, بحار الأنوار ج 46 ص 56, رياض الأبرار ج 2 ص 35, 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان عنده – الإمام زبن العابدين (ع) -  قوم أضياف فاستعجل خادما له بشواء كان في التنور, فأقبل به الخادم مسرعا فسقط السفود منه على رأس بني لعلي بن الحسين (ع) تحت الدرجة فأصاب رأسه فقتله, فقال علي (ع) للغلام, وقد تحير الغلام واضطرب: أنت حر فإنك لم‏ تعتمده‏, وأخذ في جهاز ابنه ودفنه.

-----------

كشف الغمة ج 2 ص 81, بحار الأنوار ج 46 ص 99, رياض الأبرار ج 2 ص 46

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

استطال رجل على علي بن الحسين (ع) فتغافل عنه، فقال له الرجل: إياك أعني، فقال له (ع): و عنك اغضي.

----------

مناقب آشوب ج 4 ص 157, كشف الغمة ج 2 ص 101, حلية لأبرار ج 3 ص 278, بحار الأنوار ج 46 ص 96, العوالم ج 18 ص 115

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (ع)، قال: كان في المدينة رجل بطال يضحك الناس منه، فقال: قد أعياني هذا الرجل أن اضحكه، يعني علي بن الحسين (ع) قال: فمر علي (ع)، و خلفه موليان له، فجاء الرجل حتى انتزع رداءه من رقبته، ثم مضى، فلم يلتفت إليه علي ع(ع) فاتبعوه، و أخذوا الرداء منه، فجاءوا به فطرحوه عليه، فقال (ع) لهم: من هذا؟ فقالوا: هذا رجل بطال يضحك أهل المدينة فقال (ع): قولوا له: إن لله يوما يخسر فيه المبطلون‏

----------

الأمالي للصدوق ص 220, حلية الأبرار ج 3 ص 278, بحار الأنوار ج 46 ص 68, العوالم ج 18 ص 112

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* تواضعه‏:

عن جعفر بن محمد الصادق (ع) قال: كان علي ابن الحسين (ع) لا يسافر إلا مع رفقة لا يعرفونه، ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مرة مع قوم، فرآه رجل فعرفه، فقال لهم: اتدرون من هذا؟ فقالوا: لا، قال: هذا علي بن الحسين، فوثبوا وقبلوا يده ورجله، وقالوا: يا بن رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنم، لو بدرت منا إليك يد أو لسان اما كنا قد هلكنا آخر الدهر، فما الذي حملك على هذا؟ فقال: اني كنت سافرت مرة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله ما لا أستحق له، فأنا أخاف أن تعطوني مثل ذلك، فصار كتمان أمري أحب إلي‏.

---------

عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 145, وسائل الشيعة ج 11 ص 430, حلية الأبرار ج 3 ص 319, بحار الأنوار ج 46 ص 68, رياض الأبرار ج 2 ص 40, العوالم ج 18 ص 146

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) كان علي ابن الحسين (ع) إذا أتاه ختنه على ابنته وعلى أخته بسط له ردائه ثم أجلسه، ثم يقول: مرحبا بمن كفى المؤنة وستر العورة.

----------

الكافي ج 5 ص 338, الوافي ج 21 ص 76, وسائل الشيعة ج 20 ص 65, حلية الأبرار ج 3 ص 321

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن يزيد بن حاتم، قال: كان لعبد الملك بن مروان عين بالمدينة يكتب إليه بأخبار ما يحدث فيها، وأن علي بن الحسين (ع) أعتق جارية له ثم تزوجها، فكتب العين إلى عبد الملك. فكتب عبد الملك إلى علي بن الحسين (ع) أما بعد فقد بلغني تزويجك مولاتك، وقد علمت أنه كان في أكفائك من قريش من تمجد به في الصهر وتستنجبه في الولد، فلا لنفسك نظرت، ولا على من ولدت أبقيت، والسلام. فكتب إليه علي بن الحسين (ع) أما بعد فقد بلغني كتابك تعنفني بتزويجي مولاتي، وتزعم أنه قد كان في نساء قريش من أتمجد به في الصهر، وأستنجبه في الولد، وأنه ليس فوق رسول الله (ص) مرتقى في مجد، ولا مستزاد في كرم: وإنما كانت ملك يميني خرجت مني، أراد الله عز وجل مني بأمر التمست به ثوابه ثم ارتجعتها على سنة، ومن كان زكيا في دين الله فليس يخل به شي‏ء من أمره، وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة، وتمم به النقيصة، وأذهب اللؤم، فلا لؤم على امرئ مسلم، إنما اللؤم لؤم الجاهلية، والسلام. فلما قرأ الكتاب رمى به إلى ابنه سليمان، فقرأه فقال: يا أمير المؤمنين لشد ما فخر عليك علي بن الحسين (ع)، فقال: يا بني لا تقل: ذلك، فإنها ألسن بني هاشم التي تفلق الصخر، وتغرف من بحر، إن علي بن الحسين يا بني‏ يرتفع من حيث يتضع الناس‏.

