فضائله

عن ابن عباس في حديث طويل قال: قال رسول الله (ص): أما الحسن فإنه ابني وولدي، ومني، وقرة عيني، وضياء قلبي، وثمرة فؤادي، وهو سيد شباب أهل الجنة، وحجة الله على الأمة، أمره أمري، وقوله قولي، من تبعه فإنه مني، ومن عصاه فليس مني، وإني لما نظرت إليه تذكرت ما يجرى عليه من الذل بعدي، فلا يزال الامر به حتى يقتل بالسم ظلماً وعدواناً، فعند ذلك تبكي الملائكة والسبع الشداد لموته، ويبكيه كل شيء حتى الطير في جو السماء، والحيتان في جوف الماء، فمن بكاه لم تعم عينه يوم تعمي العيون، ومن حزن عليه لم يحزن قلبه يوم تحزن القلوب، ومن زاره في بقيعه ثبتت قدمه على الصراط يوم تزل فيه الاقدام.

---------

الأمالي للصدوق ص 114، بشارة المصطفى ص 199, نوادر الأخبار ص 163, إثبات الهداة ج 1 ص 300, بحار الأنوار ج 28 ص 39, رياض الأبرار ج 1 ص 146, المحتضر ص 109، غاية المرام ج 1 ص 171

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

محمد بن جرير الطبري في دلائل الامامة, حدثنا أبو محمد قال: أخبرنا عمارة بن زيد قال: حدثنا إبراهيم بن سعد قال: حدثنا محمد بن جرير قال: أخبرني ثقيف البكاء قال: رأيت الحسن بن علي (ع) عند منصرفه من معاوية، وقد دخل عليه حجر ابن عدي فقال: السلام عليك يا مذل المؤمنين! فقال: مه!! ما كنت مذلهم، بل أنا معز المؤمنين، وإنما أردت البقاء عليهم، ثم ضرب برجله في فسطاطه، فإذا أنا في ظهر الكوفة، وقد خرج إلى دمشق ومصر حتى رأينا عمرو بن العاص بمصر، ومعاوية بدمشق، وقال: لو شئت لنزعتهما، ولكن هاه! هاه! مضى محمد على منهاج، وعلي على منهاج، وأنا أخالفهما؟! لا يكون ذلك مني!

--------

دلائل الإمامة ص166, نوادر المعجزات ص101, مدينة المعاجز ج3 ص233.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

لما فرغ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) من حرب أصحاب الجمل لحقه مرض وحضرت الجمعة, فقال لإبنه الحسن (ع): انطلق يا بني فجمع بالناس، فأقبل الحسن (ع) إلى المسجد, فلما استقل على المنبر حمد الله وأثنى عليه وتشهد وصلى على رسول الله (ص), ثم قال: أيها الناس, إن الله اختارنا لنبوته, واصطفانا على خلقه وبريته, وأنزل علينا كتابه ووحيه, وأيم الله لا ينتقصنا أحد من حقنا شيئاً إلا انتقصه الله في عاجل دنياه وآجل آخرته, ولا يكون علينا دولة إلا كانت لنا العاقبة {ولتعلمن نبأه بعد حين}, ثم جمع بالناس, وبلغ أباه كلامه, فلما انصرف إلى أبيه (ع) نظر إليه فما ملك عبرته أن سالت على خديه, ثم استدناه فقبل بين عينيه, وقال: بأبي أنت وأمي {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم}

----------

الأمالي الطوسي ص 104، بشارة المصطفى ص 263، الدر النظيم ص 509, تسلية المجالس ج 2 ص 15, بحار الأنوار ج 32 ص 228

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الربيع الشامي, عن أبي عبد الله (ع) في قوله تعالى: {والتين والزيتون وطور سينين} قال {التين والزيتون} الحسن والحسين, {وطور سينين} علي بن أبي طالب (ع)، قلت: قوله {فما يكذبك بعد بالدين} قال {الدين} ولاية علي بن أبي طالب (ع).

--------------

تأويل الآيات ج 2 ص 787، غرر الأخبار ص 156, البرهان ج 5 ص 692, بحار الأنوار ج 24 ص 105, تفسير فرات ص 579 نحوه عن الإمام الكاظم (ع)

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن المفضل بن عمر قال: قال الصادق (ع) - في حديث طويل - حدثني أبي, عن أبيه (ع) قال: قيل لمعاوية ذات يوم: لو أمرت الحسن بن علي بن أبي طالب, فصعد المنبر فخطب ليتبين للناس نقصه، فدعاه فقال له: اصعد المنبر وتكلم بكلمات تعظنا بها, فقام (ع) فصعد المنبر, فحمد الله وأثنى عليه, ثم قال: أيها الناس, من عرفني فقد عرفني, ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب, وابن سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله (ص), أنا ابن خير خلق الله, أنا ابن رسول الله, أنا ابن صاحب الفضائل, أنا ابن صاحب المعجزات والدلائل, أنا ابن أمير المؤمنين, أنا المدفوع عن حقي, أنا وأخي الحسين سيدا شباب أهل الجنة, أنا ابن الركن والمقام, أنا ابن مكة ومنى, أنا ابن المشعر وعرفات، فقال له معاوية: يا أبا محمد, خذ في نعت الرطب ودع هذا, فقال (ع): الريح تنفخه, والحر ينضجه, والبرد يطيبه، ثم عاد (ع) في كلامه, فقال: أنا إمام خلق الله, وابن محمد رسول الله, فخشي معاوية أن يتكلم بعد ذلك بما يفتتن به الناس, فقال: يا أبا محمد, إنزل فقد كفى ما جرى, فنزل (ع).

-------------

الأمالي للصدوق ص 178، الخرائج ج 1 ص 236، حلية الأبرار ج 4 ص 54, بحار الأنوار ج 43 ص 331, رياض الأبرار ج 1 ص 105, مدينة المعاجز ج 3 ص 414 نحوه

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

فرات بن إبراهيم الكوفي في تفسيره, حدثني جعفر بن محمد الفزاري قال: حدثنا محمد بن مروان قال: حدثنا علي بن هلال الأحمسي عن عبيد بن عبد الرحمان التيمي عن الكلبي عن أبي صالح, عن ابن عباس رضي الله عنه في قول الله تبارك وتعالى: {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته} قال: الحسن والحسين {ويجعل لكم نوراً تمشون به} قال: أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع).

----------

تفسير فرات ص468، عنه شواهد التنزيل ج2 ص308، الكافي ج1 ص430، عنه تفسير نور الثقلين ج5 ص252، تفسير القمي ج2 ص352، بحار الأنوار ج43 ص279، مناقب ابن شهر آشوب ج3 ص153، تأويل الآيات ج2 ص669.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الحسن بن علي (ع) إن لله مدينة في المشرق ومدينة في المغرب على كل واحد سور من حديد, في كل سور سبعون ألف مصراع, يدخل من كل مصراع سبعون ألف لغة أدمي, ليس منها لغة إلا مخالف الأخرى, وما فيها لغة إلا وقد علمناها, وما فيهما وما بينها ابن نبي غيري وغير أخي وأنا الحجة عليهم.

----------

بصائر الدرجات ص 492، مختصر البصائر ص 70، حلية الأبرار ج 3 ص 46, بحار الأنوار ج 54 ص 329، مدينة المعاجز ج 3 ص 254, نفس الرحمان ص 311

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن منصور قال: رأيت الحسن (ع) وقد خرج مع قوم يستسقون, فقال للناس: أيما أحب إليكم المطر أم البرد أم اللؤلؤ؟ فقالوا: يا ابن رسول الله ما أحببت، فقال: على أن لا يأخذ أحد منكم لدنياه شيئاً, فأتاهم بالثلاث, ورأيناه يأخذ الكواكب في السماء, ثم يشتها فتطير كالعصافير إلى مواضعها.

--------

نوادر المعجزات ص 230، دلائل الإمامة ص 167، إثبات الهداة ج 4 ص 25, مدينة المعاجز ج 3 ص 234

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص): أن الحسن والحسين شنفا العرش, وأن الجنة قالت: يا رب اسكنتني الضعفاء والمساكين, فقال لها الله تعالى: ألا ترضين أني زينت أركانك بالحسن والحسين, قال: فماست كما تميس العروس فرحاً.

-------------

إعلام الورى ج 1 ص 432، الإرشاد ج 2 ص 127، كشف الغمة ج 2 ص 149، مناقب آشوب ج 3 ص 395، بحار الأنوار ج 43 ص 292, روضة الواعظين ج 1 ص 166، رياض الأبرار ج 1 ص 88

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن رسول الله (ص): سمي الحسن (ع) حسناً لأن بإحسان الله قامت السماوات والارض, والحسن مشتق من الإحسان, وعلي والحسن إسمان مشتقان من أسماء الله تعالى, والحسين تصغير الحسن.

-------------

مائة منقبة ص 22، مناقب آشوب ج 3 ص 398,حلية الأبرار ج 4 ص 20, مدينة المعاجز ج 3 ص 226، بحار الأنوار ج 43 ص 252، العوالم ج 17 ص 27

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روى المبرد وابن عائشة أن شامياً رآه – الإمام الحسين ع - راكباً فجعل يلعنه والحسن لا يرد, فلما فرغ أقبل الحسن عليه وضحك وقال: أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبهت فلو استعتبتنا أعتبناك, ولو سألتنا أعطيناك, ولو استرشدتنا أرشدناك, ولو استحملتنا حملناك, وإن كنت جائعاً أشبعناك, وإن كنت عرياناً كسوناك, وإن كنت محتاجاً أغنياك, وإن كنت طريداً آويناك, وإن كان لك حاجة قضيناها لك, فلو حركت رحلك إلينا وكن ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كبيراً, فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه, الله أعلم حيث يجعل رسالاته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ والآن انت أحب خلق الله إليّ, وحول رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم.

----------

مناقب ابن شهر آشوب ج 3 ص 19، تسلية المجالس ج 2 ص 21, بحار الأنوار ج 43 ص 344, رياض الأبرار ج 1 ص 111

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن بكير قال: قلت لأبي عبد الله (ع): بلغنا أن الحسن بن علي (ع) حج عشرين حجة ماشيا, قال: إن الحسن بن علي (ع) حج ويساق معه المحامل والرحال. 

------------

قرب الاسناد ص 17, الكافي ج 4 ص 455, التهذيب ج 5 ص 12, الإستبصار ج 2 ص 142, الوافي ج 12 ص 407, وسائل الشيعة ج 11 ص 83, هداية الأمة ج 5 ص 30, حلية الأبرار ج 4 ص 56, بحار الأنوار ج 43 ص 332

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

قال الله عز وجل في حديث اللوح لرسول الله (ص): إني لم أبعث نبيا فأكملت أيامه وانقضت مدته إلا جعلت له وصيا, وإني فضلتك على الأنبياء وفضلت وصيك على الأوصياء, وأكرمتك بشبليك وسبطيك حسن وحسين, فجعلت حسنا معدن علمي بعد انقضاء مدة أبيه‏.

---------

الكافي ج 1 ص 527, عيون أخبار الرضا (ع) ج 1 ص 43, كمال الدين ج 1 ص 310, الإختصاص ص 211, الغيبة للطوسي ص 145, إعلام الورى ص 393, جامع الأخبار ص 19, الإحتجاج ج 1 ص 67, الروضة في الفضائل ص 63, الصراط المستقيم ج 2 ص 137, الوافي ج 2 ص 296, الجواهر السنية ص 403, إثبات الهداة ج 2 ص 26, الإنصاف في النص ص 51, بحار الأنوار ج 36 ص 196, العوالم ج 11 ص 849

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن الإمام الحسن (ع) خطب على الناس، حين قتل علي (ع)، فحمد الله وأثنى عليه - فساق الحديث إلى أن قال - أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي، وأنا ابن النبي (ص)، وأنا ابن الوصي، وأنا ابن البشير، وأنا ابن النذير، وأنا ابن الداعي إلى الله بإذنه، وأنا ابن السراج المنير، وأنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا، ويصعد من عندنا، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، وأنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم، فقال تبارك وتعالى لنبيه (ص) {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى}، {ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا}، فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.  

--------

كشف الغمة ج 1 ص 547، فضائل أمير المؤمنين (ع) لابن عقدة ص 132, الأمالي للطوسي ص 270, الدر النظيم ص 507, تأويل الآيات ص 450, بحار الأنوار ج 43 ص 361. نحوه: مسائل علي بن جعفر (ع) ص 328, تفسير فرات ص 197, بشارة المصطفى ص 241, البرهان ج 4 ص 449, تسلية المجالس ج 2 ص 35

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي إنّ شامياً رآه راكباً فجعل يلعنه والحسن (ع) لا يرد, فلما فرغ أقبل الحسن عليه وضحك وقال: أيها الشيخ أظنك غريباً ولعلك شبهت فلو استعتبتنا أعتبناك, ولو سألتنا أعطيناك, ولو استرشدتنا أرشدناك, ولو استحملتنا حملناك, وإن كنت جائعاً أشبعناك, وإن كنت عرياناً كسوناك, وإن كنت محتاجاً أغنيناك, وإن كنت طريداً آويناك, وإن كان لك حاجة قضيناها لك, فلو حركت رحلك إلينا وكن ضيفنا إلى وقت ارتحالك كان أعود عليك لأن لنا موضعاً رحباً وجاهاً عريضاً ومالاً كبيراً, فلما سمع الرجل كلامه بكى ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في أرضه, الله أعلم حيث يجعل رسالاته وكنت أنت وأبوك أبغض خلق الله إليّ والآن انت أحب خلق الله إليّ, وحول رحله إليه وكان ضيفه إلى أن ارتحل وصار معتقداً لمحبتهم. 

----------

مناقب آشوب ج 4 ص 19، بحار الأنوار ج 43 ص 344, رياض الأبرار ج 1 ص 111

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: دخل رسول الله (ص) ذات يوم ودخل في أثره الحسن والحسين (ع) وجلسا إلى جانبيه, فأخذ الحسن على ركبته اليمنى والحسين على ركبته اليسرى وجعل يقبل هذا تارة وهذا أخرى, وإذا بجبرئيل (ع) قد نزل وقال: يا رسول الله إنك لتحب الحسن والحسين؟ فقال: وكيف لا أحبهما وهما ريحانتاي من الدنيا وقرتا عيني! فقال جبرئيل (ع): يا نبي الله, إن الله قد حكم عليهما بأمر فاصبر له, فقال: وما هو يا أخي؟ قال: قد حكم على هذا الحسن أن يموت مسموماً وعلى هذا الحسين أن يموت مذبوحاً وإن لكل نبي دعوة مستجابة, فإن شئت كانت دعوتك لولديك الحسن والحسين, فادع الله أن يسلمهما من السم والقتل, وإن شئت كانت مصيبتهما ذخيرة في شفاعتك للعصاة من أمتك يوم القيامة, فقال النبي (ص): يا جبرئيل أنا راض بحكم ربي لا اريد إلا ما يريده, وقد أحببت أن تكون دعوتي ذخيرة لشفاعتي في العصاة من أمتي ويقضي الله في ولدي ما يشاء. 

-------------

العوالم ص119, البحار ج44 ص241

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الامام الحسن عليه السلام يعلم الخضر (ع)

عن أبي جعفر الثاني (ع) أنه قال: أقبل أمير المؤمنين ومعه الحسن بن علي وهو متكئ على يد سلمان, فدخل المسجد الحرام فجلس, إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس, فسلم على أمير المؤمنين, فرد عليه السلام فجلس. ثم قال: يا أمير المؤمنين, أسألك عن ثلاث مسائل, إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما أقضى عليهم أنهم ليسوا بمأمونين في دنياهم ولا في آخرتهم, وإن تكن الاُخرى علمت أنك وهم شرع سواء. فقال له أمير المؤمنين: سلني عما بدا لك. قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين إلى الحسن بن علي, فقال: يا أبا محمد, أجبه. فقال الحسن: أما ما سألت عنه من أمر الرجل إذا نام أين تذهب روحه, فإن روحه معلقة بالريح, والريح معلقة بالهواء إلى وقت ما يتحرك صاحبها لليقظة, فإذا أذن الله  برد تلك الروح على صاحبها جذبت الروح الريح, وجذبت الريح الهواء فاُسكنت الروح في بدن صاحبها. وإذا لم يأذن الله برد تلك الروح على صاحبها, جذب الهواء الريح, وجذبت الريح الروح فلم تُرد على صاحبها إلى وقت ما يُبعث. وأما ما سألت عنه من أمر الذكر والنسيان, فإن قلب الرجل في حُقٍ, وعلى الحُقِ طبقٌ ؛ فإن هو صلى على النبي صلاة تامة انكشف ذلك الطبق عن ذلك الحُق فذكر الرجل ما كان نسي. وأما ما ذكرت من أمر الرجل يشبه ولده أعمامه وأخواله, فإن الرجل إذا أتى أهله بقلب ساكن, وعروق هادئة, وبدن غير مضطرب, استكنت [فاُسكنت] تلك النطفة في تلك الرحم, فخرج الولد يشبه أباه واُمه. وإن هو أتاها بقلب غير ساكن, وعروق غير هادئة, وبدن مضطرب, اضطربت تلك النطفة في جوف تلك الرحم, فوقعت على عرق من العروق ؛ فإن وقعت على عرق من عروق الأعمام أشبه الولد أعمامه, وإن وقعت على عرق من عروق الأخوال أشبه الولد أخواله. فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله, ولم أزل أشهد بذلك, وأشهد أن محمداً رسول الله, ولم أزل أشهد بذلك, وأشهد أنك وصيُ رسول الله, والقائم بحجته بعده ـ وأشار إلى أمير المؤمنين ـ ولم أزل أشهد بذلك, وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته ـ وأشار إلى الحسن ـ, وأشهد أن الحسين وصي أبيه والقائم بحجته بعدك, وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده, وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين, وأشهد على جعفر بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي, وأشهد على موسى بن جعفر أنه القائم بأمر جعفر بن محمد, وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر, وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى, وأشهد على علي بن محمد أنه القائم بأمر محمد بن علي, وأشهد على الحسن بن علي أنه القائم بأمر علي بن محمد, وأشهد على رجل من ولد الحسين لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلاً كما مُلئت جوراً, والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته. ثم قام فمضى, فقال أمير المؤمنين للحسن: يا أبا محمد, اتبعه فانظر أين يقصد. فخرج الحسن بن علي, فقال: ما كان إلا أن وضع رجله خارج المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله , فرجعت إلى أمير المؤمنين فأعلمته. فقال: يا أبا محمد, أتعرفه؟ قلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم. فقال: هو الخضر. 

------------

الكافي ج 1 ص 525, الإمامة والتبصير ص 106, علل الشرائع ج 1 ص 96, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 67, كمال الدين ص 313, دلائل الإمامة ص 174, الغيبة للطوسي ص 154 بأختصار, الاحتجاج ج 1 ص 395, مدينة المعاجز ج 3 ص 341, بحار الأنوار ج 36 ص 414

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

الشيخ فخر الدين النجفي قال: روى بعض الثقاة الاخيار أن الحسن والحسين عليهما السلام دخلا يوم عيد على حجرة جدهما رسول الله (ص) فقالا له: يا جداه اليوم يوم العيد وقد تزين أولاد العرب بألوان اللباس ولبسوا جديد الثياب وليس لنا ثوب جديد وقد توجهنا لجنابك لنأخذ عيديتنا منك ولا نريد سوى ثياب نلبسها, فتأمل النبي (ص) إلى حالهما وبكى ولم يكن عنده في البيت ثياب تليق بهما ولا رأى أن يمنعهما فيكسر خاطرهما فتوجه إلى الإحدية وعرض الحال إلى الحضرة الصمدية وقال: إلهي إجبر قلبهما وقلب أمهما. فنزل جبرائيل من السماء في تلك الحال ومعه حلتان بيضاوان من حلل الجنة, فسر النبي (ص) بذلك وقال لهما: يا سيديّ شباب أهل الجنة هاكما أثوابكما خاطهما لكما خياط القدرة على قدر طولكما, أتتكما مخيطة من عالم الغيب, فلما رأيا الخلع بيضاً قالا: يا رسول الله كيف هذا وجميع صبيان العرب لابسون ألوان الثياب, فأطرق النبي (ص) ساعة متفكراً في أمرهما, فقال جبرائيل: يا محمد طب نفساً وقر عيناً إن صانع صبغة الله عز وجل يفضي لهما هذا الامر ويفرح قلوبهما بأي لون شاءا, فأمر يا محمد بإحضار الطشت والابريق فأُحضره, فقال جبرائيل: يا رسول الله أنا أصب الماء على هذه الخلع وأنت تفركهما بيدك فتصبغ بأي لون شاءا, فوضع النبي (ص) حلة الحسن في الطشت فأخذ جبرائيل يصب الماء ثم أقبل النبي على الحسن (ع) وقال: يا قرة عيني بأي لون تريد حلتك؟ فقال: أريدها خضراء ففركها النبي في يده في ذلك الماء فأخذت بقدرة الله لوناً أخضر فائقاً كالزبرجد الاخضر, فأخرجها النبي (ص) وأعطاها الحسن (ع) فلبسها, ثم وضع حلة الحسين (ع) في الطشت وأخذ جبرئيل (ع) يصب الماء, فالتفت النبي (ص) إلى نحو الحسين (ع) وكان له من العمر خمس سنين, وقال له: يا قرة عيني أي لون تريد حلتك, فقال الحسين (ع): يا جداه أريدها تكون حمراء, ففركها النبي (ص) بيده في ذلك الماء فصارت حمراء كالياقوت الاحمر فلبسها الحسين (ع) فسر النبي (ص) بذلك وتوجه الحسن والحسين إلى أمهما فرحين مسرورين فبكى جبرائيل لما شاهد تلك الحال, فقال النبي (ص): يا أخي جبرائيل في مثل هذا اليوم الذي فرح فيه ولداي تبكي وتحزن فبالله عليك الا ما أخبرتني لم حزنت, فقال جبرائيل: اعلم يا رسول الله أن اختيار ابنيك على اختلاف اللون فلا بد للحسن أن يسقوه السم ويخضر لون جسده من عظم السم, ولا بد للحسين أن يقتلوه ويذبحوه ويخضب بدنه من دمه, فبكى النبي (ص) وزاد حزنه لذلك. 

-----------

مدينة المعاجز ج3 ص325, البحار ج44 ص245, العوالم ص119.

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الامام الحسن (ع): ان محمدا (ص) كان أمين الله في أرضه فلما أن قبض محمد (ص) وكنا أهل بيته فنحن أمناء الله في أرضه، عندنا علم المنايا والبلايا، وإنا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق، وإن شيعتنا لمعروفون بأسمائهم وأنسابهم، أخذ الله الميثاق علينا وعليهم يردون مواردنا ويدخلون مداخلنا، ليس على ملة أبينا إبراهيم غيرنا وغيرهم، إنا يوم القيامة آخذين بحجزة نبينا وإن نبينا آخذ بحجزة النور، وإن شيعتنا آخذين بحجزتنا. من فارقنا هلك ومن اتبعنا لحق بنا، والتارك لولايتنا كافر والمتبع لولايتنا مؤمن، لا يحبنا كافر ولا يبغضنا مؤمن، ومن مات وهو محبنا كان حقا على الله أن يبعثه معنا.نحن نور لمن تبعنا وهدى لمن اقتدى بنا ومن رغب عنا فليس منا، ومن لم يكن منا فليس من الإسلام في شيء.بنا فتح الله الدين وبنا يختمه وبنا أطعمكم الله عشب الأرض وبنا من الله عليك أمنكم الله من الغرق وبنا ينقذكم الله في حياتكم وفي قبوركم وفي محشركم وعند الصراط والميزان وعند ورود الجنان وإن مثلنا في كتاب الله كمثل المشكاة والمشكاة هي القنديل وفينا المصباح والمصباح محمد (ص) وأهل بيته والمصباح في زجاجة  {الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة} علي بن أبي طالب (ع). {لا شرقية ولا غربية} معروفة لا يهودية ولا نصرانية {يكاد زيتها يضئ ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء} وحقيق على الله أن يأتي ولينا يوم القيامة مشرقا وجهه نيرا برهانه عظيمة عند الله حجته وحقيق على الله أن يجعل ولينا رفيق الأنبياء والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقا. وحقيق على الله أن يجعل عدونا والجاحد لولايتنا رفيق الشياطين والكافرين وبئس أولئك رفيقا. 

---------

بحار الأنوار ج 23 ص 313، تفسير فرات ص 285

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): حدثني أبي, عن أبيه (ع): أن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) كان أعبد الناس في زمانه وأزهدهم وأفضلهم. وكان إذا حج حج ماشيا، وربما مشى حافيا. وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث والنشور بكى، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها. وكان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل. وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله الجنة وتعوذ به من النار. وكان (ع) لا يقرأ من كتاب الله عز وجل: {يا أيها الذين آمنوا} إلا قال: لبيك اللهم لبيك! ولم ير في شيء من أحواله إلا ذاكرا لله سبحانه، وكان أصدق الناس لهجة، وأفصحهم منطقا. 

---------

الأمالي الصدوق ص 178، فلاح السائل ص 268, حلية الأبرار ج 4 ص 53, بحار الأنوار ج 43 ص 331, رياض الأبرار ج 1 ص 105

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): إن الحسن بن علي (ع) كان عنده رجلان، فقال لأحدهما: إنك حدثت البارحة فلانا بحديث كذا وكذا، فقال الرجل: إنه ليعلم ما كان، وعجب من ذلك، فقال (ع): إنا لنعلم ما يجري في الليل والنهار, ثم قال: إن الله تبارك وتعالى علم رسوله (ص) الحلال والحرام, والتنزيل والتأويل، فعلم رسول الله (ص) عليا علمه كله.

-----------

الخرائج ج 2 ص 573، بحار الأنوار ج 43 ص 330، مدينة المعاجز ج 3 ص 359

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حذيفة، قال: بينا رسول (ص) على جبل احد في جماعة من المهاجرين والأنصار إذ أقبل الحسن بن علي (ع) يمشي على هدوء ووقار فنظر إليه رسول الله (ص) فرمقه‏ من كان معه، فقال له بلال: يا رسول الله اما ترى أخذه؟ فقال (ع) وآله: إن جبرئيل يهديه، وميكائيل يسدده، وهو ولدي، والطاهر من نفسي، وضلع من أضلاعي وهذا سبطي، وقرة عيني، بأبي هو، وقام وقمنا معه، وهو يقول: أنت تفاحتي وأنت حبيبي، ومهجة قلبي، وأخذ بيده، ونحن نمشي حتى جلس وجلسنا حوله، فنظرنا إلى رسول الله (ص) وهو لا يرفع بصره عنه. ثم قال: إنه سيكون بعدي هاديا مهديا هذا هدية من رب العالمين لي ينبئ عني، ويعرف الناس آثاري، ويحيي سنتي، ويتولى أموري في فعله، ينظر الله إليه ويرحمه، رحم الله من عرف ذلك، وبرني وأكرمني فيه. فما قطع كلامه (ع) وآله حتى أقبل علينا أعرابي يجر هراوة له‏ فلما نظر إليه (ع) وآله قال: قد جاءكم رجل يتكلم بكلام غليظ تقشعر منه جلودكم، وإنه ليسألكم عن امور إلا أن لكلامه جفوة، فجاء الأعرابي فلم يسلم، فقال: أيكم محمد؟ قلنا: وما تريد؟ فقال (ص): مهلا، فقال: يا محمد لقد كنت ابغضك ولم ارك، والآن قد ازددت بغضا. فتبسم رسول الله (ص) وغضبنا لذلك، فأردنا الأعرابي إرادة، فأومى إلينا رسول الله (ص) أن أمسكوا فقال الأعرابي إنك تزعم أنك نبي وأنك قد كذبت على الأنبياء، وما معك من دلالتهم شي‏ء قال له: يا أعرابي وما يدريك؟ قال: فخبرني ببراهينك. قال: إن أحببت اخبرك كيف خرجت، وكيف كنت في نادي قومك؟ وإن أردت أخبرك عضو مني فيكون ذلك أوكد لبرهاني؟ قال: أو يتكلم العضو قال: نعم، يا حسن قم، فازدرى الأعرابي نفسه‏ وقال: يأتي وهو صبي يكلمني‏؟! قال: إنك ستجده عالما بما تريد، فابتدره الحسن (ع) وقال مهلا يا أعرابي.

ما غبيا سألت وابن غبي‏ ... بل فقيها إذن وأنت الجهول‏

فإن تك قد جهلت فإن عندي‏ ... شفاء الجهل ما سأل السئول‏

وبحرا لا تقسمه الدوالي‏ ... تراثا كان أورثه الرسول‏

لقد بسطت لسانك، وعدوت طورك، وخادعك نفسك، غير أنك لا تبرح حتى تؤمن إن شاء الله تعالى، فتبسم الأعرابي، وقال: هيه‏. فقال الحسن (ع): نعم قد اجتمعتم في نادي قومك، وتذاكرتم ما جرى بينكم على جهل وخرق منكم، وزعمتم أن محمدا صنبور، والعرب قاطبة تبغضه، ولا طالب له بثاره، وزعمت أنك قاتله، وكاف قومك مئونته‏ فحملت نفسك على ذلك، وقد أخذت قناتك بيدك وترومه‏ وتريد قتله فعسر عليك مسلكك، وعمي عليك بصرك، وأتيت إلى ذلك‏ وأتيتنا خوفا من أن نستهزئ بك‏. وإنما جئت لخير يراد بك، انبئك عن سفرك، خرجت في ليلة صحياء إذ عصفت ريح شديدة اشتد منها ظلماؤها، وأطبقت سماؤها، وأعصر سحابها، وبقيت متجرما كالأشقر إن تقدم نحر، وإن تأخر عقر، لا يسمع لواطئ حسا، ولا لنافخ نار خرسا، تداكت‏ عليك غيومها، وتوارت عنك نجومها، فلا تهتدي بنجم طالع، ولا بعلم لامع، تقطع محجة، وتهبط لجة بعد لجة في ديمومة قفر، بعيدة القعر، مجحفة بالسفر، إذا علوت مصعدا ازددت بعدا، الريح تخطفك، والشوك تخبطك، في ريح عاصف، وبرق خاطف، قد أوحشتك قفارها وقطعك سلامها، فانصرفت‏ فإذا أنت عندنا، فقرت عينك وظهرت زينتك، وذهب أنينك. قال: من أين قلت يا غلام هذا؟ كأنك قد كشفت عن سويداء قلبي، وكأنك كنت شاهدي وما خفي عليك شي‏ء من أمري، وكأنك عالم الغيب، يا غلام لقني الإسلام، فقال الحسن (ع): الله أكبر، قل: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، فأسلم وحسن إسلامه وسر رسول الله، وسر المسلمون، وعلمه رسول الله (ص) شيئا من القرآن، فقال: يا رسول الله أرجع إلى قومي واعرفهم ذلك؟ فأذن له رسول الله (ص) فانصرف، ثم رجع ومعه جماعة من قومه، فدخلوا في الإسلام، وكان الحسن (ع) إذا نظر إليه الناس قالوا: لقد أعطي هذا ما لم يعط أحدا من العالمين‏.

--------------

الثاقب في المناقب ص 316, الدر النظيم ص 492, العدد القوية ص 42, حلية الأبرار ج 2 ص 21, مدينة المعاجز ج 3 ص 359, بحار الأنوار ج 43 ص 333

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: اتي أمير المؤمنين (ع) برجل وجد في خربة، وبيده سكين ملطخ بالدم، وإذا رجل مذبوح يتشحط في دمه، فقال له أمير المؤمنين (ع): ما تقول؟ قال يا أمير المؤمنين أنا قتلته، قال اذهبوا به فاقتلوه به. فلما ذهبوا به ليقتلوه به، أقبل رجل مسرع‏، فقال: لا تعجلوا وردوه إلى أمير المؤمنين (ع) فردوه، فقال: والله يا أمير المؤمنين ما هذا صاحبه أنا قتلته. فقال أمير المؤمنين (ع) للأول: ما حملك على إقرارك على نفسك فقال: يا أمير المؤمنين وما كنت أستطيع أن أقول، وقد شهد علي أمثال هؤلاء الرجال، وأخذوني وبيدي سكين ملطخ بالدم، والرجل يتشحط في دمه، وأنا قائم عليه، وخفت الضرب وأقررت، وأنا رجل كنت ذبحت بجنب هذه الخربة شاة، وأخذني البول، فدخلت الخربة، فرأيت الرجل يتشحط في دمه، فقمت متعجبا فدخل علي هؤلاء فأخذوني. فقال أمير المؤمنين (ع): خذوا هذين فاذهبوا بهما إلى الحسن (ع)‏ وقولوا له: ما الحكم فيهما؟ قال: فذهبوا الى الحسن (ع) وقصوا عليه قصتهما، فقال الحسن (ع) قولوا لأمير المؤمنين إن هذا إن كان ذبح ذاك فقد أحيا هذا، وقد قال الله عز وجل: {ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا} يخلى عنهما، ويخرج دية المذبوح من بيت المال‏.

-----------

الكافي ج 7 ص 289, الفقيه ج 3 ص 23, التهذيب ج 6 ص 315, الوافي ج 16 ص 1098, وسائل الشيعة ج 29 ص 142, حلية الأبرار ج 3 ص 36, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 620, تفسير كنز الدقاق ج 4 ص 97

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي أن رجلا سأل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقال له: يا أمير المؤمنين إني خرجت محرما فوطئت ناقتي بيض نعام‏، فكسرته، فهل علي كفارة؟ فقال له: امض فاسأل ابني الحسن عنها، وكان يحب يسمع كلامه‏، فتقدم إليه الرجل فسأله، فقال له الحسن (ع): يجب عليك أن ترسل فحولة الإبل في إناثها بعدد ما انكسر من البيض، فما نتج فهو هدي لبيت الله، فقال له أمير المؤمنين: يا بني كيف قلت ذلك؟ وأنت تعلم أن الإبل ربما ازلقت‏، أو كان فيها ما يزلق، فقال: يا أمير المؤمنين والبيض ربما أمرق‏ أو كان فيها ما يمرق، فتبسم أمير المؤمنين (ع) وقال: صدقت يا بني، ثم تلا هذه الآية {ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم‏}.

------------

التهذيب ج 5 ص 354, المقنعة ص 436, الوافي ج 13 ص 756, وسائل الشيعة ج 13 ص 53, إثبات الهداة ج 4 ص 8, حلية الأبرار ج 3 ص 37

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال للإمام الحسن (ع): يا حسن قم فاصعد المنبر فتكلم بكلام لا يجهلك قريش بعدي، فيقولون: إن الحسن لا يحسن شيئا، قال الحسن: يا أبة كيف أصعد وأتكلم وأنت في الناس تسمع وترى؟ قال له: بأبي وأمي أواري نفسي عنك، وأسمع وأرى ولا تراني. فصعد الحسن (ع) المنبر، فحمد الله بمحامد بليغة شريفة، وصلى على النبي وآله صلاة موجزة، ثم قال: أيها الناس سمعت جدي رسول الله (ص) يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، وهل تدخل المدينة إلا من بابها؟ ثم نزل فوثب إليه علي (ع) فتحمله وضمه إلى صدره‏ ثم قال للحسين (ع): يا بني قم فاصعد، وتكلم بكلام لا تجهلك قريش من بعدي، فيقولون: إن الحسين بن علي لا يبصر شيئا، وليكن كلامك تبعا لكلام أخيك، فصعد الحسين (ع) فحمد الله، وأثنى عليه، وصلى على نبيه (ص) صلاة واحدة موجزة. ثم قال: معاشر الناس سمعت رسول الله (ص) يقول إن عليا مدينة هدى فمن دخلها نجا، ومن تخلف عنها هلك، فوثب إليه علي (ع) فضمه إلى صدره فقبله، ثم قال: معاشر الناس اشهدوا أنهما فرخا رسول الله (ص)، ووديعته التي استودعنيها وأنا استودعكموهما معاشر الناس ورسول الله (ص) سائلكم عنهما.

----------

الأمالي للصدوق ص 344, التوحيد ص 307, الإختصاص ص 238, إرشاد القلوب ج 2 ص 376, حلية الأبرار ج 3 ص 39, بحار الأنوار ج 10 ص 120

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن المفضل بن عمر، قال: قال الصادق (ع): حدثني أبي، عن أبيه (ع)، أن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) كان أعبد الناس في زمانه، وأزهدهم وأفضلهم، وكان إذا حج حج ماشيا، وربما مشى حافيا، وكان إذا ذكر الموت بكى، وإذا ذكر القبر بكى، وإذا ذكر البعث في النشور بكى، وإذا ذكر الممر على الصراط بكى، وإذا ذكر العرض على الله تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، وكان إذا قام إلى صلاته‏ ترتعد فرائصه بين يدي ربه عز وجل. وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم، وسأل الله الجنة، وتعوذ به من النار. وكان (ع) لا يقرأ آية من كتاب الله عز وجل‏ {يا أيها الذين آمنوا} إلا قال: لبيك اللهم لبيك، ولم ير في شي‏ء من أحواله إلا ذاكرا لله تعالى‏ سبحانه، وكان أصدق الناس لهجة، وأفصحهم منطقا. ولقد قيل لمعاوية ذات يوم: لو أمرت الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) فيصعد المنبر، فيخطب، ليبين‏ للناس نقصه، فدعاه، فقال له: اصعد المنبر وتكلم بكلمات تعظنا بها. فقام (ع) فصعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب، وابن سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله (ص). أنا ابن خير خلق الله، أنا ابن رسول الله، أنا ابن صاحب الفضائل، أنا ابن المعجزات والدلائل. أنا ابن أمير المؤمنين، أنا المدفوع عن حقي، أنا وأخي الحسين سيدا شباب أهل الجنة. أنا ابن الركن والمقام، أنا ابن مكة ومنى، أنا ابن المشعر وعرفات. فقال له معاوية: يا أبا محمد خذ في نعت الرطب، ودع هذا، فقال (ع): الريح تنفخه، والحرور ينضجه، والبرد يطيبه. ثم عاد في كلامه: أنا إمام خلق الله، وابن محمد رسول الله، فخشي معاوية أن يتكلم بعد ذلك بما يفتتن به الناس، فقال: يا أبا محمد انزل، فقد كفى ما قد جرى فنزل‏.

-------------

الأمالي للصدوق ص 178, فلاح السائل ص 268, عدة الداعي ص 151, حلية الأبرار ج 3 ص 53, بحار الأنوار ج 43 ص 331, رياض الأبرار ج 1 ص 105

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي‏ أسامة عن أبي عبد الله (ع) قال: خرج الحسن بن علي (ع) إلى مكة سنة ماشيا، فورمت قدماه، فقال له بعض مواليه: لو ركبت لسكن عنك هذا الورم، فقال: كلا إذا أتينا هذا المنزل، فإنه يستقبلك أسود ومعه دهن فاشتر منه ولا تماكسه. فقال له مولاه: بأبي أنت وأمي ما قدامنا منزل فيه أحد يبيع هذا الدواء، فقال: بلى إنه أمامك دون المنزل؛ فسارا ميلا فإذا هو بالأسود، فقال الحسن (ع) لمولاه: دونك الرجل، فخذ منه الدهن وأعطه الثمن. فقال الأسود: يا غلام لمن أردت هذا الدهن؟ فقال: للحسن بن علي (ع) فقال: انطلق بي إليه، فانطلق فأدخله إليه، فقال له: بأبي أنت وأمي لم أعلم أنك تحتاج إلى هذا أو ترى ذلك ولست آخذ له ثمنا إنما أنا مولاك، ولكن ادع الله أن يرزقني ذكرا سويا يحبكم أهل البيت، فإني خلفت أهلي تمخض فقال (ع): انطلق إلى منزلك، فقد وهب الله لك ذكرا سويا وهو من شيعتنا.

-------------

الكافي ج 1 ص 463, كشف الغمة ج 1 ص 557, الوافي ج 3 ص 751, إثبات الهداة ج 4 ص 19, حلية الأبرار ج 3 ص 54, مدينة المعاجز ج 3 ص 244, مرآة العقول ج 5 ص 359, بحار الأنوار ج 44 ص 185

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي جعفر (ع): لما حضرت الحسن بن علي (ع)‏ الوفاة بكى، فقيل له: يا ابن رسول الله تبكي ومكانك من رسول الله (ص) الذي أنت به، وقد قال فيك ما قال؟ وقد حججت عشرين حجة ماشيا، وقد قاسمت مالك ثلاث مرات، حتى النعل بالنعل؟ قال: إنما أبكي لخصلتين: لهول المطلع‏، وفراق الأحبة.

------------

الكافي ج 1 ص 461, حلية الأبرار ج 3 ص 55, الوافي ج 3 ص 753, مرآة العقول ج 5 ص 351

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حماد عن الحلبي، قال: سألت أبا عبد الله (ع) عن فضل المشي، فقال: الحسن بن علي قاسم ربه ثلاث مرات حتى نعلا ونعلا وثوبا وثوبا، ودينارا ودينارا وحج عشرين حجة على قدميه‏.

---------

التهذيب ج 5 ص 11, الإستبصار ج 2 ص 141, الوافي ج 12 ص 411, وسائل الشيعة ج 11 ص 78, حلية الأبرار ج 3 ص 56

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الرحمن العزرمي, عن أبي عبد الله (ع) قال: جاء رجل إلى الحسن والحسين (ع) وهما جالسان على الصفا، فسألهما فقالا: إن الصدقة لا تحل إلا في دين موجع، أو غرم مفظع، أو فقر مدقع، ففيك شيء من هذا؟ قال: نعم. فأعطياه. وقد كان الرجل سأل عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، فأعطياه ولم يسألاه عن شيء. فرجع إليهما فقال لهما: ما لكما لم تسألاني عما سألني عنه الحسن والحسين (ع)؟ وأخبرهما بما قالا، فقالا: إنهما غذيا بالعلم غذاء.

-------------

الكافي ج 4 ص 47, الوافي ج 10 ص 432, حلية الأبرار ج 3 ص 61, بحار الأنوار ج 43 ص 320

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الإسلامية

 

عن إبراهيم بن علي الرافعي‏، عن أبيه عن جدته زينب بنت أبي رافع، قالت: أتت فاطمة بابنيها الحسن والحسين (ع) إلى رسول الله (ص) في شكواه الذي توفي فيه، فقالت: يا رسول الله هذان ابناك فورثهما شيئا، فقال: أما الحسن فإن له هيبتي وسؤددي، وأما الحسين فإن له جودي وشجاعتي‏.

--------------

الخصال ج 1 ص 77, روضة الواعظين ج 1 ص 156, إعلام الورى ص 211, حلية الأبرار ج 2 ص 67, بحار الأنوار ج 43 ص 263, رياض الأبرار ج 1 ص 81

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن اسحاق قال: ما بلغ أحد من الشرف بعد رسول الله (ص) ما بلغ الحسن (ع)، كان يبسط له على باب داره، فإذا خرج وجلس انقطع الطريق، فما مر أحد من خلق الله إجلالا له، فإذا علم قام ودخل بيته فمر الناس. ولقد رأيته في طريق مكة ماشيا فما مِن خلق الله أحد رآه إلا نزل ومشى. 

----------

مناقب آشوب ج 4 ص 7، حلية الأبرار ج 3 ص 67, إعلام الورى ج 1 ص 412, بحار الأنوار ج 43 ص 338 

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع): كان الحسن (ع) أشبه الناس برسول الله (ص) خلقا وهديا وسؤددا.

-----------

الإرشاد ج 2 ص 5, كشف الغمة ج 1 ص 516, حلية الأبرار ج 3 ص 69

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أنس بن مالك قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله (ص) من الحسن بن علي (ع).

---------

الإرشاد ج 2 ص 5, إعلام الورى ص 212, عمدة العيون ص 397, كشف الغمة ج 1 ص 516, حلية الأبرار ج 3 ص 69, بحار الأنوار ج 43 ص 300, رياض الأبرار ج 1 ص 107

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أمير المؤمنين (ع): إن الحسن ابني أشبه برسول الله (ص) ما بين الصدر إلى الرأس، والحسين أسفل من ذلك‏.

-------

إعلام الورى ص 212, عمدة العيون ص 402, كشف الغمة ج 1 ص 522, حلية الأبرار ج 3 ص 69, بحار الأنوار ج 43 ص 301

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية