عام الوفود

قال ابن إسحاق: لما افتتح رسول الله (ص) مكة، وفرغ من تبوك، وأسلمت ثقيف وبايعت، ضربت إليه وفود العرب من كل وجه. قال ابن هشام: حدثني أبو عبيدة: أن ذلك في سنة تسع، وأنها كانت تسمى سنة الوفود.

قال ابن إسحاق: وإنما كانت العرب تربص بالاسلام أمر هذا الحي من قريش وأمر رسول الله (ص)، وذلك أن قريشا كانوا إمام الناس وهاديهم، وأهل البيت والحرم، وصريح ولد إسماعيل بن إبراهيم (ع)، وقادة العرب لا ينكرون ذلك، وكانت قريش هي التي نصبت لحرب رسول الله (ص) وخلافه، فلما افتتحت مكة، ودانت له قريش، ودوخها الاسلام، وعرفت العرب أنه لا طاقة لهم بحرب رسول الله (ص) ولا عداوته، فدخلوا في دين الله - كما قال عز وجل - أفواجا، يضربون إليه من كل وجه.

------------

السيرة النبوية لابن هشام ج 4 ص 985, البداية والنهاية ج 5 ص 49, السيرة النبوية لابن كثير ج 4 ص 76, سبل الهدى والرشاد ج 6 ص 254

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

وقدمت عليه وفود العرب، ولكل قبيلة رئيس يتقدمهم . فقدمت مزينة ورئيسهم خزاعي بن عبد نهم، وأشجع ورئيسهم عبد الله بن مالك، وأسلم ورئيسهم بريدة، وسليم ورئيسهم وقاص بن قمامة، وبنو ليث ورئيسهم الصعب بن جثامة، وفزارة ورئيسهم عيينة بن حصن، وبنو بكر ورئيسهم عدي بن شراحيل، وطئ ورئيسهم عدي بن حاتم، وبجيلة ورئيسهم قيس ابن غربة، والأزد ورئيسهم صرد بن عبد الله، وخثعم ورئيسهم عميس بن عمرو، ووفد نفر من طئ ورئيسهم زيد بن مهلهل وهو زيد الخيل، وبنو شيبان, وعبد القيس ورئيسهم الأشج العصري، ثم وفد الجارود ابن المعلى فولاه رسول الله على قومه، وأوفدت ملوك حمير بإسلامهم وفودا وهم : الحارث بن عبد كلال ونعيم بن عبد كلال والنعمان قيل ذي رعين وكتبوا إليه بإسلامهم فبعث إليهم معاذ بن جبل، وعكل ورئيسها خزيمة بن عاصم، وجذام ورئيسها فروة بن عمرو، وحضرموت ورئيسها وائل بن حجر الحضرمي، والضباب ورئيسها ذو الجوشن، وبنو أسد ورئيسها ضرار بن الأزور وقيل نقادة بن العايف، وعامر بن الطفيل في بني عامر فرجع ولم يسلم، وأربد ابن قيس رجع ولم يسلم، وبنو الحارث بن كعب ورئيسهم يزيد بن عبد المدان، وبنو تميم وعليهم عطارد بن حاجب والزبرقان بن بدر وقيس بن عاصم ومالك ابن نويرة، وبنو نهد وعليهم أبو ليلى خالد بن الصقعب، وكنانة ورئيسهم قطن وأنس ابنا حارثة من بني عليم، وهمدان ورئيسهم ضمام بن مالك، وثمالة والحدان فخذ من الأزد ورئيسهم مسلمة بن هزان الحداني، وباهلة ورئيسهم مطرف بن كاهن الباهلي، وبنو حنيفة ومعهم مسيلمة بن حبيب الحنفي، ومراد ورئيسهم فروة بن مسيك، ومهرة ورئيسهم مهري بن الأبيض.

-------------

تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 79

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن البراء بن عازب أنه قال: بينا رسول الله (ص) جالس في أصحابه, إذ أتاه وفد من بني تميم مالك بن نويرة فقال: يا رسول الله, علمني الإيمان, فقال رسول الله (ص): تشهد أن لا إله إلا الله, وحده لا شريك له, وأني رسول الله, وتصلي الخمس, وتصوم رمضان, وتؤدي الزكاة, وتحج البيت, وتوالي وصيي هذا من بعدي, وأشار إلى علي (ع) بيده, ولا تسفك دما, ولا تسرق ولا تخون, ولا تأكل مال اليتيم, ولا تشرب الخمر, وتوفي بشرائعي, وتحلل حلالي, وتحرم حرامي, وتعطي الحق من نفسك للضعيف والقوي والكبير والصغير. حتى عد عليه شرائع الإسلام فقال: يا رسول الله, أعد علي فإني رجل نساء, فأعاد عليه, فعقدها بيده وقام وهو يجر إزاره وهو يقول: تعلمت الإيمان ورب الكعبة, فلما بعد من رسول الله (ص) قال (ص): من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا الرجل, فقال أبو بكر وعمر: إلى من تشير يا رسول الله؟ فأطرق إلى الأرض فجدا في السير فلحقاه, فقالا: لك البشارة من الله ورسوله بالجنة, فقال: أحسن الله تعالى بشارتكما إن كنتما ممن يشهد بما شهدت به, فقد علمتما ما علمني النبي محمد (ص), وإن لم تكونا كذلك فلا أحسن الله بشارتكما, فقال أبو بكر: لا تقل, فأنا أبو عائشة زوجة النبي (ص), قال: قلت: ذلك فما حاجتكما؟ قالا: إنك من أصحاب الجنة فاستغفر لنا, فقال: لا غفر الله لكما, تتركان رسول الله صاحب الشفاعة وتسألاني أستغفر لكما, فرجعا والكئابة لائحة في وجهيهما, فلما رآهما رسول الله (ص) تبسم وقال: أفي الحق مغضبة.

---------------

الفضائل لابن شاذان ص 75, بحار الأنوار ج 30 ص 343

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبيدة قال‏: كان نابغة الجعدي‏ ممن يتأله في الجاهلية, وأنكر الخمر والسكر, وهجر الأوثان والأزلام, وقال في الجاهلية كلمته التي قال فيها

الحمد لله لا شريك له‏ ... من لم يقلها لنفسه ظلما

وكان يذكر دين إبراهيم (ع) والحنيفية ويصوم ويستغفر ويتوقى أشياء لغوا فيها, ووفد على رسول الله (ص) فقال:

أتيت رسول الله إذ جاء بالهدى ... ويتلو كتابا كالمجرة نشرا

وجاهدت حتى ما أحس ومن معي ... سهيلا إذا ما لاح ثم تغورا وصرت إلى التقوى ولم أخش كافرا

وكنت من النار المخوفة أزجرا

وقال: وكان النابغة علوي الرأي, وخرج بعد رسول الله (ص) مع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) إلى صفين, فنزل ليلة فضاق به وهو يقول:

قد علم المصران والعراق‏ ... أن عليا فحلها العتاق أبيض جحجاح‏ له رواق‏

وأمه غالا بها الصداق ... أكرم من شد به نطاق‏

إن الأولى جاروك لا أفاقوا

لكم سباق ولهم سباق‏ ... قد علمت ذلكم الرفاق‏

سقتم إلى نهج الهدى وساقوا ... إلى التي ليس لها عراق‏

في ملة عادتها النفاق‏

-------------

الأمالي للمفيد ص 224, بحار الأنوار ج 22 ص 115

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن جابر بن عبد الله الأنصاري، قال: وقد على رسول الله (ص) أهل اليمن، فقال النبي (ص): جاءكم أهل اليمن يبسون بسيسا, فلما دخلوا على رسول الله (ص) قال: قوم‏ رقيقة قلوبهم‏، راسخ إيمانهم، منهم المنصور يخرج في سبعين ألفا ينصر خلفي وخلف وصيي، حمائل سيوفهم المسك, فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟ فقال: هو الذي أمركم الله بالاعتصام به، فقال عز وجل: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا}, فقالوا: يا رسول الله، بين لنا ما هذا الحبل؟ فقال: هو قول الله: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس} فالحبل من الله كتابه، والحبل من الناس وصيي, فقالوا: يا رسول الله، ومن وصيك؟ فقال: هو الذي أنزل الله فيه: {أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله‏}, فقالوا: يا رسول الله، وما جنب الله هذا؟ فقال: هو الذي يقول الله فيه: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} هو وصيي والسبيل إلي من بعدي, فقالوا: يا رسول الله، بالذي بعثك بالحق نبيا، أرناه فقد اشتقنا إليه, فقال: هو الذي جعله الله آية للمؤمنين المتوسمين، فإن نظرتم إليه نظر من كان له قلب، أو ألقى السمع وهو شهيد، عرفتم أنه وصيي كما عرفتم أني نبيكم، فتخللوا الصفوف وتصفحوا الوجوه، فمن أهوت إليه قلوبكم فإنه هو، لأن الله عز وجل يقول في كتابه: {فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم} إليه وإلى ذريته. ثم قال: فقام أبو عامر الأشعري في الأشعريين، وأبو غرة الخولاني في الخولانيين، وظبيان وعثمان بن قيس‏ في بني قيس، وعرفة الدوسي في الدوسيين، ولا حق به علاقة، فتخللوا الصفوف، وتصفحوا الوجوه، وأخذوا بيد الأنزع الأصلع البطين، وقالوا: إلى هذا أهوت أفئدتنا يا رسول الله. فقال النبي (ص): أنتم نخبة الله حين عرفتم وصي رسول الله قبل أن تعرفوه، فبم عرفتم أنه هو؟ فرفعوا أصواتهم يبكون، وقالوا: يا رسول الله، نظرنا إلى القوم فلم تحن لهم [قلوبنا]، ولما رأيناه رجفت قلوبنا ثم اطمأنت نفوسنا، فانجاشت أكبادنا، وهملت أعيننا، وانثلجت صدورنا حتى كأنه لنا أب ونحن عنده بنون. فقال النبي (ص): {وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم} أنتم منهم بالمنزلة التي سبقت لكم بها الحسنى، وأنتم عن النار مبعدون, قال: فبقي هؤلاء القوم المسمون حتى شهدوا مع أمير المؤمنين الجمل وصفين فقتلوا بصفين (رحمهم الله)، وكان النبي (ص) بشرهم بالجنة وأخبرهم أنهم يستشهدون مع علي بن أبي طالب (ع).

--------------

الغيبة للنعماني ص 39, البرهان ج 1 ص 669, بحار الأنوار ج 36 ص 112

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي عبد الله (ع) قال: أتى رسول الله (ص) وفد من اليمن وفيهم رجل كان أعظمهم كلاما وأشدهم استقصاء في محاجة النبي (ص), فغضب النبي (ص) حتى التوى عرق الغضب بين عينيه وتربد وجهه وأطرق إلى الأرض, فأتاه جبرئيل (ع) فقال: ربك يقرئك السلام ويقول لك: هذا رجل سخي يطعم الطعام, فسكن عن النبي (ص) الغضب ورفع رأسه وقال له: لو لا أن جبرئيل أخبرني عن الله عز وجل أنك سخي تطعم الطعام لشردت بك وجعلتك حديثا لمن خلفك, فقال له الرجل: وإن ربك ليحب السخاء؟ فقال: نعم, فقال: إني أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله, والذي بعثك بالحق لا رددت من مالي أحدا.

------------

الكافي ج 4 ص 39, الوافي ج 10 ص 482, بحار الأنوار ج 22 ص 83

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عبد الله بن شداد قال: قدم على النبي (ص) وفد آل تنوخ من اليمن قال: فقال لهم رسول الله (ص): لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة ولتسمعن ولتطيعن, أو لأبعثن إليكم رجلا كنفسي يقاتل مقاتليكم ويسبي ذراريكم, اللهم أنا أو كنفسي, ثم أخذ بيد علي (ع).

-------------

مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي ج 1 ص 468

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

 

* مباهلة نصارى نجران

عن أبي عبد الله (ع): ان نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله (ص) وكان سيدهم الاهتم والعاقب والسيد, وحضرت صلاتهم فاقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا، فقال أصحاب رسول الله (ص): هذا في مسجدك, فقال: دعوهم, فلما فرغوا دتوا من رسول الله (ص) فقالوا: إلى ما تدعون؟ فقال إلى شهادة ان لا إله إلا الله, واني رسول الله, وان عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث, قالوا: فمن أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله (ص) فقال: قل لهم ما تقولون في آدم (ع)؟ أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب وينكح؟ فسألهم النبي (ص) فقالوا: نعم، فقال: فمن أبوه؟ فبهتوا فبقوا ساكتين, فأنزل الله {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون} الآية الى قوله {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم إلى قوله فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فقال رسول الله (ص): فباهلوني, فان كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم, وان كنت كاذبا نزلت علي، فقالوا: أنصفت فتواعدوا للمباهلة، فلما رجعوا إلى منازلهم قال رؤساؤهم السيد والعاقب والاهتم: ان باهلنا بقومه باهلناه، فإنه ليس بنبي, وان باهلنا باهل بيته خاصة فلا نباهله فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق، فلما أصبحوا جاؤوا إلى رسول الله (ص) ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين ، فقال النصارى: من هؤلاء؟ فقيل لهم: هذا ابن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب وهذه بنته فاطمة وهذان ابناه الحسن والحسين ، فعرفوا وقالوا لرسول الله (ص): نعطيك الرضى فاعفنا من المباهلة، فصالحهم رسول الله (ص) على الجزية وانصرفوا.

------------

تفسير القمي ج 1 ص 104, البرهان ج 1 ص 629, بحار الأنوار ج 21 ص 340, غاية المرام ج 3 ص 222, تفسير الصافي ج 1 ص 344, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 347, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 107 بعضه وبعضه ص 108

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن محمد بن المنكدر، عن أبيه قال: لما قدم السيد والعاقب أسقفا نجران في سبعين راكبا وفدا على النبي (ص) كنت معهم وكرز يسير - وكرز صاحب نفقاتهم - فعثرت بغلته فقال: تعس من نأتيه، يريد بذلك النبي (ص) فقال له صاحبه وهو العاقب: بل تعست وانتكست، فقال: ولم ذاك؟ فقال: لأنك أتعست النبي الأمي أحمد، قال: وما علمك بذلك؟ قال: أما تقرأ المصباح الرابع من الوحي إلى المسيح: أن قل لبني إسرائيل ما أجهلكم تتطيبون بالطيب لتطيبوا به في الدنيا عند أهلها وأهلكم وأجوافكم عندي جيف الميتة، يا بني إسرائيل آمنوا برسولي النبي الأمي الذي يكون في آخر الزمان صاحب الوجه الأقمر، والجمل الأحمر المشرب بالنور، ذي الجناب الحسن، والثياب الخشن، سيد الماضين عندي، وأكرم الباقين علي، المستن بسنتي والصابر في ذات نفسي، والمجاهد بيده المشركين من أجلي، فبشر به بني إسرائيل، ومر بني إسرائيل أن يعزروه وينصروه، قال عيسى: قدوس، من هذا العبد الصالح الذي قد أحبه قلبي ولم تره عيني؟ قال: هو منك وأنت منه، وهو صهرك على أمك، قليل الأولاد، كثير الأزواج، يسكن مكة من موضع أساس وطئ إبراهيم (ع) نسله من مباركة وهي ضرة أمك في الجنة، له شأن من الشأن، تنام عيناه ولا ينام قلبه، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة، له حوض من شفير زمزم إلى معرب الشمس حيث يعرف، فيه شرابان من الرحيق والتسنيم، فيه أكاويب عدد نجوم السماء من شرب منه شربة لا يظمأ بعده أبدا وذلك بتفضيلي إياه على سائر المرسلين، يوافق قوله فعله وسريرته علانيته، فطوباه وطوبى أمته، الذين على ملته يحيون، وعلى سنته يموتون، ومع أهل بيته يميلون آمنين مؤمنين مطمئنين مباركين، يكون في زمن قحط وجدب فيدعوني فيرخي السماء عزاليها حتى يرى أثر بركاتها في أكنافها، وأبارك فيما يصنع يده فيه، قال: إلهي سمه، قال: نعم هو أحمد، وهو محمد رسولي إلى الخلق كافة أقربهم مني منزلة، وأخصهم مني شفاعة، لا يأمر إلا بما أحب، ولا ينهى إلا عما أكره. قال له صاحبه: فأني تقدم بنا على من هذه صفته قال: نشهد أقواله وننظر آياته، فإن يكن هو هو ساعدناه بالمسالمة ونكفه بأموالنا عن أهل ديننا من حيث لا يشعر بنا، وإن يكن كذابا كفيناه بكذبه على الله، قال له صاحبه: ولم إذا رأيت العلامة لا تتبعه؟ قال: أما رأيت ما فعل بنا هؤلاء القوم؟ كرمونا ومولونا ونصبوا لنا كنايسنا، وأعلوا فيها ذكرنا، فكيف تطيب النفس بدين يستوي فيه الشريف والوضيع؟ فلما قدموا المدينة قال من يراهم من أصحاب رسول الله (ص): ما رأينا وفدا من وفود العرب كانوا أجمل من هؤلاء، لهم شعور وعليهم ثياب الحبر، وكان رسول الله (ص) متناء عن المسجد فحضرت صلاتهم فقاموا يصلون في مسجد رسول الله (ص) تلقاء المشرق، فهم رجال من أصحاب رسول الله (ص) بمنعهم، فأقبل رسول الله (ص) فقال: دعوهم، فلما قضوا صلاتهم جلسوا إليه وناظروه فقالوا: يا أبا القاسم حاجنا في عيسى، فقال: عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، فقال أحدهم بل هو ولده وثاني اثنين، وقال آخر بل ثالث ثلاثة: أب، وابن، وروح قدس، وقد سمعنا في قرآن نزل عليك يقول: فعلنا، وجعلنا، وخلقنا، ولو كان واحدا لقال: خلقت وجعلت، وفعلت، فتغشى النبي (ص) الوحي ونزل على صدره سورة آل عمران إلى قوله رأس الستين منها: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} الآية، فقص عليهم رسول الله (ص) القصة وتلا عليهم القرآن، فقال بعضهم لبعض: قد والله أتاكم بالفصل من خبر صاحبكم. وقال لهم رسول الله (ص): إن الله قد أمرني بمباهلتكم، إذا كان غدا باهلناك، فقال القوم بعضهم لبعض: حتى ننظر بمن يباهلنا غدا؟ بكثرة أتباعه من أوباش الناس، أم بأهله من أهل الصفوة والطهارة؟ فإنهم وشيج الأنبياء وموضع بهلهم فلما كان من غد، غدا رسول الله (ص) بيمينه علي، وبيساره الحسن والحسين، ومن ورائهم فاطمة (ع) عليهم الحلل النجرانية، وعلى كتف رسول الله (ص) كساء قطواني رقيق خشن ليس بكثيف ولا لين، فأمر بشجرتين فكسح ما بينهما ونشر الكساء عليهما وأدخلهم تحت الكساء وأدخل منكبه الأيسر معهم تحت الكساء معتمدا على قوسه النبع، ورفع يده اليمنى إلى السماء للمباهلة وأشرف الناس ينظرون، واصفر لون السيد والعاقب وزلزلا حتى كاد أن يطيش عقولهما فقال أحدهما لصاحبه: أنباهله؟ قال: أو ما علمت أنه ما باهل قوم قط نبيا فنشأ صغيرهم وبقي كبيرهم، ولكن أره أنك غير مكترث، وأعطه من المال والسلاح ما أراد، فإن الرجل محارب، وقل له، أبهؤلاء تباهلنا لئلا يرى أنه قد تقدمت معرفتنا بفضله وفضل أهل بيته، فلما رفع النبي (ص) يده إلى السماء للمباهلة قال أحدهما لصاحبه: أي رهبانية ؟ دارك الرجل، فإنه إن فاه ببهلة لم نرجع إلى أهل ولا مال، فقالا: يا أبا القاسم أبهؤلاء تباهلنا؟ قال: نعم، هؤلاء أوجه من على وجه الأرض بعدي إلى الله وجهة، وأقربهم إليه وسيلة، قال: فبصبصا يعني ارتعدا وكرا، وقالا له: يا أبا القاسم نعطيك ألف سيف، وألف درع، وألف حجفة وألف دينار كل عام، على أن الدرع والسيف والحجف عندك إعارة حتى نأتي من وراءنا من قومنا فنعلمهم بالذي رأينا وشاهدنا، فيكون الامر على ملاء منهم فإما الاسلام وإما الجزية وإما المقاطعة في كل عام فقال النبي (ص): قد قبلت منكما، أما والذي بعثني بالكرامة لو باهلتموني بمن تحت الكساء لأضرم الله عليكم الوادي نارا تأجج ثم ساقها إلى من وراءكم في أسرع من طرف العين فحرقتهم تأججا فهبط عليه جبرئيل الروح الأمين فقال: يا محمد إن الله يقرئك السلام ويقول لك: وعزتي وجلالي لو باهلت بمن تحت الكساء أهل السماء وأهل الأرض لتساقطت عليهم السماء كسفا متهافتة: ولتقطعت الأرضون زبرا سايحة فلم يستقر عليها بعد ذلك، فرفع النبي (ص) يديه حتى رئي بياض إبطيه ثم قال: على من ظلمكم حقكم وبخسني الاجر الذي افترضه الله عليهم فيكم بهلة الله تتابع إلى يوم القيامة.

------------

سعد السعود ص 91, بحار الأنوار ج 21 ص 350

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن ابن عباس: ان وفد نجران من النصارى قدموا على رسول الله (ص) وهم أربعة عشر رجلا من أشرافهم, منهم السيد وهو الكبير, والعاقب وهو الذي يكون بعده, وصاحب رأيهم, فقال رسول الله (ص) لهما: أسلما, قالا: أسلمنا, قال: ما أسلمتما, قالا: بلى, قد أسلمنا قبلك, قال: كذبتما, يمنعكم من الاسلام ثلاث فيكما: عبادتكما الصليب, وأكلكما الخنزير, وزعمكما ان لله ولدا, ونزل {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب} الآية, فلما قرأها عليهم قالوا: ما نعرف ما تقول, ونزل {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} يقول: من جادلك في أمر عيسى (ع) من بعدما جاءك من العلم من القرآن {فقل تعالوا} إلى قوله {ثم نبتهل} يقول: نجتهد في الدعاء, ان الذي جاء به محمد (ص) هو الحق, وان الذي يقولون هو الباطل, فقال لهم: ان الله قد أمرني ان لم تقبلوا هذا أن أباهلكم, فقالوا: يا أبا القاسم, بل نرجع فننظر في أمرنا ثم نأتيك, فخلا بعضهم ببعض وتصادقوا فيما بينهم, قال السيد للعاقب: قد والله علمتم ان الرجل نبي مرسل, ولئن لاعنتموه انه ليستأصلكم, ومالا عن قوم قط نبيا فبقى كبيرهم ولا نبت صغيرهم, فان أنتم ان تتبعوه وأبيتم الا الف دينكم فوادعوه, وارجعوا إلى بلادكم, وقد كان رسول الله (ص) خرج ومعه علي والحسن والحسين وفاطمة , فقال رسول الله (ص): ان أنا دعوت فأمنوا أنتم. فأبوا أن يلاعنوه وصالحوه على الجزية.

-----------

الدر المنثور ج 2 ص 39, تفسير الآلوسي ج 3 ص 188, أسباب نزول الآيات ص 67 بأختصار

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن حريز, عن أبي عبد الله (ع) قال: ان أمير المؤمنين (ع) سئل عن فضائله فذكر بعضها، ثم قالوا له: زدنا فقال: ان رسول الله (ص) أتاه حبران من أحبار النصارى من أهل نجران, فتكلما في أمر عيسى، فأنزل الله هذه الآية {ان مثل عيسى عند الله كمثل آدم} إلى آخر الآية, فدخل رسول الله (ص) فأخذ بيد على والحسن والحسين وفاطمة، ثم خرج ورفع كفه إلى السماء وفرج بين أصابعه ودعاهم إلى المباهلة. قال: وقال أبو جعفر (ع) وكذلك المباهلة يشبك يده في يده يرفعها إلى السماء، فلما رآه الحبران قال أحدهما لصاحبه: والله لئن كان نبيا لنهلكن وإن كان غير نبي كفانا قومه فكفا وانصرفا.

-----------

تفسير العياشي ج 1 ص 175, دعائم الإسلام ج 1 ص 17, البرهان ج 1 ص 636, بحار الأنوار ج 21 ص 341, غاية المرام ج 3 ص 228, تفسير كنز الدقائق ج 3 ص 117

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

روي: قال المأمون يوما للرضا (ع) أخبرني بأكبر فضيلة لأمير المؤمنين (ع) يدل عليها القرآن، قال: فقال له الرضا (ع): فضيلة في المباهلة، قال الله جل جلاله: {فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} فدعا رسول الله (ص) الحسن والحسين (ع) فكانا ابنيه، ودعا فاطمة (ع) فكانت في هذا الموضع نساؤه، ودعا أمير المؤمنين (ع) فكان نفسه بحكم الله عز وجل، فقد ثبت أنه ليس أحد من خلق الله تعالى أجل من رسول الله (ص) و أفضل، فوجب أن لا يكون أحد أفضل من نفس رسول الله (ص) بحكم الله تعالى. قال: فقال له المأمون: أليس قد ذكر الله تعالى الأبناء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله ابنيه خاصة؟ وذكر النساء بلفظ الجمع وإنما دعا رسول الله (ص) ابنته وحدها؟ فألا جاز أن يذكر الدعاء لمن هو نفسه، ويكون المراد نفسه في الحقيقة دون غيره فلا يكون لأمير المؤمنين (ع) ما ذكرت من الفضل؟ قال: فقال له الرضا (ع): ليس يصح ما ذكرت يا أمير المؤمنين، وذلك أن الداعي إنما يكون داعيا لغيره، كما أن الآمر آمر لغيره، ولا يصح أن يكون داعيا لنفسه في الحقيقة، كمالا يكون آمرا لها في الحقيقة، وإذا لم يدع رسول الله (ص) رجلا في المباهلة إلا أمير المؤمنين (ع) فقد ثبت أنه نفسه التي عناها الله سبحانه في كتابه وجعل حكمه ذلك في تنزيله، قال: فقال المأمون: إذا ورد الجواب سقط السؤال.

-------------

الفصول المختارة ص 38, بحار الأنوار ج 10 ص 350

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن مكحول, عن أمير المؤمنين (ع) في حديث طويل يعدد به مناقبه: واما الرابعة والثلاثون, فان النصارى ادعوا أمرا فأنزل عز وجل فيه: {فمن حاجك فيه من بعدما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} فكانت نفسي نفس رسول الله (ص), والنساء فاطمة، والأبناء الحسن والحسين، ثم ندم القوم فسألوا رسول الله (ص) الاعفاء فعفا عنهم, وقال: والذي انزل التوراة على موسى والفرقان على محمد لو باهلونا لمسخهم الله قردة وخنازير.

------------

الخصال ص 576, بحار الأنوار ج 31 ص 439, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 349, تفسير كنز الدقائق ج 2 ص 110

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الحسن موسى بن جعفر (ع) في حديث طويل: فقال الله تبارك وتعالى {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} فكان تأويل أبناءنا: الحسن والحسين (ع), ونساءنا: فاطمة (ع), وأنفسنا: علي بن أبي طالب (ع).

-----------

الأختصاص ص 56, بحار الأنوار ج 48 ص 123, الحدائق الناضرة ج 12 ص 401, تفسير الصافي ج 1 ص 343, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 348, تفسير نز الدقائق ج 2 ص 112, غاية المرام ج 3 ص 227, عيون أخبار ارضا (ع) ج 2 ص 81

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الإمام موسى بن جعفر (ع) في حديث طويل بينه وبين هارون:...ثم قال (هارون): كيف قلتم انا ذرية النبي والنبي (ص) لم يعقب وانما العقب للذكر لا للأنثى وأنتم ولد لابنته ولا يكون لها عقب؟ فقلت: أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه الا ما أعفتني من هذه المسألة فقال: لا أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد على وأنت يا موسى يعسوبهم وامام زمانهم كذا انهى إلى ولست أعفيك في كل ما أسئلك عنه حتى تأتيني فيه بحجة من كتاب الله وأنتم تدعون معشر ولد على أنه لا يسقط عنكم منه شئ لا الف ولا واو الا تأويله عندكم، واحتججتم بقوله عز وجل: {ما فرطنا في الكتاب من شئ} واستغنيتم عن رأى العلماء وقياسهم، فقلت تأذن لي في الجواب؟ قال: هات، فقلت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم: {ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزى المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى} من أبو عيسى يا أمير المؤمنين؟ قال: ليس لعيسى أب، فقلت: انما ألحقنا بذراري الأنبياء من طريق مريم (ع)، وكذلك ألحقنا بذراري النبي (ص) من قبل أمنا فاطمة (ع), أزيدك يا أمير المؤمنين؟ قال: هات قلت: قول الله عز وجل: {فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع أبنائنا وأبنائكم ونسائنا ونسائكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين} ولم يدع أحد أنه أدخله النبي صلى الله عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إلا علي بن أبي طالب (ع) وفاطمة، والحسن والحسين أبنائنا الحسن والحسين ونسائنا فاطمة، وأنفسنا علي بن أبي طالب (ع).

----------

الإحتجاج ج 2 ص 164, الحدائق الناظرة ج 12 ص 400, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 80, بحار الأنوار ج 48 ص 128, كتاب الأربعين للماحوزي ص 308, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 743 بعضه, الدر النظيم ص 659, غاية المرام ج 3 ص 227

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن أبي الجارود، عن أبي جعفر (ع) قال: قال لي أبو جعفر (ع): يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين (ع)؟ قلت: ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله (ص). قال: فأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت: احتججنا عليهم بقول الله عز وجل في عيسى ابن مريم (ع): {ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى} فجعل عيسى ابن مريم من ذرية نوح (ع). قال: فأي شئ قالوا لكم؟ قلت: قالوا: قد يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب. قال: فأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت: احتججنا عليهم بقول الله تعالى لرسوله (ص): {قل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم} قال: فأي شئ قالوا؟ قلت: قالوا: قد يكون في كلام العرب أبناء رجل وآخر يقول: أبناؤنا. قال: فقال أبو جعفر (ع): يا أبا الجارود لأعطينكها من كتاب الله جل وتعالى أنهما من صلب رسول الله (ص) لا يردها إلا الكافر. قلت: وأين ذلك جعلت فداك؟ قال: من حيث قال الله تعالى: {حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم} الآية إلى أن انتهى إلى قوله تبارك تعالى: {وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم} فسلهم يا أبا الجارود هل كان يحل لرسول الله (ص) نكاح حليلتيهما؟ فإن قالوا: نعم كذبوا وفجروا وإن قالوا: لا فهما ابناه لصلبه.

-----------

الكافي ج 8 ص 317, الحدائق الناضرة ج 12 ص 398, بحار الأنوار ج 93 ص 239, تفسير القمي ج 1 ص 209, تفسير نور الثقلين ج 1 ص 742, العدد القوية ص 40

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن الريان بن الصلت، عن الإمام الرضا في احتجاج طويل له مع علماء أهل العراق وخراسان, قال (ع): فحين ميز الله الطاهرين من خلقه، فأمر نبيه (ص) بالمباهلة في آية الابتهال، فقال عز وجل: قل يا محمد {تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين} فأبرز النبي (ص) عليا والحسن والحسين وفاطمة وقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معنى قوله عز وجل: {وأنفسنا وأنفسكم}؟ قالت العلماء: عنى به نفسهم. فقال أبو الحسن (ع): غلطتم، إنما عنى بها علي بن أبي طالب (ع)، ومما يدل على ذلك، قول النبي (ص) حين قال: لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي، يعني علي بن أبي طالب (ع)، فهذه خصوصية لا يتقدمه فيها أحد، وفضل لا يلحقه فيه بشر، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل نفس علي كنفسه.

-------------

الأمالي للصدوق ص 618, عيون أخبار الرضا (ع) ج 2 ص 209, بحار الأنوار ج 25 ص 223, بشارة المصطفى ص 352, غاية المرام ج 2 ص 328

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي (ع) ثلاثا، فلان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي (ع)، وخلفه في بعض مغازيه، فقال: يا رسول الله، تخلفني مع النساء والصبيان؟ فقال رسول الله (ص): أما ترض أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟ وسمعته (ص) يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها، قال: ادعوا لي عليا، فاتى علي (ع) أرمد العينين، فبصق في عينيه، ودفع إليه الراية ففتح عليه، ولما نزلت هذه الآية {ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا وقال: اللهم هؤلاء أهلي.

---------

الأمالي للطوسي ص 306, مناقب أمير المؤمنين (ع) للكوفي ج 2 ص 502, بحار الأنوار ج 21 ص 10, بشارة المصطفى ص 313, غاية المرام ج 2 ص 40

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عامر بن سعد، عن أبيه قال: ولما نزلت هذه الآية: {ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال: اللهم هؤلاء أهلي.

-------------

شواهد التنزيل ج 1 ص 160, سنن الترمذي ج 4 ص 293, المستدرك ج 3 ص 150, السنن الكبرى ج 7 ص 63, زاد المسير ج 1 ص 339, تفسير البحر المحيط ج 2 ص 502, الدر المنثور ج 2 ص 39, فتح القدير ج 1 ص 348, تفسير الآلوسي ج 3 ص 190, إمتاع الأسماع ج 5 ص 386, سبل الهدى والرشد ج 6 ص 419, ينابيع المودة ج 2 ص 233, دخائر العقبى ص 25

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن عامر بن سعد بن أبي وقاص, عن أبيه قال: امر معاوية بن أبي سفيان سعدا, فقال: ما منعك ان تسب أبا التراب, فقال: اما ما ذكرت ثلاثا, قالهن له رسول الله (ص), فلن أسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب إلى من حمر النعم. سمعت رسول الله (ص) يقول له خلفه في بعض مغازيه, فقال له علي (ع): يا رسول الله, خلفتني مع النساء والصبيان, فقال له رسول الله (ص): اما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى, الا انه لا نبوة بعدي. وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله, ويحبه الله ورسوله, قال: فتطاولنا لها, فقال: ادعوا لي عليا, فاتى به أرمد, فبصق في عينه ودفع الراية إليه, ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية {فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم} دعا رسول الله (ص) عليا وفاطمة وحسنا وحسينا , فقال: اللهم هؤلاء أهلي.

--------------

صحيح مسلم ج 7 ص 120, سنن الترمذي ج 5 ص 301, السنن الكبرى ج 5 ص 107, الإصابة ج 4 ص 468, مناقب الخوارزمي ص 108

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية

 

عن السدي: {فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم} الآية، فأخذ - يعني النبي (ص) - بيد الحسن والحسين وفاطمة ، وقال لعلي (ع): اتبعنا! فخرج معهم، فلم يخرج يومئذ النصارى، وقالوا: إنا نخاف أن يكون هذا هو النبي (ص)، وليس دعوة النبي كغيرها، فتخلفوا عنه يومئذ. فقال النبي (ص): لو خرجوا لاحترقوا. فصالحوه على صلح على أن له عليهم ثمانين ألفا فما عجزت الدراهم ففي العروض الحلة بأربعين، وعلى أن له عليهم ثلاثا وثلاثين درعا، وثلاثا وثلاثين بعيرا، وأربعة وثلاثين فرسا غازية كل سنة، وأن رسول الله (ص) ضامن لها حتى نؤديها إليهم.

----------

جامع البيان ج 3 ص 408, تخريج الأحاديث والآثار ج 1 ص 188, العجاب في بيان الأسباب ج 2 ص 687 بإختصار شديد

تحقيق مركز سيد الشهداء (ع) للبحوث الاسلامية