--------------

الكافي ج 5 ص 344, الوافي ج 21 ص 92, حلية الأبرار ج 3 ص 321, مرآة العقول ج 20 ص 39, بحار الأنوار ج 46 ص 164, العوالم ج 18 ص 208

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي اسامة، عن أبي عبد الله (ع)، قال: كان علي بن الحسين (ع) يقول: ما تجرعت جرعة غيظ قط أحب إلي من جرعة غيظ اعقبها صبرا، وما أحب أن لي بذلك حمر النعم. قال: وكان يقول: الصدقة تطفئ غضب الرب، قال: وكان لا تسبق يمينه شماله. قال: وكان يقبل الصدقة قبل أن يعطيها السائل، قيل له: ما يحملك على هذا؟ قال: فقال: لست اقبل يد السائل، إنما اقبل يد ربي، إنها تقع في يد ربي قبل أن تقع في يد السائل. قال: ولقد كان يمر على المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتى ينحيها بيده عن الطريق. قال: ولقد مر بمجذومين فسلم عليهم وهم يأكلون، فمضى ثم قال: إن الله لا يحب المتكبرين فرجع إليهم، فقال: إني صائم، وقال: ائتوني بهم في المنزل، قال: فأتوه فأطعمهم ثم أعطاهم‏.

--------

الأمالي للطوسي ص 673, حلية الأبرار ج 3 ص 320, بحار الأنوار ج 46 ص 74, العوالم ج 18 ص 91

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (ع)، قال: مر علي بن الحسين (ع) على المجذومين وهو راكب حمار وهم يتغذون، فدعوه إلى الغذاء، فقال: أما لو لا أني صائم لفعلت، فلما صار إلى منزله أمر بطعام فصنع، وأمر أن يتنوقوا فيه، ثم دعاهم فتغذوا عنده، وتغذى معهم. (1) (2)

-----------

(1) قال العلامة المجلسي في مرآة العقول في شرح الحديث: هذا ليس بصريح في الأكل معهم في إناء واحد فلا ينافي الأمر بالفرار من المجذوم، مع أنه يمكن أن يكونوا مستثنين من هذا الحكم لقوة توكلهم وعدم تأثر نفوسهم بأمثال ذلك أو لعلمهم بأن الله لا يبتليهم بأمثال البلايا التي توجب نفرة الخلق.

(2) الكافي ج 2 ص 123, مناقب آشوب ج 4 ص 163, مجموعة ورام ج 2 ص 191, الوافي ج 4 ص 469, وسائل الشيعة ج 15 ص 277, حلية الأبرار ج 3 ص 320, مرآة العقول ج 8 ص 250, بحار الأنوار ج 46 ص 55, رياض الأبرار ج 2 ص 34, العوالم ج 18 ص 109

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* بكائه على الإمام الحسين (ع):

عن الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) أنه قال: البكاءون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد (ص)، وعلي بن الحسين (ع). - الى ان قال - وأما علي بن الحسين (ع) فبكى على الحسين (ع) عشرين سنة أو أربعين سنة، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين! قال: قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.

-------------

أمالي الصدوق ص140، وسائل الشيعة ج3 ص280، إرشاد القلوب ج1 ص 95، الخصال ج1 ص272،عنه بحار الأنوار ج46 ص109، روضة الواعظين ج1 ص170، قصص الأنبياء للجزائري ص175، كشف الغمة ج1 ص498، مكارم الأخلاق ص315

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الامام الصادق (ع): قال مولى له (للإمام السجاد (ع)): يا ابن رسول الله أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال له: ويحك أن يعقوب النبي (ع) كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه, وشاب رأسه من الحزن, واحدودب ظهره من الغم, وكان ابنه حيا في الدنيا, وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر رجلا من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني.

---------------

الخصال ج 2 ص 517, أعلام الدين ص 300, مسكن الفوائد ص 101, وسائل الشيعة ج 3 ص 282, حلية الأبرار ج 4 ص 243, بحار الأنوار ج 45 ص 149, رياض الأبرار ج 1 ص 253, تفسير نور الثقلين ج 2 ص 452, تفسير كنز الدقائق ج 6 ص 359, مزهة الناظر ص 95, مناقب آشوب ج 4 ص 166 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن زرارة, عن أبي عبد (ع) في حديث عن بكاء الإمام السجاد على سيد الشهداء (ع): كان جدي إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه.

----------------

كامل الزيارات ص 81, مدينة المعاجز ج 4 ص 167, بحار الأنوار ج 45 ص 207, مستدرك الوسائل ج 10 ص 314

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي حمزة الثمالي, عن جعفر بن محمد (ع) قال: سئل علي بن الحسين (ع) عن كثرة بكائه: فقال: لا تلوموني, فإن يعقوب فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه, ولم يعلم أنه مات, وقد نظرت إلى أربعة عشرة رجلا من أهل بيتي قتلى في غزاة واحدة. أفترون حزنهم يذهب من قلبي؟

------------------

مثير الأحزان ص 115, كشف الغمة ج 2 ص 102

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي عن مولانا زين العابدين (ع) وهو ذو الحلم الذي لا يبلغ الوصف إليه: إنه كان كثير البكاء لتلك البلوى (شهادة الإمام الحسين ع)، عظيم البث والشكوى.

------------------

اللهوف ص 121

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

كان (الإمام زين العابدين (ع)) إذا أخذ إناء يشرب ماء بكى حتى يملأها دمعا. فقيل له في ذلك، فقال: وكيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقا للسباع والوحوش. وقيل له: إنك لتبكي دهرك، فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا. فقال: نفسي قتلتها، وعليها أبكي.

-----------------------

مناقب آشوب ج 4 ص 166, بحار الأنوار ج 46 ص 109

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية